logo
عائشة حسن: كل خيط صيد أحمله يشدني إلى هويّتي

عائشة حسن: كل خيط صيد أحمله يشدني إلى هويّتي

زهرة الخليجمنذ 6 أيام
#منوعات
بابتسامة يملؤها الرضا، وملامح حفر فيها الزمن ملامح الحكمة، جلست الإماراتية عائشة حسن على ضفاف البحر تمارس هوايتها الأثيرة: الحداق. لم يكن الخيط الذي تمسك به وسيلة لصيد الأسماك فحسب، بل كان خيطاً يربطها بجذور الماضي، وبذكريات والدها الذي علمها أول دروس الصبر والاتزان وفنون التعامل مع الموج والريح وهي لا تزال في الثامنة من عمرها. عبر سنوات من الشغف المتجدد، عادت عائشة إلى البحر بعد انشغالها بتربية الأبناء، لتصبح اليوم صوتاً يحمل رسالة توعوية وثقافية بأهمية الحفاظ على التراث البحري. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، تنقل إلينا «أم أحمد» قصة عشقها الأصيل مع البحر، والخيط و«الميدار»، وتنقل رسالة توعوية وثقافية عن أهمية الحفاظ على التراث البحري.
عائشة حسن: كل خيط صيد أحمله يشدني إلى هويّتي
حدثينا عن علاقتك بوالدك، وكيف بدأت رحلتك مع الصيد؟
كانت علاقتي بوالدي مميزة جداً. كان هادئ الطباع، لكن يحمل من العلم والحكمة ما يفوق عمره، وكان يحب أن يشاركنا هذا الحب للبحر. لم يعاملني كطفلة، بل كصيادة متدربة، علّمني كيف أربط الخيط، أختار الطُعم المناسب، وأقرأ حركة السمكة من اهتزاز الخيط فقط. لكن الأهم، أنه علّمني أن الصيد ليس مجرد رزق، بل هو فن وتأمل وصبر، وهذه القيم ما زالت ترافقني في كل رحلة بحرية أقوم بها. الصبر الجميل هو الدرس الأثمن الذي تركه لي والدي، وأحمله معي في البحر والحياة.
تربية.. وعطاء
لماذا توقفت عن ممارسة الحداق بعد الزواج؟
الزواج والأمومة مسؤولية كبيرة. عندما رزقني الله بأطفالي، وجدت نفسي في رحلة أخرى تماماً، وهي رحلة التربية والعطاء غير المحدود. كان علي أن أكون موجودة دائماً في كل تفاصيل حياتهم. بعد أن كبر أولادي، أصبح لدي متسع من الوقت، وعدت لهوايتي بقلب مليء. والأجمل أنني لم أعد وحدي، فقد عادت معي ابنتي الكبيرة مريم، وصارت تشاركني هذا الشغف. وبعد أن علمت أولادي الصيد، أصبحوا يطلبون مني تعليم أحفادي أيضاً، وهذا يزيد من سعادتي.
ما أسرار اختيار الطُعم الجيد؟
الطُعم هو مفتاح الصيد، لكن الأهم أن تفهم سلوك السمك. أفضل طُعم هو الربيان والأخطبوط، لأن معظم أنواع السمك تفضلهما. ومع ذلك، يجب أن تعرف متى تصعد السمكة للسطح ومتى تنزل إلى الأعماق. الصيد ليس مسألة أدوات فقط، بل هو فن وخبرة مكتسبة.
حدثينا عن أدواتك الخاصة، هل تفضلين استخدام أدوات تقليدية أم تقنيات حديثة؟
أنا أعشق الأدوات التقليدية، لأنها تحمل روح الصياد الأصيل. «الخيط، والبلد، والميدار»، هذه أدوات تربطني بها ذكريات لا تُنسى مع والدي. لكنني كذلك تعلمت بعض التقنيات الحديثة، التي تساعدك على الصيد بكفاءة، خاصة في عرض البحر.
هل مررتِ بمواقف صعبة أو مفاجآت في عرض البحر؟
نعم، كثيرة. أذكر مرة كنا في رحلة مع ابنتي وصديقاتي، وكان كل شيء مرتب، وتوقعات الطقس كانت مطمئنة واستخدمنا برنامج «Windy» من قبل للتأكد من الطقس. ولكن فجأة، تغير الجو، وواجهنا أمواجاً مرتفعة. شعرت في تلك اللحظة بمسؤولية كبيرة، وبدأت أطبق كل ما تعلمته عن السلامة والهدوء. ونشكر خفر السواحل الذين أنقذونا في الوقت المناسب. وهذا ما يجعلني دائماً أحرص على توعية من حولي بأهمية معرفة أدوات السلامة، والإسعافات الأولية، وأهمية الاستعداد دائماً.
عائشة حسن: كل خيط صيد أحمله يشدني إلى هويّتي
مسؤولية.. وتحدي
ماذا مثّل لكِ فوزك بالمركز الأول في بطولة أبوظبي لصيد الأسماك للسيدات عام 2019، وكيف استعديتِ لهذه البطولة؟
الفوز كان جميلاً، وحافزاً كبيراً لكي أشارك في مسابقات قادمة وأساعد في الحفاظ على هويتنا الإماراتية البحرية. وعن الاستعداد، فلم يكن يختلف كثيراً عن أي رحلة صيد أخطط لها، لكن الفارق كان في الشعور بالمسؤولية والتحدي. جهزت خيوط الصيد الخاصة بي بعناية تامة، واستخدمت خيطاً أقوى بسمك 70 و«بلداً» أثقل و«ميداراً» أعرض يناسب صيد البحر المفتوح. تدربت مع ابنتي وصديقاتي كفريق، وتأكدنا من أننا نفهم جيداً قواعد المسابقة، وأننا نستخدم الأساليب التقليدية المدعومة بتقنيات حديثة.
ففي رأيك، كيف انعكست علاقة الأجداد بالبحر على نمط حياتهم ومصادر رزقهم في الماضي؟
كان البحر مصدر الحياة. قبل أن يكتشف النفط، كانت أرزاق الناس تعتمد على الغوص، وصيد السمك، والتجارة البحرية. الأجداد كانوا يعرفون البحر كما يعرف المزارع أرضه. يعرفون الموج، والمد، والأنواع المناسبة لكل موسم. ولهذا نحن مدينون لهم بأن نحافظ على هذا الإرث، وننقله كما وصل إلينا، بفخر واعتزاز.
كيف تسعين إلى إشراك الأجيال الجديدة في هذه الهواية؟
مشاركة الجيل الجديد أمر ضروري، وأسعى دائماً إلى نقل خبراتي إلى المجتمع النسائي من حولي. «الحداق» ليس فقط صيد سمك، بل هو تواصل مع تراثنا. كما أحرص على إحياء تراثنا البحري في قلوب أحفادي، أحكي لهم عن أجدادنا. وأعلمهم ليس فقط الصيد، بل الكلمات والمفردات التراثية، مثل: «السجي» وهو المد، و«الثبر» وهو الجزر. «التدمينة» وهي طريقة صيد معينة. هذه لغة يجب أن نحافظ عليها، لأنها تربطنا بتاريخنا. أريد المساهمة في استدامة تراثنا البحري وإبقائه حياً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلاف فواخرجي تستذكر والدتها وزياد الرحباني في عيد ميلادها
سلاف فواخرجي تستذكر والدتها وزياد الرحباني في عيد ميلادها

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

سلاف فواخرجي تستذكر والدتها وزياد الرحباني في عيد ميلادها

في عيد ميلادها، شاركت سلاف فواخرجي جمهورها لحظات حنين من موسكو، مستذكرة دعاء والدتها ووجعها برحيل زياد الرحباني. احتفلت النجمة السورية سلاف فواخرجي بعيد ميلادها، برسالة مؤثرة استحضرت فيها والدتها الراحلة الكاتبة ابتسام أديب، والموسيقار اللبناني زياد الرحباني، الذي توفي أمس السبت. ونشرت سلاف مجموعة صور من حديقة ألكسندر في موسكو، أرفقتها بتدوينة عبر حسابها على "إنستغرام"، كتبت فيها: "أمي كانت تدعيلي وتقول: الله يبعثلك حناين متلك... الحمدلله الله رزقني بعيلة حناين وأصدقاء حناين، محبتكم وصدقكم ووفاكم رزق وعيد". وأضافت بأسى: "غير خسارتنا الكبيرة بفقدان حبيب الكل زياد، وجعنا الكبير من بعده، كان صعب الرد عالتهاني... بس وقت الفرح عم نسرقه من عمر الحزن". وانهالت تعليقات التهاني والدعوات من محبيها وزملائها في الوسط الفني، مؤكدين محبتهم وامتنانهم لفنها وإنسانيتها. سلاف فواخرجي عُرفت بعلاقتها الوثيقة بوالدتها الراحلة، التي توفيت عام 2018، وقالت عنها: "منذ خمس سنوات... أفلتت أمي يدي... يُتمي بعدك لا ينتهي". وسبق أن كرّمتها بمشهد رمزي ضمن فيلمها "رسائل الكرز" الذي أخرجته عام 2015، واعتبرته "هدية أبدية من الأم إلى ابنته. aXA6IDIwNi4yMzIuMTI0Ljk1IA== جزيرة ام اند امز CH

رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى والدها: الأب الحنين ما بيروحش بيفضل جوه الروح
رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى والدها: الأب الحنين ما بيروحش بيفضل جوه الروح

البوابة

timeمنذ 4 ساعات

  • البوابة

رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى والدها: الأب الحنين ما بيروحش بيفضل جوه الروح

حرصت الفنانة رانيا فريد شوقي، على احياء الذكرى السابعة والعشرين لرحيل والدها الفنان الكبير فريد شوقي ، والتي تحل اليوم 27 يوليو. ونشرت الفنانة رانيا فريد شوقي صورة لوالدها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' ، وعلقت عليها قائلة : "النهاردة ٢٧ سنة على غيابك يا بابا… بس الأب الحنين ما بيروحش، بيفضل جوه الروح ، في فيديو ليك كنت بتقول: "أنا صرفت فلوسي على بناتي… دلعتهم وفسحتهم ومليت عينهم."، ناس افتكرت إن الموضوع فلوس، لكن الحقيقة إنك كنت بتستثمر فينا قلبك وعمرك كله، وتزرع جوانا حب وخير وكرامة." . وتابعت رانيا فريد شوقي قائلة : 'كنت فاهم إن البنت لما تحس إنها غالية في بيتها محدش يقدر يقلل منها ، دلعتنا عشان نفهم إن الدلع مش منّة من حد، وفسحتنا عشان نشوف الدنيا بعينين شبعانة ومفيش حاجة تبهرنا ، حتى عقابك كان في سكوت ، سكوت يحرمنا من ضحكتك وحضنك، وكان أقسى من أي عقاب.' وأضافت رانيا قائلة : 'كنت ترجع من المسرح في إسكندرية وتجيب لنا فطير بالسكر، حاجة بسيطة منك لكنها كبيرة جوانا، ولحد النهاردة بطلبه عشان أفتكر ضحكتك ، في آباء عندهم إمكانيات وما بيدلعوش، وبيوت مليانة فلوس لكنها فاضية من الحب ، لكن بيتك يا بابا كان مليان حنية وعطاء حتى بالحاجات الصغيرة، وده اللي ربّى جوانا قلوب شبعانة وأرواح واقفة بثبات.' . واختتمت رانيا التدوينة قائلة : الله يرحمك يا بابا، ويبارك في كل حاجة زرعتها جوانا ، والحمد لله إن ربنا خلقني بنتك."

بلدية دبا الحصن تستثمر أوقات فراغ 50 طفلاً بنجاح لافت
بلدية دبا الحصن تستثمر أوقات فراغ 50 طفلاً بنجاح لافت

الشارقة 24

timeمنذ 6 ساعات

  • الشارقة 24

بلدية دبا الحصن تستثمر أوقات فراغ 50 طفلاً بنجاح لافت

الشارقة 24: اختتمت بلدية دبا الحصن فعاليات برنامجها الصيفي "أطفال اليوم...قادة المستقبل" لعام 2025، وسط نجاح لافت بمشاركة نحو 50 طفلاً من كلا الجنسين، الذين تراوحت أعمارهم بين 7 و12 عاماً، وذلك ضمن استراتيجيتها في إسعاد المجتمع، وحرصها على تنمية مهارات النشء، واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة. تفاعل واسع من الأطفال واشتمل البرنامج الصيفي الذي لاقى تفاعل واسع من الأطفال، واستمر لمدة أسبوعين على باقة من الأنشطة الاجتماعية والترفيهية والتعليمية التي تتناسب مع اهتمامات الأطفال، مثل الفن، والابتكار والبرمجة، وورش متنوعة في تطوير الذات، ومهارات الزراعة، وإرشادات السلامة، بالإضافة إلى ورش تفاعلية تهدف إلى تنمية المهارات الفكرية والإبداعية لدى المشاركين . استثمار أوقات الأطفال وأصبح برنامج "أطفال اليوم...قادة المستقبل" جزءاً راسخاً من أجندة البلدية المجتمعية، لما له من دور ملموس في تنمية وعي الأطفال واستثمار أوقاتهم خلال الإجازة الصيفية بطرق هادفة وممتعة. هدايا للمشاركين في ختام فعاليات البرنامج الصيفي، تم توزيع الهدايا المتنوعة والتقاط الصور التذكارية للمشاركين وسط أجواء احتفالية، حيث عبّروا عن سعادتهم بالمستوى المتميز والفعال للبرنامج، والجهود المبذولة لنجاحه، كما تم تكريم كافة المتطوعين من موظفي البلدية بشهادات امتنان وشكر. تنمية مهارات النشء وأشاد سعادة طالب عبد الله اليحيائي مدير بلدية دبا الحصن، بالتفاعل الكبير من الطلبة والأسر، مع البرنامج الصيفي "أطفال اليوم...قادة المستقبل"، مشيراً إلى أنه يعكس رؤية بلدية دبا الحصن في تنمية مهارات النشء، من خلال برامج متكاملة تجمع بين الترفيه والتعليم، وتسهم في تعزيز قدراتهم، مؤكداً أن تنوع الأنشطة يعزز من بناء شخصية الطفل المتوازنة، ويمنحه الفرصة لاكتشاف مواهبه في بيئة آمنة وهادفة، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ ومُلمّ بمسؤولياته". زيادة رفاهية الأطفال وأكد اليحيائي أن البلدية تحرص دائماً على تنظيم مثل هذه المبادرات والبرامج المجتمعية لأطفال المدينة الفاضلة، بما ينعكس إيجاباً على سعادتهم ونشأتهم وزيادة رفاهيتهم، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه، الهادفة إلى استثمار أوقات الفراغ خلال العطلة الصيفية للأطفال، إلى جانب تنشئتهم على قيادة مستقبل. شكر لكافة المتطوعين وتوجه اليحيائي بالشكر لكافة موظفي البلدية من مختلف الإدارات، الذين ساهموا في نجاح هذا البرنامج الصيفي، الذي يهدف إلى تعريف الأطفال بالدور التي تقوم به إدارات بلدية دبا الحصن، وقد صُمم البرنامج بعناية ليناسب خصائص الفئة العمرية المستهدفة من الأشبال والزهرات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store