logo
الهنداوي غادرنا بصمت ولم يودّعنا – كاظـم بهَــيّــة

الهنداوي غادرنا بصمت ولم يودّعنا – كاظـم بهَــيّــة

الزمان٢٥-٠٧-٢٠٢٥
الهنداوي غادرنا بصمت ولم يودّعنا – كاظـم بهَــيّــة
رحل عنا تاركا وراءه مئات القصائد والموالات والابوذيات والذكريات والشعراء , تاركا الدموع تتدلى من عيونها ,بعد ان سكت قلبه العاشق للوطن والناس بعد ان نطفأت شمعته في (شباط 2000 )، انه الشاعر المبدع علي جاسم الهنداوي( 1949 – محلة سيد حسين – قضاء الهندية )بعد ان ادى واجبه كشاعر وانسان عاش وترعرع في هذا الوطن حتى ان مات فيه .
اليوم نستذكره لجهده وعطاءه المتواصل الذي تميز به شاعرنا الراحل منذ منتصف الستينات حتى يوم رحيله ، فهو اسم لامع في سماء الادب الشعبي في مدينة كربلاء والهندية خاصة وعلى صعيد الساحة الثقافية عامة ، شغفت روحه بحب الادب الشعبي وبرواده الاعلام كالحاج زاير الدويج والشيخ عبد الامير الفتلاوي في بادىء الامر ، ومن خلال ملازمته لزملائه شعراء طوريج (الهندية) امثال :كامل الحسناوي وحسين الزبيدي وسعيد الموسوي وعبد الحسين الشيخ خضير وفيصل المحنا وغيرهم من شعراء المدينة ، نشرت اغلب اعماله الشعرية في الصحف العراقية (كالمتفرج والراصد والفكاهة وصوت الفلاح والاتحاد ) ،غادرنا بصمت ولم يودعنا فما زالت قصائده الرائعة وموالاته ترن في مسامعنا وما زالت صورته في عيون تتكلم :
كالولي سل الكلب حيه كلت لافته
من حيث خد الترف نار ونور جمع
واهل الهوه الشافته كامت تدور جمع
الله ياشارعه خمسين شاعر جمع
اينظمون بمحاسنه مو ورقه لا لافته
كان الهنداوي شاعرا متمكنا في كتاباته ومسيطرا تماما على كل فنون الادب الشعبي وتجربته الشخصية الطويلة ساهمت كثيرا في بلورة شخصيتة الشعرية ,ان ابرز مايلفت الانتباه في كتاباته هو الاهتمام بالمراة الحبيبة لم يتجاوزها في كل اعماله انها الامل والحب واحلامه الوردية ,فقد توسع في كتاباته بشغف لها :
طك ورد خدك ترف فاح العبير
وصابت العشاك منك لوعه
يفوح طيبك بالشوارع من تسير
بيا حديقه وجنتك مزروعه
□ □ □
عبيد كلنا انصير الك لمرك نطيع
ياجميل الخد يحلو القامه
وكام ينفث طيب عطر الشامه
منهو مثلك ياترف حسنه بديع
وكل سلاطين العشك خدامه
وهموم شاعرنا كانت تتثاقل عندما يجن الليل ويتمنى مايتمنى من الحبيب، فيستنجد بزميله الشاعر المبدع عوده ضاحي التميمي من باب الاخونيات والتي هي من اغراض الشعر الجميل الذي كان يتداولها الشعراء من قبل والى يومنا هذا ، وهي تدل على مرح الشاعر وحبه لاصدقائه ومحبيه :
جميل ويعجب النا ظر يعوده
وحيايه هدلن متنه يعوده
طحت بهواه ليه افزع يعوده
واوسطك ليه بلجي يحن عليه
لقد عرفت الصديق الهنداوي شاعرا طيب القلب يحب الناس معهم دائما وهم كذلك في قصائده دائما تلاحقه يكتب للحبيب الذ ي لم يفارقه لحظة وفي هذا الزهيري نلاحظه يترجم نكسة قلبه بكلمات متسامحه وبعتاب رقيق :
لما يحب لانبي يشفع ولا لاه اله
لاربعهعنه عنه رضو لاخلته ولاهله
والروح خضره وتفرفح عاليكلها هله
وهلال عيد الفطر احباب كلبي هله
وتارة يكتب بعاطفته الملتهبه وحرارته الكاوية التي سببها الحب , هنا يقدم صورة شجية ومؤلمه وناقده لمن لا وفاء له :
بدت تمشي وظهر يبرج حيلها
وبعد عالناس ما تعبر حيلها
فلا ظن شرف لاغيره وحيه الها
التعوف احبابها وتمشي ابثنيه
انه يكتب باحاسيسه الداخلية عن فرحه وحزنه ولوعته واخلاصه، فنم قرير العين فانت معنا بقصائدك المبدعة وموالاتك الفراتية الجميلة وابوذياتك الرائعة ،فلك مني السلام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك
كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك

الزمان

timeمنذ ساعة واحدة

  • الزمان

كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك

كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك – أحمد كاظم نصيف بالغ من حيث يدري أو لا يدري الكابتن كريم صدام في ولائه لنادي الزوراء، وهو يتحدث لأحد البرامج الرياضية، هذه المبالغة جعلته في ورطة كبيرة أمام الجماهير التي هتفت له في يومٍ ما، بل أنه قال ذات يوم: «عندما كنت ألعب لنادي الرشيد وأسجل هدفاً لم أرَ تفاعل الجماهير، ولم أسمع هتافاتهم، ولم أفرح كوني سجلت هدفاً، عكس ما كان يحدث عندما لعبت للزوراء وأسجل في مرمى الفريق الخصم، عندها أسمع صيحات المشجعين وهتافاتهم، وأكون في غاية السرور وأشعر بسعادة لا توصف»؛ ليعود اليوم ويدين ممارسة يفترض به أولاً أن يباركها، لا يسخر منها، ويقول: «هل يعقل أن مشجعاً يصبح رئيساً لنادي الزوراء»؟ عليك أن تذكر (يا أبا غيث) فضل هذا المشجع في دعمه وتشجيعه وهتافه لك، بل سخَّر نفسه واقتطع من قوت عائلته كي يقطع تذاكر المباريات من أجل أن يهتف لك، والآن تقف ضده وهو وقف معك في أوقات كثيرة؟ لولا هذا المشجع لم تكن كريم صدام، وهل المشجع حسب رأيك لا يفقه شيئاً عن كرة القدم، وإذا كان كذلك فلماذا تفرح عندما يهتف باسمك؟ وهل لمباريات كرة القدم طعم بدون جمهور؟ وأنت تعلم قبل غيرك بأن راتبك وما حصلت عليه من أموال وجميع من يعمل في هذه الرياضة، هو ما يدفعه المشجع من جيبه الخاص، ولولاه لأعلنت كرة القدم وغيرها من الألعاب إفلاسها، وبالتالي ستبحث عن عمل يناسبك! ولا تنسى بأنك كنت مشجعاً وما زلت، وهل خلقك الله تعالى لاعباً منذ الولادة؟ بالأمس أثنيتُ على حضرتك في مقال (نشر في هذا المكان) بتاريخ 27/ 5/ 2025 عندما أدليت بتصريح ينم عن روح وطنية تتضامن مع شعبك وأهلك، وهذا حق لك وما علينا إلّا أن نمجده وأنت تستحق عليه الثناء، لاسيما وأنت اللاعب الذي كان سبباً في تأهل منتخبنا لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه، أما اليوم فأنت لا تستحق منّا إلّا الادانة، ولا بد لنا من أن نكون منصفين معك ومع غيرك، أتمنى أن تبقى كريم صدام صاحب الشعبية الكبيرة الذي هتفت له الجماهير التي تستهين بها الآن، وأن تحفظ لها حقها، لأننا لا نتوقع أطلاقاً من نجم كبير أن يكون ناكراً للجميل، ويخسر رصيده من مشجعي نادي الزوراء، بل الاساءة طالت جميع مشجعي أندية كرة القدم في العراق والاستخفاف بهم، هؤلاء جميعاً سيرغبون عنك بالهجر الجميل.

مقامة الونين
مقامة الونين

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

مقامة الونين

عندما نشر مظفر النواب قصيدته الشهيرة المغناة : (( حن وآنه أحن )) ماكانت هكذا , كانت بدايتها تقول : (( ون وآنه أون , نحبس الونة ونمتحن , مرخوص بس كت الدمع , شرط الدمع , يجوي الجفن , ون وآنه أون )) , ويبدو أنهم غيروها لضرورات التلحين أو لضمان لوعات المستمعين , وأنا اكاد أسمع ونين المندلاوي الجميل وهو يقول : (( امنية متواضعة : بعدنا نفيض اشواك , عمرنا بعز شبابه , الحب جمع كلبين , حلاة الحب عذابه , فمتى ؟؟؟؟؟؟؟؟ لكينا اليسعد الروح كتاب الحب كتابه , صبرت , صبرت , صبرت ,وعوض الله على اشكد ما صبرنا , ومن اجمل ما اتمناه ان يتحقق ان اغني :وداعا يا حزن ولا ترجع بعد !!!!!!!!)) , تلك ونة صاحبنا الثمانيني التي تعبر عن وجع العمر الضائع , يموسقها لنا على وقع المدمي , وحسرات طلعان الروح , في عمر تبدد . قد يمثل (( ونين المندلاوي )) صوتًا شخصيًا ومؤلمًا , ولكن لو حللنا مايقوله : (( عمرنا بعز شبابه , صبرت , صبرت , صبرت , وداعاً يا حزن )) , نجد هذه الكلمات تعبر عن مشاعر لجيل كامل من العراقيين الذين عاصروا الحروب والنزاعات , وبددت أحلامهم وآمالهم في ظل ظروف قاسية , هنا نتمكن من ربط هذا الونين الشخصي بالوجع الجمعي الذي يتجاوز الفرد ليشمل كل من عاش التجربة , ولربط الونّة بالحكمة والمصير نستذكر قصيدة (( البراق )) لأبي فراس الحمداني , فعلى الرغم من أن القصيدة تتحدث عن المجد , الا ان فيها شواهد مثل : (( وَقَد يَكونُ لِكُلِّ شَيءٍ وَنّ وَلَكِنَّ وَنّاً عَلى أُخرى يَشيرُ فَإِنّي رَأَيتُ الوَنّ مِنها هُنا وَعَلَى الوَجَهَينِ الأَسى وَالمَصيرُ )) , هذان البيتان يطرحان فكرة أن (( الونّة )) جزء من المصير, وأن لكل شيء نهاية مؤلمة )) . يعطي هذا النص عمقاً تاريخياً , ويُظهر أن (( الونّة )) هي تجربة إنسانية مشتركة , تتجاوز العصور والأجيال , وهذه قصيدة حرز للنواب : (( بيه أونين ماونه كبل مذبوح صبر اكبور , بومه اتموت , بومة تنوح , وحشه وظلمه يسحن ضلع فوك الروح , وأسري بليل أضم أجروح حدر أجروح واجزي أمضايف الطيبين شيمه وهيل وافناجين ,كل دله ابسماهه اهلال تشرك بالمضيف اسنين , وأنته اهناك بالدخان تعلك لهبه ارياحين , كريه وزبونك طيف طرز نومة الغافين, سيلن ياغتر واسكن فججنه اطيور وبساتين اذكرك ياحرز والروح بيهه اونين يصك اونين )) , ذلكم هو الوجع الشامل , الذي يعبر عنه المندلاوي , حيث ثمة تداخلٌ واضحٌ بين الهم العاطفي وبين الحس الوطني الأصيل , وكثيراً ما تغنى االشعراء بالأفكار الإنسانيَّة المنيرة , وبالعمر المفقود , وبالأبطال الذين قدموا أنفسهم قرباناً على طريق الحرية والعدالة والحق والمساواة . قد يُخفف الفن من قسوة الوجع ليصبح أكثر جماهيرية وتأثيراً , وهكذا من ونّة النواب إلى ونّة الثمانيني , حكاية وجع لا تنتهي , وعندما يصبح الونين لغة , نطالع الوجع العراقي بين الشعر والحياة , فنستنتج ان (( الونّة )) ما زالت حاضرة في الوعي العراقي , وأنها أصبحت جزءا من الهوية الثقافية , فليس الونين مجرد صوت , بل هو لغة بحد ذاتها , تعبر عن ما لا يمكن قوله بالكلمات , والونّة لا زالت مستمرة , وكذلك الأمل يبدو مفقودا , فكيف سنجيب عن السؤال الذي طرح ضمنيًا : هل يمكن أن تأتي نهاية للونين ؟ وماذا يعني أن يغني أحدهم (( وداعاً يا حزن)) ؟ ليس أمامنا ألا التطلع للمستقبل , مع أضفاء لمسة من التفاؤل الحذر.

مشاركة واتساب مكتوبة من أبي جهاد حول زيارة الأربعين
مشاركة واتساب مكتوبة من أبي جهاد حول زيارة الأربعين

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 2 أيام

  • اذاعة طهران العربية

مشاركة واتساب مكتوبة من أبي جهاد حول زيارة الأربعين

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته زيارة الأربعين ملحمةٌ من الضوء البشري الغزير تفند عتمة الفلسفات والأدلجات الواهية التي لاتريد أن تعترف بخوائها أمام الإيمان والولاء المطلقين، ملحمة لاغتسال الأرواح بالخطى المتجهة صوب الجمال المحض وهو يرتكز على شعائر من يقين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store