
لماذا تهاجر بطولاتنا؟
فهل كان إعلان إقامة البطولة خارج المملكة حدثًا أقوى من غياب زعيم القارة، الإجابة قد تكون نسبية، لكن المؤكد أن الهلال يظل الرقم الأصعب في أي معادلة، وحضوره أو غيابه يشكل فارقًا في القيمة التسويقية والجماهيرية لأي بطولة!
الهلال ليس ناديًا عاديًا بل يمثل واجهة كرة القدم السعودية على المستوى القاري والدولي، إذ يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية في المنطقة وحقق في السنوات الأخيرة بطولات قارية وأرقامًا عالمية كان آخرها مشاركته في كأس العالم للأندية بأمريكا، والتي قدم خلالها مستويات مشرفة نقلت صورة إيجابية عن الكرة السعودية، ومع هذه المكانة يصبح غيابه عن أي بطولة محلية أو خارجية قضية تثير الاهتمام وتفتح باب التحليل حول الأسباب والتبعات!
وهنا يبرز السؤال الأهم: لماذا لم تقم البطولة داخل المملكة خصوصًا في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية على مستوى السياحة والترفيه ضمن رؤية 2030 تنظيم حدث رياضي بهذا الحجم داخل المملكة لا يخدم كرة القدم فقط بل يدعم السياحة والاقتصاد بشكل مباشر، ويعزز من صورة السعودية كوجهة عالمية للفعاليات الكبرى، لو نظرنا إلى تجربة كأس البطولة العربية في الطائف عام 2023 سنجد أن البطولة حققت إشغالًا فندقيًا تجاوز 90 في المئة في بعض المدن، وخلقت أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل مؤقتة، إضافة إلى زيادة إنفاق الجماهير على المطاعم والأنشطة السياحية، وهذا مكسب اقتصادي ورياضي في الوقت نفسه.
إقامة السوبر السعودي داخل المملكة في هذا التوقيت كانت ستوفر فرصة ذهبية لجذب السياح خصوصًا مع تزامن الحدث مع موسم الصيف والفعاليات الكبرى في المملكة، وكان يمكن أن تكون البطولة منصة تسويقية ضخمة للدوري السعودي الذي أصبح تحت الأضواء العالمية بعد قدوم نجوم بحجم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وميتروفيتش، اليوم الوضع مختلف تمامًا عن السابق، حين كانت البطولة تقام في لندن بوجود أندية محلية بلا نجوم عالميين، أما الآن فإقامة السوبر في المملكة تعني تسويقًا أفضل وحضورًا جماهيريًا أعلى ورسائل قوية للعالم أن السعودية أصبحت الوجهة الأهم للأحداث الرياضية.
من الناحية الاقتصادية، لو افترضنا أن حضور المباراة الواحدة في السوبر يبلغ 40 ألف متفرج بمتوسط إنفاق للفرد 500 ريال، فإن الإيرادات المباشرة من تذاكر وضيافة قد تصل إلى 20 مليون ريال، بخلاف المكاسب السياحية من إقامة الجماهير في الفنادق وإنفاقهم على التسوق، وهو ما يضاعف العوائد ويحقق الهدف من الاستثمار في الرياضة كقطاع اقتصادي وليس مجرد منافسة كروية.
وهنا تُطرح أسئلة منطقية ما الذي ستكسبه هونغ كونغ من استضافة البطولة؟ وما الذي ستكسبه السعودية من إقامتها هناك؟ وهل هي صفقة تسويقية بحتة؟ أم تجربة لنشر العلامة التجارية للدوري السعودي في شرق آسيا؟
وإن كان الهدف الترويج، فلماذا لم يتم اختيار دولة ذات قاعدة كروية أقوى مثل اليابان أو كوريا الجنوبية أو حتى ماليزيا التي تمتلك جماهير عاشقة للكرة السعودية منذ سنوات؟!
أما عن الهلال، فهنا بيت القصيد، بطل آسيا وزعيم القارة خرج من موسم هو الأصعب في تاريخه، لعب فيه أكثر من 60 مباراة بين بطولات الدوري والكأس ودوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية في أمريكا، وأكمل موسمه وهو يواجه ضغطًا بدنيًا هائلًا، وفوق ذلك فقد خاض مواجهات قوية مع أندية عالمية مثل مانشستر سيتي وفلامنغو، وقدم مستوى مشرفًا للكرة السعودية، فهل يحق له الاعتذار منطقيا؟ نعم، لأن مبدأ تكافؤ الفرص يحتم أن يمنح النادي وقتًا للاستراحة، لكن السؤال الأعمق هل كان يمكن البحث عن حل وسط، مثل تأجيل البطولة حتى يستعيد الهلال أنفاسه أم أن القرارات كانت أسرع من اللازم دون مرونة تراعي مصلحة الأندية والجماهير؟
ولا يختلف اثنان أن هونغ كونغ ليست وجهة كروية عالمية، هي مدينة اقتصادية وتجارية مهمة؛ لكن رياضيًا لا تصنف ضمن البلدان ذات الحضور القوي في كرة القدم، لا دوري تنافسي قوي، ولا قاعدة جماهيرية ضخمة، فهل ستستفيد جماهيريًا من البطولة أم أن المستفيد الأكبر سيكون المنظمون فقط؟ وهل فكرنا في صورة الملاعب ونوعية الحضور الإعلامي مقارنة بما يمكن تحقيقه في مدن سعودية، مثل: الرياض أو جدة أو حتى الطائف والدمام، التي تحتضن بطولات عالمية وتملك منشآت متطورة؟
إن التجارب العالمية في تنظيم البطولات تقول إن الاستفادة القصوى تأتي عندما ترتبط البطولة باستراتيجية طويلة المدى تخدم الرياضة والاقتصاد معًا، لا عندما تكون القرارات مفاجئة وتفتقر إلى التكامل في الرؤية، فاليوم، نحن نعيش مرحلة ذهبية للكرة السعودية مع استثمارات ضخمة ونجوم عالميين وإقبال جماهيري غير مسبوق، لذلك فإن أي قرار تنظيمي يجب أن يكون مدروسًا بعناية حتى لا نفقد الزخم الذي تحقق في السنوات الأخيرة.
وفي الختام، كل ما نتمناه هو أن تسير الرياضة السعودية وفق منظومة وخطط استراتيجية واضحة بعيدة عن الارتجال أو المجاملات على حساب مصلحة الأندية أو البطولات، نحن أمام فرصة تاريخية لصناعة كرة قدم سعودية تنافس عالميًا، لا نريد أن تضعفها قرارات غير مدروسة، فالتخطيط السليم هو الضمانة الوحيدة للحفاظ على المكتسبات وتحقيق طموحاتنا في أن تكون المملكة في صدارة المشهد الرياضي العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 6 ساعات
- صدى الالكترونية
الترجي يحسم كأس السوبر التونسي بهدف بلايلي وسط جدل تحكيمي .. فيديو
تُوج فريق الترجي الرياضي التونسي بلقب كأس السوبر المحلي، بعد فوزه على نظيره الملعب التونسي بهدف دون مقابل، في اللقاء الذي جمع بينهما مساء الأحد على ملعب 'حمادي العقربي' في رادس. وجاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الـ40 من عمر الشوط الأول عن طريق الجزائري يوسف بلايلي، من ركلة جزاء أثارت الكثير من الجدل داخل الملعب وخارجه. وتعود تفاصيل اللعبة إلى تمريرة خاطئة من حارس الملعب التونسي استغلها بلايلي وسدد الكرة نحو المرمى، قبل أن يتدخل المدافع مروان الصحراوي لإبعادها، لتصطدم الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، وهو ما دفع الحكم حسام بولعراس لاحتساب ركلة جزاء مباشرة، وسط اعتراضات كبيرة من لاعبي الملعب. المدافع الصحراوي أبدى غضبه من القرار، مؤكدًا أنه لم يتعمد لمس الكرة بيده، فيما زادت حدة الجدل بعد المباراة، خاصة في ظل غياب تقنية الفيديو (VAR) واعتماد الاتحاد التونسي على طاقم تحكيم محلي. من جانبه، وصف الخبير التحكيمي عادل زهمول قرار الحكم بـ'غير الصحيح'، مشددًا في تصريحات إذاعية أن اللعبة لا تستدعي احتساب ركلة جزاء، لعدم وجود تعمد من المدافع. ورغم الاعتراضات، حافظ الترجي على تقدمه حتى صافرة النهاية ليضيف لقبًا جديدًا إلى خزائنه، بينما يبقى الجدل التحكيمي حاضراً في الذاكرة مع كل نسخة من بطولات الكرة التونسية.


Independent عربية
منذ 16 ساعات
- Independent عربية
لماذا منع مانشستر يونايتد الجماهير من طباعة أسماء 3 أساطير على قمصانه؟
أطلق مانشستر يونايتد الإنجليزي خلال الأيام الماضية التصميم الجديد لقميصه الخاص بموسم 2025 – 2026، وذلك في المتاجر المختلفة في مدينته، وذلك من أجل إتاحته للجماهير من أجل شرائه كالعادة للتحضير لحضور مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه المقبل. ويعد مانشستر يونايتد من أعرق الفرق الإنجليزية بكونه الأكثر تتويجاً بالدوري الإنجليزي الممتاز رفقة ليفربول برصيد 20 لقباً ويمتلك تاريخاً واسعاً ونسبة كبيرة من مشجعيه داخل إنجلترا تتوجه عقب إطلاق قميصه كل موسم لشرائه ووضع أسماء معينة عليه بأرقام أساطيرهم المفضلة من أجل الظهور به في المباريات وشوارع إنجلترا. أزمة قميص مانشستر يونايتد وكشفت تقارير صحافية إنجليزية أن الجماهير توافدت على المتاجر الخاصة بنادي مانشستر يونايتد للحصول على القميص الجديد وطباعة كل منهم اسم الأسطورة الخاصة به على ظهره أو اسم لاعب من الفريق الحالي، ولكنهم صدموا من منعهم بطباعة أسماء ثلاث أساطير على القمصان نهائياً مما أثار غضب بعض الجماهير. وأشارت التقارير إلى أن الثلاثة أسماء هم البرتغالي كريستيانو رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكهام والفرنسي إيريك كانتونا، إذ يعدون من أبرز اللاعبين الذين مروا على تاريخ مانشستر يونايتد، وهو ما عرض الجماهير لصدمة، إذ أخبرهم العاملين داخل المتاجر بعدم تمكن النادي من اتخاذ هذه الخطوة خوفاً من بعض الأزمات القانونية المتوقعة. وأوضحت الصحف الإنجليزية السبب وراء عدم تمكن الجماهير من طباعة اسم الثلاثي أو أرقامهم على القمصان الخاصة، إذ أثناء وقوفهم في الطابور الخاص بالحصول على الإصدار الجديد من قميص مانشستر يونايتد، وجدوا إعلاناً واضحاً بعدم التمكن من طباعة أسماء الثلاثي رونالدو وبيكهام وكانتونا، وذلك بسبب قيود الترخيص. قيود التراخيص يتعلق الأمر فيما يخص بعض قيود التراخيص وحقوق الصور والاسم للثلاثي المذكور، وهو ما لم يتهاون فيه النجوم إذا تمت طباعة اسمه أو وضع صورته على قميص أو بأي صورة من الصور، لذلك أعلن المتجر الرسمي بصورة واضحة في إعلان أمام الجماهير ليتفهموا الأمر أثناء وجودهم والابتعاد عن حدوث أزمات. ويتعلق الأمر باللاعبين الذين احتفظوا بأسمائهم كعلامة تجارية خاصة بهم، على سبيل المثال كريستيانو رونالدو الذي يمتلك علامته "سي آر 7"، وهي علامة تجارية عالمية خاصة بالملابس والعطور والصالات الرياضية وبعض الفنادق والمملوكة لنجم منتخب البرتغال والنصر السعودي الحالي. وكان لعب رونالدو في فترتين لمانشستر يونايتد، إذ خاض 346 مباراة في جميع البطولات سجل 145 هدفاً وصنع 64 آخرين، محققاً الدوري الإنجليزي ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرة وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة وكأس العالم للأندية مرة، ولقبين من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، إلى جانب تتويج واحد بكأس الدرع الخيرية، إذ كانت انطلاقته الحقيقة في أوروبا مع مانشستر يونايتد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أما الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي يمتلك عديداً من المشروعات الخاصة به، والتي تحمل علامته التجارية الخاصة، والتي منعتهم من طباعة اسمه على القميص. وخاض بيكهام مع مانشستر يونايتد 394 مباراة في جميع البطولات نجح في تسجيل 85 هدفاً وصنع 121 هدفاً، محققاً الدوري الإنجليزي في ست مرات ودوري أبطال أوروبا عام 1998 – 1999، وكأس الاتحاد الإنجليزية مرتين وكأس الدرع أربع مرات. ولعب كانتونا 185 مباراة في جميع البطولات، إذ سجل 82 هدفاً وصنع 63 أخرى، متوجاً بأربع ألقاب بالدوري الإنجليزي ولقبين بكأس الاتحاد الإنجليزي، إضافة إلى كأس الدرع الخيرية في ثلاث مرات.


حضرموت نت
منذ 17 ساعات
- حضرموت نت
اخبار النصر السعودي : خيسوس يتلقى هزيمة قاسية مع النصر.. قلق يسبق السوبر السعودي
تلقى البرتغالي خورخي خيسوس، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، أول هزيمة له مع 'العالمي'، خلال المباراة الودية التي أُقيمت ظهر اليوم. وانتهت المباراة التي جمعت بين النصر وأستريلا أمادورا البرتغالي، بهزيمة الفريق السعودي بهدف دون رد، قبل قليل. وتأتي هذه الهزيمة بعد فوز النصر قبل أيام على نادي تولوز الفرنسي، بهدفين مقابل هدف، في لقاء شهد مشاركة كريستيانو رونالدو. ويستعد نادي النصر لخوض منافسات بطولة كأس السوبر السعودي، نهاية شهر أغسطس الجاري في دولة هونغ كونغ، التي تستضيف البطولة. ويلتقي النصر في نصف نهائي بطولة كأس السوبر السعودي مع نادي الاتحاد، في أول مباراة رسمية للمدرب البرتغالي خورخي خيسوس. ويأمل نادي النصر في التتويج ببطولة كأس السوبر السعودي، بعد الموسم الماضي الصفري، الذي لم يحقق فيه الفريق أي بطولة.