
الحشيمي: انفجار مرفأ بيروت لم يكن قضاء وقدرا
"خمس سنوات على الجريمة... ولا عدالة! في مثل هذا اليوم، ٤ آب ٢٠٢٠، انفجرت بيروت... فُجع لبنان ، وسقطت عاصمته في مشهد يختصر الإهمال، واللامسؤولية، والاستهتار بكرامة الإنسان. مدينةٌ بكاملها تحطّمت، مئات الشهداء والجرحى، آلاف البيوت المدمّرة، وجرحٌ مفتوح في قلب الوطن... جرح لم تندمل آثاره، لأن الحقيقة لم تظهر، والعدالة لم تتحقق. خمس سنوات مضت، وما زالت الدولة عاجزة عن قول الكلمة الفصل. خمس سنوات من التحقيقات المعلّقة، القضاة المعزولين، الملفات المجمّدة، والمجرمين المحميّين بحصانات سياسية وطائفية، وبمنطق "الممنوع المسّ به".
وتابع: "الانفجار لم يكن قضاءً وقدرًا. بل جريمة موصوفة، أبطالها الإهمال والتواطؤ، وبيئتها الفساد المزمن، ونتيجتها دماء بريئة سقطت ظلماً، وعدالة مفقودة. اليوم، باسم الشعب ، باسم الحقيقة، باسم الشهداء: نرفع الصوت عاليًا: من المسؤول؟ يجب أن يُحاسب. لا أحد فوق المحاسبة. لا حصانات، لا أعذار، لا صفقات. إن الاستمرار في دفن الحقيقة هو قتلٌ ثانٍ للضحايا. وكل من يصمت، أو يماطل، أو يساير، أو يساوم على دماء الناس، هو شريك في الجريمة، عن قصد أو عن جبن. وفي المقابل، لا بد من كلمة حق: أتوجه بالشكر إلى الحكومة اللبنانية ، التي تسعى – بحسب ما أعلنه دولة رئيس الحكومة – إلى إعادة إحياء مسار العدالة، وكشف الحقيقة كاملةً، دون مساومة ولا تمييع. وأثمّن قول دولته: "السلام لا يُبنى إلا على العدالة، والحق لا يُدفن. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تكفي. فالشعب لا يريد كلمات... بل يريد نتائج. أخيرًا...رحم الله شهداء ٤ آب، وكل التضامن مع أهاليهم، وكل الغضب في وجه منظومة ما زالت تقتلنا كل يوم بالفساد والإفلات من العقاب. بيروت لن تنسى...ولبنان لن يسامح".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وزارة الإعلام
منذ 5 دقائق
- وزارة الإعلام
الشرق: 6 شهداء للجيش جنوباً وتأكيد محلي ودولي على دوره المحوري
كتبت صحيفة 'الشرق': اقل من ساعتين فصلت بين بيان قيادة الجيش المتضمن تحذيرا من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج وتأكيد عدم السماح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، وبين ارتقاء عدد من العسكريين واصابة اخرين في انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة اثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها من مخزن سلاح في قضاء صور. هكذا تستمر المؤسسة العسكرية المُكلفة حماية البلاد واعادة حصر السلاح بيد الدولة في دفع ضريبة الدم. فبعد ليلة من المواجهات مع مسيرات الدراجات النارية لمناصري حزب الله في العاصمة وسائر مناطق نفوذه جنوباً وبقاعاً على وقع مواقف الحزب التصعيدية، وفي موازاة ملاحقة كبار تجار المخدرات والقضاء على رؤوسهم المُدبرة وآخرهم 'ابو سلة'، وفي اطار العمل على تفكيك ومصادرة السلاح غير الشرعي جنوباً سقط 6 شهداء للجيش، 4 من عديد اللواء الخامس واثنان من فوج الهندسة فيما جرح 5 عسكريين . تعددت الروايات حول هوية السلاح، اذ اشارت معلومات الى ان الجيش كان يعالج ذخائر داخل منشأة لحزب الله عند الانفجار ، فيما افادت اخرى ان الذخائر من مخلفات الحرب مع ترجيح الفرضية الاولى. عون يُعزي على الفور، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، اطلع منه على ملابسات الحادثة الأليمة التي وقعت في منطقة مجدل زون – وادي زبقين في قضاء صور وأدّت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى العسكريين نتيجة انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة في الجيش في اثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها.وأعرب الرئيس عون عن ألمه لاستشهاد العسكريين وعزى ذويهم والجيش بفقدهم ، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى. وقال الرئيس عون: 'الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين. واني اذ احيي في هؤلاء الشهداء الأبطال روح التضحية والوفاء، وأقدر تضحياتهم الجسيمة التي قدموها من أجل أمن لبنان واستقراره، اؤكد إن استشهادهم ليس نهاية المطاف، بل شعلة أمل تنير درب الأجيال القادمة وتذكرهم بأن حرية الوطن لا تُصان إلا بالتضحيات الجسيمة'. وختم الرئيس عون بالقول: 'دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً، وستبقى منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل. رحم الله شهداءنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته'. وسلام ايضاً كما أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا بكلّ من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش، معزّيًا .وأعرب عن بالغ حزنه وأسفه لهذه الخسارة الوطنية الجسيمة، كما توجّه بالتعزية الحارة إلى ذوي الشهداء وعائلاتهم، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى. ومنسى من جهته، أجرى وزير الدفاع الوطني اتصالاً بقائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده، معزياً. بري وتوجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ'أحر التعازي إلى الجيش اللبناني وإلى ذوي الشهداء الذين سقطوا خلال تأدية واجبهم الوطني في الجنوب'، وقال: 'مجدداً قدرُ هذه المؤسسة الوطنية الجامعة لآمال وتطلعات اللبنانيين أن تصون الوحدة والأمن والإستقرار، وتعمّد السيادة الوطنية بالبذل والتضحية، مقدِّمة المزيد من الشهداء والجرحى'. أضاف: 'إننا في هذه اللحظة الأليمة والدامية نقف مع الجيش وإلى جانبه، من أجل تمكينه من إنجاز مهامه الوطنية التي أقسم يمين الولاء والانتماء على تأديتها مهما غلت التضحيات'. وختم بري: 'الرحمة للشهداء، وأحرّ التعازي لذويهم وللمؤسسة العسكرية قيادةً وضباطاً وأفراداً، والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل'. وكان بري أوعز، فور وقوع الحادث، إلى أجهزة الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية بوضع كل إمكاناتها الإسعافية والتطوعية بتصرّف الجيش، للمساهمة في عمليات الإسعاف وإخلاء المصابين. 'القوات' والحزب وقد المحت القوات اللبنانية عبر ناطقها الاعلامي شارل جبور الى احتمالية وقوف حزب الله خلف التفجير فكتب على منصة 'اكس': الخطأ البشري وارد، ولكن الحلّ الأفضل: فجّره كي لا يفجِّرونه فيك.. وتقدم عضو كتلة الحزب 'علي عمار بـ'أحر التعازي وأصدق المواساة من الجيش اللبناني قيادةً وأفراداً ومن ذوي الشهداء الذين رووا أرض الجنوب الطاهرة بدمائهم الزكية التي امتزجت مع دماء المقاومين الشرفاء'. توقيف محتجين على خط موازٍ، وبعد ليلة احتجاجات من مناصري حزب الله الذين عمد عدد منهم في مدينة بعلبك الى تكسير سيارات بعض من حضروا الى القلعة التاريخية حيث يقام مهرجان بعلبك ، أوقف الجيش اللبناني عدداً من المحتجين على طريق المطار، بعدما نفذوا تظاهرة ، احتجاجًا على قرار الحكومة بشأن حصر السلاح بيد الدولة. تحذيرٌ من الجيش وفي السياق، أعلنت قيادة الجيش – مديريّة التوجيه في بيان ان 'في ظل ما يواجهه لبنان من تحديات استثنائية في المرحلة الراهنة، ولا سيما استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة الوطنية، إلى جانب الوضع الأمني الدقيق، ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين.تحذّر قيادة الجيش المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج. إنّ الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا'.


LBCI
منذ 5 دقائق
- LBCI
مصادر سياسية لـ"الجمهورية": قرار سحب السلاح سيُنفّذ... والحكومة ذهبت إلى هذا الخيار تحت الضغط
اعتبرت مصادر سياسية، أنّ "قرار سحب السلاح سيُنفّذ، على الرغم من العثرات. فصحيح أنّ "حزب الله" يعتبر سلاحه جزءاً أساسياً من هويته ودوره، كما أنّ إيران تشجعه على المضي في الدفاع عن نفسه وسلاحه، في اعتباره حليفاً استراتيجياً وركيزة أساسية لنفوذها في المنطقة، ولأنّ سلاحه هو أحد أوراقها القوية في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل. الا أن الضغوط الممنهجة التي تمارسها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على لبنان وحكومته جدّية جداً في هذه المرحلة، وهي ستتخذ منحى تصاعدياً ما لم يستجب لبنان للمطالب بنزع السلاح". وقالت هذه المصادر لـ" الجمهورية"، إنّ الحكومة اللبنانية ذهبت إلى هذا الخيار تحت الضغط. إذ وجدت نفسها عند المفترق الحاسم، عاجزة عن الاستمرار في المناورة وكسب الوقت. ولذلك، اضطرت إلى الوفاء بوعدها للوسيطين الأميركيين مورغان أورتاغوس وتوم براك لئلا تدفع الثمن. والاتجاه في الأشهر المقبلة هو تنفيذ القرارات الدولية التي تقرّ بسحب سلاح "حزب الله" وسائر التنظيمات غير الشرعية، ولا سيما منها القرارات 1701 و1559 و 1680، ضمن ورشة شاملة. وهذه الضغوط التي ستزيد من عزلة الحزب في الداخل ستشكّل دافعاً إلى الانخراط في تسوية تحميه داخلياً.


النهار
منذ 20 دقائق
- النهار
غزّة تودّع أنس الشريف ومحمد قريقع وغيرهما... شهود الحقيقة تحت القصف (فيديو)
في خيمة صغيرة قرب بوّابة مجمع الشفاء الطبي، كان أنس الشريف ومحمد قريقع يخطّان بعيونهما وعدساتهما فصول الحكاية الأخيرة... حكاية المجاعة، وحصار الخبز، والبرد، والخوف. كانا يصفان المشهد بصوتٍ مبحوح من الجوع والإنهاك، بينما الانفجارات تهزّ الأرض تحت أقدامهما. قبل أن يخطفهما القصف الإسرائيلي، قال أنس بصوتٍ اختلط فيه الحزن بالعزم:"القصف لا يتوقف منذ ساعتين... العدوان يشتد على غزة". لم يكن يعرف أن هذه الكلمات ستكون وصيته الأخيرة. أنس، الذي لم يرَ ابنه صلاح إلا مرات معدودة، كان يحلم أن تنتهي الحرب ليحتضنه طويلاً، أن يعرف كيف صارت ملامحه، وكيف يكبر بلا خوف. كتب قبل أيام: "في هذه الحرب كأن الزمن لا يُعرف إلا بعدد أيامها… هذه الأيام تطحن عظامنا وتقتات على أمعائنا الخاوية". لكن الزمن انكسر، وانقطعت الأيام عند لحظة القصف، تاركاً صورته الأخيرة محمولة على أكتاف الرفاق. في الاقتحام الثاني لمستشفى الشفاء، قبل أشهر معدودات، لم تخفِ الحرب وجعها، فكانت والدة محمد قريقع ضحية أخرى قضت تحت ركام القصف. دفنها محمد في أرض المستشفى نفسها، مكان ألم لا ينسى، وهناك، وسط الحطام والدموع، وعد بأن يحمل الثأر في قلبه وذاكرته. جرح آخر في قلب المأساة، كان لأنس جرحٌ آخر لم يلتئم بعد. قبل أشهر، قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلته في مخيم جباليا، فاستشهد والده جمال، الرجل الذي ربّاه على الصدق والكرامة. لم يتمكّن أنس من وداعه كما يليق بالآباء، فقد دفنه على عجل في ساحة مدرسة تؤوي نازحين، بينما القصف يملأ السماء. كان يقول يومها إن الاحتلال لا يريد للصورة أن تخرج، وإنه سيواصل التصوير مهما كان الثمن. ربما لم يكن يعرف أن ثمن الصورة سيكون حياته، وأنه سيعود ليلحق بأبيه، تاركا مقعده الفارغ في الخيمة وصلاح الصغير يكبر على ذكراه. إلى جانبه رحل محمد قريقع، الذي كان يلتقط الصورة بيد، ويشد على قلبه باليد الأخرى. كلاهما انضمّ إلى قافلة من سبقوه من الصحافيين، واستقبلهما هناك إسماعيل الغول، صديقهما الذي اغتاله القصف قبل أسابيع، كأن الموت في غزة صار موعداً بين الرفاق، مؤجَّلاً لكنه محتوم. في الجنازات التي كان أنس يغطّيها، كان يصرخ ضد القتل والصمت. واليوم، صار هو الجنازة التي يصرخ الآخرون لأجلها. رحل وفي صوته بقايا صدى الحقيقة التي أراد الاحتلال أن يُطفئها. لكنه ترك لنا صوراً وكلمات، تظلّ، مثل رائحة الخبز في الأزقّة الجائعة، لا تمحوها نيران الحرب. في ما تبقى من بيت أنس، سيكبر صلاح الصغير وشقيقته شام على غياب ثقيل. سيحملان لقب الأيتام ويتذكران حضناً لم يكتمل، وستحمل شام في قلبها ملامح أبيها التي لم تكتمل في ذاكرتها بعد. بين صورهما المعلّقة وكلماته التي تبقى حيّة، ستتعلم غزة أن الحبر قد يتيتم، لكن صوته لا يموت. كان أنس يعرف أن الطريق الذي يسلكه محفوف بالموت، لكنه ظلّ يسير فيه بعناد العاشق للحقيقة. كتب ذات يوم، وكأنه يحدّثنا من وراء الغياب: "إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سنداً وصوتاً لأبناء شعبي. كان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة- المجدل، لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ". هكذا، ترك لنا وصيته محفورة في الذاكرة، لا كبكاء الوداع، بل كعهدٍ على أن صوته سيظل يتردّد في أزقة غزة وبين خرائبها، ما دام فيها طفل يبحث عن خبز وأمّ ترفع عينيها إلى السماء.