logo
هيئة المتاحف تستعرض أبرز الممارسات العلمية والعملية في الرعاية بالمجموعات الفنية والأثرية

هيئة المتاحف تستعرض أبرز الممارسات العلمية والعملية في الرعاية بالمجموعات الفنية والأثرية

المدينة٣٠-٠٤-٢٠٢٥

نظّمت هيئة المتاحف لقاءً افتراضيًا، بعنوان" رعاية وترميم وحفظ وعرض المجموعات الفنية والأثرية"، ضمن سلسلة لقاءاتها الشهرية الهادفة إلى استعراض التحديات والفرص في قطاع المتاحف، بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء في مجالات المتاحف والتراث والثقافة.وأدار اللقاء مدير متحف طارق عبدالحكيم المكلف طيب الطيب، وشارك فيه كلٌّ من مديرة متحف البحر الأحمر إيمان زيدان، ومدير مركز ترميم وصيانة الآثار في المتحف المصري الكبير الدكتور حسين كمال، والمديرة السابقة للمتحف الوطني في بيروت وآن ماري عفيش.وتحدثت إيمان زيدان في بداية اللقاء عن تصنيفات المتاحف وتنوّع مقتنياتها، مشيرة إلى أن المتحف هو مؤسسة غير ربحية تُعنى بخدمة المجتمع من خلال جمع التراث المادي وغير المادي، وحفظه وتفسيره وعرضه للجمهور، بهدف ترسيخ مفاهيم التنوع والاستدامة.وأضافت أن المتاحف تتنوع إلى وطنية وتاريخية، ومتاحف سيرة ذاتية، ومجتمعية، وفنية، وموسيقية، وأخرى للفنون والوسائط الجديدة، موضحة أن لكل نوع منها مقتنياته وأساليبه الخاصة في العرض.من جهتها، تناولت آن ماري عفيش تجربة المتحف الوطني في بيروت، واستعرضت التحديات التي واجهها المتحف، لافتةً النظر إلى الجهود التي بُذلت لحماية المقتنيات، خلال الظروف التي مرت بها البلاد للحفاظ على جزء من التراث اللبناني من خلال اعتماد أساليب مبتكرة وغير اعتيادية، مع عرضها صورًا توثق الأضرار التي لحقت بالمتحف وسبل ترميمه لاحقًا.أما الدكتور حسين كمال، فقدّم عرضًا عن مركز ترميم وصيانة الآثار في المتحف المصري الكبير، موضحًا أنه افتُتح عام 2010. وقال: "يُعدّ المركز من أكبر المراكز المتخصصة عالمًا، إذ يمتد على مساحة تتجاوز (32) ألف متر مربع، ويضم (19) معملًا تغطي جميع أعمال الترميم والصيانة"، مشيرًا إلى أن المركز لا يقتصر على الجانب الفني، بل يتضمن برامج مجتمعية وتدريبية موجهة للأطفال.وتناول المتحدّثون مسألة أهمية رفع وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على التراث وإشراكه في هذه العملية، فأكّدت عفيش أنّ المجموعات الأثرية والفنية ليست جمادات، بل شواهد ناطقة على مسيرة الإنسان وتاريخه، ونحن بصفتنا مؤسسات وأفراد مسؤولون عن صون هذه الأمانة للأجيال المقبلة، مشيرة إلى أنّ بعض المتاحف باتت تعرض بعض عمليات الترميم للزوار، حرصًا على التوعية وتعزيز احترام المقتنيات التراثية، بما يشمل شرحًا عمليًا لأساليب الصيانة ومراحل التأهيل.وأكدت زيدان أن مسؤولية حفظ التراث تتشاركها الدولة مع المجتمع والقطاع الخاص، مبينةً أن كل إنسان يحمل متحفًا خاصًا به، في بيته من خلال صوره ومقتنيات عائلته وذكرياته، مستعرضة جهود هيئة المتاحف في رفع وعي الجمهور بأهمية الحفاظ على التراث، وذكرت في هذا السياق الحملة التواصلية بعنوان "نروي لك الغد" التي أطلقتها الهيئة بهدف تعريف جمهور المملكة بمقتنيات وزارة الثقافة من مجموعات أثرية وفنية من خلال محتوى جاذب على منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات الخارجية.وتمحور الجزء الأخير من النقاش حول أهمية بناء القدرات في مجال الترميم والحفاظ على التراث، وشددت عفيش على أهمية التخصص الأكاديمي ومواكبة المستجدات التقنية في علم الترميم، فيما تحدّث الدكتور كمال عن أهمية التعاون الدولي، عادًا إياه ركيزة أساسية لتأهيل الكوادر. كذلك، أكدت زيدان، أهمية التكامل بين مختلف التخصصات المعنية بصيانة المقتنيات، من أمناء آثار، وباحثين، وخبراء في المواد والتقنيات، وفنيين، ومصورين، مشيدةً بجهود الجهات الحكومية التي توفر برامج تعليمية متخصصة في مجالات السياحة والآثار والعلوم الثقافية المرتبطة بها.ويأتي هذا اللقاء بهدف تعزيز الوعي وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال حفظ التراث الثقافي، وذلك انطلاقًا من التزام هيئة المتاحف بتعزيز قطاع المتاحف في المملكة والحفاظ على التراث الثقافي السعودي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هيئة المتاحف تستعرض أبرز الممارسات العلمية والعملية في الرعاية بالمجموعات الفنية والأثرية
هيئة المتاحف تستعرض أبرز الممارسات العلمية والعملية في الرعاية بالمجموعات الفنية والأثرية

المدينة

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • المدينة

هيئة المتاحف تستعرض أبرز الممارسات العلمية والعملية في الرعاية بالمجموعات الفنية والأثرية

نظّمت هيئة المتاحف لقاءً افتراضيًا، بعنوان" رعاية وترميم وحفظ وعرض المجموعات الفنية والأثرية"، ضمن سلسلة لقاءاتها الشهرية الهادفة إلى استعراض التحديات والفرص في قطاع المتاحف، بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء في مجالات المتاحف والتراث والثقافة.وأدار اللقاء مدير متحف طارق عبدالحكيم المكلف طيب الطيب، وشارك فيه كلٌّ من مديرة متحف البحر الأحمر إيمان زيدان، ومدير مركز ترميم وصيانة الآثار في المتحف المصري الكبير الدكتور حسين كمال، والمديرة السابقة للمتحف الوطني في بيروت وآن ماري عفيش.وتحدثت إيمان زيدان في بداية اللقاء عن تصنيفات المتاحف وتنوّع مقتنياتها، مشيرة إلى أن المتحف هو مؤسسة غير ربحية تُعنى بخدمة المجتمع من خلال جمع التراث المادي وغير المادي، وحفظه وتفسيره وعرضه للجمهور، بهدف ترسيخ مفاهيم التنوع والاستدامة.وأضافت أن المتاحف تتنوع إلى وطنية وتاريخية، ومتاحف سيرة ذاتية، ومجتمعية، وفنية، وموسيقية، وأخرى للفنون والوسائط الجديدة، موضحة أن لكل نوع منها مقتنياته وأساليبه الخاصة في العرض.من جهتها، تناولت آن ماري عفيش تجربة المتحف الوطني في بيروت، واستعرضت التحديات التي واجهها المتحف، لافتةً النظر إلى الجهود التي بُذلت لحماية المقتنيات، خلال الظروف التي مرت بها البلاد للحفاظ على جزء من التراث اللبناني من خلال اعتماد أساليب مبتكرة وغير اعتيادية، مع عرضها صورًا توثق الأضرار التي لحقت بالمتحف وسبل ترميمه لاحقًا.أما الدكتور حسين كمال، فقدّم عرضًا عن مركز ترميم وصيانة الآثار في المتحف المصري الكبير، موضحًا أنه افتُتح عام 2010. وقال: "يُعدّ المركز من أكبر المراكز المتخصصة عالمًا، إذ يمتد على مساحة تتجاوز (32) ألف متر مربع، ويضم (19) معملًا تغطي جميع أعمال الترميم والصيانة"، مشيرًا إلى أن المركز لا يقتصر على الجانب الفني، بل يتضمن برامج مجتمعية وتدريبية موجهة للأطفال.وتناول المتحدّثون مسألة أهمية رفع وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على التراث وإشراكه في هذه العملية، فأكّدت عفيش أنّ المجموعات الأثرية والفنية ليست جمادات، بل شواهد ناطقة على مسيرة الإنسان وتاريخه، ونحن بصفتنا مؤسسات وأفراد مسؤولون عن صون هذه الأمانة للأجيال المقبلة، مشيرة إلى أنّ بعض المتاحف باتت تعرض بعض عمليات الترميم للزوار، حرصًا على التوعية وتعزيز احترام المقتنيات التراثية، بما يشمل شرحًا عمليًا لأساليب الصيانة ومراحل التأهيل.وأكدت زيدان أن مسؤولية حفظ التراث تتشاركها الدولة مع المجتمع والقطاع الخاص، مبينةً أن كل إنسان يحمل متحفًا خاصًا به، في بيته من خلال صوره ومقتنيات عائلته وذكرياته، مستعرضة جهود هيئة المتاحف في رفع وعي الجمهور بأهمية الحفاظ على التراث، وذكرت في هذا السياق الحملة التواصلية بعنوان "نروي لك الغد" التي أطلقتها الهيئة بهدف تعريف جمهور المملكة بمقتنيات وزارة الثقافة من مجموعات أثرية وفنية من خلال محتوى جاذب على منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات الخارجية.وتمحور الجزء الأخير من النقاش حول أهمية بناء القدرات في مجال الترميم والحفاظ على التراث، وشددت عفيش على أهمية التخصص الأكاديمي ومواكبة المستجدات التقنية في علم الترميم، فيما تحدّث الدكتور كمال عن أهمية التعاون الدولي، عادًا إياه ركيزة أساسية لتأهيل الكوادر. كذلك، أكدت زيدان، أهمية التكامل بين مختلف التخصصات المعنية بصيانة المقتنيات، من أمناء آثار، وباحثين، وخبراء في المواد والتقنيات، وفنيين، ومصورين، مشيدةً بجهود الجهات الحكومية التي توفر برامج تعليمية متخصصة في مجالات السياحة والآثار والعلوم الثقافية المرتبطة بها.ويأتي هذا اللقاء بهدف تعزيز الوعي وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال حفظ التراث الثقافي، وذلك انطلاقًا من التزام هيئة المتاحف بتعزيز قطاع المتاحف في المملكة والحفاظ على التراث الثقافي السعودي.

لبلبة نجمة الجمال الدائم التي تلهمنا بالفن والطاقة اللامحدودة
لبلبة نجمة الجمال الدائم التي تلهمنا بالفن والطاقة اللامحدودة

مجلة هي

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • مجلة هي

لبلبة نجمة الجمال الدائم التي تلهمنا بالفن والطاقة اللامحدودة

كيف يمكن أن نضع عنوانا لشخصية الفنانة المصرية الأيقونية لبلبة.. الاستمرارية، البهجة الدائمة، القوة، الصدق التام، الموهبة التي تشتعل وتتوهج كلما مرت أمام الكاميرا؟ فعلى الرغم من أنها قدمت 93 فيلما سينمائيا و5 مسلسلات و268 أغنية ومئات الاستعراضات، لا تزال تعود إلى شغف البدايات مع كل عمل جديد. مسيرة باهرة وتاريخ متنوع ما بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، ونحن إذ نحتفل في هذا العدد بالجمال الدائم الذي لا عمر له Beauty beyond age، لا نجد نموذجا مثاليا أكثر من هذه الفنانة التي منحت الفن كل طاقتها وحياتها، وقدمت مسيرة شديدة التنوع، وحظيت بثقة كبار مخرجي السينما على مدى طويل من نيازي مصطفى إلى حسين كمال، وحسن الإمام، ويوسف شاهين، وعاطف الطيب، وعاطف سالم، ومحمد عبد العزيز وغيرهم. إنها لبلبة التي كانت قد بدأت مشوارها استثنائيا منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، واستمرت بالإخلاص نفسه، والحماس الذي يتجدد بالخبرات التي لم تتح لغيرها، معتزة بكل خطوة اتخذتها، ومحتفظة بملامحها شديدة البراءة والجمال، بثقة كبيرة في النفس وذكاء طاغٍ في التعامل مع موهبتها الفنية كممثلة تعبر بملامحها عن أدوار تراجيدية وكوميدية، ومع مظهرها بصفتها امرأة تعرف كيف تختار ما يليق بها. أكدت في حوارها مع "هي" أنها تحب تجاعيدها الدقيقة حول العينين، لأنها تمنحها عذوبة ورقة، ناصحة كل النساء بألا يقلدن أحدا، وأن يفتخرن بملامحهن الطبيعية، وقبل كل ذلك بالثقة بالنفس. تحب لبلبة دوما أن تؤكد أنها ملك للجمهور، وأن الفنان حتى لو كان لديه ملامح وجه غير مثالية بالنسبة للبعض، فإن الجمهور يعتاد عليه طالما أن الموهبة حاضرة، ولذلك فإنها لن تخذل أبدا الأجيال في العالم العربي التي رافقتها منذ الصغر، ولن تغير شيئا في وجهها انجرافا وراء أي تريند جديد في معايير الجمال المتغيرة. من مرحلة لأخرى تعبر لبلبة بكامل توهجها وصفائها الداخلي، وبكامل شغفها ودأبها وأحلامها المستقبلية المليئة بالمفاجآت والثقة واليقين. الاستعراض جزء أساسي من مسيرتك الفنية،إلى أي مدى أسهمت دراستك للباليه الكلاسيكي في اهتمامك بأسلوب الحياة الصحي الذي ينعكس بدوره على صحتك النفسية ولياقتك البدنية؟ بالفعل لا أزال أحافظ على سلوكيات صحية في حياتي بسبب حرصي منذ أن كنت طفلة على أسلوب حياة معين، فقد بدأت تعلم الباليه الكلاسيكي بمعهد الباليه منذ أن كنت في السابعة من عمري، ولكن بالطبع موهبتي وتجاربي الفنية سبقت هذا العمر، حيث لاحظت والدتي موهبتي منذ أن كنت في سن الثالثة، والحقيقة أن قواعد رقص الباليه كانت صارمة جدا، وهناك مقاييس معينة للطول والوزن ومحيط القوام، وأصول للحركة واللف والسير، جعلت عضلات جسمي أكثر مرونة، كما أنني مارست تقريبا جميع أنواع الرياضة وبينها ركوب الخيل، فقد استفدت كثيرا من الدراسة، ولا أزال مدينة لمعلماتي في المعهد، وحتى الآن أحافظ على رياضة المشي بشكل منتظم إضافة إلى النوم مبكرا، فقد قطعت مشوارا طويلا في العمل الفني، وحرصت خلاله على تنظيم حياتي والاهتمام باللياقة، لأنني كنت أدرس وأحضر دروس الرقص، وأصور أعمالي السينمائية، وكذلك مساء أذهب إلى المسرح لأقدم فقرتي، فقد تحملت مسؤولية كبيرة منذ أن كنت طفلة صغيرة. كاب من "علاء سركيس" Alaa Sarkis من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski الانتقال من مرحلة عمرية بكل هذا التوهج النفسي والعقلي والبدني يتطلب أيضا نظاما غذائيا وروتينا يوميا ربما يبدو قاسيا بالنسبة للبعض؟ الحقيقة أنني لا أتبنى روتينا محددا أو قاسيا بالنسبة لبشرتي، بل على العكس لا أضع كريمات قوية على وجهي، ولكن فيما يتعلق بنظام الأكل، فقد خلقت لا أحب اللحوم والدجاج، وفي بعض الأوقات آكل الأسماك. ويمكنني أن أخبرك ببعض المواقف الطريفة التي حدثت لي بسبب عدم رغبتي في تناول اللحوم، حيث كانت والدتي تصر عليّ لأتناول اللحوم، ولكنني كنت أكتفي بطبق الخضراوات، وأمنح اللحوم لقطتي، وكانت والدتي تستغرب كيف تنمو القطة، وتصبح سمينة بينما أنا وزني ثابت، والحقيقة أنني استمريت على هذا الأمر طويلا، ثم اعترفت لها في السادسة عشرة بأنني نباتية. فستان من "ديما عياد" Dima Ayad هل تتغير معايير الجمال ومعناه بالنسبة لك مع تعاقب السنوات والمراحل؟ ما أعلمه منذ صغري أن كل إنسان تقريبا لديه عيوب، سواء في شخصيته أو ملامحه، فلا يوجد أحد كامل، لكن ما تعلمته أيضا بالخبرة الفنية والحياتية أن الجمهور حينما يحب فنانا لا يرى عيوبه الجمالية، أو بمعنى آخر يتعود عليها فتصبح مصدرا للتميز، ووجه الفنان حساس للغاية، لأنه يعبر بملامحه عن معانٍ ومشاعر قوية، وحينما تقترب الكاميرا من الوجه الذي تم شده بطريقة مبالغ فيها، أو لجأت صاحبته إلى نفخ الشفاه أو الخدين، سيركز المشاهد في هذه التفاصيل ويترك الموهبة. والحقيقة أنني حينما كنت أصغر سنّا فكرت في أن أجري تجميلا لأنفي، وقلت لأمي إن السبب هو أن أنفي يظهر طويلا حينما أضحك، ولكنها نصحتني نصيحة ثمينة بألا أعدل أبدا في وجهي، ثم بعدما أصبحت أكبر في العمر جربت البوتوكس بسبب خطوط التجاعيد، ولكنني اكتشفت أنه يوقف حركة عضلات الوجه الطبيعية، فتوقفت عنه، ولكنني قد ألجأ إليه لرفع الحاجب في بعض الأوقات حينما أقدم دور امرأة شرسة أو مغرورة، فتأثيره مؤقت، وينتهي بعد شهور قليلة، وفيما عدا ذلك أتجنبه تماما، لأنه يشل عضلات الوجه، ولأنني ممثلة أنا بحاجة إلى كل حركة في ملامحي، لتصل مشاعر الشخصية بشكل صحيح للجمهور، وبمشاهدة أدواري التي قدمتها في سن صغيرة للغاية حتى قبل السابعة، سيتيقن المشاهد من أن ملامحي تماما كما هي دون أي تغيير. فستان من "ديما عياد" Dima Ayad هذا المشوار الطويل الذي ذكرته وهذه الفلسفة الإيجابية في التعامل مع الحياة ومراحل الزمن تقودنا إلى سؤال يتعلق بمعنى مرور العمر والسنوات بالنسبة إليك؟ أؤمن تماما بأن لكل سن جماله الخاص، وفي داخلي لا أفكر أبدا في العمر، وطالما أعطانا الله الصحة والرشاقة والأمل والقدرة على الحلم، فهذا عطاء ما بعده عطاء. ودوما أقول إنني "أحسن واحدة تحلم"، فلدي آمال وأفكار وطموحات كثيرة أسعى لتحقيقها، وكما قلت فإنني لن أخذل الجمهور، لأنني ملك له، كي أحارب المظهر الطبيعي، فالمصداقية هي رأسمال الفنان الذي يتنقل بين التراجيديا والكوميديا وجميع ألوان الأدوار، فكيف أقدم مثلا شخصية امرأة بسيطة الحال بشفاه منتفخة وملامح مشدودة عند الطبيب، فحتى الخطوط الدقيقة حول عيني أحبها للغاية، فهي تعطي عذوبة ورقة ومظهرا جميلا. إذن أنت مثل كثير من النساء الذين مهما مرت السنوات فإنهن يشعرن أنهن أصغر بكثير ، أي تعتقدين أن العمر هو ما نشعر به وليس حقيقة السنوات؟ بالطبع، فشعوري الداخلي هو حقيقتي وليست الحسابات والأرقام، فالسن مقترن بما نحس به، ولايزال لدي نفس الروح التي رافقتني منذ أن كنت طفلة، وأعتقد أن صفاء النفس له عامل كبير في هذا الإحساس، وهي طبيعة يولد بها الإنسان وقد لا تكون مهارة خاصة يمكن أن يتعلمها.وحقيقة بدون أدنى مبالغة أنا في داخلي وداخل عقلي وقلبي لا أشعر أبدا أبدا بمرور العمر، ولكنني أقول للزمن أن يهدأ علي قليلا، لأن داخلي طاقة كبيرة ورغبة في تحقيق أحلام وأمنيات متعددة. فستان "فراسكارا" Frascara من "إسبوزا" Esposa وما رأيك في هوس التجميل الذي بات يسيطر أيضا على الفتيات الصغيرات؟ أنا لست ضد هذه الأمور في المطلق، لكن هناك مبالغة تحدث خاصة بين الفتيات الصغيرات اللاتي يسرن وراء موضة الملامح الضخمة، والأسنان البيضاء بشكل غير طبيعي، لأنهن يذهبن للأطباء بدافع الرغبة في الشعور بالرضى، والحقيقة أن النتيجة قد تكون أسوأ إذا لم يكن الطبيب أمينا. ولذلك أنصحهن بالتروي، وبأن يتذكرن أن الرضى لن يأتي من عيادات التجميل، بل ينبع من الداخل أولا، ويجب أن نعمل على تعزيز الرضى بطرق كثيرة، فجمال الشخصية ليس في المظهر فقط، ولكن هناك جمال الصفات والعقل والروح والسلوك، وهي أمور لا تقدر بثمن، وأعتقد أن كثيرا من الفتيات يلجأن إلى تلك الأشياء تحت ضغط السوشيال ميديا التي وضعت لهن شروطا مضرة وتعريفات غير واقعية للجمال، فمواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا خطيرا، وجعلت الجميع نسخا متشابهة وغير طبيعية، وجاءت الفلاتر التي تستخدم في الصور لتسهم في هذا التوجه، وبالنسبة لي أنا لا أحبها أيضا، لأنها تجعل البشر أشبه بالتماثيل في متحف الشمع. كاب من "علاء سركيس" Alaa Sarkis من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski ما نــصيـحـتـــك للنــســــاء بوجــــه عام فيــمــــا يتعــلـــــق بمفهوم الجمال؟ في البداية يجب أن تعرف كل امرأة أن كل إنسان مختلف عن الآخر مثل بصمة اليد تماما، ولذلك ما يليق بفتاة ما أو سيدة ليس بالضرورة أن يليق بأخرى، فنحن للأسف افتقدنا هذا النمط من التفكير. وأنصح النساء باتباع أسلوب الماكياج الخفيف، وخاصة في النهار، فضوء الشمس يُظهر التجاعيد، ويجعلها أكثر عمقا، أما ليلا فأهلا بالرموش والماكياج الواضح. نريد أن نتخلص من فكرة التقليد، لأن النتيجة أنه بحضور أي حدث كبير، سواء كان حفلا أو غيره، نجد أغلبية النساء يشبـــــــهن بعضهن البعض، سواء في نوع الماكياج أو أسلوب تصفيف الشعر، حيث عاد الشعر المستعار ليكون موضة رائجة بشدة وبلا داعٍ. فأنا مثلا لا ألجأ للشعر المستعار إلا بحرص شديد، وإذا ما تطلب الدور ذلك، لأنه يصيبني بدوار كما أنني أفضل مظهر شعري القصير. بمناسبة الشعر، في بدايتك ظهرتِ بشعر طويل ثم أصبحتِ من أوائل النجمات اللاتي اعتمدن صيحة الشعر القصير منذ عقود فما السرّ؟ هذا القرار أيضا وراءه قصة ظريفة، فكنت أحتفظ بشعر طـــويــــل منــتـــصــف فتــــرة التسعيــنــيــــات، ثم قصـــصــتـــه خـــــلال مشاركتـــي في فيـــلــــم "ليـــــلة ساخنـــــة" مع النجم نور الشــــريف وإخراج عاطف الطيب، وهو فيلم أعتز به كثيرا، وحصلت عن دوري فيه على 13 جائزة، حيث ظهرت فيه بشعر قصير بعض الشيء وبالشعر المستعار الأشقر الشهير، وقد شارك الفيلم في مهرجان السينما بمعهد العالم العربي في باريس أواخر التسعينيات تقريبا، وحرصت على السفر بصحبة النجم نور الشريف، لأنني اعتبرت الفيلم يتيما بسبب وفاة مخرجه، وفي يوم الحفل نفسه سألت في الفندق عن مصفف شعر جيد أذهب إليه، فنصحني البعض بالذهاب إلى "ألكسندر دي باري". فاقترح عليّ أن يختار لي قصة شعر معينة، ووعدني بأنها سوف تجعلني أصغر 15 عاما على الأقل. فسعدت على الفور، ثم بدأ العمل في شعري، وقصّ أغلبيته، وبعدها شعرت بصدمة كبيرة، وكدت أصرخ! ولكنه قال لي إن أفضل قرار للسيدات بعد أن يتجاوزن الخامسة والأربعين هو أن يعتمدن صيحة الشعر القصير، لأنها تقلل من مظهر التجاعيد وتجعل مظهر الوجه أصغر سنا. وبالفعل عملت بنصيحته، وفي حفل الختام أعجب الكثيرون بشعري الجديد، وقد حصلت على جائزة أحسن ممثلة، وصعدت على المسرح للمرة الأولى بهذا الستايل، كما أن مظهري أعجب والدتي كثيرا وقالت إنه يليق بي، وحتى اليوم لا أزال أصفف شعري بنفس الطريقة، لأنه أسهل في الاهتمام كما أن رأسي صغير وهذا الشكل يلائمه. قبعة من "فانشن لندن – ديزاينرز أند أس" Fanchon London - Designers & Us وهل كنت تشاركين في رؤيتك للماكياج الذي يعبر عن جوهر الشخصية التي تقدمينها في أي عمل؟ قد تحدث مناقشات بسيطة، ولكن في النهاية أنا ملتزمة برؤية المخرج والماكيير، وأترك وجهي وشعري تماما قبل التصوير لفنان الماكياج ليعتمد المظهر الذي يتفق عليه مع قائد العمل. على سيرة المخرج المهم الراحل عاطف الطيب.. يبدو أنك لا تزالين تحملين ذكريات طيبة كثيرة معه، فهل تفتقدين لمسته الإبداعية في فن السينما؟ هذا الحديث يثير لدي شجونا وذكريات عن موهبة كبيرة مثل عاطف الطيب رحمه الله، وأتذكر أنني تأثرت جدا حينما أخذت جائزة أحسن مخرج التي حصل عليها عن الفيلم مع قيمتها المادية، وذهبت إلى عائلته بعد أن تسلمتها بالمهرجان، ومن يومها وأنا لا أنسى هذا الموقف، ولا أنسى معه قيمة فنان مثله. ودوما أقول إنني أتمنى أن يكون هناك عاطف الطيب جديد يعيد اكتشافي مرة أخرى مثلما فعل هو، فقد غير لي حياتي الفنية، وأطال عمري الفني بنظرة ثاقبة لمخرج لا يضاهى. فستان من "إيزابيل سانشيز" Isabel Sanchis لدى "إسبوزا" Esposa مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski تتحدثين أيضا كثيرا عن تأثير السيدة والدتك رحمها الله في مسارك المهني، وحتى في طريقة تفكيرك في الحياة، وأيضا في رؤيتك لمعنى الجمال. فكيف كانت العلاقة بينكما حيث كان ارتباطك الوثيق بها معروفا للجميع؟ أنا ممتنة لوالدتي بكل ما أنا فيه، لأنها هي من أسست شخصيتي، وأهّلتني لأكون فنانة ومسؤولة، ومنحتني كل شيء. فقد كنت أصغر طفلة في أشقائي، وبالطبع لم أكن أتحرك من دون استشارتها، كما أنها كانت معي دوما في كل خطواتي، وقد تأثرت كثيرا برحيلها قبل نحو 15 عاما حتى إنني تركت المنزل كما هو، ولم أبدل في ديكوراته شيئا، وتركت صوري التي تحبها وتعلقها على الجدران كما اختارتها هي. علمتني والدتي ألا أنشغل بغيري، فالانشغال بالغير هو مفتاح التعاسة، وهذا الأمر ينطبق على طريقة فهمي للجمال، فيجب أن أكون مختلفة، ولا أشبه إلا نفسي وألا أقارن نفسي بأحد، والشيء نفسه في المسار المهني أيضا. فأنا لدي أسلوبي الفني المتفرد أيضا، والحقيقة كما أقول دائما، لم أعرف حياة بعيدا عن الفن، ولم أجرب أن أتركه أبدا، ولا أعتبر نفسي خسرت، بل على العكس أنا أحب مهنتي، والحب تضحية عن طيب خاطر وليس خسارة. فقد فتحت عيني منذ الطفولة على المسرح وبين بلاتوهات التصوير، وجمهوري كبر معي، وكذلك أبناؤهم وأحفادهم، ولم أكن لأستمر من دون دعم والدتي وعائلتي أبدا. فستان من "علاء سركيس" Alaa Sarkis من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us استمراركِ بنفس التألق على مدار عقود يتطلب عملا جادا ومتواصلا وقدرة على التحمل. فكيف تأهلتِ نفسيا لهذا العالم ونجحتِ في تجاوز الصعاب؟ الحقيقة هي أنه حتى أهلي في البداية لم يتوقعوا أن أستمر في المجال بمستوى النجاح نفسه منذ الطفولة، ولذلك حاولوا تأهيلي في مرحلة المراهقة، حتى لا أحزن إذا تعثرت مسيرتي الفنية، لأن الأطفال عادة وفق تجارب كثيرة لا يستمرون بنفس التألق حينما يتقدمون في العمر. ولكن الحقيقة أن موهبتي التي ظهرت في تقليد الأقارب والعمات والخالات، وكذلك الاستعراض منذ الثالثة لم تخذلني يوما، بل نضجت بالخبرة والتمرين والاجتهاد والجدية، وأهم شيء هو الإخلاص للجمهور. فوالدتي حذرتني من الغرور تقديرا للمشاهدين الذين منحوني الحب والثقة. فبعد أن اكتشفتني عائلتي، اكتشفني المخرج الكبير نيازي مصطفى، وأنا في الخامسة من عمري، وبدأت الشهرة في السينما وأيضا في حفلات أضواء المدينة التي كانت تقام في أنحاء مصر. ولكن للأسف كثير من هذه الحفلات لا يوجد تسجيلات لها، حيث لم يكن التلفزيون قد دخل البلاد بعد، وبدأت هذه الحفلات تُسجل لتُعرض تلفزيونيا حينما تجاوزت العاشرة من عمري بقليل. وهل جمــيــــع أعمـــالكِ التي قدمتــهــــا في الطفــــولـــــة لا تـــــــزال موجودة في الأرشيف؟ أعتقد أن أول فـــيــلـــم قدمتــــه مفـــقـــود، بسبــــب حريق حــــــدث في ستوديو نحاس بمكان حفظ الأفلام. لكن أيضا هناك مجمـــوعــــة كبــيـــرة جــــدّا من الأعـــمــــال التي أعتز بها من فـتــــرة الطفولة، والتي عُرضت في فترة الخمسيــنــيــــات متاحة، بينها "أربع بنات وضابط" مع الفنان أنور وجدي، فأنا أحب كل أعمالي في مختلف المراحل. فستان من "تشاتس باي سي دام" CHATS by مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski اكسسوار الرأس من "ديزاينرز أند أس" Designers & Us على ذكر التنوع والتاريخ الطويل، لقد فاجأتِ الجمهور في عام 1999 من خلال دور أم لفتاة شابة للمرة الأولى في مشواركِ تقريبا، وذلك في فيلم "الآخر" مع المخرج يوسف شاهين. هل ترددتِ وقتها؟ أنا لم أتردد، ولكن حاول بعض زملائي وأصدقائي أن يثنوني عن هذا القرار، واعتبروا أنني تعجلت في تقديم شخصية أم لفتاة في سن الفنانة حنان ترك وقتها. ولكنني فنانة وأتقمص الشخــصـــيــــات المختــــلـــفــــة مهـــمــــا كان عــمـــرهــــا. كما أن فيلم "الآخر" من الأعمال المهمة جدّا في مشواري الفني. وكذلك أفلامي مع أحمد زكي ونور الشريف، وحسين فهمي، وسمير غانم، وعادل إمام. فالزعيم عادل إمام على سبيل المثال هو من أقنعني بأن أقدم مسلسلا تلفزيونيا للمرة الأولى في حياتي، وذلك عام 2014 من خلال مسلسل "صاحب السعادة"، وكنت مترددة للغاية نظرا لأن تكنيك التصوير في التلفزيون مختلف، فهناك أربع كاميرات، بعكس السينما، حيث تكون فيها كاميرا واحدة. ولكن في الحقيقة كانت النتيجة رائعة للغاية، والمسلسل حقق نجاحا جماهيريا ضخما، ولا يزال في ذاكرة الجمهور، وبالطبع كررت التجربة بضع مرات، بينها مع عادل إمام أيضا في "مأمون وشركاه". فعادل إمام شريك نجاح أقدره كما يقدره الوطن العربي، حيث قدمت معه الكثير من الأعمال المهمة لكلينا. هذا الحماس الذي تتحدثين به عن أعمالك، هل لا يزال يرافقك عند كل جديد تقدمينه؟ بالطبع! فمثلا صورت قبل فترة فيلم "الجواهرجي" مع منى زكي ومحمد هنيدي، وهو لم يُعرض بعد، ولكن حدث موقف في الكواليس جعلني أتأثر كثيرا، حيث كنت آخذ رأي زملائي في مشهد قدمته، ففوجئت بالفنانة منى زكي تسألني: كيف بعد كل هذه السنوات والأعمال والخبرات لا يزال لديكِ هذا القدر من الاهتمام والشغف والحب لمهنتك؟ فقلت لها: إنني سوف أظل هكذا دائما مليئة بالإخلاص والمحبة والحماس والأحلام والأمل. فستان من "ديما عياد" Dima Ayad مجوهرات من "سوارفسكي" Swarovski هذا النشاط والرغبة في خوض تجارب مختلفة والاطلاع على الجديد جعلاكِ أيضا صاحبة حضور لا يمكن تجاهله في الفعاليات الفنية بالمملكة العربية السعودية. فما أهمية المشاركة في هذه التظاهرات الثقافية بالنسبة لكِ؟ بلا شك من الضروري أن يشارك الفنان في هذه الفعاليات. كما أنني لم أكن قد زرت المملكة العربية السعودية من قبـــل، وخــــلال حـــضـــوري المـــهــرجـــانـــــات في السنـــوات الأخــيـــــــــرة لمست بنفسي نهضة حقيقية، وأنا منبهرة للغاية بالمستوى الذي تظهر به هذه الأنشطة المهمة للصناعة. هناك أمور عظيمة تحدث وقرارات مدروسة وإنجازات رائعة.

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو
محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو

الشرق الأوسط

time٠١-١٢-٢٠٢٤

  • الشرق الأوسط

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو

قصص كثيرة مختلقة تملأ «السوشيال ميديا»، يتم ترديدها من موقع إلى آخر، وتحصل على كثافة المشاهدة مخترقة المنطق. في العادة، الحكاية المحبوكة والطريفة تحاط بضوء أخضر، يمنحها حق الذيوع والانتشار. ستجد على «النت» تلك القصة الوهمية ذائعة الصيت: سأل أحد الصحافيين الكاتب الكبير عباس محمود العقاد عن المونولوغيست الشهير محمود شكوكو؟ أجابه: «من شكوكو هذا؟» ووصلت الحكاية لشكوكو، فقال للصحافي نفسه: «قل للعقاد ينزل الشارع معي، ليكتشف الناس حتعرف مين فينا»، فرد العقاد: «قل لشكوكو ينزل على الرصيف بالزعبوط والعصا والجلباب البلدي -وكانت تلك هي الملابس التقليدية له على المسرح- وعلى الرصيف خلِّي راقصة درجة ثالثة تقدم نمرة، سيترك الناس شكوكو ويتجمعون حولها». هذا التشابك بكل مفرداته يتناقض تماماً مع التركيبة النفسية والذهنية للعقاد وأيضاً لشكوكو. هذه المرة اختاروا نجيب محفوظ، والطرف الآخر الراقصة فيفي عبده، لتصبح بمثابة تنويعة أخرى على «العقاد وشكوكو». القصة الوهمية هي أن نجيب محفوظ كان في طريقه لقضاء سهرة، وعندما همَّ بركوب سيارته المتواضعة، كانت فيفي عبده تهم بركوب سيارتها الفاخرة، وقالت له: «شوف الأدب ركِّبك إيه!»، فرد عليها نجيب محفوظ: «شوفي... ركِّبتك إيه!». حوار يخاصم المنطق، ولم يشاهد –أصلاً- نجيب فيفي عبده في أي موقف. سهرته الأدبية معروف توقيتها وشهودها، وليس قطعاً من بينهم فيفي عبده، إلا أن هناك بصيصاً من الحقيقة تم التلاعب به، كنت أنا طرفاً فيه. في عام 1991، عُرض فيلم «نور العيون» المأخوذ عن قصة قصيرة في مجموعة «خمارة القط الأسود»، إخراج حسين كمال. الفيلم بطولة فيفي عبده وعادل أدهم، والفيلم يتناقض تماماً مع العمق الفكري لقصة نجيب محفوظ. أخبرني صديق نجيب محفوظ، المخرج توفيق صالح -وكان هو أصغر مجموعة «الحرافيش» سناً- أن الأستاذ نجيب غاضب جداً بعد أن شاهد الفيلم على شريط فيديو بعد عرضه ببضعة أشهر، وكان معه توفيق صالح يتولى شرح أي مشهد أو حوار لم يستوعبه الأستاذ، بسبب ضعف حاستَي السمع والرؤية لدى كاتبنا الكبير، وطلبت منه أن يستأذن أديبنا الكبير في أن أوثِّق هذا الموقف، على صفحات مجلة «روزاليوسف»، وبعد أقل من ساعة قال لي إنه حصل على موعد مع الأستاذ في كازينو «قصر النيل». ذهبتُ مسرعاً في الموعد المحدد. لنجيب محفوظ مقولة شهيرة: «لا تحاسبني على الفيلم، حاسب المخرج، بينما أنا مسؤول فقط عن القصة المنشورة». سألته: لماذا أصر على انتقاد الفيلم، ولأول مرة يخرج فيها عن تحفظه المعتاد في مواقف مشابهة؟ أجابني: «الشاشة لا يوجد فيها أي شيء له علاقة بالقصة. الكل في الفيلم كان يحاول إرضاء فيفي عبده، وهذا الفيلم أعلن فيه شريك فيفي في البطولة، عادل أدهم، اعتراضه، كما أن كاتب السيناريو وحيد حامد قال لي إنه غير راضٍ». أما نجيب محفوظ فلقد قال بخفة ظل ضاحكاً: «المشكلة مش إن الفيلم رديء. أنا خايف الناس يا طارق يقولوا لي إيه اللي لمَّك يا نجيب يا محفوظ على فيفي عبده؟ وأنا عمري ما شفتها!». أعتقد أن تلك هي المرة الوحيدة التي تم فيها الربط بين اسمَي نجيب محفوظ وفيفي عبده، إلا أن «السوشيال ميديا» أضافت من عندها لقاء لم يحدث، يحمل تراشقاً مستحيلاً بالألفاظ بين الأديب العالمي والراقصة الشهيرة!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store