logo
لماذا نكره طوفان الأقصى وما هي مشكلتنا مع المجتمع الغزاوي؟! #عاجل

لماذا نكره طوفان الأقصى وما هي مشكلتنا مع المجتمع الغزاوي؟! #عاجل

جو 24١٣-٠٥-٢٠٢٥

جو 24 :
كتب كمال ميرزا -
هناك قائمة طويلة من الأسباب التي تدفعنا كأنظمة وشعوب لكراهية "طوفان الأقصى"، والشعور بغيظ وحنق وحقد تجاهه، وتجاه أهل غزّة، وأبنائهم مجاهدي المقاومة الذين سطّروا هذه الملحمة المباركة، وجبهات إسنادهم.. حتى وإن ادّعينا بألسنتنا خلاف ذلك!
بالنسبة للأنظمة، فتتدرّج أسباب كرهها لـ "طوفان الأقصى"، وحقدها عليه، صعوداً من الأدنى فالأعلى.
أدنى هذه الأسباب أنّ القائمين على هذه الأنظمة، والذين هم برغم ألقابهم الرنّانة و/أو أنسابهم العريقة بشرٌ من لحم ودم تحرّكهم أحطّ الغرائز والرغبات الإنسانيّة، وشهوة التملّك، وحبّ التحكّم والسيطرة (ولولا أنّهم كذلك لما أصبحوا في مواقعهم).. قد كان لعابهم يسيل و"ريالتهم تشطّ"، هم وأبناؤهم وعائلاتهم وحاشياتهم والنخب الفاسدة التي تحيط بهم، على المكاسب والمغانم والسمسرات والعمولات والتعاقدات من الباطن التي كانوا سيجنونها جرّاء انخراطهم في "صفقة القرن"، و"السلام الاقتصاديّ"، وإعادة إعمار ما دمّره "الربيع العربيّ"، وبيع ثروات ومقدّرات أوطانهم ودولهم وشعوبهم وأجيالهم بشكل تامّ ونهائيّ للأجنبيّ والغريب والصناديق السياديّة والشركات العابرة للقارّات..
ثمّ أتى "طوفان الأقصى" وأفسد عليهم ذلك، أو على الأقل عرقله وعطّله حتى إشعار آخر، مثلما أنّ صمود سورية (على فساد نظامها الحاكم) قد عطّل تطلّعات هؤلاء ومخطّطات أسيادهم على مدار الـ (15) سنة الماضية (ومن هنا لوثة حكّام سورية الجدد من أجل تعويض الوقت الذي فات وحرق المراحل فيما يتعلّق بالتقسيم، والتطبيع، وبيع ثروات ومقدّرات سورية، والانخراط الكامل في المشروع الصهيو - أمريكيّ الإقليميّ)!
وأعلى هذه الأسباب، أنّ "الطوفان" قد فَضَح زيف منظومة هذه الدول المستقّلة الشرعيّة ذات السيادة؛ فَضَحَ زيفها كـ "دول"، وفَضَحَ زيفها كـ "مستقلّة"، وفَضَحَ زيف "شرعيّتها" التي تُمنح من الخارج، وزيف "سيادتها" المزعومة التي تقتصر فقط على قمع الشعوب، ولجمها، وبثّ الفُرقة والانقسام والتشرذم بين أبنائها، والتنكيل بشرفائها، و"تطفيش" مواهبها وكفاءاتها!
وكما أنّ "الكيان الصهيونيّ" هو صنيعة المشروع الرأسماليّ الإمبرياليّ الغربيّ، فإنّ منظومة الدول هذه هي أيضاً صنيعة الاستعمار وتَرِكَته، وبينها وبين الكيان "وحدة حال": وظيفتها من وظيفته، وبقاؤها من بقائه، واستمرارها من استمراره!
أمّا بالنسبة لنا كشعوب، فنحن نكره "الطوفان" لأنّه قد نغّص علينا حياتنا أيضاً ككائنات ماديّة جسمانيّة تحرّكها أحطّ الغرائز والرغبات الإنسانيّة، وهمّها الوحيد في الحياة أن تأكل وتشرب وتتكاثر، وتنام وتصحو، وتعيش في اللحظة، وتكسب و"تتمكسب" ولو على حساب الآخرين.. كلّ فرد من موقعه وبمقدار ما تطال يداه!
كما أنّنا نكره "الطوفان" لأنّه امتحن إيمان الجميع: إيمان المتديّنين الطقوسيّين بربّهم وشرعهم، وإيمان القوميّ بقوميّته، وإيمان اليساريّ بيساريّته، وإيمان الوطنيّ بوطنيّته، وإيمان الليبراليّ بليبراليّته، وإيمان العسكريّ بعسكريّته، وإيمان متقمّمي "منظمات المجتمع المدنيّ" ومتكسّبي "حقوق الإنسان".. الخ. وفَضَحَ زيف هذا الإيمان الذي لا يتجاوز عند الأكثرية الطاغية حدود الخطاب والإنشاء والمزاودة والمناكفة، وكيف أنّنا من الداخل، ومن حيث "النموذج الكامن"، جوهر واحد قوامه الخوف، والجُبن، وعبادة السلطة وصاحب السلطة، واستمراء الذلّ والمسكنة، وعدم استعدادنا لدفع أدنى الأثمان في سبيل المعتقدات والقيم والأفكار والإيديولوجيّات التي ندّعي الإيمان بها!
ولهذا كلّه فلا بدّ لغزّة أن تموت وتنتهي؛ ليس فقط غزّة المقاومة وفصائل المقاومة، وليس غزّة الجغرافيا والطبوغرافيا، بل المجتمع الغزّاويّ برمّته، أو "الحالة الغزّاويّة" إذا جاز التعبير، بكون هذه الحالة تمثّل "النقيض الوجوديّ" لقذارة وإنحطاط الوضع الثقافيّ والحضاريّ الإنسانيّ العالميّ القائم، والذي اقتديت إليه البشرية بسيف النظام الرأسماليّ العالميّ الشيطانيّ، وكذب وزيف وزور ما تُسمّى "الحداثة الغربيّة" التي هي في جوهرها مشروع للعنصريّة والهيمنة والعنف!
مشكلتنا جميعاً مع "المجتمع الغزّاوي" أنّه مُفحِم ومُلزِم، وأنّه شاهد عمليّ ومتحقّق وماثل بأنّ "الشرف" ممكن، و"البطولة" ممكنة، والصمود والتضحية والإخلاص والإباء والفداء.. الخ. وأنّ هذه "المنظومة الأخلاقيّة" قابلة للتطبيق، وليست مجرد قيم مثالية نظريّة نتباكى عليها كنوع من النفاق والكذب على النفس لنبرّر لأنفسنا تنصّلنا منها، ومن عبء المسؤولية التي تلقيها على كاهلنا.. ولكي نستمر حكّاماً ومحكومين في نمط عيشنا الذي نعشقه ونعبده ككائنات بشريّة تحرّكها أحطّ الغرائز والرغبات الإنسانيّة!
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منشآت عسكرية وغرف عمليات تحت القطاع تثير الرعب داخل...
منشآت عسكرية وغرف عمليات تحت القطاع تثير الرعب داخل...

الوكيل

timeمنذ 12 ساعات

  • الوكيل

منشآت عسكرية وغرف عمليات تحت القطاع تثير الرعب داخل...

07:06 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- وجه ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية تصريحاته الأخيرة حول هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر. اضافة اعلان وقال نتنياهو إن المسلحين الفلسطينيين في 7 أكتوبر "دخلوا بالصنادل والنعال وبنادق الكلاشينكوف". وقال الضابط، في تصريحات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، إن "من كانوا في حالة ذهول واضطراب حقيقي هم القادة والقيادات العليا في إسرائيل، الذين اعتقدوا أن مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يحدث". وأضاف: "تصريحات نتنياهو لا تقلل من شأن حماس، بل تقلل من قيمة مقاتلينا الذين سقطوا في ذلك اليوم". وأشار الضابط، الذي يتمتع بخبرة تمتد لأربعة عقود في الخدمة العسكرية، إلى أن عناصر كتائب القسام كانوا "مجهزين بالكامل، من الرأس حتى أخمص القدمين، بترسانة من المتفجرات والأسلحة لا تقل شأناً عن تلك التي تملكها جيوش نظامية"، مضيفًا أن "مئات الطائرات المسيّرة استُخدمت لتدمير أنظمة سلاح متقدمة ودبابات مصنفة من بين الأفضل في العالم". وكشف الضابط أن "حماس" أظهرت استعداداً لوجستياً عالياً مكّنها من الصمود لفترات طويلة تحت الحصار، مشيرًا إلى أن الحركة تمتلك "تمويلاً كافياً لبناء صناعة عسكرية داخل قطاع غزة، إلى جانب آلاف الصواريخ الدقيقة وأنظمة الاتصالات الحديثة". كما وصف المرافق التي اكتشفت في غزة بأنها "منشآت بمستوى عالٍ من التنظيم، تحتوي على غرف إدارية وغرف عمليات متخصصة". وفي تعليقه على وصف نتنياهو للمهاجمين بأنهم "مجرد لصوص يرتدون الصنادل"، قال الضابط: "نعم، ربما كان هناك من يرتدون الصنادل، لكنهم ظهروا في موجات لاحقة، وليسوا من نفذ الهجوم الرئيسي. هذا التوصيف لا يُعبّر عن الواقع، بل يُشوّه صورة ما حدث ويُقصر في تقييم حجم التهديد". تأتي هذه التصريحات ضمن سلسلة من الانتقادات داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي عبّرت عن قلقها إزاء "التجاهل السياسي للإخفاقات الاستخباراتية والتكنولوجية التي سمحت بحدوث الهجوم"، وفق القناة 12 العبرية. وتطالب هذه الأصوات القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بـ"تحمل المسؤولية واستخلاص العبر من الأحداث التي أدت إلى ذلك اليوم الصعب". وذكرت القناة أن الجيش الإسرائيلي صادر منذ اندلاع الحرب نحو 70 ألف قطعة سلاح من قطاع غزة، شملت شاحنات صغيرة وجرارات، وصواريخ مضادة للدبابات، وقاذفات آر بي جي، وطائرات بدون طيار، وهو ما ينفي رواية أن المهاجمين كانوا مجرد مسلحين بأسلحة خفيفة. كما أشار التقرير إلى أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، تطورت منذ السابع من أكتوبر إلى ما يشبه "منظمة شبه عسكرية"، قادرة على إدارة عمليات قتالية معقدة، ما يعكس حجم التحدي الذي واجهته القوات الإسرائيلية خلال المعارك. روسيا اليوم

منشآت عسكرية وغرف عمليات تحت القطاع تثير الرعب داخل...
منشآت عسكرية وغرف عمليات تحت القطاع تثير الرعب داخل...

الوكيل

timeمنذ 13 ساعات

  • الوكيل

منشآت عسكرية وغرف عمليات تحت القطاع تثير الرعب داخل...

07:06 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- وجه ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية تصريحاته الأخيرة حول هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر. اضافة اعلان وقال نتنياهو إن المسلحين الفلسطينيين في 7 أكتوبر "دخلوا بالصنادل والنعال وبنادق الكلاشينكوف". وقال الضابط، في تصريحات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، إن "من كانوا في حالة ذهول واضطراب حقيقي هم القادة والقيادات العليا في إسرائيل، الذين اعتقدوا أن مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يحدث". وأضاف: "تصريحات نتنياهو لا تقلل من شأن حماس، بل تقلل من قيمة مقاتلينا الذين سقطوا في ذلك اليوم". وأشار الضابط، الذي يتمتع بخبرة تمتد لأربعة عقود في الخدمة العسكرية، إلى أن عناصر كتائب القسام كانوا "مجهزين بالكامل، من الرأس حتى أخمص القدمين، بترسانة من المتفجرات والأسلحة لا تقل شأناً عن تلك التي تملكها جيوش نظامية"، مضيفًا أن "مئات الطائرات المسيّرة استُخدمت لتدمير أنظمة سلاح متقدمة ودبابات مصنفة من بين الأفضل في العالم". وكشف الضابط أن "حماس" أظهرت استعداداً لوجستياً عالياً مكّنها من الصمود لفترات طويلة تحت الحصار، مشيرًا إلى أن الحركة تمتلك "تمويلاً كافياً لبناء صناعة عسكرية داخل قطاع غزة، إلى جانب آلاف الصواريخ الدقيقة وأنظمة الاتصالات الحديثة". كما وصف المرافق التي اكتشفت في غزة بأنها "منشآت بمستوى عالٍ من التنظيم، تحتوي على غرف إدارية وغرف عمليات متخصصة". وفي تعليقه على وصف نتنياهو للمهاجمين بأنهم "مجرد لصوص يرتدون الصنادل"، قال الضابط: "نعم، ربما كان هناك من يرتدون الصنادل، لكنهم ظهروا في موجات لاحقة، وليسوا من نفذ الهجوم الرئيسي. هذا التوصيف لا يُعبّر عن الواقع، بل يُشوّه صورة ما حدث ويُقصر في تقييم حجم التهديد". تأتي هذه التصريحات ضمن سلسلة من الانتقادات داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي عبّرت عن قلقها إزاء "التجاهل السياسي للإخفاقات الاستخباراتية والتكنولوجية التي سمحت بحدوث الهجوم"، وفق القناة 12 العبرية. وتطالب هذه الأصوات القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بـ"تحمل المسؤولية واستخلاص العبر من الأحداث التي أدت إلى ذلك اليوم الصعب". وذكرت القناة أن الجيش الإسرائيلي صادر منذ اندلاع الحرب نحو 70 ألف قطعة سلاح من قطاع غزة، شملت شاحنات صغيرة وجرارات، وصواريخ مضادة للدبابات، وقاذفات آر بي جي، وطائرات بدون طيار، وهو ما ينفي رواية أن المهاجمين كانوا مجرد مسلحين بأسلحة خفيفة. كما أشار التقرير إلى أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، تطورت منذ السابع من أكتوبر إلى ما يشبه "منظمة شبه عسكرية"، قادرة على إدارة عمليات قتالية معقدة، ما يعكس حجم التحدي الذي واجهته القوات الإسرائيلية خلال المعارك. روسيا اليوم

الاحتلال يدفع بكل ألوية المشاة والمدرعات النظامية لغزة
الاحتلال يدفع بكل ألوية المشاة والمدرعات النظامية لغزة

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 20 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

الاحتلال يدفع بكل ألوية المشاة والمدرعات النظامية لغزة

#سواليف قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم السبت إن #الجيش أدخل كل #ألوية_المشاة و #المدرعات النظامية إلى قطاع #غزة، ضمن حربه المستمرة على القطاع. يأتي ذلك بعد ساعات من كشف الإذاعة الرسمية الإسرائيلية عن استعداد الجيش لتعزيز قواته في القطاع من خلال خطة تقضي بإدخال 5 فرق عسكرية للسيطرة الكاملة على القطاع. وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن #فرقة_المظليين كانت آخر من دخل القطاع، وقد أكملت دخولها خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن العمليات تتركز في هذه المرحلة على محورين رئيسيين هما شمال القطاع ومنطقة خان يونس. وذكرت هيئة البث نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه يتم تحريك القوات في عمق القطاع ببطء، خلافا للمرات السابقة، مما يعني أن تقدم القوات الإسرائيلية سيتم بغطاء جوي لتقليل الخطر عليها. ومن حين لآخر، يعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته في محاور التوغل بقطاع غزة، لا سيما مع قرار الحكومة والجيش مطلع الشهر الجاري توسيع تلك العمليات في غزة، في ظل استدعاء عشرات آلاف من جنود الاحتياط. وفي العام الأول من عدوانه على غزة عقب عملية 'طوفان الأقصى'، سحب جيش الاحتلال أكثر من 15 لواء عسكريا من القطاع بعد اشتباكات ضارية وخسائر بشرية ومادية كبيرة. شملت هذه الانسحابات تشكيلات عسكرية بارزة مثل لواء غولاني واللواء السابع ولواء 188 (باراك) ولواء المظليين (اللواء 35) ولواء غفعاتي. وجاءت قرارات الانسحاب في إطار إعادة تقييم الإستراتيجية العسكرية وتقليل الخسائر التي تكبدتها قوات الاحتلال بسبب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ويأتي هذا في حين تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store