
البابا الجديد والمسار المعهود
جرى في الثامن من مايو 2025 انتخاب البابا الجديد، من جانب الكرادلة، لسدة البابوية ولخلافة البابا فرنسيس الذي توفي قبل أسبوعين. وكان البابا فرنسيس قد استدعى عام 2023 الأسقفَ الأميركي الأصل من البيرو وعيّنه رئيساً لمجمع الأساقفة، فقرّبه بتلك الخطوة إلى المنصب السامي. وقد جاء اختياره مخالفاً للتوقعات التي كانت تقدّر أن يكون البابا الجديد أوروبياً.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أول من هنأ البابا الجديد، ثم تبعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنه فخور بأن يكون البابا الجديد أميركي الأصل. أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وهو كاثوليكي المذهب، فأعلن عن فرحته وتوقع علاقاتٍ حسنةً مع الفاتيكان في عهد البابا الجديد. هناك عدة إشارات إلى المسار الذي يُتوقع أن يتخذه البابا الجديد لنفسه. فهو من الرهبنة الأوغسطينية التي أسسها القديس أوغسطين في القرن الخامس الميلادي. وقد اشتهر أوغسطين، صاحب كتاب «مدينة الله»، بمكافحة البدع والانحرافات. ولهذا دلالته، أي أن يكون البابا الجديد من الرهبنة الأوغسطينية. إذ تقع عقيدة الكنيسة الكاثوليكية الكلاسيكية بين القديسين أوغسطين من القرن الخامس، وتوما الأكويني (صاحب «الخلاصة اللاهوتية») من القن الثاني عشر.
أعطى البابا الجديدُ نفسَه اسم ليو الرابع عشر. وكان ليو الثالث عشر (1878-1903) قد تولى كرسي البابوية حتى جاوز التسعين. واشتهر عنه أمران: إصداره عام 1879 وثيقةً لصالح العمال تدرس الأجور المنصفة وساعات العمل والتعامل الإنساني، ولذا سُمّي «بابا العمال». لكنه أصدر عدة رسائل في العقيدة للردّ على البروتستانت والعلمانيات من جهة، وللتأكيد على الأبعاد الروحية للإيمان والرسالة المسيحية. وتسمية البابا الجديد نفسه باسمه دليل على تأثره بشخصيته لجهة الاهتمام بالمشكلات العالمية، وبخاصةٍ الفقر والمجاعة والهجرة.. ثم لجهة الاهتمام الذي لا يتزعزع بصحة العقيدة.
وفي الكلمة التي قدّم بها البابا الجديد نفسه للجمهور المحتشد في ساحة الفاتيكان الكبرى أكد على أمرين: السلام، ذلك أن الحروب هددت بقاء العالم، ثم الإقبال على بناء الجسور مع الأديان والثقافات الأُخرى «بالحوار والثقة بالله وببعضنا البعض لنمضي موحدين في درب السلام». وهذه هي رسالة البابا فرنسيس ذاتها في نقطتيها: السلام وبناء الجسور مع الأديان الأخرى. وبالطبع لن تتبين المعالم الأُخرى للشخصية الجديدة ورسالتها إلاّ بعد بعض الوقت.
ولا ننسى أنّ البابا فرنسيس تولى البابوية عام 2013، لكنه ما توصل مع شيخ الأزهر، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى وثيقة الأخوة الإنسانية إلاّ عام 2019. ويومها كان توجهه قد صار واضحاً تماماً: بناء الجسور مع الأديان وبخاصة مع الإسلام، وقضية السلام العالمي، ومكافحة مشكلات الفقر والجوع والمرض والهجرة التي ترهق كواهل البؤساء في العالم.
الكنيسة الكاثوليكية سلطة أخلاقية عالمية كبرى، ولها معالمها الثابتة. لكنّ شخصيات البابوات المختلفة وأولوياتهم لها تأثيراتُها أيضاً. وقد شهدنا خلال جيلٍ واحدٍ مدى الاختلاف في الاهتمام لدى أربعة بابوات: يوحنا بولس وبنديكتوس وفرنسيس والآن ليو الرابع عشر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الانباط اليومية
منذ 38 دقائق
- الانباط اليومية
الاستقلال …شجرة معمرة تعانق السماء
الأنباط - الاستقلال …شجرة معمرة تعانق السماء في هذا اليوم المجيد الذي نحتفل فيه بعيد الاستقلال، الذي أثبتنا يوماً بعد يوم، وجيلاً بعد جيل، قيادة وشعباً، انه ليس فقط مناسبة سنوية نحتفل بها، بل هو حالة مستمرة من المشاركة في البناء و التطوير، و مواجهة التحديات والتغلب على الأزمات. الاستقلال حالة حية مثل الشجرة المعمرة، نرعاها ونستظل بفيئها ونقطف ثمارها، جذورها راسخة في ارض الوطن و ثوابته التاريخية، واغصانها تعانق السماء في الارادة والطموح، و اوراقها الخضراء دائمة التجدد، وثمارها تعزز اعتمادنا على الذات. طريقنا كان ولا يزال وعراً ومحفوفاً بالمخاطر، ولكننا لن نتخلى عن الهدف ولن نفقد البوصلة. اليوم ينتقل هذا الإرث الوطني تدريجياً الى جيل الشباب. ينتقل إلى هذا الجيل الواعي، من خلال تساؤلاته المشروعة، وتجاربه في الميدان، وامتلاكه لأدوات المعرفة، و هو الجيل القادر على حمل الأمانة والانطلاق نحو مستقبل زاهر. ننظر إلى مستقبلنا بتفاؤل ونؤمن بأن الأردن قادر على مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص بوجود هذا الجيل الواعي من الشباب، وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، وعضده صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ومن خلفهما قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمننا وراحتنا وطمأنينتنا.

الدستور
منذ 40 دقائق
- الدستور
عشائر الثوابية: عيد الاستقلال يشكل محطة مضيئة في تاريخ الوطن
مجلس عشائر الثوابية حي الطفايلة / الطفيلة يتقدم مجلس عشائر الثوابية إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى، وسمو ولي عهده الميمون الأمير الحسين بن عبد الله حفظهما الله ورعاهما، وإلى الشعب الأردني العظيم بأصدق المشاعر وخالص التهاني والتبريك بمناسبة العيد التاسع والسبعين لإستقلال المملكة الأردنية الهاشمية. وفي هذه المناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين نستذكر جميعاً الكفاح المشرق ، والإنجاز العظيم الذي قدمه الأردنيون من الآباء والأجداد منذ عهد وقيادة جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه ، فقد حققوا الإستقلال وأقاموا دولة القانون والمؤسسات في ظل ظروف إقليمية وعالمية صعبة. إن عيد الإستقلال إذ يشكل محطة مضيئة في تاريخ الوطن، نجسد فيه معاني التضحية والكرامة والسيادة الوطنية، وهو مناسبة نستذكر فيها بفخر واعتزاز مسيرة النهضة التي قادها الهاشميون بكل حكمة واقتدار. ونؤكد نحن #أبناء_قبيلة_الثوابية على امتداد الوطن في عمان وحي الطفايلة / والطفيلة، نقف صفاً واحداً خلف الراية الهاشمية للمضي قدماً في دعم مسيرة التقدم والتنمية التي يشهدها الأردن في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مجددين العهد على الإخلاص والوفاء للوطن وقيادته الحكيمة. حمى الله الأردن قيادة وشعباً، عصياً منيعاً أمام كل التحديات التي تعصف بالمنطقة ، وأن يحفظ جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية الساهرة درع الوطن وسياجه المنيع، الذين يواصلون الليل بالنهار في الدفاع عن أمن واستقرار الأردن، ليبقى هذا الحمى واحة أمن وعز وفخر بين الأمم.

الدستور
منذ 40 دقائق
- الدستور
عشيرة بني ياسين بعيد الاستقلال: نُجدد الولاء والبيعة للقيادة الهاشمية الحكيمة
عمان - الدستور بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، ترفع عشيرة بني ياسين، في الوطن والمهجر، أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى الشعب الأردني الأبي، وإلى قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه. وفي هذا اليوم المجيد، الذي نستحضر فيه تضحيات الأجداد وعزيمة الآباء، نُجدد الولاء والبيعة للقيادة الهاشمية الحكيمة، التي تمضي بنا بثبات نحو مستقبل مشرق، عنوانه العمل والإنجاز. نُعاهد الله والوطن والقيادة أن نظل أوفياء للرسالة، متمسكين بثوابتنا الوطنية، ومتحدين في حب الأردن، ماضين بعزيمة لا تلين نحو بناء الغد الأفضل.