
موجة اعتقالات حوثية من إب إلى أطراف تعز
ومع مواصلة الحوثيين ملاحقة مَن يعتقدون أنهم من معارضيهم في أرياف محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) وبلوغ عدد الموقوفين نحو 100 شخص أغلبهم من أساتذة الجامعات والمعلمين والأطباء، وسَّع جهاز مخابرات الشرطة، الذي يقوده علي الحوثي نجل مؤسِّس الجماعة، حملته التي وُصفت بـ«الوقائية»، إلى مديرية ماوية الواقعة في أطراف محافظة تعز القريبة من محافظة إب.
ووفق ما ذكره سكان، فإن حملة اعتقالات طالت كثيراً من المدرسين ومديري المدارس في مديرية ماوية (شمال شرقي تعز)، الذين تم اقتيادهم إلى «معتقل الصالح» الشهير بوقائع التعذيب، والذي يقبع فيه المئات من المدنيين منذ سنوات.
وفي حين أكدت المصادر أن العملية تتم بدوافع «طائفية» وأنها متواصلة منذ أيام عدة وشملت العشرات، فإنها أوضحت أن المختطَفين لا يمارسون أي نشاط سياسي منذ سنوات طويلة، وأنهم يعملون في مهن أخرى، فمنهم مزارعون أو سائقو سيارات أجرة إلى جانب وظيفتهم في التدريس بعد أن أوقف الحوثيون مرتبات الموظفين منذ 9 أعوام.
وانتقد السكان صمت المتعاونين مع الحوثيين من وجهاء المنطقة لأنهم يعرفون براءة المعتقلين ولكنهم لا يجرؤون على انتقاد هذه الحملة، وحمّلوهم كامل المسؤولية عن سلامتهم.
قمع مذهبي
تزامنت حملة الاعتقالات، التي طالت معلمين وأئمة مساجد وشخصيات اجتماعية، وفق مصادر حقوقية، مع اقتحام الحوثيين مسجداً لأهل السنة في سوق السويداء بمديرية ماوية، وطرد إمامه، وقيامهم بتفتيش هواتف المصلين، وفرض اثنين من أتباعهم ينحدران من محافظة صعدة خطيبين بديلين في المسجد ضمن خطط فرض التغيير المذهبي على السكان، الذي تتبعه الجماعة في المناطق ذات الأغلبية السُّنّية.
وبحسب إشراق المقطري، عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان (حكومية مستقلة)، فقد نفَّذ الحوثيون حملتهم خلال يومي 29 و30 يوليو (تموز)، وطالت رضوان عبد الله، وجمال محمد، ونجيب أحمد، وجلال المهاجري، وحسن الشرعبي، ومنصور الزراعي، ومحمد الحمري، وصلاح منصور، وعبد الوهاب قايد، ووهيب خالد، وعبد الرحمن صالح، ورهيب عايض، وأسامة صادق، إلى جانب 4 من الأطباء والطلاب، حيث اقتيد هؤلاء جميعاً من منازلهم بتهمة تجنيد أشخاص لصالح الحكومة المعترف بها دولياً.
وذكرت المسؤولة اليمنية أن مديرية ماوية، التي يسيطر عليها الحوثيون، تخضع لرقابة أمنية مشددة منذ سنوات، وأن حملة القمع الأخيرة تأتي في سياق متصاعد من الانتهاكات بعد حادثة مقتل الشيخ السلفي صالح حنتوس في محافظة ريمة، التي تسببت في مزيد من التضييق على الحركة والنشاطَين الديني والاجتماعي في مناطق سيطرة الحوثيين.
«الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» أدانت من جهتها حملة الاختطافات التي شملت أكثر من 12 معلماً في مديرية ماوية، واقتيادهم قسراً إلى «معتقل الصالح»، ورأت في ذلك انتهاكاً للقانون الدولي وإخفاءً قسرياً، وحذرت من ترويع المعلمين وفرض أجندات طائفية، داعية الأمم المتحدة للتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات التي تهدِّد مستقبل التعليم في اليمن.
هذا التوسع تزامَن مع استمرار حملة الاعتقالات التي يُنفِّذها الحوثيون منذ شهرين في محافظة إب، حيث امتدت إلى أرياف عاصمة المحافظة، واعتقلت مخابرات الجماعة المعلمَين عباس الوشاح، وعبده الحياني، من وسط منزليهما في مديرية القفر، كما اختطفت المدرس محمد الجبلي من وسط المدرسة التي يعمل بها في قرية جبل بحري بمديرية العدين، والمعلم عادل العثماني من داخل منزله في قرية دمنة نخلان في مديرية السياني.
الاعتقالات طالت أيضاً الشاب عمار أبو أصبع، وهو أحد سكان المحافظة، كان قد حصل على تأشيرة عمل في السعودية وغادر قريته متجهاً إلى الغربة، إلا أن إحدى نقاط الحوثيين اعترضته وأخذته إلى مكان غير معلوم حتى الآن.
دهس وقتل
في سياق الانتهاكات الحوثية، ذكرت مصادر حقوقية يمنية أن سيارة عسكرية للحوثيين دهست أحد المعلمين من محافظة إب في أثناء وجوده في مناطق سيطرتهم في محافظة تعز. وقالت إن السيارة العسكرية التي تُعرَف محلياً باسم «طقم» لتمييزها عن السيارات المدنية، دهست المعلم عبد السلام قاسم أمام حديقة في منطقة الحوبان، ولاذت بالفرار.
وأوضحت أن المعلم المنحدر من مديرية مذيخرة بمحافظة إب، كان يسير بالقرب من الحديقة عندما داهمه الطقم الحوثي؛ ما أدى إلى إصابته إصابات خطيرة، حيث أُسعف إلى أحد المستشفيات، ولا يزال في وضع صحي حرج جداً.
وفي السياق نفسه، لقي الطالب عقبة أبو راس (من محافظة إب)، وهو في المستوى الخامس في كلية الطب البشري بجامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، مصرعه في أحد معسكرات التدريب التابعة للحوثيين في أطراف محافظة الحديدة (غرب)، والذي تم تجنيده داخل الحرم الجامعي تحت لافتة «طوفان الأقصى».
وطبقاً لما ذكرته مصادر طلابية، فإن ما يُسمى بـ«ملتقى الطالب الجامعي»، وهو الذراع الأمنية للحوثيين داخل الجامعات، تمكَّن من استدراج نحو 794 طالباً وألحقهم بدورات طائفية خلال أول عامين فقط من السيطرة على جامعة العلوم والتكنولوجيا، وقام بتجنيد أكثر من 200 منهم للقتال في الجبهات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 30 دقائق
- اليمن الآن
السامعي: يعلن فشل جماعة الحو. ثي ويكشف فضائح فساد وخطر يفوق إيران وحزب الله
كشف القيادي في مليشيا الحوثي وعضو ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" سلطان السامعي، حجم الفساد المستشري في صفوف مليشياته، وفشلها في إدارة مؤسسات الدولة المختطفة، محذّرًا من مستقبل مظلم يهدّد المليشيات. وقال السامعي، في مقابلة متلفزة بثتها قناة «الساحات»، مساء الأحد 3 أغسطس/آب، إن مليشيات الحوثي «عاجزة حتى عن القبض على فاسد واحد ينهب علنًا»، مضيفًا: «من كانوا حفاة أصبحوا اليوم يمتلكون الشركات والوكالات، فمن أين لهم هذا؟». وكشف السامعي أن أكثر من 150 مليار دولار خرجت من اليمن بفعل سيطرة الميليشيا على الموارد ونهبها لصالح قيادات عليا، دون محاسبة أو مساءلة، معتبرًا أن هذا الوضع يبرهن على تحوّل الجماعة إلى «سلطة فساد ممنهج» على حساب معاناة ملايين اليمنيين. ووصف السامعي المجلس السياسي التابع للحوثيين بأنه «مجلس شكلي لا يملك القرار الفعلي»، مؤكدًا أن الأوضاع الاقتصادية تتجه نحو الانهيار بفعل قرارات وزارتي المالية والتجارة في حكومة الحوثي الانقلابية التي «تضر بالاقتصاد وتطرد رؤوس الأموال». وحذّر القيادي الحوثي من أن العاصمة صنعاء «تواجه خطرًا أكبر مما حدث في إيران ولحزب الله»، مشددًا على أن استمرار الأوضاع الحالية سيقود البلاد إلى انهيار كامل ما لم يتم التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة تفضي إلى «تقاسم السلطة والثروة بين مختلف المحافظات». وأضاف: «عقد من الحرب مرّ دون منتصر، لا نحن استطعنا دخول عدن، ولا هم دخلوا صنعاء، ولم يعد هناك خيار سوى الحوار». وفي سياق متصل، انتقد السامعي قرار مليشيات الحوثي بإعدام نجل الرئيس الأسبق، أحمد علي عبد الله صالح، واصفًا إياه بأنه «قرار سياسي في توقيت كارثي»، وقال: «كان الأجدر السكوت وعدم صب الزيت على النار، لأن مثل هذه الأحكام تعمّق الانقسام ولا تخدم المصالحة الوطنية».


اليمن الآن
منذ 30 دقائق
- اليمن الآن
تفاؤل في الأوساط العسكرية باللقاءات التي عقدها رئيس أركان الجيش اليمني في عدن
الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين في تصريح لـ'يمن ديلي نيوز': اللقاءات التي عقدها رئيس هيئة الأركان العامة مع نائبي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في عدن 'نوعية'. لا ينبغي رفع سقف التوقعات من هذه اللقاءات، إذ لا توجد أي مؤشرات على وجود قرار سياسي لتحرير محافظات الشمال. تأثير هذه اللقاءات سيكون كبيراً، لكن المشكلة لا تكمن في تعدد التشكيلات، بل في غياب القرار السياسي لمقاومة الحوثيين. توحيد القوات والتشكيلات العسكرية المناهضة للحوثيين غير ممكن في الوقت الحالي، لكن من الممكن إنشاء غرفة عمليات مشتركة. المحلل العسكري العميد محمد الكميم لـ'يمن ديلي نيوز': وجود رئيس هيئة الأركان العامة في عدن أمر طبيعي، ليمارس مهامه المناطة به وفقاً لطبيعة عمله. تواجد رئيس هيئة الأركان في عدن قد يسهم في تحقيق مزيد من التماسك والترابط، وكسر الحواجز الوهمية. الزيارة تؤكد أن وضع الجيش اليوم أفضل بكثير مما كان عليه في السابق. التشكيلات العسكرية التي تُدار من غرفة عمليات موحدة هي بلا شك أفضل من بقاء التشكيلات منفصلة. دلالات وجود رئيس أركان الجيش في عدن.. تفاؤل مشترك بضفّتي الجبهة المناهضة للحوثيين (تقرير) مرتبط المجلس الانتقالي الجنوبي الجيش اليمني صغير بن عزيز عيدروس الزبيدي عبدالرحمن المحرمي


اليمن الآن
منذ 30 دقائق
- اليمن الآن
شريف منير يشوق جمهوره لعمل فني جديد مع أحمد السقا وغرامة مالية على السقا بتهمة التعدي على مها الصغير
يستعد الفنانان شريف منير وأحمد السقا لعمل فني جديد يجمعهما قريبًا، حيث أعلن منير عن هذا التعاون المرتقب عبر حسابه على 'إنستجرام' بصورة تجمعه بالسقا مُذيّلة بتعليق 'انتظرونا قريبًا'، دون الإفصاح عن تفاصيل المشروع. وفي سياق منفصل، أصدرت النيابة العامة في الشيخ زايد قرارًا بتغريم الفنان أحمد السقا 200 جنيه، وذلك في القضية التي اتهمته فيها طليقته الإعلامية مها الصغير بالتعدي عليها وعلى سائقها داخل أحد الكمبوندات بمدينة السادس من أكتوبر. وكشفت مصادر قضائية أن القرار جاء بعد اطلاع النيابة على أوراق القضية، ورأت أن الواقعة لا تستدعي الإحالة إلى المحكمة، واكتفت بتوقيع غرامة مالية وفقًا لقانون الإجراءات الجنائية. ووفقًا للمحضر الذي حررته مها الصغير وسائقها في قسم شرطة أكتوبر، اتهمت الصغير طليقها بالتعدي عليهما بالسب والضرب، مشيرة إلى أن الواقعة بدأت عندما اعترضت سيارة السقا طريقهما عند مدخل الكمبوند، مما أدى إلى نشوب خلاف بينهما. اخبار متعلقة