logo
تصعيد حوثي جديد.. والرسالة واضحة: لا نية للبقاء خارج المعركة الإيرانية

تصعيد حوثي جديد.. والرسالة واضحة: لا نية للبقاء خارج المعركة الإيرانية

اليمن الآنمنذ 5 ساعات

في تصعيد جديد يُنذر بتوسيع نطاق التوتر في منطقة الشرق الأوسط، أطلقت جماعة الحوثيين في اليمن تهديدات صريحة تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذّرت من استهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حال قررت واشنطن الانخراط عسكريًا في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران.
وجاء هذا التصعيد في بيان مقتضب بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أكد فيه المتحدث العسكري باسم الجماعة أن أي تدخل أميركي مباشر في الصراع الإقليمي سيقابل بـ"رد عسكري واسع"، يستهدف السفن والمصالح الأميركية في المنطقة.
وهو ما فتح المجال أمام قراءات متعددة حول طبيعة الرسالة الحوثية، وتوقيتها، وأبعادها الاستراتيجية.
وعلق مراسل الجزيرة أحمد الشلفي على هذا التصعيد بالقول إن هذه التهديدات قد تكون مؤشرًا على انتهاء مرحلة الترقب التي التزمها الحوثيون خلال الأيام الماضية، منذ تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وما أعقبه من تحركات عسكرية أميركية في المنطقة.
وأشار الشلفي إلى أن وصول قطع بحرية أميركية إضافية إلى البحر الأحمر، وتزايد الحديث عن "احتمالات عالية" لتدخل عسكري أمريكي ضد إيران، وضع الحوثيين أمام لحظة قرار صعبة:
"هل يواصلون الصمت، فيبدون وكأنهم خرجوا من محور المواجهة؟
أم يرفعون الصوت من جديد، بعد أن شعروا بالخطر الحقيقي؟
يبدو أنهم اختاروا الثانية – بغض النظر عن الفعل لاحقًا."
ويضيف الشلفي أن هذا التصعيد لا يمكن فصله عن الحسابات السياسية الإقليمية والدولية، ولا عن ميزان القوى الذي بدأ يتغير على وقع التصعيد الأميركي الإسرائيلي، والتخوف الإيراني من ضربة عسكرية محتملة.
واعتبر أن البيان الحوثي يحمل قراءتين:
على المستوى الداخلي:
يمثل محاولة لاستعادة الزخم التعبوي، خاصة بعد تراجع وتيرة العمليات البحرية في البحر الأحمر إثر الضربات الأميركية الدقيقة التي استهدفت البنية العسكرية للجماعة خلال الأشهر الماضية، وبعدها التفاهمات غير المعلنة بين الجانبين لضبط حدود التصعيد.
على المستوى الخارجي:
هو بمثابة تذكير بأن الحوثيين لا يزالون لاعبًا أساسيًا ضمن محور إيران الإقليمي، وأن أي تسوية أو تصعيد مستقبلي لا يمكن تجاهل دورهم فيه، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية.
ولكن الشلفي حذر من أن العودة إلى موقع "الشريك الأول" في المعركة الإيرانية قد تأتي بثمن باهظ، قد تشمله ضربات موجعة من واشنطن، قد تكون أشد من سابقاتها.
"الأرجح أن الحوثيين يدركون ذلك. لكنهم أيضًا لا يملكون خيار الغياب. فالمحور الذي بنوا عليه شرعيتهم الإقليمية يمر الآن بمرحلة إعادة تشكيل."
ووصف الشلفي التهديد الأخير بأنه "صوت مرتفع في لحظة حرجة"، هدفه قبل كل شيء تثبيت الموقع السياسي للمجموعة قبل أن تبدأ أي معركة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
وفي سياق متصل، أشار المراسل إلى أن الكلمة الفصل في هذا التصعيد تبقى بيد واشنطن. فإذا قررت تنفيذ ضربة مباشرة ضد إيران، فإن الحوثيين سيكونون أمام اختبار حقيقي:
"إما أن يكتفوا بالبيان، فينكشف التناقض بين خطابهم وسلوكهم،
أو أن ينفذوا التهديد، ويخوضوا مواجهة قد لا تكون لصالحهم، خاصة بعد استهداف بنيتهم العسكرية في البحر الأحمر، وسلسلة الانكشافات أمام الغارات الأميركية."
يبدو أن التصعيد الحوثي ليس فقط رسالة عسكرية، بل هو بالأحرى موقف سياسي يعكس حاجة الجماعة إلى تثبيت مواقعها داخل المحور الإيراني، وفي آن واحد، تجنب الوقوع في دائرة "الغياب" عند أول اختبار حقيقي.
لكن مع تصاعد اللهجة، واستمرار التحركات العسكرية من جميع الأطراف، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا:
هل ستظل الحرب مجرد كلمات على الورق، أم سنكون أمام تصعيد ملموس يجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف؟والكلمة الفصل، كما يبدو، تبقى دائمًا لدى البيت الأبيض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ايران تهاجم مصنع اسلحة دمار اسرائيلي
ايران تهاجم مصنع اسلحة دمار اسرائيلي

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

ايران تهاجم مصنع اسلحة دمار اسرائيلي

العربي نيوز: نفذت ايران هجوما نوعيا وغير مسبوق استهدف مصنعا لانتاج اسلحة الدمار الشامل في الكيان الاسرائيلي، بالتوازي مع اطلاق طهران اول تهديد بنسف مفاعل "ديمونا" النووي في الكيان الاسرائيلي، واستخدام صواريخ ايرانية "اكثر تطورا وفتكا" قالت انها لم تستخدمها بعد في الرد على القصف الاسرائيلي المتواصل لإيران. وتابع بيان جبهة الاسناد المتخصصة في الحرب الالكترونية والسيبرانية، قائلا: "تمكنت الجبهة مع مساندة الهاكرز المناظلين الأحرار في جميع أنحاء العالم بالكشف عن هذه المصانع ونشاطها اللاإنساني وكذلك شنت هجمات سيبرانية متعددة للتوغل والتعطيل في أجهزتها وإنتاجاتها والحصول على بياناتها الحساسة". حسب تأكيده. شاهد .. اول هجوم ايراني على مصنع اسلحة اسرائيلي من جانبه، أعلن الجيش الإيراني في بيان، مساء السبت (21 يونيو) تنفيذ الموجتين السابعة عشر والثامنة عشر من عملية "الوعد الصادق3"، واطلاق عشرات الطائرات المسيّرة الانتحارية نحو الأراضي المحتلة في فلسطين، خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية، وإن "المعلومات الواردة تشير إلى اصابة معظم المسيّرات أهدافها المحددة بنجاح". شاهد .. الجيش الايراني يطلق الموجة 17 على الكيان ووثقت مشاهد فيديو ، تمكن ايران في الموجة السابعة عشر من صواريخها على الكيان الاسرائيلي، استهداف مجمع وزارة الداخلية للكيان، اصابة مباشرة، ومجمع الوزرات في حكومة الكيان بمدينة القدس، وقاعدة "نتيفايم" الجوية، وغيرها من المواقع العسكرية التابعة للكيان في مدينة حيفا شمالا وبئر السبع جنوبا، موقعة 45 مصابا حسب اعلام الكيان. شاهد .. ايران تقصف داخلية الكيان الاسرائيلي بدوره، حذّر مسؤول إيراني رفيع المستوى في تصريح لشبكة "الجزيرة" الاعلامية الدولية، من أن "مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي قد يصبح هدفا مشروعا لطهران، إذا ما انتقلت الحرب الجارية إلى أبعاد جديدة'. في إشارة إلى احتمال تصاعد المواجهة لتشمل أطرافا إقليمية ودولية إضافية. وقال المسؤول الايراني: إن 'القوات المسلحة الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري، تتابع عن كثب مجريات المعركة مع إسرائيل'. وأكد أن 'لدى إيران اطلاعا دقيقا على مخزون تل أبيب من الصواريخ الاعتراضية'، وأن 'الضربات الإيرانية تُصمَّم بطريقة تستنزف هذا المخزون بشكل منهجي'. مضيفا: إن القوات المسلحة الإيرانية لم تستخدم بعد أكثر أنواع صواريخها تطورا. لدينا صواريخ متقدمة لم تُستخدم حتى الآن، وسنستخدمها بلا شك إذا اقتضت الحاجة'. وأردف: إن أي تدخل أمريكي مباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل 'سيعرّض مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لخطر شديد'. وتابع: "طهران تأخذ التهديد الأمريكي على محمل الجد، لكنها ترى أن 'الانخراط الأمريكي يعني تلقائيا انتقال الحرب إلى مواجهة إقليمية شاملة'، بما يشمل استهداف مصالح استراتيجية على امتداد المنطقة". مختتما: إن "استهداف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة 'أيسر من ضرب العمق الإسرائيلي'. شاهد .. تحذير ايراني بقصف مفاعل ديمونا وقواعد امريكية في المقابل، أعلنت الوحدات الأمنية التابعة للحرس الثوري الإيراني تمكنها من "إسقاط عشرات الطائرات المُسيّرة الصغيرة التابعة للعدو الصهيوني، بعد اختراقها أجواء محافظة قم". وقالت أنه تم "استهداف هذه المُسيّرات في محيط معسكر الشهيد مصطفى خميني ومناطق عامة أخرى من المحافظة، منها منطقة فراشاهي". شاهد .. ايران تسقط المزيد من المًسيَّرات الاسرائيلية من جانبها، بدأت الولايات المتحدة الامريكية بجانب مشاركتها بالتصدي لصواريخ ومسيرات ايران؛ اول تدخل عسكري مباشر لإنقاذ الكيان الاسرائيلي في مواجهة الرد الايراني المتواصل على القصف الاسرائيلي المستمر على ايران، ومواجهة استنفاد جيش الاحتلال صواريخ دفاعاته الجوية، وبحث المشاركة بالحرب على ايران. تفاصيل: امريكا تتدخل عسكريا لانقاذ "اسرائيل" (فيديو) ورد المرشد الاعلى للثورة الايرانية، علي خامنئي، على تهديدات الرئيس ترامب، بتدخل امريكي، وقوله: "ادعو الشعب الايراني الى الاستسلام". بقوله في رسالة بثها التلفزيون الايراني، الاربعاء (18 يونيو): "الشعب الإيراني لا يستسلم". وشدد أن بلاده "ستقف بحزم ضد أي سلام يُفرض عليها مثلما تقف بحزم ضد حرب مفروضة عليها". إلى ذلك، تتواصل منذ ليل الجمعة، الهجمات المتبادلة بين ايران والكيان الاسرائيلي، ودوي انفجارات هائلة، واندلاع حرائق واسعة، وانهيار مبان ومقرات، في الكيان الاسرائيلي، بصواريخ وطائرات مسيرة ايرانية، يتوالى اطلاقها على الكيان وقواعده العسكرية ومقرات حكومته بما فيها مقرات الاجهزة العسكرية والامنية والبحثية. تفاصيل: يحدث الان في "اسرائيل" (25 فيديو) وفاجأت ايران امريكا والكيان الاسرائيلي، الجمعة (20 يونيو) بالكشف عن صاروخ جديد وخطير واستخدامه في موجة جديدة من ردها على القصف الاسرائيلي الجوي المستمر على ايران منذ فجر الجمعة (13 يونيو)، واعادة "تفعيل منظومات الدفاع الجوي واسقاط عشرات المُسيرات الاسرائيلية بجانب 5 طائرات حربية F-35". تفاصيل: ايران تفاجئ امريكا واسرائيل بصاروخ خطير! كما باغتت قوات الجيش والحرس الثوري الايراني، امريكا والكيان الاسرائيلي، بإعلانها ليل الاربعاء (18 يونيو) عن تمكنها من اسقاط طائرة حربية اسرائيلية خامسة من طراز F-35 الامريكية الصنع، واستخدامها لأول مرة مسيرات ذات رؤوس اختراقية للتحصينات، وصواريخ "سجيل" المدمرة وصواريخ "فتاح" فرط الصوتية. تفاصيل: ايران تباغت امريكا واسرائيل عسكريا! جاء هذا بعدما رد الحرس الثوري الايراني على اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب عبر حسابه بمنصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، عن أنه "على الجميع اخلاء مدينة طهران فورا"؛ بإصدار تحذير شديد اللهجة، داعيا إلى "إخلاء المدن في الأراضي المحتلة فورا تحسبا لضربات دقيقة تستهدف منشآت ومراكز حساسة". استهدفت موجة صواريخ ايرانية جديدة، هي العاشرة، صباح الثلاثاء (17 يونيو) مقر اقامة رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، عقب اقل من 24 ساعة على تمشيط مسيرة مدينة اقامته، ومقر تلفزيون الكيان، ومقر جهاز الموساد واستخبارات جيش الاحتلال، وسط تأكيد الاخير سقوط عدد من الصواريخ على مبان ووقوع خسائر بشرية جديدة. تفاصيل: صواريخ تستهدف مقر اقامة نتنياهو (فيديو) تفاصيل: اسرائيل تفقد يدا طولى بمواجهة ايران! (فيديو) بالتوازي، اطلقت ايران مفاجأة عسكرية جديدة وُصفت بالمزلزلة لكل من الولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي، عبر اعلانها منتصف ليل الاثنين (16 يونيو)، في بيان رسمي بثته وكالة الانباء الايرانية (ارنا) عن تمكنها من اسقاط طائرة حربية اسرائيلية رابعة، من طراز (F-35) الامريكية الصنع. تفاصيل: مفاجأة ايرانية لامريكا و"اسرائيل" (اعلان) كما فاجأت ايران الكيان الاسرائيلي، فجر الاثنين (16 يونيو) باستخدام تقنيات جديدة عطلت منظوماته الدفاعية، وصواريخ اكبر قوة احدثت دمارا كبيرا وطالت لأول مرة مواقع محصنة وملاجئ وأوقعت عشرات القتلى والجرحى داخلها، بجانب استهدافها منشآت حيوية واستراتيجية للكيان الاسرائيلي، واصابتها مباشرة. تفاصيل: اختراق تقني يشل دفاعات اسرائيل! (فيديو) تأتي هجمات ايران المتواصلة على الكيان، ضمن ما سمته عملية "الوعد الصادق 3" ردا على العدوان الاسرائيلي، بعد اعلان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: أن "الرد المشروع والقوي لإيران سيجعل إسرائيل تندم"، وتوعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في رسالة وجهها إلى شعبه، إسرائيل، بـ "عقاب صارم". شاهد .. ايران تعلن نتائج ردها على اسرائيل ويواصل الكيان الاسرائيلي، منذ فجر الجمعة (13 يونيو) عدوانا جديدا على ايران، سماه "الاسد الصاعد" يستهدف بقصف الطيران الحربي والمُسيَّر منشآت نووية ومراكز ابحاث وتخصيب يورانيوم، وحقول الغاز ومصافي للنفط، واحياء سكنية ومنازل، واغتيال أبرز القادة العسكريين وعلماء الذرة والطاقة نووية. تفاصيل: تجدد القصف الاسرائيلي لايران (مواقع) تتصدر إيران وقدراتها العسكرية وبرنامجها النووي، اولويات الكيان الاسرائيلي سياسيا وعسكريا، وانتزع نتنياهو خلال زيارته العاصمة الامريكية واشنطن مطلع فبراير 2015م، تعهدا من الرئيس الامريكي دونالد ترامب في مستهل ولايته الرئاسية الثانية بـ "الحد من القدرات الايرانية ووكلائها في المنطقة". في اشارة لما يسمى "محور المقاومة". وسبق أن تبادل كيان الاحتلال الاسرائيلي وايران، الهجمات العسكرية، على خلفية العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة، إثر رد ايران على مقتل قيادات ايرانية بقصف الكيان قنصلية طهران في سوريا، ثم رد ايران على اغتيال الكيان الاسرائيلي رئيس حركة المقاومة الاسلامية "حماس" اسماعيل هنية بمقر الضيافة في طهران. يشار إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تواصل ضغوطا كبيرة على ايران، وعقوبات اقتصادية صارمة، لارغامها على التخلي عن برنامجها النووي والتخلي عن دعم حركات وفصائل مقاومة الكيان الاسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، ومنذ بداية مارس 2025م، استضافت سلطنة عمان مفاوضات بين الجانبين.

لسنا خارج المعركة.. رسالة حوثية لأمريكا: البحر الأحمر سيتحول إلى ساحة نار
لسنا خارج المعركة.. رسالة حوثية لأمريكا: البحر الأحمر سيتحول إلى ساحة نار

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

لسنا خارج المعركة.. رسالة حوثية لأمريكا: البحر الأحمر سيتحول إلى ساحة نار

أخبار وتقارير (الأول) وكالات: في تصعيد جديد يُنذر بتوسيع نطاق التوتر في منطقة الشرق الأوسط، أطلقت جماعة الحوثيين في اليمن تهديدات صريحة تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذّرت من استهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حال قررت واشنطن الانخراط عسكريًا في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران. وجاء هذا التصعيد في بيان مقتضب بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أكد فيه المتحدث العسكري باسم الجماعة أن أي تدخل أميركي مباشر في الصراع الإقليمي سيقابل بـ"رد عسكري واسع"، يستهدف السفن والمصالح الأميركية في المنطقة. وهو ما فتح المجال أمام قراءات متعددة حول طبيعة الرسالة الحوثية، وتوقيتها، وأبعادها الاستراتيجية. وعلق مراسل الجزيرة أحمد الشلفي على هذا التصعيد بالقول إن هذه التهديدات قد تكون مؤشرًا على انتهاء مرحلة الترقب التي التزمها الحوثيون خلال الأيام الماضية، منذ تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وما أعقبه من تحركات عسكرية أميركية في المنطقة. وأشار الشلفي إلى أن وصول قطع بحرية أميركية إضافية إلى البحر الأحمر، وتزايد الحديث عن "احتمالات عالية" لتدخل عسكري أمريكي ضد إيران، وضع الحوثيين أمام لحظة قرار صعبة: "هل يواصلون الصمت، فيبدون وكأنهم خرجوا من محور المواجهة؟ أم يرفعون الصوت من جديد، بعد أن شعروا بالخطر الحقيقي؟ يبدو أنهم اختاروا الثانية – بغض النظر عن الفعل لاحقًا." ويضيف الشلفي أن هذا التصعيد لا يمكن فصله عن الحسابات السياسية الإقليمية والدولية، ولا عن ميزان القوى الذي بدأ يتغير على وقع التصعيد الأميركي الإسرائيلي، والتخوف الإيراني من ضربة عسكرية محتملة. واعتبر أن البيان الحوثي يحمل قراءتين: على المستوى الداخلي: يمثل محاولة لاستعادة الزخم التعبوي، خاصة بعد تراجع وتيرة العمليات البحرية في البحر الأحمر إثر الضربات الأميركية الدقيقة التي استهدفت البنية العسكرية للجماعة خلال الأشهر الماضية، وبعدها التفاهمات غير المعلنة بين الجانبين لضبط حدود التصعيد. على المستوى الخارجي: هو بمثابة تذكير بأن الحوثيين لا يزالون لاعبًا أساسيًا ضمن محور إيران الإقليمي، وأن أي تسوية أو تصعيد مستقبلي لا يمكن تجاهل دورهم فيه، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية. ولكن الشلفي حذر من أن العودة إلى موقع "الشريك الأول" في المعركة الإيرانية قد تأتي بثمن باهظ، قد تشمله ضربات موجعة من واشنطن، قد تكون أشد من سابقاتها. "الأرجح أن الحوثيين يدركون ذلك. لكنهم أيضًا لا يملكون خيار الغياب. فالمحور الذي بنوا عليه شرعيتهم الإقليمية يمر الآن بمرحلة إعادة تشكيل." ووصف الشلفي التهديد الأخير بأنه "صوت مرتفع في لحظة حرجة"، هدفه قبل كل شيء تثبيت الموقع السياسي للمجموعة قبل أن تبدأ أي معركة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. وفي سياق متصل، أشار المراسل إلى أن الكلمة الفصل في هذا التصعيد تبقى بيد واشنطن. فإذا قررت تنفيذ ضربة مباشرة ضد إيران، فإن الحوثيين سيكونون أمام اختبار حقيقي: "إما أن يكتفوا بالبيان، فينكشف التناقض بين خطابهم وسلوكهم، أو أن ينفذوا التهديد، ويخوضوا مواجهة قد لا تكون لصالحهم، خاصة بعد استهداف بنيتهم العسكرية في البحر الأحمر، وسلسلة الانكشافات أمام الغارات الأميركية." يبدو أن التصعيد الحوثي ليس فقط رسالة عسكرية، بل هو بالأحرى موقف سياسي يعكس حاجة الجماعة إلى تثبيت مواقعها داخل المحور الإيراني، وفي آن واحد، تجنب الوقوع في دائرة "الغياب" عند أول اختبار حقيقي. لكن مع تصاعد اللهجة، واستمرار التحركات العسكرية من جميع الأطراف، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستظل الحرب مجرد كلمات على الورق، أم سنكون أمام تصعيد ملموس يجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف؟ والكلمة الفصل، كما يبدو، تبقى دائمًا لدى البيت الأبيض.

تصعيد حوثي جديد.. والرسالة واضحة: لا نية للبقاء خارج المعركة الإيرانية
تصعيد حوثي جديد.. والرسالة واضحة: لا نية للبقاء خارج المعركة الإيرانية

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

تصعيد حوثي جديد.. والرسالة واضحة: لا نية للبقاء خارج المعركة الإيرانية

في تصعيد جديد يُنذر بتوسيع نطاق التوتر في منطقة الشرق الأوسط، أطلقت جماعة الحوثيين في اليمن تهديدات صريحة تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذّرت من استهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حال قررت واشنطن الانخراط عسكريًا في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران. وجاء هذا التصعيد في بيان مقتضب بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أكد فيه المتحدث العسكري باسم الجماعة أن أي تدخل أميركي مباشر في الصراع الإقليمي سيقابل بـ"رد عسكري واسع"، يستهدف السفن والمصالح الأميركية في المنطقة. وهو ما فتح المجال أمام قراءات متعددة حول طبيعة الرسالة الحوثية، وتوقيتها، وأبعادها الاستراتيجية. وعلق مراسل الجزيرة أحمد الشلفي على هذا التصعيد بالقول إن هذه التهديدات قد تكون مؤشرًا على انتهاء مرحلة الترقب التي التزمها الحوثيون خلال الأيام الماضية، منذ تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وما أعقبه من تحركات عسكرية أميركية في المنطقة. وأشار الشلفي إلى أن وصول قطع بحرية أميركية إضافية إلى البحر الأحمر، وتزايد الحديث عن "احتمالات عالية" لتدخل عسكري أمريكي ضد إيران، وضع الحوثيين أمام لحظة قرار صعبة: "هل يواصلون الصمت، فيبدون وكأنهم خرجوا من محور المواجهة؟ أم يرفعون الصوت من جديد، بعد أن شعروا بالخطر الحقيقي؟ يبدو أنهم اختاروا الثانية – بغض النظر عن الفعل لاحقًا." ويضيف الشلفي أن هذا التصعيد لا يمكن فصله عن الحسابات السياسية الإقليمية والدولية، ولا عن ميزان القوى الذي بدأ يتغير على وقع التصعيد الأميركي الإسرائيلي، والتخوف الإيراني من ضربة عسكرية محتملة. واعتبر أن البيان الحوثي يحمل قراءتين: على المستوى الداخلي: يمثل محاولة لاستعادة الزخم التعبوي، خاصة بعد تراجع وتيرة العمليات البحرية في البحر الأحمر إثر الضربات الأميركية الدقيقة التي استهدفت البنية العسكرية للجماعة خلال الأشهر الماضية، وبعدها التفاهمات غير المعلنة بين الجانبين لضبط حدود التصعيد. على المستوى الخارجي: هو بمثابة تذكير بأن الحوثيين لا يزالون لاعبًا أساسيًا ضمن محور إيران الإقليمي، وأن أي تسوية أو تصعيد مستقبلي لا يمكن تجاهل دورهم فيه، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية. ولكن الشلفي حذر من أن العودة إلى موقع "الشريك الأول" في المعركة الإيرانية قد تأتي بثمن باهظ، قد تشمله ضربات موجعة من واشنطن، قد تكون أشد من سابقاتها. "الأرجح أن الحوثيين يدركون ذلك. لكنهم أيضًا لا يملكون خيار الغياب. فالمحور الذي بنوا عليه شرعيتهم الإقليمية يمر الآن بمرحلة إعادة تشكيل." ووصف الشلفي التهديد الأخير بأنه "صوت مرتفع في لحظة حرجة"، هدفه قبل كل شيء تثبيت الموقع السياسي للمجموعة قبل أن تبدأ أي معركة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. وفي سياق متصل، أشار المراسل إلى أن الكلمة الفصل في هذا التصعيد تبقى بيد واشنطن. فإذا قررت تنفيذ ضربة مباشرة ضد إيران، فإن الحوثيين سيكونون أمام اختبار حقيقي: "إما أن يكتفوا بالبيان، فينكشف التناقض بين خطابهم وسلوكهم، أو أن ينفذوا التهديد، ويخوضوا مواجهة قد لا تكون لصالحهم، خاصة بعد استهداف بنيتهم العسكرية في البحر الأحمر، وسلسلة الانكشافات أمام الغارات الأميركية." يبدو أن التصعيد الحوثي ليس فقط رسالة عسكرية، بل هو بالأحرى موقف سياسي يعكس حاجة الجماعة إلى تثبيت مواقعها داخل المحور الإيراني، وفي آن واحد، تجنب الوقوع في دائرة "الغياب" عند أول اختبار حقيقي. لكن مع تصاعد اللهجة، واستمرار التحركات العسكرية من جميع الأطراف، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستظل الحرب مجرد كلمات على الورق، أم سنكون أمام تصعيد ملموس يجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف؟والكلمة الفصل، كما يبدو، تبقى دائمًا لدى البيت الأبيض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store