
10 اختراعات عديمة الفائدة في تاريخ البشرية.. تعرف عليها
يشهد يوم 16 مايو كل عام، الاحتفاء باليوم العالمي للاختراع والإبداع البشري اللامحدود. يثمن هذا اليوم الابتكارات الخلاقة التي أحدثت تحولات جذرية في عالمنا. هذه المناسبة السنوية تمثل فرصة سانحة لتكريم المخترعين الذين أثروا تاريخنا بإنجازاتهم، وتحفيز ودعم الجيل القادم من المبتكرين الذين سيشكلون مستقبلنا.
لا يقتصر الهدف من تخصيص اليوم العالمي للاختراع على تكريم المخترعين وتقدير مساهماتهم القيمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البشرية ودفع عجلة التقدم، بل يتعدى ذلك ليشمل الاعتراف بالقوة الكامنة في الأفكار الخلاقة وأهمية السعي الدائم نحو التطور والتحسين.
لكن هذا كله لا يمنع أن نتحدث أيضا عن مجموعة اختراعات ظهرت في حياتنا ولم نتفهم فائدتها، لذلك، ربما استحق لقب "اختراعات عديمة الجدوى". وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أبرزها.
اختراعات غير مفيدة
ربما يهدف هذا اليوم إلى إلهام الأفراد الموهوبين الذين لم يكتشفوا بعد قدراتهم الابتكارية والذين سيظهرون في الأجيال القادمة ليساهموا بإبداعاتهم في بناء مستقبل أفضل. لكنه يمكن أن يهدف أيضا إلى ضرورة التمييز بين فكرة اختراع شيء بناء، وبين أفكار أخرى لم تضف جديدا، بل اكتفت بإثارة حيرة من استخدمها.
صخرة الحيوانات الأليفة
في منتصف سبعينيات القرن الماضي، قام خص يدعى غاري دال، بتسويق صخور عادية كحيوانات أليفة حقيقية، مع حقيبة حمل أنيقة ودليل شامل للعناية بها وتدريبها. ورغم أنها لم تقدم أي تفاعل أو إمكانية للنمو أو أي غرض حقيقي سوى الجلوس بلا حراك، استحوذت هذه الصخرة على خيال الملايين، لتتحول إلى موضة قصيرة الأجل.
يعد هذا الاختراع مثالا بارزا على قوة التسويق في خلق طلب على منتج غير ضروري تماما وعديم الفائدة وظيفيا. إن ظاهرة صخرة الحيوانات الأليفة شاهد فكاهي على غرائب ثقافة المستهلك.
صخرة الحيوانات الأليفة بمنفذ
USB
بعد عقود من نجاح صخرة الحيوانات الأليفة الأصلية في سبعينيات القرن الماضي، ظهرت نسخة حديثة أكثر عبثية: صخرة الحيوانات الأليفة بمنفذ USB. كانت هذه النسخة عبارة عن صخرة متصل بها كابل USB يمكن توصيله بالكمبيوتر، لكنها لم تقدم أي وظيفة رقمية على الإطلاق.
لم تخزن بيانات، أو تحسن أداء الكمبيوتر، أو تتفاعل مع البرامج بأي شكل من الأشكال. ببساطة، كانت مجرد صخرة بكابل يشغل منفذUSB .
ماء الحمية
في عام 2004، قدمت شركة سابورو اليابانية، منتجا غريبا تحت اسم "ماء الحمية". يهدف هذا المنتج إلى تقديم جميع فوائد الماء العادي مع إضافة خصائص لفقدان الوزن، رغم أن الماء بطبيعته خال من السعرات الحرارية.
تم تزويد ماء الحمية من سابورو بـ "ببتيدات" زعموا أنها تساعد في تقليل الوزن، مستهدفة المستهلكين الذين يتوقون إلى التخلص من الكيلوجرامات الزائدة دون بذل أي جهد حقيقي.
من هذا المنطلق، يكشف اختراع ماء الحمية من سابورو عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه صناعة الحميات في تمديد حدود المنطق لجذب المستهلكين المهتمين بأوزانهم.
جهاز إرجاع أقراص
DVD
في مزيج من الغباء التكنولوجي والابتكار غير المفهوم، ظهر جهاز يزعم أنه يقوم بإرجاع أقراص DVD، على طريقة أشرطة الفيديو VHS القديمة، حيث كان هناك جهاز لإرجاع شريط الفيديو إلى بدايته حتى تشاهده مرة أخرى.
ولكن على عكس أشرطة VHS، التي تحتاج إلى إرجاع للحفاظ على قابليتها للاستخدام، لا تتطلب أقراص DVD مثل هذه العملية نظرا لطبيعتها الرقمية. لذلك، يقف جهاز إرجاع أقراص DVD كنصب تذكاري للسخرية التكنولوجية، حيث يقدم حلا لمشكلة غير موجودة في الوسائط الرقمية الحديثة أصلا.
تم تسويق الجهاز بنبرة ساخرة، وكان الهدف منه أن يكون هدية مازحة أكثر من كونه منتجا جادا.
قطاعة الموز
تهدف قطاعة الموز إلى تسهيل عملية تقطيع الموز إلى شرائح متساوية بحركة واحدة. وعلى الرغم من أنها قد تبدو أداة جذابة لتحضير سلطات الفاكهة أو تزيين الأطباق، إلا أن الحاجة الفعلية إليها تبقى محل شك. فالموز، بطبيعته اللينة، يمكن تقطيعه بسهولة باستخدام سكين عادي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تصميم القطاعة ذو الحجم الواحد لا يتناسب مع مختلف أحجام وانحناءات الموز، مما يجعلها غير عملية في كثير من الأحيان. لذلك يعد هذا الاختراع مثالا للاتجاه نحو إنتاج أدوات مطبخ متخصصة للغاية تعالج مشاكل بسيطة يمكن حلها بسهولة بالطرق التقليدية.
حوض السمكة الذهبية
في محاولة غريبة لدمج العناية بالحيوانات الأليفة مع الخيال الجامح، تيبرز حوض السمكة الذهبية كأحد أكثر الاختراعات غرابة وغير ضرورية في التاريخ الحديث. صممت هذه الأداة لتمكين مالكي الأسماك الذهبية من التنزه مع حيواناتهم المائية، وهي عبارة عن حوض شفاف مملوء بالماء مثبت على عجلات.
الفكرة الأساسية وراء هذا الاختراع هي تزويد الأسماك الأليفة بتغيير في البيئة وتجربة العالم الخارجي، على الرغم من أن الأسماك من غير المرجح أن تدرك محيطها بهذه الطريقة.
كلب يو إس بي
كلب يو إس بي هو أداة مبتكرة لا تقدم أي وظيفة عملية كجهاز يو إس بي. فقط ظهر هذا الاختراع في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأصبح هدية مبتكرة شائعة، تجسد اهتمام تلك الفترة بالإكسسوارات التقنية الغريبة والمضحكة التي لا تخدم أي فائدة حقيقية تتجاوز إثارة الضحك.
كيس النوم المتحرك
يجسد كيس النوم المتحرك، المصمم لتمكين مرتديه من التنقل بحرية، التناقض بين الرغبة في الراحة والتطبيق العملي. يضيف هذا الاختراع أرجلا إلى تصميم كيس النوم التقليدي. وعلى الرغم من أن الفكرة قد تبدو جذابة لرحلات التخييم أو ليالي الشتاء الباردة في المنزل، إلا أن استخدامه العملي يبقى محل شك كبير.
من الناحية العملية، تكون الحركة التي يوفرها كيس النوم المتحرك محدودة للغاية، وغالبا ما يصبح المنتج أكثر إزعاجا من كونه مفيدا. يجد المستخدمون صعوبة في المشي به، كما إن تصميمه يضر بالهدف الأساسي من كيس النوم، وهو توفير طبقة دافئة وعازلة ضد العوامل الجوية، حيث يسمح بتسرب الهواء البارد وتقليل الدفء.
مظلة الحذاء
تجسد مظلة الحذاء محاولة لحماية الأحذية من تأثيرات الطقس الرطب، مثل المطر والرذاذ والوحل. تعتمد هذه الفكرة على تثبيت مظلات صغيرة الحجم على إطار خاص يلتصق بالحذاء، بهدف الحفاظ على جفاف القدمين ونظافة الحذاء. وعلى الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو جذابة، إلا أن فعاليتها وعمليتها غالبا ما تكون محل نقاش.
يرى المنتقدون أن صغر حجمها وصعوبة تثبيتها على الحذاء يجعلانها أقل عملية من ارتداء أحذية مقاومة للماء أو حمل مظلة تقليدية.
قارورة ربطة العنق
يبدو تصميمها كربطة عنق عادية، لكنها تخفي في داخلها حجرة صغيرة وفوهة دقيقة بالقرب من نهايتها، مما يتيح لمرتديها ارتشاف السوائل أثناء التنقل. وعلى الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو غير تقليدية، إلا أن عمليتها وملاءمتها تثيران علامات استفهام، خاصة أن قارورة ربطة العنق نادرا ما تمر دون أن يلاحظها الآخرون، مما قد يؤدي إلى مواقف اجتماعية محرجة وغير مريحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيلي عربية
منذ 3 ساعات
- إيلي عربية
لماذا تزوّجتَني؟ (الجزء الأول)
كنتُ قد بلَغتُ الأربعين مِن عمري ولا أزال عزباء، لأنّ الوقت مرَّ مِن دون أن أنتبِه إلى الأمر، بسبب انشغالي بأمّي وحالتها الصحّيّة الهشّة وتأنيبها لضميري كلّما أبدَيتُ الرغبة بالزواج وبناء عائلة. هي ربّتني، وربّما أنجبَتني، لأبقى معها لآخِر أيّامها كالكثيرات مِن الأمّهات النرجسيّات، فاستحالَ عليّ الانشقاق عنها. لكن لكلّ شيء نهاية، وعلى الإنسان أن يُغادِر هذه الدنيا يومًا، فقد ماتَت والدتي بعد أن أخذَت معها أفضل أيّامي. ورِثتُ البيت الأبويّ، بعد أن شعَرَ أخوَتي أنّ عليهم مُكافأتي على تضحياتي التي أراحَتهم وخوّلَتهم تحقيق أحلامهم، وبقيتُ أذهب إلى عمَلي الذي كان لسنوات طويلة مُتنفّسي الوحيد. وبعد أشهر على وفاة أمّي، أقنعَني زملائي أنّ الوقت حان لأعيشَ حياتي وأقَع في الغرام وأتزوّج، ومَن يدري، أُنجِب في الوقت التي تبقّى لأنوثتي. بدَت لي الفكرة صعبة للغاية، إذ أنّني لَم أحِبّ أو أواعِد أحَدًا في حياتي، وكلّ ما كنتُ أعرفُه عن هذه الأمور كان صادِرًا عن الأفلام التي شاهدتُها أو القصص التي سمِعتُ بها أو قرأتُها. وذات يوم، أخبرَتني إحدى زميلاتي في العمَل أنّها سجَّلتني على احدى تلك المواقع للتعارف بعد أن أخذَت لي صورة مِن دون أن أدري، وروَت لي عن تجارِب ناجِحة لأناس تعرفُهم وجَدوا نصفهم الآخَر بهذه الطريقة. لَم يُعجِبني الأمر في البدء، لكن يومًا بعد يوم، بدأتُ أقتنِع بالفكرة، خاصّة بعدما بدأَت الرسائل تأتي إليّ مِن قِبَل رجال أبدوا رغبتهم بالتعرّف إليّ. تبادَلتُ الرسائل مع المُعجبين لكن ما مِن أحَد استقطَبَ حقًّا إعجابي، فلَم أعُد أكترِث للأمر بعد أن فهِمتُ أنّ مُعظمهم لا يريدُ سوى اللهو معي وبطريقة غير شريفة. إلّا أنّ أحدَهم استطاعَ تغيير رأيي بفضل تهذيبه وكلامه الجميل وصراحته. كان اسمه مالِك، رجُل في الخمسين مِن العمر، مُطلّق يعيشُ لوحده منذ زمَن ويعمَل كمُدير فرع لأحَد البنوك. كان يبحث عن رفيقة وحبيبة، ولا يُمانِع أن يكون له أولاد جُدد بعد أن كبرَ أولاده وسافروا بعيدًا. بدأنا نتبادَل الأفكار والميول والمُتطلّعات، فسألتُه لماذا هو مُهتمّ بامرأة في الأربعين مِن عمرها، بينما يستطيع التعرّف على أصغَر منّي بكثير بفضل مواصفاته ومركزه، إلّا أنّه أجابَ: "قلبي هو الذي اختارَكِ، وليس مِن عادتي أن أُجادِله". تزوّجنا بعد فترة قصيرة، فمِن جانبي خفتُ أن يُبدّل مالِك رأيه ويجِد سوايَ، ومِن جانبه، هو رأى أنّ سنّه وخبرته في الحياة كافيَين ليتخِّذ قراره. سكنّا في بيتي لأنّني وجدتُ صعوبة بالرحيل مِن مكان ولِدتُ وكبرتُ وعشتُ فيه، وأمِلتُ أن أُبدِّل ذكريات الطغيان والقساوة بأخرى مليئة بالحبّ والأمل. على كلّ الأحوال، مسكَن مالِك كان بالإيجار ولا معنى بالعَيش فيه وترك آخَر بالمُلك. ذقتُ أخيرًا طعم السعادة وخطّطتُ منذ البدء للإنجاب. فكما ذكرتُ لَم يكن لدَيّ رفاهيّة الانتظار، وأمِلتُ وزوجي أن ننجَح في مشروعنا. إلّا أنّ مُحاولاتنا باءَت بالفشل للأسف، ولَم يتبقَّ لي سوى المُعالجة والتلقيح. إلّا أنّ مالِك لَم يكن مُرتاحًا لهذا الحلّ، فبنظره وحده الله يُقرِّر إن كان علينا أن نُرزَق بطفل، لكنّني أجبتُه مرّات عديدة أنّ الله هو مَن أعطانا القدرة على ابتكار حلول علميّة، فالأمر سيّان. لَم أترُك عمَلي، مع أنّ زوجي كان مُقتدِرًا، لأنّني لَم أشأ المكوث في البيت لوحدي طوال اليوم ما دمتُ لَم أُنجِب بعد، فلَم تتغيّر حياتي كثيرًا سوى أنّني صرتُ أتقاسمُها مع إنسان مُحِبّ ولطيف. ... لكن ليس لوقت طويل. فالحقيقة أنّني لاحظتُ أنّ زوجي لَم يكن يصطحبُني معه إلى أيّة مُناسبة اجتماعيّة. في ما يتعلّق بأصدقائه، كان الأمر وكأنّ هناك فاصِل بيني وبينهم، ولَم أتعرّف إلى القليل مِن هؤلاء سوى في يوم زفافنا الصغير. سألتُه عن الأمر فأجاب: ـ في الواقع... أنا أغارُ عليكِ كثيرًا وأُريدُكِ لنفسي فقط. ـ شكرًا على الإطراء يا حبيبي... لكن أفضِّل أن تثِق بي أكثر وتُدخِلني حلقات عملكَ وأصدقائكَ، فأنا أشعر وكأنّكَ تضعُني جانبًا ربّما لأنّكَ... ـ لا تُكملي! فلا أُريدُ سماع كلام فارِغ. فأنتِ تتخايَلين أمورًا ليست موجودة على الاطلاق! لنُقفِل الموضوع! ـ حسنًا يا حبيبي. لَم أكن تعيسة مع مالِك، لكنّني لَم أكن أيضًا سعيدة، فلقد تخيّلتُ الحياة الزوجيّة بشكل مُختلِف. أقنَعتُ نفسي أنّ تطلّعاتي كان مصدرها مِن الأفلام والقصص وأنّ الحقيقة هي ما أعيشُه بالفعل. فزوجي كان رجُلًا هادئًا وسهل المزاج، على عكس المرحومة أمّي، وذلك كان كافيًا لي. لكن لماذا كنتُ أشعرُ بالوحدة بينما صارَ لي زوج، إنسان يُشاركُني حياتي وينامُ في سريري ليلًا؟ ربّما سبب ذلك الشعور هو رغبتي بالإنجاب، وهي رغبة مُلِحّة ظننتُها ستُعطيني ما ينقصُني. كان يجب أن أُحاوِل التلقيح، لكنّ زوجي كان يرفضُ ذلك ولَم أرِد تدمير علاقتنا والعَيش لوحدي في بيت كبير عليّ. مرَّت حوالي السنة على هذا النحو، وبدأتُ أذبُل كالوردة التي نسِيَ أحدٌ أن يسقيها، وبقيَ مالِك على حاله يذهب إلى عمَله ويرى أصدقاءه ليعود إلى البيت في المساء ويأكل ما حضّرتُه له، ونتبادَل الكلام السطحيّ ثمّ نخلُد للنوم. حياتنا الحميمة كانت فاتِرة مِن الجهتَين. عذري كان أنّني لَم أختبِر تلك الأمور مِن قَبل، لكن ما كان عذره هو؟ زميلاتي في العمَل كنّ تروَينَ دائمًا عن علاقتهنّ الحميمة مع أزواجهنّ المليئة بالإثارة، وكيف أنّ رجالهنّ كانوا دائميّ الالحاح للحصول على ما يُريدونه... لماذا لَم يكن مالِك هكذا؟ لماذا تزوّجَني إن لَم يرغَب فيّ؟ حصَلتُ على الجواب بسرعة: فذات مساء، عادَ مالِك إلى البيت بعد أن قرَعَ الباب على غير عادته، فهو يستعملُ دائمًا مُفتاحه. فتحتُ له وإذ بي أراه حامِلًا في ذارعَيه ولَدًا صغيرًا عمره يُقارِب السنتَين. تفاجأتُ كثيرًا وسألتُه مَن يكون الطفل، فأجابَ وهو يدخُل معه: ـ إنّه هديّتي لكِ... إبن جاهز... مِن دون تلقيح وحَمل وولادة. ـ لَم أفهَم... هديّة؟ مَن هو الطفل أو بالأحرى مِمّن هو، يا مالِك؟ ـ إنّه ابني. ـ ماذا؟!؟ حسبتُ أنّ أولادكَ راشدون ومُسافرون. ـ صحيح ذلك، لكن هذا ابني مِن زواجي الثاني. ـ لَم تقُل لي إنّكَ تزوّجتَ مرّتَين! ـ لأنّ الأمر ليس مُهمًّا. ـ بلى، على الأقلّ بالنسبة لي! كيف تخفي زواجًا عنّي؟!؟ ـ سأخبرُكِ القصّة كامِلة قريبًا جدًّا. ألستِ سعيدة بابنكِ الجديد؟ ـ هو ليس ابني، بل ابنكَ!!! خذه مِن هنا في الحال! وقبَل أن أُكمِل، وضعَه مالِك بين ذراعَيّ، فأزَحتُ الطفل عنّي لكنّه بدأ بالبكاء مِن كثرة خوفه. ومِن دون أن أنتبِه، عانَقتُ الصغير وبدأتُ أواسيه ليهدأ مُعتذِرةً منه على إخافته. هدأ الصغير، وبدأَت عيناه تثقل ونامَ بين ذراعَيّ. نظرتُ إلى زوجي فرأيتُه يبتسِم، ليس لجمال المشهد، بل لأنّه، كعادته، حصَلَ على ما أرادَه. وبعد أن وضعتُ الصغير في سرير إحدى الغرَف، عدتُ لأُكمِل حديثي مع زوجي، إلّا أنّني وجدتُه نائمًا هو الآخَر، أو بالأحرى يدّعي النوم. دخلتُ السرير إلى جانبه وبدأتُ أُحدِّق في السقف، وأنا أُفكِّر في الذي حدَث، ثمّ نمتُ بدوري عازمةً على إنهاء تلك المهزلة في الصباح. لكنّني استيقظتُ في وسط الليل على صوت الطفل الذي شعَرَ بالوحدة في مكان غريب، فأكملتُ الليلة إلى جانبه. كنتُ قد صرتُ، مِن دون أن أعلَم، أمًّا. قد يظنّ القارئ أنّ قصّتي انتهَت وأنّ نهايتها سعيدة، بعد أن وجدتُ أخيرًا ما كنتُ بحاجة إليه، لكنّ الحياة ليست كما في الأفلام والقصص، وزوجي لَم يكن فارِسًا شهمًا بل رجُلًا كاذِبًا ومُحتالًا واستغلاليًّا.


سائح
منذ 7 ساعات
- سائح
يوم المتحف الدولي: احتفاء عالمي بالتراث الإنساني
في كل عام، وتحديدًا في الثامن عشر من مايو، يُحتفل بـ"يوم المتحف الدولي"، وهو مناسبة سنوية أُطلقت لأول مرة عام 1977 من قبل المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، بهدف تسليط الضوء على الدور الجوهري الذي تلعبه المتاحف في حفظ التراث الثقافي وتعزيز التفاهم بين الشعوب. هذا اليوم لا يُعد مجرد احتفال رمزي، بل يُمثّل لحظة عالمية للتأمل في أهمية المتاحف كمراكز للتعليم والتبادل الثقافي والهوية الجماعية. وقد بات هذا الحدث يشهد تفاعلًا متزايدًا من قبل المؤسسات والمتاحف والأفراد حول العالم، الذين ينظمون فعاليات وندوات ومعارض خاصة للاحتفاء بتاريخ البشرية وحضاراتها المتعددة. فكيف تحتفل المتاحف بهذا اليوم؟ وما الدور الذي تلعبه في حياة المجتمعات؟ وما أهميته في العالم العربي؟ المتاحف كجسور بين الماضي والحاضر تلعب المتاحف دورًا يتجاوز مجرد حفظ القطع الأثرية أو عرض المقتنيات الفنية، فهي تمثل صلة وصل بين ماضٍ ثري وحاضر متغير. فعندما يزور الإنسان متحفًا، فهو لا يتأمل فقط في الأشياء، بل ينصت إلى قصص الشعوب، ويقرأ تحولات الحضارات، ويتفاعل مع سياقات تاريخية وثقافية تشكّل وعيه الشخصي والجمعي. المتحف يخلق تجربة حسية وبصرية وتعليمية في آنٍ واحد، ويُعد وسيلة فعالة لبناء الهوية وتعزيز الشعور بالانتماء، لا سيما في المجتمعات التي تسعى للحفاظ على تراثها أمام تحديات الحداثة أو النزاعات أو العولمة. ويأتي يوم المتحف الدولي ليذكّرنا بأهمية هذا الدور، ويحث الحكومات والمجتمعات على دعم المتاحف كمؤسسات فاعلة في خدمة الثقافة والتعليم والسلام. احتفال متجدد بموضوعات عالمية من أبرز ملامح يوم المتحف الدولي أنه لا يتوقف عند كونه حدثًا ثابتًا، بل يحمل في كل عام عنوانًا جديدًا يعكس القضايا المعاصرة التي تهم البشرية. ففي أحد الأعوام تم اختيار شعار "المتاحف من أجل المساواة: التنوع والشمول"، وفي عام آخر كان التركيز على "إعادة تصور المتاحف في المستقبل". هذه الموضوعات تمنح المتاحف زخمًا جديدًا، وتدعوها إلى الابتكار في طرق التفاعل مع الجمهور، سواء عبر تنظيم فعاليات فنية وثقافية، أو إطلاق مبادرات تعليمية وتوعوية، أو استخدام التكنولوجيا لخلق تجارب تفاعلية. كما أن بعض المتاحف تفتح أبوابها مجانًا في هذا اليوم، وتتيح للزوار فرصة المشاركة في ورش عمل وجولات إرشادية، بل وتمنح الأطفال والطلاب تجربة تعليمية لا تُنسى. ولعل أبرز ما يميز هذه الفعاليات هو أنها لا تقتصر على الزائرين الحاضرين فعليًا، بل تمتد لتشمل الجمهور الافتراضي من خلال العروض الرقمية والجولات عبر الإنترنت، مما يجعل الثقافة في متناول الجميع. حضور فاعل في العالم العربي في المنطقة العربية، يكتسب يوم المتحف الدولي بعدًا خاصًا، إذ تسعى العديد من الدول إلى تعزيز الاهتمام بالمتاحف وتطويرها كجزء من استراتيجيات الحفاظ على الهوية الوطنية والتنمية الثقافية. ففي المملكة العربية السعودية، تنظم هيئة المتاحف فعاليات متعددة في مختلف مناطق المملكة، وتُقدم برامج ثقافية وتوعوية تُبرز الغنى التاريخي والتراثي للمملكة. أما في مصر، حيث توجد بعض من أقدم وأهم المتاحف في العالم، مثل المتحف المصري الكبير ومتحف الفن الإسلامي، فيُحتفل بهذا اليوم عبر عروض فنية وخصومات على التذاكر وأنشطة مخصصة للأطفال. وفي الإمارات، تتفاعل المؤسسات المتحفية مثل اللوفر أبوظبي ومتحف الشارقة مع هذه المناسبة من خلال إطلاق معارض خاصة وندوات تفاعلية تسلط الضوء على التواصل الثقافي بين الحضارات. هذا التفاعل العربي المتنامي مع يوم المتحف الدولي يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية المتاحف في حفظ الذاكرة، ودعم السياحة الثقافية، وتعزيز مكانة الثقافة العربية على المستوى العالمي. في الختام، فإن يوم المتحف الدولي يُعد مناسبة سنوية تُكرّم فيها الإنسانية تاريخها وتراثها، وتُعيد عبرها المتاحف تأكيد دورها كمراكز للمعرفة والحوار والتنوير. إنه يوم يفتح الأبواب نحو فهم أعمق للثقافات، ويُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والماضي، ليس بوصفه مجرد تاريخ، بل كبوصلة توجه الحاضر وتصنع المستقبل.


سائح
منذ 7 ساعات
- سائح
الاحتفال بيوم المتحف: نافذة على حضارات العالم
في كل عام، وتحديدًا في الثامن عشر من مايو، تحتفل المتاحف حول العالم بـ "يوم المتحف الدولي"، وهو مناسبة عالمية تسلط الضوء على الدور الثقافي والتعليمي والتاريخي الذي تؤديه المتاحف في حياة المجتمعات. أُطلق هذا اليوم لأول مرة من قبل المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) عام 1977، ليصبح منذ ذلك الحين حدثًا عالميًا تتفاعل معه آلاف المتاحف في أكثر من 150 دولة. ولا يقتصر الاحتفال على زيارة المتاحف فقط، بل أصبح وسيلة لإعادة اكتشاف التراث الإنساني وإعادة ربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية، من خلال فعاليات تفاعلية، وورش عمل، وجولات تعليمية، ومعارض مؤقتة، مما يجعل هذا اليوم احتفالًا بالهوية والذاكرة والابداع في آنٍ واحد. المتاحف كمرايا للمجتمعات تلعب المتاحف دورًا محوريًا في حفظ التراث ونقل المعرفة، فهي ليست مجرد مبانٍ تحتوي على معروضات أثرية أو فنية، بل مؤسسات ثقافية تربط الماضي بالحاضر وتبني جسورًا نحو المستقبل. فعندما يزور أحدهم متحفًا، فإنه لا يتعرف فقط على التحف أو اللوحات، بل يغوص في قصص الحضارات، ونبضات الشعوب، وتحولات الزمن. ومن خلال طريقة عرض القطع، وتقنيات التفسير، والتصميم الداخلي، تنقل المتاحف رسالة عميقة حول القيم الإنسانية المشتركة. كما أن المتاحف أصبحت اليوم أدوات قوية في تعزيز الحوار الثقافي، وتشجيع التسامح، ومواجهة التحديات المعاصرة مثل التغير المناخي، من خلال تخصيص معارض خاصة وتسليط الضوء على أبعاد جديدة للتراث. تفاعل عالمي وموضوعات متجددة كل عام، يحدد المجلس الدولي للمتاحف موضوعًا مختلفًا ليكون محور الاحتفال بيوم المتحف الدولي. هذه الموضوعات تتنوع ما بين "المتاحف من أجل المساواة والتنوع والشمول"، و"إعادة تصور المتاحف بعد الجائحة"، و"الاستدامة والابتكار"، مما يعكس الرغبة المستمرة في تطوير هذا القطاع الحيوي وجعله أكثر ارتباطًا بالواقع الاجتماعي والسياسي والبيئي. وتُقام الفعاليات في هذا اليوم بأساليب مبتكرة، حيث تفتح بعض المتاحف أبوابها مجانًا، وتنظم ورش عمل للأطفال، وتبث جولات افتراضية عبر الإنترنت، مما يمنح الجميع فرصة للوصول إلى التراث، حتى من منازلهم. كما أن تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث يعزز من انتشاره عالميًا ويحول الزيارة الفردية إلى تجربة جماعية. الاحتفاء بالتراث في العالم العربي تولي العديد من الدول العربية اهتمامًا متزايدًا بيوم المتحف الدولي، حيث يُعد فرصة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المتاحف ودورها في حفظ الهوية الوطنية. في السعودية، مثلًا، تنظم هيئة المتاحف فعاليات موسعة تشمل معارض مؤقتة ومحاضرات ثقافية وأنشطة تعليمية. وفي مصر، تقام جولات خاصة داخل المتاحف الكبرى مثل المتحف المصري والمتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي، مع تقديم خصومات على التذاكر وعروض للأطفال. أما في الإمارات، فتتحول المتاحف مثل اللوفر أبوظبي ومتحف الشارقة إلى مسارح مفتوحة للثقافة والفنون والعروض الحية، لتجعل من يوم المتحف الدولي مناسبة مجتمعية جامعة. في النهاية، يمثل الاحتفال بيوم المتحف الدولي فرصة ذهبية لإعادة التقدير لهذه الصروح الثقافية التي تحفظ التاريخ وتلهم المستقبل. إنه تذكير سنوي بأن المتاحف ليست أماكن ساكنة، بل كيانات نابضة تعكس روح الشعوب وتبني وعينا الجماعي.