logo
توم كروز يدخل التاريخ ويكتب اسمه في سجلات موسوعة جينيس

توم كروز يدخل التاريخ ويكتب اسمه في سجلات موسوعة جينيس

مجلة سيدتيمنذ يوم واحد

نجاح تلو الآخر يحققه النجم العالمي توم كروز لتأثيره في السينما العالمية سواء بأدوار الأكشن أو الدراما أو الخيال العلمي محققاً شعبية ومكانة لا تتغير رغم مرور السنوات وتغير الأذواق وتعدد الأجيال. وكان آخر نجاح حققه نجم هوليوود بعد عرض الجزء الثامن من Mission Impossible، هو حصوله على شهادة موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
توم كروز يكتب اسمه في سجلات موسوعة جينيس
View this post on Instagram
A post shared by Guinness World Records (@guinnessworldrecords)
بسبب إصراره على أداء مشاهد الأكشن بنفسه، حصل توم كروز على شهادة من موسوعة جينيس للأرقام القياسية لأكبر عدد من القفزات المظلية المحترقة في مشهد فيلم Mission: Impossible، حيث أعلنت موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، يوم أمس الخميس 5 يونيو، أن نجم الأكشن، البالغ من العمر 62 عامًا، قد حطم الرقم القياسي لأكبر عدد من القفزات المظلية المشتعلة من قِبَل فرد. وقد حقق كروز هذا الإنجاز 16 مرة أثناء تصوير فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning.
وفقًا لموقع موسوعة غينيس للأرقام القياسية: " كروز ، وهو مظلي مرخص، قفز من طائرة هليكوبتر 16 مرة وهو مربوط بمظلة مشبعة بالوقود ومشتعلة، قبل أن يقطع بقايا المظلة الأولى المتفحمة وينشر مظلة احتياطية بأمان، لم يسبق لأي ممثل أو ممثل بديل أن قارب هذا العدد من السقطات المميتة".
وقال كريغ غلينداي، رئيس الموسوعة: " توم لا يلعب دور أبطال الحركة فحسب، بل هو بطل حركة! يرجع جزء كبير من نجاحه إلى تركيزه المطلق على الأصالة وتجاوزه حدود ما يمكن أن يقدمه رجلٌ رائد. إنه لشرفٌ عظيمٌ أن أتمكن من الاعتراف بجرأته المطلقة بهذا اللقب الجديد من موسوعة جينيس للأرقام القياسية".
قد يعجبك هذا الموضوع:
مشهد القفز بالمظلة يستحق أن يُذكر في موسوعة جينيس
في إحدى مشاهد الجزء الثامن من Mission Impossible ، يخوض توم كروز مواجهة حاسمة مع عدوه اللدود غابرييل (إيساي موراليس) في السماء. يقاتل الاثنان فوق وديان وحقول في سلسلة جبال دراكنزبرغ بجنوب إفريقيا، وينتهي المشهد بسقوط إيثان من إحدى الطائرات وهي مشتعلة وتحطُمها في الجو. ينشر مظلة فقط لتشتعل فيها النيران وتتفكك، مما يضطره إلى نشر المظلة الاحتياطية بينما يسقط على الأرض.
في بعض اللقطات، زُوِّد كروز بكاميرا وزنها 22 كيلوغرامًا مثبتة على جسده، لالتقاط لقطة مقربة لسقوط إيثان.
للمويد من الأخبار: توم كروز يشعل أجواء مهرجان كان السينمائي بحضور العرض الأول لفيلمه Mission: Impossible – The Final Reckoning
قصة فيلم Mission Impossible: The Final Reckoning
View this post on Instagram
A post shared by Tom Cruise (@tomcruise)
يمنح الإعلان الترويجي للفيلم، الجمهور نظرة عن الدراما والأكشن التي يحملها الجزء الجديد، كما يُلقي لمحة على الشخصيات التي يؤديها كلٌّ من: هانا وادينغهام، نيك أوفرمان، وتراميل تيلمان.
وظهر توم كروز ، المعروف بتجاوزه حدود الأكشن في السلسلة من خلال شخصية العميل "إيثان هانت"، وهو معلق على جانب طائرة، وكذلك وهو على متن حاملة طائرات، كما يظهر وهو يمارس رياضة الغوص تحت الماء في العرض الترويجي للفيلم، المقرر عرضه بدُور السينما في 23 من مايو 2025.
وسيبدأ الجزء الثامن من حيث انتهى الجزء السابع؛ حيث يعمل إيثان وفريقه على إيقاف غابرييل والكيان قبل فوات الأوان. ولم تُكشف سوى تفاصيل قليلة. ولكن وفقاً للإعلان الترويجي؛ فإن "مصير كل الأشخاص" في خطر.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي »

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيرادات أول أيام عيد الأضحى 2025.. كريم عبد العزيز يتفوق على تامر حسني
إيرادات أول أيام عيد الأضحى 2025.. كريم عبد العزيز يتفوق على تامر حسني

مجلة سيدتي

timeمنذ 6 ساعات

  • مجلة سيدتي

إيرادات أول أيام عيد الأضحى 2025.. كريم عبد العزيز يتفوق على تامر حسني

حظي شباك التذاكر في مصر بإقبالٍ جماهيري كبير، بالتزامن مع أولى أيام عيد الأضحى 2025، مما انعكس على حدوث انتعاشة كبيرة في الإيرادات، وسط منافسة سينمائية شديدة بين الثنائي كريم عبد العزيز، وتامر حسني ، بمشروع فني مختلف، ما بين التشويق والإثارة والأكشن، والكوميديا، التي طالما اشتهر بها تامر في أفلامه، والذي اعتاد عل تقدم أعمالٍ خفيفة تحمل رسائل متنوعة. إيرادات فيلم "المشروع X" وتصدر فيلم "المشروع X" بطولة الفنان كريم عبد العزيز ، قائمة الإيرادات، مُحققًا 7.55 مليون جنيه، مقابل 60.2 ألف تذكرة مباعة، خلال أمس الجمعة، ليصل إجمالي ما حققه على مدار الأسبوعين الماضيين نحو 60 مليون جنيه، حيث يُعرض في السينمات المصرية منذ يوم 21 مايو الماضي. "المشروع X" بطولة: كريم عبد العزيز ، ياسمين صبري ، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، عصام السقا، إلى جانب مشاركة عدد من الفنانين كضيوف شرف خلال مشهد أو مشهدين، أبرزهم هنا الزاهد ، ماجد الكدواني، كريم محمود عبدالعزيز، مصطفى غريب، فدوى عابد، والفيلم قصة وإخراج بيتر ميمي وشارك في التأليف أحمد حسني وإنتاج تامر مرسي. الفيلم تدور أحداثه حول عالم مصريات يُدعى يوسف الجمال، يعاني من اضطرابات نفسية، فيما يكتشف أسراراً قديمة مرتبطة بالحضارة المصرية القديمة، قد تُغير مصادر الطاقة في العالم كله، الأمر الذي يُغير حياته رأساً على عقب، ويُصبح هدفاً لإحدى المنظمات الدولية الغامضة، التي تسعى لاستهدافه، قبل أنّ يُزيح الستار عن الأسرار التي اكتشفها، وأنّ تظل سراً مدفوناً، ليعيش حالة من المطاردات الكثيرة، فمن ينتصر على الآخر؟. View this post on Instagram A post shared by Tamer Mursi (@tamermursi) تامر حسني في المركز الثاني وفي المركز الثاني، جاء فيلم "ريستارت" للفنان تامر حسني ، الذي حقق 6.5 مليون جنيه، مقابل 53.8 ألف تذكرة، ليبلغ إجمالي الإيرادات التي حققها منذ طرحه يوم 29 مايو الماضي، نحو 25 مليون جنيه حتى الآن. ويشارك في البطولة: هنا الزاهد، باسم سمرة ، محمد ثروت، عصام السقا وآخرين، والعمل تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج سارة وفيق. ويظهر تامر حسني خلال أحداث فيلم "ريستارت" في شخصية "محمد"، الذي يعمل فني هواتف بسيط، يحلم بالزواج من "عفاف" مؤثرة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن سيقف المال عائقًا في طريقهما، ليقررا التعاون مع عائلتهما الكوميدية لملاحقة الشهرة عبر الإنترنت. View this post on Instagram A post shared by Tamer Hosny (@tamerhosny) "سيكو سيكو" يتذيل قائمة الإيرادات أما المركز الثالث والأخير، كان من نصيب فيلم "سيكو سيكو"، والمُمتد عرضه منذ موسم أفلام عيد الفطر 2025، حيث حقق أمس الجمعة، 428 ألف جنيه، مقابل 3.2 ألف تذكرة مباعة، حيث يأتي ذلك بالتزامن مع عرضه عبر إحدى المنصات الرقمية منذ أول أمس، حيث لازال يحظى بإقبالٍ جماهيري نوعًا ما ومُشاهدته في صالات السينما. العمل بطولة: عصام عمر، طه دسوقي، باسم سمرة، علي صبحي، خالد الصاوي، تارا عماد ، ديانا هشام، أحمد عبدالحميد، علاء مرسي، وعدد آخر من الفنانين والفيلم تأليف محمد الدباح وإخراج عمر المهندس. وينتمي فيلم "سيكو سيكو" للأفلام الشبابية، التي تعتمد على الإثارة والتشويق والكوميديا أيضاً؛ حيث يظهر عصام عمر وطه دسوقي، كأبناء عم، كلاهما من الطبقة المتوسطة، يحققان أخيراً حُلمهما بعودة ميراثهما الشرعي إليهما بعد وفاة عمهما. بعد فترة وجيزة، ولدهشتهما، يكتشفان أن الميراث عبارة عن سلع غير مشروعة، ليجدا نفسيهما أمام ورطة حقيقية. ويضطر الثنائي لتصفية هذه السلع، يبتكران لعبة جوال معقدة لبيعها من خلالها. ويُطلقان على هذه اللعبة اسم "سيكو سيكو"؛ حيث يستمتع ابنا العم بلحظة قصيرة من النجاح الباهر، قبل أن يظهر زعيم عصابة في حياتهما، ويدّعي أنه المالك الحقيقي للسلع. View this post on Instagram A post shared by Film Square productions (@filmsquareproductions) لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

بطل «المهمة المستحيلة» يسجل رقماً قياسياً في «غينيس»
بطل «المهمة المستحيلة» يسجل رقماً قياسياً في «غينيس»

عكاظ

timeمنذ 11 ساعات

  • عكاظ

بطل «المهمة المستحيلة» يسجل رقماً قياسياً في «غينيس»

حصل النجم العالمي توم كروز على لقب قياسي جديد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أدائه لمشهد خطير غير مسبوق في فيلمه الأخير «مهمة مستحيلة: الحساب الأخير». وسجل كروز الرقم القياسي العالمي عن فئة «أكثر قفزات بالمظلة المشتعلة ينفذها فرد». وخلال تصوير المشهد، قام الممثل البالغ من العمر 62 عاما، بـ16 قفزة مختلفة من طائرة هليكوبتر وهو يحمل مظلة مشبعة بالوقود ومشتعلة بالنيران، حيث كان يقطع في كل مرة بقايا المظلة المحترقة قبل أن ينشر بنجاح مظلة احتياطية للهبوط بأمان. وصرح كريغ غلينداي، رئيس تحرير موسوعة غينيس، بأن كروز ليس مجرد ممثل يؤدي أدوار البطولة، «بل هو بطل حقيقي في الواقع»، مشيرا إلى أن سر نجاحه يكمن في إصراره على المصداقية ودفع حدود الإمكانات البشرية. وأضاف: «إنه لشرف لنا أن نكرم جرأته المطلقة بمنحه هذا اللقب الجديد في موسوعة غينيس». وتم تصوير المشهد في موقع جبلي بجنوب أفريقيا، يعرف بجبال دراكنزبرغ، حيث تم إسقاط كروز من ارتفاع يزيد على 7500 قدم. واستغرقت كل مظلة مشتعلة ما بين 2.5 إلى 3 ثوان قبل أن تتلف تماما. وخلال بعض القفزات، حمل كروز كاميرا متخصصة تزن 50 رطلا لتصوير لقطات مقربة أثناء السقوط الحر. وهذه ليست المرة الأولى التي يحقق فيها كروز رقما قياسيا في موسوعة غينيس، حيث يحمل أيضا لقب «الممثل صاحب أكبر عدد من الأفلام المتتالية التي حققت إيرادات تزيد على 100 مليون دولار»، بدءا من فيلم «جاك ريتشر» عام 2012، مرورا بسلسلة أفلام «مهمة مستحيلة» و«المومياء» و«توب غان: مافريك»، وصولا إلى «مهمة مستحيلة: الحساب الأخير». أخبار ذات صلة وفي سياق متصل، كشف كروز أخيرا عن التحديات الجسدية الهائلة التي واجهها خلال تصوير المشاهد الخطيرة، بما في ذلك لحظات فقد فيها الوعي بسبب نقص الأكسجين أثناء تصوير مشهد التعلق بطائرة قديمة في الجو. وتأتي هذه الإنجازات لتؤكد سمعة كروز كأحد أكثر نجوم هوليوود جرأة والتزاما بإبهار الجمهور بمشاهد حركة حقيقية غير معتمدة على المؤثرات البصرية.

"الحياة بعد سهام".. ماذا لو كانت حياتنا فيلماً؟
"الحياة بعد سهام".. ماذا لو كانت حياتنا فيلماً؟

الشرق السعودية

timeمنذ 19 ساعات

  • الشرق السعودية

"الحياة بعد سهام".. ماذا لو كانت حياتنا فيلماً؟

يتمكن المخرج المصري نمير عبد المسيح في فيلمه الوثائقي "الحياة بعد سهام"، الذي عرض ضمن برنامج ACDIE خلال فعاليات الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي، بحساسية براقة وعفوية تجمع ما بين الطفولي والفطري، ومحبة جارفة للسينما تكاد توازي محبته لـ"سهام" أمه الراحلة، من الإمساك بمحاولة جادة ومؤثرة للإجابة على سؤال طالما أرقه وأرق الكثيرون من محبي الفن الجامع لكل ما سبقه من فنون؛ لو أن الحياة كانت فيلماً، هل توجد فرصة إذن لإعادة التصوير؟. التجربة التي استغرق إعدادها ما يقرب من 10 سنوات- يفصح فيها نمير عن جانب من أزمته الوجودية ليس فقط تجاه السينما! بل تجاه الحياة نفسها، هذا الأزمة التي ظن أنها بدأت عقب رحيل أمه في فرنسا عام 2015، ولكن رحلة صناعة الفيلم في محاولة إعادة إحياء الأم، وضعت أمام عدسة الكاميرا التي تتأرجح ما بين الذاكرة والوعي، أو بين الماضي والواقع؛ حقيقة أن الأزمة سابقة على رحيلها- الذي لم يكن الرحيل الأول كما تبين له- وأنه لكي يستوعب أنها لم تعد موجودة بجسدها أن يعيد بعثها مرة أخرى عبر الحكايات والصور ومقاطع الأفلام، والتي أصبحت تشكل الحضور المجازي – بل والحقيقي- للمرأة الأسطورية في حياته؛ "سهام". علاج للذاكرة من الصعب أن يلخص أحدنا حكاية هذا الفيلم! فبعد رحيل "سهام" والدة نمير التي شاركته بطولة فيلمه السابق "العذراء والأقباط وأنا" عام 2011، لا يجد سوى السينما لكي تواسي مشاعر الفقدان الرهيبة التي عانى منها، وتحفظ للأم وجودها الأثيري كجزء من حياتهم التي استمرت عقب غيابها الساخر- في البداية حين يريد أن يعلن لنا معلومة وفاتها نراها وهي جالسة في طائرة تحلق عالياً، تقرأ الجرائد كأنها تطلع على أخباره وأخبار العالم من تحتها ،كما كانت تداعبه قائله عندما ذهبت يوم أن تم تشخصيها بالمرض الذي أودى بحياتها. يفتتح نمير الفيلم بحضور ساحر لسهام/الأم والصديقة وصاحبة الفضل الإبداعي الكبير على مسيرته الفيلمية، ثم نراها في كادر واسع وهي تمضي مولية إياهم وإيانا ظهرها، ثم نرى جنازتها وجسدها الهش يرقد في التابوت الأنيق، وبينما تحدث الكاميرا في وجه نمير- الذي استدعى أحد أصدقائه لتصوير الجنازة- ويبدو أنه أدرك ساعتها أن رقدتها في التابوت ليست هي الصورة التي يريد أن يتذكرها بها، أو يستدعيها بها أحفادها الصغار، وأن هناك من الحكايات والمواد المصورة ما يجعلها أكثر نصاعة في الذاكرة، وأكثر حضورها حتى من وقت أن كانت بينهم بجسدها الذي رحل ومرض، دون روحها القوية التي التقطتها الكاميرا، فبقيت. "هل عندك علاج للذاكرة؟".. يقول "وجيه" والد نمير وهو يتجاوز الثمانين من عمره، الذي لم يظن أن يطول به كل هذا الأمد، كان يتصور أنه سيرحل قبل زوجته الحبيبة. فيرد نمير : الحاجة الوحيدة اللي عندي هي الكاميرا، حوار ذي كده- يقصد جلسته مع أبوه- لو نسيناه! بعد 20 سنة هيبقى قاعد متسجل، ده قصدي يعني! يكشف هذا الحوار، ضمن مجموعة حوارات ،و محاورات متكررة عبر الفيلم تجمع الأب والابن سوياً في حديث عن الأم الغائبة، أن نمير يضع الكاميرا كواحدة من الإجابات الجازمة، التي تخص سؤال الحياة والسينما! الكاميرا، التي ترصد وتلتقط وتسجل كل التفاصيل والإيماءات والأحاديث الجانبية والأزمنة الضعيفة، هي أكثر من مجرد ذاكرة، بل هي علاج للذاكرة، الكاميرا بطبيعتها التقنية والمجازية ضد النسيان، بل وضد التغاضي أو التحلل، بل وتتجاوز الكاميرا لدى نمير المُنَتج المباشر لها، أي الفيلم أو الصورة، لما هو أبعد وأعمق من هذا، فعندما يبدأ في الجلوس مطولاً مع أبيه من أجل أن ينعش ذاكرته البشرية المهمشة- تحت وطأة العمر أو الأسرار- لا يحتار في العثور على مادة مصورة لما يرويه الأب عن حياته حين بدأت قصته مع سهام، بل يستدعي قناع سينمائي شديد القوة والمتانة المجازية، مشاهد من أفلام يوسف شاهين التي تدور في نفس الحقبة التي التقى فيها الأب بالأم قبل أن يصير أباً وقبل أن تصير أماً، وذلك بناء على اختيار الأب نفسه لنجد نمير في حساسية مونتاجية تعيد إنتاج مادة أفلام "فجر يوم جديد" و"عودة الابن الضال" بسيناريو مأخوذ أو مركب على حياة "وجيه" و"سهام"، وكأنه يستعيض عن غياب الأرشيف العادي أو الطبيعي بأرشيف أكثر رهافة ودسامة بل وربما قرباً من الأحداث الحقيقية التي يرويها الأب، اعتقاله في الستينيات ثم إطلاق سراحة ولقاءه بالأم وهجرته إلى فرنسا ولحقاها به. بل أن نمير نفسه يعيد إنتاج ذاته وقت أن كان صغيراً متخذاً نفس القناع السينمائي، بإعادة تشكيل مشاهد الطفل الصغير من فيلم "فجر يوم جديد"، لتحكي جانباً من علاقته بأمه بعد أن أخرج حكاية تركها له من شرائط ذاكرة الأسرة الأب والعمة والخالات- صانعاً انعكاس درامي شعري ورائع بين هجرها له وهو صغير بسبب العودة إلى فرنسا مع الأب متخففين من حمله المادي والمعنوي – لم يكونا مؤهلين آنذاك لاستقبال وتنشأة طفل في المهجر- وبين رحيلها الجسدي بالموت بعد أن كانا على ما يبدو يعدان سوياً مشروع فيلمه الجديد. دراما الأجيال لا يتخذ نمير من فيلم "عودة الابن الضال" عباءة بصرية لحكاية أباه وأمه – "وجيه" هو "علي" و"سهام" هي "فاطمة"، وحكاياتهم المغزولة بخيط من السليولويد- بل يتجاوز الأستعارة المباشرة إلى مجاز أكثر عمقاً، ففيلم "عودة الابن الضال" يتحدث تحديداً عن ثلاثة أجيال، جيل الأب محمد المدبولي (محمود المليجي)، وجيل الابن علي (احمد محرز)، وجيل الحفيد إبراهيم (هشام سليم). وبالمثل، نجد "الحياة بعد سهام" يتحدث عن جيل الأب وجيه، والذي هاجر مطروداً من بلده لأسباب سياسية، وجيل الابن نمير، الذي نشأ في المهجر، وجيل الأحفاد أبناء نمير، الذي يكسب حضورهم الواقع الأسري بنبرة مستقبلية دافئة تمجد الاستمرار والتفتح، في مقابل جهامة الغياب وقتامة الافتقاد للأم/الجدة العزيزة، التي نراها في اللقطة المكررة لذهابها مولية الكاميرا ظهرها، بل يختصر نمير كامل العلاقة بين جيل الجد وجيل الحفيد في اللقطة التي يسقي فيها كل منهم الزهور على قبر الجدة، والزهور كالأطفال رمز لاستمرارية الحياة في لون جديد أكثر بهجة من رخام شاهد القبر الأسود. ولا يبتعد فيلم "فجر يوم جديد" عن نفس الصياغة المجازية الخصبة التي يكسو بها نمير فيلمه، لكنه يركز أكثر على تفاصيل العلاقة بين وجيه الذي يتجلى في شخصية طارق(سيف عبد الرحمن)، وسهام التي تقدم في صورة نائلة(سناء جميل)، ويكفي أن نشير إلى تلك الحكاية الخرافية التي يحكيها الأب عن زيارتهما لبرج القاهرة وتعطل المصعد الخاص به واضطرارهم للنزول على السلم إلى الأسفل واستغلال الأب لهذه الخلوة الإجبارية من أجل تقبيل الأم مرات لا تحصى، هذه الحكاية ترد بنفس الهيئة الرومانتيكة في الفيلم المنتج عام 65، عندما يذهب طارق ونايلة إلى البرج فيجدان المصعد معطل ويقرران أن يصعدا آلاف السلالم إلى أعلى على اقدامهم، متحدين قوانين الجاذبية والمجتمع – الذي يشدهم لأسفل بحكم التفاوت الطبقي والأجتماعي بل والعرقي بينهم- ليجد المتلقي نفسه أمام حيرة ممتعة حول أيهما استقى الحكاية من الآخر، هل استوحاها الفيلم الكلاسيكي من حدوتة عاطفية تشبه حكاية وجيه وسهام، أم أن ذاكرة الأب دمجت ما بين الفيلم وبين قصته مع سهام، فظن أن ما حدث على الشاشة هو الذي عاشه وليس أبطال يوسف شاهين؟ لا يفسر لنا نمير هذا الأمر، بل يترك سحره يسرى في تلقينا لجدلية العلاقة بين السينما والحياة، وبين المتخيل والمعاش، وبين وجيه وسهام الواقع وطارق ونايلة القناعين اللذان يحملان خلفهم أكثر من الواقع نفسه؛ الوجود. قبر وشاشة ربما يبدو "الحياة بعد سهام" مختلفاً بصورة واضحة عن تجربة نمير السابقة "العذراء والأقباط وأنا"، ولكن ثمة عناصر أسلوبية أو شعورية لا يترك نمير نفسه كي ينفلت منها، بل يعيد إنتاجها كأنما عن وعي أو قصدية، فكما كانت شخصية الأم/العذراء هي محور أساسي من محاول فيلمه السابق فإن الأم/سهام هي أيضاً منطلق فيلمه الجديد وركيزته النفسية والفكرية، وفي مقابل العلاقة الغائرة في وجدان العالم بين الأم وابنها – إيزيس وحورس ومريم والمسيح- لدينا نفس الرابط الأثيري في إسقاطه على العلاقة بين نمير وسهام، ولكن بشكل معكوس فالمسيح رحل قبل أمه التي شهدت على أحداث نهايته، ولكن في تجربة نمير الأم هي التي رحلت قبل وليدها الصغير. وكما كانت قرية الأم هي مسرح الأحداث الرئيسي في الفيلم السابق، يعود نمير إليها في هذه الفيلم، ليقتفي اثرها عبر الحكايات الشفوية وما تبقى من صور ومجازات، تحاول بناء دائرة من استمرارية الذكرى تتصل فيها جذور الأم في الصعيد بفروعها في فرنسا بشكل لا نهائي، يحاول من خلاله أن يضمن بقاء سيرتها حاضرة ما بين مسقط رأسها ومحط جسدها الأخير. ولكن يزيد على التجربة الجديدة حضور ثنائية الأب والابن – كما نراهما على بوستر الفيلم- وهي الثنائية المقدسة التي لا تنفك تتجلى في عشرات القصص التراثية والدينية والاجتماعية، حيث يدرك نمير أن قدرته على الحفاظ على ثنائية الأم والابن تحتاج إلى ما يدعمها في التجربة الجديدة، وأن أباه الذي لم يكن حاضراً في التجربة السابقة، يتقدم هذه المرة ليصبح دليلاً أو – منتور بلغة الدراما الإغريقية- ليأخذ بيد نمير عبر رحلته إلى حياة سهام قبل نمير. وكما يحدثنا وديع سعادة عن محاولة استعادة شخص ذائب، يبذل نمير جهداً تحفيزياً كبيراً أمام الكاميرا وخلفها، من أجل أن يفتح له أباه شاشات ذاكرته، كي يرى تجليات الأم المنعكسة عليها في حياتها المبكرة، متجاوزاً الحالة الفردية أو الموقف الشخصي إلى موقف وجودي وفلسفي أكثر عمومية وتماس مع الوجدان الجمعي للمشاهدين. فحين يطلب نمير من الأب أو يوجه كلمه إلى أمه الغائبة، يقوم بتقسيم الشاشة إلى نصفين في واحد منهم نرى وجيه وهو يتحدث إليها في غيابها، وفي الآخر نرى أمه في لقطة أرشيفية من تصويره، بينما يقوم بمونتاج الفيلم وكأنه يحاول إيصال صوت وجيه الأب إلى سهام الأم في عالمها البعيد القريب. أو كأن الشاشة تجمع بينهم بدلاً من القبر الذي يفرقهما. ولما كانت الشاشة تنبص بكل ما هو هو ومتحرك وحيوي ومستعاد وباق، يتجلى لنا هنا مجازها العميق، فالشاشة هي الحياة، والفيلم يحكي عن "الحياة بعد سهام"، أو على حد قول نمير الحياة بعد سهام وبعد وجيه وبعد نمير وبعدنا كلنا. ربما ندرك أن الحياة ليست فيلماً يمكن إعادة تصوير أجزاء منه مرة أخرى، لكنها تحتوي بالفعل عما يجعلها تنبض بشكل مستمر، نبضاً لا يكل من الحركة ولا يخفت مع غياب أو موت، وأن السينما – أو لنقل الفنون- هي واحدة من أكثر العناصر التي يمكن أن تجعل دائرة الحياة تتحرك في لانهائية عظيمة، لأنها أكثر من مجرد ذاكرة، بل هي وجه آخر من وجوه الحياة الرائعة، وهي التي على حد ما نسمع من نمير في تعليقه الأخير تجعلنا نشعر بأننا (كنا هنا.. وكان هذا جميلاً). * ناقد فني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store