"خطأ كارثيّ"... هذه تداعيات شنّ إيران هجوما على محطة ديمونا النوويّة
ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أنه "في عصر "الحروب وشائعات الحروب"، فإن أحدث المخاوف هو أن الإيرانيين، أو أحد الفصائل الموالية لهم، يخططون لضرب المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا. وفي الواقع لهذا الخوف أساس، ليس فقط لأن الحرب بطبيعتها أمر لا يمكن التنبؤ به ووحشي، بل وأيضاً لأن هناك سابقة مقلقة لمثل هذه الأحداث. وأكبر مثال على ذلك، الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث أصبحت مفاعلات الطاقة النووية أهدافا للأطراف المتحاربة، ما دفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مطالبة الجانبين بالسماح للولايات المتحدة بالسيطرة على محطات الطاقة في أوكرانيا، من أجل إبعادها عن مجموعة الأهداف الروسية. لطالما شكّل برنامج الأسلحة النووية الإيراني مصدر قلقٍ للإسرائيليين والأميركيين على حدٍ سواء، وهذا الخوف ليس جديدا، وهو مشروع تماما، نظرا للأسس الأيديولوجية التي يقوم عليها النظام الإيراني".
وبحسب الموقع ، "بالنسبة للقادة الإسلاميين في إيران، فإن السعي إلى امتلاك الأسلحة النووية مرادف للسعي إلى اكتساب القوة الإقليمية على جيرانهم العرب السنة وأعدائهم في إسرائيل والولايات المتحدة. وفي الواقع، أصبح امتلاك الأسلحة النووية أحد المصادر الرئيسية للشرعية بالنسبة للنظام الإيراني في المشهد السياسي الإيراني اليوم. لم تُلحق الضربات الإسرائيلية على مواقع الأسلحة النووية الإيرانية المشتبه بها الضرر بالجوانب التقنية للبرنامج النووي الإيراني فحسب، بل أضرت أيضًا بمصدر شرعية إيران، وقوّضت في الوقت عينه الخوف الذي حكموا به سابقًا وأرعبوا الشعب الإيراني. وبعبارة أخرى، وكما يشكل التهديد الإيراني تهديداً وجودياً بالنسبة لإسرائيل، فإن التهديد العسكري الإسرائيلي والأميركي لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني يشكل تهديداً وجودياً بنفس القدر بالنسبة للجمهورية الإسلامية".
وتابع الموقع، "علاوة على ذلك، تكبدت القيادة الإيرانية خسائر بشرية كنتيجة مباشرة للحملة الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد إيران. في واقع الأمر، أنفقت الغارات الجوية الإسرائيلية المزيد من الوقت والذخيرة في مهاجمة مواقع القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين أكثر مما خصصته لتدمير مواقع أسلحة الدمار الشامل الإيرانية المشتبه بها. وهكذا، يرى النظام الإيراني، عن حق، أن الضربات الإسرائيلية والأميركية تتجاوز مجرد محاولة لكبح التهديد الإيراني غير المرغوب فيه بتطوير الأسلحة النووية، ما يحدث هو تغيير للنظام، إنما بإسم آخر. ولذلك، فإن استخدام ترسانتهم الصاروخية الضخمة لاستهداف المفاعلات النووية، مثل تلك الموجودة في ديمونا، هو في نظر الإيرانيين خطوة مشروعة. ولكن يتعين على طهران أن تدرك أن هذا سيكون بمثابة خطأ استراتيجي فادح".
وبحسب الموقع، "كانت إدارة ترامب متمسكة بموقفها سواء في حرب أوكرانيا أو في الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة، عندما استهدف الهنود منشآت الأسلحة النووية الباكستانية ومرافق القيادة والسيطرة. وبمجرد أن بدأت نيودلهي في القيام بذلك، تمكن ترامب وبقية فريقه للسياسة الخارجية من إقناع الحكومة الهندية بالإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد مكالمة هاتفية واحدة. ومن الواضح أن إدارة ترامب ستنظر إلى أي هجوم مباشر على الأصول النووية، سواء كانت مدنية أو عسكرية، في إسرائيل باعتباره خطرا غير مقبول على الأمن العالمي. وهذا هو الاحتمال الذي يجب على الأميركيين الذين يخشون التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط أن يكونوا على دراية به الآن. فإيران تشعر بأن وجودها مُهدد، والإسرائيليون يسعون جاهدين لتدمير منشآتها النووية وتفكيك النظام الإسلامي في إيران. لذا، لن تكون هناك تسويات تفاوضية هنا، بل تصعيد فحسب".
وتابع الموقع، "مع كل تصعيد يأتي القلق الحقيقي من أن شيئًا ما سيجبر الأميركيين على خوض الحرب. إن الهجوم على القواعد أو السفارات الأميركية في المنطقة من قبل إيران أو الهجوم على مفاعل ديمونا للطاقة النووية والذي قد يؤدي إلى حدث نووي من شأنهما أن يدفعا الجيش الأميركي إلى قتال مباشر مع إيران. وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل. كانت الضربات الافتتاحية التي شنتها حكومة نتنياهو على إيران بارعة من الناحية التكتيكية، لكنها لم تكن مستدامة. من دون الدعم الأميركي، لن يكون الإسرائيليون قادرين على استهداف مواقع أسلحة الدمار الشامل الإيرانية بشكل فعال. وفي الوقت الحالي، من الواضح أن إدارة ترامب مترددة في الانخراط المباشر في الحرب، لكن أي تهديد جدي أو هجوم على المنشآت النووية الإسرائيلية من شأنه أن يغير هذا الوضع".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 14 دقائق
- ليبانون ديبايت
ردّ "ناري" من السفارة الإيرانية في لبنان على تهديدات ترامب لخامنئي
ردّت السفارة الإيرانية في لبنان، مساء اليوم الثلاثاء، على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموجّهة إلى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. وأكدت السفارة الإيرانية، في منشور عبر منصة "إكس"، أن "تهديدات ترامب لقائد الجمهورية الإسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، هي حماقةٌ ما بعدها حماقة". وأضافت أن "هذا القائد المقدام، الذي لا تُرعبه تهديدات الجبناء، خلفه أمةٌ لا تعرف الخنوع ولا الهوان. حفظه الله من مكائد الطغاة وردّ كيدهم في نحورهم".


MTV
منذ 23 دقائق
- MTV
17 Jun 2025 23:15 PM مراسل mtv في البيت الأبيض: مصادر تشير إلى أنّ ترامب أكد أنه يريد إنهاء الحرب بشكل نهائي وليس وقف إطلاق نار بشكل موقت
مراسل mtv في البيت الأبيض: مصادر تشير إلى أنّ ترامب أكد أنه يريد إنهاء الحرب بشكل نهائي وليس وقف إطلاق نار بشكل موقت


الميادين
منذ 24 دقائق
- الميادين
ماكرون: أكبر خطأ هو محاولة تغيير النظام في إيران بالوسائل العسكرية
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران، محذّراً في الوقت نفسه من خطورة أي توجه لاستخدام الوسائل العسكرية لتحقيق أهداف سياسية في طهران. وفي تصريحات صحافية، أشار ماكرون إلى أنّ "أكبر خطأ يمكن ارتكابه اليوم هو محاولة تغيير النظام في إيران عبر الوسائل العسكرية". وأضاف الرئيس الفرنسي: "ربما يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد غيّر رأيه بشأن إيران منذ الأمس، لكن من الواضح أنه لا يزال يمارس ضغوطاً عليها". اليوم 23:33 اليوم 21:39 وشدّد ماكرون على أهمية التهدئة وتغليب الحلول السياسية على المواجهات، داعياً جميع الأطراف إلى تحمّل مسؤولياتهم في منع انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد واصل تصعيده الكلامي ضد إيران، في سلسلة منشورات عبر منصته "تروث سوشيال"، تضمّنت إعلاناً صريحاً عن مطالبته طهران بـ"استسلام غير مشروط".وفي وقت سابق، أفادت "أكسيوس" بأن ترامب يفكّر جدياً في شنّ هجوم على إيران، وذلك في اجتماع مع كبار مسؤولي الأمن القومي، فيما أكّد المستشار الألماني فريدريتش ميرتس أن ترامب سيحسم قراره اليوم. وتأتي تصريحات ماكرون في سياق تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة، واحتمالات متزايدة لتوسع دائرة الصراع خارج حدود إيران.