logo
الخرطوم: قصة مدينة التسامح التي حولتها الحرب إلى 'عاصمة للأشباح'

الخرطوم: قصة مدينة التسامح التي حولتها الحرب إلى 'عاصمة للأشباح'

سيدر نيوز١٧-٠٢-٢٠٢٥

Join our Telegram
AFP
دخلت الحرب في السودان شهرها الـ 23، تاركة البلاد تعاني أكبر أزمة إنسانية في العالم، وفقا للعديد من المنظمات الأممية والدولية.
سقوط مدينة ثانية في الكونغو الديمقراطية في أيدي متمردين…
ما الأفلام التي حصدت جوائز البافتا لهذا العام؟
زيلنسكي في الإمارات، وقمة أوروبية طارئة رداً على المفاوضات…
وتسببت الحرب السودانية في مقتل حوالي 150 ألف شخص، وتشريد أكثر من 12 مليون آخرين – أي حوالي ربع عدد السكان، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
واستطاع الجيش السوداني في الفترة الأخيرة استعادة السيطرة على مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم، كانت قد سقطت في بداية الحرب في أيدي قوات الدعم السريع.
انتصارات الجيش في العاصمة ومناطق أخرى، لا سيما في ولاية الجزيرة، تركت بعض قيادات الجيش يأملون في استعادة الخرطوم بالكامل قريباً، 'ربما قبل بداية شهر رمضان' المتوقع فلكيا في الأول من مارس/آذار المقبل، وفقا لتصريحاتهم.
وفي 14 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أشار تقرير أصدرته مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة إلى أن أكثر من 61 ألف شخص قُتلوا في ولاية الخرطوم خلال الـ 14 شهراً الأولى من الحرب.
وقد حوّلت الحرب مدينة الخرطوم إلى 'عاصمة للأشباح'؛ حيث أُفرغت أحياء بأكملها من سُكانها، واستولى عليها مسلحون، مع فرار أكثر من ثلاثة ملايين شخص من العاصمة، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.
ليست الحرب الأولى في المدينة
وكانت شرارة الحرب قد انطلقت في الخرطوم، نتيجة خلاف سياسي بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من ناحية، وقائد الدعم السريع (قوات شبه عسكرية سودانية) محمد حمدان دقلو، الشهير باسم حميدتي، من ناحية أخرى.
وبالعودة إلى التاريخ، يتضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الخرطوم لحرب مدمرة بأيدي أبنائها؛ فقبل نحو 140 عاماً، وتحديداً في 26 يناير/كانون الثاني من عام 1885، سقطت الخرطوم في أيدي أنصار الثورة المهدية التي حاصرت المدينة، واقتحمتها وقتلت حاكمها الإنجليزي تشارلز غوردون باشا.
وكان المهدي يعتزم القضاء على النظام التركي في السودان، وإقامة مجتمع إسلامي، 'ثم القيام بسلسلة من الفتوحات حتى يدين له العالم أجمع'، وفقاً لما أورد المؤرخ السوداني محمد إبراهيم أبو سليم، في كتابه 'تاريخ الخرطوم'.
وفي هذا الصدد، تقول مجلة المقتطف المصرية، في عددها الصادر في الأول من ديسمبر/كانون الأول لسنة 1901: 'مضى على الخرطوم 16 سنة كانت فيها قاعاً صفصفاً، وطللاً دارساً بالياً، ينعق في خرائبها البوم، ولا يعلم عنها العالم المتمدّن شيئا، ولا يُذكر اسمها إلا مقروناً بما وقع فيها من الحوادث المشؤومة…، فتحها المهدي فذبح رجالها، وسبى نساءها، ودكّ أبنيتها، ونقل حجارتها، وما سلِم من رياشها إلى أُمّ درمان'.
Getty Images
ومما أورد أبو سليم في 'تاريخ الخرطوم' أن المهدي بعد أن سقطت المدينة 'زارها عدة مرات لكنه لم يُقم بها'.
ويعزو المؤرخ السوداني أحمد إلياس أبو شام، في حديثه لبي بي سي عربي، ذلك الأمر إلى أن 'المهدي أراد أن يؤسس عاصمة قومية جديدة، بعيداً عمّا في العاصمة القديمة من أشياء قد لا يوافق عليها من ناحية دينية. وأراد المهدي أن ينشئ عاصمة على حسب مقاييسه هو'.
وإذاً، فقد ترك المهدي الخرطوم واستقر في أم درمان، التي أصبحت عاصمة للبلاد لنحو 13 عاماً، وبلغ عدد سكانها 150 ألفاً في عام 1886.
وفي عام 1899، عادت الخرطوم عاصمة للبلاد بعد أن دخلها الجيش المصري، بقيادة هربرت كتشنر باشا، لورد الخرطوم وسردار الجيش المصري آنذاك، وأعاد بناءها، وخطط شوارعها وميادينها على النمط الأوروبي عامة، والإنجليزي خاصة.
'العاصمة المُثّلثة'
ويرجع تاريخ الخرطوم كمدينة إلى عام 1691 للميلاد تقريباً، لكنها اختيرت عاصمة للبلاد في عام 1821، بحسب عدد من المؤرخين.
إذ تقول جريدة الوقائع المصرية في عددها الصادر بتاريخ 21 أبريل/نيسان 1839، إن 'الخرطوم الآن تضم أكثر من 500 بيت مشيد بالطرق النظامية، ومستشفى، ومخازن كثيرة، وحدائق مختلفة…، فيما لم تكن قبل 15 عاماً من ذلك التاريخ، أي في سنة 1824، إلا مجموعة من عشرة أكواخ، فلما رأى خورشيد باشا -حكمدار السودان- حُسن المكان وطيب هوائه، دعا أسراً كثيرة من سنار وبعض عرب الصحراء إلى الإقامة فيه، وبناء مساكنهم'.
ويعدّ خورشيد باشا المؤسس الحقيقي للخرطوم الحالية.
وتشير مصادر تاريخية إلى أن عدد سكان الخرطوم في عام 1845 تجاوز الـ 60 ألف نسمة؛ على أن هذا العدد كان يشمل أعداد المواطنين المحليين، وجاليات مصرية، ولبنانية، وسورية، وأوروبية.
ويُنسب التخطيط الحالي للخرطوم إلى اللورد كتشنر الذي وضعه مع عدد من المهندسين، مستوحياً شكل العلم البريطاني، ولتصبح المدينة صورة من مناطق العمران في بلاده.
'على أن هدف كتشنر الأكبر من التخطيط الذي وضعه للمدينة كان في المقام الأول عسكرياً؛ إذ أن مدفعاً واحداً يوضع في ميدان من الميادين الدائرية الصغيرة يمكّنه من السيطرة على قطاع كبير من المدينة سيطرة تامة، كما أن الشوارع المتقاطعة كانت تسهّل الانتقال من طرف إلى آخر، وتقرّب المسافات'، بحسب ما أورد أبو سليم في 'تاريخ الخرطوم'.
ويعُدّ أبوسليم إنشاء مدينة الخرطوم من أعظم إنجارات الترك الباقية.
ويشار إلى الخرطوم باسم 'العاصمة المُثلّثة'؛ وذلك لأنها تتخذ شكلَ مُثلث: رأسُه عند التقاء النيلين، وقاعدته إلى الشرق مستقرة على النيلين الأبيض والأزرق. هذا إلى جانب أنها تتكون من ثلاث مناطق رئيسية هي (الخرطوم، وأُم درمان، والخرطوم بحري).
مثال التنوّع ونموذج التعايش
سكن الخرطوم خليط من الأجناس والقبائل التي وفدت إليها منذ زمن بعيد للتجارة وطلباً للرزق، ورغم كثرة هذه القبائل وتعدّدها، فإنها جميعاً ارتبطت برباط وثيق من الإخاء والولاء للوطن.
وقسّم أبو سليم، في كتابه، هذا الخليط إلى ثلاثة أقسام: 'الجالية الشرقية، وهي خليط من أبناء الشرق، وكان أغلبهم من المصريين ثم الشوامّ؛ والجالية الغربية، وهم الأوروبيون الذين وفدوا إلى المدينة وكانوا يشغلون الوظائف الفنية في الجيش المصري، كأطباء ومهندسين ومستوظفين، فضلا عن كبار التجار؛ والوطنيين، وهم أبناء البلاد الأصليون'.
ونشرت جريدة الأهرام المصرية سنة 1896، مقالاً حول الخرطوم، جاء فيه: 'يسكن هذه المدينة نحو 250 ألفاً، منهم نحو الخُمس من السودانيين، والآخرون من الأتراك، والمصريين، والسوريين، والأوروبيين، والمغاربة'.
وكانت العادة فيما مضى أن يكون لكل جنس حيّ يسكنه أبناؤه، ويُعرَّف بهم، كحيّ الدناقلة، وحي الزبيرية، وحي الكنوز، لكن الانصهار الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية جعل لهذه الأسماء مدلولات مكانية أيضاً.
وقد أخذتْ الانتماءات القبلية القديمة تذبل في المدينة لتحلّ محلها الانتماءات العصرية، كنقابات العمل، وهيئات العاملين، وفِرق الكرة والمدارس الفكرية، وغيرها، وفقاً لكتاب 'تاريخ الخرطوم'.
وفي إشارة إلى التنوّع الذي حفلت به مدينة الخرطوم آنذاك، أورد المفكر السوداني محمود القباني، الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في مذكراته أن 'الأزياء في الخرطوم كانت معرضاً محتوياً لأزياء أهل الأرض كلهم تقريبا…، وكان هنالك من المُعمّمين مَن يلبسون عمائم مصرية وسودانية وسورية إلى هندية، وبخارية وتركية'.
وتضم الخرطوم عدداً من المتاحف المتميزة، مثل متحف التاريخ، ويحوي آثاراً من كل أنحاء السودان، ومتحف الأجناس، ومتحف التاريخ الطبيعي الذي يضم أنواعاً وألوناً عديدة من الطيور والحيوانات المحنطة.
وكان السودان مركزاً لواحدة من أقدم الحضارات، كما كان مقراً لاثنتين من أقدم وأقوى الممالك في التاريخ القديم، وهما 'نبتة' و'مروي'، ولذا فإن السودان يعجّ بأماكن الآثار من العصر الحجري وحتى العصر التركي.
إذاً، فقد عاشت الخرطوم مثالاً للتنوع الثقافي، والثراء الحضاري، وباتت نموذجاً للتعايش بين الثقافات والأديان.
AFP
ماذا يعني الاسم؟
اختلف الباحثون في سبب تسمية الخرطوم بهذا الاسم. ولعل أبسط التفسيرات هو أن المدينة بموقعها الجغرافي تشبه خرطوم الفيل.
ويُطلق لفظ الخرطوم، أو 'الخرتوم' بحرف التاء، على لسان الأرض الذي يمتد داخل الماء، كما هي الحال بآخر الطرف الغربي للخرطوم.
ويذهب البعض إلى أن الاسم مأخوذ من القُرطم، وهو نبات كان زيته يُستعمل للإضاءة.
ويعزو المؤرخ أبوسليم هذا الاختلاف في أصل تسمية الخرطوم، إلى أن الاسم سابقٌ على تاريخ إنشاء المدينة؛ إذْ لم يطلَق عليها عند إنشائها بحيث يتضّح مصدره ومناسبته، لكنّ المدينة أخذت اسمَ المكان القديم.
حتى أنه من غير المعروف ما إذا كان هذا الاسم عربياً أم نوبياً، أم مروياً، أو غير ذلك، كما يقول المؤرخون.
وما ينسحب على الخرطوم من حيث التسمية، ربما ينسحب كذلك على السودان في العموم.
وفي هذا المعنى، قال الأديب السوداني الطيب صالح: 'هؤلاء القوم الذين يُسمّون مجازاً، السودانيين، لأن زعماءهم عشية الاستقلال، لم يستقروا على رأي، ويا ليتهم عادوا إلى الاسم القديم 'سِنّار'. كان السِنّاريون معروفين في العالم الإسلامي شرقاً وغرباً، لهم وقْف في المدينة المنوّرة والأزهر الشريف، وهداياهم تذهب كل عام في محمل عظيم إلى مكة المكرمة'.
وفي مذكرات مؤرخة في سبتمبر/أيلول 1988 جمعت في كتاب يحمل اسم 'وطني السودان'، يضيف الطيب صالح قائلا: 'وربما يكون من أسباب أن هذا البلد لا يستقرّ على حال، أن اسمه لا يعني لأهله شيئا. فما السودان؟ مصر مصر، واليمن يمن، والعراق عراق، ولبنان لبنان، ولكن ما السودان؟ لقد أطلق المستعمرون هذا الاسم على كل تلك الرقعة الممتدة من حدود الحبشة شرقاً إلى غاية بلاد السنغال غرباً، فوجد الناس لبلادهم أسماء تعني لهم شيئاً، وبقينا نحن وحدنا نحمل هذه التركة الاستعمارية الجوفاء'.
لكن المؤرخ أحمد إلياس أبو شام، يرى أن 'السودان هو صيغة الجمع لكلمة أسوَد؛ فأسود في اللغة العربية تُجمع على 'سُود' و'سُودان'، فدلالة كلمة سودان في اللغة العربية تعني السُكان ذوي البشرة السوداء'.
ويرى كثيرون، وفقاً لأبو شام، أن اسم السودان ظهر بعد القرن السابع الميلادي، عندما دخل العرب شمال أفريقيا، وأطلقوه على السكان السُّود في أفريقيا جنوب الصحراء.
حروب 'ليس للشعب يدٌ فيها'
Reuters
في حديثه لبي بي سي، يؤكد المؤرخ أبو شام أن السودانيين كشعب متعدد الأعراق لم يقتتِل في يوم من الأيام؛ وإنما القضية سياسية تعني الحكومات التي تريد أن تفرض هوية بعينها على كل الأعراق، وليس للشعب يدٌ فيها.
على سبيل المثال، يقول أبو شام، إن الحكومات السودانية منذ استقلال البلاد، حاولت أن تفرض الهوية العربية الإسلامية في القُطر كله، في حين لم يكن كل السودانيين عرباً مسلمين، ولذلك قاوم الجنوب.
وعليه، 'لا يمكن القول إن القتال كان بين العرب والأفارقة، فهذه ثنائية لا تنطبق على السودان'، بحسب أبو شام.
وينتقل المؤرخ السوداني إلى الحاضر، قائلا إن 'قوات الدعم السريع لا تعبّر عن فصيل من الأُمّة السودانية، ومن ثمَّ لا يمكن القول إن هناك فصيلين متقاتلين في السودان، بل هناك فصيل لديه تكوين داخلي وخارجي يحارب الأمة السودانية'، على حد تعبيره.
ويضيف: 'قوات الدعم السريع تحارب الشعب السوداني في عمومه. لقد طردت سُكان الخرطوم من ديارهم، فباتت المدينة شبه فارغة من أهلها بعد أن نزحوا منها، ولو كان الدعم السريع يعبّر عن فصيل شعبيّ، لما طرد كل سكان الخرطوم، أو معظمهم كما هي الحال الآن'، بحسب ما أوضح المؤرخ السوداني.
هذا فضلاً عن تدمير هذه الحرب الأخيرة بعض معالم المدينة القديمة، واحتراق عدد من المكتبات، ليفقد السودانيون بذلك جزءاً من ذاكرتهم التاريخية، كما يقول أبو شام.
وفي المقابل، يصرّ قادة الدعم السريع على أن الجيش النظامي 'ينفّذ مخططاً إجرامياً يهدف إلى عودة أنصار الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة'. وفي هذا الإطار، وجّه حميدتي رسالة إلى 'شرفاء القوات المسلحة بالانضمام لخيار الشعب الذي تمثله قوات الدعم السريع'، على حد زعمه.
ورأى أبو شام أن ما يحدث اليوم، من حرب مدمرة في الخرطوم، وفي عموم السودان، هو 'تراكمات سياسية خاطئة منذ الاستقلال؛ كل المآسي التي ألمّت بالوطن بصورة عامة هي عبارة عن سياسات خاطئة لا تعبّر عن رأي الشعب، إنما تعبّر عن فئة حاكمة تتبع أيديولوجية معينة'.
ويتابع: 'ما تعانيه الخرطوم اليوم هو ناتج السياسات الخاطئة والفشل في إدارة التنوّع العرقي والثقافي والديني…، ولو عادت نفس السياسات فسوف تتكرر المآسي نفسها من جديد'.
يقول أبو شام: 'لكي تسلم الخرطوم وباقي مناطق السودان، لا بد أن تكون هناك مراجعة لكل ما حدث في السابق. ينبغي أن تكون هناك نظرة جديدة بالنسبة للسياسة في السودان، وأن يكون هناك تصالح اجتماعي، وأن يعرف الناس بعضهم بعضاً، وأن يتقبلوا الاختلاف فيما بينهم'.
وأورد الطيب صالح في كتابه 'وطني السودان' عبارة يقول فيها: 'كانت الخرطوم الجميلة مثل طفل يتيم في ثوب مهلهل…، ما أروع هذه المدينة اللّا مدينة، في هذا الوطن الذي هو كذكرى وطن أو كحلم وطن'، على حد تعبيره. فما أشبه الليلة بالبارحة!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة: لم نوزع أي مساعدات إنسانية بغزة حتى الآن لانعدام الأمن
الأمم المتحدة: لم نوزع أي مساعدات إنسانية بغزة حتى الآن لانعدام الأمن

LBCI

timeمنذ 37 دقائق

  • LBCI

الأمم المتحدة: لم نوزع أي مساعدات إنسانية بغزة حتى الآن لانعدام الأمن

أعلنت الأمم المتحدة أنه لم يتم توزيع أي مساعدات إنسانية في قطاع غزة حتى الآن، وذلك بعد يومين من رفع إسرائيل حصارا استمر 11 أسبوعا وبدء السماح بدخول شحنات محدودة إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك: "حتى الآن... لم تغادر أي إمدادات منطقة التحميل في كرم أبو سالم"، مضيفا أن السبب في ذلك هو أن السلطات الإسرائيلية سمحت فقط بالوصول إلى داخل غزة "وهو ما شعرنا بأنه غير آمن"، إذ يحتمل وقوع عمليات نهب بسبب الحرمان الطويل.

المتحدث باسم الأمم المتحدة: لم يتم توزيع أي مساعدات حتى الآن في غزة لأن إسرائيل لا تسمح بذلك إلا عبر طريق غير آمن داخل القطاع
المتحدث باسم الأمم المتحدة: لم يتم توزيع أي مساعدات حتى الآن في غزة لأن إسرائيل لا تسمح بذلك إلا عبر طريق غير آمن داخل القطاع

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

المتحدث باسم الأمم المتحدة: لم يتم توزيع أي مساعدات حتى الآن في غزة لأن إسرائيل لا تسمح بذلك إلا عبر طريق غير آمن داخل القطاع

المتحدث باسم الأمم المتحدة: لم يتم توزيع أي مساعدات حتى الآن في غزة لأن إسرائيل لا تسمح بذلك إلا عبر طريق غير آمن داخل القطاع Lebanon 24

بين الفصل السابع والتمديد.. جنوب لبنان يترقب مصير "اليونيفيل"
بين الفصل السابع والتمديد.. جنوب لبنان يترقب مصير "اليونيفيل"

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

بين الفصل السابع والتمديد.. جنوب لبنان يترقب مصير "اليونيفيل"

تباينت آراء الخبراء بشأن الموقف الأمريكي من مسألة تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، وسط حملة تقودها إسرائيل داخل أروقة الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية، تهدف إلى وقف عمل هذه القوات أو تعديل صلاحياتها بما يخدم مصالحها، من خلال فرض واقع جديد يتمثل في إقامة "منطقة عازلة" تديرها تل أبيب، أو على الأقل نقل مهمة "اليونيفيل" إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويمنح الفصل السابع، وفقا لتفسير الأمم المتحدة، قوات "اليونيفيل" صلاحية استخدام القوة عند الضرورة، بدلا من الاكتفاء بالدور السلمي المحدود المنصوص عليه في الفصل السادس. وتُعد هذه النقلة، في حال حدوثها، مكسباً للمطالب الإسرائيلية، التي تبررها بتكرار المناوشات من جانب "حزب الله" ورفضه تسليم سلاحه، إضافة إلى ما تصفه بمضايقات متكررة يتعرض لها أفراد البعثة الدولية. وتتزامن التحركات الإسرائيلية مع اقتراب نهاية أغسطس/ آب، وهو الموعد الذي سيُحدد خلاله مصير مهمة "اليونيفيل" في جنوب لبنان، في ظل إدراك أن التمويل الأمريكي للأمم المتحدة – والذي يشمل مساهمة كبيرة في ميزانية "اليونيفيل" – قد يلعب دوراً حاسماً في القرار النهائي بشأن التمديد وصيغة المهمة. وكانت قوات "اليونيفيل" قد نددت أخيرا بإطلاق نار مباشر من جانب الجيش الإسرائيلي على أحد مواقعها في الجنوب اللبناني، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل و"حزب الله"؛ ما أضاف مزيداً من التوتر إلى المشهد. ويرى المحلل السياسي اللبناني بلال رامز بكري أن إسرائيل لم تتمكن، على الأرجح، من إقناع واشنطن والأمم المتحدة بعدم تمديد مهمة "اليونيفيل"، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تبدو متوافقة مع حكومة بنيامين نتنياهو في هذا الملف، خصوصاً في ظل الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة والتنديد الأممي بها، إلى جانب مواقف عربية، خاصة خليجية، رافضة للانتهاكات الإسرائيلية التي تمس سيادة لبنان. ويضيف بكري، في تصريحات لموقع "إرم نيوز"، أن كل هذه العوامل تصب في اتجاه منع إسرائيل من تنفيذ مخططها الرامي إلى فرض منطقة عازلة في الجنوب، تديرها بشكل مباشر تحت ذرائع حماية أمن مستوطناتها الشمالية. ويشير بكري إلى أن إسرائيل تسعى لإخراج "اليونيفيل" من عباءة الفصل السادس – الذي يحدد دورها بالمراقبة دون تدخل – إلى الفصل السابع الذي يمنحها هامشاً أوسع لاستخدام القوة، مستغلة بذلك التوترات القائمة واتهاماتها المتكررة لـ"حزب الله" بعرقلة عمل البعثة. ويرى بكري أن المعطيات الميدانية الحالية قد تُفضي بالفعل إلى إعادة النظر في طبيعة مهمة "اليونيفيل"، وربما تبني آلية جديدة مستندة إلى الفصل السابع، لكن ذلك يبقى رهناً بمواقف الدول المؤثرة داخل مجلس الأمن. من جانبه، يلفت الباحث في العلاقات الدولية داني سركيس إلى أن العامل المالي يلعب دورا حاسما في مستقبل "اليونيفيل"، إذ تتحمل الولايات المتحدة قرابة ثلث تمويل الأمم المتحدة، ما يعادل نحو 280 مليون دولار سنويا، يخصص جزء معتبر منها لدعم قوات الطوارئ في لبنان. ويضيف سركيس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن سياسة تقليص النفقات التي تتبعها إدارة ترامب قد تدفعها إلى عدم تأييد التمديد لعمل "اليونيفيل"، في محاولة لتقليل المساهمات الأمريكية، ما قد يترك أثراً مباشراً على استمرارية البعثة في جنوب لبنان. إلا أن سركيس يشدد في الوقت ذاته على أن وجود "اليونيفيل" يرتبط مباشرة بتنفيذ القرار الدولي رقم 1701، والذي تؤكد واشنطن نفسها على ضرورة الالتزام به، ومن ثم، فإن إنهاء مهمة البعثة الدولية من شأنه أن يخل بالتوازنات الدقيقة في الجنوب اللبناني، خصوصاً في ما يتعلق بملف سلاح "حزب الله" والضغط الأمريكي على الدولة اللبنانية لمعالجته عبر مؤسساتها. ويختم سركيس بالإشارة إلى أن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لأداء مهامه، لا يمكن أن يتحقق بشكل فعّال من دون التنسيق مع "اليونيفيل"، خاصة مع بقاء القوات الإسرائيلية متمركزة في خمس نقاط حدودية متنازع عليها، وفي حال انسحاب "اليونيفيل"، فإن أي خرق أو تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، وليس فقط مع "حزب الله"؛ ما يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store