logo
((الولاء وحب الوطن عقد شرف... لا وسيلة للإرتزاق))

((الولاء وحب الوطن عقد شرف... لا وسيلة للإرتزاق))

جفرا نيوز٢٩-٠٤-٢٠٢٥

جفرا نيوز -
في ظل ما نشهده من تنامي أصوات المديح الزائف والتملّق الرخيص لبعض الشخصيات التي تحاول أن تحتكر الوطنية وتختزل الولاء للملك والوطن في عبارات جوفاء، علينا أن نقف وقفة ضمير ومراجعة حقيقية لمفهوم الولاء والانتماء في وطن بحجم الأردن وتاريخه وقيادته الهاشمية.
. الولاء لا يُقاس بالصراخ... ومحبة الملك لا تحتاج إلى نِفاق وتملّق ودعوية مُبتدعه تُخرجها من عفويتها وصِدقها، وليس كل من صاح "عاش الملك" مُخلصًا... الولاء يُقاس بالصدق لا بالضجيج.
فلم يعد مقبولًا – بل ولم يكن يومًا مقبولًا – أن يُستخدم مفهوم الولاء والإنتماء للوطن والملك كوسيلة للإبتزاز السياسي أو كجسر عبور نحو المناصب. نسمع اليوم عبارات سوقية ممجوجه مثل: "من لا يحب الملك لا يحب الله" أو "الله يلعن أبو اللي ما بحب الملك"، وغيرها من الأقوال المُخجل لفظها ، وهي أقوال لا تصدر عن عقل راشد، ولا تُمثّل فكر سياسي، ولاثقافي أو إجتماعي وليست تعبيرًا عن إنتماء، بل خروج عن الأدب السياسي والديني والأخلاقي. لا أحد يحتكر الحب للوطن أو للملك. نحن الشعب نحب الملك بوعي، وننتمي للأردن بعقيدة فكرية راسخة، لا بِجُمل مسجوعه تُقال على منصات المصالح. هؤلاء لا يخدمون الدوله، بل يُسيئون إليها دون أن يشعروا، ويختزلون الانتماء في التهليل والتطبيل، وكأن الوطن لا يعرف إلا صوتًا واحدًا، ونغمة واحدة. الهاشميون في قلب الشعب... لا يحتاجون تملقًا ولاتزلف.
منذ عقود، أثبت الهاشميون أنهم ليسوا بحاجة إلى من "يُرضع الشعب محبتهم"، فمحبتهم مغروسة في قلوب الناس بفعلهم وتاريخهم. الملك الراحل الحسين بن طلال – رحمه الله – لم يكن ملكًا فحسب، بل كان رمزًا للإنسانية والاعتدال، وقد ودّعه الأردنيون بدموع صادقة في لحظات لم تُنسَ. لا أحد أجبرهم على البكاء، ولا على المحبة، بل كانت العاطفة نابعة من الوجدان.
واليوم، يسير الملك عبد الله الثاني على ذات النهج. إحترامه بين الناس لم يصنعه إعلام ولا مهرجانات مديح، بل صنعته مواقفه وإنسانيته وقربه من شعبه. هو لا يحتاج إلى من يصرخ ليقنعنا بحبه، ولا يرضى بهذا الخطاب المُبتذل الذي يُستخدم على ألسنة البعض ممن يلهثون وراء المناصب .
وقد عبّر ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله عن فهم عميق لطبيعة العلاقة بين الشعب والقيادة، ورؤية التعددية (أن لا خوف من الإختلاف) حين قال إن "التعددية مطلوبة وصحية"، وأن "الإختلاف في الرأي لا يعني الخيانة أو الإقصاء" وأن حرية الرأي ليست ضد الدولة بل صمّام امان لها، هذا هو المفهوم المُتقدم للدولة الحديثة: أن يكون هناك مساحة للإختلاف، للنقد، للنقاش، دون تخوين أو تصنيف.
فسموّه لا يُريد دولة الصوت الواحد، بل يُريد دولة تتسع لآراء الجميع، دولة يشعر فيها المواطن بأنه شريك لا تابع، مُخلص لا مُتملّق.
التملّق ليس تعبيرًا عن حُب وإنتماء، بل هو شكل من أشكال العبودية السياسية، نَتَاجه بُعد النظام عن الناس بدل أن يُقرّبه. وفيه جبر الناس محبته قسرًا وهذا ليس من طبع الهاشميين ولم نعهده. فالمحبة التي تُفرض لا تُثمر، والولاء الذي يُشترى لا يصمد.
من يعتقد أن محبة الملك تمر عبر حفلات المديح والسجود الرمزي هو لا يعرف شيئًا عن المعنى العميق للقيادة الهاشمية، القائمة على الخُلق والدين و التواضع والعمل والأحترام، لا على الفرض والتخويف.
نحن الشعب العفوي البسيط الطيب نُحب الملك، ونحترم النظام، لكن من مُنطلق كرامتنا، لا من باب الذل. نحب الوطن، لا لأن أحدًا أجبرنا على حبه، بل لأنه جزء منّا. حُب الملك الحقيقي هو أن نحترمه بعقل، وأن نَصدُقه وننصحه، ولا يُمنع الآخرين من قول الحقيقة، (فالكرامة أساس الولاء).
الولاء الحقيقي يبدأ من إحترام النفس، وإحترام الشعب، والإيمان أن الوطن والملك ليس شعارًا بل عقدًا أخلاقيًا بين الدولة والمواطن.
نظامنا أقرب إلى الشعب من أن يحتاج لتلك الأقنعة. والملك، بكل ما عرفناه عنه، لا يرضى أن تُمارس باسمه هذه السلوكيات، ولا أن تتحول المناده بمحبته إلى سلعة في يد المنافقين والمُنتفعين.
الملك عبد الله، بوعيه السياسي وحكمته، يُدرك من الصادق ومن المُتسلق وأن التملّق لا يبني وطنًا، وأن من يهتف اليوم قد يَخذُل غدًا. ومن يعرف تاريخ هذا الملك، يعلم أنه يُقدّر الصدق، ويقرأ وجوه الناس قبل كلماتهم. أما المؤسسات الأمنية، فهي أدرى الناس بنوعيات البشر ومسالكهم، وتعرف من يردح نِفاقًا، ومن يتكلم حُبًا.
ولا يُمكن أن نختم دون أن نذكر أن من أبرز تجلّيات الموقف الهاشمي الصادق هو موقفهم الثابت تجاه فلسطين. لقد كان الملك الحسين سندًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية، وظل مدافعًا عنها حتى آخر لحظة. أمّا الملك عبد الله، فقد حمل راية القدس، وظل صوته عاليًا في كل المحافل الدولية، مدافعًا عن الحق الفلسطيني رغم كل الضغوط فكانت فلسطين في قلب الهاشميين دائمًا.
هذه مواقف لا تحتاج لمن "يُزمّر ويُطبّل" لها، بل تحتاج من يواصل السير على درب الكرامة والوعي.
نعم، نُحب الملك، ونفخر بالوطن بوعي وكرامة دون طمعٍ أو مصلحه، لكننا نرفض أن يحتكر أحد هذا الحب، أو أن يُقاس الولاء بعدد كلمات المديح. نُحب الملك لأننا نُؤمن برسالته، ونحترمه لأننا نحترم أنفسنا. ونرفض أن تُستخدم هذه المحبة لفرض الخوف أو توزيع المناصب ولا نقبل أن يتحول الوطن إلى مسرح للمنافقين والمتنفّعين. محبة الملك نابعة من عُمق الضمير، لا من فوضى الكلمات. والولاء الحقيقي هو ما يحفظ كرامة الوطن، لا ما يبيعها على أبواب الجاه.. طمعاً بمنافعه الشخصيه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيان تهنئة صادر عن ديوان أبناء الكرك بمناسبة عيد الاستقلال الـ79 للمملكة الأردنية الهاشمية
بيان تهنئة صادر عن ديوان أبناء الكرك بمناسبة عيد الاستقلال الـ79 للمملكة الأردنية الهاشمية

رؤيا

timeمنذ 9 دقائق

  • رؤيا

بيان تهنئة صادر عن ديوان أبناء الكرك بمناسبة عيد الاستقلال الـ79 للمملكة الأردنية الهاشمية

يصادف اليوم الأحد عيد الاستقلال الـ79 للمملكة الاردنية الهاشمية أصدر ديوان أبناء الكرك في عمان بيان تهنئة بمناسبة عيد الاستقلال الـ79 للمملكة الأردنية الهاشمية الذي يصادف اليوم الأحد. وجاء في البيان:"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي وهب هذه الأرض الطيبة منبتاً للأنبياء، ومرتكزاً للحق، وواحة للأمن، وسياجاً للكرامة، والصلاة والسلام على نبي الأمة محمدٍ المصطفى، العربي الهاشمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. في التاسع والسبعين من عمر الاستقلال، ومع كل إشراقة لفجر 25 أيار، يتجدد في نفوس الأردنيين المعنى العميق للحرية والسيادة، ويزداد رسوخ العهد الذي قطعته هذه الأرض على نفسها بأن تبقى حرّةً أبيّة، عصيّةً على الانكسار، شامخةً بقيادتها الهاشمية المظفرة، ووفيةً لتضحيات رجالها ونسائها في كل ميدان. وإننا في ديوان أبناء الكرك في عمّان، إذ نتقدم بأحرّ مشاعر التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وإلى الأسرة الهاشمية الكريمة، وإلى أبناء وبنات شعبنا الأردني الأصيل في كل شبر من تراب الوطن، فإننا نستحضر هذه المناسبة الخالدة بكل اعتزاز وفخر، مؤمنين أن الاستقلال لم يكن لحظة زمنية عابرة، بل هو مسيرة تراكميّة من البناء والتحديث والعطاء، حملها الأردنيون جيلاً بعد جيل، وحمَوا رايتها بالوعي والوفاء والصبر واليقظة. لقد كان الاستقلال، وما زال، ثمرة صبر طويل وتضحيات جسام، خاضها الأردنيون في ظل قيادة هاشمية عرفت كيف توازن بين الثوابت والمصالح، وبين الحزم والانفتاح، وبين الأصالة والتجديد. فمنذ فجر الدولة وحتى اليوم، والأردن يثبت في كل مفصل تاريخي أنه وطن صغير بحجمه، عظيم بدوره، راسخ بثقافة أبنائه، وعميق بجذوره، لا يتزعزع أمام العواصف، ولا ينكفئ أمام التحديات. وها هو الأردن، بعد تسعة وسبعين عاماً من الاستقلال، يمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل، مستنداً إلى إرثٍ من الحكمة الهاشمية، وإلى شعبٍ صلبٍ في وحدته، مؤمنٍ بقدره، ومتيقنٍ من رسالته. هذا الوطن الذي ظل واحة أمنٍ واستقرار وسط محيط إقليمي مضطرب، يشهد التحولات والصراعات، ينهار فيه ما تبقى من أنظمة، وتتمزق فيه خرائط الولاء والانتماء، فيما بقي الأردن نموذجاً للتماسك، وقلعةً صلبة في الدفاع عن قضاياه الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. إن ما أنجزه الأردن عبر العقود ليس مجرد تنمية عمرانية أو إصلاحات سياسية أو مؤشرات اقتصادية، بل هو بناء متكامل للإنسان والهوية والدولة. ويحق لنا، نحن الأردنيين، أن نفخر بهذه المنجزات، وأن نعتز بما حققه وطننا من موقع متقدم بين الأمم في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والإدارة، والأمن، والدبلوماسية، والنهج الديمقراطي التدريجي. كما أن أبناء الكرك – كما كانوا دائماً – جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، يرفدونه بالكفاءات، ويذودون عنه بالدم والكلمة والفكرة. من سهول مؤاب إلى شوارع عمّان، ومن قلاع الجنوب إلى صروح الشمال، ظلّت الكرك وأبناؤها عنواناً للوفاء، وعهداً على البذل والتضحية، وحاضنة للقيم التي قامت عليها الدولة الأردنية الحديثة. وفي هذه المناسبة العزيزة، نعاهد جلالة الملك بأن نظل كما كنا، الجند الأوفياء، والصفّ المنيع في وجه كل تهديد، والسند لكل مشروع إصلاحي أو تنموي، نؤمن بالأردن وطناً، وبالهاشميين قيادةً، وبالاستقلال مسيرة لا تتوقف. كل عام والأردن بخير، كل عام وقائد الوطن بخير، كل عام وشعبنا الأبي في وحدة ومنعة وازدهار.

المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية تهنئ جلالة الملك بعيد الاستقلال الـ79
المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية تهنئ جلالة الملك بعيد الاستقلال الـ79

صراحة نيوز

timeمنذ 10 دقائق

  • صراحة نيوز

المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية تهنئ جلالة الملك بعيد الاستقلال الـ79

صراحة نيوز ـ قدّمت أسرة المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية أحرّ التهاني وأطيب التبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وإلى الشعب الأردني كافة، بمناسبة عيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية التاسع والسبعين. وأعربت المؤسسة عن فخرها واعتزازها بهذه المناسبة الوطنية الغالية، مؤكدة أنها محطة مضيئة في تاريخ الأردن، تعكس مسيرة العطاء والبناء التي يقودها الهاشميون بكل حكمة واقتدار. كما تمنت المؤسسة مزيدًا من التقدم والازدهار للأردن في ظل القيادة الهاشمية الرشيدة، داعية الله أن يحفظ الوطن وقيادته وشعبه.

عيد الاستقلال يحمل مجد الوطن
عيد الاستقلال يحمل مجد الوطن

الدستور

timeمنذ 22 دقائق

  • الدستور

عيد الاستقلال يحمل مجد الوطن

بقلم..انس الطنطاوي. حين يشرق فجر الاستقلال، تنبض القلوب حبًا واعتزازًا، وتسترجع الأذهان صفحات المجد التي سطّرها الأجداد بدمائهم وتضحياتهم. إنه يوم محفور في وجدان كل أردني، يومٌ تجتمع فيه معاني الفخر والانتماء، ليبقى الوطن شامخًا بإرادته، قويًا بقيادته الحكيمة، ومضيئًا بمسيرته المشرفة. بفضل الرؤية العميقة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ، حفظه الله، يمضي الأردن في طريق التقدم بثقة وثبات، مترسخًا في مكانته الدولية، حاملاً إرثه العريق نحو آفاق أرحب من الازدهار. وجهد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، حفظه الله، مسيرة النهضة، واضعًا بصمته في تنمية الوطن وتعزيز حضوره العالمي. لم يكن الأردن يومًا مجرد رقم عادي، بل ظل عبر تاريخه الحافل مثالًا في الوفاء للقضايا العربية العادلة، ومدافعًا عن حقوق أشقائه، متبنيًا نهج التضامن والمساندة. فمن دوره الرائد في دعم القضية الفلسطينية، إلى وقوفه إلى جانب الدول العربية في مختلف الأزمات، ظل الأردن صخرةً صلبةً تحمي الأخوة العربية وتشد من أواصرها. ومع كل مرحلة من مراحل النهضة، كان الأردنيون دائمًا على العهد، مؤمنين بوطنهم، حريصين على رفع رايته عاليًا، مقدمين الغالي والنفيس في سبيل عزته واستقراره. لم تكن معاركهم مجرد لحظات تاريخية، بل كانت شواهد حيّة على تضحيات أبناء الجيش العربي الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عن الأرض والكرامة، وعلى الشعب الذي وقف دائمًا صفًا واحدًا في مواجهة التحديات، باذلًا العرق والجهد ليبقى الوطن شامخًا في وجه كل الظروف. وفي ظل هذه القيادة الرشيدة، يُجدد الأردنيون عهدهم بالولاء والعطاء، مستلهمين من الاستقلال روح الكفاح والتحدي، ليبقى الأردن واحة أمن ونماء، وليظل مجده خالدًا في وجدان أبنائه. وفي ختام هذا الحديث عن الاستقلال والمجد، كيف لنا أن لا نغزل الكلمات حبًا في الأردن، هذا الوطن الذي يزهر في القلب كما تزهر السنابل في حقوله، ويعانق السماء بجمال جباله وشموخ أهله. الأردن، أرض النخوة والمروءة، موطن التاريخ العريق والحاضر المتألق، فيه تُسطر معاني الإباء وتنمو الأحلام على ترابه الطاهر. أيا أردنُ، يا لحنًا يطرب القلب، ويا لوحةً رسمها المجد بألوان الفخر والكبرياء. كم أنت جميلٌ بعزّتك، سامٍ بحكمتك، مشرقٌ بنور أبنائك الذين لا يعرفون سوى الوفاء لك. لا تهزّك الرياح، ولا ينال منك الزمان، فأنت النبض، وأنت الكبرياء، وأنت العزُّ الذي لا يزول. ادام الله الأردنُ عاليًا، مكللًا بالمجد، محفوفًا بالحب، وحفظ الله أرضه وقيادته وشعبه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store