
ما دلالات قصف البحرية الإسرائيلية لميناء الحديدة لأول مرة؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن يمثل أول عملية هجومية تنفذها إسرائيل بواسطة سلاح البحرية، في تحول لافت عن نمط الهجمات الجوية التي اعتمدتها خلال العمليات السابقة.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري على قناة الجزيرة- أن هذا التطور يكتسب دلالة إستراتيجية مزدوجة، أولها تقنية عسكرية ترتبط بتوسيع نطاق الخيارات العملياتية، وثانيها ترجمة عملية لتصريحات سابقة أطلقها مسؤولون إسرائيليون بشأن نية فرض حصار بحري على الموانئ اليمنية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي -صباح اليوم الثلاثاء- تنفيذ غارتين على أرصفة ميناء الحديدة بواسطة سفن صاروخية، في أعقاب أوامر بإخلاء 3 موانئ يمنية بزعم استخدامها لشن هجمات على إسرائيل، أبرزها إطلاق صاروخ لم يصل إلى أجواء تل أبيب.
وأشار اللواء الدويري إلى أن القدرات البحرية الإسرائيلية تشمل سفنا وغواصات مزودة بصواريخ مجنحة تحمل رؤوسا تقليدية، مؤكدا أن تنوع مداها وفاعليتها يتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات بعيدة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود أو دعم جوي، كما هو الحال في العمليات الجوية.
وأوضح أن تكلفة تشغيل الطائرات المقاتلة، خصوصا خارج مداها الطبيعي، تمثل عبئا عملياتيا، حيث تحتاج طائرات مثل "إف-35″ و"إف-16" إلى التزود بالوقود جوا، بالإضافة إلى الحاجة إلى طائرات حماية، مما يجعل الخيار البحري أكثر مرونة وأقل كلفة.
حصار بحري
وقال الدويري إن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس -حول فرض حصار بحري على الحوثيين- تم تجسيدها ميدانيا بهذا الهجوم الذي حمل رسائل مباشرة بأن إسرائيل لا تكتفي بالتحذير بل قادرة على التحرك لتنفيذه.
وكان كاتس قد وصف الهجوم بأنه "ناجح" مشيرا إلى أن ذراع إسرائيل "ستصل لكل مكان" ملوحا بحصار بحري كامل في حال استمرار الهجمات الصاروخية من اليمن على إسرائيل.
ووفق وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، فإن الغارات استهدفت أرصفة الميناء دون الإعلان عن إصابات. ويعد ميناء الحديدة أحد أهم الموانئ الحيوية في اليمن، وهو مصدر أساسي لإمدادات الغذاء والوقود، كما يقع على مقربة من مضيق باب المندب.
ويخضع الميناء لسيطرة الحوثيين، في حين تسيطر القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على موانئ جنوبية أخرى مثل المخا وباب المندب، وهو ما أوضحه الدويري خلال مداخلته بتحديده نطاق سيطرة الحوثيين الفعلية.
وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد حاد في العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، إذ يعد الهجوم على الحديدة العاشر من نوعه منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والرابع منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار بعد هدنة قصيرة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية في الأشهر الماضية منشآت مدنية مثل محطات كهرباء ومصانع إسمنت وموانئ ومطارات، في مسعى واضح -حسب المراقبين- لإضعاف البنية التحتية التي يعتمد عليها الحوثيون.
ويؤكد الحوثيون أنهم سيستمرون في مهاجمة إسرائيل إلى حين إنهائها حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين بقطاع غزة منذ 20 شهرا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
غروندبرغ في مجلس الأمن يقر بتعثر المفاوضات في اليمن وصعوبة الأوضاع الاقتصادية "نص الإحاطة"
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الخميس، أن اليمنيين يعانون من انهيار اقتصادي في الوقت الذي يبذل جهودا تهدف لتمكين الحكومة اليمنية من استئناف تصدير النفط، لمعالجة التدهور الاقتصادي. جاء ذلك خلال إحاطة جديدة للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قدمها مساء اليوم، لمجلس الأمن الدولي. وقال غروندبرغ إن اليمنيين يعانون من انهيار اقتصادي ونعمل على تمكين الحكومة من استئناف تصدير النفط. وأضاف: يتوجب السماح للحكومة اليمنية بتصدير النفط وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق. وأشار المبعوث الأممي لتوافق إقليمي يؤكد أن التسوية التفاوضية وحدها من سيحل النزاع في اليمن، لافتا إلى أن التقدم في المفاوضات بطيء في الوقت الذي تعثر في محاولات عقد اجتماع بين الحوثيين والحكومة اليمنية. وبحسب غروندبرغ، فإن الأمم المتحدة تسعى لوقف الأعمال العدائية في #البحر_الأحمر، لافتا إلى زيادة في الأعمال القتالية بجبهات القتال بمختلف المحافظات اليمنية، خصوصا في محافظة مأرب. وطالب المبعوث الأممي لليمن جماعة الحوثي بإطلاق سراح المختطفين من البعثة الأممية لدى الحوثيين منذ أكثر من عام، في الوقت الذي حث المجتمع الدولي لعمل لحماية المدنيين في اليمن. وأشار المبعوث الأممي إلى أن إسرائيل شنت هجمات على ميناء الحديدة ومطار صنعاء ما أدى لتدمير طائرات مدنية وأضرارا بالغة. نص الإحاطة شكراً لك، السيدة الرئيسة. السيدة الرئيسة، قبل أيام، احتفلت الأسر في جميع أنحاء اليمن بعيد الأضحى المبارك، حيث اجتمعوا مع عائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعهم. أود أن أبدأ إحاطتي بتهنئة جميع اليمنيين بعيد الأضحى المبارك. لكن مع الأسف هذه المناسبة تُصادف أيضاً مرور عام على الاعتقال التعسفي لعشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية على يد أنصار الله. بعض الزملاء محتجزون منذ عام 2021، واحتُجز آخرون في عام 2025. إن استمرار احتجازهم أمرٌ مُشينٌ. أُطالب مجدداً، وبأقوى العبارات، بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وسأواصل المطالبة بالإفراج عنهم - في كل فرصة تتاح لي - حتى يعودوا إلى ديارهم مع أسرهم. هذا هو العهد الذي قطعته في يناير لوالدة وزوجة وأبناء زميلي في الفريق، الذي لايزال رهن الاحتجاز منذ أكثر من عام. أُؤكد لأسر جميع زملائنا المحرومين من حريتهم أن الأمم المتحدة ستواصل وقوفها إلى جانبكم. وأُحث أعضاء هذا المجلس جميعاً على استخدام أصواتكم المؤثرة، وقنواتكم الدبلوماسية، ونفوذكم، لممارسة أقصى درجات الضغط على أنصار الله للإفراج غير المشروط عن جميع المعتقلين. اما فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، ففي حين ظل البحر الأحمر هادئاً بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله، فقد قام أنصار الله بشن هجمات متعددة في الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون. رداً على ذلك، شنّت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية غارات على ميناء الحديدة وميناء الصليف ومطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرة مدنية. أجدد دعوتي لجميع الأطراف الفاعلة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. نشهد الآن وضعاً لا يتمكن فيه اليمنيون المقيمون في مناطق سيطرة أنصار الله من السفر جواً من مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج، أو لأداء فريضة الحج، أو لزيارة عائلاتهم. كان هذا أحد أهم مكاسب السلام التي حققتها هدنة عام 2022، وقد ساهم في إرساء قدر من الشعور بعودة الحياة الطبيعية بين المدنيين وأملاً بمستقبل أفضل. منذ إحاطتي الأخيرة لهذا المجلس، التقيتُ بممثلين عن كلٍّ من الحكومة اليمنية وأنصار الله، بالإضافة إلى جهات إقليمية فاعلة رئيسية مثل مصر وإيران وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وهناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر. لطالما لعبت الديناميكيات الإقليمية دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة، الى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن. مع ذلك، أؤكد مجدداً أن الوقت ليس في صالحنا. فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات. تُعد مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واندلاع اشتباكات بين الحين والآخر، بالى جانب أنشطة متفرقة في الجبهات الأخرى في محافظات الضالع والحديدة ولحج وتعز. يواصل مكتبي متابعة التطورات في الجبهات، والتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق. وفي مناقشات فريقي مع أعضاء لجنة التنسيق العسكري، أود التأكيد على أن المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق جميع الأطراف لتفادي التصعيد واستئناف مناقشات وقف إطلاق النار. السيدة الرئيسة، شهدنا خلال الشهر الماضي بوادر أملٍ في إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء. وأشيد مجدداً بالميسّرين المحليين في الجبهات الذين عملوا جاهدين لتحقيق ذلك. وتجري الأمم المتحدة حالياً أعمال استطلاعية أولية لضمان سلامة المجتمعات المستخدمة لهذا الطريق، بدعم من المجتمع المدني ومن مكتبي. أحثّ الأطراف على حماية هذا الإنجاز، وآمل أن يُفضي ذلك إلى فتح المزيد من الطرقات. إن اقتصاد اليمن في أمسّ الحاجة إلى خطوات إيجابية وبناءة للثقة كهذه. لا يزال المواطنون اليمنيون يتحملون تداعيات التدهور الاقتصادي. ويمكن، بل ينبغي، بذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها الشعب اليمني. يشمل ذلك السماح للحكومة اليمنية بتصدير النفط والغاز، وتسهيل تدفق السلع دون عوائق داخل البلاد. ولكي يتمكن اليمن من الخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، يتعين على الأطراف التخلي عن التوجهات ذات المحصلة الصفرية، والاتجاه نحو البراغماتية والتسوية. هناك مجال حقيقي لإحراز تقدم في المجال الاقتصادي. إن الدعوة إلى ذلك لا تقتصر على هذا المجلس. كما أن هذه المخاوف لا تُطرح فقط في الاجتماعات الدبلوماسية رفيعة المستوى. فقد شهدنا خلال الشهر الماضي المزيد من الاحتجاجات التي قادتها النساء في عدن وتعز ولحج وأبين، مطالبات بحلول وإجراءات لمعالجة التدهور الاقتصادي الحاد ونقص الخدمات الأساسية. ويطالبن بحياة كريمة، بما في ذلك دفع الرواتب والمساءلة. وأؤكد على أهمية احترام حق جميع المواطنين في التظاهر السلمي. ويجب على جميع الأطراف حماية هذه المساحة المدنية. ويقلقني بشكل خاص استمرار أنصار الله في قمع أصوات المجتمع المدني، وشنها مؤخراً موجة اعتقالات جديدة في صفوف الصحفيين والشخصيات العامة، طالت هذه المرة محافظة الحديدة. السيدة الرئيسة، يصادف هذا الشهر أيضاً مرور عام على آخر لقاء بين الحكومة اليمنية وأنصار الله تحت رعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية النزاع. ورغم المحاولات المستمرة لجمع الطرفين، تباطأ التقدم في هذا الملف حتى وصل إلى حالة جمود شبه تام. هناك آلاف المعتقلين، بعضهم يقبع في السجون منذ عشر سنوات. وهذا أمر غير مقبول. وعلى النقيض من ذلك، نشهد عمليات تبادل أسرى في صراعات أخرى قائمة حول العالم. وأدعو الطرفين إلى إعادة ترتيب أولويات هذا الملف الإنساني والمضي قدماً على أساس مبدأ "الكل مقابل الكل" المتفق عليه. السيدة الرئيسة، لقد أكدتُ على أهمية الروابط بين اليمن والمنطقة ككل. علينا البناء على التوقف الأخير للأعمال العدائية في البحر الأحمر، وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة والمجتمع الدولي ككل، وضمان سلامة جميع مستخدمي هذا الممر المائي الحيوي. يتكامل هذا الجهد مع عملنا المستمر على وضع خارطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة. سأواصل العمل مع الأطراف اليمنية والمنطقة والمجتمع الدولي الأوسع لتحقيق هذا الهدف، وتحديد خطوات عملية وقابلة للتحقيق للمضي قدماً. إن ثمن التقاعس باهظ. فاليمن لا يستطيع تحمل سنوات أخرى من الانقسام والانهيار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية. السيدة الرئيسة، اسمحي لي أن أختتم كلمتي بالقول إن السلام في اليمن أكبر بكثير من مجرد احتواء لخطر. إن السلام، في المقام الأول، يتعلق باليمنيين. اليمن بلدٌ يزخر بفرصٍ هائلة، وتاريخٍ عريقٍ وغني، وحياةٍ واعدة. أودُّ أن أشكر هذا المجلس مجدداً على دعمه الموحد والقيّم للغاية - حتى في ظل ما يشهده الوضع العام من تحديات جسيمة - لتحقيق هذه الإمكانات لليمن. شكراً جزيلاً لك، السيدة الرئيسة.


اليمن الآن
منذ 7 ساعات
- اليمن الآن
مهمة مستحيلة.. لماذا لا يمكن هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
منذ ظهورهم كقوة سياسية داخل اليمن في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحول المتمردون الحوثيون، إلى قوة إقليمية رئيسية تحمل أفعالها عواقب عالمية. سواءً أكان ذلك بإسقاط النظام القديم في اليمن، أو مقاومة التحالف العربي بقيادة السعودية، أو محاربة الولايات المتحدة حتى الجمود، فقد أظهر الحوثيون صمودًا يُثير الصدمة بقدر ما يثير الإعجاب، بالنظر إلى تفاوت القوة الظاهري بينهم وبين خصومهم. ورغم وصفهم خطأً بالوكلاء لإيران، فقد أظهر الحوثيون استقلالية في أفعالهم الداخلية والخارجية، مما جعل إيجاد حل لمقاومتهم المستمرة في مواجهة صعوبات تبدو ساحقة مهمة مستحيلة. تستمد حركة الحوثيين في اليمن اسمها من قبيلة الحوثي التي تهيمن على صفوفها التنظيمية والحكومية، بما في ذلك أعلى المناصب. يتجذر الحوثيون في هوية دينية زيدية شيعية تتجاوز البعد الروحي إلى جوهر قضيتهم - واجب مقاومة الظلم. هذا يكمن في صميم المذهب الزيدي، الذي تأسس على ثورة القرن الثامن التي قادها زيد بن علي ضد الخلافة الأموية، والتي تنص على أن أي سليل عالم من سلالة علي يمكن أن يصبح إمامًا بإثبات حقه والدفاع عنه. وهذا يتعارض مع المعتقد الشيعي التقليدي القائل بأن الأئمة يجب أن يكونوا معينين من الله. هذا الاختلاف العقائدي هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم خضوع الحوثيين لإيران: فمبدأ ولاية الفقيه، المفهوم الذي يقوم عليه الحكم الديني الأعلى في إيران، يُبغضه الحوثيون. أطلق الحوثيون على حركتهم اسم "أنصار الله". هذا ليس مجرد لقب، بل إشارة إلى أهل المدينة الذين رحّبوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه ودعموه وحموه في السنوات الأولى للإسلام. يحمل مصطلح "أنصار الله" في طياته التزامًا قويًا بالإيمان واستعدادًا للدفاع عن الحق. في حين يُستهزأ بالحماسة الدينية في الغرب أو يُقلل من شأنها، فإن صدق إيمان الحوثيين، ومدى تحديده لوجودهم، يكمن في أساس ثبات قناعاتهم ومرونتهم في نضالهم. تاريخ من النضال بدأت المظاهر المعاصرة لإحياء الحوثيين بدافع المقاومة في تسعينيات القرن الماضي كصحوة ثقافية ودينية زيدية تُسمى "الشباب المؤمن"، تطورت إلى انتفاضة مسلحة بحلول عام 2004 بعد مقتل زعيم الشباب المؤمن على يد قوات الأمن أثناء اعتقاله. يكمن جوهر مقاومة الحوثيين في الدين وفي المفهوم الأكثر علمانية للاستقلال عن التدخل الخارجي (ولا سيما تأثير كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على شؤون اليمن). تقوم حركة الحوثيين اليوم على ثلاثة مبادئ أساسية: الهوية الطائفية (الزيدية)، والحكم الذاتي المحلي، ورفض التدخل الأجنبي. ثار الحوثيون ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في عام 2014. وبعد السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، تحولت الجماعة من تمرد كلاسيكي إلى كيان سياسي شرعي أثبت قدرته على تولي مهام تحديد وبناء هياكل الدولة بما يتجاوز مجرد الجيش. في عام 2015، أطلقت المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع تحالف من الدول العربية وبدعم كامل من الولايات المتحدة، عملية "عاصفة الحزم"، وهي هجوم جوي ضخم ضد الحوثيين، بهدف سحقهم كحركة عسكرية وسياسية، وتنصيب حكومة موالية لهم مكانهم. أدى فشل العملية في تحقيق النتائج المرجوة إلى تصعيد السعوديين لحربهم من خلال شنّ توغل بري في اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين. وعلى الفور تقريبًا، واجه السعوديون حقيقة أن الحوثيين لا يُرهبون بسهولة. توسعت مقاومة الحوثيين من إحباط التوغلات التي تقودها السعودية إلى نقل المعركة إلى المملكة العربية السعودية، وضرب البنية التحتية الحيوية للطاقة بالصواريخ والطائرات المسيرة، بينما شنّوا هجماتهم البرية على الأراضي السعودية. وبحلول عام 2023، كان السعوديون يتطلعون إلى إنهاء حربهم مع الحوثيين. في الواقع، كان إنهاء الصراع مع الحوثيين عاملاً دافعاً وراء التقارب الذي توسطت فيه الصين بين المملكة العربية السعودية وإيران في ربيع عام 2023. انسحاب الولايات المتحدة شكّل هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مبرراً للحوثيين لبدء عمليات عسكرية ضد السفن الإسرائيلية بهدف فرض حصار بحري فعلي على ميناء إيلات جنوب إسرائيل. ربط الحوثيون أفعالهم بمطلب إسرائيل قبول وقف إطلاق النار ضد حماس والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى يناير/كانون الثاني 2025، هاجم الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية كانت تعبر مضيق باب المندب الاستراتيجي الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن. أدى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2025، إلى تهدئة مؤقتة لهجمات الحوثيين على السفن، لكنها استؤنفت في مارس/آذار 2025 عندما انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار. بالإضافة إلى مهاجمة السفن، أطلق الحوثيون طائرات مسيرة وصواريخ باليستية على إسرائيل، مهددين بفرض حصار جوي عبر منع الرحلات التجارية من وإلى مطار بن غوريون الإسرائيلي. بدأت الولايات المتحدة، بدعم من المملكة المتحدة وانضمت إليها إسرائيل، حملة جوية واسعة النطاق تهدف إلى معاقبة الحوثيين وردعهم عن تنفيذ هذه الهجمات. كان الضرر الذي ألحقته هذه الضربات بالبنية التحتية المدنية في اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين كبيرًا، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا المدنيين. إلا أن التأثير العسكري لغارات القصف التي قادتها الولايات المتحدة كان أقل إثارة للإعجاب، حيث هدد الحوثيون سفن البحرية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر، بينما استمروا في ضرب إسرائيل بالصواريخ الباليستية. في حين أن العديد من المراقبين يصورون الحوثيين على أنهم ذراع تابعة لـ"محور المقاومة" الموجه من إيران، ومهمته مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج العربية، فإن مستوى استقلالية الحوثيين في العمل مرتفع للغاية. في الواقع، اتُخذ قرار البدء في اعتراض الشحن الإسرائيلي بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دون موافقة إيران. علاوة على ذلك، فإن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أوائل مايو بين الولايات المتحدة والحوثيين، والذي وافقت فيه إدارة ترامب على وقف الغارات الجوية مقابل موافقة الحوثيين على وقف مهاجمة السفن الأمريكية، قد تم التوصل إليه إلى حد كبير لأن الصراع الحوثي الأمريكي كان يقوض جهود الولايات المتحدة للتفاوض على اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. لكن المثير في الاتفاق الأمريكي الحوثي هو أنه لم يُلزم الحوثيين بوقف هجماتهم الصاروخية ضد إسرائيل. إن حقيقة أن إدارة ترامب نفذت هذا الاتفاق بشكل مستقل عن إسرائيل تؤكد حقيقة أن مقاومة الحوثيين لا يمكن كسرها بقوة النيران الأمريكية، وأن استمرار العمل العسكري ضدهم سيضر بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. لقد خرج الحوثيون من صراعهم مع الولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى، سواء من حيث الشرعية المحلية أو من منظور دولي، حيث قاتلوا أقوى جيش في العالم حتى جمدوا شوكتهم، بينما فرضوا إرادتهم على الواقع الجيوسياسي العالمي. لقد ثبت أن روح الحوثيين الصلبة تُشكل مشكلةً مستعصية على الحل بالنسبة للدول التي وقعت في مرمى نيران شعورهم بمقاومة الظلم. *يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا *ترجمة خاصة بالموقع بوست


المشهد اليمني الأول
منذ 8 ساعات
- المشهد اليمني الأول
جبهة الإسناد من يمن الإيمان تواصل قصف عمق فلسطين المحتلة في معركة الفتح الموعود
أخبار وتقارير المشهد العسكري مميزة قائد أنصار الله استمرار جبهة الاسناد اليمنية لغزة في القصف والعمليات العسكرية الى عمق فلسطين المحتلة. وقال قائد أنصار الله في كلمته اليوم ..جبهة الإسناد من يمن الإيمان والجهاد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس مستمرة بالعمليات العسكرية والقصف إلى عمق فلسطين المحتلة وأضاف قائد أنصار الله .. في هذا الأسبوع نفذت العمليات بـ11 صاروخا باليستيا وفرط صوتي وطائرة مسيرة على أهداف تابعة للعدو في حيفا ويافا وأسدود وتابع .. من عملياتنا لهذا الأسبوع 5 صواريخ كانت باتجاه مطار اللد الذي يسميه العدو الإسرائيلي باسم المجرم بن غوريون في يافا المحتلة وقال قائد أنصار الله .. كان من أبرز عملياتنا في هذا الأسبوع عملية مساء الثلاثاء كانت عملية قوية ومؤثرة وناجحة بفضل الله سبحانه وتعالى مشيرا الى ان من نتائج عملية مساء الثلاثاء إحداث إرباك وتخبط واضح في المنظومة الدفاعية للعدو الإسرائيلي لافتا الى ان العدو الإسرائيلي أطلق العديد من الصواريخ الاعتراضية مساء الثلاثاء بعضها تزامن مع إقلاع إحدى الطائرات من مطار اللد وقال قائد أنصار الله .. عملية مساء الثلاثاء أجبرت الملايين من المغتصبين والصهاينة اليهود على الهروب إلى الملاجئ وتفعيل صافرات الإنذار في مئات المدن والبلدات المغتصبة واضاف قائد أنصار الله .. عملياتنا لهذا الأسبوع تأتي في إطار العمل المستمر الهادف لفرض حصار جوي على العدو الإسرائيلي واكد قائد أنصار الله .. قواتنا تسعى لتحقيق الحصار الجوي ردا على تصعيد العدو الإسرائيلي وارتكابه جرائم الإبادة مؤكدا ان الحصار البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب هو مستمر والملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي وهو متوقف عن الملاحة في مسرح العمليات