
ثيودور مايمان.. إشعاع المعرفة وذكرى الانطلاقة الأولى لليزر
أخبارنا :
يصادف غداً السادس عشر من مايو، اليوم العالمي للضوء، بوصفه مناسبة دولية تسلّط الضوء على أهمية العلوم البصرية والتقنيات المعتمدة على الضوء في حياة البشر. وتعود رمزية هذا اليوم إلى تاريخ حاسم في مسيرة العلوم الحديثة، حين نجح الفيزيائي الأمريكي ثيودور مايمان عام 1960، في تنفيذ أول عملية ناجحة لتوليد الليزر باستخدام بلورة الياقوت، فاتحاً بذلك آفاقاً غير مسبوقة في التطبيقات العلمية والطبية والتكنولوجية.
ويُعد هذا الإنجاز علامة فارقة في القرن العشرين، حيث أحدث اختراع الليزر ثورة هائلة امتدت آثارها إلى جميع مناحي الحياة، من استخداماته الطبية الدقيقة في جراحات العيون والأسنان إلى دوره الحيوي في الاتصالات، والقياسات، والصناعة، والتقنيات العسكرية، وصولاً إلى الفنون والترفيه.
ثيودور هارولد مايمان، هو فيزيائي ومخترع أمريكي وُلد في 11 يوليو 1927، وتوفي في 5 مايو 2007. يُعرف عالمياً بأنه مخترع أول ليزر عملي في التاريخ، الذي نجح في تشغيله لأول مرة في 16 مايو 1960 باستخدام بلورة من الياقوت.
حصل مايمان، على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ستانفورد، وعمل لاحقاً في مختبرات هيوز للأبحاث، حيث طور الليزر الياقوتي رغم الشكوك العلمية آنذاك حول إمكانية توليد ضوء مترابط بهذه الطريقة. وقد شكّل نجاحه نقطة تحول في العلوم التطبيقية، وأدى إلى فتح أبواب واسعة أمام تطبيقات الليزر في الطب والصناعة والاتصالات والعلوم العسكرية.
نال مايمان خلال حياته عدة جوائز وتكريمات علمية مرموقة، ورُشح لاحقاً لجائزة نوبل. كما سُجّل اسمه في التاريخ كأحد أبرز العلماء الذين ساهموا في تغيير وجه التكنولوجيا الحديثة، عبر «أشعة الضوء المكثفة» التي أصبحت اليوم جزءاً من حياتنا اليومية.
تأتي الذكرى السنوية لاختراع الليزر هذا العام لتؤكد أهمية دعم البحث العلمي وتعزيز الابتكار في مجالات الفيزياء والهندسة الضوئية، وإلهام الأجيال الجديدة لدراسة العلوم وتطويعها لخدمة الإنسان. كما يشكّل اليوم العالمي للضوء فرصة لتقدير جهود العلماء والمخترعين الذين أضاؤوا الطريق نحو عالم أكثر تطوراً ودقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 6 أيام
- أخبارنا
ثيودور مايمان.. إشعاع المعرفة وذكرى الانطلاقة الأولى لليزر
أخبارنا : يصادف غداً السادس عشر من مايو، اليوم العالمي للضوء، بوصفه مناسبة دولية تسلّط الضوء على أهمية العلوم البصرية والتقنيات المعتمدة على الضوء في حياة البشر. وتعود رمزية هذا اليوم إلى تاريخ حاسم في مسيرة العلوم الحديثة، حين نجح الفيزيائي الأمريكي ثيودور مايمان عام 1960، في تنفيذ أول عملية ناجحة لتوليد الليزر باستخدام بلورة الياقوت، فاتحاً بذلك آفاقاً غير مسبوقة في التطبيقات العلمية والطبية والتكنولوجية. ويُعد هذا الإنجاز علامة فارقة في القرن العشرين، حيث أحدث اختراع الليزر ثورة هائلة امتدت آثارها إلى جميع مناحي الحياة، من استخداماته الطبية الدقيقة في جراحات العيون والأسنان إلى دوره الحيوي في الاتصالات، والقياسات، والصناعة، والتقنيات العسكرية، وصولاً إلى الفنون والترفيه. ثيودور هارولد مايمان، هو فيزيائي ومخترع أمريكي وُلد في 11 يوليو 1927، وتوفي في 5 مايو 2007. يُعرف عالمياً بأنه مخترع أول ليزر عملي في التاريخ، الذي نجح في تشغيله لأول مرة في 16 مايو 1960 باستخدام بلورة من الياقوت. حصل مايمان، على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ستانفورد، وعمل لاحقاً في مختبرات هيوز للأبحاث، حيث طور الليزر الياقوتي رغم الشكوك العلمية آنذاك حول إمكانية توليد ضوء مترابط بهذه الطريقة. وقد شكّل نجاحه نقطة تحول في العلوم التطبيقية، وأدى إلى فتح أبواب واسعة أمام تطبيقات الليزر في الطب والصناعة والاتصالات والعلوم العسكرية. نال مايمان خلال حياته عدة جوائز وتكريمات علمية مرموقة، ورُشح لاحقاً لجائزة نوبل. كما سُجّل اسمه في التاريخ كأحد أبرز العلماء الذين ساهموا في تغيير وجه التكنولوجيا الحديثة، عبر «أشعة الضوء المكثفة» التي أصبحت اليوم جزءاً من حياتنا اليومية. تأتي الذكرى السنوية لاختراع الليزر هذا العام لتؤكد أهمية دعم البحث العلمي وتعزيز الابتكار في مجالات الفيزياء والهندسة الضوئية، وإلهام الأجيال الجديدة لدراسة العلوم وتطويعها لخدمة الإنسان. كما يشكّل اليوم العالمي للضوء فرصة لتقدير جهود العلماء والمخترعين الذين أضاؤوا الطريق نحو عالم أكثر تطوراً ودقة.


Amman Xchange
١١-٠٥-٢٠٢٥
- Amman Xchange
الزعبي: الأردن هش مناخيا.. ويجب تبني تقنيات زراعية مقاومة للجفاف
الغد-عبدالله الربيحات أكد خبير الأمن الغذائي د. فاضل الزعبي، أن الأردن من أكثر المناطق هشاشة مناخيًا، إذ يتسم بندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة أصلًا، ومن ثم فإن التغير المناخي العالمي، يضاعف التحديات المحلية، ويجعلنا أمام ضرورة عاجلة لتبني تقنيات زراعية مقاومة للجفاف، وتحسين كفاءة استخدام المياه، وإعادة النظر بنوعية المحاصيل التي نزرعها. التخفيف من أثر التغيرات المناخية وشدد الزعبي في تعقيبه على تحذير لدراسة جديدة صادرة عن جامعة "ستانفورد" من أنه "بحلول العام 2030 سترتفع درجة حرارة العالم بمقدار 1.5 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية"، مضيفا أن ذلك يتطلب اتخاذ إجراءات للتخفيف من أثر التغيرات المناخية عبر مساري: التكيف، بتبني ممارسات زراعية ذكية مناخيًا كالزراعة الحافظة، وننظم الري بالتنقيط، واستخدام أصناف مقاومة للجفاف، والتخفيف، بالحد من انبعاثات الكربون عالميًا، وهو ما يتطلب التزامًا دوليًا جادًا واتفاقات مناخية أكثر صرامة، تسهم بالتخفيف من حدة التأثيرات المناخية على الزراعة. واعتبر الزعبي، أن البحث العلمي هو البوصلة لفهم تأثيرات التغير المناخي الدقيقة، واقتراح حلول عملية، مشددا على أن المؤسسات الدولية – كمنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي – تؤدي دورًا مهمًا في تمويل برامج التكيف وتطوير السياسات، لكنها بحاجة لدعم سياسي حقيقي من الدول لضمان استدامة التأثير. حر وجفاف غير مسبوقين وبين أن ما نشهده من موجات حر وجفاف غير مسبوقة، ليس مجرد ظاهرة مناخية عابرة، بل ناقوس خطر يهدد أمننا الغذائي مباشرة، مضيفا أن الإنتاج الزراعي العالمي، يتراجع تحت ضغط الحرارة والجفاف، وهذه ليست أزمة بيئية فقط، بل تنموية وإنسانية، تتطلب استجابة فورية ومتكاملة، مبينا أن المطلوب إعادة التفكير بالأنظمة الزراعية، والاستثمار بالتكنولوجيا، والمعلومة، والمزارع، لأن الأمن الغذائي بات مرادفًا للأمن الوطني. وكانت الدراسة، أشارت إلى وجود تأثير متسارع لتغير المناخ على الإنتاج الزراعي العالمي، بحيث باتت موجات الحرّ والجفاف لا تُهدد فقط المحاصيل، بل تمسّ أيضاً جوهر الأمن الغذائي. وتؤكد الدراسات الحديثة، ومنها بينها دراسة "ستانفورد"، أن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الهواء أصبحا أكثر حدة وانتشاراً في معظم المناطق الزراعية حول العالم، ما يؤدي لتراجع إنتاج الحبوب الأساسية كـالقمح والذرة والشعير. وتابعت الدراسة، أن هذه التحولات المناخية لم تعد أحداثاً استثنائية، بل باتت نمطاً جديداً يفرض علينا إعادة التفكير في السياسة الزراعية، وآليات دعم المزارعين، وأنظمة الإنذار المبكر، لضمان بقاء الزراعة قادرة على تلبية حاجات الشعوب". ارتفاع الأسعار العالمية وأوضحت أن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الهواء، هما نتيجتان مباشرتان لتغير المناخ، وأصبحتا تشكلان تهديدًا متزايدًا على المحاصيل الزراعية الأساسية كـالقمح والشعير والذرة. والأخطر من ذلك أنها لم تعد محصورة بمنطقة أو قارة، بل شملت تقريبًا كل المناطق الزراعية الكبرى في العالم، مع تسجيل مواسم حرارية غير مسبوقة منذ أكثر من نصف قرن. وقالت الدراسة، عندما تتراجع المحاصيل في أكثر من منطقة منتجة، تبدأ الأسعار العالمية بالصعود، ويزداد الضغط على الدول المستوردة، ما يفاقم من مشاكل الأمن الغذائي، بخاصة في الدول التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتأمين الغذاء، كما أن هذا الوضع يزيد من هشاشة النظم الغذائية، ويجعلها أكثر عرضة للصدمات المناخية.


العرب اليوم
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- العرب اليوم
اصطياد الأدمغة لا يكفي!
وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نداءً إلى العلماء المهددين في أميركا، قائلاً إن أوروبا كلها باتت ملجأ لهم، مستلهماً نموذج ماري كوري، البولندية التي بنت مجدها في المختبرات الفرنسية. وأصبحت أول امرأة تنال «نوبل». 500 مليون يورو خصصها الاتحاد الأوروبي لهذه الغاية، ومائة مليون من فرنسا، وتسنّ دول أخرى أسنانها على رأسها كندا وبريطانيا، لتخطف العقول الهاربة من الجامعات الأميركية، باعتبارها فرصة لن تتكرر. وهي أدمغة في غالبيتها ليست بأميركية، بل زبدة البحاثة الذين حتى الأمس القريب كانت أميركا حلمهم، والوصول إليها غاية مطامحهم. المثير، أن الدول التي تطلق نداءات، وتنظّر لقيمة العلم، لم تكن بالحماسة نفسها قبل أشهر، وعرف عنها أنها بيئات طاردة للبحث العلمي، بسبب فقر مختبراتها. أيقظت المعضلات الأميركية الدراماتيكية شهوة مستجدة للمعرفة. مع أن الجامعات الفرنسية تعاني نقص الميزانيات، وانخفاض عدد الأساتذة نسبة للطلاب، وشح في تمويل الأبحاث، وتململ وهجرة. التنافس في الخير فضيلة. ألمانيا خصصت أكثر من 15 مليون يورو في برنامجين مختلفين، لإنجاز عقود مع الباحثين الجدد. كندا أخرجت من الأدراج مشروعاً يسمح بالحصول على تصاريح عمل خلال أسبوعين، للمتخصصين في مجال الهندسة والرياضيات والتكنولوجيا. سنغافورة تقدم منحاً بحثيةً في الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع كوريا الجنوبية ونيوزيلندا. بريطانيا مبادراتها الإغوائية سخية، وصلت إلى 50 مليون جنيه، لاستقطاب أصحاب الاختصاص في الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء. وإسرائيل تعض أصابع الندامة لأنها في وضع لا يسمح لها بإطلاق أكثر من 3 ملايين دولار، غير كافية، لتعوض أولئك الذين هجروها منذ أخذت الديكتاتورية المتطرفة تتوطن، بفضل إصلاحات نتنياهو القضائية. هجرة العقول تعود إلى 2010 وبدء التوتر بين الصين وأميركا واندلاع ازمة شركة «هواوي». شعر العلماء من أصول صينية، أن المناخات لم تعد مواتية. غادر سنوياً بين ألف وألفي عالم عائدين إلى بلادهم. استغلت الصين الفرصة عام 2018 وأطلقت مبادرة لاسترجاعهم، فتسارعت الهجرة، ومن تبقى منهم يقولون إنهم يفكرون جدياً في المغادرة. أجرت مجلة «نيتشر» دراسة أثارت صدمة. 75 في المائة من العلماء المستطلعين يفكرون في ترك الولايات المتحدة. غالبيتهم من الذين يبدأون حياتهم المهنية أو على مشارف الحصول على دكتوراه، ومفضلاتهم، كندا وألمانيا وأستراليا. القمع الذي تعرض له الطلاب كان سبباً، ثم تسريح أساتذة لمواقف أو حتى لعدم اتخاذ موقف. منهم من فقدوا وظائفهم بسبب خفض المساعدات الحكومية، ومن تململ لتهاوي سقف الحرية. ثمة كتب أصبحت ممنوعة، مفردات محظورة، صور تحذف، حقائق علمية يشكك بها. لم يعد غريباً الحديث عن أن الأرض مسطحة، وأن أزمة المناخ بدعة. لكن ما هدد بسحبه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من «جامعة كولومبيا» وحدها 400 مليون دولار، وما جمد لـ«جامعة هارفرد»، فخر الجامعات العالمية، مليارات الدولارات. مبالغ تفوق كل ما خصصته الدول الراغبة في جذب العلماء الهاربين مجتمعة. تذهب الذاكرة إلى العلماء الذين هربوا من القمع من أوروبا إلى أميركا، خلال الحرب الثانية. هؤلاء بنوا أميركا، ساهم بعضهم في صناعة القنبلة الذرية، وتطوير الصناعات، والنهضة التكنولوجية. تذكر اليوم هجرة آينشتاين بكثير من الحسرة. حينها فقدت ألمانيا ربع فيزيائييها، 11 منهم حاز «نوبل» قبل أو بعد ذلك. دروس التاريخ ملغومة. ترمب يجد حلول التدهور الاقتصادي والصناعي الحاليين بالعودة إلى نموذج الرئيس هربرت هوفر الذي فرض ضرائب جمركية لحل الكساد الكبير عام 1930، فوقع في المحظور. الأوروبيون يعتقدون أنه يكفي أن يخصصوا بضعة ملايين، ليسترجعوا «عصر الأنوار»، ويكتب لهم الفتح العظيم الذي نالته أميركا على يد مهاجريهم الأفذاذ قبل مائة عام. ما يخسره العالم بتشظي مراكز البحث الأميركية، أكبر مما يتم تصويره. ثمة انهيارات عمودية في مراكز جمعت زبدة طلاب الكوكب، وفرت لهم الثروات، وأمنت لهم التثاقف، وحرية البحث، مع تثمير النتائج بوضعها على تماس مع من يستطيع تنفيذها، والترويج لها. منظومة علمية خلاّقة متكاملة، من تهجين الفكرة وتوليدها وصولاً إلى تحويلها منتجاً، وتسويقها حول العالم، وهو ما يستحيل تعويضه. دافيد جايز، باحث فرنسي، يعتقد أن كل ما يثار حول الفائدة الأوروبية المرتجاة، من هذا الانهيار الكبير، يحجب غابة من الابتكارات العلمية التي تنمو في الصين بسرعة مذهلة. يذكّر أن دراسة أسترالية حديثة بينت أن 37 من أصل 44 مجالاً تكنولوجياً دقيقاً، تقدمت فيه الصين على اميركا، وأوروبا ليست على الخريطة. المسافة شاسعة بين القمة المرتفعة التي يقف عليها كل من القطبين أميركا والصين، وما وصلت إليه كل الدول الأخرى. القادم مثير للغاية، وما نعاينه يبقى سوريالياً. الجميع تحت هول الصدمة، وعلى رأسهم أهل العلم والمعرفة.