
الإفتاء الأردنية: التكبير الجماعي في العيد سنة مستحبة لا إنكار فيها
صراحة نيوز ـ أكدت دائرة الإفتاء العام الأردنية أن التكبير الجماعي في عيدي الفطر والأضحى هو سنة مستحبة في الشريعة الإسلامية، ولا حرج في ممارسته، بل إنه من شعائر العيد التي تميز الأمة الإسلامية وتُظهر فرحتها بتمام العبادة.
جاء ذلك في رد رسمي على سؤال ورد للدائرة حول حكم التكبير الجماعي في أيام العيد، حيث أوضحت أن رفع الصوت بالتكبير – سواء كان فردياً أو جماعياً – من السنن التي واظب عليها النبي محمد ﷺ وصحابته الكرام، مستشهدة بقوله تعالى: 'وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ' (البقرة: 185).
وبيّنت الدائرة أن التكبير الجماعي بصوت واحد لا يتعارض مع السنة، بل هو أقرب لتحقيق روح الشعيرة، وأكثر تأثيراً في النفس، وأبعد عن الاضطراب والتشويش الذي قد ينشأ عند تداخل أصوات المصلين بشكل غير منظم.
واستشهدت الإفتاء بعدة شواهد من السيرة النبوية والآثار، منها حديث أم عطية رضي الله عنها في صحيح البخاري، والذي ورد فيه:
'فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ'، مما يدل على مشروعية التكبير الجماعي.
كما نقلت عن الإمام البخاري قوله: 'كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيراً'، في مشهد يُجسّد روح الجماعة والتكبير المنسجم، وهي رواية قال عنها الحافظ ابن حجر إنها دليل واضح على أن الصحابة مارسوا التكبير بصوت واحد منظم.
وفي تأكيد للمشروعية، نقلت الإفتاء عن الإمام الشافعي قوله في كتاب 'الأم':
'أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، وأينما كانوا، وأن يظهروا التكبير'.
وأشارت الدائرة إلى أن التكبير الجماعي سلوك تلقائي نشأ في ضوء تعاليم الشريعة، ولا يزعم أحد أن هذا الشكل من الذكر أكثر أجراً من غيره، لكنه لا يتعارض مع السنة، ولا توجد مفسدة شرعية فيه، وبالتالي فلا يجوز الإنكار على من يفعله، خصوصًا أنه تناقلته أجيال المسلمين عبر الزمن دون نكير.
وعن توقيت التكبير، أوضحت أن تكبير عيد الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان (ليلة العيد) ويستمر حتى بدء صلاة العيد، أما في عيد الأضحى، فيبدأ من فجر يوم عرفة (9 ذو الحجة) ويستمر حتى عصر اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو آخر أيام التشريق.
وختمت الإفتاء بالتأكيد أن هذه الشعيرة الجليلة، فردية كانت أو جماعية، من مظاهر الفرح المشروع في الإسلام، وهي وسيلة للتقرب إلى الله وشكر نعمه، وإحياءٌ لسنة نبوية تربط القلوب بالله في مواسم الطاعة والفرح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 32 دقائق
- عمون
الطفلة لجين محمد إبراهيم قداح في ذمة الله
عمون - انتقلت الى رحمة الله تعالى، الطفلة لجين محمد إبراهيم قداح . نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يجعلها ذخراً لوالديها وأن يصبرهم ويرزقهم الصبر والسلوان . إنّا لله وإنّا إليه رَاجعون .

السوسنة
منذ ساعة واحدة
- السوسنة
لماذا سميت سورة الكهف بسورة الجمعة؟
السوسنة - الجمعة يومها.. والكهف نورها، تعتبر سورة الكهف واحدة من أعظم سور القرآن الكريم، ولها ارتباط مميز بيوم الجمعة لدرجة أن كثيرين يطلقون عليها "سورة الجمعة" بسبب فضيلتها وعلاقتها بهذا اليوم المبارك. جاء تحديدًا هذا الربط من وصاية النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها: قال ﷺ: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» رواه الحاكم وصححه الألباني.هذا الحديث النبوي الشريف هو الأساس في ربط السورة بيوم الجمعة، لأن قراءتها فيه تجلب نورًا روحيًا عظيمًا يمتد لأسبوع كامل.الجمعة يومٌ للتأمل والتذكير بالحساب والآخرة، وسورة الكهف تحمل في طياتها قصصًا مليئة بالعبر والدروس. ففيها قصة أصحاب الكهف التي تجسد الثبات على الدين في زمن الفتنة، وقصة صاحب الجنتين التي تحذر من فتنة المال والتكبر، إلى جانب قصة موسى والخضر التي تعكس فتنة العلم والصبر، وأخيرًا قصة ذو القرنين التي تسلط الضوء على فتنة القوة والتمكين. وهذه الفتن التي وردت في السورة نعيشها بشكل يومي، مما يجعل يوم الجمعة وقتًا مناسبًا للتأمل فيها واستخلاص الدروس منها.قراءة سورة الكهف يوم الجمعة تحمل معاني عظيمة في الحماية والتذكير، حيث قال النبي ﷺ: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال». وهذا يربط السورة بأكبر فتنة في آخر الزمان، مما يجعل تلاوتها كل جمعة بمثابة تحصين أسبوعي للمؤمن. لذا، فإن سورة الكهف ليست مجرد آيات تُتلى، بل هي نورٌ وهداية، تحفظ من الفتن، وتذكّر بيوم الحساب، وهو ما ينسجم تمامًا مع روح هذا اليوم المبارك. فهل قرأتها اليوم؟ أقرأ أيضًا:


صراحة نيوز
منذ ساعة واحدة
- صراحة نيوز
هل تجوز الأضحية عن الميت؟ فقهاء يوضحون الحكم ومجالات إشراكه في الثواب
صراحة نيوز ـ مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتجدد الحديث بين المسلمين حول حكم الأضحية عن الميت، وهل يمكن إهداء ثوابها إليه أو إشراكه مع الأحياء في النية؟ وبين الرغبة في نيل الأجر وإحياء سنة النبي ﷺ، تتعدد الآراء الفقهية لتوضح المسألة بضوابطها الشرعية. الأصل في الأضحية الأضحية سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ، وفعلها تقربًا إلى الله تعالى مشروع للأحياء، كما كان يفعل رسول الله بنفسه وبأهل بيته. وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: 'من وجد سعة فلم يضحِّ فلا يقربن مصلانا' [رواه ابن ماجه]. الأضحية عن الميت.. جائزة بشروط اتفق جمهور العلماء على جواز الأضحية عن الميت إذا كانت من ماله وموصى بها قبل وفاته، فتنفذ وصيته وتُذبح الأضحية عنه. أما إن لم يوصِ بها، فقد اختلف العلماء، لكن الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة قالوا بجوازها تطوعًا، وأنها تصل إليه بإذن الله، وهو من باب الصدقة والثواب. وقد ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يضحي عن النبي ﷺ بعد وفاته، وقال: 'إنه أمرني، فلا أزال أفعله'، ما يُستدل به على مشروعية الأضحية عن الميت. هل يُشرك الميت في أضحية الحي؟ نعم، يُشرَع للمضحي أن يُشرك في النية أهل بيته أحياءً وأمواتًا، وهو ما فعله النبي ﷺ، حيث قال وهو يذبح: 'اللهم هذا عن محمد وآل محمد'. وقد فسّر العلماء 'آل محمد' بأنهم يشملون الأحياء والأموات. فمن نوى بأضحيته عن نفسه وأهل بيته، شملهم جميعًا في الثواب، وهو أمر محمود، خاصة إن كان الميت من الوالدين أو الأقربين. من أراد أن يجعل أضحية مستقلة خاصة بالميت، فلا حرج عليه، ويكون له أجر الأضحية وأجر البر والصدقة، بشرط ألا يكون ذلك بدعة أو اعتقادًا بوجوبها. لكن بعض العلماء استحبوا أن يجعلها عن الحي ويشرك الميت في النية، بدل أن يفصلها، خروجًا من الخلاف. الأضحية شعيرة عظيمة تتجاوز حدود الذبح لتكون مظهرًا من مظاهر البر، والتقرب، والإحسان. والأضحية عن الميت من الأعمال الجائزة التي يرجى بها الأجر للمتوفى ولمن قدمها. ومع تيسّر الأمر لمن يقدر، تبقى النية الخالصة والاتباع للسنة أعظم ما يُهدى للأموات.