
وفاة 3 أطفال بين صاعقة وانهيار صخري خلال الأمطار الغزيرة ضربت تعز
وفاة 3 أطفال بين صاعقة وانهيار صخري خلال الأمطار الغزيرة ضربت تعز
الخميس - 14 أغسطس 2025 - 01:18 ص بتوقيت عدن
-
نافذة اليمن - خاص
شهدت محافظة تعز، حادثة اليمة في اليومين الماضيين، تمثلت بوفاة ثلاثة أطفال في حادثتين منفصلتين ناجمتين عن صاعقة رعدية وانهيار صخري بمديرية الصلو.
وقالت مصادر محلية يوم الاربعاء، أن الطفلين أسعد سعيد (9 أعوام) وشقيقته ملاك سعيد (5 أعوام) لقيا مصرعهما إثر صاعقة رعدية ضربت منزلهما في قرية المناسم – عزلة الضعة التابعة للمديرية.
وفي حادث منفصل، أشارت المصادر إلى أن الطفل محمد محمود عبدالعزيز (8 أعوام) توفي أثناء رعيه للأغنام، نتيجة انهيار صخري نجم عن الأمطار الغزيرة في قرية حبك – عزلة الضبة بالمديرية نفسها.
وتشهد محافظة تعز وعدة محافظات يمنية هذه الأيام هطول أمطار غزيرة ومتوسطة مصحوبة بعواصف رعدية، ما يزيد من مخاطر الانزلاقات والصواعق، ويجعل الأطفال والفلاحين أكثر عرضة للخطر.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
103 مليار دولار.. قصور الذهب وفلل البذخ.. الحكومة تكشف الإمبراطورية السرية .
اخبار وتقارير
الأقمار الصناعية تكشف تحرك العملاق الأمريكي.. مرحلة قادمة أكثر حدة في مواجه.
اخبار وتقارير
خبر اقتصادي هام.. بدء تشغيل وحدة إنتاج الأسفلت في مصافي عدن.
اخبار وتقارير
رئيس الحكومة يحذر التجار والمدارس والمستشفيات: خفضوا الأسعار فورا أو انتظرو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 3 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
غزة تباد: إسرائيل تقتل.. وأمريكا تدعم.. والعرب في سبات الخذلان
يتوحش العدو الإسرائيلي في سحق الأطفال والنساء، ويدكّ غزة بالصواريخ والقنابل الأمريكية، فيما تقف الشعوب الإسلامية عاجزة مكبّلة، وأنظمة تخلع آخر أقنعة الزيف، لتكشف حقيقة خيانتها.. فبدلًا من نصرة غزة ودعم حركات المقاومة كما يفعل الغرب مع الصهاينة، يرفعون الصوت مطالبين بتسليم سلاحها!. في هذا التقرير، نكشف بشاعة الإجرام الصهيوني وحجم التورط الأمريكي، وخيانة بعض الأنظمة، وخطورة هذا المسار على حاضر الأمة ومستقبلها وأهمية التسلح بالوعي القرآني في فهم طبيعة العدو وأهدافه.. صادق البهكلي جريمة تجويع وتعطيش على مرأى العالم تتواصل في غزة ملامح واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وتواطؤ بعض الأنظمة العربية والأوروبية، فرض حصار خانق على أكثر من مليوني إنسان، يدخل شهره الخامس، في مشهد يتجاوز حدود الحرب التقليدية إلى مستوى الإبادة الجماعية. الغذاء موجود عند أبواب القطاع، لكنه محتجز عمداً، أكثر من 22 ألف شاحنة مساعدات إنسانية، معظمها تابعة لمنظمات أممية ودولية، متوقفة على المعابر منذ أسابيع، فيما يتضوّر الأطفال جوعاً ويموت الرضع من انعدام الحليب، وتزداد معاناة النساء الحوامل والمرضى والمسنين. إنها سياسة تجويع ممنهجة، تقودها عصابات يهودية بدعم أمريكي و غربي مباشر وصمت عالمي وتخاذل عربي وإسلامي. وإذا كان الجوع يفتك بالأجساد، فإن العطش يضاعف الكارثة فوفق بيانات الأمم المتحدة، 96% من أسر غزة تعاني انعدام الأمن المائي، ما يجعل الحصول على شربة ماء غير آمنة ومخاطرة يومية، وفي الوقت ذاته، يواصل الاحتلال استهداف الصيادين الذين يحاولون انتزاع قوت يومهم من البحر، قتلاً أو اعتقالاً. المأساة التي تشهدها غزة ليست خفية، بل تجري أمام شاشات العالم. حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ـ المعروف بدعمه المطلق لإسرائيل- لم يجد سوى وصفها بـ'المفجعة' و'المخزية'، لكن هذا الاعتراف لا يغيّر من حقيقة أن واشنطن شريك رئيسي في الجريمة، وأن الصمت العربي والإسلامي، على اختلاف درجاته، يظل وصمة عار تلاحق الجميع. ما يجري في غزة اليوم هو اختبار حقيقي للضمير الإنساني، ولقدرة العالم على مواجهة جريمة مكتملة الأركان، تُرتكب على الهواء مباشرة، بحق شعب محاصر، تُمنع عنه أسباب الحياة، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والأعراف الأخلاقية. الدعم الأمريكي لإسرائيل.. شراكة دمويّة في جرائم الحرب لا يمكن فصل ما يجري في غزة من جرائم وحشية وإبادة شاملة عن الدعم الغربي الشامل للجيش الصهيوني، ولا سيما الدعم الأمريكي الذي يشكل العمود الفقري لهذه الجرائم، فبينما يشهد العالم مشاهد القتل والتدمير والدمار المتواصل، تظل واشنطن تُقدّم لإسرائيل السلاح، والتمويل، والغطاء السياسي الذي يمكّنها من ارتكاب أبشع الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين دون حساب أو رادع. هذا الدعم المفتوح واللامحدود هو الذي يضمن استمرار الحصار، وتصعيد العدوان، وتحويل قطاع غزة إلى مسرح لمجزرة جماعية تتكرر بلا نهاية. التمويل العسكري الضخم تُعتبر الولايات المتحدة المزود العسكري الأكبر لإسرائيل، حيث تقدّم سنويًا نحو 3,8 مليار دولار كمساعدات عسكرية، تشمل أحدث وأقوى أنواع الأسلحة والقنابل، التي تستخدمها إسرائيل في قصف قطاع غزة بشكل ممنهج، هذه الحزمة المالية تجعل إسرائيل أكثر قدرة على شن حملات عسكرية مدمرة دون أي قيود. الأسلحة الأمريكية في قلب المعركة تُستخدم القنابل والصواريخ الأمريكية الصنع التي تزود بها واشنطن إسرائيل بشكل أساسي في العمليات العسكرية ضد المدنيين في غزة، توثّق تقارير دولية وحقوقية استهداف المدنيين بأسلحة دقيقة وقنابل عنقودية ممنوعة دوليًا، جميعها أمريكية المنشأ، كما يتم استخدام طائرات مسيرة وأنظمة قصف متطورة قدمتها أمريكا، ما يضاعف من حجم الدمار الذي يشهده القطاع. إلى جانب الدعم العسكري، تلعب الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في حماية إسرائيل على الساحة الدولية، خصوصًا في مجلس الأمن الدولي، إذ تمارس واشنطن حق النقض (الفيتو) لمنع صدور أي قرار يدين العدوان الإسرائيلي أو يدعو لوقف إطلاق النار، هذا الدعم السياسي يعزز من موقف إسرائيل، ويمنحها حصانة قانونية عمليّة تتيح لها مواصلة عدوانها بلا رادع. الاعتراف الرسمي بالدعم المفتوح تصريحات إسرائيلية رسمية تؤكد أن كل عملياتها العدوانية تحصل على 'إذن أمريكي' واضح، ما يعني استمرار تقديم الدعم اللوجستي والمالي والسياسي بشكل كامل دون تحفظ. وفي شهادات ضباط أمريكيين سابقين، يظهر أن هناك مشاركة فعلية بأشكال مختلفة في إدارة وتنفيذ العمليات القتالية داخل غزة، بما فيها استهداف مواقع توزيع المساعدات، التي باتت 'مصائد موت' مبرمجة. بفضل هذا الدعم المفتوح، أسفرت عمليات العدوان الأخيرة عن مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال، وتدمير آلاف المنازل والبنى التحتية الحيوية، ويُعد استمرار الدعم الأمريكي هو العامل الأساسي الذي يمكّن إسرائيل من تنفيذ هذه المجازر دون حساب. الولايات المتحدة ليست مجرد متفرج أو داعم سياسي لإسرائيل، بل شريك أساسي في ارتكاب جرائم الحرب في غزة، عبر تقديمها التمويل العسكري، والعتاد الحربي، والحماية السياسية، مما يفتح الباب واسعًا لاستمرار الدمار والمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال والحصار. التخبط العربي في مواجهة العدوان الإسرائيلي: من شعارات تحرير فلسطين إلى مطالبة فصائل المقاومة بتسليم السلاح مما يبعث على الأسى هو حالة من التخبط العربي الشديد في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في قطاع غزة. هذا التخبط لا يقتصر فقط على ضعف المواقف، بل يمتد إلى اعتماد خيارات خاطئة تفتقر إلى رؤية إستراتيجية واضحة تعكس واقع المعركة، وتواجه الأطماع الإسرائيلية بجدية. في المشهد العربي الحالي، رغم هول مشاهد مجازر القتل والدمار والتجويع والحصار لأبناء غزة و التي تبث على الشاشات وتمتلئ بها شبكة الانترنت نرى تباينًا حادًا في مواقف بعض الأنظمة العربية: فبينما ينشد البعض المساعدة الغربية، خصوصًا من الولايات المتحدة وأوروبا، من خلال مناشدات وتسول لتدخلها 'لإنقاذ' الفلسطينيين، نجد آخرين يتخذون مواقف متناقضة تتضمن أحيانًا إدانة المقاومة الفلسطينية والمطالبة بتسليم السلاح، كما ظهر في مؤتمر 'حل الدولتين' الذي أساء إلى المقاومة والمجاهدين الفلسطينيين. وهذا ما يشكل تضليلاً خطيرًا، إذ أن هذه الأطروحة ليست سوى صوت يتبنى الولاء للغرب وأمريكا، ويخدم مشروع العدو الإسرائيلي، متجاهلين جوهر القضية الفلسطينية والتاريخ الذي يربط الشعب الفلسطيني بالمقاومة المسلحة. فالقضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظة، بل هي تاريخ طويل امتد لأكثر من قرن، بدأت مع الاحتلال البريطاني، و'وعد بلفور' الذي مهد الطريق لهجرة اليهود الصهاينة إلى فلسطين، ومن ثم احتلالها بالقوة. طوال هذه المراحل، كانت المشكلة الرئيسية التي واجهها الشعب الفلسطيني هي نقص السلاح، وعدم جاهزية المقاومة المسلحة، بالإضافة إلى ضعف الدعم العربي في وقتها. العصابات الصهيونية في بداياتها كانت مجهزة ببنادق وديناميت، واستهدفت القرى والمدن الفلسطينية باستخدام أدوات عنف وحشية أحيانًا، لكن الفلسطينيين كانوا في ذلك الوقت يفتقرون إلى السلاح لتنظيم صفوفهم والدفاع عن أنفسهم، وكان هذا النقص في السلاح أحد الأسباب الأساسية التي مكَّنت الاحتلال من السيطرة على فلسطين. أما في لبنان، فقد تمكن الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح الأراضي اللبنانية، حتى وصل إلى بيروت، ولم يتوقف الاحتلال إلا بعد مقاومة شعبية مسلحة قوية، شكّلت دعامة الردع ضد عودة العدو الإسرائيلي حتى اليوم، وهذا الردع لا يقوم على قوة الجيش اللبناني الذي يعاني من ضعف في القدرات والإمكانات، بل على سلاح المقاومة الذي يحمله رجال يحملون رؤية إيمانية متكاملة في مواجهة العدوان. ومع هذا رأينا مايسمى الحكومة اللبنانية تطالب بنزع سلاح حزب الله في تناغم عجيب مع مطالب بعض الأنظمة العربية بالقضاء على حماس وتجريدها من السلاح، فهذا هو ما ويحلم به العدو الصهيوني من الغباء أن هذه الدعوات العربية، التي تدعي أن 'المشكلة هي السلاح' و'الحل هو تجريد الفلسطينيين واللبنانيين من سلاحهم'، ليست سوى محاولة إجرامية لا تستند لأي منطق، بل تخدم الأهداف الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى إخضاع المقاومة وتحطيم أي قوة حقيقية في وجه الاحتلال. الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي لا يراعون أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية، وهم يسعون بوضوح إلى تفكيك المقاومة وتجريدها من سلاحها، ونزع السلاح عن المقاومة يعني فتح الباب واسعًا للعدو للسيطرة الكاملة، وتكرار ما شهدته فلسطين ولبنان من احتلال وقهر. إن فهم هذه المعطيات هو الأساس لرد فعل عربي وإسلامي صادق وجاد، يرتكز على دعم المقاومة وحماية حق الشعوب في الدفاع عن نفسها، لا على تجريدها من سلاحها وإرادتها. أهمية فهم طبيعة الصراع مع أعداء الأمة ما يجري اليوم في فلسطين، وفي غزة على وجه الخصوص، تتجلى الحاجة الماسة لفهم عميق وجاد لطبيعة الصراع الدائر بين شعب الأمة الإسلامية والكيان الصهيوني ومن يقف خلفه، فالأحداث الجارية ليست مجرد صراع عادي على الأرض أو نزاع سياسي بحت، بل هي مواجهة وجودية تحمل في طياتها أبعادًا دينية، تاريخية، استراتيجية وثقافية عميقة. ومن هنا تكمن أهمية أن يدرك العرب والمسلمون- بوعي كامل ومتكامل- حقيقة طبيعة هذا الصراع، من هو العدو، وما هي دوافعه الحقيقية، وما الذي يقف وراء ممارساته العدوانية المتواصلة. إن فهم طبيعة العدو الإسرائيلي، الذي لا يتصرف فقط كقوة احتلال عسكرية بل ككيان يسير وفق عقيدة دينية متطرفة وأطماع توسعية لا حدود لها، هو الأساس الذي ينبني عليه كل قرار واستراتيجية حقيقية لمواجهة هذا العدوان. فبدون هذا الفهم، ستظل الخيارات التي تتخذها الدول والحكومات، وستظل المواقف التي تعبر عنها النخب والشعوب، قاصرة، ضعيفة، أو حتى مضللة، فتساهم في إدامة الأزمة بدلاً من حلها. وعلى العكس، حينما يمتلك العرب والمسلمون هذا الفهم العميق والواعي لطبيعة العدو ولأهدافه، عندها فقط يمكن لهم أن يحددوا خياراتهم بشكل صحيح، أن ينظموا صفوفهم، وأن يختاروا أدوات المواجهة المناسبة التي تحفظ حقوقهم، وتدافع عن كرامتهم، وتستعيد الأرض المغتصبة. هذا الفهم هو الذي يمكنه أن يحول قضية فلسطين من مجرد مأساة مستمرة إلى نضال إسلامي استراتيجي قادر على فرض إرادة الأمة وتحقيق انتصارات حقيقية. لذلك، إن إدراك حقيقة الصراع، هو خط الدفاع الأول والأهم في مواجهة مخططات الاحتلال الصهيوني المدعومة من الغرب، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، إن فهم طبيعة هذا الصراع، وعدم الانجرار وراء خطابات وهمية تدعو إلى تسليم السلاح أو الاستكانة الذي هو السبيل الوحيد للمقاومة الناجحة، وللحفاظ على حياة أجيالنا القادمة وكرامتهم. * موقع أنصار الله


يمن مونيتور
منذ 6 ساعات
- يمن مونيتور
اليمني في مصر: بين نعمة العلاج ونقمة الدولار
حين تهبط الطائرة القادمة من عدن أو سيئون في مطار القاهرة، ترى الوجوه المتعبة تحمل ملفات طبية وأكياس أدوية صغيرة. لا يحتاج المرء إلى كثير فطنة ليدرك أن هؤلاء القادمون ليسوا سائحين، بل مرضى ومرافقون يسبقهم القلق إلى قاعة الجوازات، ومع ذلك يضيء في عيونهم أمل خافت بأن يجدوا هناك ما لم يجدوه في محافظاتهم. كنت أقف أمام ماكينة صراف آلي في أحد شوارع القاهرة، بيدي نحو مئتي دولار كنت أتهيأ لصرفها، حين اقترب مني شابان في مقتبل العمر -لاحقا عرفت أنهما من محافظة شبوة ويقيمان للدراسة- قال أحدهما بصوت خافت لكن جاد: 'أعرف أنك يمني انتبه'. كانت جملة مفاجئة أربكتني رفعت حاجبي متسائلا عما يقصد فأجاب الآخر سريعا قبل أن أستوعب: 'هناك حملات ضد اليمنيين في مصر، وخاصة من يحملون عملات أجنبية مثل الدولار'. تلك الكلمات وإن بدت عابرة ظلت ترن في أذني وتفتح أمامي بابا إلى عالم آخر من القصص والمخاوف التي يعيشها اليمني في ترحاله. المخاوف في القاهرة تسافر أسرع من سياراتها، تنتشر بين اليمنيين كالريح في شوارع مزدحمة: فلان صودرت أمواله في المطار علان اعتقلوه لأنه حمل بضع أوراق خضراء في جيبه، آخر عاد إلى صنعاء مريضا كما جاء لأنه يحتاج موافقة أمنية. لا تأتي هذه القصص من فراغ؛ ففي أبريل الماضي أعلنت السفارة اليمنية أن السلطات المصرية احتجزت 140 يمنيا ورحلت 75 منهم بتهمة حيازة والاتجار بالعملة الأجنبية بينهم طلاب ومرضى. ومن يومها تحولت كل ورقة دولار في يد يمني إلى هاجس ثقيل، كأنها لا تعني دواء ولا طعاما بل مصيدة قد تنقلب عليه. في عيادة قلب صغيرة بالمهندسين التقيت رجلا يضغط بأصابعه النحيلة على صدره، كان صوته يرتجف أكثر من يده وهو يقول لي: 'لم آت هنا إلا بحثا عن علاج، كل ما أملكه من دولارات هو ثمن العملية'. في غرفة انتظار أخرى بمستشفى كبير جلست إلى جانب رجل خمسيني من إب، حكى لي أنه باع أرضه الوحيدة لينقذ ابنه المريض. على المقعد الآخر جلست أم من عدن أخفت يديها المرتعشتين في حقيبة صغيرة تحوي تقارير طبية وصور أشعة، أخبرتني أنها رهنت ذهبها وكل ما تملك لتغطي تكاليف جراحة عاجلة لابنتها. وفي عيادة عيون التقيت بشاب من تعز يبتسم بمرارة ويقول: اريد أستعيد بصري باي ثمن الحياة مرة واحدة'. حتى العجوز القادم من حجة الذي التقيته في درج المستشفى لم يخل من الحكاية كان يصعد الدرج وهو يتحدث وقال لي وهو يمسك بعصاه: 'لم آت إلى مصر إلا بعد أن أعجزني السير تقول الدكتور هذا تمام يا ولدي '. وفي القاهرة اكتشفت أن اليمنيين ليسوا وحدهم في هذه الرحلة، في صالة الانتظار نفسها صادفت مريضا من ليبيا جاء ليعالج إصابة معقدة في عموده الفقري، ورجلا من السعودية يبحث عن جراح بارع للعيون، وشابا من العراق يسابق الزمن لإجراء عملية قلب مفتوح. جميعهم اختاروا مصر لا لشيء إلا لأن طبها متطور مقارنة بكثير من البلدان العربية الأخرى. مصر لم تعد فقط قبلة اليمنيين بل تحولت إلى مستشفى العرب، حيث تتجاور اللهجات الليبية والسعودية والعراقية واليمنية في بهو واحد يتقاسم أصحابها الألم ذاته والأمل ذاته. كنت أستمع إلى المرضى اليمنيين وأفكر أن هذا البلد الذي يفتح أبوابه لهم يثبت أن الطب فيه صار جسرا عابرا للحدود، يلجأ إليه من فقد الثقة في مستشفيات بلاده أو ضاقت به الخيارات أو في الواقع يبحث عن تداوي بتكاليف ميسرة. بلغة الأرقام فأكثر من عشرة آلاف يمني يدخلون مصر كل شهر طلبا للعلاج حسب تصريح المستشار الإعلامي بالسفارة اليمنية بليغ المخلافي للعربي الجديد وهذا رقم كبير. يبيع بعضهم أرضه وآخر يذيب ذهب نسائه في السوق، وثالث يفرغ مدخراته كلها في حقيبة صغيرة قبل أن يركب الطائرة. في القاهرة لا يتحدث اليمني عن حياة مترفة بل عن حياة مؤجلة بانتظار عملية أو دواء. هم ليسوا كالفئة القليلة من المسؤولين والميسورين الذين اختاروا القاهرة للإقامة بعيدا عن العيادات المزدحمة، بل بسطاء جاؤوا يحملون أوجاعهم وأملهم في حقيبة السفر. لكن رغم كل هذا، لم يكن اليمنيون بلا سند. من قلب مصر نفسها جاءت بارقة أمل حين كشف البرلماني مصطفى بكري أن وزير الداخلية أصدر توجيهات بالإفراج عن كل اليمنيين الموقوفين على ذمة 'تجارة العملة'، بعدما تبين أن معظمهم مرضى أو طلاب أبرياء. بكري قالها بوضوح: 'اليمنيون أشقاؤنا… أي تصرف يسيء إليهم يسيء إلينا'، داعيا إلى معاملة اليمنيين أسوة ببقية الأشقاء العرب ومنحهم إقامات مؤقتة سنوية قابلة للتجديد. كلمات مثل هذه أعادت شيئا من الطمأنينة قال أحد الشباب لكنها لم تمح القلق الذي صار يسكن جيوب المرضى أكثر مما تسكنها النقود. مصر بالنسبة لليمنيين ليست مجرد وجهة علاجية عابرة، بل وطن ثان. كثير منهم درسوا فيها من قبل وكثيرون يعودون إليها الآن بحثا عن الحياة. وما يدفعونه من عملات صعبة في المستشفيات والعيادات والإيجارات ليس قليلا، بل ملايين الدولارات سنويا تضخ في شرايين الاقتصاد المصري وهي منفعة متبادلة: مصر تكسب من وجودهم كما يكسبون هم من خدماتها الطبية. لا ينبغي لليمني أن يخاف طالما جاء إلى مصر طلبا للعلاج ويحمل ماله الخاص؛ فهو ليس تاجر عملة ولا يسعى إلا وراء العافية. ما يحمله من دولارات هو ثمن الدواء ولقمة العيش لا أكثر. وعلى أرض المحروسة التي فتحت ذراعيها لأبناء اليمن في أحلك الظروف، يحق لليمني أن يتنفس الصعداء ويطمئن بأن كرامته وأمواله في حفظ وأمان. لكن بينما كنت أستمع لكل هذه الحكايات، راودني سؤال ثقيل: أين هي رؤوس الأموال اليمنية؟ لماذا لا يفكر أحدهم أن يحول هذا النزيف من المال إلى استثمار في الداخل؟ ماذا لو قام أحد رجال الأعمال ببناء مدينة طبية متكاملة في حضرموت، حيث لا حرب ولا جبهات، مدينة تستقطب أفضل الأطباء اليمنيين والعرب في كل التخصصات؟ حينها سيكون لدى اليمنيين خيار آخر غير بيع أرضهم أو ذهبهم للسفر، وسيكون الاستثمار نفسه مشروع حياة، يعود ريعه لصاحبه وللبلد معا. ليس حلما بعيدا، بل فكرة قابلة للتنفيذ لو وجدت الإرادة.. وأنا أغادر أحد المستشفيات ليلا، تخيلت حضرموت كما لو كانت مضاءة بمدينة طبية متكاملة تستقبل اليمنيين من كل المحافظات، مدينة للشفاء تعيد لليمن مكانته وتغني أبناءه عن رحلة التداوي في الخارج. رأيت في خيالي ممرات مليئة بالأطباء اليمنيين العائدين من المهجر، ومرضى من كل الأقطار يأتون كما يأتون اليوم إلى القاهرة. تخيلت أن بلادنا التي عانت الحروب، صارت أرضا للدواء لا للدماء، وأن ما ينفق اليوم في تذاكر السفر والفنادق والعيادات، أصبح طوبة في جدار مدينة طبية يمنية متكاملة. حينها فقط، لن يحتاج المريض اليمني أن يقف أمام ماكينة صرافة في غربة مرتجفا بدولاراته، بل سيقف في مدينته الطبية على أرضه، مطمئنا أن العلاج صار أقرب إليه من وجع السفر ومفاجآته .


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
الوزير الإرياني: "بيانات مليشيا الحوثي حول إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل هدفها تبرير جرائمها وانتهاكها التي تمارسها بحق المدنيين في مناطق سيطرتها"
قال معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ معمر الإرياني ان البيانات التي تصدرها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، عن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، لم تعد تثير أدنى اكتراث أو اهتمام لدى الداخل أو الخارج، فقد أثبتت الأيام أنها ليست سوى تصريحات "فرط صوتية"، هدفها الاستهلاك الدعائي والاعلامي وصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تعصف بالمليشيا، وتبرير القمع والنهب الذي تمارسه، والجرائم والانتهاكات اليومية التي ترتكبها بحق المدنيين في مناطق سيطرتها. جاء ذلك في تغريده له على حسابه الرسمي في منصة إكس، حيث أكد الوزير الإرياني، إن ما تسميه المليشيا "عمليات إسناد غزة" ليست سوى كذبة كبرى، وغطاء سياسي وإعلامي تخفي وراءه جملة من الأهداف اهمها نهب الأموال، حيث جمعت منذ انقلابها على الدولة ما يزيد عن 103 مليار دولار عبر الجبايات والإتاوات وموارد الدولة المنهوبة، مستغلة شعار "القضية الفلسطينية" لتبرير جرائمها، وتحت هذا الغطاء، شرعت المليشيا في فرض جبايات جديدة على التجار والمواطنين، تحت مسمى "دعم الجبهة" أو "إسناد غزة"، لتذهب إلى جيوب قياداتها وتمويل مشروعها الطائفي، بينما يعيش ملايين اليمنيين في الفقر والجوع، محرومين حتى من أبسط حقوقهم كصرف المرتبات. وأضاف: "إلى جانب ذلك، تواصل مليشيا الحوثي سياسة الحشد القسري عبر إجبار المواطنين، وفي مقدمتهم الموظفين والشباب والطلاب، على المشاركة في دورات تدريبية ومعسكرات تعبئة، تحت مزاعم الاستعداد لمواجهة أمريكا وإسرائيل، غير أن الواقع يكشف أن هذه الدورات ليست سوى وسيلة ممنهجة لزرع الفكر الطائفي في عقولهم، وتحويلهم إلى أدوات لخدمة مشروعها الانقلابي، ورفد جبهاتها الداخلية بمزيد من المقاتلين، وتأمين مخزون بشري لحروبها العبثية التي تقتل اليمنيين وتطيل معاناتهم". وأوضح الوزير الإرياني بأن مليشيا الحوثي الإرهابية حولت شعار "إسناد غزة" إلى أداة لقمع الأصوات المعارضة، ومواصلة التضييق على الحقوق والحريات، وممارسة التخوين والإرهاب الفكري لكل صاحب راي مخالف، والتجسس على الناس، وملاحقة كل من يعارض سياساتهم في مناطق سيطرتها، حيث أصبح اتهام أي معارض بأنه "يعرقل الإسناد" مبررا كافيا لاسكاته أو إعتقاله أو التنكيل به. وتابع: "لقد أثبتت الأحداث أن مليشيا الحوثي ليست سوى ذراع إيراني قذر في اليمن، واستخدامهم شعار "إسناد غزة" يندرج ضمن الدعاية الإيرانية، وتقديم نفسها كـ"قائدة لمحور المقاومة" بعد تراجع دور حزب الله اللبناني نتيجة الضربات التي تعرض لها، بينما الحقيقة أن الضريبة يدفعها الشعب اليمني وحده من دمائه واقتصاده ومعاناته اليومية". وتحدث الوزير الإرياني في سياق تغريدته عن تعميق معاناة المواطنين اليمنيين، قائلا: "لقد أدت هذه المزاعم إلى نتائج كارثية؛ حيث عمقت معاناة اليمنيين الذين كانوا يتطلعون لتحسين أوضاعهم الاقتصادية وصرف رواتبهم، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام مزيد من سياسات النهب والتجويع، كما أسهمت هذه الأكاذيب في إطالة أمد الحرب وصرف الأنظار عن جوهر المشكلة المتمثلة في الانقلاب، وتحويل اليمن إلى ساحة مغامرات إيرانية على حساب دماء الشعب ومعاناته اليومية". واختتم معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ معمر الإرياني تغريدته، بالقول: "لقد بات واضحا أن مليشيا الحوثي لا تسند إلا مشروعها الطائفي وأجندة إيران، وما تسميه "صواريخ فرط صوتية" اصبح يثير السخرية، بعدما اكتشف اليمنيون والعالم أن المليشيا لا تملك سوى شعارات فارغة، تستثمرها في نهب الأموال، وتكميم الأفواه، وإدامة معاناة الشعب".