أحدث الأخبار مع #JoinourTelegramAFP


سيدر نيوز
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
ماذا نعرف عن المحادثات التي ستستضيفها جدة بين الأمريكيين والأوكرانيين؟
Join our Telegram AFP تبدأ غدا الثلاثاء في مدينة جدّة السعودية على البحر الأحمر، محادثات بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين، تستهدف التوصل إلى هدنة جوية وبحرية مع روسيا. تأتي هذه المحادثات بعد نحو عشرة أيام من مشادة كلامية أمام الكاميرات في البيت الأبيض بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ناحية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس من ناحية أخرى. وتوفّر محادثات جدة لقاءً بين أعلى مستوى لممثلين عن الولايات المتحدة وأوكرانيا منذ مشادّة البيت الأبيض. كما تأتي هذه المحادثات بعد نحو شهر من أول جولة مفاوضات بين وفد روسي وفريق ترامب. ويرى الرئيس الأوكراني في محادثات جدة فُرصة لبدء مفاوضات من أجل وقف الاجتياح الروسي لبلاده والذي بدأ قبل ثلاث سنوات. وأكّد زيلينسكي، مساء الأحد، على أن كييف تؤيد 'حواراً بَنّاء'، معرباً عن أمله في 'تحقيق نتائج سواءً على صعيد الاقتراب من تحقيق السلام، أو مواصلة الدعم' الأمريكي لبلاده. 'لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجوّ والبحر .. مثل هذه الهُدنة يسْهُل تثبيتها ومراقبتها، ويمكن أن تمثّل بداية'، حسبما نقلت الوكالة الفرنسية للأنباء عن مسؤول أوكراني طلب عدم الإفصاح عن هويّته. 'ورقة ضغط' وأعرب الرئيس ترامب عن تفاؤله 'بإحراز الكثير من التقدّم'، لكنه أردف بالقول إنه ليس متأكداً من قدرة أوكرانيا على تجاوُز الاجتياح الروسي. وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن روسيا هي 'السبب الوحيد' لاستمرار الحرب. لكن في أثناء الاجتماع الذي شهد مشادة كلامية في البيت الأبيض مع زيلينسكي، قال الرئيس الأمريكي إن نظيره الأوكراني لم يكن مستعداً لإنهاء القتال. وجدّد الرئيس ترامب اتصالاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما انتقد زيلينسكي، ما أثار مخاوف في العاصمة الأوكرانية كييف وفيما بين الحلفاء الأوروبيين، من أنّ الرئيس الأمريكي إنما يحاول إجبار أوكرانيا على قبول تسوية تصبّ في مصلحة روسيا. وذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن كييف لن تقبل باتفاق يحُدّ من قدرتها على إعادة التسلح، أو يعترف بالأراضي المحتلة على أنها روسية، أو يتدخل في السياسة الأوكرانية من خلال الإصرار على الانتخابات. وأوقف ترامب المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وأوقف التعاون الاستخباراتي مع كييف. 'وإذا ما استمر هذه التوقف عن التعاون الاستخباراتي مع الأمريكيين، فسوف يعزّز ذلك نفوذ روسيا على أرض المعركة' بحسب ما قال المسؤول الأوكراني لوكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف المسؤول الأوكراني بأن هذا التوقف عن التعاون الاستخباراتي أعاق قدرة أوكرانيا عن صدّ هجوم مضاد للجيش الروسي في منطقة كورسك غربي روسيا. وكانت القوات الأوكرانية قد سيطرت على أجزاء من كورسك الروسية في أغسطس/آب الماضي. وكانت أوكرانيا تأمل في أن تمثّل هذه السيطرة على أراض روسية ورقة ضغط بيدها في أي محادثات مع موسكو. لكنها خسرت تلك الورقة بخسارة تلك السيطرة في كورسك بوتيرة سريعة خلال الأيام الماضية، لتمضي أوكرانيا إلى هذه المحادثات وهي في موقف صعب على صعيد القتال. BBC 'سنحقق الكثير من التقدم' لكن، أمس الأحد، أعلن ترامب أنه بصدد إنهاء توقّف التعاون الاستخباراتي مع كييف، منوّهاً في الوقت ذاته إلى فرض رسوم جمركية على روسيا. وقال ترامب إنه يعتقد إن الأوكرانيين سيوقّعون اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة، 'أريدهم أن يرغبوا في السلام'. وسُئل مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن احتمال توقيع اتفاق المعادن في جدة، فأكد أن زيلينسكي 'عرض توقيعه، وسنرى إن كان سيفعل'. وقال ترامب للصحفيين، الأحد: 'سنحقق الكثير من التقدم، اعتباراً من هذا الأسبوع على ما أعتقد'. وقال مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية لصحيفة وول ستريت جورنال: 'حقيقة أنهم قادمون إلى هنا بتثميل رفيع هي مؤشر جيد بالنسبة لنا على أنهم يرغبون في الجلوس وعلى أنهم مستعدون للمضيّ قُدما'. ويُبدي كثير من الأوكرانيين استعداداً للسلام، بحسب ما كشفت استطلاعات رأي حديثة، ولكن ليس على أن يكون الثمن هو الاستسلام الذي طالما أراده بوتين. ويتمثل هدف أوكرانيا الأساسي في عودة الولايات المتحدة إلى الوقوف بجانبها، كما أن ذلك يتصدّر أولويات أوروبا، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية. وفي هذا الاتجاه، أوفد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مستشاره للأمن القومي جوناثان باول إلى العاصمة الأوكرانية كييف من أجل حثّ الأوكرانيين على إجراء المحادثات. وعرضت السعودية استضافة مفاوضات سلام محتملة بين كييف وموسكو، بل وأوّل محادثات مباشرة وجهاً لوجه بين بوتين وترامب. وباستضافة هذه المحادثات، تعزّز السعودية نفوذها على الساحة الدولية. مَن سيحضر المحادثات؟ وصل زيلينسكي الاثنين إلى السعودية، قبل إجراء المحادثات المقررة الثلاثاء، للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الاثنين. وكشف زيلينسكي عن أن فريقاً من بلاده يضمّ رئيس الأركان أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندريه سيبيغا، ووزير الدفاع رستم عمروف سيشارك في محادثات جدة. واستبق زيلينسكي هذه الزيارة للسعودية، بزيارة قام بها إلى الإمارات العربية المتحدة، والتي تعتبر مضيفاً محتملاً لمحادثات السلام بين كييف وموسكو. وفي يوم الجمعة، قال زيلينسكي: 'نواصل اتخاذ خطوات مناسبة مع شركائنا الراغبين في السلام، ممن يرغبون فيه تماما كما نرغب نحن أيضا فيه'. ومن الجانب الأمريكي، سيشارك في المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، على رأس فريق من بلاده. كما سيحضر المحادثات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك وولتز، ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. ومن المتوقع، وفقاً للإندبندنت ، أن يقترح المسؤولون الأوكرانيون وقفاً جزئيا لإطلاق النار جواً وبحراً مع روسيا – بما في ذلك استخدام مسيّرات وصواريخ طويلة المدى، فضلا عن وقف العمليات القتالية في البحر الأسود. وكان الرئيس زيلينسكي تحدّث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المقترحات، بعد هجوم شنّته روسيا ليلاً بصواريخ ومسيّرات، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلا وعشرات المصابين. لكن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وصفت الأسبوع الماضي أيّ شكل من أشكال الوقف الجزئي لإطلاق النار بأنه 'غير مقبول على الإطلاق' بدون التوصل إلى 'تسوية نهائية'، على حد قولها.


سيدر نيوز
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
فوز التحالف المسيحي المحافظ في الانتخابات الألمانية، وفق تقديرات أولية
Join our Telegram AFP فاز التحالف المسيحي المحافظ، بزعامة فريدريش ميرتس، في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في ألمانيا، متقدما على حزب 'البديل من أجل ألمانيا' اليميني المتطرف الذي حقق أفضل نتيجة له في تاريخه، وذلك وفقا لاستطلاعي رأي أجراهما تلفزيونان عامان. ويتكون التحالف المسيحي المحافظ من حزبين: الحزب المسيحي الديمقراطي، بزعامة فريدريش ميرتس وهو الحزب الأكبر، وشقيقه الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، بزعامة ماركوس زودر. وكشفت التقديرات الأولية غير الرسمية أن حزب 'البديل' اليميني الشعبوي حل في المركز الثاني، متقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر. وحصل التحالف على نسبة تتراوح بين 28.5 و 29 في المئة، بحسب الاستطلاعين اللذين بثتهما محطتي 'إيه آر دي' و'زي دي إف'، في حين حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على نسبة تتراوح بين 19.5 و20 في المئة، وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب يميني متطرف في انتخابات اتحادية منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت زعيمة حزب البديل، أليس فايدل، من مقر حزبها في برلين: 'لم نكن أبدا أقوى مما نحن عليه الآن على المستوى الوطني'. ونال الحزب، الذي تأسس عام 2013، ضعف ما حصل عليه قبل أربع سنوات. 'لا تحالف مع اليمين المتطرف' أعلن زعيم التحالف المحافظ، فريدريش ميرتس، رغبته في تشكيل حكومة 'بأسرع وقت ممكن' لتجاوز أزمات ألمانيا. وقال ميرتس، البالغ من العمر 69 عاما، في برلين بعد الانتصار: 'العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة… يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مجددا للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مرة أخرى'. واستبعد ميرتس، الذي من المرجح أن يتولى منصب المستشار خلفا للاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس، أي تحالف حكومي مع اليمين المتطرف. وأكد زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، رفضه القاطع للدخول في أي ائتلاف مع حزب الخضر. وكان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات المستشار المنتهية ولايته، أولاف شولتس، الذي فاز حزبه الديموقراطي الاجتماعي بنسبة تتراوح بين 16 و 16.5 في المئة فقط، مقابل 25.7 في المئة في عام 2021. وتمثل هذه النتيجة كارثة غير مسبوقة لأقدم حزب في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان الخاسر الآخر في هذه الانتخابات هو حزب الخضر، المتحالف مع حكومة شولتس، بحصوله على نسبة تتراوح بين 12 و 13.5 في المئة. وسيتعين على ميرتس البحث عن حليف أو اثنين لتشكيل ائتلاف حكومي. 'يوم عظيم لألمانيا' قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه 'يوم عظيم لألمانيا' بعد فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية هناك. وقال الرئيس الجمهوري على منصته 'تروث سوشيال' للتواصل الاجتماعي: 'إنه يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية'. وأضاف: 'كما هي الحال في الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من الأجندة غير المنطقية، خصوصا فيما يتعلق بالطاقة والهجرة'. Powered by WPeMatico


سيدر نيوز
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
من هو الإمام المثلي محسن هندريكس؟ وكيف تفاعل العرب والمسلمون مع مقتله؟
Join our Telegram AFP قال نائب وزير العدل في جنوب أفريقيا، أندريس نيل، إن الشرطة تلاحق المشتبه بهم وراء مقتل محسن هندريكس، الذي أُطلق عليه لقب أول إمام من مجتمع الميم في العالم. وبينما تجري الشرطة تحقيقاً في الحادث، قال نائب الوزير في تصريح لقناة 'نيوزروم أفريكا' التلفزيونية إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت جريمة كراهية. وفي إشادته بهندريكس، قال نيل إنه 'كان مواطناً من جنوب أفريقيا يمكننا جميعاً أن نفخر به، ويمكننا جميعاً أن نطمح إلى أن نكون مثله'. وقُتل محسن هندريكس، البالغ من العمر 57 عاماً، يوم السبت رمياً بالرصاص في وضح النهار في مدينة جكيبيرها الساحلية، في المقعد الخلفي لسيارة كان يستقلها. وتُظهر لقطات كاميرات المراقبة في المكان، حيث وقع الحادث، شخصاً يرتدي قناعاً، يخرج من شاحنة صغيرة سدّت طريق السيارة التي كان فيها هندريكس، ثم أطلق النار عليه عبر النافذة. وفي المقطع، الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يعود مطلق الرصاص فوراً إلى الشاحنة، التي كان يقودها شخص آخر، ومن ثم يغادران مسرح الجريمة بسرعة. وعُرف عن محسن عمله في إنشاء ملاذ آمن للمسلمين من مجتمع الميم وغيرهم من الذين اعتبروا مهمشين في المجتمع، وقد صدم مقتله مجتمع الميم عين. من هو محسن هندريكس؟ وُلِدَ محسن هندريكس في كيب تاون عام 1967، ونشأ في عائلة مسلمة متدينة، وعمل جدُّه باحثاً إسلاميّاً. درس الدراسات الإسلامية في باكستان، لكن رحلته الشخصية أوصلته إلى مفترق طرق مع التعاليم التقليدية. في عام 1996، أعلن عن مثليته الجنسية، مما صدم المجتمع المسلم الأوسع في مدينته كيب تاون وأماكن أخرى. وكلفه ذلك منصبه كإمام، ووتَّر علاقاته الأسرية. في العام نفسه، أسس منظمة تدعى الحلقة الداخلية The Inner Circle، وهي منظمة رائدة تدعم المسلمين من مجتمع الميم-عين. وكرَّس حياته للدفاع عن الإدماج والتفاهم داخل المجتمع الإسلامي. أسس لاحقاً مؤسسة الغربة ومسجد الغربة، أول مسجد يؤكد على المثلية الجنسية في جنوب إفريقيا. كان هندريكس يقول 'كانت الحاجة إلى أن أكون أصيلاً وواضحاً أكبر من الخوف من الموت'. كما يولي اهتماماً لما كان يصفها 'مهمته في تعزيز الإسلام الذي يركز على التعاطف'. وله العديد من المحاضرات التي تتمحور حول أهمية الحوار بين الأديان، والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة العقلية والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم داخل المجتمعات الدينية. وقال في مؤتمر الرابطة الدولية لمجتمع الميم في كيب تاون العام الماضي: 'من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره عدواً'. ما هي ردود الفعل؟ وانتشر خبر مقتل هندريكس على منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وتفاوتت ردود الفعل على مقتله بين من رفض الفكرة وقال إنها 'همجية' وبين من اتهمه بأنه 'يحيد عن ثوابت الدين الإسلامي'. وكتب البعض أن مقتل هندريكس، يمثل حالة من عدم الوعي، بينما علق آخرون على الخبر بأن العالم غريب، معبّرين عن صدمتهم بوجود شخصية إسلامية لديها ميول جنسية وصفوها بـ'المختلفة'. واشتعل النقاش بين رواد التواصل الاجتماعي، ليمتد إلى نقاش حول الهوية الجندرية وعلاقة الدين في هذه المسألة. ونشر دوفيك محمد زاهد، الداعية الجزائري المقيم في فرنسا، الذي أيضاً هو من المجتمع الميم ولديه جمعية تُعنى بحقوق أفراد مجتمع الميم المسلمين في فرنسا، صورة لهندريكس وعلق عليها بآية قرآنية. ردود الفعل في الأوساط الدينية أدان المجلس القضائي الإسلامي في جنوب أفريقيا، أحد الهيئات الدينية الرئيسية في البلاد، حادث القتل، في حين أوضح أنه لا يتفق مع هندريكس. وقال المجلس في بيان 'بصفتنا أعضاء في مجتمع ديمقراطي تعددي، يظل المجلس القضائي الإسلامي ثابتاً في الدعوة إلى التعايش السلمي والاحترام المتبادل، حتى في ظل وجهات النظر المتباينة'. وأدان مجلس علماء جنوب أفريقيا 'عمليات القتل خارج نطاق القضاء' وحث الناس على عدم استخلاص استنتاجات حول الدافع. من جهته أدان مؤتمر الرابطة الدولية لمجتمع ميم، حادث القتل ودعا إلى إجراء تحقيق شامل، خوفاً من أن يكون الدافع وراء القتل هو الكراهية. أما منظمة الشمول والتأكيد (IAM)، وهي شبكة تركز على تحويل المجتمعات الدينية لتصبح أكثر شمولاً وتقبلاً للأشخاص من مجتمع الميم والمصابين بفيروس نقص المناعة، فقد أدانت مقتل هندريكس، ووصفته بأنه بطل شجاع في المجتمعات الدينية الشاملة. وسلطت المنظمة الضوء على مساهماته، قائلة 'حتى في وفاته، نحتفي بالإمام محسن لمساهمته الدؤوبة في بناء مجتمعات إيمانية شاملة'. وأعادت حادثة القتل إشعال المحادثات حول العنف ضد الأفراد من مجتمع ميم عين وخاصة في السياقات الدينية. ودعت جماعات الدفاع عن المجتمع في جنوب إفريقيا إلى حماية أقوى وحوار مجتمعي أوسع نطاقاً حول الشمول. Powered by WPeMatico


سيدر نيوز
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
سقوط مدينة ثانية في الكونغو الديمقراطية في أيدي متمردين مدعومين من رواندا
Join our Telegram AFP دخل، الأحد، مقاتلو حركة 'إم 23' المدعومة من رواندا إلى بوكافو، ثاني أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، واستولوا على مكتب الحاكم الإقليمي. واصطف بعض الناس في الشوارع للتصفيق والهتاف للمقاتلين وهم يسيرون ويقودون سياراتهم إلى وسط المدينة دون مقاومة. وهذه المدينة الثانية بعد غوما التي تسقط في أيدي المتمردين في المنطقة الغنية بالمعادن خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأقرت الحكومة الكونغولية بسقوط المدينة، وحثت السكان على البقاء في منازلهم 'لتجنب استهدافهم من قبل قوات الاحتلال'. وحذرت الأمم المتحدة ودول أوروبية من أن الهجوم الأخير، الذي أجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم، قد يشعل فتيل حرب إقليمية أوسع. وقالت إحدى سكان بوكافو، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب مخاوف على سلامتها، لبي بي سي، الأحد، إن الغالبية ما زالوا خائفين من مغادرة منازلهم. وقالت 'منذ أمس أخذ الأطفال والشباب الأسلحة، وهم يطلقون النار في كل مكان وفي كل الاتجاهات، وينهبون'. لكنها أضافت: 'هذا الصباح دخلت حركة إم 23، واستقبلها الناس بحفاوة، وسعدوا برؤيتها. لا نعرف إن كان ذلك بسبب خوفهم أو لأنهم وجدوا أن السلطات ليست موجودة في المدينة'. وتشير أيضاً إلى أنه 'لا يزال من الممكن سماع صوت إطلاق النار في المكان الذي أعيش فيه'. المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية 'لأسباب إنسانية' والجمعة، سيطرت حركة 'إم 23' على مطار بوكافو الرئيسي، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومتراً (18 ميلاً) إلى الشمال من المدينة، ثم بدأت التقدم ببطء نحو المدينة، عاصمة إقليم جنوب كيفو. ونقلت وكالة رويترز عن حاكم الإقليم، جان جاك بوروسي صادقي قوله، إن المقاتلين كانوا في وسط مدينة بوكافو بحلول صباح الأحد، مضيفاً أن القوات الكونغولية انسحبت لتجنب القتال في المناطق الحضرية. وترك هذا فراغاً أمنياً في المدينة السبت، مع مشاهد فوضوية، بما في ذلك أنباء عن هروب سجناء من السجن المركزي. وقال برنامج الأغذية العالمي إن مستودعاً يحتوي على نحو سبعة آلاف طن من المواد الغذائية تعرض للسرقة. وتقع هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، على الطرف الجنوبي لبحيرة كيفو على الحدود مع رواندا، وهي نقطة عبور مهمة لتجارة المعادن المحلية. ويمثل سقوط المدينة توسعاً غير مسبوق للأراضي التي تسيطر عليها حركة 'إم 23' منذ بدء تمردها الأخير في أواخر عام 2021، ويمثل ضربة لحكومة الرئيس فيليكس تشيسكيدي. واتهم المتحدث باسم الحكومة، باتريك مويايا، رواندا، بانتهاك سلامة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال طموحاتها التوسعية وانتهاكات حقوق الإنسان. كما تتهم الحكومة الكونغولية، رواندا، بنشر الفوضى في المنطقة، فضلاً عن نشر قوات على الأرض، حتى تتمكن من الاستفادة من مواردها الطبيعية، وهو ما تنفيه كيغالي. يريد تشيسكيدي أن يواجه نظيره الرواندي، بول كاغامي، عقوبات بسبب الاضطرابات الأخيرة. لكن كاغامي رفض هذه التهديدات، وأشار مراراً إلى أن أولوية رواندا الرئيسية هي أمنها. وأبدى كاغامي غضبه منذ فترة طويلة إزاء ما يراه فشل السلطات الكونغولية في التعامل مع جبهة تحرير الكونغو الديمقراطية المتمردة، المتمركزة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي يراها خطراً على رواندا. وتتكون الجبهة من بعض أعضاء جماعة الهوتو العرقية، المتهمين بالتورط في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 عندما قُتل نحو 800 ألف شخص معظمهم من جماعة التوتسي العرقية، على مدار أكثر من 100 يوم. وتجمعت قوات من حركة 'إم 23″، بقيادة التوستي، في ساحة الاستقلال في وسط بوكافو الأحد، إذ شوهد أحد قادتها، برنارد بيامونغو، وهو يتحدث مع سكان محليين ويجيب على أسئلتهم باللغة السواحيلية. وحث القوات الحكومية 'المختبئة في المنازل' على الاستسلام، واتهم الجيش المنسحب بنشر الرعب من خلال تسليح شباب محليين قاموا بأعمال نهب. وجدد الاتحاد الأفريقي الذي يعقد قمة لرؤساء الدول في إثيوبيا هذا الأسبوع، دعوته لحركة 'إم 23' لنزع سلاحها. ونقلت وكالة رويترز عن مفوض السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي، بانكول أديوي، قوله 'نحن جميعاً نشعر بقلق بالغ إزاء نشوب حرب إقليمية مفتوحة'.


سيدر نيوز
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
الخرطوم: قصة مدينة التسامح التي حولتها الحرب إلى 'عاصمة للأشباح'
Join our Telegram AFP دخلت الحرب في السودان شهرها الـ 23، تاركة البلاد تعاني أكبر أزمة إنسانية في العالم، وفقا للعديد من المنظمات الأممية والدولية. سقوط مدينة ثانية في الكونغو الديمقراطية في أيدي متمردين… ما الأفلام التي حصدت جوائز البافتا لهذا العام؟ زيلنسكي في الإمارات، وقمة أوروبية طارئة رداً على المفاوضات… وتسببت الحرب السودانية في مقتل حوالي 150 ألف شخص، وتشريد أكثر من 12 مليون آخرين – أي حوالي ربع عدد السكان، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. واستطاع الجيش السوداني في الفترة الأخيرة استعادة السيطرة على مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم، كانت قد سقطت في بداية الحرب في أيدي قوات الدعم السريع. انتصارات الجيش في العاصمة ومناطق أخرى، لا سيما في ولاية الجزيرة، تركت بعض قيادات الجيش يأملون في استعادة الخرطوم بالكامل قريباً، 'ربما قبل بداية شهر رمضان' المتوقع فلكيا في الأول من مارس/آذار المقبل، وفقا لتصريحاتهم. وفي 14 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أشار تقرير أصدرته مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة إلى أن أكثر من 61 ألف شخص قُتلوا في ولاية الخرطوم خلال الـ 14 شهراً الأولى من الحرب. وقد حوّلت الحرب مدينة الخرطوم إلى 'عاصمة للأشباح'؛ حيث أُفرغت أحياء بأكملها من سُكانها، واستولى عليها مسلحون، مع فرار أكثر من ثلاثة ملايين شخص من العاصمة، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة. ليست الحرب الأولى في المدينة وكانت شرارة الحرب قد انطلقت في الخرطوم، نتيجة خلاف سياسي بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من ناحية، وقائد الدعم السريع (قوات شبه عسكرية سودانية) محمد حمدان دقلو، الشهير باسم حميدتي، من ناحية أخرى. وبالعودة إلى التاريخ، يتضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الخرطوم لحرب مدمرة بأيدي أبنائها؛ فقبل نحو 140 عاماً، وتحديداً في 26 يناير/كانون الثاني من عام 1885، سقطت الخرطوم في أيدي أنصار الثورة المهدية التي حاصرت المدينة، واقتحمتها وقتلت حاكمها الإنجليزي تشارلز غوردون باشا. وكان المهدي يعتزم القضاء على النظام التركي في السودان، وإقامة مجتمع إسلامي، 'ثم القيام بسلسلة من الفتوحات حتى يدين له العالم أجمع'، وفقاً لما أورد المؤرخ السوداني محمد إبراهيم أبو سليم، في كتابه 'تاريخ الخرطوم'. وفي هذا الصدد، تقول مجلة المقتطف المصرية، في عددها الصادر في الأول من ديسمبر/كانون الأول لسنة 1901: 'مضى على الخرطوم 16 سنة كانت فيها قاعاً صفصفاً، وطللاً دارساً بالياً، ينعق في خرائبها البوم، ولا يعلم عنها العالم المتمدّن شيئا، ولا يُذكر اسمها إلا مقروناً بما وقع فيها من الحوادث المشؤومة…، فتحها المهدي فذبح رجالها، وسبى نساءها، ودكّ أبنيتها، ونقل حجارتها، وما سلِم من رياشها إلى أُمّ درمان'. Getty Images ومما أورد أبو سليم في 'تاريخ الخرطوم' أن المهدي بعد أن سقطت المدينة 'زارها عدة مرات لكنه لم يُقم بها'. ويعزو المؤرخ السوداني أحمد إلياس أبو شام، في حديثه لبي بي سي عربي، ذلك الأمر إلى أن 'المهدي أراد أن يؤسس عاصمة قومية جديدة، بعيداً عمّا في العاصمة القديمة من أشياء قد لا يوافق عليها من ناحية دينية. وأراد المهدي أن ينشئ عاصمة على حسب مقاييسه هو'. وإذاً، فقد ترك المهدي الخرطوم واستقر في أم درمان، التي أصبحت عاصمة للبلاد لنحو 13 عاماً، وبلغ عدد سكانها 150 ألفاً في عام 1886. وفي عام 1899، عادت الخرطوم عاصمة للبلاد بعد أن دخلها الجيش المصري، بقيادة هربرت كتشنر باشا، لورد الخرطوم وسردار الجيش المصري آنذاك، وأعاد بناءها، وخطط شوارعها وميادينها على النمط الأوروبي عامة، والإنجليزي خاصة. 'العاصمة المُثّلثة' ويرجع تاريخ الخرطوم كمدينة إلى عام 1691 للميلاد تقريباً، لكنها اختيرت عاصمة للبلاد في عام 1821، بحسب عدد من المؤرخين. إذ تقول جريدة الوقائع المصرية في عددها الصادر بتاريخ 21 أبريل/نيسان 1839، إن 'الخرطوم الآن تضم أكثر من 500 بيت مشيد بالطرق النظامية، ومستشفى، ومخازن كثيرة، وحدائق مختلفة…، فيما لم تكن قبل 15 عاماً من ذلك التاريخ، أي في سنة 1824، إلا مجموعة من عشرة أكواخ، فلما رأى خورشيد باشا -حكمدار السودان- حُسن المكان وطيب هوائه، دعا أسراً كثيرة من سنار وبعض عرب الصحراء إلى الإقامة فيه، وبناء مساكنهم'. ويعدّ خورشيد باشا المؤسس الحقيقي للخرطوم الحالية. وتشير مصادر تاريخية إلى أن عدد سكان الخرطوم في عام 1845 تجاوز الـ 60 ألف نسمة؛ على أن هذا العدد كان يشمل أعداد المواطنين المحليين، وجاليات مصرية، ولبنانية، وسورية، وأوروبية. ويُنسب التخطيط الحالي للخرطوم إلى اللورد كتشنر الذي وضعه مع عدد من المهندسين، مستوحياً شكل العلم البريطاني، ولتصبح المدينة صورة من مناطق العمران في بلاده. 'على أن هدف كتشنر الأكبر من التخطيط الذي وضعه للمدينة كان في المقام الأول عسكرياً؛ إذ أن مدفعاً واحداً يوضع في ميدان من الميادين الدائرية الصغيرة يمكّنه من السيطرة على قطاع كبير من المدينة سيطرة تامة، كما أن الشوارع المتقاطعة كانت تسهّل الانتقال من طرف إلى آخر، وتقرّب المسافات'، بحسب ما أورد أبو سليم في 'تاريخ الخرطوم'. ويعُدّ أبوسليم إنشاء مدينة الخرطوم من أعظم إنجارات الترك الباقية. ويشار إلى الخرطوم باسم 'العاصمة المُثلّثة'؛ وذلك لأنها تتخذ شكلَ مُثلث: رأسُه عند التقاء النيلين، وقاعدته إلى الشرق مستقرة على النيلين الأبيض والأزرق. هذا إلى جانب أنها تتكون من ثلاث مناطق رئيسية هي (الخرطوم، وأُم درمان، والخرطوم بحري). مثال التنوّع ونموذج التعايش سكن الخرطوم خليط من الأجناس والقبائل التي وفدت إليها منذ زمن بعيد للتجارة وطلباً للرزق، ورغم كثرة هذه القبائل وتعدّدها، فإنها جميعاً ارتبطت برباط وثيق من الإخاء والولاء للوطن. وقسّم أبو سليم، في كتابه، هذا الخليط إلى ثلاثة أقسام: 'الجالية الشرقية، وهي خليط من أبناء الشرق، وكان أغلبهم من المصريين ثم الشوامّ؛ والجالية الغربية، وهم الأوروبيون الذين وفدوا إلى المدينة وكانوا يشغلون الوظائف الفنية في الجيش المصري، كأطباء ومهندسين ومستوظفين، فضلا عن كبار التجار؛ والوطنيين، وهم أبناء البلاد الأصليون'. ونشرت جريدة الأهرام المصرية سنة 1896، مقالاً حول الخرطوم، جاء فيه: 'يسكن هذه المدينة نحو 250 ألفاً، منهم نحو الخُمس من السودانيين، والآخرون من الأتراك، والمصريين، والسوريين، والأوروبيين، والمغاربة'. وكانت العادة فيما مضى أن يكون لكل جنس حيّ يسكنه أبناؤه، ويُعرَّف بهم، كحيّ الدناقلة، وحي الزبيرية، وحي الكنوز، لكن الانصهار الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية جعل لهذه الأسماء مدلولات مكانية أيضاً. وقد أخذتْ الانتماءات القبلية القديمة تذبل في المدينة لتحلّ محلها الانتماءات العصرية، كنقابات العمل، وهيئات العاملين، وفِرق الكرة والمدارس الفكرية، وغيرها، وفقاً لكتاب 'تاريخ الخرطوم'. وفي إشارة إلى التنوّع الذي حفلت به مدينة الخرطوم آنذاك، أورد المفكر السوداني محمود القباني، الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في مذكراته أن 'الأزياء في الخرطوم كانت معرضاً محتوياً لأزياء أهل الأرض كلهم تقريبا…، وكان هنالك من المُعمّمين مَن يلبسون عمائم مصرية وسودانية وسورية إلى هندية، وبخارية وتركية'. وتضم الخرطوم عدداً من المتاحف المتميزة، مثل متحف التاريخ، ويحوي آثاراً من كل أنحاء السودان، ومتحف الأجناس، ومتحف التاريخ الطبيعي الذي يضم أنواعاً وألوناً عديدة من الطيور والحيوانات المحنطة. وكان السودان مركزاً لواحدة من أقدم الحضارات، كما كان مقراً لاثنتين من أقدم وأقوى الممالك في التاريخ القديم، وهما 'نبتة' و'مروي'، ولذا فإن السودان يعجّ بأماكن الآثار من العصر الحجري وحتى العصر التركي. إذاً، فقد عاشت الخرطوم مثالاً للتنوع الثقافي، والثراء الحضاري، وباتت نموذجاً للتعايش بين الثقافات والأديان. AFP ماذا يعني الاسم؟ اختلف الباحثون في سبب تسمية الخرطوم بهذا الاسم. ولعل أبسط التفسيرات هو أن المدينة بموقعها الجغرافي تشبه خرطوم الفيل. ويُطلق لفظ الخرطوم، أو 'الخرتوم' بحرف التاء، على لسان الأرض الذي يمتد داخل الماء، كما هي الحال بآخر الطرف الغربي للخرطوم. ويذهب البعض إلى أن الاسم مأخوذ من القُرطم، وهو نبات كان زيته يُستعمل للإضاءة. ويعزو المؤرخ أبوسليم هذا الاختلاف في أصل تسمية الخرطوم، إلى أن الاسم سابقٌ على تاريخ إنشاء المدينة؛ إذْ لم يطلَق عليها عند إنشائها بحيث يتضّح مصدره ومناسبته، لكنّ المدينة أخذت اسمَ المكان القديم. حتى أنه من غير المعروف ما إذا كان هذا الاسم عربياً أم نوبياً، أم مروياً، أو غير ذلك، كما يقول المؤرخون. وما ينسحب على الخرطوم من حيث التسمية، ربما ينسحب كذلك على السودان في العموم. وفي هذا المعنى، قال الأديب السوداني الطيب صالح: 'هؤلاء القوم الذين يُسمّون مجازاً، السودانيين، لأن زعماءهم عشية الاستقلال، لم يستقروا على رأي، ويا ليتهم عادوا إلى الاسم القديم 'سِنّار'. كان السِنّاريون معروفين في العالم الإسلامي شرقاً وغرباً، لهم وقْف في المدينة المنوّرة والأزهر الشريف، وهداياهم تذهب كل عام في محمل عظيم إلى مكة المكرمة'. وفي مذكرات مؤرخة في سبتمبر/أيلول 1988 جمعت في كتاب يحمل اسم 'وطني السودان'، يضيف الطيب صالح قائلا: 'وربما يكون من أسباب أن هذا البلد لا يستقرّ على حال، أن اسمه لا يعني لأهله شيئا. فما السودان؟ مصر مصر، واليمن يمن، والعراق عراق، ولبنان لبنان، ولكن ما السودان؟ لقد أطلق المستعمرون هذا الاسم على كل تلك الرقعة الممتدة من حدود الحبشة شرقاً إلى غاية بلاد السنغال غرباً، فوجد الناس لبلادهم أسماء تعني لهم شيئاً، وبقينا نحن وحدنا نحمل هذه التركة الاستعمارية الجوفاء'. لكن المؤرخ أحمد إلياس أبو شام، يرى أن 'السودان هو صيغة الجمع لكلمة أسوَد؛ فأسود في اللغة العربية تُجمع على 'سُود' و'سُودان'، فدلالة كلمة سودان في اللغة العربية تعني السُكان ذوي البشرة السوداء'. ويرى كثيرون، وفقاً لأبو شام، أن اسم السودان ظهر بعد القرن السابع الميلادي، عندما دخل العرب شمال أفريقيا، وأطلقوه على السكان السُّود في أفريقيا جنوب الصحراء. حروب 'ليس للشعب يدٌ فيها' Reuters في حديثه لبي بي سي، يؤكد المؤرخ أبو شام أن السودانيين كشعب متعدد الأعراق لم يقتتِل في يوم من الأيام؛ وإنما القضية سياسية تعني الحكومات التي تريد أن تفرض هوية بعينها على كل الأعراق، وليس للشعب يدٌ فيها. على سبيل المثال، يقول أبو شام، إن الحكومات السودانية منذ استقلال البلاد، حاولت أن تفرض الهوية العربية الإسلامية في القُطر كله، في حين لم يكن كل السودانيين عرباً مسلمين، ولذلك قاوم الجنوب. وعليه، 'لا يمكن القول إن القتال كان بين العرب والأفارقة، فهذه ثنائية لا تنطبق على السودان'، بحسب أبو شام. وينتقل المؤرخ السوداني إلى الحاضر، قائلا إن 'قوات الدعم السريع لا تعبّر عن فصيل من الأُمّة السودانية، ومن ثمَّ لا يمكن القول إن هناك فصيلين متقاتلين في السودان، بل هناك فصيل لديه تكوين داخلي وخارجي يحارب الأمة السودانية'، على حد تعبيره. ويضيف: 'قوات الدعم السريع تحارب الشعب السوداني في عمومه. لقد طردت سُكان الخرطوم من ديارهم، فباتت المدينة شبه فارغة من أهلها بعد أن نزحوا منها، ولو كان الدعم السريع يعبّر عن فصيل شعبيّ، لما طرد كل سكان الخرطوم، أو معظمهم كما هي الحال الآن'، بحسب ما أوضح المؤرخ السوداني. هذا فضلاً عن تدمير هذه الحرب الأخيرة بعض معالم المدينة القديمة، واحتراق عدد من المكتبات، ليفقد السودانيون بذلك جزءاً من ذاكرتهم التاريخية، كما يقول أبو شام. وفي المقابل، يصرّ قادة الدعم السريع على أن الجيش النظامي 'ينفّذ مخططاً إجرامياً يهدف إلى عودة أنصار الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة'. وفي هذا الإطار، وجّه حميدتي رسالة إلى 'شرفاء القوات المسلحة بالانضمام لخيار الشعب الذي تمثله قوات الدعم السريع'، على حد زعمه. ورأى أبو شام أن ما يحدث اليوم، من حرب مدمرة في الخرطوم، وفي عموم السودان، هو 'تراكمات سياسية خاطئة منذ الاستقلال؛ كل المآسي التي ألمّت بالوطن بصورة عامة هي عبارة عن سياسات خاطئة لا تعبّر عن رأي الشعب، إنما تعبّر عن فئة حاكمة تتبع أيديولوجية معينة'. ويتابع: 'ما تعانيه الخرطوم اليوم هو ناتج السياسات الخاطئة والفشل في إدارة التنوّع العرقي والثقافي والديني…، ولو عادت نفس السياسات فسوف تتكرر المآسي نفسها من جديد'. يقول أبو شام: 'لكي تسلم الخرطوم وباقي مناطق السودان، لا بد أن تكون هناك مراجعة لكل ما حدث في السابق. ينبغي أن تكون هناك نظرة جديدة بالنسبة للسياسة في السودان، وأن يكون هناك تصالح اجتماعي، وأن يعرف الناس بعضهم بعضاً، وأن يتقبلوا الاختلاف فيما بينهم'. وأورد الطيب صالح في كتابه 'وطني السودان' عبارة يقول فيها: 'كانت الخرطوم الجميلة مثل طفل يتيم في ثوب مهلهل…، ما أروع هذه المدينة اللّا مدينة، في هذا الوطن الذي هو كذكرى وطن أو كحلم وطن'، على حد تعبيره. فما أشبه الليلة بالبارحة!