
تحليل لـCNN.. ما خيارات إيران للرد على الضربات الإسرائيلية؟
تحليل من نك باتون والش، كبير مراسلي CNN لشؤون الأمن الدولي
أتلانتا الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في مواجهة الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق، الجمعة، ليس من الواضح ما إذا كانت إيران لديها القدرة على حشد الرد العنيف الذي يمكن توقعه.
لقد أثبتت إسرائيل مرة أخرى قوتها العسكرية والاستخباراتية في الشرق الأوسط، غير مبالية بالخسائر في صفوف المدنيين والتأثير الدبلوماسي لأفعالها على حلفائها.
كما هو الحال مع عمليتهم اللافتة لقطع رأس خصمهم الشمالي -حزب الله، وكيل إيران في لبنان- تحمل هذه العملية بصمات أشهر، بل سنوات، من التحضير. وربما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام خيارين: إما استخدام هذه القدرة الآن، أو فقدانها، مع انطلاق الدبلوماسية خلال الجولة السادسة من المحادثات النووية التي كان المقرر عقدها نهاية هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عُمان.
إبطاء وتعقيد الرد الإيراني
تُركت إيران الآن تُحصي جراحها العميقة. تُظهر صور من أنحاء طهران مباني سكنية مُستهدفة، على ما يبدو، في غرفٍ مُحددة، مما يُشير إلى استهدافٍ دقيقٍ للأفراد، على الأرجح من خلال أجهزة تتبُّع الهواتف المحمولة. فقدت إيران 3 على الأقل من كبار قادتها العسكريين، بالإضافة إلى صوت بارز في المحادثات النووية، بين عشية وضحاها، ولكن مع انقشاع الغبار، قد يتبين أن المزيد قد تعرّضوا للقصف، ومن المُرجّح أن يشعر الناجون بالقلق من احتمال استهدافهم أيضًا.
سيؤدي هذا إلى إبطاء وتعقيد أي رد إيراني، وكذلك الضرر الذي لا يزال الإيرانيون يتكبدونه. فقد أدت غارة إسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول إلى تدمير جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه دمر عشرات الرادارات ومنصات إطلاق صواريخ أرض-جو في ضربات شنتها طائرات مقاتلة على منظومات دفاع جوي غرب إيران. وأكدت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أن منشأة التخصيب النووي في نطنز قد تضررت أيضًا، لكن لم يتضح بعد مدى الضرر.
وفي الأيام المقبلة، سوف يبحث جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المتفوق عن الأهداف التي تعد فرصة- مثل القادة والمعدات التي تغير مواقعها لتسهيل الرد- ويواصل الضرب.
لم يكن هذا الهجوم واسع النطاق ممكنًا إلا بفضل تفكيك "حزب الله" – الذي كان سلاحا لإيران قرب إسرائيل- خلال حملة ضارية وفعّالة منذ أشهر. ويبدو أن هذه الخطة الإسرائيلية، التي استمرت لشهور، تهدف إلى إزالة تهديد إقليمي.
لا تزال المخاطر كبيرة. قد تحاول إيران الآن التسابق نحو امتلاك القنبلة النووية. لكن دفاعاتها المتعثرة واختراقها الواضح والمهين من قبل الاستخبارات الإسرائيلية يجعلان ذلك احتمالًا ضعيفًا. التسرع في بناء سلاح نووي ليس بالأمر الهيّن، لا سيما تحت وطأة التهديدات، والقيادة الرئيسية معرضة لخطر ضربات دقيقة. ربما حسب نتنياهو خطر مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، ورأى أنه يمكن السيطرة عليه بمزيد من القوة العسكرية.
ضحية أخرى للقصف: مكانة إدارة ترامب كقوة جيوسياسية
قد يُشير مؤيدو ترامب في الساعات المقبلة إلى أن الهجوم الإسرائيلي كان جزءًا من خطة شاملة لإضعاف إيران قبل أي جهود دبلوماسية إضافية. لكن في الواقع، تتكشف حقيقة أبسط: لم تكن لدى إسرائيل ثقة في قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ اتفاق مع إيران يقضي على طموحاتها النووية.
رغم مناشدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلنية لتأجيل الهجوم، مضت إسرائيل قدمًا في شنّ أخطر هجوم على إيران منذ حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. لم تكترث إسرائيل برد فعل ترامب ولم تخشَه، ويبدو أنها مستعدة للمخاطرة بمواصلة القتال دون دعم الولايات المتحدة.
ربما يُمثل هذا إضعافًا آخر لقدرة إيران على الرد الآن. إسرائيل أقل انشغالًا بما يمكنها فعله. وعملية إسرائيل ضد حزب الله تُعطيها سببًا للثقة ولكنها أيضًا تُثير القلق بشأن الغطرسة والتجاوز. من المرجح أن إسرائيل قد ضربت الغالبية العظمى من أهدافها الرئيسية بالفعل، لتعظيم ميزة المفاجأة، وسيستغرق الكشف عن مدى هذه الأضرار أيامًا.
ماذا عن الانتشار النووي الآن؟ هناك الكثير مما لا نعرفه عن البرنامج النووي الإيراني. ربما كانت إسرائيل تعرف أكثر بكثير. لكننا الآن في لحظة فارقة، حيث قد تُنذر الضربات على منشأة نطنز إما بنهاية البرنامج، أو بانطلاق سباقه نحو الاكتمال، في صورة سلاح نووي. لطالما أصرت إيران على أن برنامجها النووي سلمي، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت، الخميس، أن البرنامج يُخالف التزاماتها بمنع الانتشار.
أضعف لحظات الجمهورية الإسلامية
في أضعف لحظاتها، ستواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية صعوبة في إظهار غطرستها الإقليمية التي حافظت عليها لعقود. قد تشعر بعجزها عن انتهاز فرصة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، دون أن تبدو أكثر ضعفًا. ويبدو أنها غير قادرة على الرد على إسرائيل بشكل متناسب، لذا قد تلجأ إلى الضرب بشكل غير متكافئ، إن أمكن.
في خضم هذا الارتباك الحالي، هناك حقيقة أساسية واضحة: إن إسرائيل تتصرف في الشرق الأوسط الآن دون عائق من حلفائها، ولا تخشى المخاطر الأوسع نطاقا، وتسعى ــ في بعض الأحيان بوحشية ــ إلى تغيير الديناميكيات الإقليمية لعقود قادمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
تحديث مباشر.. الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صواريخ قادمة من إيران
(CNN)-- أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصده صواريخ قادمة من إيران في تنبيه صدر مساء السبت، داعيًا سكان إسرائيل إلى التوجه إلى الملاجئ فور تلقيهم أي إنذار. وقالت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش: "رصدنا قبل قليل صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه أراضي دولة إسرائيل. وتعمل منظومات الدفاع لاعتراض هذا التهديد". الجيش الإسرائيلي: نعمل بحرية في سماء طهران.. ونتنياهو: سنقضي على "التهديد المزدوج" وأضافت: "عند تلقي أي إنذار، يُطلب من الجمهور دخول مكان محمي والبقاء فيه حتى إشعار آخر".


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
مفتي عُمان يعلق على الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إسرائيل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- علق مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد الخليلي، السبت، على الرد الإيراني بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، قائلا إن "الرد الحاسم من إيران قد أثلج صدورنا". وقال مفتي سلطنة عمان في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "لقد كان الرد الإيراني على العدون الصهيوني حازما وحاسما أثلج الصدور واطمأنت به القلوب بعدما بلغت الحناجر، وفتح باب الأمل بأن ينتهي الاحتلال الصهيوني البغيض للأراضي المقدسة إلى غير رجعة بمشيئة الله تعالى"، حسب تعبيره. وأضاف الخليلي: "وإن مما يثلج الصدور هو أن تتوالى من أنحاء العالم قوافل الإغاثة وفك الحصار على أرض غزة العزيزة الصامدة، وأن تنتهي معاناة الأشقاء هناك إلى غير رجعة، وما النصر إلا من عند الله".وكان أحمد الخليلي انتقد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران وقال على "إكس"، الجمعة: "فوجئنا وفُجِعنا بعدوان الكيان الغاشم على إيران، ومع ذلك فإننا واثقون بأن الله تعالى سينتصر منهم للمؤمنين...". إسرائيل تعلن شن "ضربات استباقية" ضد إيران


CNN عربية
منذ 2 ساعات
- CNN عربية
الداخلية السعودية تعلن إعدام مواطن ارتكب "جرائم إرهابية"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت وزارة الداخلية السعودية، السبت، تنفيذ حكم القتل "تعزيرًا" في مواطن بعد ثبوت اتهامه بارتكاب عدد من "الجرائم الإرهابية"، بحسب بيان للوزارة نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس". وقالت الداخلية السعودية في بيانها: "أقدم (تركي بن عبدالعزيز بن صالح الجاسر)، سعودي الجنسية، على ارتكاب عددٍ من الجرائم الإرهابية، تمثلت في ارتكابه جريمة الخيانة العظمى من خلال التخابر والتآمر على أمن المملكة مع أشخاص خارجها، إضافة إلى تلقيه مبالغ مالية منهم بغرض تمويل الأنشطة الإرهابية، وتعريض الأمن الداخلي والوحدة الوطنية للخطر، وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة"، حسبما أفادت وكالة "واس". وأضافت الوزارة: "وبفضل من الله، تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب تلك الجرائم، وبإحالته إلى المحكمة المختصة، صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نُسب إليه وقتله (تعزيرًا)، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا". وأكدت وزارة الداخلية السعودية أنه "قد تم تنفيذ حكم القتل (تعزيرًا) بحق (تركي بن عبدالعزيز بن صالح الجاسر)، سعودي الجنسية، السبت، 18/ 12/ 1446 هجرية، الموافق 14/ 06/ 2025 ميلادية بمنطقة الرياض"، بحسب البيان. السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطنين "تعزيرا" بالمنطقة الشرقية "ارتكبا جرائم إرهابية"