
السعودية تشدد على رفض تصريحات تهجير الفلسطينيين/رد مصري جديد على نتنياهو: تصريحات مضللة ومرفوضة/اتهامات البرهان لـ«حزب البشير» تثير ردود فعل واسعة ومتباينة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 10 فبراير 2025.
الاتحاد: إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في شمال الضفة الغربية
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، توسيع نطاق العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية، لتشمل مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، الذي يقطنه نحو 13 ألف نسمة، في الوقت الذي ينفذ فيه عملية عسكرية مماثلة في مخيم جنين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه استكمل الانسحاب من محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة من الشرق إلى الغرب. وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي ادرعي، عبر منصة «إكس»: «بدأت قوات كبيرة من الجيش، وحرس الحدود، وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) العمل، الليلة الماضية، في مخيم طولكرم، واستهدفت القوات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين واعتقلت آخرين».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، مقتل امرأتين فلسطينيتين، إحداهما حامل في شهرها الثامن برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرق طولكرم شمال الضفة الغربية، والذي يشهد تصعيداً في أعمال القتل والعنف من قبل القوات الإسرائيلية.
وأضافت الوزارة أن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياة الجنين والأم بسبب إعاقة الاحتلال نقل الإصابات إلى المستشفى.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته على مدينة جنين ومخيمها بشمال الضفة الغربية لليوم الـ20 على التوالي، مخلفاً 25 قتيلاً وعشرات الإصابات.
وفي 21 يناير، أطلق الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، والشرطة، عملية عسكرية واسعة في جنين بالضفة الغربية تحت اسم «السور الحديدي»، بزعم «القضاء على التهديد الأمني».
ووفق وكالة الأنباء والمعلومات (وفا) أمس، عثرت طواقم الدفاع المدني على شاب مصاب بالرصاص الحي في الفخذ داخل مخيم جنين بعد فقدان الاتصال به منذ 19 يوماً. وأفادت مصادر محلية بأن الدمار الهائل والخراب الكبير في منازل وممتلكات المواطنين في مخيم جنين تكشف بعد انسحاب آليات الاحتلال من أحياء قليلة داخله وإعادة تمركزها في أحياء أخرى. وظهرت بعض البيوت وقد سويت بالأرض بشكل كامل، فيما انتشر الدمار في الشوارع والبنى التحتية والسيارات والممتلكات الخاصة بالمواطنين. وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، في تصريح صحفي، إن عدد النازحين من المخيم تجاوز الـ15 ألف شخص بواقع 3500 أسرة، متوزعين على بلدات وقرى عدة في المحافظة، وأكثرها بلدة برقين غرب جنين.
وأكد أن الاحتلال مستمر في هدم وحرق منازل المواطنين في المخيم، مضيفاً أن الحصار الذي استمر على مدينة جنين لأكثر من عامين ماضيين فاقم من سوء الوضع الاقتصادي. وطبقاً للوكالة، تواصل طائرات الاحتلال المسيرة التحليق في سماء المخيم، حيث ألقت قنابل في ساحة المخيم وشوارع أخرى عدة أكثر من مرة.
وفي شأن اتفاق الهدنة، توجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، أمس، لمناقشة تفاصيل اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى، بحسب موقع «أكسيوس» الأميركي.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن المحادثات ستكون في الغالب «تقنية ورمزية»، مرجعين السبب إلى أن مجلس الوزراء الأمني لم ينعقد بعد ليقرر حجم التفويض الممنوح لفريق التفاوض بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة. وأفاد الموقع بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم خلال وجوده في واشنطن خطة لإنهاء الحرب مقابل تخلي «حماس» عن السلطة في قطاع غزة.
ودعا عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني جانتس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة وتبادل الأسرى على الفور، مشدداً على أن عودة المحتجزين الإسرائيليين تعتبر الأولوية الأولى لهذه الحرب.
وفي خطوة متوقعة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فككت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مواقعها ونقاطها العسكرية وسحبت الدبابات من مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين بقطاع غزة، وسمح للمركبات بالمرور في الاتجاهين بين شمال وجنوب القطاع.
استكمل الانسحاب
قال مصدر بوزارة الداخلية في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي انسحب مئات الأمتار إلى منطقة ملكة شرق صلاح الدين، كما سحب كل الآليات العسكرية. وأشار المصدر إلى استمرار وجود المراقبين الأميركيين والمصريين الذين يشرفون على تفتيش السيارات العائدة من الجنوب إلى الشمال، في حين لا تخضع المركبات المتجهة لجنوب القطاع للتفتيش.
كان الجيش الإسرائيلي، أعلن في وقت سابق أمس، أنه استكمل الانسحاب من محور نتساريم، ضمن الخطوات المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.
واحتلت القوات الإسرائيلية منذ شهور الحرب الأولى مفترق نتساريم، وهو ممر يتجاوز طوله ستة كيلومترات جنوبي مدينة غزة، ويمتد من الحدود الإسرائيلية إلى البحر المتوسط.
السعودية تشدد على رفض تصريحات تهجير الفلسطينيين
أعلنت الخارجية السعودية، أمس، رفض المملكة القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين، واعتبرتها تستهدف صرف النظر عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وشددت الخارجية السعودية، حسبما ورد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وأضافت أنهم ليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها، يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، معتبرة أن هذه التصريحات تعبر عن عقلية متطرفة محتلة، لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض.
وأضاف البيان: تُشير التصريحات إلى أن أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني لمدة تزيد على 75 عاماً، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة ومن ذلك حق الإنسان في العيش بكرامة على أرضه.
وأكدت السعودية، وفق البيان، رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي.
وجددت المملكة التأكيد على أن حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.
وثمنت المملكة ما أعلنته دول عربية عدة من شجب واستهجان ورفض تام لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما ثمنت أيضاً مواقف تلك الدول التي تؤكد مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية.
ولاقت تصريحات نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، تنديداً عربياً واسعاً، وصفتها بأنها منفلتة ومستفزة وغير مقبولة، وتمثل مساساً مباشراً بالسيادة السعودية.
وأشار بيان الخارجية السعودية إلى أن العقلية الإسرائيلية المتطرفة المحتلة، لا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساساً؛ فقد دمرت قطاع غزة بالكامل، وقتلت وأصابت ما يزيد على 160 ألفاً أكثرهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية.
ونددت الإمارات وقطر والكويت والأردن ومصر والعراق وفلسطين بتجاوزات رئيس الوزراء الإسرائيلي الاستفزازية وعدتها خرقاً سافراً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة.
وقال جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن هذه التصريحات الخطيرة وغير المسؤولة تؤكد نهج قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدم احترامها للقوانين والمعاهدات الدولية والأممية وسيادة الدول.
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أمس تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن إقامة دولة فلسطينية في السعودية «انفصالاً تاماً عن الواقع».
ودان مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشدة التصريحات الإسرائيلية، التي تحرِّض ضد المملكة، وتطالب ببناء دولة فلسطينية على أراضيها، في مساس مباشر بالسيادة السعوديَّة، وخرقٍ واضحٍ للقوانين والمواثيق الدولية.
الخليج: رد مصري جديد على نتنياهو: تصريحات مضللة ومرفوضة
جددت مصر رفضها التام لأي تصريحات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني، وتضامنها مع سكان غزة الذين يتمسكون بأرضهم. وأعربت عن استهجانها للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لإحدى القنوات الإعلامية الأمريكية، السبت، التي ادعى خلالها أن مصر هي التي تمنع مغادرة الفلسطينيين لقطاع غزة. وأكدت مصر في بيان صدر من وزارة خارجيتها، مساء الأحد، أن تلك التصريحات تتضمن ادعاءات وتضليلاً متعمداً ومرفوضاً يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة، وقيامها بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني، وآخرها أكثر من 5000 شاحنة من مصر منذ وقف إطلاق النار وتسهيل عبور الجرحى والمصابين ومزدوجي الجنسية، بحسب القاهرة الإخبارية. وأضاف البيان أن تلك التصريحات تستهدف التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية الفلسطينية من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلاً عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين. وأشار البيان إلى التمسك بالثوابت المصرية والعربية الراسخة والمرتكزة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
«الاستشارية الليبية» تدشن أعمالها.. وخوري تأمل تحقيق الأهداف
أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس الأحد، انطلاق أعمال اللجنة الاستشارية خلال اجتماع افتتاحي عقد في العاصمة طرابلس، بحضور عدد من الشخصيات السياسية الليبية وممثلي البعثة،
فيما أفاد مكتب النائب العام، أمس الأحد بأنه تم العثور على جثث 28 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء في مقبرة جماعية قرب مركز احتجاز «غير قانوني» في منطقة الكفرة بأقصى جنوب شرق ليبيا.
وأكدت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري، أن اللجنة الاستشارية تُعد جزءاً من العملية السياسية الشاملة، مشددة على أنها «بملكية وقيادة ليبية»، وتهدف بشكل أساسي إلى كسر الجمود السياسي الحالي الذي يعرقل التقدم نحو الاستحقاقات الوطنية.
وأضافت خوري أن اللجنة ليست هيئة لاتخاذ القرارات، بل ستكون مهمتها إعداد مقترحات سليمة من الناحية التقنية وقابلة للتطبيق سياسياً لمعالجة القضايا الخلافية المتعلقة بالإطار الانتخابي، ما يسهم في تهيئة الأرضية اللازمة للانتقال إلى مراحل أكثر تقدماً في العملية السياسية.
وأشارت إلى أن عمل اللجنة الذي نأمل ينتهي في أقصر وقت ممكن، سيقوم بالبناء على الأطر والقوانين الليبية القائمة، بما في ذلك الاتفاق السياسي الليبي وخريطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي والقوانين الانتخابية للجنة (6+6)، معربة عن الأمل في أن تحقق هذه اللجنة من خلال خبرات وكفاءة أعضائها الهدف المرجو منها، وأن تكون منصة مثمرة لمناقشات بنّاءة واقتراح خيارات عملية وقابلة للتنفيذ سياسياً تمهّد الطريق لإجراء انتخابات وطنية.
وأوضحت أن اللجنة ستكون محددة المدة، على أن تقدم نتائج أعمالها إلى البعثة الأممية في ختام مهامها، استعداداً للمراحل اللاحقة من العملية السياسية الهادفة لتحقيق الاستقرار وبناء توافق وطني شامل.
من جهة أخرى، أفاد مكتب النائب العام، أمس الأحد بأنه تم العثور على جثث 28 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء في مقبرة جماعية قرب مركز احتجاز «غير قانوني» في منطقة الكفرة بأقصى جنوب شرق ليبيا.واوضح أن الجثث عثر عليها خلال عملية لقوات الأمن استهدفت مركز احتجاز تستخدمه شبكة للاتجار بالبشر، كان يضم 76 مهاجرا آخرين من إفريقيا جنوب الصحراء.واضاف المصدر نفسه أن التحقيق اتاح كشف وجود «منظمة إجرامية تمتهن الاتجار بالبشر» ويقوم أفرادها بتعذيب المهاجرين غير النظاميين وإساءة معاملتهم، لافتا الى توقيف ثلاثة أشخاص خلال العملية هم ليبي وأجنبيان.
الى ذلك، حركت النيابة العامة الدعوى الجنائية في مواجهة مسؤول فرع جهاز خفر السواحل- زوارة، وأمرت بحبس أربعة أفراد من منسوبي الجهاز، بتهمة التخطيط لنقل 37 مهاجراً غير شرعي إلى شمال المتوسط عبر البحر.
الاشتباكات الحدودية بين لبنان وسوريا تتصاعد بالمدفعية والصواريخ
تجددت الاشتباكات الحدودية أمس الأحد بين لبنان وسوريا، بعد هدوء حذر ساد ساعات الليلة الماضية. وشهدت المنطقة الحدودية اشتباكات عنيفة، سيما في قرى حاويك وجرماش وهيت الواقعة في ريف القصير الغربي، فيما ناشدت عشائر في البقاع الشمالي الدولة اللبنانية بالتدخل لحل الأوضاع المأزومة، ملوحين بالتصعيد دفاعاً عن ممتلكاتهم.
وأعلن الجيش اللبناني، أمس الأحد، أنه سيتخذ الإجراءات المناسبة على الحدود مع سوريا وفقاً للتطورات، وذلك إثر تجدد الاشتباكات عند الحدود وسقوط قذائف في عدد من البلدات الحدودية اللبنانية، تحديداً قنافذ والكواخ، في إطار تبادل للقصف المدفعي والصاروخي العنيف على الحدود الشمالية لمنطقة الهرمل.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية اللبنانية، أن مناطق عند الحدود اللبنانية السورية تعرّضت ظهر أمس لقصف من مرابض المدفعية التابعة لقوات الإدارة السورية الجديدة في منطقة القصير السورية.
وتوجهت العائلات وعشائر وأهالي البقاع الشمالي بنداءٍ عاجل إلى الدولة اللبنانية، مطالبين بالتدخل الفوري لحل الأوضاع المأزومة عند الحدود مع سوريا. وأكدوا أنهم لا يملكون خياراً آخر سوى الدفاع عن ممتلكاتهم، ما يعكس إصرارهم على حماية أراضيهم من أي تهديد.
وصدر بيان موقع من قبل عائلات وعشائر وأهالي البقاع الشمالي، ناشدوا فيه الدولة اللبنانية بالتدخل العاجل لحمايتهم من الاعتداءات على أراضيهم. وقد عبّروا عن خيبة أملهم من تجاهل الدولة لمطالبهم طيلة الفترة الماضية، رغم إصرارهم على الاندماج في مؤسسات الدولة.
كما دعا البيان رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة اللبنانية للعمل الفوري للتواصل مع القيادة السورية الجديدة من أجل حماية السيادة اللبنانية.
وكان الجيش اللبناني قد أعلن السبت، أنه سيقوم بالرد على مصادر النيران التي تستهدف الأراضي اللبنانية. وفي بيان نشر نسخة منه على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت هيئة أركان الجيش اللبناني تلقيها أوامر بالرد على مصادر النيران التي تستهدف الأراضي اللبنانية عبر سوريا.
وأكد الجيش في بيانه «أن الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الحدود باشرت بالفعل بالرد بالأسلحة المناسبة على هذه الاعتداءات».
وتشهد المنطقة الحدودية اشتباكات عنيفة، خصوصاً في قرى حاويك وجرماش وهيت الواقعة في ريف القصير الغربي. ودارت الاشتباكات بين عناصر تابعين للإدارة السورية الجديدة، وعشائر لبنانية من منطقة الهرمل.
ومساء السبت، ردت وحدات من الجيش اللبناني على مصادر نيران أطلقت من الأراضي السورية واستهدفت الأراضي اللبنانية، حسب بيان لقيادة الجيش.
والخميس الماضي، دارت الاشتباكات عندما تقدمت قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة باتجاه بلدة حاويك الحدودية، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق قالت هذه الإدارة: إنها أطلقتها بهدف «إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات».
ورغم أن هوية الطرف الثاني الذي انخرط في المواجهة لم تعرف بدقة، أشارت عدة مصادر إعلامية متقاطعة من سوريا ولبنان إلى أنه يتمثل في «مسلحي عشائر»، متهمين بالوقوف وراء عمليات التهريب.
ولم ينكر الجانب السوري مسؤوليته عن مصدر إطلاق النار، وأعلن القبض على عدد من المطلوبين وضبط كمية من السلاح والممنوعات بحوزتهم.
وتأتي الاستهدافات في إطار حملة أمنية أطلقتها السلطات السورية الجديدة في مناطق بريف حمص الحدودية مع لبنان، لاستهداف تجار ومروجي المخدرات ومهربيها عبر الحدود بين البلدين، كما تهدف العملية إلى «إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات».
البيان: موقف عربي قاطع: كلام نتانياهو حول السعودية أوهام
أكدت السعودية ودول عربية عدة أمس الرفض القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني وإقامة دولة له في المملكة.
وقالت الخارجية السعودية في بيان «تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي».
وأضافت أن «هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساساً».
وأكدت أنّ «الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم».
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط تصريحات نتانياهو «انفصالاً تاماً عن الواقع»، مشيراً إلى أنها «أوهام لا وجود لها إلا بأذهان من ينطقون بها»، في تأكيد على موقف أصدرته الإمارات ومصر وقطر وعدد من الدول العربية الأخرى.
مجلس التعاون
وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي بشدة التصريحات الإسرائيلية ضد السعودية. وقال البديوي في بيان إن «هذه التصريحات الخطيرة وغير المسؤولة تؤكد نهج الاحتلال الإسرائيلي في عدم احترام القوانين والمعاهدات الدولية والأممية وسيادة الدول».
وجدد البديوي تأكيد الموقف «الثابت والراسخ» للسعودية ودول مجلس التعاون في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالإضافة إلى الجهود الكبيرة والقيمة التي تبذلها لدعم القضية الفلسطينية. ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف بشكل «جاد وحاسم» ضد التصريحات الإسرائيلية العدوانية، والتي تشكل تهديداً وخطراً على أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.
كما أدان مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشدة التصريحات الإسرائيلية، التي تحرِّض ضد المملكة العربية السعودية، وتطالب ببناء دولة فلسطينية على أراضيها، في مساس مباشر بالسيادة السعوديَّة، وخرقٍ واضحٍ للقوانين والمواثيق الدولية.
وأعرب المجلس في بيان عن تضامنه مع المملكة والموقف العربي الرافض لمثل هذه المحاولات غير المسؤولة جملةً وتفصيلاً، التي تمس بأمن وسيادة الدول العربية، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءاتٍ جادةٍ لوقف الاستفزازات المستمرة من قِبَل إسرائيل.
«البيان الوزاري».. تحد جديد أمام حكومة لبنان
غداة صدور مراسيم الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نوّاف سلام، اتجهت الأنظار إلى الخطوة الثانية الأصعب، المتمثلة في صياغة البيان الوزاري للحكومة العتيدة.. فهل سيتمّ التوافق عليه بسرعة بين أعضاء لجنة الصياغة، أم سيستلزم المزيد من «شدّ الحِبال»، وبالتالي المزيد من الانتظار الثقيل؟
واعتباراً من الثلاثاء المقبل، موعد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء الجديد، سيكون انطلاق عمل اللجنة الوزاريّة لصياغة البيان الوزاري، النقطة المثيرة الجديدة التي ستتركّز عليها الأنظار، وذلك من بوّابة كون هذا البيان سيتضمّن التوجّهات والالتزامات الإصلاحية كما السياديّة، عملاً بخطاب القسم لرئيس الجمهورية وبيان رئيس الحكومة، لجهة تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل. ويتساءل لبنانيون عن مصير بعض العناوين في البيان الوزاري الجديد، مثل معادلة (جيش، شعب، مقاومة)، والإصلاح ومحاربة الفساد والقطاع المصرفي والمواعيد الدستورية وإعادة الإعمار. والأهمّ من كل ذلك، هل سيكون في لبنان جيش واحد يتولّى وحده الاستراتيجية الدفاعية من دون شريك؟
معطيات.. وتحديات
ثمة من يصر داخلياً وخارجياً على عدم ذكر مسألة المقاومة، وعلى اعتماد ما ورد في خطاب القسم وفي الدستور، لجهة الدفاع عن لبنان وحصره بالدولة اللبنانية، ما يعني، بحسب مصادر تطويق «حزب الله» سياسياً ومعنوياً. أما تطبيق اتفاق وقف النار، فهو أول الاستحقاقات أمام الحكومة وأهمّها. كما ستكون الحكومة أمام موجة جديدة من الضغوط المرتبطة بملفات كثيرة، أبرزها عسكرياً في جنوب الليطاني وشماله.
وأشارت أوساط حكومية لـ«البيان» إلى أن هذه الحكومة، بظروف تشكيلها وبالتعهدات التي قطعها على نفسه رئيسها في بياناته المتعاقبة، وصولاً إلى بيان ما بعد التشكيل، الذي يُعدّ أساساً للبيان الوزاري المقبل، تجعل منها أقرب إلى انطلاقة التحدّي الكبير للزمن الجديد.
وبحسب المصادر الحكومية نفسها، فإن السِمة الأبرز للحكومة الجديدة، تمثلت بسقوط «الثلث المعطّل»، مع ما يعنيه الأمر من عدم وجود خشية من أيّ تعطيل في مسار العمل الحكومي.
وهذه المرّة الأولى في تاريخ لبنان التي يحصل فيها رئيس الحكومة على أكثرية الوزراء في حكومته، فله فيها بشكل مباشر 8 وزراء، وشارك بتسمية وزراء آخرين، بينما حصل رئيس الجمهورية على 3 وزراء، وثنائي «حركة أمل»- «حزب الله» على 4 وزراء، وحزب «القوات اللبنانية» على 4 وزراء، بالإضافة إلى وزيرين لـ«الحزب التقدّمي الاشتراكي»، ووزير لحزب «الكتائب اللبنانية» وآخر لحزب «الطاشناق».
تريليون قدم مكعب.. هل يريد ترامب السيطرة على احتياطيات الغاز الطبيعي في غزة؟
اقترح دونالد ترامب الرئيس الأمريكي أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتنقل سكانه إلى مصر أو الأردن المجاورتين مشيراً إلى أنه يفكر في تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"لكن خبراء أشاروا إلى أن احتياطات غزة من الغاز الطبيعي هي السر المخفي وراء غبة ترامب في السيطرة على القطاع.
وبحسب نيوزويك يرى بعض الخبراء أن خطة ترامب هي ستار دخاني لإخفاء سياسة الطاقة لديه، ففي الأسبوع الماضي كتبت صحيفة آسيا تايمز أن خطة ترامب "تتعلق كلها بالغاز الطبيعي"، في حين أشار أحد الكتاب في بلومبرغ إلى إنه ينتظر "أول تقرير مروع يزعم أن الرئيس ترامب يسعى إلى الغاز الطبيعي في غزة".
وتطالب غزة بمساحة من الأراضي تحت الماء تحتوي على احتياطيات من الغاز الطبيعي تصل إلى نحو تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يكفي لتزويد الأراضي الفلسطينية بالطاقة مع إمكانات إضافية للتصدير.
وكانت دارات مناقشات سابقة على مدى عقدين من الزمان لتحديد أفضل السبل لاستغلال الحقل وتم إحراز تقدم ضئيل حيث واجهت حقوق الحفر والتراخيص نقاشات وتأخيرات في منعطفات مختلفة.
وكان التطور الأخير قبل هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 هو التطوير الأولي لحقل غزة البحري، سعياً إلى التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية ومصر وفقاً لرويترز.
ويرى بعض الخبراء أن هدف ترامب على المدى الطويل هو السيطرة على غزة من أجل الوصول إلى الغاز الطبيعي في حقل غزة البحري، لكن بريندا شافر، خبيرة الطاقة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وكلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية، قالت إن العمل المطلوب لن يكون ذا عوائد مشيرة إلى أن تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لا يمثل كمية كبيرة من الغاز بالنظر إلى كمية الغاز التي تستهلكها الولايات المتحدة يومياً.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن الولايات المتحدة استهلكت في عام 2023 نحو 376 مليون جالون من البنزين النهائي يوميا، أي نحو 8.94 ملايين برميل يوميا.
وبحلول نهاية عام 2022، كان لدى الولايات المتحدة احتياطيات إجمالية مؤكدة من الغاز تبلغ حوالي 691 تريليون قدم مكعب، مما يجعل تريليون قدم مكعب من غزة بمثابة قطرة في دلو الولايات المتحدة، لكن في المقابل من شأن هذا الرقم أن يغير حياة غزة نفسها.
وقالت شافر "إن ما يميز حقل غزة البحري هو قدرته على توفير الكهرباء لغزة لمدة تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر عاماً، كما يمكن أن يوفر الحقل كميات إضافية لمصر، ولكن مشكلة التمويل تبقى عائقاً، لأن تطوير حقل بحري يتطلب قدراً كبيراً من المال.
لكن البعض وصف فكرة ترامب في السيطرة على غاز غزة بأنها "الفكرة الأسوأ" والتي "لن تنجح"، في حين اقترح آخرون أن الخطة هي "تكتيك تفاوض ذكي".
العين الإخبارية: قرار سوري «بتجميد»نشاط الإخوان..«العين الإخبارية» تكشف التفاصيل
كشفت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن الإدارة السورية الجديدة مررت رسالة إلى المراقب العام لجماعة الإخوان تطالبه بتجميد النشاط في الوقت الراهن.
ولم تذكر المصادر توقيت الرسالة التي مررها الرئيس السوري أحمد الشرع لجماعة الإخوان ومراقبها العام في سوريا عامر البوسلامة.
إلا أن "العين الإخبارية" علمت عبر مصادر مطلعة، أن قرار دمشق كان محور نقاشات متوترة خلال اجتماع لقادة التنظيم الدولي عُقد في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقالت المصادر إن مقربًا من الرئيس السوري أبلغ المراقب العام للجماعة البوسلامة برغبة دمشق في تجميد نشاط الإخوان.
وأوضحت أن البوسلامة نقل فحوى رسالة الشرع إلى عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان والمراقب العام السابق لإخوان سوريا محمد حكمت وليد.
لجأوا لوساطة دولة
وتوافق قادة التنظيم الدولي خلال الاجتماع الذي انعقد في دولة إقليمية بارزة تقيم علاقة وثيقة مع الشرع، على طلب وساطتها، لتفادي قرار تجميد نشاط الجماعة في سوريا.
كما تسعى الجماعة إلى حث الرئيس السوري على السماح للإخوان بالمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا له الشرع في وقت سابق من العام الجاري.
وتكافح الإدارة السورية الجديدة من أجل الانفتاح على دول الإقليم بما في ذلك دول تحظر جماعة الإخوان وتعتبرها تنظيمًا إرهابيًا.
وكانت التكهنات تشير إلى إمكانية أن تلعب جماعة الإخوان دورًا أكبر في الإدارة السورية الجديدة، وعزز هذه التكهنات تعيين عبيدة الغضبان المعروف بقربه من الإخوان في منصب مدير الأبحاث والدراسات في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية السورية.
وفي هذا الصدد، أوضحت المصادر أن توقعات انفتاح الإدارة السورية الجديدة على جماعة الإخوان كانت سببًا في الارتباك الذي ساد خلال اجتماع التنظيم الدولي.
مشاركون في اجتماع التنظيم الدولي
وشارك في اجتماع التنظيم الدولي مجموعة من قادة الجماعة البارزين من بينهم أحمد كاظم الراوي القيادي بالتنظيم الدولي في أوروبا، وأنس التكريتي رئيس جمعية قرطبة المرتبطة بالإخوان في بريطانيا سابقًا والقيادي بالتنظيم الدولي، وعزام الأيوبي المراقب العام السابق للإخوان في لبنان (يعرف فرع الجماعة بالجماعة الإسلامية) وممثل الجماعة في التنظيم الدولي.
وعلى ما يبدو كانت الآمال بأن تؤسس الجماعة في دمشق مركزًا نشطًا لتعويض خسارتها في كل من مصر وتونس والسودان.
وحظرت القاهرة جماعة الإخوان بعد عام واحد في السلطة بعد ثورة شعبية ضد سياساتها، وأحيل غالبية قادتها للمحاكمة في اتهامات تتعلق بالإرهاب.
وتكرر الأمر في تونس مع ضغوط شعبية على الرئيس قيس سعيد بحل البرلمان الذي هيمنت عليه الجماعة، وتعديل دستور مر خلال عقد لهم في السلطة.
كما أطاحت الثورة في السودان بآمال الإخوان في الاحتفاظ بمركز قوي في الإقليم، فيما تبددت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع فرص الجماعة في استعادة التوازن في البلد الأفريقي.
ولا تتمتع جماعة الإخوان بوجود قوي في سوريا في الفترة الحالية وتنشط الجماعة بالأساس انطلاقًا من دول الجوار السوري، إذ تحولت لما يشبه حركة معارضة في المهجر.
الشرق الأوسط: اتهامات البرهان لـ«حزب البشير» تثير ردود فعل واسعة ومتباينة
تباينت التفسيرات والتحليلات بشأن خطاب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي حذر فيه حزب «المؤتمر الوطني» الإسلامي، الذي كان يتزعمه الرئيس المعزول عمر البشير، من المزايدات في الحرب وسعيهم للعودة إلى السلطة.
اعتبر محللون أن حديث البرهان بمثابة «رسالة طمأنة للخارج» برفض وجود الإسلاميين في الحكم، فيما فسره آخرون بأنه «انفجار متحكم فيه للصراع المكتوم داخل التحالف الداعم للحرب»، أو «مناورة» لإسكات الأصوات القلقة من عودة الإسلاميين للحكم وسيطرتهم على قرار الجيش والدولة، أو ربما انعكاس لصراع حقيقي بين الإسلاميين والبرهان شخصياً.
وصدرت ردود فعل كثيرة من جانب الإسلاميين؛ إذ سارع حزب «المؤتمر الوطني» إلى استنكار ما ورد في خطاب البرهان، قائلاً: «اتهام البرهان لحزبنا بأنه يريد أن يحكم أو يعود للسلطة على أشلاء السودانيين، يكذبه التاريخ القريب في التغيير (الذي حدث في) أبريل (نيسان) 2019 حين قررنا التنحي السلمي عن السلطة»، في إشارة إلى إسقاط نظام البشير الذي كان يسيطر عليه الإسلاميون.
وتوعد البيان، الموقع باسم رئيس الحزب، أحمد هارون، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بعدم السماح بمصادرة «إرادتهم» بعد نهاية الحرب، وقال: «نحن حزب ضاربة جذوره في المجتمع السوداني، وما دام الحديث عن فترة انتقالية تنتهي بانتخابات، فمرحباً بصناديق الاقتراع، وحينها لكل حادث حديث».
مناورة ومهادنة
وفي مناورة للحيلولة دون مواجهة مباشرة مع الجيش وقائده، عاد البيان وتبنى رؤية مهادنة، بقوله: «نثمن عالياً موقف البرهان، وجهاده في الحرب، ونقدر قيادته للقوات المسلحة»، داعياً إلى «وحدة الصف لأن المعركة لم تنته بعد».
غير أن موالين للحركة الإسلامية وكتائبها اعتبروا حديث البرهان «خيانة» وطالبوه بالتراجع عنه. وجاء في حديث الصحافي المحسوب على «المؤتمر الوطني»، الهندي عز الدين، أن خطاب البرهان «بلا معنى ولا مبرر ولا منطق ولا مناسبة، وتجاهل دور وتضحيات الإسلاميين الذين قدموا الشهر الماضي 1385 شهيداً».
وسخر عز الدين، في مقطع مصور تداولته المنصات الاجتماعية، من مزاعم أن الخطاب موجه لطمأنة العالم الخارجي، موجهاً حديثه للبرهان: «أنت الآن معاقب من أميركا؛ لذلك فإن تزلف ما يسمى بالعالم الخارجي كلام بلا معنى، ويتجاهل أن الشعب السوداني يحمل التقدير والاحترام لكتائب الإسلاميين، ويتمنى رجوعهم للسلطة».
ومن جهته، قلل المصباح طلحة، قائد «كتائب البراء بن مالك»، إحدى كتائب الإسلاميين التي تقاتل إلى جانب الجيش، من الخطاب ومن مطالبة البرهان بالتوقف عن المزايدات، قائلاً لأنصاره: «نحن ما منتظرين بشر يقيّم شغلنا».
أما الأمين السياسي لحزب «المؤتمر السوداني» والقيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، شريف محمد عثمان، فقد قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الهجوم المباشر الذي شنه البرهان على الإسلاميين للمرة الأولى واتهامهم بالمزايدة تأكيد لمحاولات كتائب الإسلاميين اختطاف انتصارات الجيش ونسبها لأنفسهم، وأنها تقود المعارك وتحقق الانتصارات، وليس الجيش هو من ينتصر».
وهذا ما كان قد قاله صراحة في وقت سابق القيادي الإسلامي الداعية، عبد الحي يوسف، في منتدى سياسي بتركيا، بأن الانتصارات تحققها «المقاومة الشعبية وليس الجيش، وأن الله ساق الحرب من أجل أن يعيد للحركة الإسلامية ألقها وقوتها». وأضاف أن الحركة الإسلامية «لا تثق مطلقاً بالرجل (البرهان) لأنه ليس له دين، وهو أعجز من القضاء على الإسلاميين».
تنافس على الانتصارات
اعتبر شريف عثمان اتهام البرهان المباشر يشير إلى أنه «يريد تأكيد أن الانتصارات الأخيرة على (قوات الدعم السريع) هي انتصارات القوات المسلحة، لتخفيف الضغوط داخل الجيش الغاضب من صمته على محاولات الإسلاميين نسبة انتصارات الجيش لكتائبهم، وأيضاً لتخفيف ضغط الرأي العام المستاء من الظهور اللافت للإسلاميين».
ورأى عثمان في ردود الفعل العنيفة التي واجه بها الإسلاميون خطاب البرهان، تأكيداً على أن تحالفهم مع الجيش مرتبط بـ«مشروعهم السلطوي» وليس دعماً للجيش، قائلاً: «يظهر هذا في حالة الهياج التي واجهوا بها البيان، والتي تكشف أن الحرب مرتبطة بمشروعهم السلطوي، وليست وقوفاً بجانب الجيش».
من جهته، قال المحلل السياسي محمد لطيف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبرز ما في خطاب البرهان هو وصفه لحزب (المؤتمر الوطني) والتيار الإسلامي، بالمزايدة وبمحاولة العودة للسلطة عبر أشلاء السودانيين».
وعلى الرغم من ردود الفعل العنيفة التي صدرت عنهم، قلل لطيف من قراءات لتصريحات البرهان باعتبارها خلافاً كبيراً، انطلاقاً من مجموعة توترات وتناقضات داخل الصف الداعم للحرب، وقال: «جهد الإسلاميين من أجل فرض سيطرتهم على مسار العمليات العسكرية وقيادة القوات المسلحة لا يخفى على أحد؛ لذلك فإن بعض التحليلات التي تعتبر الاتهامات خلافاً جوهرياً غير دقيقة، إن لم تكن خاطئة تماماً».
أزمة مكتومة
واعتبر لطيف رفع كوادر الإسلاميين لافتاتهم أعلى من لافتات الجيش أثناء أي انتصار عسكري يتحقق، أزمة مكتومة بين الطرفين. وأضاف: «هناك أزمة وتوترات بين القوات المشتركة للحركات المسلحة في الفاشر، وبين الجيش والاستخبارات، بسبب القصف الجوي الذي نفذه الجيش وأصاب حلفاءه، وما إذا كان متعمداً أو خطأ».
وأقر لطيف بوجود نذر أزمة بين قائد الجيش والإسلاميين، لكنه اعتبرها شكلاً من أشكال تبادل الأدوار، قائلاً: «الخطاب السياسي والإعلامي تحدث كثيراً عن عدم عودة الإسلاميين للسلطة، لكن أفعال وخطوات البرهان منذ الأيام الأولى للثورة، كانت تصب في صالحهم». وأضاف أن «البرهان أعاد كل كوادر الحركة الإسلامية للسلطة، وأعاد لهم أموالهم، وألغى كل القرارات الصادرة ضدهم».
«حماس»: وفد للحركة بحث في طهران سبل دعم الشعب الفلسطيني
ذكرت حركة «حماس»، الأحد، أن وفداً من قياداتها بحث في طهران مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وقائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، «سبل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته».
وجاء في بيان لـ«حماس» أن رئيس الوفد محمد درويش ناقش في إيران «التطورات الميدانية المتعلقة بالواقع في قطاع غزة ومجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك الأوضاع في الضفة الغربية والقدس والسجون».
وأشار البيان إلى أن عراقجي أكد «دعم الجمهورية الإيرانية للشعب الفلسطيني في كل المجالات، وضرورة محاكمة مجرمي حرب الإبادة وملاحقتهم في كل المحافل».
مقاتلات «إف - 16» العراقية تقصف مخبأ لـ«داعش» في كركوك
قال الجيش العراقي، يوم الأحد، إن طائراته قصفت مبنى يتحصن به عناصر من تنظيم «داعش» في كركوك.
وأوضحت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أن طائرات من طراز «إف - 16» عراقية قصفت مضافة تؤوي عدداً من عناصر تنظيم «داعش» بوادي زغيتون ضمن قاطع عمليات كركوك.
وأشارت خلية الإعلام الأمني العراقية إلى أن القصف جاء «استناداً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني في مطاردة ما تبقى من عناصر عصابات (داعش) المنهزمة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
"المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة
بينما تدخل الحرب الإسرائيلية في غزة مرحلة جديدة من العنف، تتصاعد الأصوات الرافضة لها في إسرائيل، وللطريقة التي تتعامل بها الحكومة. وكان يائير غولان، السياسي اليساري البارز ونائب القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قد أشعل موجة غضب يوم الاثنين عندما قال: "إسرائيل تسير نحو أن تُصبح دولة منبوذة، كما حدث مع جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى رشدنا كدولة". وأضاف أثناء حديثه في برنامج إخباري صباحي في إذاعة إسرائيل: "الدولة العاقلة لا تخوض حرباً ضد مدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية، ولا تتبنى هدفاً يتمثل في إجلاء السكان من مناطقهم". وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تلك التصريحات، ووصفها بأنها "محض افتراء". أما موشيه "بوغي" يعالون، وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، فذهب لما هو أبعد من ذلك في تصريحاته. وقال في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء: "ما يحدث ليس 'هواية'، بل سياسة تتبعها الحكومة، وغايتها النهائية هي التشبث بالسلطة، تلك السياسة تجرّنا نحو الدمار". هذه التصريحات كان لا يمكن تصوّرها، قبل 19 شهراً فقط، عندما اجتاز مسلحو حركة حماس السياج الحدودي إلى داخل إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، واحتجزوا 251 رهينة آخرين في غزة. أما الآن، فغزة غارقة في الدمار، وأطلقت إسرائيل هجوماً عسكرياً جديداً، وعلى الرغم من إعلانها الموافقة على إنهاء الحصار الذي دام 11 أسبوعاً، فإن المساعدات التي وصلت حتى اللحظة لا تزال ضئيلة جداً. وكشف استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن، في حين يؤيد 25 في المئة فقط تصعيد العمليات العسكرية واحتلال غزة. وتصر إسرائيل على تدمير حماس وإنقاذ الرهائن المتبقين، كما يصرّ نتنياهو على قدرته على تحقيق "انتصار كامل"، معتمداً في ذلك على قاعدة دعم شعبية قوية لا تزال متمسكة به. لكن الشعور السائد بين فئات أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي هو "الإحساس باليأس والصدمة، وغياب الشعور بالقدرة على إحداث أي تغيير"، وفقاً لما قاله غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في قضايا الرهائن. وأضاف: "الغالبية العظمى من عائلات الرهائن ترى جميعها أن الحرب يجب أن تنتهي، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق". كما ترى نسبة ضئيلة أن الهدف الرئيسي يجب أن يكون القضاء على حماس أولاً، ثم تحرير الرهائن. وشهد يوم الأحد خروج نحو 500 متظاهر، العديد منهم يرتدون قمصاناً تحمل عبارة "أوقفوا الرعب في غزة"، ورفعوا صوراً لأطفال قُتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية، ونظموا مسيرة من مدينة سديروت إلى الحدود مع غزة، احتجاجاً على الهجوم العسكري الجديد لإسرائيل. ونظمت التظاهرة مجموعة تُطلق على نفسها "الوقوف معاً"، وهي مجموعة صغيرة يتزايد عددها من مواطنين يهود وفلسطينيين داخل إسرائيل يعارضون الحرب، وسعوا إلى إغلاق طريق، واعتُقل قائد المجموعة، ألون-لي غرين، وثمانية آخرون. وقال غرين لبي بي سي: "أعتقد أنه من البديهي ملاحظة وجود صحوة بين الإسرائيليين، وملاحظة تبني المزيد من الأشخاص لموقف صريح". ولفت أوري فيلتمان، أحد نشطاء مجموعة "الوقوف معاً"، إلى أنه يعتقد أن ثمة قناعة تتزايد بأن استمرار الحرب "لا يضر المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يعرض حياة الرهائن، وحياة الجنود، وحياة الجميع منا للخطر". جدير بالذكر أن الآلاف من قوات الاحتياط الإسرائيلية، من مختلف أسلحة الجيش، وقّعوا في شهر أبريل/نيسان الماضي، رسائل تطالب حكومة نتنياهو بوقف المعارك والتركيز على التفاوض من أجل إعادة الرهائن المتبقين. وعلى الرغم من ذلك تتفاوت وجهات النظر الأخرى بين الكثيرين في إسرائيل. وأجرت بي بي سي، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، يوم الأربعاء، مقابلة مع غيديون هاشافيت، عضو في مجموعة تحتج على السماح بدخول المساعدات. ووصف الموجودين في غزة بأنهم "ليسوا أبرياء، لقد اتخذوا قرارهم، عندما اختاروا الانتماء إلى منظمة إرهابية". وأعلنت المملكة المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على بعض من أكثر الفئات تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي، وهي جماعات المستوطنين. وفي أقوى إجراء اتخذته حتى الآن، أوقفت المملكة المتحدة محادثات متعلقة باتفاقية تجارية مع إسرائيل واستدعت سفير الدولة، كما وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، التصعيد العسكري في غزة بأنه "غير مبرر أخلاقياً". كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، إن "أغلبية قوية" من الأعضاء يؤيدون إعادة النظر في هذه الاتفاقية التي مضى عليها 25 عاماً. وشاركت أيضاً المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، يوم الاثنين، في توقيع بيان مشترك شديد اللهجة، يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية، ويحذر من "اتخاذ مزيد من الإجراءات الحاسمة" في حال عدم تحسّن الوضع الإنساني في غزة. وقال فيلتمان: "الأجواء تتغير، والرياح بدأت تعصف في الاتجاه المعاكس".


الزمان
منذ 14 ساعات
- الزمان
ماكرون يرأس اجتماعا بشأن تهديد جماعة الإخوان المسلمين
باريس (أ ف ب) – ترأّس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء اجتماعا أمنيا بعد نشر تقرير يحذّر من جماعة الإخوان المسلمين وانتشار 'الإسلام السياسي' في فرنسا. وناقش الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الحكومة وأهم الوزراء، تقريرا يدعو إلى التحرّك للتعامل مع مسألة تزايد نفوذ الجماعة التي اعتبر أنها تشكّل تهديدا 'للتماسك الوطني' في فرنسا. وبعد الاجتماع، ستتخذ إجراءات 'سيتم الإعلان عن بعضها' فيما ستبقى الأخرى سريّة، بحسب قصر الإليزيه. وأعد التقرير بشأن الجماعة التي تأسست في مصر عام 1928 موظفان رسميان رفيعان بتكليف من الحكومة. وقال الإليزيه إن التقرير 'يحدد بوضوح الطبيعة المناهضة للجمهورية والتخريبية لـ+الإخوان المسلمين+' ويقترح 'طرقا للتعامل مع هذا التهديد'. وتضم كل من فرنسا وألمانيا أكبر نسبة من المسلمين مقارنة مع باقي بلدان الاتحاد الأوروبي. تسعى السلطات الفرنسية لمنع أي انتشار للفكر الإسلامي المتشدد في بلد هزّته سلسلة هجمات جهادية دموية. باتت مسألة التطرف الديني قضية جدلية في ظل تحوّل المشهد السياسي في فرنسا وازدياد شعبية اليمين المتشدد. وأثار التقرير ردود فعل حادة إذ اتّهمت زعيمة اليمين المتشدد مارين لوبن الحكومة بعدم التحرك، قائلة على منصة 'إكس' إنها لطالما اقترحت إجراءات 'للقضاء على الأصولية الإسلامية'. من جانبه، قال رئيس حزبها 'التجمع الوطني' جوردان بارديلا عبر إذاعة 'فرانس إنتر' 'إذا وصلنا إلى السلطة غدا، فسنحظر +الإخوان المسلمين+'. لكن البعض دانوا ما يقولون إنه تزايد رهاب الإسلام في فرنسا. وقال اليساري المتشدد جان لوك ميلانشون على منصة 'إكس' إن 'رهاب الإسلام تجاوز الحد'. واعتبر أن اجتماع 'مجلس الدفاع' الذي ترأسه ماكرون يدعم 'النظريات الوهمية' للوبن ووزير الداخلية الفرنسي المتشدد برونو روتايو. وأشار التقرير الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه إلى تفشي الإسلام السياسي 'من الأسفل إلى الأعلى'، مضيفا أن الظاهرة تمثّل 'تهديدا على الأمدين القصير إلى المتوسط'. وأكدت الرئاسة الفرنسية في الوقت ذاته 'نحن متفقون تماما في قولنا إن علينا ألا نعمم في التعامل مع المسلمين'. وأضافت 'نقاتل ضد الإسلام السياسي وتجاوزاته المتطرفة'. وركّز التقرير على دور 'اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا' والذي وصفه بأنه 'الفرع الوطني لـ+الأخوان المسلمين+ في فرنسا'. – 'هدف خفي وتخريبي' – من جانبه، ندد 'اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا' بـ'الاتهامات التي لا أساس لها' وحذّر من الخلط 'الخطير' بين الإسلام والتطرف. وقال 'نرفض بشدة أي اتهامات تحاول ربطنا بمشروع سياسي خارجي'. وأضاف 'حتى الخلط غير المتعمد بين الإسلام والإسلام السياسي والراديكالية ليس خطيرا فحسب، بل يأتي بنتائج عكسية على الجمهورية نفسها'، محذّرا من 'وصم الإسلام والمسلمين'. وتابع أن 'الاتهام الدائم يشكّل العقول ويثير المخاوف وبكل أسف، يساهم في أعمال العنف'، مشيرا إلى حادثة مقتل المالي أبوبكر سيسيه (22 عاما) بطعنه عشرات المرات بينما كان يصلي داخل مسجد في جنوب فرنسا. وذكرت صحيفة 'لوفيغارو' المحافظة التي كانت أول وسيلة إعلامية تنشر مقتطفات من التقرير 'الصادم' الثلاثاء أن جماعة الإخوان المسلمين 'تسعى إلى إدخال الشريعة إلى فرنسا'. لكن التقرير أفاد بأن 'أي وثيقة لم تظهر مؤخرا رغبة المسلمين في فرنسا بتأسيس دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق قوانين الشريعة هناك'، لافتا مع ذلك إلى أن التهديد حقيقي. وقال التقرير 'لا نتعامل مع حالة انفصالية عدائية' بل مع 'هدف خفي.. ولكنه تخريبي للمؤسسات'. واقترح حزب ماكرون منع القاصرات دون الخامسة عشرة من ارتداء الحجاب الذي اعتبر أنه 'يقوّض بشكل خطير المساواة بين الجنسين وحماية الأطفال'. كما يسعى الحزب إلى 'تجريم أولياء الأمور الذين يجبرون بناتهم دون السن القانونية على وضع الحجاب، بتهمة الإكراه'. وعام 2023، منعت فرنسا طالبات المدارس الحكومية من ارتداء العباءة.


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
الحرب الأوكرانيّة:ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل!سعيد محمّد
الحرب الأوكرانيّة: ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل! سعيد محمّد* امتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديم جدول زمني لمحادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها 'ستبدأ على الفور'. وأعلن بوتين بعد مكالمة هاتفيّة استمرت ساعتين مع نظيره الأمريكي (بعد ظهر الإثنين) ' اتفقنا مع الرئيس الأمريكي على أن روسيا ستقترح ومستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني على مذكرة إطار بشأن تسوية ممكنة تتضمن المبادئ التي سيقوم عليها سلام دائم والتوقيت المحتمل لذلك، ويمكن أن تشمل وقفاً لإطلاق النار لفترة من الوقت إذا تم التوصل إلى اتفاقات معينة'، لكنّه أشار إلى أن الهدف الرئيسي لروسيا من الانخراط في هكذا عمليّة يظل دائماً 'إزالة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة'. وتحدث الزعيمان عبر خط مشفر، الرئيس الروسي من منتجع سوتشي على البحر الأسود، والأمريكي في واشنطن، وتخاطبا بالأسماء الأولى، حيث هنأ بوتين ترامب على ولادة حفيده الأخير. ووصف بوتين للصحافيين المكالمة ب'الصريحة جداً، والمفيدة للغاية'، فيما قال ترامب إنها سارت 'بشكل جيد للغاية'، وقد سألت بوتين 'متى سننهي هذا يا فلاديمير؟'. وتحدث الرئيس الأمريكي بعد المكالمة إلى العديد من القادة بمن فيهم الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ووضعهم في صورة مضمون حديثه إلى الرئيس الروسي. وقال ترامب لاحقاً: ' لقد صرح الفاتيكان، ممثلاً بالبابا (ليو الرابع عشر)، أنه سيكون مهتماً جداً باستضافة المفاوضات (الروسية الأوكرانية المباشرة)، فلتبدأ العملية، وسيكون ذلك رائعاً'، مشيراً إلى أن ذلك 'سيضيف هيبة إضافية إلى الإجراءات'. ولم تعلق مصادر الفاتيكان على تصريحات ترامب حتى الآن. لكن على الرغم من التفاؤل الذي أظهره الرئيس ترامب حول إطلاق اتصالات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنّه حذّر من احتمال إنهاء جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة لأن هناك 'بعض الغرور الكبير المتضمن في المسألة'، وأضاف: 'بدون تقدم، سأنسحب، فهذه ليست حربي، ولدي خط أحمر في رأسي بعده سأتوقف عن الضغط على الجانبين'. من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين (صباح أمس الثلاثاء) تعليقاً على مكالمة بوتين-ترامب: 'لا توجد مواعيد نهائية، ولا يمكن أن تكون هناك أي مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، لكن، بالطبع، الشيطان يكمن في التفاصيل'، مؤكداً أنه 'ستتم صياغة مسودات (لمذكرة الإطار بشأن تسوية ممكنة) من قبل كل من الجانبين الروسي والأوكراني، ومن ثم تبادل تلك المسودات، وبدء اتصالات قد تكون معقدة للتوصل إلى نص مشترك'. وبحسب مصادر صحفيّة، وتصريحات ليوري أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للسياسة الخارجية، فإن المكالمة تضمنت كذلك مناقشة صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا بمجرد انتهاء الحرب، وتبادلاً جديداً محتملاً للسجناء بين البلدين قد يشمل تسعة أشخاص. وقال أوشاكوف إن الزعيمين الروسي والأمريكي يريدان الاجتماع شخصياً وكلفا فرقهما للعمل على التحضير لذلك وإن لم يتم التوافق بعد على مكان لعقده، مؤكداً أن ترامب قال لبوتين: ': فلاديمير، عزيزي، يمكنك أن تتصل بي في أي وقت، وسأكون سعيداً بالرد، والتحدث إليك'. في كييف، شدد زيلينسكي على ضرورة استمرار دور ترامب في التوسط لإنهاء الحرب. وكتب على موقع إكس بعد تلقيه مكالمة الرئيس الأمريكي: 'إن هذه لحظة حاسمة، لكن من الأهمية بمكان بالنسبة لنا جميعا ألا تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن المحادثات والسعي لتحقيق السلام، لأن الشخص الوحيد الذي يستفيد من ذلك هو بوتين. وأنا أشكر كل من يدعم هذا النهج'. وأضاف: 'إذا رفضت روسيا وقف عمليات القتل، ورفضت إطلاق سراح أسرى الحرب والرهائن، وإذا طرح بوتين مطالب غير واقعية، فهذا يعني أن روسيا تواصل إطالة أمد الحرب، وتستحق أن تتصرف أوروبا وأمريكا والعالم حينها وفقاً لذلك، بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات'. ورحب زيلينسكي باقتراح ترامب للفاتيكان كمكان محتمل للمفاوضات المباشرة مع روسيا، وقال: 'أوكرانيا مستعدة لإجراء مفاوضات بأي شكل يحقق نتائج'، وإن تركيا، أو الفاتيكان، أو سويسرا يمكن أن تستضيفها، مشيراً إلى إن كييف وشركائها يسعون إلى أن تكون المفاوضات على صيغة اجتماع رفيع المستوى تحضره إلى جانب أوكرانيا وروسيا كلاً من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا. الحلفاء الأوروبيّون من ناحيتهم لم يكونوا راضين فيما يبدو عن مضمون مكالمة بوتين-ترامب، إذ ثمة خشية بينهم من أن يبرم ترامب في عجلته من أمره لإنهاء القتال اتفاقاً مع بوتين يحصل فيه الأخير على معظم مطالبه على حساب أوكرانيا. ونقلت فايننشال تايمز اللندنية عن رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت قوله إن المكالمة مع ترامب كانت 'بلا شك انتصارا لبوتين'، وإن الزعيم الروسي 'صرف النظر عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وبدلاً من ذلك يمكنه الآن مواصلة العمليات العسكرية في نفس الوقت الذي يمارس فيه الضغط على طاولة المفاوضات'. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين قال المستشار الألماني فريدريك ميرز إن القادة الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على مضمون مكالمته. ويبدو – بحسب رويترز – أن الرئيس الأمريكي قد أبلغ حلفاءه الأوكراني والأوروبيين بأنّ بلاده لا تدعم مبدأ فرض مزيد من العقوبات على روسيا لأن ذلك 'قد يزيد الأمر سوءاً'. ووجه الأوروبيّون قبل عشرة أيّام إنذاراً لروسيا بضرورة قبول وقف غير مشروط لإطلاق النار أو مواجهة مزيد من العقوبات، لكن موسكو تجاهلته ودعت إلى عقد مفاوضات ثنائيّة مباشرة مع الطرف الاوكراني عقدت في اسطنبول يوم الجمعة، وهي الأولى منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. لكن تقدماً لم يتحقق. وتعهد الرئيس ترامب قبل انتخابه بإنهاء الحرب في اليوم الأول من ولايته الثانية، لكن السلام أثبت أنه بعيد المنال مع استمرار التباعد بين مطالب الجانبين. وتريد روسيا أن يتضمن أي اتفاق سلام تقييداً على قدرات وحجم الجيش الأوكراني، ووقف تلقيه إمدادات عسكريّة من الغرب، وأن يقرّ نظام كييف بسلطة موسكو على خمسة أقاليم ضمتها روسيا بما فيها أربعة يسيطر الجيش الروسي بالفعل على معظمها بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. وبينما لا يمانع الروس من التحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوروبيّ، إلا أنهم يرفضون قطعياً مسألة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفيما يتقبل الجانب الأمريكيّ السيادة الروسية على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الروسيّ بالفعل في أوكرانيا، فإن نظام كييف يجد أن تقديم تنازلات بشأن أراضي الجمهوريّة أمر صعب للغاية، كما أن زيلينسكي متردد أيضا في الموافقة على أي شيء قد يقيد حق نظامه في الدفاع عن نفسه في الحروب المستقبلية أو يمنعها من بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية عميقة مع الغرب، ويطالب بتمركز قوات أوروبيّة عبر البلاد كضمانة أمنية. – لندن 2025-05-21