
سيسيه يسعى لإنعاش حظوظ ليبيا الكروية والعودة إلى كأس الأمم الأفريقية
بعد سنوات من إهدار الفرص على الساحة القارية، تسعى كرة القدم الليبية إلى إعادة إشعال المنافسة.
ويسعى أليو سيسيه، مدرب السنغال السابق الذي قاد منتخب بلاده إلى لقب كأس الأمم الأفريقية 2021، إلى إذكاء هذه الشرارة.
ربما كان قرار سيسيه بتولي تدريب منتخب "فرسان المتوسط" في مارس/آذار الماضي مفاجئاً للكثيرين.
لكن بالنسبة للمدرب البالغ من العمر 49 عاماً، فإن انضمامه إلى منتخب يحتل المرتبة 117 عالمياً و31 أفريقياً كان نابعاً من فكرة مشتركة.
قال سيسيه لبي بي سي سبورت أفريقيا: "اخترتُ التواجد هنا في ليبيا وبدء هذا المشروع لأنني منذ أول لقاء لي مع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم، شعرتُ برغبتهم وإيمانهم بي كشخص وكمدرب".
"لديهم رؤية واضحة، وهناك التقت أفكارنا".
على الرغم من التقارير التي تُشير إلى انضمامه للمنتخب الليبي كأحد أعلى المدربين الدوليين أجراً في أفريقيا، يُصرّ سيسيه على أنه ليس مُرتزقًا، بل شخص قادر على إرساء أسس النجاح.
في السنغال، أمضى عقداً من الزمن في تشكيل جيل نجح في تأمين أول لقب قاري كبير للبلاد.
ويأمل أن يُحدث تأثيراً مُماثلاً في ليبيا بعد موافقته على عقدٍ مبدئي لمدة عامين.
قال سيسه إن "هذا البلد زاخر بالمواهب والإمكانات. ومهمتي هي وضع كرة القدم الليبية في المكانة التي تستحقها".
"أنا رجل مشروع، وباني أجيال. في السنغال، كان لديّ مشروع مثمر امتد لعشر سنوات"، وفق المدرب السنغالي.
وأضاف: "أنا مليء بالشغف والثقة بأنني سأكرر الأمر نفسه هنا".
ولم تتأهل ليبيا لكأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012.
ولمس سيسيه بالفعل جوانب عدة يمكن تحسينها.
وقال: "يمتلك اللاعبون مهارات فنية لا يُمكن إنكارها، وهناك وفرة من المواهب الخام، لكن ما ينقصنا هو الخبرة وتحسين إدارة اللعب".
ورأى سيسيه أن "الموهبة وحدها لا تكفي على المستوى الأفريقي، نحن بحاجة إلى المزيد من الالتزام والروح القتالية والثقة والانضباط لتحقيق أهدافنا".
العودة إلى كأس الأمم الأفريقية
لا يزال سيسيه ينتظر فوزه الأول كمدرب لليبيا، بعد أن حصد في مارس/آذار نقطة واحدة من مباراتي أنغولا والكاميرون في تصفيات كأس العالم 2026.
أدت هذه النتائج إلى تأخر فريقه بخمس نقاط عن الرأس الأخضر، متصدر المجموعة الرابعة، وأربع نقاط عن الكاميرون، مع تبقي أربع جولات على نهاية التصفيات.
قد يضمن احتلال المركز الثاني تأهله إلى الملحق القاري وبالتالي الإبقاء على آماله في التأهل إلى نهائيات المونديال العام المقبل.
قال سيسيه: "لا تزال فرصنا قائمة. في كرة القدم، لا شيء مستحيل".
"علينا الاستعداد جيداً للمباراتين القادمتين خارج أرضنا أمام أنغولا وعلى أرضنا أمام إسواتيني"، وفق المدرب السنغالي.
منذ أول مباراتين له، عقد السنغالي اجتماعات استراتيجية مع مسؤولين ليبيين لوضع خارطة طريق للمستقبل.
يتمثل أحد أهم أهدافه في بناء هيكل فريق متوازن يجمع بين المواهب المحلية ولاعبي الشتات.
وأضاف: "أمامنا محطات مهمة للغاية من شأنها أن تُسرع وتيرة تطورنا".
"لدينا فرصة المشاركة في كأس العرب في ديسمبر/كانون الأول المقبل، والتي ستُمثل تحضيراً قيّماً لتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2027"، بحسب سيسيه.
"هدفنا الرئيسي - التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2027 - حدده الاتحاد. لم تصل ليبيا إلى البطولة منذ 15 عاماً، وهذا يجب أن يتغير"، وفق سيسيه.
الإيمان باللاعبين المحليين والتعامل مع الضغوط
وأوضح سيسيه أيضاً نقطة رئيسية تتعلق باستخدام اللاعبين الناشطين في ليبيا كأساس لفريقه.
وقال: "سمعتُ شائعاتٍ تُشير إلى أنني لن أعتمد على لاعبين محليين. أنفي ذلك تماماً".
وأضاف: "سيبدأ عملنا باللاعبين المحليين. أعتزم البناء عليهم وتعزيز الفريق بلاعبين محترفين من الخارج".
"هناك لاعبون ليبيون في ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا ودوريات أخرى. سأتواصل مع كل واحد منهم ونحن على أتم الاستعداد للترحيب بكل من يُعنى بهذا المشروع الوطني"، بحسب سيسيه.
يُقرّ سيسيه بأنه، بالنظر إلى إنجازاته مع السنغال ومكانته، ستكون نتائجه ونتائج ليبيا محل تدقيق.
وبينما يُحدّد الضغط غالباً أدوار التدريب في أفريقيا، إلا أن سيسيه يتقبله.
وقال: "هناك ضغط إيجابي وآخر سلبي. كرة القدم عالية المستوى تعتمد على الضغط، وعلى كل شخص يرغب في النجاح في الحياة تقبله".
وتابع: "بعد 35 عاماً من مسيرتي الكروية، أستطيع تحمّل الضغط. بل أستطيع استخدام هذا الضغط الإيجابي كحافز".
الالتزام تجاه ليبيا
يستكشف سيسيه لاعبين في الدوري الليبي الممتاز، وبدأ ينخرط في ثقافة كرة القدم في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
يُصرّ سيسيه على التزامه التام بفريق "فرسان المتوسط"، وقال: "لا أنوي الرحيل إطلاقاً. معنوياتي مرتفعة".
وأكد سيسيه أن فكرة الفخر بتمثيل ليبيا ستكون حجر الزاوية في رؤيته للفريق.
وقال: "يمكن للاعب أن يُمثل العديد من الأندية طوال مسيرته، لكنه لن يلعب إلا لمنتخب وطني واحد"، مضيفاً: "اللعب للمنتخب الوطني شرف عظيم".
وقال إنه يحب اللاعبين المستعدين للقتال من أجل وطنهم، مضيفاً "إذا غرسنا هذه العقلية، فلن يوقفنا شيء".
"في السنغال، عملت مع نجوم عالميين، لكنهم اجتمعوا جميعاً من أجل مهمة وطنية واحدة، هذا هو بالضبط نوع التقاليد التي أرغب في بنائها هنا في ليبيا"، وفق سيسيه.
قد تبدأ رحلة سيسيه مع ليبيا بمحاولة البقاء في المنافسة على الظهور الأول في كأس العالم، لكن ضمان مكان له في كأس الأمم الأفريقية سيضمن له مكانة مرموقة لدى جماهير البلاد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
بسبب منشور يحمل "إشارات معادية للسامية"، مقدم البرامج الرياضية غاري لينيكر يغادر بي بي سي
أكّدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق، غاري لينيكر سيغادر منصبه في الهيئة كمقدم برامج رياضية، بعد نهاية برنامجه "مباراة اليوم" للموسم الكروي الجاري 2024/2025. وأشارت بي بي سي إلى أن لينيكر لن يكون جزءاً من تغطيتها لكأس العالم 2026، والموسم المقبل من كأس الاتحاد الإنجليزي. وتأتي مغادرة لينيكر على خلفية مشاركته منشوراً عبر منصة "إنستغرام" لمجموعة مؤيدة للفلسطينيين، يحتوي على مقطع فيديو يتحدث عن "الحركة الصهيونية". وتضمّن مقطع الفيديو رسماً لجرذ، وهو ما يرتبط تاريخياً بإهانات معادية للسامية، ويعكس لغة استخدمتها ألمانيا النازية للتعبير عن اليهود. وحذف لينيكر المنشور في وقت لاحق بعد تعرضه لانتقادات عديدة، وقدّم اعتذاراً عن مشاركته، قائلاً إنه "لم يكن ليشارك أبداً منشوراً معادياً للسامية بشكل متعمد"، وإنه حذف المنشور "بمجرد علمه بالمشكلة". وأضاف لينيكير أنه علم لاحقاً أن المنشور يحتوي على "إشارات مسيئة"، وأنه يشعر "بأسف شديد" تجاه هذه الإشارات. وقال المدير العام لبي بي سي، تيم ديفي، إن غاري أقرّ بالخطأ الذي ارتكبه، و"بناء على ذلك، اتفقنا على تنحّيه عن تقديم أي برامج بعد انتهاء الموسم الحالي". وقدّم ديفي إشادة بلينيكر، قائلاً إنه لطالما كان "صوتاً بارزاً في التغطية الكروية في بي بي سي على مدار عقدين من الزمن". وشارك لينيكر في العديد من التغطيات للأحداث الرياضية المتنوعة، وكان المقدّم الرئيسي لبرنامج "مباراة اليوم" الأسبوعي المختص بكرة القدم، منذ العام 1999، ويُعد المقدّم الأعلى أجراً في الهيئة. وفي نهاية عام 2024، أعلنت بي بي سي أن لينيكر لن يقدم البرنامج بعد انتهاء الموسم الحالي، لكنه سيغطي كأس العالم 2026، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وهو ما تراجعت عنه اليوم بعد الإعلان عن رحيله. "ربما يريدون رحيلي" ولم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها لينيكر الجدل بسبب تصريحاته ونشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي عام 2023، قالت بي بي سي إنها أجرت "حواراً صريحاً" مع النجم الإنجليزي بسبب تغريدة انتقد فيها سياسية الحكومة البريطانية بشأن قضية اللجوء، مقارناً بين خطابها وخطاب الحكومة الألمانية في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي فبراير/شباط 2025، وقع لينيكر، إلى جانب 500 شخصية بارزة، على رسالة مفتوحة يحث فيها بي بي سي، على إعادة عرض فيلم وثائقي عن غزة، أزالته بي بي سي عن خدمة "آي بلاير" بعد أن تم حذفه بعد تبين أن الراوي هو ابن مسؤول في حركة حماس. وفي وقت سابق من شهر مايو/أيار الجاري، بدا لينيكر وكأنه ينتقد الرئيس الجديد لبي بي سي سبورت، أليكس كاي-جيلسكي، حين صرّح لصحيفة التلغراف، أنه "لا يمتلك أي خبرة تلفزيونية"، وحثّه على عدم إجراء أي تغييرات على برنامج "مباراة اليوم". وفي مقابلةٍ حديثة مع المذيع في بي بي سي أمول راجان، قال لينيكر إنه شعر برغبة بي بي سي في رحيله أثناء تفاوضه على عقدٍ جديد، العام الماضي. وبعد الإعلان عن انتهاء مسيرته مع بي بي سي، قال لينيكر إنه يقرّ بالخطأ وحالة الانزعاج التي سببها، مضيفاً أن "التنحي هو الإجراء المسؤول". وأعاد لينيكر التأكيد على أنه لم يكن ليعيد أبداً نشر شيء معادٍ للسامية بشكل متعمد، لأن ذلك "يتعارض مع كل ما يؤمن به". بدوره عبّر مدير بي بي سي سبورت، أليكس كاي جيلسكي، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، عن حزنه لوداع لينيكر، قائلاً: "إنه لأمرٌ محزن أن أودع مذيعاً لامعاً كهذا، وأود أيضاً أن أشكر غاري على سنوات خدمته". فيما كتبت كاتي رازال، محررة بي بي سي للشؤون الثقافية، أن رحيل لينيكر يمثل "نهاية مؤسفة" لمسيرة مهنية في بي بي سي. وامتدحت رازال النجم الإنجليزي، قائلة: "غاري لينيكر من بين أعلى المذيعين أجراً في الهيئة لسبب وجيه: هو يتمتع بشعبية كبيرة لدى الجمهور، وواسع الاطلاع، وبارع في عمله". لكن رازال أشارت إلى إن لينيكر بدا "غير قادر أو غير راغب" على تقبل حقيقة أن كونه شخصية بارزة قد يمنعه من إبداء آرائه التي يرى العديدون أنها أثّرت على "حاجة بي بي سي للحياد".


BBC عربية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- BBC عربية
سيسيه يسعى لإنعاش حظوظ ليبيا الكروية والعودة إلى كأس الأمم الأفريقية
بعد سنوات من إهدار الفرص على الساحة القارية، تسعى كرة القدم الليبية إلى إعادة إشعال المنافسة. ويسعى أليو سيسيه، مدرب السنغال السابق الذي قاد منتخب بلاده إلى لقب كأس الأمم الأفريقية 2021، إلى إذكاء هذه الشرارة. ربما كان قرار سيسيه بتولي تدريب منتخب "فرسان المتوسط" في مارس/آذار الماضي مفاجئاً للكثيرين. لكن بالنسبة للمدرب البالغ من العمر 49 عاماً، فإن انضمامه إلى منتخب يحتل المرتبة 117 عالمياً و31 أفريقياً كان نابعاً من فكرة مشتركة. قال سيسيه لبي بي سي سبورت أفريقيا: "اخترتُ التواجد هنا في ليبيا وبدء هذا المشروع لأنني منذ أول لقاء لي مع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم، شعرتُ برغبتهم وإيمانهم بي كشخص وكمدرب". "لديهم رؤية واضحة، وهناك التقت أفكارنا". على الرغم من التقارير التي تُشير إلى انضمامه للمنتخب الليبي كأحد أعلى المدربين الدوليين أجراً في أفريقيا، يُصرّ سيسيه على أنه ليس مُرتزقًا، بل شخص قادر على إرساء أسس النجاح. في السنغال، أمضى عقداً من الزمن في تشكيل جيل نجح في تأمين أول لقب قاري كبير للبلاد. ويأمل أن يُحدث تأثيراً مُماثلاً في ليبيا بعد موافقته على عقدٍ مبدئي لمدة عامين. قال سيسه إن "هذا البلد زاخر بالمواهب والإمكانات. ومهمتي هي وضع كرة القدم الليبية في المكانة التي تستحقها". "أنا رجل مشروع، وباني أجيال. في السنغال، كان لديّ مشروع مثمر امتد لعشر سنوات"، وفق المدرب السنغالي. وأضاف: "أنا مليء بالشغف والثقة بأنني سأكرر الأمر نفسه هنا". ولم تتأهل ليبيا لكأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012. ولمس سيسيه بالفعل جوانب عدة يمكن تحسينها. وقال: "يمتلك اللاعبون مهارات فنية لا يُمكن إنكارها، وهناك وفرة من المواهب الخام، لكن ما ينقصنا هو الخبرة وتحسين إدارة اللعب". ورأى سيسيه أن "الموهبة وحدها لا تكفي على المستوى الأفريقي، نحن بحاجة إلى المزيد من الالتزام والروح القتالية والثقة والانضباط لتحقيق أهدافنا". العودة إلى كأس الأمم الأفريقية لا يزال سيسيه ينتظر فوزه الأول كمدرب لليبيا، بعد أن حصد في مارس/آذار نقطة واحدة من مباراتي أنغولا والكاميرون في تصفيات كأس العالم 2026. أدت هذه النتائج إلى تأخر فريقه بخمس نقاط عن الرأس الأخضر، متصدر المجموعة الرابعة، وأربع نقاط عن الكاميرون، مع تبقي أربع جولات على نهاية التصفيات. قد يضمن احتلال المركز الثاني تأهله إلى الملحق القاري وبالتالي الإبقاء على آماله في التأهل إلى نهائيات المونديال العام المقبل. قال سيسيه: "لا تزال فرصنا قائمة. في كرة القدم، لا شيء مستحيل". "علينا الاستعداد جيداً للمباراتين القادمتين خارج أرضنا أمام أنغولا وعلى أرضنا أمام إسواتيني"، وفق المدرب السنغالي. منذ أول مباراتين له، عقد السنغالي اجتماعات استراتيجية مع مسؤولين ليبيين لوضع خارطة طريق للمستقبل. يتمثل أحد أهم أهدافه في بناء هيكل فريق متوازن يجمع بين المواهب المحلية ولاعبي الشتات. وأضاف: "أمامنا محطات مهمة للغاية من شأنها أن تُسرع وتيرة تطورنا". "لدينا فرصة المشاركة في كأس العرب في ديسمبر/كانون الأول المقبل، والتي ستُمثل تحضيراً قيّماً لتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2027"، بحسب سيسيه. "هدفنا الرئيسي - التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2027 - حدده الاتحاد. لم تصل ليبيا إلى البطولة منذ 15 عاماً، وهذا يجب أن يتغير"، وفق سيسيه. الإيمان باللاعبين المحليين والتعامل مع الضغوط وأوضح سيسيه أيضاً نقطة رئيسية تتعلق باستخدام اللاعبين الناشطين في ليبيا كأساس لفريقه. وقال: "سمعتُ شائعاتٍ تُشير إلى أنني لن أعتمد على لاعبين محليين. أنفي ذلك تماماً". وأضاف: "سيبدأ عملنا باللاعبين المحليين. أعتزم البناء عليهم وتعزيز الفريق بلاعبين محترفين من الخارج". "هناك لاعبون ليبيون في ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا ودوريات أخرى. سأتواصل مع كل واحد منهم ونحن على أتم الاستعداد للترحيب بكل من يُعنى بهذا المشروع الوطني"، بحسب سيسيه. يُقرّ سيسيه بأنه، بالنظر إلى إنجازاته مع السنغال ومكانته، ستكون نتائجه ونتائج ليبيا محل تدقيق. وبينما يُحدّد الضغط غالباً أدوار التدريب في أفريقيا، إلا أن سيسيه يتقبله. وقال: "هناك ضغط إيجابي وآخر سلبي. كرة القدم عالية المستوى تعتمد على الضغط، وعلى كل شخص يرغب في النجاح في الحياة تقبله". وتابع: "بعد 35 عاماً من مسيرتي الكروية، أستطيع تحمّل الضغط. بل أستطيع استخدام هذا الضغط الإيجابي كحافز". الالتزام تجاه ليبيا يستكشف سيسيه لاعبين في الدوري الليبي الممتاز، وبدأ ينخرط في ثقافة كرة القدم في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. يُصرّ سيسيه على التزامه التام بفريق "فرسان المتوسط"، وقال: "لا أنوي الرحيل إطلاقاً. معنوياتي مرتفعة". وأكد سيسيه أن فكرة الفخر بتمثيل ليبيا ستكون حجر الزاوية في رؤيته للفريق. وقال: "يمكن للاعب أن يُمثل العديد من الأندية طوال مسيرته، لكنه لن يلعب إلا لمنتخب وطني واحد"، مضيفاً: "اللعب للمنتخب الوطني شرف عظيم". وقال إنه يحب اللاعبين المستعدين للقتال من أجل وطنهم، مضيفاً "إذا غرسنا هذه العقلية، فلن يوقفنا شيء". "في السنغال، عملت مع نجوم عالميين، لكنهم اجتمعوا جميعاً من أجل مهمة وطنية واحدة، هذا هو بالضبط نوع التقاليد التي أرغب في بنائها هنا في ليبيا"، وفق سيسيه. قد تبدأ رحلة سيسيه مع ليبيا بمحاولة البقاء في المنافسة على الظهور الأول في كأس العالم، لكن ضمان مكان له في كأس الأمم الأفريقية سيضمن له مكانة مرموقة لدى جماهير البلاد.


BBC عربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- BBC عربية
تعرف على المرأة التي تقود ثورة في عالم كرة القدم
"نتلقى اتصالات هاتفية ورسائل نصية بلا انقطاع"، هكذا قالت ميشيل كانغ، مالكة نادي لندن سيتي ليونيس، وهي مبتسمة. لقد مرّت 72 ساعة منذ أن تمكّن فريقها لندن سيتي ليونيسز (اللبؤات)، من التأهل إلى الدوري الممتاز لكرة القدم للسيدات. ومن السهل أن نفهم لماذا أصبحت اللاعبات، اللائي كنّ قبل 18 شهراً يترددن في قبول فكرة الانضمام إلى هذا النادي، الآن متلهفاتٍ لكي يكنّ جزءاً من قصة على غرار قصص هوليوود. لأول مرة دوري كرة قدم للسيدات في السعودية كيف رأيتم أداء "لبؤات الأطلس" في بطولة العالم لكرة القدم النسائية؟ كانت ميشيل كانغ قد اشترت فريق ليونيسز في ديسمبر/كانون الأول 2023، حين كان على وشك الإفلاس. لكن بفضل استثمارها المالي الضخم ورؤيتها بعيدة المدى، حوّلت هذا الفريق، الذي كان يُعد فاشلاً في يوم من الأيام، إلى كيان ثمين. وقالت لبي بي سي سبورت: "أبادر قبل أن تتاح الفرصة لأحد كي يعلّق، سواء ليقول إن ما أفعله جيداً، أو — كما يحدث غالباً — ليظن أنني فقدت صوابي. لم تكن هذه أول مرة يُقال فيها إنني مجنونة، لكنني رأيت الإمكانات الكامنة، ومع قليل من التركيز، لم أعد أنظر إلى الوراء". وقد ضمن نادي لندن سيتي النقطة التي كان يحتاجها للفوز بلقب البطولة الإنجليزية -الدرجة الثانية- بعد تعادله المثير 2-2 مع منافسه على اللقب، برمنغهام، في ملعب سانت أندروز، أمام نحو 9 آلاف متفرج. ولو كنت تشاهد المباراة عبر التلفزيون، فمن المؤكد أنّك كنت ستتساءل عن هوية تلك المرأة اللافتة التي كانت في قلب احتفالات الفريق. ففي إطلالة أنيقة، ارتدت كانغ، البالغة من العمر 65 عاماً، معطفاً كريمياً ونظارة شمسية داكنة أصبحت بمثابة علامتها المميزة، وكانت محور الاهتمام في حفل تسليم الكأس، حيث رفعتها مع قائدة الفريق كوسوفاري أسلاني، بينما كانت اللافتات والمشروبات الغازية تتطاير حولهما. وعادةً ما يحتفل مالكو الأندية بمثل هذه الإنجازات من مقاعد المدراء، إلا أن كانغ اختارت أن تكون في قلب الحدث. وهذا الأسلوب يُجسّد نهجها في كل شيء — فهي تفعل الأمور بطريقتها الخاصة. وقالت كانغ: "ها نحن ذا، لقد نجحنا. هذا دليل على أن كل شيء ممكن مع الاستثمار المناسب". ويُعد نادي لندن سيتي جزءاً من إمبراطورية كرة القدم النسائية العالمية التي تبنيها سيدة الأعمال الأمريكية الثرية بسرعة لافتة، إذ تمتلك كانغ أيضاً فريق أولمبيك ليون الفائز بدوري أبطال أوروبا للسيدات ثماني مرات، وفريق واشنطن سبيريت في الولايات المتحدة. وهدفها هو إثبات أن أندية كرة القدم النسائية يمكنها أن تحقق نجاحاً واستثمارات تجارية مستدامة، دون الاعتماد على أندية الرجال. وحتى الآن، لم ينجح أحد في إثبات خطأ رؤيتها. ورغم أن الفوز بالبطولة يعد إنجازاً بارزاً، فإن بطولة الدوري الممتاز للسيدات ستكون بمثابة خطوة كبيرة للأمام بالنسبة لفريقها. وتصر كانغ على أن هدفهم لا يقتصر على البقاء في الدوري الممتاز، بل يهدفون إلى النجاح. ولهذا السبب، في الساعة التاسعة صباحاً، في اليوم التالي لاحتفالات الصعود، كان فريقها بما في ذلك المدير الفني جوسلين بريشور، الذي استقدمته من باريس سان جيرمان، والمدير الرياضي ماركيل زوبيزاريتا، الذي تم استقدامه من الاتحاد الإسباني لكرة القدم، يخططون بالفعل للمنافسة في الدرجة الأولى. يجب على النساء "اختيار معاركهن" - إنفانتينو وتضيف كانغ قائلة: "كانت رؤيتنا منذ اليوم الأول، عندما بدأنا هذه الرحلة قبل عام، أن نبني على الأقل فريقاً جيداً/متوسط المستوى في دوري السوبر للسيدات، فلقد شهدنا صعود العديد من فرق الرجال والسيدات، ثم هبوطها في العام التالي، لذلك، سعينا لبناء فريق قادر على البقاء في الدوري الممتاز، وأن يكون منافساً قوياً، ووظفنا اللاعبين والمدربين لتحقيق ذلك". وعندما سُئلت كانغ عن عدد اللاعبات اللواتي يخطط النادي للتعاقد معهن هذا الصيف، أجابت مازحة: "هذه قرارات تتجاوز صلاحياتي!" وأضافت قائلة: "أشارك أحياناً في إقناع اللاعبات بالانضمام إلينا، لكن في النهاية، من نتعاقد معها أمر من اختصاص المدير الرياضي ومديرنا الفني، ولدي ثقة كاملة بهما". ومع ذلك، لن يتفاجأ أحد برؤية مجموعة من النجمات الدوليات يصلن إلى مقر النادي في آيلسفورد بكينت، قبل بدء الموسم الجديد في سبتمبر/أيلول المقبل. وكانت كانغ قد نجحت في إقناع الدوليتين السويديتين أسلاني وسوفيا جاكوبسون، وبطلة كأس العالم اليابانية ساكي كوماغاي، ولاعبة وسط برشلونة السابقة ماريا بيريز، بالانضمام إلى نادي لندن سيتي رغم وجوده في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي. وبالنسبة لأسلاني، التي لعبت لفترات في باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وريال مدريد خلال مسيرتها، فإن اللعب تحت قيادة سيدة كان أحد عوامل الجذب الكبيرة. وقالت اللاعبة البالغة من العمر 35 عاماً، التي فازت ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات مع مانشستر سيتي في عام 2016: "للمرة الأولى، شعرت بأن لدينا امرأة تستثمر، ولا يقتصر فعلها على الكلام فقط، بل إنها في الواقع تمنحنا كل الموارد التي نحتاجها للنجاح". وأضافت أسلاني قائلة:"علينا الاستثمار لنحقق النجاح، وهذا ما تؤمن به ميشيل، إنها امرأة قوية، لا تتكلم كثيراً، بل تفعل ما تشاء". لكن الأمر لا يقتصر على تشكيلة الفريق، حيث تنفق كانغ أموالها، لأنها ترى الصورة الأكبر لما يحتاجه الفريق الناجح. ففي موقع التدريب بكوبداون بارك، من المقرر أن يكون هناك 7 ملاعب متوافقة مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاهزة لاستقبال اللاعبات هذا الصيف، وهناك خطط طموحة لبناء مجمع رياضي، على الرغم من أن تصريح التخطيط للمباني والمرافق المقترحة لم يُحصل عليه بعد. وفي حديثها عن المقترحات، أضاف كانغ قائلة: "سيكون مركز التدريب على أحدث طراز، أفضل من العديد من مراكز التدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز للرجال". ويلعب النادي مبارياته على ملعب هايز لين، الذي يتقاسمه مع نادي بروملي للرجال في دوري الدرجة الثانية، لكن كانغ تقول إنهم يدرسون بناء ملعب مخصص لفريقها. وكل هذا يشير إلى حقيقة أنها لن تكتفي بكونها فريقاً في منتصف جدول الدوري النسائي لفترة طويلة، وهذا هو الإعداد المناسب لفريق يتنافس في دوري أبطال أوروبا. وُلدت كانغ في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة للدراسة وقد جنت ثروتها من قطاع الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات، حيث قدرت مجلة فوربس ثروتها بـ 1.2 مليار دولار. وبدأ شغفها بكرة القدم النسائية بعد أن دُعيت لحضور أول مباراة لها على الإطلاق لفريق واشنطن سبيريت عام 2021 حيث وقعت كانغ في غرام هذه الرياضة على الفور. وتقول: "كان يوماً بارداً من شهر أبريل/ نيسان، وما زلت أتذكره بوضوح. لقد كنت في غاية الانبهار، وكأنني تحولت تماماً، فهناك شيء مميز في الوجود في أجواء الملعب مع اللاعبين، والروح التنافسية المتبادلة، إنه الأفضل على الإطلاق، وأعتقد أن هذا ما أثّر بي في النهاية". وبحلول عام 2022، أصبحت كانغ المالكة الأكبر لشركة سبيريت. وبعد عام، أضافت لندن سيتي ليونيسز إلى محفظتها الاستثمارية قبل أن تشتري ليون في عام 2024. وتقول: "إنه أمر ممتع للغاية، ليس لديّ أبناء، ولكن فجأةً أصبح لديّ ثلاثة فرق ولاعبات على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وأحاول حضور المباريات وتشجيع اللاعبات، هذا هو الجزء الممتع حقاً في النهاية." قد يكون الأمر ممتعاً، لكن نواديها ليست جمعيات خيرية، بل شركات. وتقول كانغ: "رأيتُ إمكانياتٍ هائلةً في الوضع الراهن مقارنةً بما يُمكن أن يكون عليه الوضع، كنتُ أعتقد أن الفجوة هائلة، وقد فوجئتُ حقاً بأن أحداً لم يُدرك ذلك، ناهيك عن الاستثمار في سدِّ هذه الفجوة". فكيف تتمكن لاعبات العاصمة الآن من التنافس في دوري ما، وإنشاء قاعدة جماهيرية تضم بالفعل أربعة أندية لندنية راسخة هي آرسنال وتشيلسي وتوتنهام ووست هام؟. وقالت كانغ: "إن واشنطن سبيريت سيكون أول من يحقق الهدف لأنهم متقدمون بعامين أو ثلاثة أعوام وقد استثمرنا بكثافة في تطوير المشجعين والشراكة مع الشركات". ويتم نسخ النماذج وأفضل الممارسات في كل من ليون ولندن، ويتعلم فريق سبيريت أيضاً مما فعله ليون، لذلك فإننا جميعاً نتعلم من بعضنا بعضاً. وأوضحت قائلة: "في نادي لندن سيتي، كان تركيزنا حتى الآن على المنتج والجانب الرياضي، ولكننا سنستثمر بشكل كبير في تطوير المشجعين وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة متفاعلة، لذلك سنسير على الطريق الصحيح، وسنتمكن بالتأكيد من إيجاد الاستدامة المالية على المدى الطويل حيث أنه لن ينجو أي شيء، لا فريق رياضي ولا عمل تجاري، في غياب الاستدامة". وتندرج أندية كانغ الثلاثة تحت مظلة مشروعها "كينيسكا سبورتس إنترناشونال"، لكن الأمر لا يقتصر على الاستثمار في كرة القدم النسائية فحسب. ففي أغسطس/آب من عام 2024، أعلنت شركة كينيسكا أنها ستنشئ صندوق استثمار عالمي بقيمة 50 مليون دولار للمساعدة في تحسين صحة وأداء الرياضيات النخبة. وقالت كانغ إن هذا الأمر سيكون بمثابة "عصر جديد للإمكانات الرياضية النسائية وسيدفع نحو تغيير دائم". وكان أحد أول المستفيدين من هذه المنحة هو فريق الرغبي الأمريكي السباعي الذي حصل على 4 ملايين دولار بعد فوزه بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، ووصفت اللاعبة إيلونا ماهر هذه المنحة بأنها "مؤثرة حقاً". وقال ماهر البالغ من العمر 28 عاماً: "لقد رأت قيمتنا، التي كنا نعلم بالفعل أننا نمتلكها، واستثمرت فيها وهذا يهيئنا للفوز في لوس أنجلوس 2028". وتعهدت كانغ أيضاً بالتبرع بمبلغ 30 مليون دولار لاتحاد كرة القدم الأمريكي على مدى السنوات الخمس المقبلة، بهدف دعم كرة القدم النسائية في أمريكا. وتقول إيما هايز، المديرة السابقة لفريق تشيلسي والمديرة الحالية لمنتخب الولايات المتحدة للسيدات، لبي بي سي سبورت: "إنها تضع أموالها في فمها". ومضت قائلة دعوني أوضح هذا الأمر، إنها سيدة أعمال فطنة، وهي تعلم أن الرياضة النسائية من المجالات الرياضية التي تتمتع بفرصة التطور والازدهار. ورغم أنها تصف نفسها بأنها سيدة أعمال ومستثمرة وفاعلة خير، إلا أن كانغ ربما تكون أيضاً القائدة الثورية التي سترفع كرة القدم النسائية إلى مستويات أعلى.