
وسط ظروف غامضة.. سرقة نيزك من متحف بقلب الخرطوم
في واحدة من أغرب حوادث السرقة التي شهدها السودان، اختفى نيزك "المناصير" – الذي يُعد من أكبر الأجسام الفضائية التي عُثر عليها في البلاد – من مقر الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية وسط العاصمة الخرطوم، وذلك في ظروف غامضة.
ونيزك المناصير، المعروف محلياً بـ"نيزك الصنقير"، كان محفوظاً داخل متحف تعليمي تابع للهيئة، ويبلغ وزنه نحو طن وعشرة كيلوغرامات، ما يجعل من تهريبه عملية لوجستية معقدة يصعب تنفيذها دون تخطيط وتنسيق محكم.
فيما تُرجّح مصادر أن عملية السرقة وقعت عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة، حيث يقع مقر الهيئة، ضمن تمددها العسكري في عدد من المواقع الاستراتيجية بالعاصمة حينها.
أكبر نيزك حديدي مكتشف في السودان
بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ومستشار وزارة المعادن، الشيخ محمد عبد الرحمن، في حديثه لـ"العربية.نت" أن النيزك سُرق بالفعل، إلى جانب المجموعة الكاملة من النيازك التي كانت تُعرض داخل المتحف الجيولوجي.
وأوضح أن "نيزك المناصير" يُعد الأكبر من نوعه في البلاد، ويتمتع بتركيبة معدنية فريدة تضم نحو 95% من الحديد، ونحو 3% من النيكل، إلى جانب عناصر نادرة مثل التيتانيوم.
كذلك أشار الخبير الجيولوجي والأستاذ الجامعي إلى أن أهمية النيزك تتجاوز قيمته المادية أو الجيولوجية، إذ يُعد مرجعاً علمياً نادراً يُسهم في تعميق الفهم حول التركيب الداخلي لكوكب الأرض، مشدداً على أن هذا النوع من النيازك يُمثّل من حيث التكوين "لب الأرض".
سقوط النيزك... زمن مجهول وموقع معروف
ورغم أن زمن سقوط "نيزك المناصير" لا يُعرف بدقة، فإن روايات الأهالي تشير إلى وجوده منذ عقود في منطقة "الصنقير" بشمال السودان، بينما يُرجّح علماء الجيولوجيا أن النيزك سقط قبل مئات أو ربما آلاف السنين.
ويقع موقع سقوط النيزك في صحراء بيوضة، وهي منطقة تقع بين ولايتي نهر النيل والشمالية، وتُعد ملائمة لرصد الأجسام السماوية نظراً لانعدام الغطاء النباتي فيها وامتدادها المكشوف.
إرث فضائي رفض السودان التفريط فيه
وبحسب ما أفادت به الهيئة، فإن الحكومة السودانية رفضت في وقت سابق عروضاً مغرية لشراء أو استبدال النيزك، متمسكة باعتباره إرثاً جيولوجياً لا يُقدّر بثمن.
وكان يُعرض ضمن مجموعة من النيازك الأخرى التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة من البلاد، منها نيزك حلفا (12 كجم)، ونيزك التبون (1 كجم)، ونيزك الحريق في شمال كردفان (2 كجم)، ونيزك أم الحراير في شمال دارفور (75 كجم).
كذلك أوضح الشيخ أن الكتلة المعروضة داخل الهيئة لا تمثل الحجم الكامل للنيزك، إذ إن الجزء الأكبر منه لا يزال في موقع سقوطه الأصلي بصحراء بيوضة، حيث تم العثور على شظايا متعددة لا تزال باقية هناك.
وشدد على أن النيازك بقيمتها العلمية والكونية، يجب أن تُحفظ في المتاحف العلمية لتكون متاحة للباحثين والمهتمين، بوصفها أجساماً وافدة من الفضاء الكوني إلى سطح الأرض، تحمل أسراراً عن نشأة الكون وتكوينه.
دعوات لاستعادة "الكنز الفضائي"
ووصف النيازك الحديدية بأنها "آيات كونية" نادرة الوجود، مبرزاً أن عنصر الحديد فيها لا يتشكل في القشرة الأرضية، بل ينزل من الفضاء، مستشهداً بالآية الكريمة: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).
فيما ختم حديثه بدعوة عاجلة للجهات الوطنية والدولية المختصة للتعاون في تتبع مصير النيزك واستعادته، مؤكداً أن "الحق لا يضيع، لكن استرجاعه يتطلب تضافر جهود وتنسيق شامل على المستويين المحلي والدولي".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
حجر غامض في صحراء الأردن ومختبر ينسبه إلى القمر
في قلب صحراء وادي رم جنوب الأردن، وبين جبالها الصخرية بألوانها البيضاء والصفراء والحمراء والبنية، وبتشكيلاتها الجغرافية المميزة، عُثر على حجر غامض تبين لاحقاً أنه ربما يكون نيزكاً قمرياً. والحجر غريب الشكل والملمس، والذي عثر عليه صدفة خلال رحلة سياحية وقد يكون نيزكاً قمرياً، هو الأول من نوعه الذي يجري توثيقه في هذه المنطقة من العالم. ويدعم الكشف الفلكي الأردني وعضو الجمعية الفلكية الملكية البريطانية عماد مجاهد الذي وصف الحدث بأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط "ومن الاكتشافات النادرة عالمياً"، وقال لـ "رويترز" إن القصة بدأت عندما كان المواطن الأردني مؤيد العتوم في زيارة سياحية إلى منطقة وادي القمر بوادي رم، حيث صادف حجراً غريب الشكل أثار فضوله، مضيفاً أن "مؤيد احتفظ بالحجر وسأل عن متخصصين في علم الفلك والنيازك حتى جرى توجيهه إلي، وبعد اطلاعي على الصور والمعلومات الأولية أخذنا عينة من الحجر وأرسلناها إلى مختبر متخصص في النيازك بجزر الكناري في إسبانيا". موطن النيازك وأوضح مجاهد أن الفحوص المخبرية أثبتت أن الحجر مصدره القمر وليس الكويكبات، كما هي الحال في معظم النيازك المعروفة، مؤكداً أن هذا النيزك هو أول نيزك قمري موثق يجري اكتشافه في المنطقة، ملمحاً إلى أن وادي رم قد يكون موطناً لمزيد من النيازك، وقال "لا أعتقد أن وادي رم يحوي نيزكاً واحداً فقط، فالمنطقة واعدة وهناك نية لإجراء مسح موسع يستمر لأسبوع تقريباً للبحث عن نيازك أخرى". وحول السمات التي أثارت الشك في أن الحجر قد يكون نيزكاً، قال مجاهد إن أبرزها كانت وزنه الثقيل وشكله غير الطبيعي ووجود آثار واضحة للاحتراق والتآكل، مما يدل على مروره بالغلاف الجوي بسرعة عالية واحتكاكه بالهواء مما أدى إلى اشتعاله وانصهاره جزئياً. وأضاف، "كفلكيين لا يمكننا الجزم بنوع النيزك بالنظر فقط بل نحتاج إلى تحليل مخبري دقيق، فالنيازك القمرية تختلف عن غيرها، فهي تحوي نسباً قليلة من الحديد والنيكل وغنية بمعادن مثل السيليكا والكبريت، ولا يمكن تمييزها إلا عبر مختبرات متخصصة"، مشيراً إلى أن التحليل جرى في مختبر "لاس بالماس" للنيازك في جزر الكناري، والذي يُعد من أبرز المختبرات الدولية في هذا المجال. وذكر مجاهد أنه سبق له اكتشاف نيزكين في وادي رم قبل أربعة أعوام، لكن النيزك الجديد يعد الأهم بوصفه نيزكاً قمرياً نادراً، وقال "حتى الآن لم نحدد عمره لكننا نخطط لتحليلات مستقبلية ستكشف متى انفصل عن القمر ومتى سقط على الأرض"، موضحاً أن عينة من النيزك تزن نحو 30 غراماً سترسل إلى إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لإجراء فحوص علمية موسعة. مزيد من الفحص لكن رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي أوضح أن الصخرة التي عُثر عليها في الأردن وأثارت جدلاً حول أصلها القمري استندت في تشخيصها إلى تقرير أولي اعتمد على تحليل الأشعة السينية الفلورية، وقال إن هذا التحليل غير كاف وحده لتأكيد الأصل القمري، وقال لـ "رويترز" إن صور "النسيج البريشي والتضمينات المعدنية وعلامات الانصهار مثيرة للاهتمام"، لكنه تواصل مع خبراء محليين وعالميين أكدوا أن الأدلة الحالية لا ترقى إلى مستوى الحسم العلمي، مشيراً إلى ضرورة إجراء تحاليل إضافية لفهم أصل الصخرة بدقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال السكجي إن الصخور القمرية "تملك توقيعاً نظائرياً فريداً، بخاصة في نظائر الأوكسجين، وإن تحليل هذه النظائر يعد مفتاحاً لتأكيد أو نفي الأصل القمري"، مضيفاً أن التجوية الأرضية، وهي العملية التي تحدث عندما تتعرض الصخور لعوامل سطح الأرض، قد تكون غيرت من خصائص الصخرة مما يتطلب تقييماً دقيقاً لتأثير تلك التغيرات في النتائج التحليلية. وقال إن البريشيا القمرية، وهي صخرة مكونة من شظايا صخور قديمة، تحوي شظايا صخور متنوعة مما يعقد التحليل ويتطلب خبرة متخصصة، وإن المصادر المحتملة تشمل أصلاً قمرياً أو أرضياً أو حتى من كويكب آخر، وتحديد الموقع الدقيق لاكتشاف العينة وتحليل ظروف الاصطدام قد يساعد في تفسير أصلها. وأشار السكجي إلى أنه دعا إلى تحقيق علمي شامل بمشاركة مراكز بحثية متخصصة وخبراء عالميين، لافتاً إلى أن "لجنة التسميات" في "جمعية النيازك" هي الجهة المخولة عالمياً بتصنيف النيازك. الترويج للاكتشاف من جانبه قال مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية عبدالرزاق عربيات إن الهيئة مستعدة تماماً للترويج للنيزك المكتشف في حال جرى التثبت من أصله القمري بصورة علمية، مضيفاً أن الهيئة على استعداد للترويج للنيزك بعد عرضه في متحف أو صالة في وادي رم، ليتمكن الزوار من مشاهدته والاطلاع على التقرير العلمي الخاص به، مؤكداً أن هذا النوع من الاكتشافات يشكل عنصر جذب سياحي مهماً. وقال عربيات لـ "رويترز" إن الهيئة ترحب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين للترويج لهذا الحدث الفريد بغية زيادة الإقبال على المنطقة.


Independent عربية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- Independent عربية
اتهام "الدعم السريع" بسرقة معرض الظواهر الطبيعية السوداني
لم تنج مواقع التراث الطبيعي المادي والبحث العلمي السودانية من تهديدات الحرب، التي لم تتوقف عند اجتياح وتدمير المقار داخل العاصمة الخرطوم، بل امتدت للنهب والسلب والتهريب خارج البلاد دون وعي بأهميتها العلمية البالغة التي لا تقدر بأي ثمن مهما كان. وفي واحدة من أغرب حوادث السرقة التي شهدها السودان خلال الحرب، اختفاء نيازك نادرة وأشجار متحجرة من معرض الظواهر الطبيعية في الخرطوم، إضافة إلى أجسام فضائية تحمل أسراراً عن نشأة الكون وتكوينه. واستهدفت قوات "الدعم السريع" التي كانت تسيطر على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم متاحف القصر الجمهوري وبيت الخليفة والإثنوغرافيا، وكذلك متحفا القوات المسلحة والتاريخ الطبيعي داخل جامعة الخرطوم، إلى جانب متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر". تدمير متعمد إلى ذلك، اتهمت وزارة المعادن السودانية قوات "الدعم السريع" بنهب النيازك النادرة والأشجار المتحجرة من معرض الظواهر الطبيعية داخل العاصمة الخرطوم. وأشار بيان للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية (الذراع الفنية لوزارة المعادن) إلى أن "الدعم السريع" قامت بسرقة معرض الظواهر الطبيعية في السودان، الذي يحوي مجموعة من النيازك النادرة إلى جانب الأشجار المتحجرة". وأوضح البيان أن "النيازك التي سرقت شملت نيزك 'أم الحرائر' الذي سقط في ولاية شمال دارفور عام 2012، ويزن 75 كيلوغراماً، ونيزك قرية 'الحريق' بمنطقة الخوي في ولاية غرب كردفان الذي سقط عام 2011، ويزن 2.9 كيلوغرام، وكذلك نيزك "الصنقير" الذي سقط غرب مدينة أبو حمد في صحراء بيوضة ويزن 1010 كيلوغرامات ويتكون من الحديد والنيكل، وشملت المسروقات نيزكي 'العباسية' بجنوب كردفان و'التبون' بولاية النيل الأبيض". الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ذكرت أن "عملية سرقة النيازك تمت بطريقة مرتبة ومدروسة، نظراً إلى أن نقلها يتطلب آليات ثقيلة، مؤكدة أن قيمتها تكمن في فوائدها العلمية وليس المادية". وعدت في بيانها أن التخريب الذي طال مقر الهيئة يعد عملاً إجرامياً وسلوكاً انتقامياً ممنهجاً ضد منشآت الدولة الحيوية، مشيرة إلى أنها "ظلت منذ عام 1905 ترصد وتدرس وتسجل تأثيرات الظواهر الطبيعية، كسقوط النيازك والزلازل والبراكين من خلال تسيير البعثات الجيولوجية، فضلاً عن إنشاء متحف متخصص للنيازك أتاحته للزوار والمهتمين بعلوم الأرض والفضاء وطلاب العلم". مراجع علمية في السياق، قال أستاذ الجيولوجيا وعلوم الأرض محمد حمودة إن "معرض الظواهر الطبيعية يعد أهم المتاحف ذات القيمة العلمية والكونية نظراً إلى وجود المجموعة الكاملة من النيازك، وتمثل محتوياته حصيلة جهد وثمرة عمل مضن لمساعدة الباحثين والمهتمين، بوصفها أجساماً وافدة من الفضاء الكوني إلى سطح الأرض تحمل أسراراً عن نشأة الكون وتكوينه". وأضاف أن "نيزك الصنقير" يعد الأكبر من نوعه في السودان، إذ يتمتع بتركيبة معدنية فريدة تضم نحو 95 في المئة من الحديد، ونحو ثلاثة في المئة من النيكل، إلى جانب عناصر نادرة مثل التيتانيوم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأوضح حمودة أن أهمية "نيزك الصنقير" تتجاوز قيمته المادية أو الجيولوجية، لأنه "يمثل مرجعاً علمياً نادراً يسهم في تعميق الفهم حول التركيب الداخلي لكوكب الأرض، بالتالي فقد هذه النيازك يمثل مأساة لا تدانيها مأساة، ومن الضروري أن تعود هذه الكنوز إلى وطنها ومهد جذورها". وتابع "إلى جانب الكارثة الإنسانية الأكبر وأزمة النزوح الأسوأ في العالم التي تسببت فيها الحرب، أدت كذلك إلى تدمير عدد من الدور الثقافية والمكتبات، وتعرضت معظم المواقع الأثرية السودانية للتخريب والتدمير والسرقة والتهريب". مؤسسات حيوية على الصعيد نفسه، أوضحت مديرة متحف التاريخ الطبيعي سارة عبدالله خضر سعيد أن "النيازك تعد من التراث الطبيعي المادي، ولها أهمية كبيرة وقيمة بحثية وعلمية تسهم بصورة مباشرة في تطور المفاهيم العلمية عن طبيعة الأجسام الفضائية وطريقة تكونها". وأضافت أن "العينات الجيولوجية تمثل إحدى أدوات المعرفة العلمية وموضوع بحث المجتمعي العلمي، إذ تسهم في إنجاز عدد من الأبحاث للمهتمين بعلوم الأرض والفضاء وطلاب العلم". وأشارت سعيد إلى أن "المتاحف ليست مجرد مستودعات للحفظ فحسب، بل هي مؤسسات حيوية هدفها حماية المعرفة والتجارب الإنسانية عبر العصور، مما يجعل تدميرها ونهبها تهديداً واعتداء على الذاكرة الثقافية والإنسانية ويعزز في الوقت نفسه الحاجة الملحة لحمايتها". إرث ثمين وبحسب الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، فإن الحكومة السودانية رفضت خلال وقت سابق عروضاً مغرية لشراء أو استبدال نيزك "الصنقير"، متمسكة باعتباره إرثاً جيولوجياً لا يقدر بثمن. وكان يعرض ضمن مجموعة من النيازك الأخرى التي عثر عليها في مناطق متفرقة من البلاد، منها "أم الحرائر" شمال دارفور وقرية "الحريق" غرب كردفان، وكذلك "العباسية" جنوب كردفان و"التبون" داخل ولاية النيل الأبيض. ونيزك "الصنقير" الذي يعد من أكبر الأجسام الفضائية التي عثر عليها في السودان لا يُعرف بدقة زمن سقوطه، لكن روايات الأهالي تشير إلى وجوده منذ عقود في منطقة أبو حمد شمال السودان، بينما يرجح علماء الجيولوجيا أن النيزك سقط قبل مئات أو ربما آلاف الأعوام.


صدى الالكترونية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- صدى الالكترونية
اختفاء نيزك من متحف بالخرطوم في ظروف غامضة
اختفى نيزك 'المناصير' من المتحف التعليمي بمقر الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية وسط العاصمة الخرطوم. وذكر رئيس الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ومستشار وزارة المعادن، الشيخ محمد عبد الرحمن، أن النيزك سُرق بالفعل، إلى جانب المجموعة الكاملة من النيازك التي كانت تُعرض داخل المتحف الجيولوجي. ورجحت تقارير تعرض النيزك لعملية السرقة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة. ويعد 'نيزك المناصير' الأكبر من نوعه في البلاد، ويبلغ وزنه نحو طن وعشرة كيلوغرامات، ويتمتع بتركيبة معدنية فريدة تضم نحو 95% من الحديد، ونحو 3% من النيكل، إلى جانب عناصر نادرة مثل التيتانيوم. ويقع موقع سقوط النيزك في صحراء بيوضة، وهي منطقة تقع بين ولايتي نهر النيل والشمالية، وتُعد ملائمة لرصد الأجسام السماوية نظراً لانعدام الغطاء النباتي فيها وامتدادها المكشوف. ورغم أن زمن سقوط 'نيزك المناصير' لا يُعرف بدقة، فإن روايات الأهالي تشير إلى وجوده منذ عقود في منطقة 'الصنقير' بشمال السودان، بينما يُرجّح علماء الجيولوجيا أن النيزك سقط قبل مئات أو ربما آلاف السنين.