
لجنة الصحة تعقد جلسة استماع بخصوص حملة التلقيح ضد الورم الحليمي البشري.
عقدت لجنة الصحة وشؤون المرأة والأسرة والشؤون الاجتماعية وذوي الإعاقة جلسة بعد ظهر يوم الثلاثاء استمعت خلالها إلى ممثّلين عن وزارة الصحة بخصوص حملة التلقيح ضد الورم الحليمي البشري.
وقدّم ممثّلو الوزارة في مستهل الجلسة عرضا تطرّقوا خلاله إلى أهم خاصيات هذا التلقيح الذي يعتبر مكسبا جديدا للمنظومة الصحية في تونس، موضّحين أن حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم تصل حاليا إلى حوالي 400 إصابة سنويا ينتج عنها حوالي 200 حالة وفاة في صفوف النساء. وبيّنوا أنّ الدراسات العلمية أثبتت أنّ المتسبب في الإصابة بهذا السرطان هو أحد أنواع الفيروسات التي من الممكن الوقاية منها وتجنّبها بإجراء هذا التلقيح. وأضافوا أنّ الدولة التونسية بذلت مجهودات كبرى من أجل الحصول على كمية كافية من التلاقيح في ظل الصعوبات التي تشهدها السوق العالمية في هذا المجال.
كما قدّموا مختلف المراحل التي مرّ بها هذا التلقيح والتي تجاوزت الدراسات والاختبارات السريرية فيها عشرين سنة، بما أكّد بصفة علمية مدى جدوى هذا التلقيح وخلوّه من جميع الأعراض السلبية الممكنة، على عكس ما حدث بالنسبة للتلقيح ضد فيروس كورونا مثلا حيث لم يترك الوباء الذي انتشر بشكل سريع في العالم متّسعا من الوقت لمزيد التأكّد من نجاعة التلاقيح.
وبيّنوا أنّ الدولة التونسية يشهد لها في جميع الدول وخاصة الافريقية بنجاعة أمنها الدوائي وتدقيقها الجيّد في نجاعة الأدوية والتلاقيح قبل قبول التعامل بها. وأضافوا أنّ هذا الفيروس المتسبّب في حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم ينتقل بشكل سريع عن طريق العدوى بمجرّد اللمس مما يشكل خطورة كبرى على صحة النساء مع إمكانية إصابة الذكور بهذا الفيروس وهو ما يؤدي إلى حالات الإصابة بالعقم.
كما بيّنوا أنّ الوزارة عملت في سبيل الوقاية من هذا الفيروس على توفير اللقاح بشكل كاف مما يحقق نسبة من التوقي من المرض تناهز70 بالمائة. وأضافوا أنّ تكاتف هذا التلقيح مع المجهودات المبذولة من طرف الوزارة في تكثيف عمليات التقصّي المبكر لدى النساء حول الإصابة بالسرطان، قد يؤدّي إلى القضاء على هذا النوع من المرض بصفة نهائية في بلادنا، وهو ما تعمل منظمة الصحة العالمية على تحقيقه على المستوى العالمي.
وفي تفاعلهم مع هذا العرض، ثمّن النواب مجهودات الوزارة في توفير مثل هذا التلقيح، متسائلين عن سبب عدم وضع برنامج تحسيسي متكامل مما جعل العديد من الأولياء يبدون تخوّفاتهم من خطورته على صحة بناتهم. كما طرح النواب عدة تساؤلات تعبّر عن مشاغل المواطنين تمحورت خاصة حول سبب اختيار فئة عمرية معينة لإجراء هذا التلقيح، وإقرار اجبارية التلقيح ، و أسباب عدم تلقيح الأبناء الذكور واقتصار التلقيح على الفتيات إذا كانت العدوى بالفيروس من الممكن أن تنتقل لكليهما. كما استفسروا عن أسباب ضعف الحملة التحسيسية حول هذا التلقيح.
وفي تعقيبهم على مجمل التساؤلات، أوضح ممثلو الوزارة أن مختلف الدراسات العلمية والاختبارات التي تواصلت لسنوات طويلة أثبتت عدم وجود أية خطورة في إجراء هذا التلقيح، وأن الأعراض التي تنتج عنه هي أعراض بسيطة لا تتجاوز ارتفاع درجة الحرارة لمدة وجيزة مثل سائر التلاقيح التي يقع إجراؤها والتي يقع التعامل بها منذ سنوات بتونس. كما أفادوا أنّ كل التلاقيح التي أثبت الواقع نجاعتها والتي تفتخر تونس بإجرائها منذ سنوات هي إجبارية، وأن صفة الإجبارية تلزم بالأساس الدولة التي يفرض عليها واجب توفير الحماية والوقاية من الأمراض للمواطنين. وبيّنوا من جهة أخرى أنّ الأمر يجب أن يطرح بطريقة عكسية مفادها أنه لماذا لا يقع تجنب الإصابة بسرطان عنق الرحم وكل تداعياته إذا كان بالإمكان الاستفادة من تلقيح وفّرته الدولة مجانا للمواطنين في حين يقع بيعه بأثمان باهظة في القطاع الخاص.
وبخصوص اقتصار التلقيح على الإناث في سن 12 سنة دون غيرهن بيّنوا أنّ الدراسات أثبتت أن الاستجابة المناعية لهذا التلقيح تكون أكثر إيجابية كلما كان السن أصغر، مشيرين الى أنّه يمكن أن يقع تعميم التلقيح على الذكور أيضا في صورة الحصول في الأسواق على بعض الأنواع الأخرى من هذا التلقيح في المستقبل، وأضافوا أنّ النوع الوحيد من هذا التلقيح الذي أمكن لتونس الحصول عليه حاليا هو خاص بالفتيات فقط.
وأوضح ممثلو الوزارة، بخصوص الحملة الدعائية لهذا اللّقاح التي اعتبرها البعض غير كافية أو متأخّرة نسبيا، أن هناك مجهودات تحسيسية كبرى تقوم بها الوزارة في مختلف ربوع الجمهورية بما فيها الجهات الداخلية. وأضافوا أنّ الوزارة قامت ببث عديد الومضات الاشهارية في الإذاعات الخاصة والإذاعات الناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك على القنوات التلفزية، كما تمّ التنسيق مع وزارة التربية وتحديدا مع مديري المدارس الابتدائية من أجل التعريف بأهمية هذا التلقيح للتلامذة والأولياء عن طريق المعلمين.
كما أشاروا إلى أنّ الوزارة لم يكن بإمكانها البدء في حملة دعائية للتعريف بأهمية هذا التلقيح قبل أن تتمكّن فعليا من اقتناء كميات كافية منه لأن ذلك لم يكن بالأمر الهيّن. وبيّنوا أنها ستعمل على مضاعفة الحملات التحسيسية، مؤكّدين تعويلها في إنجاح هذا العمل على مختلف المتدخلين في القطاع الصحي، وكذلك على تعاون أعضاء مجلس نواب الشعب في التعريف بأهمية هذا التلقيح على المستوى الجهوي والمحلّي، باعتبار أن نقص المعلومة حول هذا التلقيح وإيجابياته قد أدّى إلى تخوّفات من طرف الأولياء لا مبرر لها علميا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإذاعة الوطنية
منذ 11 ساعات
- الإذاعة الوطنية
بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل لأول مرة في بعوض
أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية، اليوم الأربعاء، اكتشاف فيروس غرب النيل في بعوض جُمع لأول مرة في البلاد. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس، الذي ينتقل في الغالب إلى البشر عبر لدغات البعوض، قد يسبب حالات مرضية حرجة تهدد الحياة لدى حالة واحدة تقريبا من بين كل 150 إصابة.


الإذاعة الوطنية
منذ يوم واحد
- الإذاعة الوطنية
منظمة الصحة العالمية تعتمد الاتفاقية الدولية بشأن مكافحة الجوائح و التأهب لها
اعتمدت جمعية الصحة العالمية, أعلى جهاز لاتخاذ القرارات في منظمة الصحة العالمية, اليوم الثلاثاء, الاتفاقية الدولية بشأن الجوائح والتأهب لها, بعد ثلاث سنوات من المفاوضات المكثفة, بهدف جعل العالم أكثر إنصافا وأمانا من الأوبئة المستقبلية. وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها, إنه يأتي اعتماد الاتفاق "بعد 3 سنوات من المفاوضات المكثفة التي بدأت بسبب الثغرات وعدم المساواة التي تم تحديدها في الاستجابة الوطنية والعالمية لفيروس كورونا", موضحة ان الاتفاق "يعزز التعاون العالمي لضمان استجابة أقوى وأكثر إنصافا للأوبئة المستقبلية". وأشارت المنظمة إلى أن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اعتمدت اليوم رسميا بالإجماع أول اتفاقية عالمية بشأن الأوبئة, ويتوج هذا القرار التاريخي الصادر عن جمعية الصحة العالمية ال78 أكثر من 3 سنوات من المفاوضات المكثفة التي أطلقتها الحكومات استجابة للآثار المدمرة لجائحة كورونا, مدفوعا بهدف "جعل العالم أكثر أمانا من الأوبئة المستقبلية, وأكثر إنصافا في مواجهتها". وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية, تيدروس أدهانوم غيبريسوس : "يصبح العالم اليوم أكثر أمانا بفضل قيادة دولنا الأعضاء وتعاونها والتزامها باعتماد اتفاقية منظمة الصحة العالمية التاريخية بشأن الجائحة". وأضاف: "تمثل هذه الاتفاقية انتصارا للصحة العامة والعلم والعمل متعدد الأطراف, وستضمن لنا, بشكل جماعي, التمكن من حماية العالم بشكل أفضل من تهديدات الأوبئة المستقبلية, كما أنها تمثل اعترافا من المجتمع الدولي بأن مواطنينا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا يجب ألا تترك عرضة لخسائر مماثلة لتلك التي تكبدناها خلال جائحة كورونا". وحسب المنظمة, جاء هذا الاعتماد عقب موافقة وفود الدول الأعضاء على الاتفاقية أمس الاثنين في اللجنة بالتصويت (124 صوتا مؤيدا, 0 اعتراضات, 11 امتناعا عن التصويت). وتحدد اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن الجائحة المبادئ والنهج والأدوات اللازمة لتحسين التنسيق الدولي في مجموعة من المجالات, بهدف تعزيز البنية الصحية العالمية للوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها, ويشمل ذلك توفير اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص بشكل عادل وفي الوقت المناسب.


إذاعة المنستير
منذ يوم واحد
- إذاعة المنستير
جمعية الصحة العالمية تعتمد بجينيف اتفاقية الوقاية من الجوائح الصحية والتأهب والاستجابة لها وتونس تصوت لصالحها
عتمدت الجلسة العامة رفيعة المستوى للدورة 78 لجمعية الصحة العالمية، المنعقدة اليوم الثلاثاء بجينيف، اتفاقية منظمة الصحة العالمية للوقاية من الجوائح الصحية والتأهّب والاستجابة لها والتي صوتت لصالحها تونس وبادرت بالدعوة اليها. واعتبرت وزارة الصحة، في بلاغ لها، ان هذه البادرة تمثل "إنجازًا تاريخيًا ومكسبًا جوهريًا للنظام الصحي العالمي" المتعدد الأطراف، ويعكس التزامًا دوليًا بحماية البشرية من مخاطر الجوائح والطوارئ الصحية المستقبلية. وللاشارة فان رئيس الجمهورية، قيس سعيد، كان قد أطلق، يوم 30 مارس 2021، نداءً مشتركًا مع 26 من قادة الدول والحكومات، إلى جانب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، لوضع معاهدة دولية لمجابهة الجوائح، بهدف تفادي النقائص الخطيرة التي برزت خلال جائحة كوفيد-19، والتي أدّت إلى فقدان ملايين الأرواح واختلال كبير في توزيع اللقاحات بين دول الشمال والجنوب.