
سوريا الجديدة ومسارات التكيّف والتطويع
لا أحد يريد لسوريا أن تكون مدنية وبالأخص ديمقراطية، لا العرب ولا الغرب ولا إسرائيل بالطبع، ولا أحد يريد سوريا بـ طبعة إسلامية مقاومة، سنيّة كانت أم شيعية، ولا أحد معني بحقوق نساء وأقليات أو بحقوق مدنية، تلكم ذرائع تتخذ لابتزاز النظام الجديد، لكسب الوقت وذر الرماد في العيون...
منذ الثامن من كانون الأول/ديسمبر الفائت، والإدارة السورية الجديدة، تخضع لواحدة من أبشع حملات الترويض والتطويع والابتزاز وأقساها، متعددة الأطراف والمسارات والأهداف... الإدارة تناور ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، بيد أنه لم يعد خافياً على أحد، أن هذه الحملة بدأت تُعطي أُكلها، ومواقف بعض أركان هذه الإدارة، باتت تثير الشك والريبة.
أطراف هذه الحملة، عرب وغربيون، من دون أن ننسى الدور الإسرائيلي المُتصدّر لقيادتها، وبأكثر الأدوات وقاحة ووحشية: احتلال مزيدٍ من الأراضي، وشن مئات الغارات الجوية، وفرض مناطق أمنية بحكم الأمر الواقع، وادعاء حماية "الأقليات"، فضلاً عن إبقاء سيف التهديد مسلطاً على دمشق و"قصر الشعب".
تلتقي الأطراف المختلفة عند أهداف ثلاثة تجمعها وتحركها: "كراهية الإسلام السياسي" على اختلاف صنوفه وتلاوينه، ضمان إبقاء إيران وحزب الله خارج المشهد السوري، وحماية "إسرائيل"... وثمة أهداف متفرعة، تحظى بالأولوية عند هذا الفريق أكثر من ذاك... أوروبا على سبيل المثال، تهتم أكثر من غيرها، بإنهاء الوجود الروسي في سوريا، وهذا بخلاف ما ترغب به دول عربية عدة، وتتوسط "إسرائيل" لضمان ديمومته، ولا تمانع به واشنطن وإن كانت لا تقاتل من أجله.
"إسرائيل"، لا تريد لـ"قوس عثماني-سنيّ" بزعامة تركيا، أن يحل محل "هلال شيعي" بزعامة إيران، وهي في سباق مع الزمن، وفي الميدان، لتحجيم التمدد التركي في سوريا وعبرها إلى الإقليم... دول عربية، لا ترغب في ذلك أيضاً، وإن كانت تعتمد مقاربة "التعاون" مع تركيا بدل "الصدام" معها في سوريا وحولها... الإدارة الأميركية، ميّالة إلى تلزيم سوريا لتركيا، مع مراعاة "مطالب الحد الأدنى" لمواطنيها الكرد، و"الشروط العقلانية" لـ"إسرائيل"، والتعبير وفقاً لدونالد ترامب.
في الحديث عن "أدوات الحملة ووسائلها"، يمكن الجزم أن سلاحها الأمضى هو "سيف العقوبات" و"قانون قيصر"، وهو "سيف مضّاء"، أثبت جدواه زمن نظام الأسد، ويثبت قدرته على فرض التكيف والاستجابة على إدارة الشرع، لقد ثبت لواشنطن، أن استخدام ورقة "المساعدات" و"التعافي المبكر" وإعادة الإعمار"، قد يكون أشد قوة وتأثيراً من فعل الميدان، ثمة دروس من غزة ولبنان، يجري الاستفادة منها في الحالة السورية... فما لم تنجح الذراع العسكرية الإسرائيلية المدججة بأحدث ما أنتجته الترسانة العسكرية الأميركية في تحقيقه، يجري العمل بنجاح ظاهر، على انتزاعه من المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، بضغط "المساعدات" و"التعافي" وإعادة الإعمار... هي أسلحة "الدمار الشامل" الجديدة في الجعبة الأميركية المنتفخة بفائض مشاعر السيطرة والإملاء والهيمنة.
على أن العقوبات ليست السلاح الوحيد الذي تلجأ إليه الأطراف في الحالة السورية... التركيبة السورية المعقدة، سياسياً وجغرافياً وعرقياً ودينياً، تلعب دور السيف الذي يمكن إخراجه من غمده في أي وقت، من الأقلية الدرزية في الجنوب إلى الأقلية الكردية في الشمال... "إسرائيل" أوّل من فكّر في استخدام هذا السلاح، لكنها ليست آخر من يلوّح به... هنا، تبدو وحدة سوريا، وحدة الجغرافيا والشعب، دائماً على المحك، وفي القلب من مشاريع الاستهداف، فإن تعثر التقسيم، كان "تقاسم النفوذ" بديلاً، وإن استعصى التقاسم، فلا سبيل من تحريك خيار التقسيم... القيادة السورية الجديدة، كما القديمة، ستظل تسير على هذا الحبل المشدود حتى إشعار آخر، وأي خطأ في السياسة والحساب، سيصب القمح صافياً في طاحونة "المتربصين"، وهذا ما يحدث بين حين وآخر على أي حال.
بعض من آيات التكيف
ثمة نجاحات ملموسة، أنجزتها حملات الترويض والتطويع التي تحدثنا عن مراميها وأطرافها وأولوياتها... والأرجح أننا سنرى المزيد منها – النجاحات- في قادمات الأيام، ومن آيات هذه النجاحات، نختار بعضاً منها:
لا تكفّ الإدارة الجديدة عن توجيه رسائل الطمأنينة والاطمئنان إلى الغرب و"إسرائيل" (وبعض العرب كذلك)، بأنها لا تنوي تهديد جيرانها، بمن فيهم "إسرائيل"، ودائماً يأتي التشديد على "إسرائيل" من قبل الناطقين باسم الحكومة والإدارة، حتى في الوقت الذي تستبيح فيه "تل أبيب" سماء سوريا وأرضها ومياهها، وتحتل مساحات استراتيجية واسعة جديدة من أراضيها (دع عنك الجولان المحتل)، من أعلى قمم جبل الشيخ إلى مساقط المياه في حوض اليرموك، وعلى مشارف دمشق...
ردود أفعال النظام الجديد على العربدة الإسرائيلية، أدنى بكثير من ردود أفعال النظام القديم، والتي كانت موضع سخرية كثير من أنصار النظام الجديد في حينه... التزام الصمت، أو الإدانة الخجولة غير المرتبطة بأي إجراء دبلوماسي أو سياسي أو حقوقي (لا نتوقع ولا نطالب بإجراء عسكري من منطلق براغماتي وليس من منطلق مبدئي)، هما سمة ردود الأفعال الرسمية السورية، برغم الغضب والرفض الشعبيين للعدوان الإسرائيلي المتمادي على السيادة السورية، وتحديداً في الجنوب.
تُبدي الإدارة الجديدة استعداداً لجعل دمشق محطة تالية لقطار التطبيع الإبراهيمي، إرضاء لـ"إسرائيل" وإدارة ترامب، راعية الإبراهيميات، وسط تقارير عن قيام عاصمة إبراهيمية نشطة، بدور الوسيط بين الإدارة الجديدة وكل من "تل أبيب" وواشنطن، على اعتبار أن الطريق لتفكيك العقوبات والحصار ورفع سيف قيصر، يمر حكماً بـ"إسرائيل"... ثمة تقارير أخرى، تربط مساعي هذه العاصمة، بإقدام أحمد العودة على تفكيك فيلقه الثامن، والالتحاق بالجيش السوري الجديد، كجائزة ترضية، ودفعة على الحساب الإبراهيمي.
يفتح الرئيس السوري الانتقالي ذراعيه للرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسلطة في أرذل العمر والمواقف حيال قضية الاحتلال والمقاومة وغزة، ويتردد في استقبال وفد من قيادة حماس، بحجج وذرائع شتى، فيما تُقدم إدارته الانتقالية، على تشكيل لجنة لمراقبة أداء الفصائل، وتغلق معسكراتها وتصادر أسلحتها (مع الإبقاء على الفردي منها لغايات حراسة المكاتب والشخصيات المتبقية)، وتعمد إلى اعتقال اثنين من قادة الجهاد الإسلامي في سوريا، ربطاً بهدف منع إيران من العودة إلى سوريا، ومعاقبة "المحسوبين" عليها.
يحرص النظام الجديد "متطوعاً" على تقديم كل الضمانات، بالأفعال لا بالأقوال فحسب، على ضمان منع إيران من العودة إلى سوريا، وتقطيع شرايين دعم حزب الله، استمراراً لمنهج سياسي وعقائدي ضاربة جذوره في عمق الأيديولوجيا ويوميات الأزمة السورية، علّه بذلك يسترضي خصوم طهران وأعداءها الكثر... وفي هذا السياق أيضاً، يحرص النظام على إبقاء مسافة أمان بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين، التي وإن كانت لا تقيم علاقات متميزة مع إيران والحزب، بيد أنها في عموم فروعها، لا تستعديهما... وهذا ما يفسر إلى حد ما، رفضه فتح مكاتب للجماعة السورية، وحرصه على تجريدها من السلاح، فيما فصائل عديدة أخرى، ما زالت تحتفظ بسلاحها ومسلحيها.
هذا الموقف يلتقي مع موجة عربية ضد الإخوان، بوصفها الوعاء الأكبر الحاضن لحماس، ويبدو أن الشرع وصحبه، ماضون في تمييز "سلفيّتهم غير الجهادية" عن المدرسة الإخوانية... فالسلفية وجدت لنفسها مطرحاً في التحالف العربي والدولي ضد إيران وحلفائها، تحت عنوان "إعادة توجيه" الحركة من مواجهة "الخطر الشيوعي" في ثمانينيات القرن الفائت وتسعينياته، إلى الصدام مع "الخطر الشيعي" منذ مفتتح القرن العشرين... تلكم المدرسة في التفكير الرسمي العربي والغربي، هي ذاتها التي أجازت التعاون مع سلفيي اليمن ضد إخوانه وحوثييه.
وفي سياق التكييف والتطويع، يأتي الموقف من "يهود سوريا"، وحقهم في العودة والزيارة وتفقد الممتلكات والديار... لا غبار على هذا الموقف إن صدر عن جهة متشبّعةً بفكرة "المواطنة المتساوية"، وحياد الدولة ووقوفها على مسافة واحدة من مواطنيها ومواطنتها، كياناتها ومكوناتها، لكن أن يصدر عن إدارة نعرف تاريخها وحاضرها (لا نريد أن نرجم بغيب مستقبلها)، فهذا أقرب إلى المهزلة... فالنوايا مفضوحة، وهي لا تخرج عن "أوراق اعتماد" إضافية تقدم للغرب و"إسرائيل" على مذبح البحث عن "شرعية" و"اعتراف"، ودائماً تحت الضغط المركب...
لا نريد أن نذهب إلى ما ذهب إليه آخرون، من مقارنات بين موقف الإدارة الجديدة حيال يهود سوريا، ومواقفها من اللاجئين الفلسطينيين، فتلكم قضية ما زالت فصولها لم تكتمل بعد، سواء بالنسبة إلى فلسطينيي سوريا ومخيماتهم، أو لعموم اللاجئين وقضية عودتهم وتقرير مصيرهم.
وثمة "إشارات أولية" بأن الإدارة الجديدة قد تكون بصدد إرسال رسائل للقول بأنها ليست "ألعوبة" بيد أنقرة وإردوغان، مع أن القاصي والداني، يدرك أن النظام و"هيئة تحرير الشام" وإمارة إدلب، كانت جميعها "منتوجاً" تركياً، وأنه لولا دعم أنقرة ورعايتها وحمايتها، لما كان لـ"أبو محمد الجولاني" أن يتربع على كرسي الرئاسة في قصر الشعب، وأن يصبح الرئيس أحمد الشرع... لكن ثمة دوائر عربية وغربية، والأهم إسرائيلية، قلقة من التمدد التركي، وربما آن الأوان لبعث بعض الرسائل التي تشي بخلاف ذلك... حكاية التعامل بالمثل مع شركات طيران تركية تستخدم الأجواء والمطارات السورية، ليست سوى أول غيث هذا المسار... وفي تاريخ الحركات السلفية والجهادية، ثمة فصول عن تقلبات هذه الحركات، وسعيها لاستبدال حلفاء جدد بحلفاء قدامى، بل ومناصبتهم العداء حين يصبح ذلك ضرورياً.
في سوريا بعد التغيير، انتشر مصطلح "التكويع" في وصف حال كثيرين ممن كانوا من أنصار النظام القديم، وسارعوا إلى نقل بندقيتهم من كتف إلى كتف... ينسى مطلقو هذا المصطلح وناشروه، أن الإدارة ذاتها، هي أول "المكوعين" وأبرزهم، بانقلاباتها المتتالية على مواقف وحلفاء الأمس، وفي تبدل أشكال قادتها ومضامين خطاباتهم وأنماط عيشهم.
تنكر وقليل من الحمد
في المقابل، "إسرائيل" لا تثق بالنظام حتى وهو يمد يداً إبراهيمية إليها، وتتنكر لتحولاته... وواشنطن لديها "دفتر شروط" سيجعل من سوريا رديفاً لمشروع الهيمنة في الإقليم إن تم الأخذ بها... والاتحاد الأوروبي معني بإعادة بناء مؤسسات إنفاذ القانون لضبط الحدود مع لبنان والعراق، وضبط الهجرة ومكافحة التهريب... والعرب ما زالوا على مقاربة "الخطوة مقابل خطوة"، التي اعتمدوها مع النظام القديم، مع تعديل وتطوير لمواجهة أولويات جديدة... ومشوار سوريا للخروج من شرنقة العقوبات الدولية والاستباحة الإسرائيلية، ما زال طويلاً، ومن دون أوهام بقطاف سريع.
وأخيراً، أتمنى لو أن قادة الإدارة الجديدة قد شكلوا من بينهم فريق عمل، لدراسة مآلات الوعود الزائفة التي تغدقها واشنطن وحلفاؤها الغربيون، على من تريد "جرجرتهم" إلى خنادقها... وأن يتأملوا في تجارب غيرهم، ممن ساروا بعيداً على درب التكيف والتطويع والتكويع والترويض... أتمنى لو أتيحت الفرصة لأحمد الشرع لسؤال الرئيس محمود عباس كيف صار مُنبَتّاً: لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، لا حقوقاً استرد ولا سلاماً أنجز، برغم كل "التقدِيمات" التي وضعها على طبق من فضة بين يدي الاحتلال، مرغماً حيناً وطائعاً أحياناً... أتمنى لو أن فريق الرئاسة يتوقف أمام تجربة السلام والتطبيع، الإبراهيمي وغير الإبراهيمي، وما الذي جاء به للدول المطبعة ذاتها، وليس لفلسطين والفلسطينيين.
كما أتمنى لو أن "تقلبات" السيد الشرع، تقف به عند حدود تجربة الإسلام السياسي التركي، فذلكم أهون البلاء، حتى وإن كره قوميونا ويساريونا العرب والسوريين... فما هو معروض عليكم أيها السادة، ليست دولة مدنية – ديمقراطية كما حلمتم، ودمشق ليست معدّة لأن تصبح "هانوي" والقنيطرة لن تكون "سايغون"، في ظل الحكم الجديد... واحرصوا على ألا يتحول بلدكم إلى نمط جديد في تجربة الحكم والسلطة، هو مزيج من سلفية محلية، متساوقة مع أرذل السياسات والاستراتيجيات الغربية والعربية التطبيعية، فلن تخرجوا من مولد كهذا، إلا بالقليل الأقل من الحمص.
لا أحد يريد لسوريا أن تكون مدنية وبالأخص ديمقراطية، لا العرب ولا الغرب ولا "إسرائيل" بالطبع، ولا أحد يريد سوريا بـ"طبعة إسلامية مقاومة"، سنيّة كانت أم شيعية، ولا أحد معني بحقوق نساء وأقليات أو بحقوق مدنية، تلكم ذرائع تتخذ لابتزاز النظام الجديد، لكسب الوقت وذر الرماد في العيون، وبالأخص، لتدوير الزوايا الحادة القديمة في مواقفه وسياسته، ومنعه من الانخراط في علاقات طبيعية مع جواره العربي وغير العربي، لتبقى سوريا عارية من كل عناصر القوة وأوراقها، وليبقى نظامها خرقة بالية، تحركها رياح الحلف الغربي الصهيوني كيفما اشتهت سفنه وأينما اتجهت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
نائب الكتائب : لبنان لا يستطيع أن يبقى محط أنظار المجتمع الدولي إلى الأبد
أكّد عضو كتلة الكتائب النائب إلياس حنكش أنّ زيارة واشنطن تم التطرّق خلالها إلى كلمة رئيس الجمهورية، التي شدّد فيها على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، من خلال تسليم السلاح من قبل المخيمات الفلسطينية وحزب الله، والأهم أنه تم وضع جدول زمني لتسليم سلاح المخيمات الفلسطينية. وفي حديث لصوت لبنان قال حنكش: "كانت هناك كلمة لمورغان أورتاغوس من قطر، حدّدت فيها وبالتفصيل أولويات الإصلاح الاقتصادي وحصر السلاح. فالجميع يعلم أن الإدارة الأميركية وضعت هذا ضمن أولوياتها، لكن المغزى الأساسي هو في تطبيق لبنان لهذه القرارات. المنطقة وُضعت على مسار معيّن، وعلى لبنان أن يواكب هذا المسار." وأضاف: "اليوم هناك اهتمام دولي بلبنان، لكنه محدود زمنياً، ولبنان لا يستطيع أن يبقى محط أنظار المجتمع الدولي إلى الأبد وعلى اللبنانيين أن يسلكوا هذا المسار الدولي، خاصة أن سوريا بدأت تخرج من الحروب، مما يساعدها على أن تصبح مركزاً للاستثمارات. لذلك، يجب على لبنان ألا يضيّع هذه الفرصة المتاحة." انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


سيدر نيوز
منذ 13 ساعات
- سيدر نيوز
صيدا على موعد مع معركة انتخابية حامية… وصور وجزين والنبطية بين التزكية والتنافس السياسي
تختتم اليوم محافظتا الجنوب والنبطية الجولة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، وعليه أعلنت محافظة لبنان الجنوبي 'تفعيل غرف عملياتها لتلقي الاستفسارات والشكاوى المتعلقة بالعملية الانتخابية ، وذلك حرصاً منها على الشفافية في الأداء كأولوية لخدمة المواطنين. .عند الساعة السابعة من صباح اليوم فتحت مراكز الاقتراع ابوابها امام الناخبين، على وقع اختيار عدد من البلدات' لامس الثمانين'، مبدأ التزكية لبلدياتها ومختاريها ، بفعل التوافق بين الثنائي 'أمل' و'حزب الله' أو بعوامل توافقات عائلية . بدأت العملية الانتخابية في مدينة صيدا وسط اجواء هادئة حيث يتوجه٦٩،٤٧٤ ناخبا إلى صناديق الاقتراع الموزعة على ١٥ مركزا انتخابيا في المدينة للإدلاء بأصواتهم للانتخابات البلدية والاختيارية، بعدما انجزت محافظة الجنوب كل تجهيزاتها اللوجستية لهذه المراكز، وبعد حضور رؤساء الاقلام ومساعديهم ومندوبي اللوائح، وسط تدابير تتخذها عناصر القوى الامنية والعسكرية عند مداخل وخارج المراكز لتأمين سلامة سير العملية الانتخابية . وبدت الحركة الانتخابية عند فتح الصناديق خجولة نوعا ما حيث من المتوقع ان تتزايد اعداد الناخبين مع تقدم ساعات النهار . وتشهد صيدا اقوى المعارك الانتخابية جنوبا حيث تتنافس فيها خمسة لوائح للبلدية بعد ان بلغ عدد المرشحين 96 مرشحا، وهو عدد كبير نسبيا مقارنة مع الدورات الماضية . واللوائح المتنافسة هي : 'نبض البلد' مكتملة برئاسة المهندس محمد دندشلي ومدعومة من تجمع عل صوتك ومهندسي صيدا والجوار والتنظيم الشعبي الناصري وعائلات . لائحة 'صيدا بدها' و'نحنا قدها' برئاسة الصيدلي عمر مرجان والمدعومة من عائلات ومن الدكتور عبد الرحمن البزري بشكل غير معلن . لائحة 'سوا لصيدا' مكتملة برئاسة المهندس مصطفى حجازي والمدعومة من عائلات وتلقى دعما من رئيس بلدية صيدا السابق المهندس محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي ابو مرعي و من أنصار وجمهور تيار المستقبل . لائحة 'صيدا بتستاهل' المؤلفة من ١٦ عضوا وتلقى دعما من الجماعة الاسلامية ولائحة 'صيدا تستحق' برئاسة المهندس مازن البزري وهي مؤلفة من ستة اعضاء ولا تلقى اي دعم سياسي من احد . اما فيما يتعلق بالمخاتير فيتنافس ٥٩ مرشح على ٢٣ مقعد اختياري يتوزعون على ١٣ حي في المدينة . وتتخذ الانتخابات البلدية في صيدا هذا العام طابعا سياسيا بامتياز بعدما اتضح دعم القوى الأساسية في المدينة لكل لائحة بشكل غير مباشر وبقي الطابع العائلي والإنمائي في الواجهة وتشير معلومات إلى انه لا يمكن حسم نتيجة المعركة باعتبار ان كل لائحة يتوزع عليها بلوك انتخابي وازن وكتلة انتخابية صلبة فيما من المتوقع ان تشهد هذه اللوائح تشطيبات لتداخل العامل العائلي او ان يعمد جزء من الصيداويين على تشكيل لائحتهم الخاصة من بين كل هذه اللوائح فيما يبقى التعويل على نسبة الاقتراع باعتبارها عامل اساسي لحسم اي معركة وزيادة ثقل التصويت الانتخابي وهذا ما سيكشفه تقدم ساعات النهار . اذا ، ستشهد ساحة صيدا اليوم نزال الاقوياء مع كثرة المرشحين الذين غربلتهم الانسحابات الى 96 مرشحا حارت عقول الناخبين بصعوبة الاقتراع لأي منهم مع تداخل العائلات في كل لائحة وتنوع طاقاتها الشبابية لا سيما دخول العنصر النسائي فيها بقوة وتراجع الأحزاب وانكفائها في زمن غياب اللاعب السياسي الأكبر الا وهو تيار المستقبل ولكن16 مركز اً جمعت 100قلم بلدي و96اختياريا مع حسم أربعة أقلام بفوز مختار حي مار نقولا ستكون لها الكلمة الفصل في تحديد مسار صيدا البلدي الجديد لتطوي معها صفحة الأحزاب وتحالفاتها التقليدية، وتفرض سلطة القرارات العائلية. صور الانتخابات البلدية و الاختيارية في قضاء صور لبست الثوب السياسي والتحدي لتهديدات العدو الاسرائيلي اكثر منها مجرد استحقاق انتخابي عادي لاختيار مواطنين من اجل العمل الانمائي والاختياري. في قضاء صور 65 بلدية و72 مجلسا اختياريا وزهاء 213000 الف ناخب لكن فوز اكثر من اربعين بلدية بالتزكية للوائح التنمية والوفاء المدعومة من تحالف الثنائي الوطني الشيعي و العائلات جعل عددا كبيرا من المقترعين الذين وفدوا من بيروت وسائر المناطق الى بلداتهم للمشاركة بالعملية الانتخابية في هذا الاستحقاق الوطني والذين فازت بلداتهم بالتزكية، يعيشون يوما جنوبيا سياحيا بامتياز لا بل ان بعضهم سيشارك في تنظيم العمل الانتخابي في القرى والبلدات المتاخمة للخط الازرق حيث خصصت وزارة الداخلية اماكن لها في محيط مدينة صور. اما في مدينة صور، فإن حوالي 33 الف ناخب يتوجون صباح هذا اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار المرشحين حيث يتنافس على مجلس بلدية المدينة والتي تتالف من 21 عضوا لائحة مكتملة مدعومة من تحالف الثنائي وعشرة مرشحين بلائحة غير مكتملة مدعومة من بعض القوى السياسية. واعرب قائمقام صور محمد جفال عن ارتياحه لسير العملية الادارية خلال توزيع صناديق الاقتراع والتي تسلمها رؤساء الاقلام و الكتبة بكامل مستنداتها المقررة دون نقص يذكر . هذه العملية الانتخابية ومع بداية فتح صناديق الاقتراع تحصل بظل انتشار واسع للجيش وسائر القوى الامنية والعسكرية لتأمين حسن سير العملية واجواء مريحة للمقترعين. جزين في جزين، فتحت صناديق الاقتراع عند السابعة صباحا، بحضور جميع المندوبين ووجود قلمي اقتراع. بدأ الناخبون يتوافدون الى صناديق الاقتراع ولكن بحركة خجولة في ساعات الصباح الاولى. يبلغ عدد الناخبين في جزين وعين مجدلين زهاء 000 10 ناخب. يتألف المجلس البلدي في جزين وعين مجدلين من 18 عضوا و 8 مخاتير. تتنافس في جزين لائحتان : الاولى' سوا لجزين' برئاسة دافيد الحلو مدعومة من النائب السابق ابراهيم عازار والتيار الوطني الحر. الثانية : 'بلديتكن مستقبلكن' برئاسة بشارة عون مدعومة من القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والدكتور كميل سرحال. ويقوم عناصر الجيش والقوى الامنية بالحفاظ على سير العملية الانتخابية. الزهراني شرعت مراكز الاقتراع في محافظة الجنوب قضاء صيدا ابوابها امام الناخبين عند السابعة من صباح اليوم ايذانا ببدء العملية الانتخابية البلدية والاختيارية، في حضور مندوبي المرشحين دون تسجيل أي عوائق من قبل رؤساء الأقلام، وضمن اجراءات امنية مشددة لعناصر الجيش وقوى الامن منذ ليل امس امام مراكز الاقتراع . ويذكر ان قضاء قرى صيدا يشمل ٤٧ بلدية فازت ١٥ منها بالتزكية وتجري المنافسة في ٣٢ بلدية بشكل متفاوت حيث تشتد في بعض البلدات خاصة التي تشكلت فيها لوائح مكتملة :مغدوشة ، المروانية، الحجة المعمرية، البيسارية ، الزرارية وعدلون وكل ذلك تحت وقع التهديدات الاسرائيلية المستمرة وتحليق المسيرات المعادية في الاجواء الجنوبية. محافظة النبطية نبدأ من قضاء بنت جبيل، حيث هناك 35 قرية مقسمة على الشكل الاتي: بنت جبيل بلدية بنت جبيل فازت بالتزكية وتجري الانتخابات على مقاعد مخاتير وعددهم 8 يترشح 15 مختار رامية يترشح في رامية 24 مرشحا على المجلس البلدي من 12 عضو ا اما بالنسبة للمخاتير يحق لها مختارين ويتنافس عليهما 4 مرشحين رميش يتنافس 32 مرشحا لعضوية مجلس بلدي من 15 عضو ا ويترشح 8 على 4 مقاعد تبنين يتنافس 37 مرشحا على 18 عضوا في المجلس البلدي، لائحتان الاولى 'التنمية والوفاء' والثانية 'كلنا اهل' اما بالنسبة للمخاتير يترشح 12 قبالة 6 مقاعد والسابع فاز بالتزكية عين إبل فازت البلدية بالتزكية اما الاختيارية فيتنافس 8 على 4 مقاعد حنين يتنافس 14 عضوا لمجلس بلدي من 12 عضوا، اما المخاتير فيتنافس 5 مرشحين على مقعدين يارون فاز المجلس البلدي بالتزكية بينما يتنافس 4 مرشحين لثلاثة مقاعد. القوزح يتنافس 24 عضوا على المجلس البلدي من 9 اعضاء ومرشحين على مقعد اختياري واحد حاريص فاز المجلس البلدي بالتزكية بينما يترشح 9 على 4 مقاعد اختيارية عيتا الجبل فاز المجلس البلدية بالتزكية ويترشح 4 على 3 مقاعد اختيارية الجميجمة يتنافس 18 عضوا على المجلس البلدي المؤلف من 12 وهناك 6 مرشحين للمخاتير على مقعدين صفد البطيخ يتنافس 16 مرشحا على المجلس البلدي المؤلف من12 عضوا ومرشحين للمخاتير على مقعد واحد. دير انطار يترشح 17 مرشحا على 15 عضوا في المجلس البلدي، بينما يتنافس 6 مرشحين على 3 مقاعد اختيارية. عيتا الشعب فاز المجلس البلدي بالتزكية، وهناك تنافس على 7 مقاعد اختيارية برعشيت يتنافس 16 مرشحا على 15 مقعدا في المجلس البلدي ويتنافس 5 مرشحين على 4 مقاعد اختيارية. كونين فاز المجلس البلدي بالتزكية واما المخاتير فيتنافس 8 مرشحين على 3 مقاعد. وفازت بالتزكية فيها لوائح 'التنمية والوفاء' (المدعومة من حركة أمل و حزب الله) في المجلس البلدي والاختياري : ـ برج قلاوي ـ خربة سلم ـ قلاوي ـ بيت ياحون ـ الغندورية ـ صربين ـ عيناتا ـ كفردنين ـ بيت ليف _ ياطر- الطيري- مارون الراس -رشاف – شقرا يتنافس 20 عضوا للمجلس البلدي من18 عضوا اما المخاتير فيتنافس 7 مرشحين على 5 مقاعد. السلطانية يتنافس 18 عضوا على المجلس البلدي من 12 عضوا واما المخاتير يتنافس 4 مرشحين على مقعدين كفرا فاز المجلس البلدي بالتزكية واما المخاتير فيتنافس 9 مرشحين على 4 مقاعد . عيترون يتنافس 23 عضوا للمجلس البلدي المؤلف من 18 عضوا اما المخاتير فيتنافس 13 مرشحا على 7 مقاعد حداثا فاز المجلس البلدي بالتزكية اما المخاتير فيتنافس 5 مرشحين على 3 مقاعد . دبل يتنافس 30 عضوا على المجلس البلدي المؤلف من 15 عضوا واما المخاتير فيتنافس 6 مرشحين على ثلاثة مقاعد. يتألف قضاء النبطية من أربعين بلدة وقرية وفازت منها بالتزكية 11 بلدة، وبقيت الانتخابات البلدية والاختيارية محصورة في 29 بلدة لانتخاب 189 قلم اقتراع و400 قلم اختياري، مع الإشارة الى ان البلديات الفائزة بالتزكية هي جباع، سيناي، حومين الفوقا، حبوش، حاروف، كفرصير، القصيبة، عزة، قعقعية الجسر، زبدين، عربصاليم، وعين قانا والشرقية. اذا فتحت صناديق الاقتراع في قضاء النبطية عند السابعة صباح بحماية الجيش وقوى الامن الداخلي وحركة الناخبين ما زالت خفيفة الى الان على ان ترتفع مع ساعات الصباح وما بعده وفي اطار ترتيب صناديق الاقتراع في المنطقة الحدودية فان عددا من الصناديق تم نقلها من بلدات الحافة الامامية التي خرجت من بين الركام والدمار. الى مدينة النبطية وهي بليدا الى المهنية الرسمية في النبطية ، حولا الى متوسطة الامام الصدر في قبريخا ، رب ثلاثين الى متوسطة سمير كريكر النبطية العديسة مدرسة سمير كريكر في النبطية ، كفركلا الى ثانوية الصباح النبطية محيبيب الى ثانوية الصباح النبطية ومركبا الى مدرسة حبوش الرسمية النبطية. وتشكلت في القرى والبلدات في النبطية لائحتان متنافستان او لائحة وعدد من المرشحين، ففي مدينة النبطية تشكلت لائحة 'التنمية والوفاء' المكتملة من 21 عضوا وتنافسها لائحة غير مكتملة من 12 عضوا تسمى النبطية تستحق الحياة، وهي لائحة اعتراضية فيما حافظت لائحة 'التنمية والوفاء' في مدينة النبطية على صحة التمثيل المسيحي، واختارت عضوا مسيحيا منها هو شمعون عساف والمختار نمر عساف الذي فاز بالتزكية وترأس اللائحة القيادي في حزب الله عباس فخر الدين الذي سيكون رئيسا للبلدية ونيابة الرئيس من حصة حركة 'أمل'. ومنذ الصباح الباكر تشرف محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك من غرفة العمليات في سرايا النبطية على سير العملية الانتخابية فيما يحلق الطيران المسير الإسرائيلي منذ الفجر فوق النبطية وإقليم التفاح ويواكب عملية الاقتراع .

القناة الثالثة والعشرون
منذ 13 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
أيوب دعت الجزينيين الى التصويت بكثافة: التيار الوطني حصان طروادة لحرب خفية يقودها حزب الله
دعت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائبة غادة أيوب في حديث الى "لبنان الحر" ضمن برنامج "بلا رحمة"، الجزينيين الى التصويت بكثافة، "لأنّ السنوات ال6 المقبلة تحدّد مسار الإنماء، ليكون تتويجاً للنضال والدفاع عن الأراضي وحصر السلاح بيد الدولة". أضافت: "التيار الوطني الحر هو فقط حصان طروادة لحرب خفيّة يقودها حزب الله الذي يريد أن يبقى الجنوب بصفة الممانعة، وندعو الناس الى التصويت بكثافة وحرية وإنقاذ جزين من أن تكون صفتها ممانعة، فنحن استطعنا وضعها على الخريطة السياحية والسيادية". وإذ جزمت ان "المعركة سياسية ومعركة هوية"، أشارت الى أنه "في كلّ المعارك مسموح في مكان معيّن استعمال الشائعات، ولكن ليس تشويه السمعة". وأكدت أنّه "يجب رفض مقولة الحزب: الأمر لي"، وأشارت الى أنّ "جزين وضواحيها تتعرض لكل ما يمكن ان يعيق انطلاق الصيف الواعد، لان حزب الله لا يزال يحتل الأراضي لدواع عسكرية". وشكرت للأجهزة الأمنية، جهودها خصوصاً لجهة توقيف الراشين والتحقيق معهم . وعن كفرحونة، قالت أيوب: "انها مثال للعيش المشترك وحزب الله يرفض أيّ توافق وأعلن فوز لائحة كاملة ب11 عضواً شيعياً علماً ان 4 اعلنوا انسحابهم بشكل قانوني بينهم شيعي فسقطت المناصفة وأسقط كل مسار للتوافق في البلدة". وتابعت: "نحن لا نأخذ ضمانات من بري، تكلّمنا معه لأن له حيثيات على الأرض وتكلّمنا معه كمرجعية لأنه يدعم العيش المشترك، سنرى في الأيام المقبلة محادثات أخرى خصوصاً بعد ما حصل في كفرحونة" . وأردفت: "هناك مكوّن لا يريد احترام العيش المشترك والقوات لم ترشح أحداً في كفرحونة لرئاسة البلدية، ولكن هذه المناشدة هي لحماية التنوع في جزين حتى لا يعيد التيار الكرة، ويسلمنا كما فعل على مدى 17 سنة ونحن اليوم نرفع الصوت لان هذه المنطقة مهمة في الجنوب". وختمت: "نأمل أن تكون زيارة الرئيس عون الى العيشية نفحة أمل ليكون الجيش هو حامي الجميع شمال الليطاني وجنوبه". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News