
لبنان يبدأ تسلم أسلحة المخيمات الفلسطينية
وقال دمشقية، في بيان وزعته رئاسة الحكومة اللبنانية: تبدأ اليوم المرحلة الأولى من مسار تسليم الأسلحة من داخل المخيمات الفلسطينية، انطلاقاً من مخيم برج البراجنة في بيروت، مضيفاً: ستُسلَّم دفعة أولى من السلاح وتُوضع في عهدة الجيش اللبناني.
وأشار إلى أن عملية التسليم ستشكل الخطوة الأولى، على أن تُستكمل بتسلّم دفعات أخرى في الأسابيع القامة في مخيم برج البراجنة وباقي المخيمات، موضحاً أن عملية التسليم تأتي تنفيذاً لمقررات قمة الرئيسين اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عباس بتاريخ 21 مايو 2025، التي أكدت سيادة لبنان على كامل أراضيه وبسط سلطة الدولة وتطبيق مبدأ حصرية السلاح.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي تنفيذاً لمقررات الاجتماع المشترك للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بتاريخ 23 مايو 2025 برئاسة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وبمشاركة ممثلين عن السلطات اللبنانية والفلسطينية، التي جرى الاتفاق خلالها على وضع آلية تنفيذية وجدول زمني واضح لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني في لبنان.
ويعيش نحو 493 فلسطينياً في ظروف صعبة داخل 12 مخيماً يدارون أمنياً من جانب الفصائل الفلسطينية بموجب تفاهمات غير رسمية تعود إلى اتفاق القاهرة عام 1969، ولا يدخل الجيش ولا القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات، بينما يفرض الجيش إجراءات مشددة حولها.
وكانت الحكومة اللبنانية كلفت الشهر الجاري الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 22 دقائق
- الشرق الأوسط
زعماء صنعتهم الدعاية وأسقطتهم الهزائم
فيلم «إرادة الانتصار» صوَّر هتلر على هيئة الزعيم المخلِّص. المشاهد الأولى من طائرة فوق السحب، ثم تهبط في مدينة نورمبرغ التي تشهد مؤتمر الحزب النازي لعام 1934. الرسالة الدعائية واضحة: هتلر مرسل من السماء. نبي دنيوي سيحارب الأشرار، ويعيد المجد والكرامة للأمة الألمانية المجروحة والمهانة. في مشاهد الموكب من المطار إلى الطريق تهلل له جموع الألمان رجالاً ونساءً وأطفالاً. الشعب مصطفٍّ خلفه ويرى فيه الأمل. ترسيخ لهذه الهالة القدسية التي اكتملت فصولها مع دخول هتلر إلى قاعة المؤتمر. حشود من الضباط والجنود والأعلام تكمل المشهد الطقسي. ثم يبدأ هتلر بالخطابة على طريقته الانفعالية المؤثرة. استطاع غوبلز وزير الدعاية النازية أن ينجح في هدفه. صورة مشغولة بعناية لهتلر جمعت فيها كل ما يريده الشعب الألماني حينها. صورة القائد التي تتلخص فيها صور القوة والأنفة والكرامة. لقد استطاع غوبلز أيضاً أن يخلق من الرايخ الثالث صورة الجيش الذي لا يُقهر. لقد كانت هذه الدعاية قوية ومؤثرة إلى المرحلة التي بدأت فيها هزائم الجيش الألماني في ساحات القتال. لم يبدُ بصورة الجيش الحديدي الذي لا يمكن هزيمته. تهشمت الصورة وظهرت الحقيقة. صورة هتلر المُخلِّص تصدعت وظهر بصورة القائد المهزوم، وسبب الكوارث التي لحقت بالأمة المصدومة. لقد أدى تدخله في عمل جنرالاته البارعين إلى مزيد من الهزائم. تحطمت صورة هتلر بشكل كامل. انتحر هتلر ومعه وزير الدعاية غوبلز، في إشارة رمزية لافتة إلى موت الدعاية إذا لم تستند إلى واقع. موسوليني كان صحافياً قبل أن يكون زعيماً. أدرك قيمة الكلمة والصورة. كان خطيباً مسرحياً وبث الروح في الآيديولوجية الفاشية مستعيداً الإرث الروماني. مسيرة روما كانت عرضاً كبيراً يهدف إلى تصوير الفاشيين قوة شعبية ساحقة. لم تكن إيطاليا ألمانيا ولا موسوليني هتلر. لم يملك الهالة نفسها وتحطمت صورته بصفته زعيماً مع تركيع جنوده في الحرب العالمية الثانية. في منطقتنا حدث تقريباً الشيء ذاته مع مستوى أقل جودة في محتوى وشكل الدعاية مقارنة بالدعاية النازية. نجح الصحافي ووزير الإعلام محمد حسنين هيكل في أن يصنع من صورة جمال عبد الناصر صورة زعيم الأمة العربية وليس فقط مصر. قائد القومية وعدو الإمبريالية الغربية ونصير الشعوب. ظهر عبد الناصر في خطب موجهة لعموم الناس، تهاجم الملكيات وتدعو لإسقاطها. أسطورة عبد الناصر بلغت ذروة مجدها بعد قرار التأميم، وصورته الدعاية أنه زعيم الأمة العربية المهزومة، الذي سيعيد لها القدس السليبة. الناصرية كانت الآيديولوجية المكتسحة، ومناصروه ليسوا فقط في شوارع القاهرة بل في دمشق وبغداد والرباط. حرب 1967 هشمت أسطورة عبد الناصر. في ستة أيام تحطمت الصورة التي بناها محمد حسنين هيكل وإذاعة صوت العرب لسنوات. وعلى الرغم من أن هيكل أسمى الهزيمة بالنكسة، فإن صورة القائد المُخلِّص تهشمت. من قمة المجد والعنفوان إلى قاع الانكسار والانحدار. وعلى طريقة هتلر، لا يمكن أن تبني صورة قائد مهزوم الخطابات البليغة والوعود الكبيرة. رأينا الشيء ذاته يحدث مع الرئيس صدام حسين. لم يملك صدام وزراء دعاية موهوبين مثل غوبلز وهيكل، ولكن حرب السنوات الثماني مع إيران صنعت منه شخصية الزعيم القوي الذي تصدى للخطر الفارسي. مشاهد صدام حسين يطلق النار من البندقية ويمشي بخيلاء ويحاط بجموع البسطاء الذين يهتفون باسمه كلها مستمدة من الدعاية السوفياتية الستالينية التي تتركز على عبادة الشخصية. كان الهدف إظهاره بصورة القائد المقدام الشجاع، ولكن هزيمته وإخراجه من الحفرة متسخاً أشعث الشعر حطمت صورته (كان هذا الهدف منها: تلطيخ أسطورته وإظهاره على الحقيقة التي يريدون إبرازها: رجل مهزوز، خائف ومرتعد). خصوم الرئيس صدام قدموا له أكبر خدمة. ما فشل فيه الصحافيون الذين اشتراهم بالمال ووزراء إعلامه، قدمه له أعداؤه بالمجان عندما صوّروا مشهد إعدامه وهم يهتفون، بينما هو يمشي بثقة إلى موته. وهذا ما أغضب الأميركيين الذين يدركون أهمية وقوة الصورة والرمز. لقد خلقوا منه صورة رجل منكسر ذليل مهزوم حتى حولته مشاهد الإعدام إلى قائد بطل وشهيد. حاول زعماء مثل القذافي أن يخلقوا من أنفسهم صورة دعائية بطولية مرصعة بالنياشين، ولكن سلوكهم الشخصي وتصرفاتهم الغرائبية حالت دون ذلك. لقوة الدعاية حدود وتحتاج إلى أن تستند إلى شيء من الحقيقة لتبني الهالة حول الزعيم. حاول بشار الأسد أن يصنع له صورة مطابقة لأبيه: زعيم حديدي متمرس بارد الأعصاب. مع هروبه في الطائرة سقطت الدعاية، وحتى أنصاره يصفونه الآن بالجبان الهارب. نرى الآن ما يفعله زعيم كوريا الشمالية. يريد أن يصنع من نفسه صورة هتلر الصغير ولكنه لا يملك المؤهلات. التصفيق الحار في المؤتمرات والدخول المهيب وبكاء الجماهير إذا لمسته، كلها لم تساعد على أن تخلق منه زعيماً مهيباً عالمياً. بل يظهر بصورة «رجل الصواريخ الصغير» كما أطلق عليه محقاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب. الرئيس ترمب نفسه يسعى إلى أن يخلق من نفسه صورة الزعيم والقائد القوي، ولكن الإعلام الأميركي المستقل صعّب المهمة عليه. ليس لديه وزير دعاية، ولهذا قام هو بنفسه بلعب هذا الدور للترويج لنفسه في حساباته على «تروث سوشيال» و«إكس». ولكنه يخطئ في فهم كيفية خلق صورة القوة التي تُبنى بالرمز وليس بالتصريح. في كل مرة يصر ترمب على عظمته يحدث العكس ويخسر من ثقله. فقد نشر قبل أيام صورة للقادة الأوروبيين مصطفّين (مُجبرين) أمام مكتبه في البيت الأبيض. صورة مذلة لهم ولكنها لم تمنحه أي بريق من الزعامة. نشهد هذه الأيام السيناريو نفسه حين تؤدي الهزيمة إلى فشل الصورة الدعائية. حرب الـ12 يوماً الأخيرة أضرت بصورة إيران، ومهما أصدر المسؤولون هناك من تصريحات متحدية ومهددة، إلا أنها لن تخدع أحداً. لقد تهشمت الصورة ومن المستحيل إعادة تلصيق الزجاج المكسور. من الطبيعي أن تستمر الدعاية الإيرانية كما استمرت الدعاية الناصرية، ولكن لا أحد فعلاً يصدقها حتى بين أنصارهم. الشيء ذاته الآن نراه مع «حزب الله». تمتع زعيم الحزب الراحل حسن نصر الله بقدرة كبيرة على الخطابة وتحريك الجماهير، ولكن الهزيمة القاسية أكبر من أن تتحملها أي حملات دعائية وقدرات خطابية. ورغم أن خليفته نعيم قاسم لا يملك القدرة على الخطابة ولا الشخصية، فإنه عاجز عن الحفاظ على صورة الحزب المتضررة بفعل الهزيمة. حتى لو لم يُقتل نصر الله، فسوف يكون من يخلفه - مثل من سبقه من زعامات سياسية أو دينية - غير قادر على إنقاذ الصورة المحطمة لحزبه.


الشرق الأوسط
منذ 22 دقائق
- الشرق الأوسط
«السلاح والدولة»... الاجتماع الشيعي بين خطابين
تتذرع نخب الإسلام السياسي الشيعي، ومعها نخب ثقافية وعقائدية في لبنان والعراق، بتمسكها بسلاحها بما تعتبره ضرورة استراتيجية لدرء المخاطر الوجودية. هذه الحجة أو الذريعة المطروحة، أو التي تروج لها هذه النخب حالياً داخل الاجتماع الشيعي في كلا البلدين، تهدف إلى الربط بين ثنائيتين: الأولى العقيدة والسلاح، والثانية السلاح والوجود. ففي معركة دفاعها عن السلاح، كان له مهمتان: الأولى داخلية فرض الهيمنة، والثانية خارجية تعزيز النفوذ الإيراني. وحين تعرضت المهمة الثانية لضربات قاسمة نتيجة تداعيات عملية «طوفان الأقصى»، تبذل هذه النخب جهوداً جبارة من أجل تعويم سردية جديدة لدور السلاح وربطه بالحماية؛ أي حماية نظام 2003 في العراق، وحماية هيمنة «الثنائي الشيعي» في لبنان. إذا كانت السردية الأولى مخالفة لطبيعة الفقه الكلاسيكي الشيعي (الحوزة العلمية) الذي نجح على مدى قرون في درء المخاطر عن أتباع المذهب الشيعي بعيداً عن استخدام مبدأ «العنف مقابل العنف»، وخصوصاً في زمن السلطانيات، وتكررها المرجعية النجفية في هذه المرحلة؛ إذ لا ينكر المؤرخون تعرض الشيعة لمظلومية، إلا أن تأسيس الدولة الوطنية الحديثة في لبنان (1920) والعراق (1921)، بالرغم من أنها تأسست وفق الموروث العثماني، شكّل أول جغرافيا وطنية مستقلة للشيعة في البلدين. وبالرغم أيضاً من الأخطاء الفادحة في التأسيس، وشعور الشيعة بالتهميش والإقصاء ونقصان حقوقهم، فإن تطورهم الاجتماعي والمعرفي، وانخراطهم التدريجي في الدولة ومؤسساتها، إضافة إلى أحداث دراماتيكية في كلا البلدين، أدت إلى توسع دورهم، لا بل بلغوا ذروة النفوذ والهيمنة، مستفيدين من كونهم الأغلبية في العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين، وتوسع انخراطهم في الدولة في لبنان بعد «اتفاق الطائف». المأزق الآن أن الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة في العراق ولبنان تواجه أزمة نفوذ لا وجود، خصوصاً بعد فشلها في امتحانين: «السلطة والسلاح». وهي تخوض معركة صعبة ومكلفة على الاجتماع الشيعي من أجل الحفاظ عليهما، وهذا بدوره يحافظ، نوعاً ما، على نفوذ المحور الذي تنتمي إليه. لذلك تعمل هذه الطبقة على الربط بين العقيدة والسلاح وتوصيفه كهويّة سياسية للشيعي، وربطه بثورة العشرين في العراق، والثورة الإسلامية في إيران، والمقاومة الإسلامية في لبنان. لهذا تعمل هذه النخب السياسية والعقائدية والثقافية على ربط السلاح بالوجود، والدفع نحو فصل الجماعة الشيعية عن الجماعات الطائفية والإثنية الأخرى، ومحاولات التأثير على الوعي الجمعي من خلال ازدواجية الولاء للوطن أو للمشروع الطائفي، والدفع إلى تكريس السلاح بصفته الأداة الوحيدة التي تحافظ على استقلالية القرار الشيعي خارج مؤسسات الدولة. في المقابل، يبرز خطاب شيعي عقلاني وواقعي قوي ومتين في العراق، ويتبلور أكثر في لبنان، يعتمد في سرديته على شق تاريخي يؤكد أن وجود أتباع مذهب أهل البيت في القرون السابقة (عهد السلطانيات) ارتبط بالصبر ومطالب الإصلاح والعدل لا بالسلاح، وأن السلاح في الدولة الحديثة كان أداة ظرفية ولم يكن ركناً عقائدياً، وأن الدولة هي التي تحمي هذه الجماعة لا السلاح. كما أن الإصرار على هذه الثنائيات سيفاقم الأزمة ويأخذها في شقين: الأول شيعي - وطني، والثاني، وهو الأخطر، شيعي - شيعي، وبوادره واضحة جداً في العراق. وعليه، يمكن للخطاب الأول، صاحب الثنائيتين، أن يرفع المواجهة إلى ذروتها. ولكن في المقابل، يبقى نموذج التعقّل والاندماج بخطابه الهادئ حاضراً. ففي هذه اللحظة الحرجة، يقدَّم خطاب غني في تعريفاته وتوصيفاته من قبل عقلاء عبّروا عن رأيهم بشجاعة، خصوصاً في «إعادة تعريف دور الشيعة من جماعة تبحث عن حماية السلاح، إلى مكوّن وطني يشارك في صياغة الدولة، وبأن المستقبل لا يُبنى بالمقاومة الدائمة ولا بالانعزال الطائفي، بل بالمواطنة والشراكة في مشروع وطني جامع»، وفقاً لأدبيات ونصوص الراحل هاني فحص. ولعل درء المخاطر يحتاج إلى حوار بين الخطابين... وللحديث بقية.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
كلمة الرياضمحور التوازن
القمة السعودية المصرية في نيوم تأتي في وقت مهم للغاية في ظل الأوضاع التي يمر بها العالم العربي وخاصةً مسار القضية الفلسطينية والأحداث التي تمر بها غزة، فالتنسيق بين الرياض والقاهرة مهم من أجل المزيد من التشاور المؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم. العلاقات بين الرياض والقاهرة تمثل ثقلاً سياسياً واقتصادياً مهماً في ظل شراكتهما الاستراتيجية التي يسعى البلدان إلى ترسيخها وأخذها إلى آفاق أوسع وأرحب، وتؤكد حرصهما المشترك على التشاور المستمر بما يعزز المصالح المشتركة في جميع المجالات، فهما قد رفعا شراكتيهما إلى المستوى الاستراتيجي عطفاً على علاقاتهما التاريخية، فالمملكة كانت -وما زالت- داعماً رئيساً لمصر سياسياً واقتصادياً ما أسهم في تعزيز أمنها واستقرارها. العلاقات السعودية المصرية ركيزة في منظومة العمل العربي المشترك، فهي تمثل محور التوازن في المنطقة، ومن خلالها يتم تعزيز الجهود كافة من أجل الأمن والاستقرار والتنمية في ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تحتاج إلى المزيد من التنسيق على أعلى المستويات حفاظاً على المكتسبات ودرءاً لمحاولات شق الصف العربي، من هنا جاءت زيارة الرئيس المصري إلى المملكة لتعزز أواصر العلاقات بين البلدين، ولمزيد من تنسيق المواقف تجاه القضايا العربية، وأيضا العلاقات التاريخية التي تعود إلى عقود طويلة كانت فيها العلاقات -وما زالت- تمثل حجر الزاوية لاستقرار وأمن وتنمية الإقليم. الشراكة السعودية المصرية مرشحة للمزيد من التطور في المجالات السياسية، والاقتصادية والتنموية كافة، وهذا الأمر يصب في صالح البلدين، كما يصب في صالح العمل العربي المشترك الذي يتطلب تعاوناً وثيقاً وتنسيقاً مكثفاً وصولاً إلى التكامل المنشود.