
«عكاظ».. قالتها أولاً قبل 47 يوماً.. واليوم يوقعها النصر: كرستيانو إلى الأبد
في مشهد لا يحتمل التأويل، وفي لحظة تثبت فيها الكلمة مسؤوليتها، انفردت صحيفة «عكاظ» يوم السبت 10 مايو 2025 بنشر الحقيقة كما هي: «كرستيانو رونالدو اتفق مع نادي النصر على تجديد عقده حتى 2027، ضمن مشروع فني وهيكلي يقوده اللاعب بنفسه، ويستهدف قلب معادلة الفريق بالكامل».
لم يكن التقرير تحليلًا عاطفيًا، ولا تسريبًا عابرًا، بل معلومة مؤكدة نقلتها «عكاظ» بثقة، مدعّمة بالأرقام والأسماء والخطط. الصحيفة كشفت الهيكل الجديد، وطرحت تفاصيل التقييم الداخلي، وحددت الميزانية الفنية البالغة 300 مليون ريال، وخطة الإيرادات المنتظرة التي تتجاوز 800 مليون ريال. أكثر من ذلك، عرضت بوضوح رؤية كريستيانو داخل المشروع: من يبقى، ومن يغادر، ومن يجب أن يُقيَّم من جديد.
واليوم، الخميس 26 يونيو 2025، يخرج نادي النصر، ويعلن رسميًا، بمشاركة دوري روشن، ومن فم اللاعب نفسه: العلاقة بين النصر وكرستيانو «أبدية». هذا الإعلان، رغم أهميته، لا يحمل جديدًا على من قرأ «عكاظ» قبل 47 يومًا؛ لأن الصحيفة ببساطة قالت ما سيتحقق، قبل أن يتحقق.
منذ البداية، اختارت «عكاظ» أن تمارس دورها المهني بوضوح: لا مجاملة، لا انتظار، لا مراوغة. كتبت ما يعرفه الداخل، وما يتجنبه البعض. وحين كانت بعض الجهات تُشكك أو تروّج لفرضيات الرحيل، كانت «عكاظ» تؤكد أن كرستيانو والنصر بصدد بناء مشروع لا يليق إلا بكبار اللعبة.
اليوم، تُغلق أبواب الجدل.. كرستيانو يستمر، والنصر يُعلن التزامه، والمشروع يدخل مرحلته الثانية. ومن بقي ينتظر تأكيد البيان ليتحرك، فاته أن السبق الحقيقي ليس في النقل، بل في القدرة على النطق بالحقيقة حين تكون صامتة.
«عكاظ» لم تواكب الحدث.. «عكاظ» كانت هي الحدث.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 30 دقائق
- الشرق السعودية
جيسوس و400 مليون يورو.. كيف اقتنع رونالدو بالبقاء في النصر؟
بعد أسابيع من الجدل حول مستقبله قرر الأسطورة كريستيانو رونالدو تجديد عقده مع النصر السعودي اليوم الخميس ليستمر حتى 2027. صحيفة Marca الإسبانية تطرقت إلى كواليس الاتفاق مع رونالدو بعد 6 أشهر من المفاوضات. واتفق الجانبان بالفعل على التجديد في يناير الماضي، قبل أن يمر رونالدو بمرحلة شك بعد موسم صفري آخر، وارتبط بالانتقال إلى أحد الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية، لكنه استقر في النهاية على البقاء لشعوره بالراحة في المملكة. وستستمر قصة رونالدو بذلك مع النصر حتى بلوغه سن 42 عاماً على الأقل، ما يتيح له فرصة مطارده حلمه بتسجيل هدفه الرسمي رقم 1000، والاستعداد لكأس العالم 2026. وتكهنت الصحيفة الإسبانية بأن الهداف التاريخي لريال مدريد سيحصل على ما بين 180 و200 مليون يورو في الموسم الواحد، أي نحو 400 مليون يورو خلال الموسمين المقبلين، بما يشمل الراتب وحقوق الصور والإعلانات. وعلى الجانب الرياضي نال رونالدو وعوداً من إدارة النصر بتحسين التشكيلة على أمل تحقيق أول ألقابه الكبرى، رغم أنه توج بلقب البطولة العربية للأندية. وأنهى النصر تعاقده مع المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، ومن المحتمل أن يلجأ إلى البرتغالي جورجي جيسوس الذي حقق نجاحات كبيرة في السعودية مع الغريم الهلال، والذي يرتبط بعلاقة جيدة مع رونالدو. وكان جيسوس مرشحاً لقيادة منتخب البرازيل قبل التعاقد مع الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
تأثير النجوم السلبي.. معادلة يعاني منها الآباء ويرفضها المجتمع
يعتبر نجوم كرة القدم أحد أهم المؤثرين في حياة المتابعين والمهتمين بالمجال الرياضي، لذلك يرى البعض منهم بمثابة القدوة والنموذج المشرف في المجتمعات سلوكيا خصوصا من حقق شهرة كبيرة ونجاحات تجاوز من خلالها تلك الأسماء المحلية إلى العالمية، في المقابل يخشى الآباء على أبنائهم من بعض التصرفات السلبية الصادرة من تلك النجوم وتقليدهم مثل قصات الشعر ووضع الوشوم.. وغيرها، وبالتالي يأمل الوالدان استثمار الموهبة في النجوم بانعكاسها إيجابياً ليحققوا نفس النجاح بالقدرات والمؤهلات. "دنيا الرياضة" رصدت العديد من الآراء وردود الفعل في هذا الجانب من جانب أولياء الأمور والمتابعين للحراك الرياضي ومدى تأثير النجوم الرياضيين الناجحين على الاهتمامات المختلفة ونشأة وقيم الشباب. استثمار القدوات في البداية أكد الدكتور علي السلمان أن "النماذج الناجحة" في شتى المجالات والتي حققت نجاحات كبيرة يجب استثمارها لتكون قدوة ممن لديهم الإمكانات والقدرات والكفاءة والمعيار الأول للقدوة الأخلاق إلى جانب العطاء الفني والأفعال الإيجابية يؤخذ فيها، أما الأفعال السلبية فتترك، فالمساهمات والمبادرات الإنسانية والاجتماعية هي ما يحدد قيمة النجم ومسؤولياته الاجتماعية وهي ما تؤثر في سلوك الجماهير، فالنجوم أصبحوا أيقونة نجاح وقدوة للشباب لتحقيق أحلامهم أسوة بالنجوم أصحاب القصص الملهمة". الانضباط السلوكي أما مدير الألعاب المختلفة بنادي الفتح محمد العوض فقال: "اللاعبون النجوم الكبار يعتبرون مؤثرين للشهرة الطاغية التي اكتسبوها سواء بتمثيل منتخبات بلادنهم أو مع أنديتهم ويتابعهم الملايين من داخل الملعب وخلف الشاشات لذلك هم يعتبرون ضيوفا في بيوتنا لذلك انضباط اللاعبين سلوكيا ينعكس على من يتابعونهم فالتجاوزات الأخلاقية تؤثر على المحبين لارتباطهم عاطفيا مع تلك النماذج من اللاعبين". في حين أوضح معلق القنوات السعودية محمد البخيتان "أن اختلاف الثقافات والتقاليد والعادات يجب أن ترعى وتراقب من جانب الوالدين للشباب حيث إن بعض السلوكيات يجب أن لا تمر مرور الكرام مثل الوشم وقصات الشعر الغريبة فالمراقبة تحمي فئة الشباب من التأثير السلبي من هذه المظاهر التي تعكس طبيعتنا كمجتمع محافظ". روابط عاطفية أما حارس نادي القادسية السابق يوسف الجميعة فقال: "هناك تنازل واضح من الشباب لتقليد المشاهير من نجوم كرة القدم فبعض النجوم لا يستحقون المتابعة نتيجة التقليعات التي يقومون فيها في الملعب وخارجه ما يجعل الشباب محل تنمر من قبل الشباب في حال تقليدهم والاستهزاء بهم والهدف هو لفت الانتباه وكسب المشاهدات فالشاب الرياضي لا بد أن يحافظ على كرامته من أجل صنع هيبته بدل من التنازلات البعيدة عن الأهداف التي وضعت من أجلها الرياضة". وأضاف، "الإنجازات التي يحققها الرياضيون هي ما تصنع الحدث والفرحة وهي من تخلق عند الجماهير الشعور بالسعادة وبالتالي الإيمان الكامل بما يقدمه هؤلاء النجوم حتى لو كانت خاطئة وهي تعتبر سلوكيات سلبية كتقليد قصات الشعر واللبس في المقابل يعتبر البعض التقليد عفوي لتلك الحركات من باب الدعم للاعبين أنديتهم المفضلة وأن هناك رابطا عاطفيا يجمع الجماهير مع لاعبين فرقهم المفضلة لذلك ضبط السلوكيات من قبل الأندية للاعبي فرقهم داخل الملعب وخارجه شيء مهم كون تلك التصرفات ستكون محط أنظار المراهقين الشباب". في حين اختتم الحديث لاعب النادي الأهلي سابقاً صاحب العبدالله قائلا: "هناك العديد من الشباب يقصدون صالونات الحلاقة لمحاكاة نجومهم وتقليدهم بقُصات شعر طويلة وتغيير شكلهم في محاولة للتميز فأصبحت التسريحات ممكنة وأصبح صبغ الشعر يستهوي الشباب من خلال عالم الموضة وتقليدهم في شراء البراندات، لذلك يجب على الشباب عدم السعي للتقليد وأخذ الأشياء الممكنة والمقبولة والابتعاد عن غير ذلك". تقليد أعمى وانتقد العبدالله بشدة الشباب الذين يتقمصون شخصيات النجوم باللباس والحركات ووصفهم بأنهم سطحيون ولا يهتمون إلا بالمظاهر الخارجية التي "لا تنمي في شخصية الإنسان شيئاً إنما تصنع أزمة حقيقية وينبغي من الشباب الاقتداء بمن يتمسك بأخلاقه ودينه فهم النماذج المثالية للاعبين الشباب".


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
الأندية الأوروبية الكبرى تعتمد على أنظمة تكتيكية صارمةكرة القدم الحديثة.. عقل بلا قلب
الكل يسعى لكسر هيمنة غوارديولا.. ولاعبو السيتي أدوات في نظام ميكانيكي في الكرة الحديثة منظومات تكتيكية دقيقة تبتلع أي فرصة فردية للمفاجأة أو الارتجال الأكاديميات الأوروبية تُشبه مختبرات التجارب معتمدة على التقنيات الحديثة لا على الموهبة تعيش كرة القدم الحديثة واحدة من أكبر تحوّلاتها المفصلية، حيث لم تعد كما كانت تُعرف، لعبةً تقوم على المتعة الفطرية، والانفعالات اللحظية، والمهارات الفردية، وردود الفعل الارتجالية، بل أصبحت في كثير من جوانبها اليوم أقرب إلى نظام صناعي معقّد تحكمه الحسابات، ويهيمن عليه التفكير التكتيكي البارد، مما جعل عددًا متزايدًا من الجماهير والمحللين يتساءلون: هل فقدت كرة القدم الحديثة روحها؟ متعة اللعبة تحتضر على يد الانضباط التكتيكي شهدت السنوات الأخيرة تحولًا لافتًا في الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم، إذ باتت الأندية الأوروبية الكبرى تعتمد بشكل كبير على أنظمة تكتيكية صارمة تركّز على التمركز والانضباط والانتقال السريع، وهو ما أثّر مباشرة على المتعة التي كانت تستمدها كرة القدم من طريقة اللعب العشوائية في الملعب، وعن هذا الموضوع نشرت صحيفة The Times البريطانية مؤخرًا تقريرًا بعنوان "كيف تعتنق الفرق أسلوب الفوضى لكسر هيمنة بيب غوارديولا" أوضحت فيه أن أنظمة اللعب الموضعي التي روّج لها غوارديولا حولت اللاعبين إلى أدوات في نظام ميكانيكي دقيق، لا مجال فيه للارتجال أو للحلول الفريدة القائمة على التهور الإبداعي على حد وصفهم. وتذهب الصحيفة إلى أن الاعتماد على البيانات والتحليل أصبح خانقًا للّحظة الفنية الحرة، حيث إن اللاعب اليوم يدرَّب على اتخاذ القرار الصحيح تكتيكيًا، لا على المجازفة أو ما يمليه عليه قلبه، وهذا ما جعل بعض المباريات الكبرى تُشبه كثيرًا مباريات شطرنج بطيئة، قائمة على دراسة تحركات الخصم والتحرك بناءً عليها في مربعات ثابته وحركات مدروسة أكثر من كون المباراة لحظات مشحونة بالعاطفة والمتعة والجنون. ولا يقتصر الأمر على غوارديولا وحده، بل إن كثيرًا من المدربين في البطولات الكبرى باتوا يسيرون على هذا النهج، مثل الإيطالي روبيرتو دي زيربي المدرب السابق لنادي برايتون، والألماني يوليان ناغلسمان في تجاربه مع لايبزيغ وبايرن ميونيخ، اللذان نجاحا بصناعة منظومات تكتيكية دقيقة تبتلع أي فرصة فردية للمفاجأة أو الارتجال، وقد أشار تقرير آخر نشرته صحيفة The Times البريطانية إلى أن بعض الأندية الأوروبية مثل نادي هاماربي السويدي باتت تُقيّم نجاح اللاعبين باستخدام مؤشرات أداء إحصائية محددة، مثل xT وxGA وxG per 90، ما يجعل من التحليل الرقمي عاملًا حاسمًا في تقييم اللاعبين، على حساب المكونين الرئيسيين للمتعة في كرة القدم وهما الموهبة الفطرية و الحس الفني. عقلية الأكاديميات.. خوارزميات بلا مواهب ومع هذه التحولات، تأثرت الأكاديميات الكروية بشكل مباشر، إذ لم تعد تسعى أغلب الأكاديميات العالمية المعروفة لتفريخ نجوم من طينة رونالدينيو أو زيدان أو حتى مردونا، بل باتت تُركّز على إخراج لاعبين منضبطين، قادرين على تنفيذ التعليمات بحذافيرها، وكأنهم آلات دقيقة لا ترتجل وتعمل حسب الخوارزمية التي يكتبها المبرمج، وتشير عدة تقارير صحافية إلى أن الأكاديميات الأوروبية باتت تُشبه مختبرات التجارب التي تعتمد على التقنيات الحديثة لا على الموهبة المحسوسة، حيث تطرقت صحيفة The Guardian في تقرير لها عن صعود تحليلات الأداء إلى قلب اللعبة في أندية مثل إيفرتون ومانشستر يونايتد إلى أن الأكاديميات بدأت تقيّم كل خطوة على أرض الملعب باستخدام تقنية الـ GPS، ومراقبة معدل نبضات القلب، وتحليل الفيديو المتعدد الزوايا من منصات مثل Opta أو Prozone، في الفريق الأول وحتى مع لاعبين درجات الناشئين، مما يؤكد على تحول مطبخ الموهبة الفطرية إلى مختبر تدريب ومصنع يطمح لصناعة ترس في منظومة ضخمة، مثل بكرة في ساعة ميكانيكية دقيقة يتحرك بانضباط، يقدّم أداءً محسوبًا لا يصنع فيه الوقت بل يتبعه. وتشير عدة تحليلات إلى أن هذه العقلية جعلت من اللاعب الحديث عنصراً خاضعًا لمنظومة، فاقدًا للتمرّد الفني الذي كان يميز لاعبي الأجيال السابقة، ففي الأكاديميات الحديثة، لم يعد المراوغ أو اللاعب المغامر مرحبًا به كما كان الحال في السابق، بل يُفضل اللاعب القادر على الحفاظ على التمريرات القصيرة، والالتزام بمنطقة تحركه. وعلى سبيل المثال، فإن عدد المراوغات الفردية الناجحة لكل مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز انخفض بشكل ملحوظ بين موسم 2010 وموسم 2023، وبحسب تقرير صدر عن صحيفة The Times في ديسمبر 2024 شهد الدوري الإنجليزي انخفاض واضح جدًا في عدد المراوغات الفردية، خاصة في الثلث الأخير من الملعب، وذكر التقرير أن هذا التراجع يُعزى إلى تأثير التحليل البياني الذي يُعتبر المراوغة غير فعّالة في العديد من الحالات، وقد أظهرت بيانات من شركة Statsbomb انخفاضًا في عدد المراوغات، خاصة في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما يتماشى مع فكرة ان الأكاديميات لم تعد تهتم لجماليات كرة القدم أكثر من صناعة عقل يتبع التعليمات ولا يبدع بارتجاله. فتور في علاقة الجماهير واللعبة هذه التحوّلات لم تمر دون أثر على الجماهير الشغوفة بهذه اللعبة، فقد أظهرت تقارير من وكالة AP وThe Guardian أن بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، رغم مشاركة أندية عالمية، شهدت تفاوتًا صادمًا في الحضور الجماهيري، إذ امتلأت مدرجات بعض المباريات، بينما لم يتجاوز الحضور في مباريات أخرى حاجز الـ 1000 متفرّج، رغم أن السعة الجماهيرية لبعض الملاعب تزيد عن 40 ألف مقعد. وهذا الفتور الذي تعيشه المدرجات ليس فقط في بطولة كأس العالم للأندية، بل وصل كذلك حتى إلى قلب اللعبة، حيث أن الجماهير في أوروبا ورغم شعبية الأندية الكبرى هناك، تعيش دورياتها تراجعًا في متوسط الحضور، وناقش تقرير صادر عن UEFA عام 2024 هذا الموضوع مشيرًا إلى أن الحضور الجماهيري في الدوريات الخمسة الكبرى استقر أو تراجع قليلًا مقارنة بمواسم ما قبل جائحة كورونا، وهو مؤشر مقلق على فتور العلاقة بين الجمهور واللعبة. من منتج شعبي إلى منتج تجاري بحت ولا يمكن إغفال البُعد التجاري في هذه التحولات، فقد أظهرت تقارير مثل تلك التي نشرها موقع talkSPORT أن 72 % من جماهير البريميرليغ الإنجليزي يرون بأن أسعار التذاكر غير منطقية، بينما طالب 77 % منهم بوضع سقف لأسعار التذاكر لحضور المباريات، وهذا التحوّل في علاقة الجمهور باللعبة –من شغف عاطفي إلى تعامل استهلاكي– جعل كثيرين يشعرون بأنهم لم يعودوا جمهورًا بل زبائناً. كما أن ضغوط حقوق البث وتكدّس المباريات لأغراض تسويقية جعلت الأندية تخوض مباريات لا تنتهي، مما يرفع من معدلات الإصابات، ويُفقد اللاعبين حيويتهم، ويخلق لدى المشجع شعورًا بالتخمة، لا الترقب والحماس واللهفة، ففي موسم 2022 / 23، لعب نادي مانشستر سيتي 61 مباراة في مختلف البطولات، أي ما يعادل مباراة كل 5 أيام تقريبًا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النادي. ما يجب أن نفهمه بعد كل هذه الحقائق والمعلومات، أن التحولات التي عاشتها وتعيشها هذه اللعبة لن تكون أمرًا عابرًا في تاريخها، بل هي ظاهرة عميقة، انعكست وستنعكس على كل تفاصيل اللعبة، بدءًا من اللاعب، إلى المدرب، إلى المشجع الذي قد يقف حائرًا ولا يفهم أسباب كل هذه التغيرات، ولكن لعلّ السؤال الأكبر الذي ينبغي أن يُطرح: هل تستطيع اللعبة أن تستعيد توازنها بين صرامة النظام والإبداع؟ وبين التكتيك المقيد والحرية؟ وبين الاستثمار والربح والمتعة؟، حتى ذلك الحين، سيبقى كثيرون يفتقدون لكرة القدم التي عرفوها كلعبة تهزّ القلب وعاطفته قبل أن تُرضي العقل ومنطقة.