logo
ماذا حدث لـ "مدن الأشباح" في الصين؟

ماذا حدث لـ "مدن الأشباح" في الصين؟

البيان٢٣-٠٣-٢٠٢٥

شهدت الصين طفرة بناء غير مسبوقة خلال صعودها الاقتصادي السريع، ما أدى إلى إنشاء مشاريع سكنية وتجارية ضخمة في جميع أنحاء البلاد، وأدى ذلك إلى ظهور "مدن أشباح" - مناطق حضرية مبنية بالكامل ولكنها غير مأهولة بالسكان، وتشير التقديرات إلى وجود ما بين 65 إلى 80 مليون وحدة سكنية شاغرة في الصين، مما يعكس فائضًا كبيرًا في العرض العقاري.
أسباب الظاهرة
وفقا لمجلة نيوزويك، يعود جزء كبير من هذه المشكلة إلى انتشار ثقافة شراء العقارات كاستثمار آمن في الصين، حيث يُعتقد أن 70% من ثروات الأسر مرتبطة بالعقارات. ومع ذلك، بدأت فقاعة العقارات في الانكماش حوالي عام 2020 بسبب الإجراءات التنظيمية الصارمة، ما أدى إلى تجميد السوق وترك ملايين المنازل شاغرة أو غير مكتملة.
مخطط بونزي
وفقًا لسارة ويليامز، الأستاذة المساعدة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، استمر المطورون الصينيون في بناء المساكن حتى بعد تجاوز العرض للطلب. وقد شجعت الحكومة الصينية هذا النمو بشكل مفرط، ما أدى إلى تراكم الديون على المطورين العقاريين. ولتعويض ذلك، قامت البنوك بفتح أراضٍ جديدة ومنح قروض إضافية، مما خلق حلقة مفرغة تشبه "مخطط بونزي".
محاولات الإنعاش
على الرغم من ذلك، بدأت بعض المناطق تجذب السكان تدريجيًا. على سبيل المثال، منطقة كانغباشي في أوردوس بمنغوليا الداخلية، والتي صُممت لإيواء 300 ألف شخص، أصبحت الآن موطنًا لأكثر من 120 ألف شخص بالإضافة إلى آلاف الطلاب. ومع ذلك، لا تزال آفاق النمو محدودة بسبب انخفاض عدد سكان الصين وارتفاع المعدل العمري للمجتمع.
مشاريع بارزة
من بين المشاريع البارزة، تبرز تياندوتشنغ في هانغتشو، وهي نسخة مصغرة من مدينة باريس تضم نموذجًا لبرج إيفل. بعد سنوات من البناء، استقطبت المنطقة عددًا كبيرًا من السكان، متجاوزة سعتها المخطط لها. في المقابل، فشل حي يوجيابو المالي في تيانجين، الذي كان يُعتقد أنه سيكون "مانهاتن الصينية"، في جذب السكان أو الشركات، ولا يزال خاليًا إلى حد كبير.
مستقبل
من ناحية أخرى، توجد مشاريع مثل منطقة شيونغان الجديدة، التي تهدف إلى تخفيف الضغط على بكين من خلال إنشاء منطقة اقتصادية خاصة تعتمد على البنية التحتية الخضراء والتكنولوجيا الذكية، إلا أن الشوارع لا تزال خالية إلى حد كبير، ما يعكس تأخيرات في التنفيذ.
تشكل المناطق "المهجورة" الأصغر حجماً، والتي تنتشر في جميع أنحاء الصين، تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الصيني. وفقًا لويليامز، تمثل هذه المناطق استثمارات مفرطة تظل شاغرة، مما يعرض حياة الأشخاص الذين اشتروا شققًا فيها للخطر، حيث من غير المرجح أن يحصلوا على عائد استثماراتهم. وتشبه هذه الأزمة أزمة الإسكان التي شهدتها الولايات المتحدة في عامي 2007 و2008.
في النهاية، تواجه الصين تحديًا كبيرًا في إدارة فائض العرض العقاري مع تباطؤ النمو السكاني والاقتصادي، مما يضع مستقبل هذه "المدن الأشباح" في حالة من عدم اليقين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجل ترامب الأكبر يلمح إلى خلافة والده في غمار السياسة الأمريكية
نجل ترامب الأكبر يلمح إلى خلافة والده في غمار السياسة الأمريكية

البوابة

timeمنذ 2 أيام

  • البوابة

نجل ترامب الأكبر يلمح إلى خلافة والده في غمار السياسة الأمريكية

ألمح دونالد ترامب جونيور، النجل الأكبر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إمكانية خوضه غمار السياسة الأميركية في المستقبل، وربما حتى خلافة والده في البيت الأبيض كممثل لحركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" داخل الحزب الجمهوري. وذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية اليوم الأربعاء أن نجل ترامب الأكبر يعد وجهًا بارزًا في حملات والده السياسية، وقد برز كوجه صاعد في الحزب الجمهوري ووريث سياسي محتمل. ويشغل دونالد ترامب جونيور حاليًا منصب نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة ترامب، وهي الشركة العائلية التي تدير مجموعة واسعة من الاستثمارات العقارية والتجارية.

أطول جسر معلق في أمريكا يتحدى التوترات.. كم تكلفته وما أهميته؟
أطول جسر معلق في أمريكا يتحدى التوترات.. كم تكلفته وما أهميته؟

البيان

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • البيان

أطول جسر معلق في أمريكا يتحدى التوترات.. كم تكلفته وما أهميته؟

في ظل أجواء سياسية مشحونة وتدهور في العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، يستعد جسر "غوردي هاو" الدولي لافتتاحه المنتظر أواخر عام 2025، ليصبح أطول جسر معلق بالكابلات في أمريكا، ويربط مدينة ديترويت في ولاية ميشيغان الكندية بمدينة وندسور في أونتاريو الكندية. تم اقتراح مشروع الجسر لأول مرة من قبل الحكومة الكندية عام 2009، ونال موافقة سلطات ميشيغان وإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في عام 2013. وبدأ العمل على بنائه في عام 2018، بمشاركة مقاولين من كلا الجانبين، في خطوة تعكس روح التعاون عبر الحدود. يُعد الجسر مشروعًا حيويًا لكلا البلدين، بتمويل كامل من الحكومة الكندية بتكلفة تقدر بـ 6.4 مليارات دولار. ويُتوقع أن يتم استرداد هذه التكلفة عبر رسوم العبور، التي يُرجح أن تتجاوز 70 مليون دولار سنويًا. اللافت أن رسوم العبور ستُفرض فقط على القادمين من الجانب الكندي، بينما يُعفى العابرون من ولاية ميشيغان منها. ورغم التقدم الكبير في أعمال البناء، إلا أن المناخ السياسي تغير كثيرًا. فقد أدى فرض الرسوم الجمركية من قبل إدارة ترامب إلى توتر ملحوظ في العلاقات، وزيادة الحذر الشعبي والسياسي الكندي، خاصة بعد صعود مارك كارني إلى رئاسة الوزراء في كندا بحملة انتخابية تعهد فيها بموقف صارم تجاه واشنطن. هذا التوتر يثير مخاوف حول انخفاض عدد مستخدمي الجسر مقارنة بالتوقعات الأصلية، التي كانت تشير إلى عبور نحو 6000 شخص يوميًا. إلا أن الانخفاض في حركة المعابر الحدودية، وخاصة في وندسور التي سجلت تراجعًا بـ 67000 مركبة في مارس مقارنة بالعام الماضي، قد يؤثر على العائدات المتوقعة، وفقا لـ "نيوزويك". الجسر من النوع المعلق بالكابلات، حيث تتصل الكابلات مباشرة بأبراج الجسر بدلاً من استخدام الكابلات الضخمة التقليدية، ما يمنحه مظهرًا عصريًا وقدرة عالية على تحمل الأوزان. وقال شارل فان نيكيرك، المدير التنفيذي لهيئة جسر وندسور-ديترويت: "هذا الجسر لا يربط بلدين فقط، بل يعكس أيضًا علاقة تاريخية وبيئة مجتمعية موحدة بين ديترويت ووندسور، وميشيغان وأونتاريو، وأمريكا وكندا". من جانبها، أوضحت هيذر غروندين، كبيرة مسؤولي العلاقات في الهيئة، أن توقيت الافتتاح يعتمد على الظروف المناخية وسير موسم البناء، متوقعة أن يتم التشغيل الكامل للجسر بين شهري أكتوبر ونوفمبر من عام 2025.

الذهب سلاح الصين السري..هل يغير المشهد المالي؟
الذهب سلاح الصين السري..هل يغير المشهد المالي؟

البيان

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • البيان

الذهب سلاح الصين السري..هل يغير المشهد المالي؟

تُواصل الصين تكديس الذهب بوتيرة متسارعة، في خطوة تُعد جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتعزيز الاستقلال المالي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية. لماذا تُكدّس الصين الذهب؟ 1- التحوّط من العقوبات الأمريكية تسعى الصين إلى حماية أصولها من المخاطر المرتبطة بالسياسات الأمريكية، خاصة بعد تجميد الأصول الروسية بالدولار عقب الحرب الروسية الأوكرانية ، فالذهب يُعتبر أصلًا آمنًا لا يمكن تجميده أو مصادرته بسهولة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للتحوّط من العقوبات المحتملة. 2- تقليل الاعتماد على الدولار تُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود الصين لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، حيث انخفضت حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوى منذ عام 2009، وبلغت 759 مليار دولار في عام 2024، مع توجيه الاستثمارات نحو الذهب وأصول أخرى غير مقومة بالدولار. 3- تعزيز مكانة اليوان عالميًا من خلال دعم احتياطياتها بالذهب، تسعى الصين إلى تعزيز ثقة الأسواق العالمية في عملتها الوطنية، اليوان، مما يُمكّنها من توسيع استخدامها في التجارة الدولية وتقليل هيمنة الدولار. 4- الاستجابة للتقلبات الاقتصادية الداخلية في ظل التحديات التي تواجهها الأسواق العقارية والأسهم المحلية، يُقبل المستثمرون الصينيون على الذهب كملاذ آمن، حيث شهدت صناديق الذهب تدفقات قياسية بلغت 70 طنًا (7.4 مليارات دولار) في أبريل 2025، وهو أعلى مستوى شهري على الإطلاق.، وفقاً لـ "نيوزويك". تأثير ذلك على أسعار الذهب عالميًا أدى الطلب المتزايد من الصين إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية، حيث تجاوزت 3500 دولار للأونصة، قبل أن تستقر فوق 3300 دولار، بزيادة تقارب 40% مقارنة بالعام السابق. التوقعات المستقبلية تشير التوقعات إلى استمرار الصين في تعزيز احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز الاستقلال المالي وتقليل الاعتماد على الدولار، مما قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالميًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store