
هيئتا «المتاحف» و«التراث» تدعوان الباحثين للمشاركة في النسخة الـ12 من «مؤتمر البحر الأحمر»
ويأتي هذا الحدث في إطار مساعي السعودية لتعزيز الحضور الثقافي والبحثي في المنطقة، وتفعيل دور المتاحف جسوراً للتواصل الحضاري والمعرفي، فمنذ انطلاق نسخته الأولى في عام 2002، رسخ «مؤتمر البحر الأحمر» مكانته بوصفه أهم منصة دولية لدراسة البحر الأحمر بوصفه وحدة جغرافية وتاريخية فريدة، تجمع بين عمق التاريخ وتنوع الجغرافيا وغنى التفاعل البشري.
وقد شهد المؤتمر عبر مسيرته الطويلة استضافات نوعية في مؤسسات عالمية، مثل: المتحف البريطاني، وجامعة ساوثهامبتون، وجامعة إكستر، وجامعة تبوك، وجامعة نابولي «لورينتالي»، وجامعة وارسو، وبيت الشرق والبحر الأبيض المتوسط، وجامعة كريت، وجامعة برشلونة المستقلة.
ولأول مرة، يعقد المؤتمر في قلب منطقة البحر الأحمر نفسها، في خطوة نوعية تعكس الأهمية الاستراتيجية والثقافية لمدينة جدة والمملكة على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويركز المؤتمر هذا العام على جملة من القضايا المحورية التي تجمع بين البعدين الأكاديمي والتطبيقي، وفي مقدمتها «الحفاظ على التراث الثقافي والمقتنيات المتحفية».
ويطرح المؤتمر تساؤلات بشأن كيفية صون ذاكرة المنطقة وتراثها المادي وغير المادي في ظل التغيرات البيئية والاجتماعية المتسارعة، إضافة إلى مناقشة مشروعات التوثيق والحفظ الرقمية، وإشراك المجتمع المحلي في حماية إرثه العريق.
كما يغطي المؤتمر محاور علمية واسعة، من بينها «استكشاف البحر الأحمر» بوصفه فضاءً متحركاً لتداخل الحدود الثقافية والجغرافية؛ إذ يناقش المشاركون كيفية تشكل وتحوّل هذه الحدود عبر العصور، ودور البحر الأحمر بوصفه جسراً يربط بين أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام، والمحيط الهندي.
كذلك محور «التجارة البحرية والاتصال» الذي يسلط الضوء على البحر الأحمر بوصفه شرياناً حيوياً للتجارة والتبادل الثقافي، ويركز على الموانئ التاريخية، مثل برنيس ومصوع وجدة، ودورها في التبادل الحضاري بين الشعوب.
كما يستعرض محور «البيئة والإنسان» أحدث البحوث البيئية والأثرية لفهم أنماط النشاط البشري والتكيّف مع البيئة والتغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة عبر الزمن، إلى جانب محور «المشاهد الثقافية» الذي يتناول المدن والموانئ والمستوطنات البشرية القديمة على ضفاف البحر الأحمر، ويحلل دور الجغرافيا والبنية التحتية في رسم معالم هذه المواقع.
ويهتم المؤتمر كذلك بمحور «التراث الثقافي والحفاظ عليه»؛ إذ يناقش الاستراتيجيات والتقنيات الحديثة للحفاظ على التراث الأثري والمقتنيات المتحفية والمشاهد البيئية، مع التركيز على التوثيق وإشراك المجتمعات المحلية في عمليات الصَّون والتفسير.
وفي محور «التراث الثقافي المغمور بالمياه»، تُستعرض جهود استكشاف وحفظ المواقع الأثرية البحرية وحطام السفن القديمة وطرق التجارة المغمورة، إلى جانب التحديات البيئية المرتبطة بها.
أما محور «التفاعلات بين الثقافات»، فيستعرض كيف كان البحر الأحمر ممراً للتبادلات الثقافية والحضارية بين مصر، وشبه الجزيرة العربية، وشرق أفريقيا، وحضارات المحيط الهندي، وكيف نشأت هويات ثقافية جديدة نتيجة هذا التلاقي المستمر.
وقد دعت «هيئة المتاحف» و«هيئة التراث» جميع الباحثين والمهتمين بمجالات الآثار والبيئة والتاريخ والأنثروبولوجيا والمتاحف إلى تقديم ملخصات أوراقهم البحثية باللغة الإنجليزية، في موعد أقصاه 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، عبر عنوانَي البريد الإلكتروني للهيئتين، مع إتاحة الفرصة لتقديم ملخصات علمية ضمن فعاليات المؤتمر.
وتخضع جميع الملخصات لمراجعة لجنة علمية مختصة لضمان جودة المشاركات.
وفي بادرة لدعم البحث العلمي وتعزيز المشاركة الإقليمية والدولية، أعلنت «الهيئة» عن تخصيص 5 منح سفر للباحثين الذين تُقبل أوراقهم البحثية.
وتؤكد «هيئة المتاحف» و«هيئة التراث» أن استضافة هذا المؤتمر في «متحف البحر الأحمر» تمثل تتويجاً لجهود المملكة في دعم الحراك الثقافي والعلمي، وتعكس مكانتها وجهةً جاذبةً للباحثين، وصانعة للحوار المعرفي بين حضارات البحر الأحمر، وأن هذا الحدث سيسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون البحثي، والحفاظ على التراث المشترك، وإبراز الدور التاريخي والثقافي للبحر الأحمر بوصفه جسراً للتلاقي الإنساني والحضاري عبر العصور.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
«رماح الخشب تُقاتل نجم البحر»… غواصو جزر كوك في معركة لحماية الشعاب
يخوض غواصون مزوَّدون برماح خشبية في جزر كوك حرباً بدائية لإنقاذ الشعاب المرجانية من نجم البحر؛ وهي معركة حيوية للأنظمة البيئية التي بدأ يُضعفها التغيّر المناخي. وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ هذه الأدوات البدائية تُعدّ أفضل سلاح لجمعية «كوريرو أو تي أوراو» («معرفة الأرض والسماء والبحر» بلغة الماوري) في معركتها ضدّ «إكليل الشوك»، وهو نوع من نجم البحر يتغذَّى على المرجان، ويلتهم الشعاب المرجانية الاستوائية. في مواجهة الغزو الصامت لنجم البحر الشوكي (أ.ف.ب) تتعرّض جزر كوك، وهي دولة جزرية تقع في جنوب المحيط الهادئ، ويبلغ عدد سكانها نحو 17 ألف نسمة، لغزو مستمرّ منذ سنوات، وفق عالم الأحياء البحرية تينا رونغو. ويقول رونغو، الذي يُدرّب مجموعات تطوعية لحماية الشعاب المرجانية في راروتونغا: «يمكنها تدمير الشعاب المرجانية المحيطة بالجزيرة بشكل كامل». ويضيف: «أعتقد أنّ هذا غزو واسع النطاق للمحيط الهادئ حالياً، فنحن نعلم أنّ دولاً أخرى تواجه مشكلات مماثلة». غواصون يطاردون «القاتل الصامت» (أ.ف.ب) يمكن لإكليل شوك بالغ واحد أن يأكل أكثر من 10 أمتار مربّعة من الشعاب المرجانية سنوياً، عن طريق الضغط على معدته عبر فمه لتغطية المرجان بالعصارات الهضمية. تُشكّل هذه اللافقاريات تهديداً كبيراً للحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، حيث طوّر العلماء أجهزة لرصدها، وحقنها بالسمّ. من جهته، يقول الباحث في المعهد الأسترالي لعلوم البحار، سفين أوثيك: «حالياً، نقضي عليها بشكل رئيس عن طريق الحقن». ويضيف: «يمكن استخدام الخلّ، أو عصير الليمون، أو مرارة الثور»، بينما «يعمل آخرون على تطوير مصائد كيميائية. كل هذه الوسائل واعدة جداً، لكن هذه التقنيات لا تزال في مرحلة التطوير». ويجد رونغو أنّ أسرع طريقة لفصل نجم البحر هي استخدام عصا منحوتة من خشب حديد المحيط الهادئ، وهو خشب شديد الصلابة. ويقول: «أجرينا بعض التعديلات مع الوقت، لأننا كنّا نتعرّض باستمرار للدغات نجم البحر. إنّ ذلك مؤلم». معركة حياة أو موت لحماية الشعاب (أ.ف.ب) نجم البحر الشوكي، الذي سُمّي كذلك بسبب مئات الأشواك السامّة الصغيرة التي يحملها، يمكن أن ينمو ليصبح أكبر من إطار سيارة. ووفق المعهد الأسترالي لعلوم البحار، يتكاثر هذا النوع من النجوم «بنِسَب وبائية»، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسة لزوال الشعاب المرجانية. يشتبه الباحثون في أنّ هذه الإصابات ناجمة عن مجموعة من العوامل، منها تصريف النفايات الزراعية في البحر، وتقلبات أعداد الحيوانات المفترسة الطبيعية. لكن الأضرار التي يمكن أن تُسبّبها تتفاقم مع إضعاف الشعاب المرجانية بسبب ابيضاض المرجان، وتحمّض المحيطات، وكلاهما مرتبط بالتغيّر المناخي. يصعب أحياناً رصد نجم البحر، إذ يعلق في شقوق خافتة الإضاءة. وبمجرّد فصله عن المرجان بواسطة غواصين متطوّعين، يُثقب بحبل سميك ويُسحب إلى قارب في انتظاره. يُفرّغ صيد اليوم في حاوية بلاستيكية قبل نقل نجم البحر إلى الشاطئ. والهدف من ذلك إحصاؤه وقياسه، ولكن أيضاً طحنه لصنع سماد للحدائق. في كل عام، يجمع متطوّعو جمعية «كوريرو أو تي أوراو» الآلاف منه. يستمدّ رونغو دافعه من الدمار الذي تسبّبت به آخر موجة غزو كبيرة لهذا النجم في البلاد خلال تسعينات القرن الماضي. ويشير إلى أنه شارك في مكافحة هذه الظاهرة آنذاك. ويضيف: «لكن تأخرنا في الاستجابة. استمرّت العملية وانتهى الأمر بتدمير الشعاب المرجانية».


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
المركز الوطني للوثائق والمحفوظات يشارك في معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025
بهدف التعريف بنظام الوثائق والمحفوظات المعتمد في المملكة العربية السعودية ، يشارك المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025 بجناح معرفي يسلّط الضوء على المهام والاختصاصات التي يضطلع بها. ويُبرز المركز من خلال مشاركته أبرز مهامه الرئيسة، التي تشمل إعداد اللوائح التنفيذية لنظام الوثائق والمحفوظات، وتجميع الأنظمة واللوائح والتعليمات والاتفاقيات والمعاهدات، إلى جانب إعداد دليل ترميز شامل لأجهزة الدولة. وثائق تاريخية في معرض المدينة للكتاب يذكر أنّ المركز الوطني للوثائق والمحفوظات يعرض أصولًا وصورًا ضوئية لعدد من الوثائق التاريخية التي تتناول موضوعات مثل نظام العلم للمملكة، وجهودها في خدمة الحرمين الشريفين، وغيرها من الوثائق التي تستقطب اهتمام زوّار المعرض. كما تتضمن المشاركة استعراضًا لجهود المركز في جمع الوثائق وفهرستها وتصنيفها وحفظها وترميزها وفق أعلى المعايير الفنية، إضافة إلى متابعة عمليات الحفظ لدى الأجهزة الحكومية، والعمل على حماية الوثائق ، وتحقيق التنسيق والتكامل مع الجهات المعنية بالمملكة، وتبادل الخبرات والمعلومات معها. تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوثيقة الوطنية تجدر الإشارة إلى أنّ مشاركة المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في معرض المدينة الدولي للكتاب تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوثيقة الوطنية، ودور المركز في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها، لاسيما على صعيد التعاون الدولي من خلال الاشتراك في الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية المختصة، بما يرسّخ مكانة المملكة في مجال حفظ الإرث الوثائقي العالمي. وحرص المركز على تقديم عرض مرئي داخل جناحه، يعرّف الزوار باللوائح والأنظمة المعمول بها في المملكة لتنظيم العمل الوثائقي في الأجهزة الحكومية، مثل السياسة العامة للوثائق، ولائحة إتلاف الوثائق، ولائحة التعامل مع الوثائق السرية، وغيرها. ويقدم المركز إصداراته مجانًا لزوّار المعرض، في حين تأتي هذه المشاركة امتدادًا لدوره في دعم الحوكمة الوثائقية، وتطوير بيئة الحفظ والتوثيق بما يواكب مستهدفات التحول الرقمي والمعرفي ضمن رؤية السعودية 2030. |صور جانب من تفاعل زوار جناح #المركز_الوطني_للوثائق_والمحفوظات في #معرض_المدينة_المنورة_للكتاب_2025. #المدينة_تقرأ — المركز الوطني للوثائق والمحفوظات (@ncar_ksa) July 30, 2025 معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب لأطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، بمركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات، يوم الثلاثاء الموافق 29 يوليو 2025، ومن المقرر أن يستمر على مدى 7 أيام حتى 4 أغسطس 2025 تحت شعار "المدينة تقرأ"، ويُعتبر المعرض ضمن مبادرة "معارض الكتاب في السعودية" وهي إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة، التي تسعى إلى تمكين صناعة النشر ، وتحفيز الوعي الثقافي والمعرفي، تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030. ويساهم المعرض في تعزيز التبادل الثقافي والتشجيع على الاهتمام بالقراءة، حيث يسلط الضوء على مواهب الكتّاب والأدباء السعوديين، ويعمل على توفير بيئة استثمارية بمعايير عالمية، وأصبح المعرض اليوم فعالية سنوية مُنتظرة تستقطب آلاف الزوار للاطلاع على أحدث عناوين الكتب وإصداراتها.


الرياض
منذ 12 ساعات
- الرياض
جامعة الإمام تمنح الباحثة البحرينية أسماء خالد درجة الدكتوراه بامتياز
في لجنة مناقشة شاركت فيها عضو مجلس الشورى السعودي مناقشًا خارجيًا. بحضور رفيع شمل سعادة القنصل العام لمملكة البحرين في المملكة العربية السعودية وممثل عن سفارة مملكة البحرين في المملكة العربية السعودية سعادة المستشار الثقافي. بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم ومدراء الإدارات وعدد من القيادات التربوية بمملكة البحرين. بحضور قيادات وأكاديميي جامعة الإمام وجامعة البحرين وجامعات خليجية وعربية. أثبتت الرسالة حضور المرأة الفاعل في شرقي الجزيرة العربية منذ العصور الإسلامية المبكرة، ودورها الأصيل في مختلف ميادين الحياة. تمت مناقشة رسالة دكتوراه بقسم التاريخ والحضارة بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان: "المرأة في مجتمع شرقي الجزيرة العربية وأثرها في الحياة العامة في العصر العباسي (132–656هـ/750–1258م): دراسة تاريخية وحضارية" للباحثة البحرينية أسماء بنت خالد بن سلمان، وكانت لجنة المناقشة مؤلفة من كلٍ من د. صالح بن مده الجدعاني مقررًا، و د. أميرة بنت أحمد الجعفري عضو مجلس الشورى السعودي وأستاذ التاريخ الإسلامي المشارك - سابقًا- مناقشًا خارجيًا، وأ.د. فهد بن عبدالعزيز الدامغ أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الإمام مناقشًا داخليًا، وبعد مناقشة الرسالة أوصت اللجنة بمنح درجة الدكتوراه للطالبة بتقدير امتياز مرتفع. شهدت جلسة مناقشة الأطروحة حضورًا رسميًا وأكاديميًا رفيع المستوى، تقدّمه سعادة القنصل العام لمملكة البحرين في جدة السيد موسى النعيمي، وسعادة المستشار الثقافي الأستاذ معمر المناعي ممثل سفارة مملكة البحرين بالرياض، إلى جانب نخبة من قيادات وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين، يتقدمهم سعادة الأستاذة نوال الخاطر وكيل الوزارة، والأستاذة سحر المجذوب مدير إدارة سياسات وتطوير المناهج. كما شرف الجلسة عدد من القيادات الأكاديمية من أبرز المؤسسات التعليمية في المنطقة، من بينهم الدكتورة ضياء الكعبي عميدة كلية الآداب بجامعة البحرين إلى جانب جمع من الأساتذة والمهتمين بالتاريخ والتراث من الجامعات الخليجية والعربية. وعكس هذا الحضور الرفيع اهتمام الأوساط الأكاديمية والبحثية بالرسالة، لما تحمله من أبعاد علمية وحضارية تتعلق بتاريخ المرأة في شرقي الجزيرة العربية، ودورها المؤثر في الحياة العامة خلال العصر العباسي، من منظور علمي متجدد ورؤية بحثية دقيقة. جاءت رسالة الباحثة في سياق علمي يُبرز الدور الفاعل للمرأة في شرقي الجزيرة العربية خلال العصر العباسي، وتوزعت على أربعة فصول تناولت الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للمرأة، بعد تمهيد استعرض أوضاع المنطقة قبل العصر العباسي. واختُتمت الرسالة بخاتمة شاملة للنتائج والتوصيات، مدعومة بملاحق ومراجع علمية متنوعة، أبرزها المصادر الفقهية والأدبية. تُعد الدكتورة أسماء من الأسماء البارزة في ميدان الدراسات التاريخية الحضارية لمنطقة الخليج العربي، وتمتاز بحضور فاعل في الساحة الأكاديمية والإعلامية. وهي كاتبة صحفية في صحيفة الوطن البحرينية، حيث تطرح في عمودين هما "تاريخ مشرق" و"حضارة وطن" رؤى تحليلية مبسطة تربط التاريخ بالهوية الوطنية وتعزّز الوعي المجتمعي بالإرث الحضاري. وقد أثرت الباحثة الإنتاج العلمي بأكثر من ثمانية أبحاث محكّمة نُشرت خلال العام الماضي، إلى جانب أكثر من عشرين مقالًا صحفيًا تناولت فيها موضوعات متنوعة في التاريخ والثقافة. كما تستعد لإصدار كتابين علميين جديدين، أحدهما يصدر بإشراف دارة الملك عبدالعزيز، في إطار اهتمامها المستمر بخدمة المعرفة التاريخية وتعميقها في السياق الخليجي والعربي. وفي ختام المناقشة، عبّرت الدكتورة أسماء عن فخرها واعتزازها بتتويج رحلتها العلمية في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي اعتبرتها صرحًا علميًا شامخًا يُجسد عمق الروابط التعليمية والتكامل الأكاديمي المثمر بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين. وتوجّهت الباحثة بخالص الشكر والتقدير لأساتذتها في قسم التاريخ والحضارة على ما وفرّوه من بيئة محفّزة، ولإدارة جامعة الإمام على ما قدّمته من دعم واحتضان علمي طوال سنوات الدراسة. كما قدّمت امتنانها العميق لأسرتها الكريمة ولكل من وقف إلى جانبها وساندها في مسيرتها الأكاديمية. كما وجّهت تحية تقدير إلى الدكتورة أحلام القاسمي رئيسة قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين، لما قدمته من دعم أكاديمي وتشجيع دائم. واختصت بالشكر الدكتور خالد الحمداني أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة البحرين، مشيدة بدعمه الممتد ومساندته التي رافقتها على امتداد مسيرتها الأكاديمية، وكان لها الأثر العميق في رحلتها العلمية.