logo
لتحقيق التكامل الناجح.. إفريقيا بحاجة إلى تحديث نظام التشغيل

لتحقيق التكامل الناجح.. إفريقيا بحاجة إلى تحديث نظام التشغيل

بوابة الأهرام٢٣-٠٢-٢٠٢٥

بقلم أمادو هوت
موضوعات مقترحة
المرشح الرسمي لدولة السنغال لمنصب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، وزير الاقتصاد والتخطيط السابق www.amadouhott.com
يمكنك أن تسأل أي مسافر عن تجربته في التنقل عبر أجزاء من إفريقيا لتتعرف في أغلب الأحوال على عدد من التحديات المألوفة التي تواجهه مثلا لتكاليف المرتفعة، الطرق غير المباشرة وجداول الرحلات غيرالمتوقعة والتي تحول أبسط الرحلات إلى أكثرها تعقيدا وكلفة وعلى الرغم من ذلك تسهم مثل هذه العوائق في تسليط الضوء على الفرصة الهائلة لتعزيز التكامل الإفريقي وفتح آفاق اتصال سلس عبر القارة.
وعلى ضوء الإمكانات هائلة التي لايمكن تجاهلها وفقا لتقاريرالبنك الدولي، تمثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) أكبر منطقة تجارة حرة في العالم حيث تضم 1.4 مليار شخص وناتجا محليا إجماليا مشتركا قدره 3.4 تريليون دولار أمريكي.
ويتوقع البنك الإفريقي للتنمية أن تسهم إزالة الحواجز الحالية في مضاعفة التجارة البينية الإفريقية خلال عقد من الزمن عند نسبتها الحالية البالغة 15%وهي نسبة ضئيلة مقارنة بآسيا التي سجلت نسبة 60% وأوروبا التي سجلت نسبة 65%.
وعلى الرغم من التقدم الملموس الذي أُحرز من خلال تنفيذ اتفاقيةAfCFTAبقيادة التجمعات الاقتصادية الإقليمية، فإن تحقيق هذا الوعد يتطلب جهودا إضافية فإفريقيا تحتاج إلى بنية تحتية مادية قوية وتحديث نظام تشغيل لتحديث الأطر المؤسسية وتشجيع منظومة جديدة من المنتجات والخدمات الإفريقية.
ويمكن تشبيه تحدي التكامل الإفريقي ببناء نظام كمبيوتر متطور حيث يتطلب النجاح أولا وجود أجهزة قوية مثل البنية التحتية المادية التي تشكل العمود الفقري فحاليا تواجه القارة فجوة تمويلية سنوية للبنية التحتية تتراوح ما بين 130 و170 مليار دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الأساسية في ممرات النقل وشبكات الطاقة والطرق الرقمية.
وعلى الرغم من أن شركاء القارة الدوليين لعبوا تاريخيا دورا حاسما في سد هذه الفجوة التمويلية، إلا أن المشهد الجيوسياسي الحالي يتطلب تحولا في النموذج حيث يجب أن تتولى إفريقيا زمام المبادرة عبر الاستثمار في بنيتها التحتية.
ويكمن الحل في تعبئة رأس المال الإفريقي العام والخاص أولا لبناء الثقة بين الشركاء الدوليين والمستثمرين بحيث يمكن توليد رأس مال كبير داخل القارة من خلال صناديق الثروة السيادية، وصناديق المعاشات التقاعدية، والأفراد ذوي الثروات العالية، وغيرها من المصادر.
كما يجب أن تلعب مؤسسات التمويل التنموي مثل البنك الإفريقي للتنمية دورا تحويليا من خلال الاستفادة من خبراتها وتصنيفاتها الائتمانية لتوجيه هذا التمويل المحلي نحو تنمية إفريقيا.
ويمثل تحالف البنية التحتية الخضراء في إفريقيا (AGIA)والذي أطلقه البنك الإفريقي للتنمية بالشراكة مع إفريقيا 50 والاتحاد الإفريقي، نموذجا لهذا النهج حيث يسعى إلى تعبئة تمويل مختلط لتحضير وتطوير المشاريع لتشكيل محفظة مشاريع بنية تحتية خضراء بقيمة 10 مليارات دولار بمشاركة القطاع الخاص من إفريقيا والعالم.
كما أن التكامل الإقليمي في قطاع الطاقة، كما أبرزته مبادرة Mission 300 التي أُطلقت مؤخرا في تنزانيا لا يقل أهمية هذا بجانب البنية التحتية المادية فالتكامل الالإفريقي يتطلب تحديث البرامج وهي الأنظمة والسياسات والأطر المؤسسية التي تدعم التجارة عبر الحدود.
وتشكل الحلول الرقمية مفتاحا لتحسين العمليات التجارية عبر الحدود وتقليل الحواجز التجارية وعلى الرغم من أن النقاشات تركز غالبا على الفجوات في البنية التحتية المادية، فإن العمليات اليدوية القديمة تحد كثيرا من فعالية الأصول الحالية.
ويعد نظام الدفع والتسوية الإفريقي (PAPSS) مثالا على هذا التحول، حيث يتوقع أن يوفر 5 مليارات دولار سنويا من خلال تبسيط عمليات الدفع عبر الحدود وجعلها أكثر شفافية ، علاوة على ذلك أظهرت برامج تجريبية في شرق إفريقيا أن تطبيق تقنية البلوكشين على سلاسل القيمة الحالية يمكن أن يساعد في خفض تكاليف التجارة بنسبة 20% وتعزيز الحماية ضد الاحتيال بجانب التوسع في الوصول إلى أسواق جديدة للشركات في جميع أنحاء القارة.
ويأتي إجتماع القادة الأفارقة خلال قمة الاتحاد الإفريقي التي انعقدت مؤخرا في أديس أبابا لتضعنا أمام لحظة محورية تتطلب اتخاذ إجراءات حيث يعد الانتهاء من بروتوكول التجارة الرقمية في إطار اتفاقيةAfCFTAخطوة أولى نحو التحول الجريء الذي يجب علينا تحقيقه حيث يجب أن نسعى لتحقيق التحول الاقتصادي من خلال تطوير البنية التحتية ودمج التكنولوجيا في عملياتنا التجارية للتحول من مصدر للمواد الخام إلى قوة صناعية وزراعية.
وبجانب تصنيع السلع ذات القيمة المضافة وخلق القيمة، فإن قدرتنا على دمج الخدمات الأساسية مثل الخدمات المالية، والنقل واللوجستيات، والتعليم، والرعاية الصحية ستسهل العمليات التجارية السلسة عبر الحدود وذلك عبر وضع التحول الاقتصادي في صلب أجندة التكامل لدينا، يمكن لإفريقيا أن تتقدم في سلسلة القيمة لتوليد الثروة وخلق فرص اقتصادية ذات جودة لجميع الأفارقةلا سيما لشبابنا ونسائنا.
فمع توقع تضاعف عدد سكان إفريقيا من الشباب بحلول عام 2050لا يمكن التقليل من أهمية هذا التحول ، فمن خلال تعبئة مواردنا الذاتية بفعالية أولا ودفع عجلة التحول الاقتصادي بجانب بناء كل من البرامج والأجهزة المطلوبة سنتمكن من تحقيق التكامل الإفريقي بنجاح ، إننا نشهد حاليا اللحظة المناسبة لتتحول إفريقيا من كونها أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث العضوية إلى أن تصبح أقوى وأكثر الاقتصادات ديناميكية وابتكارا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يطالب جامعة هارفارد بخفض الطلاب الأجانب إلى 15%
ترامب يطالب جامعة هارفارد بخفض الطلاب الأجانب إلى 15%

الدستور

timeمنذ 14 دقائق

  • الدستور

ترامب يطالب جامعة هارفارد بخفض الطلاب الأجانب إلى 15%

صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه على جامعة هارفارد، مطالبًا بوضع حد أقصى بنسبة 15% فقط لعدد الطلاب الأجانب الذين تقبلهم الجامعة العريقة، داعيًا إلى تسليم قائمة رسمية بأسماء الطلاب الدوليين إلى إدارته، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز". وقال ترامب في تصريحات من المكتب البيضاوي، مساء أمس الأربعاء: "على هارفارد أن تحسن التصرف، تعامل بلدنا بعدم احترام كبير، وكل ما يفعلونه هو المزيد من الإصرار". ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من القرارات المثيرة للجدل من إدارة ترامب تجاه هارفارد، كان أبرزها اقتراح سحب 3 مليارات دولار من أموال المنح المخصصة للجامعة، وتحويلها إلى مؤسسات تعليمية مهنية في الداخل الأمريكي. وعبّر ترامب عن هذا التوجه يوم الإثنين الماضي عبر منشور في منصة "تروث سوشيال". قرار ترامب بمنع هارفارد من تسجيل طلاب أجانب جُوبه سريعًا بانتكاسة قانونية، بعدما أصدرت قاضية اتحادية في بوسطن، الجمعة الماضية، حكمًا بوقف القرار مؤقتًا. ورأت المحكمة أن الخطوة التي كانت تهدف إلى "مواءمة الممارسات الأكاديمية مع سياسات ترامب"، تنتهك القوانين والدستور الأمريكي. وفي شكوى تقدمت بها الجامعة العريقة، اعتبرت أن قرار الإدارة "يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور"، مؤكدة أن له "تأثيرًا فوريًا وخطيرًا" على أكثر من 7 آلاف طالب أجنبي مسجلين لديها، يمثلون ما يقرب من 27% من إجمالي الطلاب المسجلين.

أسعار الذهب اليوم الخميس 29 مايو 2025.. سعر الذهب عيار 21 يسجل رقمًا قياسيًا
أسعار الذهب اليوم الخميس 29 مايو 2025.. سعر الذهب عيار 21 يسجل رقمًا قياسيًا

الدستور

timeمنذ 14 دقائق

  • الدستور

أسعار الذهب اليوم الخميس 29 مايو 2025.. سعر الذهب عيار 21 يسجل رقمًا قياسيًا

شهدت أسواق الذهب في مصر اليوم الخميس 29 مايو 2025 ارتفاعًا جديدًا في الأسعار، بالتزامن مع صعود طفيف في أسعار الفضة أيضًا. وسجلت أسعار الأعيرة المختلفة صعودًا ملحوظًا، بالتزامن مع زيادة الإقبال على شراء السبائك والجنيهات الذهبية، خاصة من ماركات بي تي سي ولازوردي. وفيما يلي بيان بأسعار الذهب والفضة اليوم في الأسواق المحلية: أسعار الذهب اليوم في مصر عيار 24 سعر البيع 5280 جنيه سعر الشراء 5251.5 جنيه الزيادة 11.5 جنيه عيار 22 سعر البيع 4840 جنيه سعر الشراء 4813.75 جنيه الزيادة 10.5 جنيه عيار 21 وهو الأكثر تداولًا سعر البيع 4620 جنيه سعر الشراء 4595 جنيه الزيادة 10 جنيه عيار 18 سعر البيع 3960 جنيه سعر الشراء 3938.5 جنيه الزيادة 8.5 جنيه عيار 14 سعر البيع 3080 جنيه سعر الشراء 3063.25 جنيه الزيادة 6.75 جنيه عيار 12 سعر البيع 2640 جنيه سعر الشراء 2625.75 جنيه الزيادة 5.75 جنيه عيار 9 سعر البيع 1980 جنيه سعر الشراء 1969.25 جنيه الزيادة 4.25 جنيه أسعار الجنيهات الذهب والسبائك جنيه ذهب سعر البيع 36960 جنيه سعر الشراء 36760 جنيه الزيادة 80 جنيه جنيه ذهب عيار 21 من لازوردي 41260 جنيه نصف جنيه ذهب من لازوردي 21275 جنيه نصف جنيه ذهب من بي تي سي 19905 جنيه سبيكة ذهب من بي تي سي وزن كبير 58875 جنيه سبيكة ذهب من بي تي سي وزن متوسط 28610 جنيه سبيكة ذهب من ماستر جولد 27985 جنيه سبيكة ذهب صغيرة من بي تي سي 5845 جنيه أسعار الفضة اليوم سبيكة فضة عيار 999 من الملاذ الآمن 33965 جنيه سبيكة فضة صغيرة عيار 999 من الملاذ الآمن 390 جنيه جنيه فضة عيار 925 من الملاذ الآمن 650 جنيه أسعار الأوقية عالميًا أوقية الذهب سعر البيع 3264.48 دولار سعر الشراء 3264.17 دولار التغير انخفاض قدره نصف دولار

سعر الذهب اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 يسجل ارتفاع حاد في التعاملات المسائية.. وعيار 21 الآن
سعر الذهب اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 يسجل ارتفاع حاد في التعاملات المسائية.. وعيار 21 الآن

نافذة على العالم

timeمنذ 44 دقائق

  • نافذة على العالم

سعر الذهب اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 يسجل ارتفاع حاد في التعاملات المسائية.. وعيار 21 الآن

الخميس 29 مايو 2025 01:30 صباحاً نافذة على العالم - شهدت سعر الذهب اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، في السوق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في ختام التعاملات وسط استمرار حالة التقلبات في الأسواق العالمية، حيث سجل الجرام من عيار 21 ارتفاعًا بقيمة 20 جنيهًا مقارنة بأسعار أمس الثلاثاء، وفقًا لآخر تحديثات شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية. سعر الذهب اليوم في السوق المحلية جاءت سعر الذهب اليوم في الأسواق المصرية على النحو التالي: سعر الذهب اليوم عيار 21 سعر الذهب اليوم أما سعر الذهب اليوم -الجنيه الذهب - (والذي يعادل وزن 8 جرامات من عيار 21)، فقد بلغ نحو 37080 جنيهًا. أسعار السبائك فيما يلي أسعار سبائك الذهب اليوم في السوق المصرية، والتي تعكس التغيرات اليومية في الأسعار العالمية والمحلية: سبيكة 50 جرامًا: 268،243 جنيهًا سبيكة 20 جرامًا: 107،557.20 جنيهًا سبيكة 1 جرام: 5472.86 جنيهًا أونصة الذهب (31.1 جرام): 166،909.35 جنيهًا سعر الذهب اليوم تحليلات وتوقعات السوق العالمية على الصعيد العالمي، صرّح فرانسيسكو بلانش، رئيس أبحاث السلع العالمية والمشتقات في بنك أوف أمريكا، بأن أسعار الذهب والفضة مرشحة لتحقيق مكاسب قوية خلال النصف الثاني من عام 2025، على الرغم من التراجع المؤقت في الأسواق نتيجة انخفاض حدة التوترات الجيوسياسية مؤخرًا. وأوضح بلانش في مقابلة مع قناة CNBC أن السوق يمر حاليًا بمرحلة تصحيح طبيعية بعد الارتفاعات الكبيرة التي تحققت في النصف الأول من العام، مشيرًا إلى أن سعر الذهب بلغ 3500 دولار للأونصة خلال هذه الفترة، وهو ما كان متوقعًا من قبل البنك. وأكد بلانش أن المرحلة الحالية قد تمتد لعدة أشهر، إلا أن الآفاق المستقبلية للذهب تظل إيجابية، مدعومة بإمكانية تجاوز سعر 4000 دولار للأونصة في أواخر 2025 أو خلال عام 2026، لا سيما في حال عودة التوترات السياسية أو الجيوسياسية، التي عادةً ما تزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن. وأضاف أن استمرار ارتفاع الأسعار في الأجل القصير قد لا يكون مرجحًا في ظل استقرار الأوضاع العالمية مؤقتًا، لكن الاتجاه العام على المدى المتوسط والبعيد يبقى صاعدًا، بدعم من عوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة. وتعكس هذه التوقعات حالة من التفاؤل الحذر في أسواق المعادن الثمينة، حيث يظل الذهب أداة تحوط أساسية ضد التقلبات الاقتصادية والتضخم، وهو ما يعزز من جاذبيته لدى المستثمرين في فترات عدم اليقين، سواء كانت ناجمة عن صراعات دولية أو تقلبات اقتصادية عالمية. وفي ظل هذه التغيرات، تواصل السوق المحلية تأثرها المباشر بحركة الأسعار العالمية وسعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار، إلى جانب معدلات العرض والطلب داخل سوق الصاغة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store