logo
قرار لبناني حاسم بتحييد البلاد.. ومطالب ل«حزب الله» الالتزام

قرار لبناني حاسم بتحييد البلاد.. ومطالب ل«حزب الله» الالتزام

مراكش الآنمنذ 15 ساعات

أجمعت مواقف المسؤولين اللبنانيين على إدانة الضربات الإسرائيلية لإيران، في وقت نشطت به الاتصالات على أكثر من مستوى، لتحييد لبنان وتجنيبه أي تداعيات سلبية.
وكان لافتاً موقف «حزب الله»؛ إذ اعتبر أن تل أبيب تجاوزت الخطوط الحمراء، لكنّ بيان الإدانة الذي أصدره الحزب خلا من أي تهديد بالردّ أو الإشارة إلى أي تدخّل من جانبه.
وتكثفت الاتصالات من قبل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة منذ ساعات الصباح الأولى يوم الجمعة، داخلياً وخارجياً، للتأكيد على عدم جر لبنان إلى مخاطرة جديدة، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في «حزب الله» قوله إن الجماعة لن «تبادر» لمهاجمة إسرائيل رداً على الضربات على إيران. وأعلنت الرئاسة اللبنانية بعد ظهر الجمعة أن الرئيس جوزيف عون قطع زيارته إلى الفاتيكان التي وصلها صباحاً، وألغى مواعيده المقررة، عائداً إلى بيروت لمتابعة التطورات الراهنة.
وأبلغت رئاسة الحكومة اللبنانية «حزب الله»، عبر قيادة الجيش، بقرار «حازم وحاسم» بأنه لا حاجة لتوريط لبنان، ولا حاجة للردّ أو الانخراط في المستجدات الأخيرة، وذلك حفاظاً على الاستقرار في البلاد، وفق ما أكدت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط». وأضافت المصادر أن «الدولة اللبنانية تدين الهجوم لكنها في الوقت عينه ترفض توريط لبنان وهو ما تمّ إبلاغه بشكل مباشر عبر الجيش، لقيادة الحزب»، لافتة إلى أن «المؤشرات حتى الآن تعكس التزاماً من الحزب بهذا القرار». وأعلن مصدر مقرب من «حزب الله» أنه «إذا تعرض لبنان لأي هجوم فالدولة مسؤولة، وما يحصل بين إسرائيل وإيران شأن دولي ولن نتدخل فيه».
من جانبه، اعتبر رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، أن «الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية استهدفت كل الجهود الدولية التي تُبذَل للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة وتفادي التصعيد فيها». وأشار إلى أن «مثل هذه الاعتداءات ترمي إلى تقويض كل المبادرات والوساطات القائمة حالياً لمنع تدهور الأوضاع، التي كانت قطعت شوطاً متقدماً بهدف الوصول إلى حلول واقعية وعادلة تبعد خطر الحرب عن دول المنطقة وشعوبها.
ودعا الرئيس اللبناني «المجتمع الدولي إلى التحرّك الفاعل والسريع لعدم تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها التي لم تعد خافية على أحد، والتي تنذر، في حال استمرت، بأخطر العواقب».
كذلك، دان رئيس الحكومة نواف سلام بشدة، العدوان الإسرائيلي الخطير على إيران، وقال: «العدوان يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة إيران وتداعياته تهدد استقرار المنطقة بأشملها لا بل السلم العالمي».
وشدد سلام خلال اجتماعه مع وزراء الدفاع ميشال منسى والداخلية أحمد الحجار والخارجية يوسف رجي، والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، بالإضافة إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل على «ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضبط الاستقرار، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية الراهنة»، كما جرى استعراض الخطط الطارئة الموضوعة من قبل الأجهزة الأمنية والوزارات المختصة للتعامل مع أي انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الوضع الداخلي.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أن الاعتداء الإسرائيلي على إيران يشكل خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية والقانون الدولي، ويخالف ميثاق الأمم المتحدة، وحذرت في بيان «من عواقب هذا التصعيد الخطير على الأمن والسلم الإقليمي والدولي»، مؤكدة أنها «تتابع اتصالاتها لتجنيب لبنان أي تداعيات سلبية لهذا العدوان».
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية يُعَد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة الدول المستقلة واستقرار جوارها الإقليمي، وهو فعل مدان بكل المقاييس، وهو أيضاً، وبالدليل القاطع، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا الكيان من خلال حروبه العدوانية المتواصلة في قطاع غزة ولبنان، واليوم ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن خلال سلوك مستوياته السياسية والعسكرية والأمنية يمثل تهديداً عابراً لحدود الدول المستقلة وللأمن والاستقرار الدوليين».
ودعا بري في بيان «المجتمع الدولي إلى موقف جاد وصريح قبل فوات الأوان يلجم ويوقف العدوانية الإسرائيلية التي لا تغتال فقط الإنسان والطفولة والأمن والاستقرار والقوانين والقرارات الدولية، إنما هي تغتال قبل أي شيء آخر كل مسعى أو جهد يبذل من أجل إرساء قواعد السلام العادل والشامل في العالم وفي منطقه الشرق الأوسط».
وفي وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما سيكون عليه رد فعل «حزب الله» وما إذا كان سيلتزم بقرارات الدولة اللبنانية، بعدما كان قد اتخذ قراره منفرداً في «حرب إسناد غزة» التي تحوّلت إلى حرب مدمرة للبنان ونتجت عنها خسارة كبيرة بالنسبة له، اكتفى الحزب هذه المرة بإصدار بيان إدانة خلا من التهديد والوعيد، مع تأكيده أن الضربات الإسرائيلية تهدد بإشعال المنطقة.
واعتبر «حزب الله» في بيان أن تلك الضربات تشكّل «تصعيداً خطيراً في مسار التفلّت الصهيوني من كل الضوابط والقواعد بغطاء ورعاية أميركيتين كاملتين». وأضاف أن الهجمات تؤكّد أن «هذا العدو لا يلتزم أي منطق أو قوانين، وبات يجنح إلى ارتكاب حماقات ويقوم بمغامرات تنذر بإشعال المنطقة برمّتها، خدمة لأهدافه العدوانية، ولإنقاذ نفسه من أزماته الداخلية».
وتابع البيان: «تخطى العدو الإسرائيلي كل الخطوط الحمراء ظنّاً أنه بذلك يغيّر المعادلات، لكنه سيكتشف أن الشعب الإيراني العظيم سيزداد تمسكاً بحقوقه الطبيعية المشروعة وسيدافع عن حريته وعزته واستقلاله بقوة».
وفي بيان منفصل، استنكر الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، الضربات الإسرائيلية على إيران، معتبراً أنه «لا يوجد أي مبرِّر لهذا العدوان الإسرائيلي، سوى إسكات صوت الحق الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في غزة». وقال إن «هذا العدوان سيترك آثاره الكبيرة على استقرار المنطقة؛ فهو لن يمر من دون رد وعقاب»، مضيفاً أن الحزب يؤيد إيران «في حقوقها وموقفها، وفي كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للدفاع عن نفسها وخياراتها».

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المؤتمر الإقليمي لحزب 'الوردة' ببني ملال يشهد أحداثا صادمة
المؤتمر الإقليمي لحزب 'الوردة' ببني ملال يشهد أحداثا صادمة

الألباب

timeمنذ 22 دقائق

  • الألباب

المؤتمر الإقليمي لحزب 'الوردة' ببني ملال يشهد أحداثا صادمة

الألباب المغربية/ حليمة صومعي شهد المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببني ملال، المنعقد أمس الجمعة 13 يونيو 2025 تحت شعار: 'تخليق الممارسة السياسية مدخل أساس لتنمية مجالية مستدامة'، أحداثًا صادمة هزّت أركان الحزب بالجهة، وأطلقت شرارة غضب غير مسبوقة في صفوف مناضليه، ما ينذر بانقسامات قد تعصف بوحدة الحزب. المناضلون الذين توافدوا إلى المؤتمر الإقليمي، كانوا يأملون في محطة ديمقراطية حقيقية تُعيد الروح إلى التنظيم الحزبي وتفتح المجال أمام الطاقات الجديدة، لكنهم فوجئوا بما اعتُبر 'انقلابًا' على قواعد التنافس الشريف والديمقراطية الداخلية. فقد تم تعيين السيد فاضل براس كاتبًا إقليميًا للحزب ببني ملال دون إجراء أي عملية انتخابية أو فتح باب الترشح أمام المناضلين. هذا التعيين أثار موجة من السخط داخل القواعد الحزبية، خاصة في إقليم الفقيه بن صالح، حيث اعتُبر هذا القرار ضربًا لما تبقى من مصداقية الحزب ومبادئه الديمقراطية، وهو ما تُرجم سريعًا إلى استقالات جماعية، أبرزها استقالة فرع حد بوموسى التي شكلت رسالة قوية تعبر عن الرفض القاطع لهذا النهج. وفي خضم هذه الأحداث، طفت على السطح أسئلة مقلقة تتردد على ألسنة العديد من مناضلي الحزب والمتابعين للشأن السياسي بالجهة:ما جدوى تنظيم مؤتمرات إذا كانت مخرجاتها تحسم مسبقًا في الكواليس؟ * هل تحول الاتحاد الاشتراكي من حزب نضالي إلى جهاز بيروقراطي يمارس الزعامات فيه سلطتها بعيدًا عن المؤسسات؟ هذه الأسئلة أعادت إحياء النقاش حول أزمة الوساطة الحزبية، وغياب الشفافية والديمقراطية الداخلية داخل العديد من الأحزاب المغربية، حتى تلك التي كان يُنظر إليها تاريخيًا كقلعة للدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ويبدو أن ما جرى في بني ملال ليس حالة معزولة أو خلافًا عابرًا، بل مؤشر على تصدع تنظيمي أعمق ينذر بمزيد من الانشقاقات والاحتجاجات إذا ما استمر تجاهل القواعد واعتماد منطق التعيينات الفوقية. كثيرون يرون أن الحزب الذي طالما انتقد ممارسات 'الأحزاب الإدارية' أصبح اليوم يكرر نفس السيناريوهات التي كان يعارضها، معتمداً على منطق 'الولاءات' بدل 'الكفاءات'، و'الترضيات' بدل الاختيار الديمقراطي الحر. وفي ظل هذه الأزمة، تتجه الأنظار إلى القيادة الوطنية للحزب: هل ستلتقط إشارات الغضب وتفتح تحقيقًا نزيهًا حول ما جرى؟ هل ستعيد الاعتبار للعمل الحزبي الديمقراطي القاعدي؟ أم أنها ستواصل سياسة التوافقات المغلقة التي قد تؤدي إلى تفكك التنظيم في الجهة وربما إلى مزيد من فقدان المصداقية على المستوى الوطني؟ ما وقع في بني ملال ليس مجرد أزمة تدبيرية، بل هو أزمة ثقة تهدد مشروع حزب الاتحاد الاشتراكي نفسه، وتطرح على قياداته سؤالًا ملحًا: هل ما زال الحزب قادرًا على تمثل قيمه وشعاراته؟ أم أنه يسير بخطى حثيثة نحو فقدان بوصلة التغيير التي طالما تبناها؟

إقليم أزيلال.. شابان من ذوي الاحتياجات الخاصة يعتصمان أمام مقر جماعة 'تيفرت نآيت حمزة' للمطالبة بحقهما في التشغيل
إقليم أزيلال.. شابان من ذوي الاحتياجات الخاصة يعتصمان أمام مقر جماعة 'تيفرت نآيت حمزة' للمطالبة بحقهما في التشغيل

الألباب

timeمنذ 22 دقائق

  • الألباب

إقليم أزيلال.. شابان من ذوي الاحتياجات الخاصة يعتصمان أمام مقر جماعة 'تيفرت نآيت حمزة' للمطالبة بحقهما في التشغيل

الألباب المغربية/حليمة صومعي دخل شابان بالجماعة الترابية 'تيفرت نآيت حمزة' التابعة إداريا لإقليم أزيلال، صباح أمس الجمعة 13 يونيو الجاري، وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة في اعتصام مفتوح أمام مقر الجماعة المذكورة، احتجاجا على ما وصفاه بـ'الوعود الكاذبة' التي اعتادا سماعها من المسؤولين المحليين دون أي تنفيذ فعلي على أرض الواقع. هذا الشكل النضالي، جاء بعد طول انتظار لتحقيق أبسط الحقوق، وعلى رأسها الحق في الشغل والعيش الكريم. وقد رفع المحتجان شعارات تطالب بالكرامة، والعدالة، وتوفير فرص العمل، معبّران عن استيائهما من التهميش والإقصاء الذي طال منطقتهما لسنوات. وفي الصدد، أكدا المعتصمان، أن هذا الشكل الاحتجاجي جاء بعد استنفاد كل سبل الحوار، مشددان على أنهما لن يرفعا الاعتصام حتى تتم الاستجابة لمطالبهما العادلة، وعلى رأسها الإدماج في سوق الشغل وتفعيل برامج التنمية المحلية. ويُحمّل المحتجان الجهات المعنية كامل المسؤولية عن أي تصعيد محتمل، مطالبان بتدخل فوري من الجهات المعنية لوقف هذا التماطل وإنصافهما.

الرئيس الإيراني يهدد برد "أقوى" إذا تواصلت الضربات الإسرائيلية
الرئيس الإيراني يهدد برد "أقوى" إذا تواصلت الضربات الإسرائيلية

هبة بريس

timeمنذ 25 دقائق

  • هبة بريس

الرئيس الإيراني يهدد برد "أقوى" إذا تواصلت الضربات الإسرائيلية

هبة بريس توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم السبت، إسرائيل برد 'أشد وأقوى' في حال استمرار الهجمات التي بدأتها فجر الجمعة، والتي استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية. ونقلت الرئاسة الإيرانية عن بزشكيان، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، قوله إن 'استمرار العدوان الصهيوني سيلقى رداً أشد وأقوى من القوات المسلحة الإيرانية'. اتهامات مباشرة للولايات المتحدة اتهم الرئيس الإيراني إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة في ضرباتها، معتبراً ذلك دليلاً على 'كذب أميركا وعدم مصداقيتها'، خصوصاً في وقت تتزامن فيه هذه الاعتداءات مع مفاوضات تجري بين طهران وواشنطن. إلغاء المحادثات النووية في مسقط وفي تطور متصل، أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، عبر منشور على منصة 'إكس'، عن إلغاء جولة المحادثات النووية التي كانت مقررة يوم الأحد في العاصمة العُمانية مسقط بين الولايات المتحدة وإيران. وأوضحت الخارجية الإيرانية أن المشاركة في أي مفاوضات مع واشنطن أصبحت 'بلا معنى' في ظل استمرار الضربات العسكرية الإسرائيلية على أراضيها. واشنطن تتمسك بالحوار في المقابل، أكد مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة لا تزال راغبة في مواصلة المباحثات مع طهران، رغم التصعيد العسكري الأخير، دون أن يوضح ما إذا كانت هناك وساطة جديدة أو مواعيد بديلة. إسرائيل تستهدف مواقع استراتيجية في إيران وكانت إسرائيل قد شنت هجوماً جوياً واسعاً فجر الجمعة استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية، شملت منشأة 'نطنز' النووية ومقرات تابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران وأصفهان. وأسفر الهجوم عن مقتل القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، إلى جانب عدد من العلماء النوويين البارزين، بحسب مصادر رسمية إيرانية. رد عسكري إيراني بالصواريخ والمُسيرات ورداً على الهجوم، شنت إيران هجمات بمُسيرات تلتها موجات من الصواريخ الباليستية باتجاه أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، ما ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة في ظل توتر غير مسبوق بين الطرفين. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store