logo
الأمل ليس ترفاً ، بل معركة ، كيف نحمل النور في زمن العتمة؟ بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

الأمل ليس ترفاً ، بل معركة ، كيف نحمل النور في زمن العتمة؟ بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

شبكة أنباء شفامنذ 16 ساعات
الأمل ليس ترفاً ، بل معركة ، كيف نحمل النور في زمن العتمة؟ بقلم: د. تهاني رفعت بشارات
في زمنٍ صار فيه الخراب رفيق الأيام، والخذلان ظلّاً ثقيلاً يتبع خُطى الأمل أينما وُجد، لم يعُد بناء الرجاء مجرد ترفٍ فكري أو رفاهية عاطفية نتسلّى بها في زوايا الغرف المغلقة. لقد أصبح الأمل معركة حقيقية، معركة وعي قبل أن تكون معركة سلاح، معركة وجود قبل أن تكون معركة حدود.
في وطنٍ تتناثر فوق ترابه شظايا الأحلام، وتغدو الخيبة فيه حكاية تتوارثها الأجيال، يصبح التمسك بالأمل فعلاً من أفعال الشجعان. هو أشبه بإشعال شمعة في قلب عاصفة لا تهدأ، أو كزراعة سنبلة في أرض قاحلة بانتظار مطرٍ قد لا يأتي قريباً، لكن الزارع يؤمن أن السماء لا تخذل الذين يُحسنون الرجاء.
الأمل هنا ليس دواءً مسكِّناً، ولا كلماتٍ نُطرّز بها خيباتنا كي تبدو أقل قسوة. الأمل هو ذلك الفنار البعيد الذي يراه البحّارة وسط البحار الهائجة، يدعوهم للثبات والمُضيّ قُدماً رغم الأمواج العاتية. هو المسافة الفاصلة بين الانكسار الكامل والبقاء واقفاً على عكّاز الحكايات التي نحملها في صدورنا. وكل حكاية نرويها ليست للتسلية ولا للهرب من الواقع، بل هي سلاح أبيض في وجه العدم، وخندق أول للدفاع عن هويتنا في وجه محاولات الطمس والنسيان.
كل قصة نرويها نحن الفلسطينيين، هي صرخة في وجه الفقد، هي مقاومة ضد الغياب، وهي إعادة تسمية للأشياء التي أراد العابرون سرقتها. نحن أبناء الحكايات التي تُروى واقفة، كما يقف الزيتون في وجه الريح، لا يُنحني رأسه إلا ليُثمر أكثر.
وفي وسط هذه المتغيرات التي تعصف بالعالم من أقصاه إلى أقصاه، وفي زمنٍ صار فيه كل شيء يتغير كما تتغير السماء ألوانها عند المغيب، لم يبقَ لنا ملاذٌ إلا التمسك بالله. التمسك بالله هو اليقين الذي لا يتبدد، والثبات الذي لا يتزلزل.
الله هو أصل الثبات في قلوبنا، والنور الذي لا ينطفئ مهما اشتد الظلام.
هو القوة التي لا تُرى، ولكنها تُشعّ في الأرواح المطمئنة، فتمنحها القدرة على الصمود حين تنهار الأشياء من حولها.
أما الفكر السليم، فهو درعنا الأول في زمن الحروب النفسية، الحروب التي تُشنّ على العقول قبل الأجساد. أن تحافظ على وعيك وسط فوضى الانهيار هو أن تمتلك سلاحاً أقوى من كل ترسانات العالم. الهدوء هنا لا يعني الهروب، بل هو نار تحت الرماد تنتظر اللحظة المناسبة لتقول للعالم: نحن هنا.
نحن الفلسطينيون، وُلدنا وفي أيدينا مفاتيح الحكايات، أبناء الزيتون الذي يُقطع فينبت من جديد، أبناء الأرض التي تعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا. نحن لا نحمل الحكايات عبثاً، بل نحملها كما يحمل المقاتل بندقيته، نحملها كما تحمل الأم طفلها وقت الخطر، نحملها كما يحمل العاشق وردته رغم العاصفة.
نحن أبناء العناد الجميل، أبناء الذين يعرفون أن الظلام مهما طال لا يستطيع أن يطفئ شمساً وُلدت في القلوب قبل أن تُولد في السماء. الأمل بالنسبة لنا هو تمرّد جميل على الواقع، هو الجسر الذي نبنيه كل صباح لنصل إلى غدٍ لم يأتِ بعد، لكنه قادم لا محالة.
لسنا أبناء العدم… نحن أبناء الحياة، حتى ولو كان طريقها محفوفاً بالألم.
وسنبقى نعيد بناء أنفسنا كما تعيد الفصول ترتيب الأشجار. سنحمل النور في جيوبنا كالأسرار القديمة، حتى يأتي الصباح الذي نُعلن فيه للكون كله:
كنا هنا… وما زلنا.
التفاؤل… زهرة الحياة في وجه العواصف
الأمل وحده لا يكفي دون أن يكون محاطاً بالتفاؤل. فالتفاؤل هو جناح الأمل، وهو النور الذي يكمل المسير. هو أن تبتسم رغم كل المآسي، لأنك تعلم يقيناً أن الفجر قادم، ولو طال ليله.
'رغم المآسي لا نملك إلا أن نبتسم، فقد لا تُساوي الحياة شيئاً، لكن لا شيء يساوي الحياة.'
التفاؤل هو العزم الذي يدفعنا للاستمرار. هو أن ترى في المحن منحاً، وفي الانكسار بدايةً جديدة. الأمل يمنحك الطاقة لتقاوم، والتفاؤل يمنحك القوة لتُكمل الطريق.
ولعل أجمل ما قيل في ذلك:
'الإنسان دون أمل كنبات دون ماء.'
'من الأحلام تولد الأشياء الثمينة.'
'الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل.'
إن التفاؤل بالله ليس خياراً للمؤمن، بل هو جزء من إيمانه وثقته أن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً. أن تحسن الظن بالله هو أن ترى الخير في قلب المصيبة، وأن تؤمن أن العطاء قد يأتي متنكراً في صورة خسارة.
كيف نصنع التفاؤل؟
بذكر الله: لأن القلب الذي يذكر ربه لا يعرف الضياع.
بالدعاء: لأن الدعاء مفتاح الأبواب المغلقة، واليقين هو المفتاح الأكبر.
بالتفكر في نعم الله: لأن النعمة تدعو إلى النعمة، والشكر باب المزيد.
بمرافقة المتفائلين: لأن النفس تتأثر بمن حولها.
بالتفكير الإيجابي: لأن الفكرة الإيجابية تصنع واقعاً إيجابياً.
بالتوكل على الله: لأن من توكل عليه كفاه، وأعطاه من حيث لا يحتسب.
الأمل ليس كلمات تُقال، بل هو معركة نخوضها كل يوم لنُعيد للروح لونها الحقيقي، لنُعيد للسماء زرقتها المفقودة، لنُعيد للأرض طُهرها الأول.التفاؤل ليس سذاجة، بل قناعة راسخة أن الله لا يُضيعنا.
نحن أبناء الأمل. نحن أبناء الحياة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الأوقاف: استشهاد الشيخ صالح حنتوس جريمة بشعة بحق عالم أعزل.. والافتراء عليه يزيد الجريمة قبحًا
وزير الأوقاف: استشهاد الشيخ صالح حنتوس جريمة بشعة بحق عالم أعزل.. والافتراء عليه يزيد الجريمة قبحًا

الأمناء

timeمنذ 23 دقائق

  • الأمناء

وزير الأوقاف: استشهاد الشيخ صالح حنتوس جريمة بشعة بحق عالم أعزل.. والافتراء عليه يزيد الجريمة قبحًا

أدان معالي وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ الدكتور محمد عيضة شبيبة الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشيخ الحافظ والمقرئ صالح حنتوس، مؤكدًا أن ما تعرض له هو "اغتيال غادر وجريمة مكتملة الأركان" تُضاف إلى سجل الانتهاكات والجرائم التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق العلماء والدعاة والأبرياء في اليمن. وأكد معاليه أن الشيخ صالح قُتل في بيته، أعزل لا يحمل سلاحًا، في منطقة بعيدة لا تمثل تهديدًا لأي مرفق عسكري أو أمني، وهو ما يثبت بشكل قاطع زيف الادعاءات التي ساقها القتلة لتبرير فعلتهم النكراء. وقال معاليه: "لقد قُتل الشيخ صالح حنتوس وهو في منزله، لا في مترس ولا في جبل، ولا في موقع يُشكل خطرًا على أحد، بل كان في بيته المتواضع مع زوجته وعمته المسنّة، بعيدًا عن أي صراع أو سلاح. فكيف يُقال عن رجل في هذا الحال إنه يُقاتل أو يشكل تهديدًا؟!". وأضاف: "لم يُعثر في بيته على سلاح، لا خفيف ولا ثقيل، ولا أي مؤشرات على وجود استعداد قتالي، بل إن الصور التي تداولها الناس تُظهر واقعًا بسيطًا وحياة متواضعة لا تليق بها كل تلك الادعاءات". وتابع معاليه مؤكدًا: "إن من استُشهد بهذه الطريقة لا يمكن وصفه إلا بـ الشهيد المظلوم، ضحية لجريمة سياسية مفضوحة، وادعاءات ملفقة ومكشوفة. لقد كان الشيخ صالح حنتوس من أنبل الناس وأشدهم رفضًا للصهيونية والعدوان، وقد سبق في نصرته لقضية فلسطين كثيرًا ممن يدّعون اليوم المقاومة". وردًا على اتهامه بالداعشية، أوضح معاليه أن تلك الادعاءات "ليست سوى محاولة رخيصة لخلط الأوراق"، مشيرًا إلى أن "داعش والحوثيين وجهان لعملة واحدة، تجمعهما مرجعية واحدة، وتخدمهما أجندة واحدة". واختتم معالي الوزير بالقول: "رحم الله الشيخ الشهيد، وأسكنه فسيح جناته، وأخزى قاتليه ومن ساندهم أو برر لهم. وسنبقى أوفياء لدماء العلماء والدعاة، ولن ننسى هذه الجريمة، فهي وصمة عار في جبين من ارتكبها، وعارٌ في سجل كل من لاذ بالصمت أو باع ضميره".

المزوغي: رحيل المريمي دليل على استمرار نزيف الدم الليبي
المزوغي: رحيل المريمي دليل على استمرار نزيف الدم الليبي

الساعة 24

timeمنذ 24 دقائق

  • الساعة 24

المزوغي: رحيل المريمي دليل على استمرار نزيف الدم الليبي

نعى المرشح لرئاسة الحكومة الموحدة، محمد المزوغي، الفقيد عبد المنعم المريمي، مشددًا على أنه شاهدًا جديدًا على استمرار نزيف الدم الليبي المطالب بعودة الدولة والعدالة والحياة الكريمة. وطالب في بيان مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة والقيادات العسكرية والأمنية في كل ربوع ليبيا والأطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية باستعادة الوطن. وأكمل: 'نحن اليوم نودّع عبد المنعم المريمي، وغدًا قد نودّع المزيد من شبابنا الأبرياء، المطالبين فقط بالتغيير الى الافضل والحياة بعزة وكرامة ما لم تتحملوا مسؤولياتكم تجاه شعبٍ لم يعد يحتمل المزيد من الفقد والألم'. وتساءل: 'إلى متى تزهق أرواحنا واحدةً تلو الأخرى؟.. إلى متى يبقى الموت المجاني قدرًا معلّقًا فوق رؤوسنا؟'. وأردف: 'أما آن لكم أن توقفوا هذا العبث وأن تضعوا حدًا لهذه الفوضى والدمار؟'. وقال إن روح عبد المنعم المريمي ليست مجرد رقم جديد يُضاف إلى سجل الضحايا، بل صرخة حق، ونداء ضمير، ومسؤولية أمام الله والتاريخ والوطن.

عون يلتقي سلام وسعيد وعدوان.. موسى: إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح.. وباسيل: أتمنى ان يلتقط حزب الله هذه الفرصة
عون يلتقي سلام وسعيد وعدوان.. موسى: إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح.. وباسيل: أتمنى ان يلتقط حزب الله هذه الفرصة

الأخبار كندا

timeمنذ 25 دقائق

  • الأخبار كندا

عون يلتقي سلام وسعيد وعدوان.. موسى: إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح.. وباسيل: أتمنى ان يلتقط حزب الله هذه الفرصة

أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب والوزير السابق جبران باسيل على موقفه المساند لرئيس الجمهورية وللعهد، مشدداً على اهمية ان يكون للبنان دولة القانون يشعر فيها المواطنون بوجود دستور وقانون يحميهم. واعتبر النائب باسيل انه من البديهي والطبيعي ان يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه، إنسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للإعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية. وشدد النائب باسيل على وجوب ان تحصل عودة فورية وسريعة للنازحين السوريين، لا سيما بعدما سقط النظام السوري السابق وانتهت الحرب ورُفعت العقوبات. كلام النائب باسيل جاء بعد زيارته قصر بعبدا قبل ظهر اليوم حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعرض معه آخر التطورات على الساحتين المحلية والاقليمية. باسيل: وبعد اللقاء، ادلى الوزير باسيل بالتصريح التالي الى الصحافيِّين: "بناء على رغبة مشتركة باللقاء، لبيَّت الموعد الذي حدَّده لي فخامة الرئيس. وكانت مناسبة ليكون اللقاء جيدا نوضح في خلاله بعض الأمور ونؤكد على موقفنا المساند للرئيس وللعهد، لأننا كتيار وطني حر وكلبنانيين، معنيين بنجاحه وبالمهمات التي يقوم بها، وبأن تكون لدينا دولة قانون وحق يشعر فيها كل المواطنين اللبنانيين ان هناك دستور وقانون يحميهم. وفي هذا الإطار تحديدا ان يكون هناك شعور بالمساواة والعدالة، ويرى المواطنون حقيقة هذه الدولة التي فخامته رئيسها تقوم وفق الأسس التي يريدونها وتطمئنهم." أضاف: "الموضوع الأساسي الذي يشغل الجميع اليوم، والذي يتصَّدره فخامة الرئيس، نحن معنيون بدعمه، بما نقدر عليه بأن نجمع ولا نفرِّق وبإيجاد حلول، لا ان نزيد المشاكل. وفي هذا الإطار وجدنا من المناسب طرح الفكرة التالية: من البديهي والطبيعي ان يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه، إنسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للإعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية من غاز ونفط. هذا امر طبيعي، ولكي يشعر الجميع ان من إستشهد للدفاع عن لبنان لم يذهب إستشهاده سدى. وعندما سيعطى هذا السلاح للجيش وللدولة التي نحن جميعا فيها وجزء منها هو حزب الله، يكون هذا السلاح حاميا لنا جميعا ويدافع عن لبنان. وأيضا يكون قد أدَّى وظيفة وطنية كبيرة وحقق إنجازا كبيرا." وقال: "من البديهي اليوم ان يطالب لبنان أيضا حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. وإذا أراد احد ما ان يتحجج أن مسألة اللاجئين الفلسطينيين مرتبطة بالقضية الأكبر الشرق-أوسطية والصراع العربي الإسرائيلي وغيره، فالحلول موجودة وكلنا نعرف ذلك. اما مسألة النازحين السوريين فلم تعد مرتبطة بأي امر. لقد سقط النظام، وإنتهت الحرب، ورُفِعَت العقوبات. من هنا وجوب ان تحصل عودة فورية وسريعة للنازحين السوريين، وهذا يكون إنجازا وطنيا تحقَّق لأنَّ القضية المطروحة والورقة المطروحة فيها موضوع الحدود مع سوريا والحدود مع إسرائيل. وبالتالي الأزمة مع سوريا تتطلب أيضا بشكل فوري عودة سريعة لكل النازحين السوريين." وختم بالقول: "أتمنى ان يلتقط حزب الله هذه الفرصة، لكي نتمكن جميعنا من الشعور اننا ربحنا لكل لبنان وما من احد منا مهزوم، لأنه إذا كان من مهزوم بيننا، فهذا يعني اننا جميعنا مهزومون. نحن كلنا نريد ان نربح ولبنان. وليوفِّق الله فخامة الرئيس في هذه المهمة." وفد "التوازن الوطني": واستقبل رئيس الجمهورية وفد "التوازن الوطني" الذي تحدث باسمه رئيس تحرير جريدة " اللواء" الاستاذ صلاح سلام فاعتبر ان "الرئيس عون يمثل في شخصه معنى الالتزام والتفاني في خدمة الوطن وقد دخل الى موقع الرئاسة من بوابة التضحية والانضباط والوفاء للمؤسسة العسكرية والوطن على حد سواء"، معرباً عن ثقته بقدرته على جمع الشمل وتمكين الدولة من استعادة هيبتها ومكانتها. وقال: "نعول على عهدكم لاعادة الاعتبار لدولة المؤسسات والقانون التي ارسى قواعدها اتفاق الطائف ولتثبيت مبدأ الشفافية والمساءلة كركيزة أولى للإصلاح لا سيما وان لبنان لم يعد يحتمل الهدر والفساد والاستنسابية في إدارة الشأن العام، وقد آن الاوان لاخراج الدولة من دوامة الشلل والتفكك نحو مسار الدولة الفاعلة والحامية لحقوق المواطن والحاضنة لطموحات الشباب والمحصنة بوحدة مؤسساتها وشرعية سلطتها". واعتبر ان اللبنانيين يتطلعون الى الرئيس عون لا كقائد آت من رحم الجيش فحسب، بل كضامن لامنهم وكرامتهم القادر على الدفع قدما بورشة انقاذ شاملة تبدأ بإصلاح سياسي حقيقي وتترافق مع خطة للنمو الاقتصادي تعيد الثقة بلبنان في الداخل والخارج وتطلق طاقات الاستثمار والإنتاج والعدالة الاجتماعية. وختم بالقول: "نحن الى جانبكم في معركة بناء الدولة الحديثة والقائمة على العدالة والمساواة لا على الصفقات والسمسرات والتسويات، وعلى المؤسسات لا على الأشخاص، ونعول على حكمتكم وشفافيتكم في مقاربة التحديات الكبرى وعلى قدرتكم على حماية لبنان من كل ما يهدد امنه وسلمه الأهلي لنحيا فيه بكرامة واطمئنان". ثم تحدث عدد من اعضاء الوفد حول الازمات الراهنة والاقتراحات لمعالجتها. الرئيس عون: ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد مشددا على ضرورة تضافر جهود اللبنانيين وتضامنهم لتجاوز التحديات القائمة والانتقال بلبنان الى مرحلة من الاستقرار والامن والازدهار. وإذ أعاد التشديد على أهمية الوحدة الوطنية التي "تشكل الرد الحقيقي على كل التحديات"، اكد رئيس الجمهورية، وردا على بعض التأويلات في الفترة الأخيرة، انه متفق مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان منذ كان قائدا للجيش على المصلحة الوطنية، كما "وهناك تنسيق مستمر مع الرئيس السوري احمد الشرع تجاه العديد من القضايا المشتركة". واثنى على "القيمة المضافة التي يشكلها كل مكوّن للبنان"، معتبرا ان الطائفة السنية هي رمز الاعتدال في الداخل وتشكل عمق الانتماء للمحيط العربي والخارج، وقد دفعت اثمانا غالية من دماء أصحاب السماحة ورجال الدولة على السواء." و"هنا اعود واشدد، انه لا يمكن لاي فريق ان يلغي فريقا آخر في لبنان كما ان لا فضل لطائفة على أخرى، والحرب الإسرائيلية الأخيرة استهدفت كل لبنان، فيما لم ترحم الحرب الاقتصادية أحدا من أبنائه". وحذر رئيس الجمهورية من أعداء الداخل الذين يلعبون على الوتر الطائفي حرصا منهم على مصلحتهم مع الخارج، نافيا الاخبار التي تم التداول بها في المرحلة الأخيرة لا سيما منها التي تحدثت عن دخول مجموعات الى لبنان وتلك التي اشارت الى استعداد لاقتحامات على الحدود اللبنانية السورية. وقال ان التنسيق جار على قدم وساق على هذه الحدود مع الجانب السوري وذلك لمنع التهريب. وفي موضوع مكافحة الفساد، قال الرئيس عون ان الامر يتم على كامل الأصعدة "فلا لون او طائفة او مذهب للفساد وليس كما يتم التسويق في الفترة الأخيرة بأنه يجري "على أساس واحد من هنا وواحد من هناك". وقال: "لا تمييز في مكافحة الفساد وكل مرتكب سيعاقب وفق القانون". ودعا رئيس الجمهورية الى النظر الى الإيجابيات التي تتحقق لا التصويب فقط على السلبيات، مؤكدا "الحرص على عدم الاستسلام امام المتضررين من قيام الدولة. وأشار الى انه ليس هناك من خلافات لكن الاختلاف في الرأي طبيعي جدا وان ما قامت به الحكومة حتى الان يعتبر إنجازا كبيرا. وقال ردا على سؤال:"في عهدي، لن يكون هناك تهميش لاي مكوّن لبناني"، داعيا الى تجاوز الحسابات الضيقة والنظر الى المصلحة العامة. واعتبر ان لبنان وصل الى الدرك الذي وصل اليه بسبب تفشي الفساد وعدم وجود المحاسبة التي يشكل القضاء رأس حربتها. وعلى الجميع اليوم ان يقتنع بانطلاق المحاسبة ومكافحة الفساد. واعتبر ان بناء الدولة يتم من خلال الحوكمة والتشبث بوحدتنا، مشددا على ضرورة التحلي بالمسؤولية لا سيما لجهة مقاربة المسائل الوطنية. حاكم مصرف لبنان: وفي قصر بعبدا حاكم مصرف لبنان الدكتور كريم سعيد الذي اطلع رئيس الجمهورية على نتائج محادثاته مع صندوق النقد الدولي والخزانتين الاميركية والفرنسية. السفير المصري: والتقى الرئيس عون بعد ظهر اليوم السفير المصري في لبنان علاء موسى، الذي قال صرح على الاثر: "بحثت في اللقاء مع فخامة الرئيس مواضيع عدة متعلقة بالتطورات في لبنان والمنطقة، وامورا تشغل بال الجميع. اكدت لفخامته دعم مصر الكامل له وللخطوات التي يقوم بها، ونحن على ثقة بأن مقاربته للملفات منطقية وواقعية. وتمنينا له كل التوفيق، واكدنا له ان مصر تعي جيدا الدور الذي يقوم به، ونحاول قدر الإمكان المساهمة في تنفيذ هذه المهام. ونحن على قناعة بأنه كلما اتخذنا خطوة الى الامام، تليها خطوة أخرى وصولا الى المبتغى النهائي وهو خلق حالة من الاستقرار والامن في لبنان والمنطقة". اضاف: "اطلعت أيضا فخامته على أجواء تطورات ملف غزة، وكانت فرصة لتبادل الأفكار والاستماع الى وجهة نظره بالموضوع. كما تحدثنا عن التعاون الثنائي بين بلدينا، وتناولنا كذلك مسألة سرعة انعقاد اللجنة العليا المشتركة المصرية - اللبنانية حيث نتمنى ان يحصل ذلك في فترة قريبة". سئل: هل تتوقعون حسما سريعا لموضوع حصرية السلاح في لبنان؟ أجاب: "تحدثت مع فخامة الرئيس في هذا الملف، وهو لديه مقاربة واقعية للموضوع. نرجو خلال الساعات المقبلة، ان يتم الاتفاق بشكل واضح على مقاربة الدولة اللبنانية لهذا الملف. اعتقد ان الإشارات إيجابية ويمكن البناء عليها، ولكن هناك الكثير من الأمور التفصيلية التي يجب معالجتها، وبالطبع ان الدولة اللبنانية على دراية بهذه التفاصيل، وفخامة الرئيس بشكل خاص يتولاها، ويضع اهتماما كبيرا لمعالجتها". سئل: ما هي قراءتكم للتطورات في المنطقة والحرب الإسرائيلية – الإيرانية؟ أجاب: "ارتفعت حدة التوتر في المنطقة بعد فتح جبهة أخرى، ونحن نبحث عن اغلاق الجبهات، لا فتحها. ولكن في النهاية وقف الحرب في أي شكل من الاشكال هو امر مهم وضروري ويجب دائما ان نعمل عليه ونثبته. ولتثبيت أي وقف لاطلاق النار او انهاء أي صراع، يجب معالجته من جذوره لكي لا يشتعل مرة أخرى، وهذا هو نهج مصر، ليس فقط في ما يخص المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية ولكن أيضا في كافة الملفات وعلى رأسها الملف الخاص بغزة". عدوان: والتقى الرئيس عون رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان، وبحث معه في شؤون عامة وبعض القوانين التي يدرسها مجلس النواب حاليا. وقال عدوان بعد اللقاء: "لدينا اليوم فرصة استثنائية للعبور في اتجاه الدولة بسرعة اكبر من السابق، وهي متوفرة من خلال اتخاذ قرار بفرض الدولة سيطرتها على كامل الأراضي، والفرصة ايضا متاحة لاستعادة بناء المؤسسات، وارغب في هذا المجال ان أثمّن موقف فخامة الرئيس، والزيارة التي قام بها اليوم الى القضاء، وقوله بوضوح: لتكن استقلاليتكم نابعة منكم ومن ممارستكم، وانا من موقعي احميكم من التدخلات". اضاف: "اعتقد ان هذه رسالة قوية الى مجلس القضاء عشية العمل على إقرار التعيينات، ورئيس الجمهورية يدفع في اتجاه ان يختار مجلس القضاء الأفضل وتفضيل الاكفاء وفق معايير، وهذه فرصة مهمة جدا لكي يمارس كل شخص معني واجباته كي ننجح جميعا". وتابع: "الموضوع الثاني يتعلق بكل المواضيع الإصلاحية التي ينكبّ على درسها وانجازها مجلس النواب في اسرع وقت ممكن، وتحدثت عنها مع فخامة الرئيس. وبالتالي، نكون امام دولة تفرض سلطتها، وامام بناء قضاء مستقل، وامام العمل على الإصلاحات، لذلك فإن الحكومة مطالبة بإرسال قانون التوازن المالي في اسرع ما يمكن، لنتمكن انطلاقا منه، من إكمال سلسلة القوانين المتعلقة بالوضع المالي والاقتصادي، علما ان قانون استقلالية القضاء هو قيد البحث السريع وسيتم ارساله قريبا الى الهيئة العامة للمجلس". رئيس الحكومة: كما استقبل رئيس الجمهورية بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد. المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store