
الحاج رمضان… قائد في خط الجبهة من إيران إلى فلسطين
حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' في بيان صدر عنها عقب الشهادة المباركة للواء محمد سعيد إيزادي 'الحاج رمضان' على يد العدو الاسرائيلي خلال عدوانه على ايران في 21 حزيران/يونيو 2025
لكن، لماذا جعل قائد في الحرس الثوري الإيراني حياته وقفًا لفلسطين؟ ولماذا غادر ابن مدينة سنقر، التابعة لمحافظة كرمانشاه الإيرانية، بلاده إلى لبنان عام 1984، لمساعدة أبنائه في صد اجتياح الاحتلال الإسرائيلي؟ هناك، بدأت علاقته مع قادة المقاومة الفلسطينية، وساهم منذ ذلك الحين في تطوير مقاومتهم ضد الكيان الصهيوني.
في آخر ما نُقل عن الحاج رمضان، مسؤول ملف فلسطين في 'فيلق القدس'، قبيل العدوان الإسرائيلي الغادر على إيران في 13 حزيران/يونيو من هذا العام، قال: 'هذا الصراع ليس على قطعة أرض. هو صراع بين الحق والباطل عمره آلاف السنين، لا يقتصر على فلسطين أو على الثورة في إيران. إنها معركة بين الشيطان والرحمن، ونحن اخترنا أن نكون من جنود الرحمن'.
وفي هذا الكلام إجابة صريحة على الأسئلة المطروحة أعلاه.
كلمات الشهيد 'الحاج رمضان' تختصر المبادئ الإيمانية والسياسية لفلسفة الثورة الإسلامية التي أسسها الإمام الخميني (قده)، والتي قامت عليها الجمهورية الإسلامية في إيران. هذه الفلسفة خرّجت 'الحاج رمضان' والكثير من القادة والمجاهدين أمثاله، ليس في إيران فحسب، بل في أرجاء العالم الإسلامي، من لبنان إلى العراق وفلسطين واليمن وغيرها.
هي المبادئ ذاتها التي أكدت أن 'إسرائيل غدة سرطانية'، وأن الولايات المتحدة الأميركية 'الشيطان الأكبر'، وهي المبادئ التي دفعت الإمام الخميني لإعلان آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك 'يومًا عالميًا للقدس'، لإحياء مظلومية القضية الفلسطينية، والأهم من ذلك، لإخراجها من إطارها الجغرافي الضيق، إلى كونها قضية كل من يرفض الظلم والاحتلال، بغضّ النظر عن جنسيته أو ديانته.
ومن هذه المبادئ، انطلق 'الحاج رمضان' في مسيرته الجهادية الطويلة إلى جانب إخوانه في المقاومة الفلسطينية، مطوّرًا وداعمًا لها، فكان 'من أعمدة دعمها في مختلف ميادينها وساحاتها، وصل الليل بالنهار في سبيل نصرتها، وقدم جهودًا جليلة لتعزيز صمود شعبها في وجه العدو الصهيوني حتى ارتقى شهيدًا على هذا الطريق'، كما جاء في بيانات النعي الصادرة عن الفصائل الفلسطينية.
ومن أبرز ما يدل على كونه 'قائدًا فريدًا من نوعه، بتأثير واسع ومسؤولية مقدسة'، كما وصفه بيان الفصائل، هو الإصرار المتواصل من قبل العدو على اغتياله، حتى نجح في ذلك يوم 21 حزيران/يونيو 2025.
وقد علّق رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زمير، يومها قائلاً: 'دماء الآلاف من الإسرائيليين على يديه'، في اعتراف مباشر بحجم الأذى الذي ألحقه الشهيد الكبير بالكيان الصهيوني، ومدى نجاحه في مهمته الجهادية.
ومن المرتكزات الأساسية في مسيرة اللواء إيزادي النضالية، إيمانه العميق بالسنن القرآنية، وفي طليعتها حتمية انتصار الحق على الباطل. وفي آخر تصريحاته، قبيل استشهاده بأيام، تساءل ردًا على حالة الإحباط التي سادت بعض الأوساط بعد معركة 'طوفان الأقصى'، وما تبعها من تصعيد إسرائيلي واسع في المنطقة: 'على أي أساس دخلنا هذا المشروع أو هذه المعركة؟ فقط لننتصر؟ في كل معركة تراجع وخسائر، كما أن فيها انتصارات. نحن منذ البداية نضع رأسنا برأس العدو الإسرائيلي والأميركي ومشاريع نظام السلطة في العالم، فلا بد من خسائر. لكن إنجازاتنا أكثر بكثير من إخفاقاتنا. لقد كسبنا مكاسب استراتيجية وخسرنا خسائر تكتيكية'.
وفي هذا الكلام تأكيد على أن ثمار التضحيات الكبرى التي يقدمها القادة والشهداء لا بد أن تثمر، ولو بعد حين. وإلا، يتساءل الشهيد: 'فلماذا ضحى الأنبياء والأئمة؟'.
ولم يكن إيزادي من الذين يهتزّون أمام الحرب النفسية أو الأكاذيب الدعائية للعدو، إذ قال بكل يقين: 'ما حدث مؤخرًا، خاصة في لبنان وسوريا، لا يجب أن يغشّ شبابنا ويُخيّل لهم أنه هزيمة. هذا تضليل وكفران للنعمة. يجب أن نرى في ما نمر به لطفًا وعناية من الله، وأن نتذكر النقطة التي بدأ منها مشروعنا والظروف التي رافقته'.
ولم تمضِ أيام على استشهاده، حتى حضر كلامه بالدليل، حين ردّت إيران على العدوان الإسرائيلي بردٍّ غير مسبوق، ضرب عمق الكيان الإسرائيلي، وأوجعه، ودمّر بنيته التحتية ومنازل مستوطنيه، كما لم يفعل أحد في تاريخ الاحتلال كله.
لقد فعلت إيران ما ظنه كثيرون حلمًا أو وهمًا، فيما هرول بعضهم نحو التطبيع، ورضخوا لسياسات الاحتلال، وباعوا فلسطين بأبخس الأثمان.
أما 'الحاج رمضان'، ومن سبقه ومن تبعه، فقد اختاروا أن يواجهوا الباطل والظلم في هذا العالم على قاعدة واضحة وبسيطة: 'متى وُجد الإخلاص والتوجّه الحقيقي في العمل، كان هناك توفيق'.
المصدر: موقع المنار

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 3 ساعات
- ليبانون ديبايت
"ظاهرة صادمة تظهر عمق الانحدار"... كاتس يهاجم ألمانيا بعد تسمية طفل باسم يحيى السنوار
أثار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجدل مجددًا بتصريحات وصفت بالتحريضية، بعد تداول أنباء عن ولادة طفل في ألمانيا أُطلق عليه اسم يحيى السنوار، القيادي البارز في حركة "حماس" الذي قُتل في غارة إسرائيلية في 16 تشرين الأول 2024، خلال اشتباكات في جنوب غزة. وفي تعليق له اليوم الخميس، وصف كاتس الخطوة بأنها "ظاهرة صادمة تظهر عمق الانحدار الذي وصلت إليه أجزاء من أوروبا"، معتبرًا أن استمرار استخدام اسم "يحيى" بين المسلمين في أوروبا، وخصوصًا في بريطانيا وألمانيا، منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول 2023، يُمثّل بحسب تعبيره "احتفاءً بشخص إرهابي". وقال كاتس: "تسمية طفل ألماني باسم القاتل البغيض يحيى السنوار، وانتشار هذه الظاهرة، يُثبتان أننا يجب أن نظل أقوياء ومتّحدين حتى هزيمة حماس في غزة". وكان قسم التوليد في مستشفى جامعة ليبزيغ الألمانية قد نشر تهنئة على حسابه في إنستغرام ترحّب بمولود جديد اسمه "يحيى السنوار"، دون ذكر أي تفاصيل إضافية، ما أثار حملة ضغط من جماعات مؤيدة لإسرائيل، دفعت المستشفى إلى حذف التهنئة وسط ضجة إعلامية وشكاوى رسمية. وتحوّل السنوار، الذي بقي متوارياً عن الأنظار منذ بدء الحرب على غزة، إلى رمز في نظر مؤيدي القضية الفلسطينية، خاصة بعد الدور المنسوب له في قيادة عملية "طوفان الأقصى" التي شكّلت ضربة كبيرة لصورة الردع الإسرائيلية. وقد اعتُبر استهدافه تتويجًا لحملة اغتيالات مركّزة ضد قادة الصف الأول في حماس. وفي وقت ترفض فيه قطاعات واسعة في أوروبا الربط بين الأسماء الدينية والميول السياسية، يثير هذا الجدل تساؤلات أوسع حول مفاهيم حرية التعبير، والتمييز، والضغوط التي تمارسها جماعات الضغط في السياق الأوروبي.


صوت بيروت
منذ 8 ساعات
- صوت بيروت
هآرتس: نتنياهو يحول رئيس أركان جيشه إلى كبش فداء في أزمة غزة
زامير (يسار) أبلغ نتنياهو أن طموحات قيادته السياسية في غزة قد تكون غير قابلة للتحقيق (غيتي-أرشيف) لم يمضِ سوى 22 شهرًا على 'طوفان الأقصى'، الذي يعتبره الإسرائيليون أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل، حتى غادر جميع كبار القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين من مناصبهم، ولم يبقَ في مكانه سوى بنيامين نتنياهو. وبينما أُقيل وزير الدفاع، واستقال كل من رئيس الأركان، ورئيس الشاباك، ورئيس الاستخبارات العسكرية، وأُطيح برئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ظل نتنياهو رئيسا للوزراء وبلا محاسبة. والآن، وقد نضب معين 'كبوش الفداء' يوجّه نتنياهو سهامه نحو الجنرال إيال زامير (رئيس الأركان الذي عيّنه بنفسه) محاولا تحميله مسؤولية كارثة غزة المستمرة. وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، سلط الكاتب عمير تيبون الضوء على أزمة القيادة التي تواجهها الحكومة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأعاد الكاتب إلى الأذهان أن نتنياهو كان -عشية ذلك الهجوم- على رأس السلطة، ومحاطاً بقيادات عسكرية وأمنية رفيعة: وزير الدفاع يوآف غالانت، رئيس الأركان هرتسي هاليفي، رئيس الشاباك رونين بار، رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين. واليوم، وحده نتنياهو لا يزال في منصبه، بينما أُقيل الآخرون أو استقالوا تباعا بعد أن أصبحوا عقبة أمام طموحاته السياسية، أو أعربوا عن معارضتهم لسياسات تمسّ بأمن إسرائيل، مثل إعفاء طائفة الحريديم الدينية المتشددة من الخدمة العسكرية زمن الحرب. ووفق مقال هآرتس، ربما ظن نتنياهو أنه -بعد أن ترك كل هؤلاء مناصبهم- سيتمكن هو من القيام بجولة انتصار لكونه 'آخر الناجين' من 'كارثة' 7 أكتوبر/تشرين الأول، والوحيد الذي لم يدفع ثمن الإخفاقات 'المفجعة' التي حدثت في عهده. ويعتقد تيبون في تحليله أن نتنياهو اختار عن عمد رئيس الأركان الجديد إيال زامير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لتطبيق سياسة عسكرية عدوانية في غزة، بعد أن أجهض الهدنة مع حركة حماس في مارس/آذار 2025 وأمر باستئناف الحرب، واعدا بصفقة أفضل لتحرير (الأسرى) الرهائن. لكن هذه الوعود -برأي الكاتب- انهارت سريعا، لتُسفر الحرب المتجددة عن مقتل نحو 50 جنديا إسرائيليا، وتدهور وضع الرهائن، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب تجويع جماعي. ويشير المقال إلى أن نتنياهو حاول -كما جرت العادة- استثمار ماكينة دعائية من وسائل إعلام موالية له، ومحللين سياسيين، وحسابات مجهولة التأثير، لتوجيه أصابع الاتهام إلى شخصيات أمنية سابقة. لكن بعد أن بات الجميع خارج المشهد، لم يعد أمامه إلا 'الجنرال الذي اختاره بنفسه' وهو زامير. ويوضح الكاتب أن آلة الدعاية هذه رسمت صورة مشوّهة مفادها أن كل فرد في القيادة العليا -من غالانت وهاليفي إلى بار وإدلشتاين- كان جزءا من مؤامرة سرية تهدف إلى إضعاف إسرائيل ومنعها من تحقيق النصر في غزة. وضمن هذا الادعاء، يُصوّر نتنياهو نفسه 'ضحية' لهذا المخطط، لا كمسؤول كان على رأس إسرائيل طوال 95% من السنوات الـ16 الأخيرة. لكن تيبون يقول إن زامير يرفض الانصياع لخطط نتنياهو الجديدة التي يسعى من ورائها لتوسيع العمليات العسكرية لمناطق يُحتجز فيها أسرى أحياء، محذرا من أن الاقتراب من هذه المناطق قد يُفضي إلى مذبحة بحقهم، استنادا لسوابق دامية، بينها مقتل أكثر من 40 'رهينة' خلال الحرب، من ضمنهم الأميركي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ-بولين الذي لقي حتفه في رفح 'عند اقتراب القوات الإسرائيلية من نفق كان محتجزا فيه. كما يعارض زامير -علنا وداخل الغرف المغلقة- استمرار إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مؤكدا أن الجيش بحاجة ماسة إلى المزيد من المجندين لتنفيذ المهام، وأن المساس بمبدأ التجنيد الشامل يضر بأمن إسرائيل. محاولة انقلابية وردا على هذه المواقف، بدأ المحيطون بنتنياهو -وفي طليعتهم نجله يائير المقيم في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية- شنّ حملة تشويه علنية ضد زامير، وصلت إلى اتهامه بتدبير محاولة 'انقلابية' والادعاء بأن نتنياهو لم يكن يرغب أصلا في تعيينه. كما صدرت تسريبات تقول إنه إذا قرر زامير الاستقالة فإنها ستجد القبول، في لهجة تحمل تهديدا مبطّنا، بحسب المقال التحليلي. ويصف المقال رئيس الاستخبارات العسكرية الحالي شلومي بيندر بأنه 'ضعيف وخائف وخانع' مشيرا إلى أنه حضر مؤخرا جلسة في محكمة نتنياهو بطلب شخصي منه، لمحاولة إقناع القضاة بإلغاء شهادته في قضية فساد، متذرعا بـ'تطورات أمنية حساسة' تتعلق بالرهائن. واعتبر تيبون شهادة بيندر بمثابة ورقة قانونية استخدمها نتنياهو للحصول على مهلة إضافية، ولكن رغم مرور أكثر من شهر على هذا الإجراء، لم يتمكن رئيس الوزراء من إحراز أي تقدم حقيقي في قضية الرهائن. ورغم حملات التشويه والتضليل، فإن تحويل رئيس الأركان إلى 'كبش فداء نهائي' يبدو -بحسب الصحيفة- خيارا غير ناجع في الوقت الراهن، في ظل إدراك واسع بأن إسرائيل تواجه أزمة إستراتيجية شاملة سببها قرارات نتنياهو وحده.


صدى البلد
منذ 16 ساعات
- صدى البلد
القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة
تواصل كتائب القسام وفصائل المقاومة تصديها لآليات الاحتلال وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى" ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام ونصف. و أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، عن استهداف مجاهديها جرافة عسكرية إسرائيلية شرقي مدينة غزة. وقالت كتائب القسام: "استهدفنا جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "تاندوم" مساء أمس الثلاثاء في محيط منتزه المحطة شرقي حي التفاح شرقي مدينة غزة"، و ذلك في منشور عبر صفحتها في "تليجرام".