logo
كنز الطاقة المدفون.. هل ينقذ الهيدروجين الجوفي كوكبنا من أزمة الطاقة؟

كنز الطاقة المدفون.. هل ينقذ الهيدروجين الجوفي كوكبنا من أزمة الطاقة؟

البيان٢٧-٠٧-٢٠٢٥
في الوقت الذي يشتد فيه السباق العالمي نحو إيجاد بدائل نظيفة ومستدامة لمصادر الطاقة التقليدية، يلفت الانتباه اكتشافٌ جديد آخذ في التبلور بهدوء تحت أقدامنا: الهيدروجين الجوفي. هذا العنصر الخفي، المخزّن في أعماق الأرض منذ ملايين السنين، قد يكون الكنز الذي طال انتظاره لحل واحدة من أعقد أزمات العالم المعاصر أزمة الطاقة.
فمع التغير المناخي، وارتفاع أسعار الوقود، وتزايد الطلب على الكهرباء، تتجه الأنظار إلى هذا المورد الطبيعي الذي لا ينتج عنه انبعاثات كربونية، ولا يتطلب عمليات إنتاج ملوثة أو مكلفة. فهل يمكن للهيدروجين الجوفي أن يكون المنقذ الحقيقي؟ وهل نحن على أعتاب ثورة جديدة في عالم الطاقة؟
مع تزايد الضغوط العالمية للبحث عن مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، يحمل الهيدروجين الجوفي الكثير من الأمل لمستقبل الطاقة على كوكب الأرض. وهو نوع من الهيدروجين الطبيعي المتواجد في أعماق الأرض داخل خزانات جوفية وتكوينات صخرية. هذا المصدر غير التقليدي للطاقة قد يكون حجر الزاوية في تغيير مشهد الطاقة العالمي، بفضل كميات هائلة منه وخصائصه البيئية المميزة.
الهيدروجين الجوفي هو غاز هيدروجين طبيعي يتكوّن داخل القشرة الأرضية، نتيجة تفاعلات جيولوجية بين المعادن والماء، ويُخزن في تكوينات صخرية خاصة تحت سطح الأرض. على عكس الهيدروجين الصناعي الذي يتم إنتاجه عبر عمليات مكلفة ومرهقة بيئيًا، فإن الهيدروجين الجوفي موجود جاهزًا في الطبيعة ولا يحتاج إلى عمليات إنتاج معقدة، وفق تقرير لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية "USGS".
حجم الكميات المكتشفة وأهميتها
وأظهرت دراسة حديثة من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) أن هناك ما يصل إلى 6.2 مليارات طن من الهيدروجين الجوفي مخزون تحت سطح الأرض. اللافت للنظر هو أن 2% فقط من هذه الكمية كفيلة بتوفير الطاقة لبلد كامل لأكثر من 200 سنة. هذا الرقم الضخم يجعل الهيدروجين الجوفي مصدرًا واعدًا للطاقة النظيفة والقابلة للاستدامة لفترات طويلة.
كيف يختلف عن مصادر الهيدروجين الأخرى؟
حتى الآن، يُنتج الهيدروجين بشكل رئيسي عبر طريقتين:
الهيدروجين الأخضر: ينتج عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستخدام الكهرباء المتجددة، وهو نظيف لكنه مكلف.
الهيدروجين الأزرق: يُنتج من الغاز الطبيعي مع التقاط الكربون، وهو أقل تلوثًا لكنه لا يزال يعتمد على الوقود الأحفوري.
أما الهيدروجين الجوفي فهو مختلف كليًا، لأنه طبيعي ومستخرج مباشرة من الأرض دون الحاجة لطاقة إضافية كبيرة أو عمليات تصنيع، مما يجعله خيارًا صديقًا للبيئة وأكثر فعالية من حيث التكلفة.
بالرغم من وفرة الهيدروجين الجوفي، إلا أن استخراج هذه الكميات الهائلة يواجه عقبات تقنية واقتصادية كبيرة. فمعظم الرواسب موجودة في أعماق كبيرة أو في مواقع يصعب الوصول إليها مثل تحت البحار أو في مناطق نائية. هذا يجعل تكلفة الاستخراج مرتفعة مقارنة بالمصادر التقليدية. كما أن تطوير تقنيات حديثة لاستخراجه بشكل اقتصادي وفعال هو أمر لا يزال قيد البحث والتطوير، وفقا لـ "Science Advances".
تعمل عدة دول مثل مالي وفرنسا وأستراليا على استكشاف إمكانيات استخدام الهيدروجين الجوفي، وكذلك تقوم هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بدراسة المواقع المحتملة داخل الولايات المتحدة. حتى الآن، تم تحديد أكثر من 110 ملايين كيلوجرام من الهيدروجين الطبيعي، لكنه لم يدخل مرحلة الاستخدام التجاري بعد.
لكن الآن، مع اكتشاف احتياطيات طبيعية ضخمة من الهيدروجين، أصبح بالإمكان استخراجه مباشرة من باطن الأرض، دون الحاجة إلى العمليات الصناعية المكلفة والملوثة، وهو ما قد يفتح الباب أمام مستقبل طاقة أكثر نظافة واستدامة وعدالة على مستوى العالم.
لماذا نحتاج إلى الهيدروجين الجوفي؟
مع ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، وتفاقم أزمة تغير المناخ بسبب الانبعاثات الكربونية، أصبح من الضروري إيجاد مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. الهيدروجين الجوفي يمثل فرصة لإنتاج طاقة خالية من الكربون وبدون التأثير البيئي الكبير الذي تسببه مصادر الطاقة التقليدية.
إذا تمكنت التكنولوجيا من التغلب على تحديات الاستخراج، فقد نرى في العقود القادمة اعتمادًا متزايدًا على الهيدروجين الجوفي كمصدر رئيسي للطاقة. هذا قد يساهم بشكل كبير في خفض الانبعاثات وتحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

250 عاماً في الفضاء.. رحلة بشرية إلى النجوم بلا عودة
250 عاماً في الفضاء.. رحلة بشرية إلى النجوم بلا عودة

البيان

timeمنذ 5 ساعات

  • البيان

250 عاماً في الفضاء.. رحلة بشرية إلى النجوم بلا عودة

تخيل أن تودّع الأرض إلى الأبد، وتبدأ رحلة لن تنتهي في عمق الفضاء، رحلة تستمر 250 سنة كاملة، بلا عودة، نحو نجم بعيد لا يعرفه إلا القليل! هذه ليست قصة خيال علمي، بل تصميم حقيقي لمركبة فضائية عملاقة تُحاكي المستقبل الذي ينتظر البشرية. في مشروع طموح يدمج بين الهندسة، العلم، والخيال العلمي، ظهرت تصاميم مبتكرة لسفن فضائية عملاقة قادرة على نقل آلاف البشر في رحلة واحدة باتجاه نجم "بروكسيما سنتوري"، أقرب النجوم إلى الأرض، في مهمة تستغرق حوالي 250 عاماً — رحلة بلا عودة. تصميم "كريساليس": سفينة الأجيال التي تحمل الحياة بين النجوم وبحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" فإن أحد أبرز التصاميم الفائزة في مسابقة "مشروع هايبريون" هو سفينة فضائية عملاقة تدعى "كريساليس"، طولها 58 كيلومتراً، قادرة على استيعاب نحو 1000 إلى 1500 شخص يعيشون أجيالاً كاملة داخلها حتى الوصول إلى النجم المستهدف. ما الذي يجعل "كريساليس" مختلفة؟ تحتوي "كريساليس" مناطق زراعية ضخمة لزراعة الغذاء النباتي وتجديد الأكسجين ، وبها مساحات بيئية متنوعة تشمل الغابات، السهول، حتى الصحارى، لمحاكاة بيئة الأرض، بالإضافة إلى مساكن معيارية مرنة: تسمح للأفراد بالتنقل بين المناطق حسب الحاجة، ومرافق تعليم وترفيه: مكتبات، مدارس، حدائق، وصالات رياضية. كما تحتوي على "قبة الكون" وهي قبة زجاجية ضخمة تسمح بالاتصال البصري مع الفضاء والنجوم، وتوجد طاقة متجددة ومستدامة عبر مفاعلات الاندماج النووي وأنظمة تدوير المياه والمغذيات. الحفاظ على التنوع البيولوجي يحتوي المشروع على بنك وراثي يحفظ بذور النباتات، أجنة الحيوانات، والحمض النووي لأنواع متنوعة، بهدف إعادة بناء التنوع البيولوجي عند الوصول إلى الكوكب الجديد. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم الفريق الاعتماد بشكل رئيسي على نظام غذائي نباتي مع إنتاج بروتين صناعي لتقليل استهلاك الموارد، مع تخصيص مساحة رمزية قليلة للحيوانات لأغراض بيئية وجمالية. الحياة الاجتماعية على متن السفينة تُعتبر الحياة الاجتماعية والنفسية من التحديات الكبرى في هذه الرحلة الطويلة. لذلك، يطرح التصميم إطارًا اجتماعيًا متطورًا يُتيح للأفراد حرية تكوين العلاقات الأسرية والاجتماعية . "قبة الكون": نافذتك إلى الفضاء واحدة من أكثر عناصر التصميم إثارة هي "قبة الكون" — قبة ضخمة زجاجية توفر إطلالة بانورامية على الفضاء الخارجي، ما يعزز الشعور بالارتباط بالكون ويُسهم في دعم الصحة النفسية للسكان. في هذه القبة، تُعقد الاجتماعات السنوية التي تجمع جميع الركاب لمناقشة القرارات المجتمعية، ما يجعلها مركزاً حيوياً للحياة السياسية والاجتماعية على متن السفينة. هل هو خيال علمي أم واقع قريب؟ رغم أن رحلة تستغرق 250 عاماً تبدو كأفكار الخيال العلمي، فإن مشروع "هايبريون" يُعد دراسة واقعية تدمج العلم والتقنية الحديثة في تخطيط لمستقبل بعيد، يحاول التمهيد لهجرة بشرية محتملة خارج الأرض، تحسباً للتحديات البيئية والسياسية التي قد تواجه كوكبنا. هذا المشروع يُحفّز النقاش العالمي حول كيف يمكن للبشر أن يعيشوا ويزدهروا في الفضاء، وما هي البنى التحتية الاجتماعية والتقنية التي يجب تطويرها للحفاظ على حياتهم وأجيالهم القادمة.

الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض
الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض

الإمارات اليوم

timeمنذ يوم واحد

  • الإمارات اليوم

الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض

قال علماء، اليوم، إن شهر يوليو الماضي كان ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض منذ بدء التسجيل على مستوى العالم، إذ بلغت الحرارة في تركيا مستوى قياسيا عند 50.5 درجة مئوية. واستمر الشهر الماضي في الاتجاه نحو الظروف المناخية المتطرفة التي يعزوها العلماء إلى ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن أنشطة الإنسان، على الرغم من وجود توقف للكوكب في بلوغ درجات حرارة قياسية. ووفقا لهيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، فقد بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي العالمية 16.68 درجة مئوية في يوليو الماضي، وهو ما يزيد بمقدار 0.45 درجة مئوية على متوسط درجات الحرارة للشهر في الفترة بين عامي 1991-2020. وقال كارلو بونتيمبو مدير هيئة كوبرنيكوس، إنه بعد مرور عامين من تسجيل أعلى درجات الحرارة لشهر يوليو، انتهت أحدث سلسلة للمستويات القياسية لدرجات الحرارة العالمية، في الوقت الحالي. وأضاف أن هذا لا يعني أن تغير المناخ توقف، ما زلنا نشهد آثار ارتفاع درجة حرارة العالم في وقائع مثل الحرارة الشديدة والفيضانات الكارثية خلال يوليو.

ناسا تختبر سقوط سيارات الأجرة الجوية من ارتفاع 35 قدمًا.. ماذا كشفت النتائج؟
ناسا تختبر سقوط سيارات الأجرة الجوية من ارتفاع 35 قدمًا.. ماذا كشفت النتائج؟

البيان

timeمنذ 2 أيام

  • البيان

ناسا تختبر سقوط سيارات الأجرة الجوية من ارتفاع 35 قدمًا.. ماذا كشفت النتائج؟

مع تزايد التطور في مجال الطائرات الكهربائية وسيارات الأجرة الجوية، تبرز أهمية ضمان سلامة هذه المركبات الجديدة قبل دخولها في الاستخدام اليومي. وكالة ناسا، التي لطالما كانت رائدة في البحث والابتكار، قامت مؤخرًا باختبار سقوط مهم يُسلّط الضوء على مدى متانة وسلامة تصميم سيارات الأجرة الجوية. في 26 يونيو 2025، في مركز أبحاث لانغلي التابع لناسا بولاية فرجينيا، أجرى الباحثون اختبار سقوط لجسم طائرة بالحجم الطبيعي، يُشبه سيارات الأجرة الجوية التي قد تراها في المستقبل. تم رفع الهيكل على ارتفاع حوالي 35 قدمًا (حوالي 10 أمتار) باستخدام كابلات، ثم أُطلق ليهوي ويصطدم بالأرض بسرعة تحاكي ظروف اصطدام فعلية. والهدف من هذا الاختبار هو تقييم قدرة الهيكل على تحمل الصدمات ومدى حماية الركاب في حال وقوع حادث. يتميز الاختبار وفقا لـ "ناسا" هذه المرة بإضافة زاوية انحراف 10 درجات أثناء السقوط، وهي شرط من شروط اعتماد إدارة الطيران الفيدرالية للطائرات ذات الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL). كما أُضيفت كتلة تحاكي وزن البطاريات تحت الأرضية، الأمر الذي يساعد في دراسة تأثير التصادم على المكونات الداخلية للمركبة والركاب. بعد الاصطدام، بدأ فريق الباحثين بتحليل النتائج، حيث قاموا بفحص مدى تحمّل الهيكل والأرضيات السفلية المصممة لامتصاص طاقة الصدمة، وكذلك تقييم استقرار البطاريات المُحاكاة. وكانت المفاجأة أن نتائج الاختبار تطابقت مع توقعات المحاكاة الحاسوبية السابقة، ما يؤكد دقة النماذج المستخدمة ويعزز الثقة في التصميمات المستقبلية. تُعد هذه التجارب خطوة مهمة في تطوير السيارات الجوية الكهربائية، التي تعتمد بشكل كبير على مواد خفيفة الوزن ومبتكرة تختلف عن الطائرات التقليدية. لذلك، فهم كيفية تصرف هذه المواد أثناء الاصطدام ضروري لتصميم هياكل أقوى وأكثر أمانًا. هذا النوع من الاختبارات لا يقتصر فقط على تحسين سلامة الركاب، بل يساعد في تطوير معايير وقوانين صارمة وواضحة تحكم صناعة الطائرات الكهربائية المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، يتم مشاركة البيانات مع شركات الطيران والمهندسين لتسريع تطوير تقنيات أكثر أمانًا وموثوقية. يأتي هذا المشروع في إطار برنامج المركبات الجوية المتقدمة التابع لناسا، ضمن مهمة التنقل الجوي المتقدم، التي تسعى إلى تمهيد الطريق لمستقبل تكون فيه سيارات الأجرة الجوية جزءًا من وسائل النقل اليومي في المدن والمناطق المأهولة. بفضل هذه الاختبارات، تزداد ثقة الشركات المصنعة في تصميماتها، مما يسهل عملية اعتماد المركبات الجديدة من قبل الجهات التنظيمية مثل إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية. وهذا يسرّع من وصول سيارات الأجرة الجوية إلى الأسواق والاستخدام العملي. وتعد اختبارات السقوط التي تجريها ناسا خطوة حيوية نحو تحقيق حلم التنقل الجوي الآمن، حيث تضمن هذه الاختبارات أن تكون سيارات الأجرة الجوية ليست فقط مبتكرة، بل وأيضًا آمنة وموثوقة للمستخدمين. هذا التقدم يعكس التزام ناسا بدعم التطور التكنولوجي ورفع مستوى السلامة في مستقبل النقل الجوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store