
شهادات مروّعة لـ 6 أسرى غزييّن بمعسكريّ "سديه تيمان" و"عوفر".. عُري وتجويع وإذلال
متابعة/ فلسطين أون لاين
بعد مرور نحو 600 يوم على بدء الإبادة الجماعية في قطاع غزة، تتواصل فصول الجريمة في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يكابد معتقلو القطاع أشد أنواع التعذيب وسوء المعاملة، في ظروف اعتقالية تُجرد الإنسان من كرامته وحقوقه الأساسية.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في تقرير مشترك صدر اليوم، أن إفادات المعتقلين الذين جرى زيارتهم خلال شهر أيار/مايو الحالي في معسكري "سديه تيمان" و"عوفر"، تعكس حجم الفظائع المرتكبة بحقهم، والتي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. ووصفت الشهادات الواردة بأنها "الأشد قسوة منذ بدء الاعتقالات الجماعية بحق أبناء غزة"، مشيرة إلى تصعيد في مستوى التعذيب النفسي والجسدي والإذلال اليومي الممنهج.
"جردوني من ملابسي وصوروني"... بداية الطريق إلى العذاب
يروي المعتقل (ي.س) تفاصيل صادمة لاعتقاله في 27 ديسمبر 2024 من مستشفى كمال عدوان، حيث تم نقله إلى مركز توقيف في القدس، قبل أن يُرحّل إلى معسكر "سديه تيمان".
ويقول: "تم تجريدي بالكامل من ملابسي قبل التحقيق، وصوروني عبر الهاتف. طيلة 24 يوماً كنت مقيداً وتعرضت لتحقيقات متواصلة، بعضها استمر لساعات طويلة، وهددوني باستخدام أساليب تعذيب مثل 'الديسكو'. منذ وصولي إلى المعسكر، لم أبدل ملابسي سوى مرة واحدة، ولا توجد أواني للطعام، نأكل بأيدينا".
"مزاج الجنود يتحكم في وجعنا اليومي"
الأسير (م.د) المحتجز منذ نوفمبر 2024، أوضح أن الاعتقال بدأ داخل بناية مجاورة لحاجز "الإدارة المدنية" قبل نقله إلى معسكر "سديه تيمان"، حيث تعرض لتحقيق متواصل استمر 18 ساعة متواصلة، تبعه تحقيق بأسلوب "الديسكو" لمدة 24 ساعة.
وأوضح: "نُحتجز في براكسات تضم 25 معتقلاً، نُمنع من الحديث، وكل سلوكنا تحت مراقبة الكاميرات، ووتيرة الإهانات مرتبطة بمزاج الجنود. لم أبدل ملابسي منذ 90 يوماً، ونستخدم نفس المنشفة للاستحمام، لمدة دقيقتين فقط".
"الفورة" صارت أداة تنكيل
المعتقل (أ.ر)، اعتُقل من "الممر الآمن" يوم 27 ديسمبر، وقال: "قضينا ليلة كاملة في العراء تحت البرد الشديد، وأُجبرنا على ارتداء أرواب 'الكورونا' البيضاء. تعرضت للضرب بشكل عنيف أثناء النقل، وما زلت أعاني من آلام مزمنة في الكتف والغضروف، لكن لا يُسمح لي بالحصول على مسكنات".
وأضاف: "أُجبرنا على البقاء جالسين طوال اليوم، نُمنع من الحديث، وعند الخروج إلى (الفورة) يُمنع علينا حتى رفع رؤوسنا، ومن يخالف يتعرض للعقاب".
"الضرب رغم الإصابة... والبكاء لا يوقف الألم"
المعتقل (م.و)، الذي أُصيب في بطنه قبل اعتقاله في 29 ديسمبر، أفاد بأنه "تعرض للضرب رغم الإصابة"، وقال: "لم ألقَ أي رعاية صحية، وأعاني من ألم دائم، وبكيت طوال الزيارة بسبب الإهمال والمعاناة".
"ثلاثة أيام عارٍ تمامًا... و41 يوماً معصوب العينين"
(ي.ن) معتقل آخر منذ 27 ديسمبر، أوضح أنه بقي ثلاثة أيام بلا ملابس، ثم تم تزويده بـ"روب الكورونا"، وقضى 41 يوماً في القدس مكبل اليدين ومعصوب العينين، وتعرض للضرب المتكرر، ما تسبب له بأوجاع وانتفاخ في ساقه لا تزال تؤثر على حركته.
"منذ خمسة شهور لم أبدل ملابسي"
المعتقل (أ.ل) المحتجز منذ نوفمبر 2024، قال: "نجبر على خفض رؤوسنا والخروج على شكل 'قطار' عند الفورة، منذ خمسة شهور لم أبدل ملابسي، واستخدموا المياه الباردة كأداة تعذيب شتاءً. يُمارسون العقاب الجماعي، ولا نوفر حتى على أبسط الاحتياجات كمعجون الأسنان أو ورق المرحاض".
جرائم مستمرة وحصيلة ثقيلة
بحسب الهيئة، فإن عدد معتقلي غزة الذين استشهدوا بعد اعتقالهم بلغ 44، من بين 70 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، إضافة إلى عشرات لا يزال مصيرهم مجهولًا بفعل جريمة الإخفاء القسري. وتشير آخر معطيات إدارة السجون الإسرائيلية إلى وجود 1846 معتقلاً من غزة مصنفين كمقاتلين غير شرعيين، وهو رقم لا يشمل من يُحتجزون في معسكرات الجيش.
وتختم هيئة الأسرى ونادي الأسير بالتأكيد على أن ما يجري في هذه المعسكرات ليس سوى امتداد لجريمة الإبادة الجماعية بحق شعب غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
بالفيديو مشاهد توثَّق هلع المستوطنين وتوقُّف مطار "بن غوريون" بعد صاروخ يمني
متابعة/ فلسطين أون لاين دوّت صفارات الإنذار في مناطق عدة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن مطار بن غوريون، حيث توقفت الرحلات المغادرة والقادمة إلى المطار، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية. وقالت يديعوت أحرونوت إن صفارات الإنذار دوت في بلدات إسرائيلية في محيط "تل أبيب" والقدس مع محاولة اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن. وأفادت يديعوت أحرونوت بوقف حركة الطيران في مطار بن غوريون الدولي بشكل مؤقت، وذلك بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه حدد صاروخا أطلق من اليمن ويجري محاولات لاعتراضه. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة، الهلع بين المستوطنين مع دوي صافرات الإنذار، كما أبانت لقطات لحظة توقف مطار "بن غوريون" عن العمل، بعد إطلاق الصاروخ اليمني. وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال، أن جماعة الحوثي في اليمن أطلقت منذ استئناف العدوان على غزة 43 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل، من بينها 5 صواريخ أُطلقت خلال الأسبوع الأخير فقط. وبحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية، تم اعتراض الصاروخ بنجاح باستخدام منظومة الدفاع الجوي الأميركية المتقدمة "THAAD"، والتي تم نشرها في إسرائيل خلال الأشهر الماضية بالتنسيق مع واشنطن، ضمن ما تسميه تل أبيب 'الدفاع المتعدد الطبقات ضد التهديدات الباليستية'. وكثف الحوثيون من إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه "إسرائيل" خاصة في الأيام الأخيرة، وكان الهجوم الأكبر عندما أصاب صاروخ أُطلق من اليمن محيط مطار بن غوريون، وشلّ الحركة في المطار بعد الفشل في اعتراضه. ويأتي إطلاق الصاروخ اليوم ليؤكد مواصلة الحوثيين استهدافهم للاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من الاتفاق مع الإدارة الأميركية على وقف مهاجمة السفن الأميركية في المنطقة، حيث شددت الجماعة، على أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، معلنة لاحقاً استهدافها بطائرات مسيّرة.


فلسطين أون لاين
منذ 7 ساعات
- فلسطين أون لاين
حماس تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية مجزرة المساعدات في رفح
حمّلت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي، ومعه الإدارة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن المجازر المرتكبة في مواقع تنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات، وعن استخدام سياسة التجويع كسلاح حرب ضد شعبنا. ووصفت حماس في بيان اليوم الأحد، المجزرة الإسرائيلية الأمريكية بـ"الوحشية والفاشية". وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة عناصر من شركة أمنية أمريكية، مجزرة مروعة في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، حيث قتل 30 فلسطينيا وأصاب 150 آخرين من طالبي المساعدات الإنسانية في رفح جنوبي قطاع غزة. وأفاد شهود عيان بأن جنود جيش الاحتلال أطلقوا النار بمشاركة طائرات مسيرة من نوع كواد كابتر، على جموع المواطنين المصطفين للحصول على المساعدات من موقع مساعدات أميركية غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.وأكد الشهود أن مرتزقة يرتدون زيًا أمنيًا تابعًا للشركة الأمريكية المكلفة بتأمين المساعدات، شاركوا إلى جانب جنود الاحتلال في إطلاق النار، ما يكشف عن تورط مباشر للولايات المتحدة في الجريمة، ليس فقط عبر الدعم السياسي والعسكري، بل من خلال شركائها على الأرض. وأكدت حماس أن المجزرة تعبر عن الطبيعة الفاشية للاحتلال وأهدافه الإجرامية من وراء هذه آلية توزيع المساعدات، حيث يستخدم المراكز الواقعة تحت سيطرته كمصائد لاستدراج الجوعى الأبرياء، ويمارس أبشع صور القتل والإذلال والتنكيل بحقهم. وطالبت حماس، الأمم المتحدة ومؤسساتها، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، باتخاذ قرارات عاجلة وملزمة تُجبر الاحتلال على وقف هذه الآلية الدموية، وفتح معابر قطاع غزة فوراً، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية عبر المؤسسات الأممية المعتمدة. كما دعت الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، والدخول إلى قطاع غزة، للتحقيق في هذه الجرائم الممنهجة ضد المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عنها كمجرمي حرب. ووجّهت نداء إلى الدول العربية والإسلامية، للتحرّك العاجل لإغاثة شعبنا في قطاع غزة، والضغط لوقف حرب الإبادة الوحشية، وفرض كسر الحصار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ 10 ساعات
- فلسطين أون لاين
رصاص الاحتلال يلاحق الجوعى.. مجزرة إسرائيلية أمريكية بحق طالبي المساعدات في رفح
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة عناصر من شركة أمنية أمريكية، مجزرة مروعة صباح اليوم الأحد، حيث قتل 30 فلسطينيا وأصاب 120 آخرين من طالبي المساعدات الإنسانية في رفح جنوبي قطاع غزة. وأفاد شهود عيان بأن جنود جيش الاحتلال أطلقوا النار بمشاركة طائرات مسيرة من نوع كواد كابتر، على جموع المواطنين المصطفين للحصول على المساعدات من موقع مساعدات أميركية غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.وأكد الشهود أن مرتزقة يرتدون زيًا أمنيًا تابعًا للشركة الأمريكية المكلفة بتأمين المساعدات، شاركوا إلى جانب جنود الاحتلال في إطلاق النار، ما يكشف عن تورط مباشر للولايات المتحدة في الجريمة، ليس فقط عبر الدعم السياسي والعسكري، بل من خلال شركائها على الأرض. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 26 شخصا وإصابة أكثر من 115 آخرين في موقع لتوزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية في رفح فجر اليوم الأحد. وقال المكتب في بيان صحفي، إن الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق المدنيين المحتشدين في مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن جريمة الاحتلال الجديدة دليل إضافي على مضيه في تنفيذ خطة إبادة جماعية من خلال التجويع. وأضاف أن عدد الشهداء في هذه المواقع ارتفع إلى 39 شهيدا وأكثر من 220 مصابا خلال أقل من أسبوع. وأكد البيان أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل موقع توزيع المساعدات من نقاط للإغاثة الإنسانية إلى مصائد للقتل الجماعي، معتبرا أن ما يجري هو استخدام ممنهج للمساعدات كأداة حرب توظف لابتزاز المدنيين الجوعى. وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن المجازر المستمرة في مواقع توزيع المساعدات التي تُنفذ تحت غطاء إنساني كاذب. وطالب المكتب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم القانونية وفتح المعابر فورا دون قيود، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة لتوثيق هذه المجازر. ويأتي هذا الهجوم في وقت تروج فيه الإدارة الأمريكية لجهودها في 'تقديم المساعدات'، لتتحول هذه المساعدات اليوم إلى غطاء لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الجوعى بتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت سلطات الاحتلال منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة. ويجري توزيع المساعدات في ما تُسمى المناطق العازلة جنوبي غزة، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط، إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من المواطنين المجوعين، مما دفع قوات الاحتلال إلى إطلاق النار، مما خلف شهداء وجرحى في صفوف المدنيين. كما أن الكميات الموزعة توصف بأنها شحيحة ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجياع في القطاع. بدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. المصدر / فلسطين أون لاين