
ثقافة : ذكرى الاكتشاف.. مركب خوفو الأولى إعجاز البناء دون مسمار واحد
الاثنين 26 مايو 2025 01:31 مساءً
نافذة على العالم - في 26 مايو من عام 1954، شهدت مصر حدثًا أثريًا استثنائيًا دوى صداه في أنحاء العالم، حين أعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف يُعد من أعظم اكتشافات القرن العشرين، وهو "مركب خوفو الأولى"، التي عرفت لاحقًا باسم "مركب الشمس".
كانت المركب مدفونة في باطن الأرض إلى جوار الهرم الأكبر، حيث تم العثور على حفرتين لمراكب الملك خوفو في الجهة الجنوبية للهرم، إحداهما احتوت على المركب الخشبي الضخم الذي يعود عمره إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وقد تعاون المهندس كمال الملاخ مع المرمم القدير أحمد يوسف لاستخراج المركب الأولى، ثم إعادة ترميمها وتجميع أجزائها، حتى عادت للحياة من جديد بعد قرون من الغياب، لتُعرض لاحقًا في المتحف المخصص لها الذي افتُتح عام 1982.
قصة الاكتشاف العظيم
أثناء قيام المهندس كمال الملاخ بأعمال تنظيف في المنطقة الجنوبية للهرم الأكبر، لاحظ وجود كتل حجرية ضخمة من الحجر الجيري تغطي فتحتين كبيرتين في الأرض، وبعد الكشف عليهما، تبين أنهما حفرتان لدفن مراكب جنائزية خاصة بالملك خوفو، واللتين أُعدتا بعناية فائقة، ليستخدمهما الملك فى رحلته المقدسة إلى العالم الآخر وفقًا للمعتقدات المصرية القديمة.
الموقع الذي عثر فيه على المركب يقع تحديدًا إلى الجنوب الشرقي من قاعدة الهرم الأكبر، ويعد امتدادًا للمجمع الجنائزي للملك، وفيما بعد، تبين وجود ثلاث حفر أخرى منقورة في الصخر على شكل مراكب تقع في الناحية الشرقية للهرم.
تفاصيل للمركب الخشبي
يوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية وخبير الآثار المصرية، أن المركب المكتشف وجد مفككًا إلى نحو 1224 قطعة خشبية من خشب الأرز القادم من لبنان، تم ترتيبها في 13 طبقة داخل الحفرة التي يبلغ طولها 31.2 مترًا، وعرضها 2.6 مترًا، وعمقها 3.5 مترًا، كما وجدت إلى جوارها كميات من الحبال، والحصر، والمجاذيف الخاصة بالمركب.
وقد تولى عملية الترميم الصعبة الحاج أحمد يوسف، الذي أعاد تركيب المركب بدقة نادرة، حتى استعاد هيئته الأصلية كما كان في عصر الفراعنة. بلغ طول المركب المعاد تجميعه 43.4 مترًا، وأقصى عرض له 5.9 مترًا، بينما بلغ ارتفاع المقدمة ذات الطراز البردي 6 أمتار، والمؤخرة 7 أمتار، كما احتوى على عشرة مجاذيف ضخمة، ومقصورتين إحداهما للربان، ودفتين كبيرتين عبارة عن مجاذيف طويلة.
إعجاز البناء دون مسمار واحد
المذهل في هذا المركب أنه بني دون استخدام أي مسامير معدنية، بل اعتمد صانعوه على تقنية "العاشق والمعشوق" في تثبيت الألواح الخشبية، إلى جانب استخدام الحبال لربط الأجزاء ببعضها البعض بإتقان مدهش.
بهذا الاكتشاف، لم تسترجع فقط قطعة أثرية نادرة، بل استعاد العالم صورة من عبقرية المصريين القدماء في فنون الملاحة وصناعة السفن، وعظمة تصوراتهم عن الحياة الأخرى. ومركب الشمس يظل شاهدًا خالدًا على حضارة ضاربة في أعماق الزمن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
ثقافة : ذكرى الاكتشاف.. مركب خوفو الأولى إعجاز البناء دون مسمار واحد
الاثنين 26 مايو 2025 01:31 مساءً نافذة على العالم - في 26 مايو من عام 1954، شهدت مصر حدثًا أثريًا استثنائيًا دوى صداه في أنحاء العالم، حين أعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف يُعد من أعظم اكتشافات القرن العشرين، وهو "مركب خوفو الأولى"، التي عرفت لاحقًا باسم "مركب الشمس". كانت المركب مدفونة في باطن الأرض إلى جوار الهرم الأكبر، حيث تم العثور على حفرتين لمراكب الملك خوفو في الجهة الجنوبية للهرم، إحداهما احتوت على المركب الخشبي الضخم الذي يعود عمره إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وقد تعاون المهندس كمال الملاخ مع المرمم القدير أحمد يوسف لاستخراج المركب الأولى، ثم إعادة ترميمها وتجميع أجزائها، حتى عادت للحياة من جديد بعد قرون من الغياب، لتُعرض لاحقًا في المتحف المخصص لها الذي افتُتح عام 1982. قصة الاكتشاف العظيم أثناء قيام المهندس كمال الملاخ بأعمال تنظيف في المنطقة الجنوبية للهرم الأكبر، لاحظ وجود كتل حجرية ضخمة من الحجر الجيري تغطي فتحتين كبيرتين في الأرض، وبعد الكشف عليهما، تبين أنهما حفرتان لدفن مراكب جنائزية خاصة بالملك خوفو، واللتين أُعدتا بعناية فائقة، ليستخدمهما الملك فى رحلته المقدسة إلى العالم الآخر وفقًا للمعتقدات المصرية القديمة. الموقع الذي عثر فيه على المركب يقع تحديدًا إلى الجنوب الشرقي من قاعدة الهرم الأكبر، ويعد امتدادًا للمجمع الجنائزي للملك، وفيما بعد، تبين وجود ثلاث حفر أخرى منقورة في الصخر على شكل مراكب تقع في الناحية الشرقية للهرم. تفاصيل للمركب الخشبي يوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية وخبير الآثار المصرية، أن المركب المكتشف وجد مفككًا إلى نحو 1224 قطعة خشبية من خشب الأرز القادم من لبنان، تم ترتيبها في 13 طبقة داخل الحفرة التي يبلغ طولها 31.2 مترًا، وعرضها 2.6 مترًا، وعمقها 3.5 مترًا، كما وجدت إلى جوارها كميات من الحبال، والحصر، والمجاذيف الخاصة بالمركب. وقد تولى عملية الترميم الصعبة الحاج أحمد يوسف، الذي أعاد تركيب المركب بدقة نادرة، حتى استعاد هيئته الأصلية كما كان في عصر الفراعنة. بلغ طول المركب المعاد تجميعه 43.4 مترًا، وأقصى عرض له 5.9 مترًا، بينما بلغ ارتفاع المقدمة ذات الطراز البردي 6 أمتار، والمؤخرة 7 أمتار، كما احتوى على عشرة مجاذيف ضخمة، ومقصورتين إحداهما للربان، ودفتين كبيرتين عبارة عن مجاذيف طويلة. إعجاز البناء دون مسمار واحد المذهل في هذا المركب أنه بني دون استخدام أي مسامير معدنية، بل اعتمد صانعوه على تقنية "العاشق والمعشوق" في تثبيت الألواح الخشبية، إلى جانب استخدام الحبال لربط الأجزاء ببعضها البعض بإتقان مدهش. بهذا الاكتشاف، لم تسترجع فقط قطعة أثرية نادرة، بل استعاد العالم صورة من عبقرية المصريين القدماء في فنون الملاحة وصناعة السفن، وعظمة تصوراتهم عن الحياة الأخرى. ومركب الشمس يظل شاهدًا خالدًا على حضارة ضاربة في أعماق الزمن.


بوابة ماسبيرو
منذ 6 أيام
- بوابة ماسبيرو
1954 كمال الملاخ يكتشف مراكب الشمس
في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من مايو 1954 اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، عثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت، كان عدد أجزاء المركب 1224 قطعة، لا ينقص منها أي جزء ووضعت في الحفرة في 13 طبقة، وهي عبارة عن مركب ملكي ذو مجاديف مصنوعة من خشب الأرز من لبنان، وتتكون المركب من عشة وخمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه وسقالة للرسو على الشاطىء. أعيد تركيب مركب الشمس الأولى فبلغ طولها 42 مترا، وسميت بمركب الشمس وسميت أيضا سفينة خوفو، ومعروف أن السفن الجنائزية كانت تستخدم في مصر القديمة للذهاب لإستعادة الحياة من الأماكن المقدسة سفن روح الألهة، وهي معروضة الآن في متحف مركب الشمس بجانب الهرم. أحدث هذا الكشف دويا هائلا لدى الدوريات المهتمة بالآثار القديمة وتقدر قيمتها، فظهرت صورة كمال الملاخ على غلاف مجلة "التايم" وأفردت له العديد من صفحاتها. نال كمال الملاخ تقديرا محليا ودوليا، فأهداه الرئيس جمال عبد الناصر وساما رفيعا من أوسمة الدولة لاكتشافه مراكب الشمس.


نافذة على العالم
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
ثقافة : مقتنيات المتحف المصري.. وعاء ذهبي مرصع بوردة
الاثنين 19 مايو 2025 01:30 مساءً نافذة على العالم - تتنوع مقتنيات المتحف المصرى ومنها وعاء ذهبيّ مُرصّع بوردة في وسطه وهذا الطبق واحد من عدة أطباق عُثر عليها في مقبرة ونجباوندجيدت وقد صُنع بالكامل من الذهب، مع تطعيم مركزي على شكل وردة مصنوعة من عجينة ملونة باللونين الأزرق والأخضر والأبيض ويعود إلى الفترة الانتقالية الثالثة، الأسرة 21، عهد بسوسنس الأول، حوالي 1040-992 قبل الميلاد. وتبلغ أبعاده من ناحية الارتفاع: 4.6 سم ومن ناحية القطر 15.5 سم (القطر)، وهو من كنوز تانيس التي اكتشفت بشرق الدلتا. ويتكون المتحف المصرى من طابقين خصص الأرضى منهما للآثار الثقيلة "مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية"، أما العلوى فقد خصص للآثار الخفيفة مثل "المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصورالمومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأوانى العصر اليونانى الرومانى وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الآخرى"، وكذلك المجموعات الكاملة مثل "مجموعة توت عنخ آمون". كما يضم المتحف عددًا هائلاً من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعونى بالإضافة إلى بعض الآثار اليونانية والرومانية، منها "مجموعة من الأوانى الفخارية (من عصور ما قبل التاريخ)، صلاية نعرمر (عصر التوحيد)، تمثال خع سخم (الأسرة 2)، تمثال زوسر (الأسرة 3)، تماثيل خوفو وخفرع ومنكاورع (الأسرة 4)، تمثال كاعبر وتماثيل الخدم (الأسرة 5)، وتمثال القزم سنب (الأسرة 6)، وتمثال منتوحتب نب حبت رع (الأسرة 11)، وتماثيل أمنمحات الأول والثانى والثالث (الأسرة 12)، تمثال الكا للملك حور (الأسرة 13)، تماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث (الأسرة 18)، ومجموعة توت عنخ آمون (الأسرة 18)، ومجموعة كنوز تانيس، ومجموعة كبيرة من المومياوات من مختلف العصور.