
خالد الجندي: مخاطبة العبد لربه يوم القيامة دليل أمان ورحمة
مخاطبة الله لعبده يوم القيامة
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن مخاطبة الله لعبده يوم القيامة تعني أن هذا العبد قد دخل في دائرة الأمن والرحمة، لأن الله عز وجل قال عن بعض الناس: "ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"، لافتا إلى أن أن عدم مخاطبة الله لعبده يوم القيامة علامة على غضب إلهي شديد.
وأضاف: "لو ربنا سبحانه وتعالى خاطبك، فأنت في حيز الرحمة، لأنك سمعت كلام الرحمن، فكيف تسمع كلام الله ثم تلقى في النيران؟! لا يمكن، هذا شرف عظيم، ولذة لا توصف، بل هو أعظم شرف أن يكلمك ربك جل جلاله".
إطالة الحديث مع الله
واستشهد الشيخ خالد الجندي بقصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما سأله الله: "وما تلك بيمينك يا موسى؟"، فكان بإمكانه أن يجيب بكلمة واحدة: "عصاي"، لكن موسى عليه السلام أطال في الجواب وقال: "هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى"، موضحًا أن سيدنا موسى أراد إطالة الحديث مع الله، وأنه كان يتلذذ بسماع كلام ربه، وهو ما وصفه الجندي بـ"الأنس الإلهي".
وأشار الجندي إلى أن العبد يوم القيامة سيقف بين يدي الله يخاطبه قائلًا: "يا رب، ألم تُجرني من الظلم؟"، أي ألم تضمن لي حمايتك من أن يُظلمني أحد؟ فيجيبه الله: نعم، لأن الله لا يظلم أحدًا، ولا يُظلم عنده أحد، مستشهدًا بقوله تعالى: "وهو يُجير ولا يُجار عليه"، أي أن الله هو من يمنح الحماية، ولا أحد يستطيع أن يحمي غيره من الله.
وأردف بتأمل لغوي جميل حول معنى "الجار"، قائلًا: "الجار سُمّي جارًا لأنه يُجاورك في السكن، أي أنت في حمايته، وهو في حمايتك، هذا هو معنى الجيرة والمجاورة، أن يعيش الناس في أمن متبادل، حماية ورحمة".
وأكد الشيخ خالد الجندي، أنه على كل إنسان أن يسعى في دنياه ليكون من الذين يخاطبهم الله يوم القيامة، لأن هذه المخاطبة هي أعظم درجات القرب الإلهي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
ميلو ابن جيلو
من فرط حرص الأهالي على حسن تطبيق"البروتوكول" المعتمد لتحركات قوات "اليونيفيل" اعترض "عتعيت" من عيتيت وميلو إبن وادي جيلو، وصبية "من جيلو" دورية دولية على طريق عيتيت / وادي جيلو فاشتبكوا معها على الخفيف لمنعها من التقدم. لم تقع أي إصابة في صفوف الطرفين، كما لم تعتقل كتيبة الحجارة الثالثة أي من عناصر الدورية مكتفية بتوجيه إنذار شفوي للضابط المسؤول مفادها: "إسّا إذا بعد بتقطعوا من هون مرة ثانية سنطحن عظامكم يا مشحّرين". في زمن انتدابها الأوّل، كان المواطن الجنوبي متى شاهد دورية لقوات الطوارئ الدولية يحيّي عناصرها، رسل السلام والمحبة بأشهى العبارات وأعطر التحايا، هذا إن لم يطلبوا أخذ صور تذكارية معهم. سقى الله هاتيك الأيام عندما كانت الصبايا يلوّحن بالمناديل للجنود الدوليين ولسان حالهن: يا ريت هالنروجي بياخدني خطيفة على أوسلو. في زمن تفشي البلطجة الجهادية نمت حساسية لدى الأهالي تجاه الآليات البيض التي صارت هدفاً متحركاً يطاردها قطّاع الطرق والحرصاء على شرف الأمة والأعراض والمواثيق ويعطلون مهامها ويصوّبون مسارها ويرشقونها بالحجارة والشتائم إن لم يجرّدوا عناصرها من أسلحتهم، هذا إن لم يطلع من صفوف الأهالي من يركل أو يصفع جنديًا كما حصل مع جندي فنلندي في دير قانون النهر ذات يوم ليس ببعيد. جندي بلا مربى. يبدو أن القوات الدولية لم تدرك بعد أن ما يحكم طبيعة تحركها الميداني اليوم هو تفسير الأهالي لمنطوق القرار 1701 وليس أي تفسير آخر، من هنا وجوب إجراء تعديلات جوهرية عشية تجديد مجلس الأمن لـ "اليونيفيل" بما يتوافق مع رؤية "حزب الله" ومصالحه العليا. أبرز التعديلات المقترحة. • منع جنود "اليونيفيل" من استعمال الهواتف المحمولة أثناء قيامهم بالدوريات. • حصر سلاح الدوريات بالهراوات المطاطية كالتي تستعملها الشرطة البلدية في بلاد جبيل. • إشراك الأهالي في الدوريات كأدلاء ومترجمين ومراقبين لتطبيق بنود القرار الأممي. • ضم وحدة من الحرس الثوري الإيراني ووحدة من أنصار الله إلى القوات الدولية العاملة بالجنوب. • تعزيز قوات "اليونيفيل" ببياطرة وخبراء في تربية النحل ودود القز وتشحيل الزيتون وتربية الفرّي وتأهيل "مطاعيم الأفوكادو" وتقديم المجندات دورات في الدرزة والحبكة واللفقة و..."شك الدخان" يا قبّاري. • حظر اقتراب "اليونيفيل" من الخط الأزرق أو التواصل مع العدو تحت طائلة الملاحقة. يقدم الأهالي تقريرهم السنوي المفصّل حول الـ 1701 على نسختين: واحدة للشيخ نعيم، والثانية للإستيذ على أن يتبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بملخص عن واحد مثل ميلو إبن وادي جيلو. عماد موسى -نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


شبكة النبأ
منذ ساعة واحدة
- شبكة النبأ
عندما يبقى جسد الإمام الحسين ثلاث أيام على أرض كربلاء
إن رجالًا مثل الحر وزهير بن القين كانوا مثالًا لمَن عرف الحق، بينما شخص مثل عبيد الله بن الحر الجعفي، وكان وجيهًا وشخصية "مثقفة"، حسب اصطلاحنا الحديث، وقد ذهب إليه الإمام الحسين بنفسه إلى خيمته، وهو يعرف الإمام الحسين مَن يكون، إنما مشكلته في معرفة الحق ليطابقه على شخصية الإمام... يا شيخ! هل قرأت القرآن؟ بهذا السؤال واجه الإمام زين العابدين ذلك الرجل الكوفي الذي كان بين المصطفين لاستقبال موكب السبايا، وهو معبأ – كما الآخرين – بالدعاية الأموية بأن الإمام الحسين وأهل بيته خارجون عن "القانون والنظام العام". لذا قال: "الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم، وأراح البلاد من رجالكم، وأمكن أمير المؤمنين منك!" فأجاب ذلك الرجل الطاعن في السن بالإيجاب، فتلا الإمام عليه الآية الكريمة: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. قال: بلى قرأتها، فقال له: نحن القربى يا شيخ. ثم تلا الآية المباركة: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. فقال بلى؛ قرأتها، فقال: نحن أهل البيت الذين خُصصنا بهذه الآية يا شيخ. ولاشك أن هذه الآيات وغيرها قد مرت على ذلك الرجل ولهج بها لسانه، لكن المشكلة في وعي الآية الكريمة، ويكون حاله حال ذلك الرجل الفقيه في نقاشه الفقهي مع الإمام الصادق عندما حاججه بآية كريمة فقال للإمام: "كأني أقرأها أول مرة"! كنت أتساءل لفترة طويلة؛ كيف طوّعت نفس أهل الكوفة المشاركة في قتل الإمام الحسين، عليه السلام، ثم ترك جثمانه على الأرض؛ هو وأبناؤه وإخوته، وأصحابه، ولثلاثة أيام، ثم يعودون أدراجهم إلى بيوتهم، يؤدون فريضة المغرب والعشاء ليوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ، ويقضون هذه الثلاثة أيام مع أفراد عائلاتهم، كأن شيئًا لم يكن؟ علمًا أن عمر بن سعد – حسب المصادر التاريخية – أمر بدفن جميع قتلى جيشه في أرض المعركة، وكانوا بأعداد كبيرة، وتعمّد ترك الإمام والشهداء على حالتهم مع جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائمهم، وهي؛ فصل الرؤوس عن الأبدان تطبيقًا لسنة جاهلية تمسّك بها الأمويون رغم محاربة رسول الله لها، بدعوى البرهنة على الانتصار، قبل أن يقوم بفعلته النكراء الأخرى بأمر الخيول بأن تطأ جثمان الإمام الحسين، عليه السلام. ولكن! ما الذي يجعل جفونهم ترفّ لحظة واحدة وقد تبنوا الرواية الأموية بأن الإمام الحسين خارج على إمام زمانه، و"شقّ عصا الطاعة"، فهو مهدور الدم، بل يجب قتاله، ثم إن الدعاية الأموية آنذاك روّجت إلى أن الإمام الحسين يريد تفعيل المعاهدة بين أخيه الإمام الحسن، ومعاوية، وتحديدًا البند الخاص بأحقيته بتولّي الخلافة بعد موت معاوية – كما نصّت المعاهدة – ولذا سجّل التاريخ هذه المقولة عن أهل الكوفة بأن "ما لنا والدخول بين السلاطين"، ومن أجل تسكين الضمير الديني كون الإمام الحسين، ابن بنت رسول الله، وهو الأحق بالخلافة بـ "يكفينا كتاب الله"! الازدواجية وصناعة التبرير حالة الازدواجية التي مارستها الشريحة الأكبر من الكوفيين آنذاك، كانت نتيجة وعلّة لجملة من المعلولات الممهدة لممارسة مريحة لا يستشعر معها صاحبها بوخز الضمير كون المسألة تتعلق بالعهد والبيعة، وهي مسألة ليس من السهل تجاوزها، فقد كتب رؤساء القبائل ووجهاء المجتمع للإمام الحسين بأن أقدم "فقد أينعت الثمار وأخضرّ الجناب وإنما تقدم على جنود لك مجنّدة". من أجل هذا لابد من إنتاج جملة من التبريرات لتكون مثل المسكّن للضمير الملتهب في النفوس، بل وأحيانًا يكون دوره إخماد هذا الضمير تمامًا، وأيضًا؛ لإيجاد دافع للتحرك نحو تنفيذ أوامر الحاكم حفاظًا على الأرواح والممتلكات. فربما يخدع الإنسان الكوفي الإمام الحسين، عليه السلام، لكنه لا يخدع نفسه، ولا يقوم بعمل لا يؤمن به، أو يناقض قناعته وفكره، لذا فإن التبرير يمثل أرضية نفسية يسير عليها الإنسان الازدواجي والمتلوّن محققًا بذلك ليس فقط أهدافه الشخصية الآنية، وإنما أهداف الآخرين من المتربعين على قمة السلطة، كأن يكونوا حكامًا مستبدين مثل ابن زياد ويزيد ومَن على شاكلتهم، أو يكونوا جماعات أو تيارات فكرية تسعى لقيادة الشارع. هذه التبريرات المسكّنة لها فترة تأثير محدودة، فهي عنصر طارئ على النفس، لا جذور لها في القلب، سرعان ما تزول إذا ما استجدّت عليها عوامل أكثر تأثيرًا مثل الكلمات اللاهبة التي أطلقها الإمام السجاد وعمّته العقيلة زينب، عليهما السلام، فحصل التحول الغريب لأهل الكوفة الذين غدروا بمسلم بن عقيل وبالإمام الحسين، وإذا بهم يجهشون بالبكاء أمام تلك الكلمات، بيد أن الجواب كان تقريعًا لاذعًا من السيدة زينب بأن "يا أهل الكوفة! يا أهل الختل والغدر! أتبكون؟! فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنّة"، مستخفةً بالدموع الكاذبة المنبعثة من عواطف لا أساس لها في النفس والقلب، لأن ليس لهم ما يؤمنون به ويضحون من أجله حتى تكون هذه العواطف رصينة ذات اتجاه محدد كالتي حملها أصحاب الإمام الحسين إزاء إمامهم وقائدهم في ساحة المواجهة. عندما يكون الحاكم القوي ميزان الحق من الطبيعي أن ينمو فايروس الازدواجية والنفاق في النفوس، وبرعاية خاصة من الحاكم والجهاز المحيط به من رجال دين وأدباء وخطباء ومؤرخين ومحدثين، كل هؤلاء هم من كرسوا – وما يزالون – مفهوم الحاكم القوي المفروض الطاعة، و"الأمر الواقع"، وهم أنفسهم من وضعوا القاعدة التفسيرية للآية القرآنية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ}، فالحاكم القوي بالسيف والسلاح والمال هو ولي الأمر المطاع، من معاوية بن أبي سفيان، ومرورًا بالحكام الأمويين، ثم العباسيين، وحتى تاريخنا المعاصر. فمن يحمل فايروسًا من هذا النوع لا ينظر إلى الإمام الحسين، بل ومَن قبله أمير المؤمنين، والأئمة المعصومين من بعده؛ على أنهم أئمة مفروضة الطاعة من قبل الله – تعالى – وإنما علماء أو فقهاء ورواة حديث عن رسول الله، حالهم من حال العديد من رواة الأحاديث والفقهاء والقضاة ممن كان بعضهم نزيل البلاط. وهذا يؤكد أن أهل الكوفة لم يكونوا أول من يسقط في الاختبار الإيماني العسير مع الإمام الحسين في عاشوراء، وإنما سبقهم في ذلك أهل الحجاز مع أبيه أمير المؤمنين عندما جاء أحدهم يخاطب أمير المؤمنين وهو يجهّز الجيش لمواجهة الناكثين (أهل الجمل)، وهو يقول: "يا أمير المؤمنين: أترى أن طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا على باطل؟! فأجابه الإمام، عليه السلام: إنه ملبوسٌ عليك، وإن الحق والباطل لا يعرفان بالناس، ولكن اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف مَن أتاه". إن رجالًا مثل الحر وزهير بن القين كانوا مثالًا لمَن عرف الحق، بينما شخص مثل عبيد الله بن الحر الجعفي، وكان وجيهًا وشخصية "مثقفة"، حسب اصطلاحنا الحديث، وقد ذهب إليه الإمام الحسين بنفسه إلى خيمته، وهو يعرف الإمام الحسين مَن يكون، إنما مشكلته في معرفة الحق ليطابقه على شخصية الإمام. ولو كان يعرف ويؤمن بأن الحق متمثلٌ في الإمام الحسين، لما تجرأ على اقتراحه البائس بأن "خذ فرسي فليس له لاحق"! يريد مجاملة الإمام في تلك اللحظات التاريخية الفاصلة، فردّ عليه الإمام بأن "لا حاجة لنا بفرسك"، فهو يفضل الفرس على نفسه! بينما زهير بن القين أرسل إليه الإمام رسالة دعوة فقط، ولم يأته بنفسه، وهي مفارقة تستحق التأمّل لنصل إلى النتيجة المطلوبة، وحتى لا نكون ممن يكرر تجربة أهل الكوفة الذين أصبحوا أيقونة العجز في معرفة الحق ومعرفة أهله، فأصيبوا بأمراض نفسية مثل النفاق والازدواجية والجبن، مع آثار مدمرة على الأجيال القادمة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
هكذا ينتهي مسلسل الأزمات والتسويات. لبنان أمام مأزق وجودي اما أن يلتحق بالقافلة في اتجاه أورشليم، أو يزول كدولة أو ككيان. واذا كانت اسرائيل قد راهنت منذ قيامها على تفكيك لبنان، كنظام مركب، ومضاد للدولة ـ الغيتو، ترى دول عربية أن الدولة اللبنانية، بالصيغة الراهنة القائمة على التوازن بين الطوائف، لم تعد قابلة للحياة، بل هي على وشك الانفجار من الداخل، اذا ما أدركنا أي أصابع غليظة تعبث بالمسار التاريخي وحتى الانساني للشرق الأوسط. لطالما أشرنا الى السيناريو الذي وضعه وزير عربي سابق (وكان الرئيس سعد الحريري ضحية معارضته له) حول تشكيل طائفة مركزية تدور حولها الطوائف الأخرى، بتوطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، اذا ما تسنى لكم الاطلاع على قول المعارض السوري كمال اللبواني، وهو من مصيف الزبداني المتاخم للحدود اللبنانية، من أن عدد النازحين السوريين يفوق عدد أي طائفة في لبنان. ولكن ماذا حين يتناهي الى أكثر من مرجعية سياسية، أو روحية، قول مسؤول عربي مؤثر على الساحة اللبنانية من أن لا مكان، وليس فقط لا دور، للطائفة الشيعية في الصيغة العتيدة للدولة اللبنانية، باعتبارها الطائفة التي بـ "تبعيتها" لآيات الله قد دفعت بالبلاد الى الخراب، كما لو أن مقاومة الاحتلال خطيئة مميتة، وكان يفترض بالأقدام الهمجية أن تبقى في الجنوب، وحيث الممارسات فاقت، بوحشيتها، الممارسات النازية. زميل مصري نقل الينا رأي وزير خارجية سابق في بلاده "لو كنا مكان اللبنانيين، ونتابع ما يفعله بنيامين نتنياهو، وما يريده من بلدهم، لتسلحنا حتى أسناننا، لا أن يحاصروا سلاح المقاومة الذي يفترض أن يكون سلاح الجميع لا سلاح فئة دون أخرى" لكنه صراع الطوائف الذي لم، ولن، يتوقف، أبداً، حتى اذا ما خرجت الطائفة الشيعية من المعادلة، ومن الدولة، لا بد أن يأتي دور طائفة، أو طوائف، أخرى. في هذه الحال، هل تكفي المقاربات النظرية للدكتور سمير جعجع لمعالجة مشكلة (بل مشكلات) السلاح. على سبيل المثال هو يعتبر أن على الجيش اللبناني أن ينتزع سلاح المخيمات بالقوة اذا ما جوبه بالمعارضة، وأن هناك حكومات عربية جاهزة لمد يد العون الى الجيش، بالمال والعتاد، لاكمال مهمته، وهو الذي يعلم، حتماً، أن هناك حكومات عربية تقف وراء احتفاظ الفصائل بالسلاح كضمانة لطائفة في مواجهة قوة أخرى. هنا لا تسليم للسلاح الفلسطيني قبل تسليم السلاح "الايراني"، وهي المعادلة التي تشكل جزءًا من ذلك السيناريو الأسود الذي تم اعداده للبنان، بتواطؤ مع الدولة العبرية، وموافقة أميركية. تريدون اختزالاً بانورامياً للمشهد. انذار سعودي للبنان على صفحات جريدة "عكاظ"، المعروفة بقربها من قصر اليمامة "ان لبنان اليوم أمام "النداء الأخير" (الانذار الأخير)، اما الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، والعربي، واتخاذ قرارات جريئة تضمن حصرية السلاح بيد الدولة، وتنفيذ الاصلاحات، أو مواجهة عزلة وانهيار قد يكون الأخطر في تاريخه الحديث"، لتضيف "الكرة الآن في ملعب الدولة اللبنانية، والوقت يضيق أمام اتخاذ القرار المصيري". لا شك أن السعوديين يدركون مدى الهشاشة في الوضع اللبناني، وكيف وجد ذلك السلاح في ظروف تزداد هولاً يوماً بعد يوم. المثال على أرض غزة، وحيث الجنون الاسرائيلي، الجنون الايديولوجي، والاستراتيجي، في ذروته. وكنا نتمنى أن يحصل تواصل ما بين الرياض والضاحية، بعدما بلغ الضغط على الحزب، سواءً كان داخلياً أم خارجياً، حدوده القصوى. وها أن أوساطاً ديبلوماسية، أو اعلامية، أميركية لا تستبعد أن يتواصل الأميركيون مع الحزب، مثلما تواصلوا مع "الفيتكونغ" في فيتنام و"طالبان" في أفغانستان، وحتى حركة "حماس" في غزة. تلك الضغوط هي التي جعلت "حزب الله" يتوجس مما يجري في الظل، حتى أن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن الحزب "لا يزال منظمة خطيرة عازمة على الحفاظ على وجودها في الخارج"، مع أنها تعلم تماماً الوضع الحالي للحزب وكذلك التداعيات التي أحدثتها الغارات الأميركية على ايران. معلومات موثوقة تؤكد أن عاصمة عربية اتصلت بالرئيس السوري أحمد الشرع لمعرفة ما اذا كان جاهزاً لارسال آلاف المقاتلين من الأيغور، والأوزبك، والشيشان، الى لبنان، ليطالعنا بتصريح يهدد فيه لبنان بتصعيد ديبلوماسي واقتصادي (وهذا أول الغيث) بدعوى تجاهل السلطات اللبنانية ملف الموقوفين السوريين، وهي الحجة التي قالت لنا جهة سياسية أنها حجة باهتة، وتخفي وراءها ما تخفيه. ما رأي الطائفة الشيعية في كل ما يحدث ؟ قيل لنا "لقد تابعنا ما حدث للعلويين، من قتل الأطفال أمام عيون آمهاتهم، ومن اختطاف النساء الذي لا يزال جارياً حتى الآن، وكيف يتم التعامل معهم كفئة منبوذة. وهذا ما يعكس القراءة التوراتية للقرآن حيث ينبغي قطع رؤوس أبناء "الملة الضالة" بالسواطير". تصميم على المواجهة حتى نقطة الدم الأخيرة، وحتى حفنة التراب الأخيرة. انذار سعودي أخير وخطير، وعلى الرئيس جوزف عون أن يدرك أن عهده سيواجه بما هو أشد هولاً بكثير لما واجهه عهد الرئيس ميشال عون. لحظة الاختبار الصعب، بل والمستحيل. كيف التعامل مع الانذار؟ الأيام المقبلة ملبدة بغيوم كثيرة نبيه البرجي - الديار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News