
لتحسين الربط في منطقة البحر الأبيض المتوسط.. السفارة الفرنسية وزعت هذا البيان
وزعت السفارة الفرنسية البيان المشترك لمؤتمر القمة المعني بتحسين الربط في منطقة البحر الأبيض المتوسط جاء فيه:
"في التاسع من حزيران، اجتمع رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين من قبرص وكرواتيا واليونان وإيطاليا ومالطة والمغرب والبرتغال وتونس والاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية في مؤتمر قمة "من أجل تحسين التواصل في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، الذي عقد على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات. وحضر هذا الحدث أيضا ممثلون عن المنظمات الدولية والمصارف ا?نمائية والشركات الكبرى.
في ضوء التحديات المشتركة التي تواجهها منطقة البحر الأبيض المتوسط، قرر رؤساء الدول والحكومات تعزيز التعاون والعمل من أجل تحقيق الرخاء المشترك والمستدام من خلال تحسين الروابط البحرية والبرية والرقمية بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط والخليج العربي.
يمثل البحر الأبيض المتوسط 25 في المئة من حركة الملاحة البحرية العالمية، وهو في صميم التبادلات العالمية في مجالات التجارة والطاقة والتكنولوجيا الرقمية. وفي هذه المنطقة التي تشهد حركة مرور كثيفة، رفعت الدول مستوى حماية البحار بتنظيم النقل في خليج الأسود، فضلا عن إنشاء منطقة منخفضة الإنبعاثات الكبريتية، تغطي البحر الأبيض المتوسط بأكمله. وقد أنشئت هذه المنطقة في 1 أيار 2025 بعد موافقة المنظمة البحرية الدولية. وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي في إطار استراتيجية المدخل العالمي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بلغ 5.9 بلايين يورو، وهو ما من شأنه أن يحشد استثمارات عامة وخاصة تصل إلى 27.2 بليون يورو.
وأُعلن تعزيز الشراكات الثنائية والإقليمية لإنشاء وصلات برية وبحرية جديدة، وإزالة الكربون من الموانئ، ومد كابلات بحرية جديدة. وناقش المشاركون الأهداف المشتركة لضمان ما يلي:
(1) إزالة الكربون من القطاع البحري والموانئ الرئيسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط: في بيان مشترك، أعلنت موانئ الإسكندرية والجزائر العاصمة وبيروت ومرسيليا في منطقة البحر الأبيض المتوسط عن إنشاء فريق عمل للمساعدة في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن النقل البحري من خلال توفير محطات شحن للسفن في الموانئ، وتطوير البنية الأساسية للوقود البديل، وتعزيز النقل بالسكك الحديدية والنقل عبر المجاري المائية الداخلية، واستكشاف إمكانية إنشاء ممرات خضراء جديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وجميع موانئ البحر الأبيض المتوسط مدعوة للانضمام إلى التحالف قبل انعقاد المؤتمر الرابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية برشلونة (القاهرة، كانون الأول 2025).
(2) تقرير اللجنة الفرعية المعنية بالمسائل الإدارية في إطار استراتيجية المدخل العالمي والميثاق الجديد للبحر الأبيض المتوسط، جددت فرنسا والمفوضية الأوروبية دعمهما لتنفيذ ممر الهند - الشرق الأوسط - أوروبا، بما في ذلك تعبئة التمويل من المدخل العالمي لإجراء دراسات الجدوى لهذا الممر. وأعربت فرنسا مجددا عن دعمها لاندماج مصر في المبادرة الاقليمية لتعزيز التواصل بين الشرق والغرب. وقد أيدت إيطاليا والمفوض الاوروبي لشؤون البحر الابيض المتوسط هذا الموقف. وفي 30 أيار 2025، استضافت فرنسا أول اجتماع لخبراء التعاون الدولي في مجال المناخ منذ توقيع مذكرة التفاهم في أيلول 2023. وأعاد المشاركون في الاجتماع تأكيد دعمهم القوي للمشروع وضرورة تعزيز إدارة المؤسسة الاقتصادية الدولية في كمبوديا مع حشد الشركات المعنية في القطاعات الاستراتيجية. ومن بين البلدان الممثلة، أعربت اليونان وقبرص ومالطة وكرواتيا عن اهتمامها بالانضمام إلى شبكة الربط المتصلة بالمبادرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وفي ما يتعلق بتعزيز الربط في قطاع الطاقة بين أوروبا والخليج العربي، أعلنت مجموعة ACWA Power السعودية عن إنشاء فريق عمل من شركات الطاقة يضم ألمانيا والمملكة العربية السعودية وفرنسا وإيطاليا واليونان، بهدف استكشاف مشاريع جديدة في مجال الهيدروجين الأخضر والربط الكهربائي. وستحسن هذه المبادرة فهم تدفقات الطاقة المتجددة في المستقبل والاحتياجات الاستثمارية في المنطقة الجغرافية التي تغطيها المبادرة الدولية للطاقة المتجددة.
(3) تقرير اللجنة الفرعية المعنية بالمسائل الإدارية تطوير الروابط الرقمية بين البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والفارسي عرض المشاركون مبادرة الاتحاد الأوروبي الرائدة "نظام ميدوسا للكابلات البحرية" التي لن تربط بين شاطئي البحر الأبيض المتوسط فحسب، بل وتربط أيضاً بين بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط من خلال تصنيع ونشر نظام كابلات بحرية يعتمد على أحدث التطورات في مجال الاتصالات بالألياف الضوئية، ويعتمد بالكامل على التكنولوجيات الأوروبية المتقدمة. وسوف تساعد أيضاً في تضييق الفجوة الرقمية مع البلدان الشريكة. وتساهم مبادرات رئيسية أخرى، مثل مركز العقبة الرقمي، الذي من المقرر أن يفتتح في عام 2023، والذي يشكل واحداً من أكبر مراكز التكنولوجيا في الشرق الأوسط، في تعزيز نفوذ المنطقة في القطاع الرقمي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
اجتماع تنسيقي بين التخطيط والمفوضية الأوروبية لإنهاء الشق الاقتصادي لدعم الموازنة
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الاجتماع التفاوضي مع الجهات المصرية المعنية والإدارة العامة للشئون المالية والاقتصادية بالمفوضية الأوروبية بشأن متابعة الانتهاء من الشق الاقتصادي لآلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة، بحضور الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وممثلي وزارات العمل، الاستثمار والتجارة الخارجية، والموارد المائية والري، والبيئة، والصناعة. وشهد الاجتماع مناقشة مصفوفة الإصلاحات الهيكلية الخاصة بالشق الاقتصادي من "آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة" المزمع تمويلها من المفوضية الأوروبية بقيمة 4 مليار يورو، وذلك للتوافق نهائياً بشأن الإجراءات المزمع تنفيذها من قبل عدد من الجهات المصرية، في ضوء انعقاد البرلمان الأوروبي، حيث صوّت أغلبية أعضائه على القراءة النهائية لقرار منح مصر شريحة الدعم المالي الثانية بقيمة ٤ مليار يورو، وذلك بعد مفاوضات استمرت لأكثر من ٩ أشهر، مما يؤكد عمق العلاقة الاقتصادية بين جمهورية مصر العربية والجانب الأوروبي وتوافقهم على دعم الاقتصاد المصري. وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن هذا الاجتماع يأتي في إطار التنسيق المستمر بين الجهات الوطنية من أجل تنفيذ حزمة الإصلاحات الهيكلية المقررة ضمن المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة، مع الاتحاد الأوروبي. وأشارت «المشاط»، إلى أن المرحلة الثانية من الآلية تأتي لتبني على ما تحقق في المرحلة الأولى والتي تضمنت تمويلات دعم موازنة بقيمة مليار يورو، تم الحصول عليها بالفعل في ديسمبر عام 2024، لافتة إلى الشراكة الوثيقة والقوية بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتي تُسهم في دفع مجالات التنمية في مصر، خاصة من خلال آلية ضمانات الاستثمار التي تم إطلاقها خلال مؤتمر "التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص.. النمو الاقتصادي والتشغيل" الذي عقدته الوزارة خلال هذا الأسبوع، والتي تفتح الآفاق للاستثمارات الأجنبية في مصر من خلال إتاحة ضمانات بقيمة 1.8 مليار يورو للقطاع الخاص. وأكدت «المشاط»، أن ما تم تنفيذه من إصلاحات هيكلية ينبع من توجه ورؤية واضحة للدولة، لتعزيز تنافسية الاقتصاد، وزيادة مُشاركة القطاع الخاص، وتبني سياسات وبرامج جاذبة للاستثمارات، وتبسيط الأطر التشريعية والتنظيمية، بما يهيئ مناخ الأعمال ليُصبح أكثر جذبًا للاستثمارات المحلية والأجنبية. وتُعد آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة (MFA)، جزء من الحزمة المالية التي تم الإعلان عنها خلال فعاليات القمة المصرية الأوروبية في مارس 2024، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأورسولا فون دير لاين، رئيس المفوضية الأوروبية، حيث تبلغ الحزمة 7.4 مليار يورو من بينها 5 مليارات يورو ضمن آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة تتم إتاحتها حتى عام 2027، و1.8 مليار يورو ضمانات استثمار للقطاع الخاص، و600 مليون يورو منح لقطاعات تنموية مختلفة. وفي مطلع ديسمبر 2024 أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، موافقة المفوضية الأوروبية، على صرف المرحلة الأولى من الاتفاق بقيمة مليار يورو، بعد موافقة المفوضية الأوروبية، وإتمام كافة الإجراءات، وفي 27 ديسمبر 2024 حصلت مصر على الشريحة الأولى بالفعل. جدير بالذكر، أنه من المنتظر أن تشهد الأيام القليلة المُقبلة تصويت المجلس الأوروبي على القرار، تمهيدا للبدء في إجراءات صرف الشريحة الثانية التي من شأنها أن تعزز من قدرة الاقتصاد المصري علي الصمود في مواجهة التحديات الدولية والإقليمية المتزايدة، وتمكين الحكومة المصرية من تنفيذ برامجها التنموية والاقتصادية الطموحة.


بيروت نيوز
منذ 8 ساعات
- بيروت نيوز
لتحسين الربط في منطقة البحر الأبيض المتوسط.. السفارة الفرنسية وزعت هذا البيان
وزعت السفارة الفرنسية البيان المشترك لمؤتمر القمة المعني بتحسين الربط في منطقة البحر الأبيض المتوسط جاء فيه: 'في التاسع من حزيران، اجتمع رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين من قبرص وكرواتيا واليونان وإيطاليا ومالطة والمغرب والبرتغال وتونس والاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية في مؤتمر قمة 'من أجل تحسين التواصل في منطقة البحر الأبيض المتوسط'، الذي عقد على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات. وحضر هذا الحدث أيضا ممثلون عن المنظمات الدولية والمصارف ا?نمائية والشركات الكبرى. في ضوء التحديات المشتركة التي تواجهها منطقة البحر الأبيض المتوسط، قرر رؤساء الدول والحكومات تعزيز التعاون والعمل من أجل تحقيق الرخاء المشترك والمستدام من خلال تحسين الروابط البحرية والبرية والرقمية بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط والخليج العربي. يمثل البحر الأبيض المتوسط 25 في المئة من حركة الملاحة البحرية العالمية، وهو في صميم التبادلات العالمية في مجالات التجارة والطاقة والتكنولوجيا الرقمية. وفي هذه المنطقة التي تشهد حركة مرور كثيفة، رفعت الدول مستوى حماية البحار بتنظيم النقل في خليج الأسود، فضلا عن إنشاء منطقة منخفضة الإنبعاثات الكبريتية، تغطي البحر الأبيض المتوسط بأكمله. وقد أنشئت هذه المنطقة في 1 أيار 2025 بعد موافقة المنظمة البحرية الدولية. وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي في إطار استراتيجية المدخل العالمي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بلغ 5.9 بلايين يورو، وهو ما من شأنه أن يحشد استثمارات عامة وخاصة تصل إلى 27.2 بليون يورو. وأُعلن تعزيز الشراكات الثنائية والإقليمية لإنشاء وصلات برية وبحرية جديدة، وإزالة الكربون من الموانئ، ومد كابلات بحرية جديدة. وناقش المشاركون الأهداف المشتركة لضمان ما يلي: (1) إزالة الكربون من القطاع البحري والموانئ الرئيسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط: في بيان مشترك، أعلنت موانئ الإسكندرية والجزائر العاصمة وبيروت ومرسيليا في منطقة البحر الأبيض المتوسط عن إنشاء فريق عمل للمساعدة في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن النقل البحري من خلال توفير محطات شحن للسفن في الموانئ، وتطوير البنية الأساسية للوقود البديل، وتعزيز النقل بالسكك الحديدية والنقل عبر المجاري المائية الداخلية، واستكشاف إمكانية إنشاء ممرات خضراء جديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وجميع موانئ البحر الأبيض المتوسط مدعوة للانضمام إلى التحالف قبل انعقاد المؤتمر الرابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية برشلونة (القاهرة، كانون الأول 2025). (2) تقرير اللجنة الفرعية المعنية بالمسائل الإدارية في إطار استراتيجية المدخل العالمي والميثاق الجديد للبحر الأبيض المتوسط، جددت فرنسا والمفوضية الأوروبية دعمهما لتنفيذ ممر الهند – الشرق الأوسط – أوروبا، بما في ذلك تعبئة التمويل من المدخل العالمي لإجراء دراسات الجدوى لهذا الممر. وأعربت فرنسا مجددا عن دعمها لاندماج مصر في المبادرة الاقليمية لتعزيز التواصل بين الشرق والغرب. وقد أيدت إيطاليا والمفوض الاوروبي لشؤون البحر الابيض المتوسط هذا الموقف. وفي 30 أيار 2025، استضافت فرنسا أول اجتماع لخبراء التعاون الدولي في مجال المناخ منذ توقيع مذكرة التفاهم في أيلول 2023. وأعاد المشاركون في الاجتماع تأكيد دعمهم القوي للمشروع وضرورة تعزيز إدارة المؤسسة الاقتصادية الدولية في كمبوديا مع حشد الشركات المعنية في القطاعات الاستراتيجية. ومن بين البلدان الممثلة، أعربت اليونان وقبرص ومالطة وكرواتيا عن اهتمامها بالانضمام إلى شبكة الربط المتصلة بالمبادرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وفي ما يتعلق بتعزيز الربط في قطاع الطاقة بين أوروبا والخليج العربي، أعلنت مجموعة ACWA Power السعودية عن إنشاء فريق عمل من شركات الطاقة يضم ألمانيا والمملكة العربية السعودية وفرنسا وإيطاليا واليونان، بهدف استكشاف مشاريع جديدة في مجال الهيدروجين الأخضر والربط الكهربائي. وستحسن هذه المبادرة فهم تدفقات الطاقة المتجددة في المستقبل والاحتياجات الاستثمارية في المنطقة الجغرافية التي تغطيها المبادرة الدولية للطاقة المتجددة. (3) تقرير اللجنة الفرعية المعنية بالمسائل الإدارية تطوير الروابط الرقمية بين البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والفارسي عرض المشاركون مبادرة الاتحاد الأوروبي الرائدة 'نظام ميدوسا للكابلات البحرية' التي لن تربط بين شاطئي البحر الأبيض المتوسط فحسب، بل وتربط أيضاً بين بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط من خلال تصنيع ونشر نظام كابلات بحرية يعتمد على أحدث التطورات في مجال الاتصالات بالألياف الضوئية، ويعتمد بالكامل على التكنولوجيات الأوروبية المتقدمة. وسوف تساعد أيضاً في تضييق الفجوة الرقمية مع البلدان الشريكة. وتساهم مبادرات رئيسية أخرى، مثل مركز العقبة الرقمي، الذي من المقرر أن يفتتح في عام 2023، والذي يشكل واحداً من أكبر مراكز التكنولوجيا في الشرق الأوسط، في تعزيز نفوذ المنطقة في القطاع الرقمي'.


المركزية
منذ 8 ساعات
- المركزية
قمة البحر الأبيض المتوسط: خارطة طريق للربط المستدام بين أوروبا والمتوسط والخليج
في التاسع من يونيو/حزيران، اجتمع رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين من قبرص وكرواتيا واليونان وإيطاليا ومالطة والمغرب والبرتغال وتونس والاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية في مؤتمر قمة "من أجل تحسين التواصل في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، الذي عقد على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات. وحضر هذا الحدث أيضا ممثلون عن المنظمات الدولية والمصارف اﻹنمائية والشركات الكبرى. في ضوء التحديات المشتركة التي تواجهها منطقة البحر الأبيض المتوسط، قرر رؤساء الدول والحكومات تعزيز التعاون والعمل من أجل تحقيق الرخاء المشترك والمستدام من خلال تحسين الروابط البحرية والبرية والرقمية بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط والخليج العربي. يمثل البحر الأبيض المتوسط 25 في المائة من حركة الملاحة البحرية العالمية، وهو في صميم التبادلات العالمية في مجالات التجارة والطاقة والتكنولوجيا الرقمية. وفي هذه المنطقة التي تشهد حركة مرور كثيفة، رفعت الدول مستوى حماية البحار بتنظيم النقل في خليج اﻷسود، فضلا عن إنشاء منطقة منخفضة اﻻنبعاثات الكبريتية، تغطي البحر اﻷبيض المتوسط بأكمله. وقد أنشئت هذه المنطقة في 1 أيار/مايو 2025 بعد موافقة المنظمة البحرية الدولية. وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي في إطار استراتيجية المدخل العالمي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بلغ 5.9 بلايين يورو، وهو ما من شأنه أن يحشد استثمارات عامة وخاصة تصل إلى 27.2 بليون يورو. وأُعلن عن تعزيز الشراكات الثنائية والإقليمية لإنشاء وصلات برية وبحرية جديدة، وإزالة الكربون من الموانئ، ومد كابلات بحرية جديدة. وناقش المشاركون الأهداف المشتركة لضمان ما يلي: (1) إزالة الكربون من القطاع البحري والموانئ الرئيسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط: في بيان مشترك، أعلنت موانئ الإسكندرية والجزائر العاصمة وبيروت ومرسيليا في منطقة البحر الأبيض المتوسط عن إنشاء فريق عمل للمساعدة في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن النقل البحري من خلال توفير محطات شحن للسفن في الموانئ، وتطوير البنية الأساسية للوقود البديل، وتعزيز النقل بالسكك الحديدية والنقل عبر المجاري المائية الداخلية، واستكشاف إمكانية إنشاء ممرات خضراء جديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وجميع موانئ البحر الأبيض المتوسط مدعوة للانضمام إلى التحالف قبل انعقاد المؤتمر الرابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية برشلونة (القاهرة، كانون الأول/ديسمبر 2025). (2) تقرير اللجنة الفرعية المعنية بالمسائل الإدارية في إطار استراتيجية المدخل العالمي والميثاق الجديد للبحر الأبيض المتوسط، جددت فرنسا والمفوضية الأوروبية دعمهما لتنفيذ ممر الهند - الشرق الأوسط - أوروبا، بما في ذلك تعبئة التمويل من المدخل العالمي لإجراء دراسات الجدوى لهذا الممر. وأعربت فرنسا مجددا عن دعمها ﻻندماج مصر في المبادرة اﻹقليمية لتعزيز التواصل بين الشرق والغرب. وقد أيدت إيطاليا والمفوض اﻷوروبي لشؤون البحر اﻷبيض المتوسط هذا الموقف. وفي 30 أيار/مايو 2025، استضافت فرنسا أول اجتماع لخبراء التعاون الدولي في مجال المناخ منذ توقيع مذكرة التفاهم في أيلول/سبتمبر 2023. وأعاد المشاركون في اﻻجتماع تأكيد دعمهم القوي للمشروع وضرورة تعزيز إدارة المؤسسة اﻻقتصادية الدولية في كمبوديا مع حشد الشركات المعنية في القطاعات اﻻستراتيجية. ومن بين البلدان الممثلة، أعربت اليونان وقبرص ومالطة وكرواتيا عن اهتمامها بالانضمام إلى شبكة الربط المتصلة بالمبادرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وفيما يتعلق بتعزيز الربط في قطاع الطاقة بين أوروبا والخليج العربي، أعلنت مجموعة ACWA Power السعودية عن إنشاء فريق عمل من شركات الطاقة يضم ألمانيا والمملكة العربية السعودية وفرنسا وإيطاليا واليونان، بهدف استكشاف مشاريع جديدة في مجال الهيدروجين الأخضر والربط الكهربائي. وستحسن هذه المبادرة فهم تدفقات الطاقة المتجددة في المستقبل والاحتياجات الاستثمارية في المنطقة الجغرافية التي تغطيها المبادرة الدولية للطاقة المتجددة. (3) تقرير اللجنة الفرعية المعنية بالمسائل الإدارية تطوير الروابط الرقمية بين البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والفارسي عرض المشاركون مبادرة الاتحاد الأوروبي الرائدة "نظام ميدوسا للكابلات البحرية" التي لن تربط بين شاطئي البحر الأبيض المتوسط فحسب، بل وتربط أيضاً بين بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط من خلال تصنيع ونشر نظام كابلات بحرية يعتمد على أحدث التطورات في مجال الاتصالات بالألياف الضوئية، ويعتمد بالكامل على التكنولوجيات الأوروبية المتقدمة. وسوف تساعد أيضاً في تضييق الفجوة الرقمية مع البلدان الشريكة. وتساهم مبادرات رئيسية أخرى، مثل مركز العقبة الرقمي، الذي من المقرر أن يفتتح في عام 2023، والذي يشكل واحداً من أكبر مراكز التكنولوجيا في الشرق الأوسط، في تعزيز نفوذ المنطقة في القطاع الرقمي.