
العلاقات السعودية الأمريكية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة
تجسد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية نموذجًا راسخًا للتفاهم والاحترام المتبادل، قائمًا على عقود طويلة من التعاون البنّاء، وممتدًا إلى شراكة إستراتيجية شاملة، بما يحقق مصالح البلدين، وتطلّعات الشعبين الصديقين.
وبدأت العلاقات بين البلدين، بتوقيع اتفاقية تعاون عام 1933، تعزّزت بعدها آفاق التعاون في شتى المجالات، كما أسس اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، في 14 فبراير 1945، لعقود من العلاقات والشراكة الإستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين المملكة وأمريكا، وأرست أسس التعاون المتنامي في شتى المجالات، إذ حرصت المملكة على تسخير هذه العلاقة لخدمة مصالحها الوطنية، وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وينظر العالم إلى العلاقات بين المملكة وأمريكا بصفتها مرتكزًا أساسيًا لتعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم، لما يُشكله البلدان من دور محوري في جهود تعزيز الأمن والسِّلم الدوليين، انطلاقًا من مكانتهما السياسية والأمنية والاقتصادية وعضويتهما في مجموعة العشرين(G20).
وتتسم العلاقات الاقتصادية بين المملكة وأمريكا بالمرونة والتنوع، وتُعد المملكة من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في المنطقة، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024م نحو 32 مليار دولار، حيث صدّرت المملكة سلعًا ومنتجات إلى الولايات المتحدة بقيمة 13 مليار دولار، مقابل واردات منها بلغت 19 مليار دولار.
ووقعت المملكة وأمريكا عديدًا من الاتفاقيات التي وفرت إطارًا حيويًا لتطوير بيئة الأعمال بين البلدين، في مقدمتها اتفاقية تبادل الإعفاء الضريبي على الدخل المتحقق من التشغيل الدولي للسفن أو الطائرات، والتي وقعت عام 2000، واتفاقية تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية في عام 2005، إلى جانب مجموعة من اتفاقيات وبروتوكولات التعاون العلمي والفني والتقني، واتفاقيات في مجالات التنمية الحضرية والطيران المدني والنقل الجوي والوقود النظيف وإدارة الكربون وحماية الملكية الفكرية.
وعلى صعيد القطاع الخاص، افتتحت الغرفة التجارية الأمريكية فرعها (AmCham Saudi Arabia) في المملكة عام 2021، لمواكبة التطورات المستمرة التي تشهدها المملكة في قطاع الأعمال.
وشكلت المملكة على مدار تاريخها وجهة رئيسة للشركات الأمريكية وللمستثمرين الأمريكيين، الذين اتخذوا من المملكة مقرًا لأعمالهم منذ عقود، كما يعيش ويعمل آلاف الأمريكيين في المملكة، مستفيدين من بيئة أعمالها النشطة ومجتمعها الحيوي وجاذبية سوقها للكفاءات والمواهب من حول العالم.
وبلغ رصيد الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة خلال عام 2024م نحو 15.3 مليار دولار، وينظر المستثمرون الأمريكيون بإيجابية إلى التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة، لما تتيحه من فرص واعدة للشركات الأمريكية في مجالات متعددة، تشمل استكشاف الفضاء للأغراض التجارية، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، إضافة إلى البنية التحتية، والتقنيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي.
واستكمالًا للتعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات والقطاعات، ولتشكيل آفاق جديدة للتعاون في مجال الفضاء وعلوم الأرض والمهمات الاستكشافية؛ صدر في 28 نوفمبر 2023 بيان مشترك بين المملكة وأمريكا، ركز على تعزيز التعاون في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، إضافة إلى التعاون في الفرص التجارية لصناعات الفضاء بين البلدين الصديقين، ومناقشة توقيع اتفاقية إطارية بين البلدين للتعاون في مجال الفضاء للأغراض السلمية.
كما وقّع البلدان في يوليو 2024 اتفاقية تعاون إستراتيجي في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وتهدف إلى تعزيز تعاونهما في مجال الفضاء والاستكشاف العلمي، وزيادة الاستثمار المشترك في الأنشطة التجارية المختلفة، وإنشاء إطار قانوني شامل يسهل التعاون بينهما لتبادل الخبرات وتطوير برامج مشتركة، كما حددت الاتفاقية مجالات العمل المشترك بين الطرفين، تشمل علوم الفضاء والأرض، والملاحة الجوية، والمهمات الفضائية، والتعليم، إضافة إلى عديد من المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
ولدعم التبادل والتعاون الأكاديمي والبحثي المشترك، ولتعزيز فرص تنقل الطلبة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس بين البلدين؛ وقعت حكومتا البلدين في نوفمبر 2024 بمدينة الرياض مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وقد بلغ عدد المبتعثين السعوديين الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2025 (14.845) طالبًا وطالبة، ضمن امتداد طويل لبرنامج الابتعاث الذي تجاوز عدد مستفيديه الدارسين في الجامعات الأمريكية نصف مليون طالب وطالبة، وذلك منذ إطلاقه في عام 2006م، فيما يبلغ عدد المنح الدراسية المقدمة من قبل حكومة المملكة للطلاب من الولايات المتحدة الأمريكية (318) منحة، ويبلغ عدد الاتفاقيات ومذكرات التعاون، والبرامج التنفيذية، وعقود الخدمات بين الجامعات السعودية والجامعات الأمريكية (289) اتفاقية.
ودعمًا لتلك العلاقات نحو آفاق أرحب، تأتي زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترمب للمملكة، بصفتها أولى زياراته الخارجية للمرة الثانية خلال فترتيه الرئاسيتين، لتؤكد مدى التقدير الذي تكنّه الولايات المتحدة الأمريكية لمكانة المملكة ودورها المؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وحرصها على تعزيز الشراكة الإستراتيجية معها، إلى جانب تأكيد اهتمام الإدارة الأمريكية بتوطيد العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والاستثمارية، وتقديرها الكبير لقيادة المملكة.
العلاقات السعودية الأمريكية بالأرقام
- 32 مليار دولار التبادل التجاري بين البلدين في 2024.
- 13 مليار دولار صادرات المملكة.
- 19 مليار دولار الواردات الأمريكية.
- 15.3 مليار دولار رصيد الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة خلال 2024.
- 14845 طالبًا وطالبة سعوديين يدرسون في أمريكا حسب إحصائية 2025.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 12 دقائق
- الوطن
الصين عن قبة ترمب الذهبية: معارك الفضاء تهدد بدمار العالم
صرحت الصين، الأربعاء، بأن خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لبناء ما يُسمى بنظام الدفاع الصاروخي «القبة الذهبية» لحماية الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية تحمل «تداعيات هجومية قوية»، وستزيد من مخاطر سباق تسلح عالمي وعسكرة الفضاء الخارجي. وصرح ترمب، الثلاثاء، بأن إدارته «اختارت رسميًا تصميم هذا النظام المتطور»، وأن حزمة ميزانية يناقشها الكونجرس حاليًا ستوفر تمويلًا أوليًا بقيمة 25 مليار دولار للمشروع. وتشير تقديرات غير سرية صادرة عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إلى أن الجيش يتوقع أن يواجه تهديدات صاروخية أكبر «من حيث الحجم والتطور في العقد المقبل»، مشيرة على وجه التحديد إلى أن «الصين وروسيا تعملان على تطوير مجموعة من أنظمة التسليم الجديدة لاستغلال الثغرات في الدفاعات الصاروخية الباليستية الأمريكية الحالية». ولقد اختبرت كوريا الشمالية بنجاح صواريخ باليستية ذات مدى كافٍ للوصول إلى كامل أراضيها، وتمتلك إيران مركبات إطلاق فضائية يمكنها استخدامها لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قابل للاستخدام العسكري بحلول عام 2035، إذا قررت طهران متابعة هذه القدرة، كما جاء في تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، محذرًا من أنه بالفعل «لا يوجد جزء من الوطن لا يمكن ضربه بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات الموجودة». هوس أمريكي لكن الصين، التي تعمل على تعميق علاقاتها مع روسيا في حين تعمل على تطوير قدراتها الصاروخية وغيرها من القدرات العسكرية بسرعة، بما في ذلك الأسلحة النووية، اتهمت إدارة ترمب بالهوس بالدفاع الأمريكي على نحو قد يعرض الأمن العالمي للخطر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: «إن الولايات المتحدة، في سعيها وراء سياسة «الولايات المتحدة أولًا»، مهووسة بالسعي إلى تحقيق أمنها المطلق. وهذا ينتهك مبدأ عدم المساس بأمن جميع الدول، ويقوض التوازن والاستقرار الإستراتيجي العالمي. والصين قلقة للغاية حيال هذا الأمر». وأضافت أن خطة البيت الأبيض «تزيد من خطر تحول الفضاء إلى ساحة معركة، وتؤجج سباق التسلح، وتقوض الأمن الدولي». وتابعت: «نحث الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي في أقرب وقت ممكن». تعاون صيني روسي دأب الجيش الأمريكي على تأكيد أن الصين وروسيا تنشران بالفعل أسلحة في الفضاء، حيث تشير التقارير إلى استخدام أسلحة متنوعة، من أسلحة الليزر إلى الأقمار الصناعية الصينية القادرة على تعطيل الأقمار الصناعية الأمريكية أو حتى الاستيلاء عليها. وفي العام الماضي، حذرت الولايات المتحدة روسيا من نشر سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية، يعتقد المحللون أنه قد يبقى في الفضاء لفترات طويلة قبل أن يُطلق انفجارًا يُعطل جميع الأقمار الصناعية المحيطة به. وفي غضون ذلك، قال الكرملين في العاصمة الروسية، يوم الأربعاء، إن خطط ترمب ستتطلب مشاورات بين موسكو وواشنطن، لكن متحدثا باسم الكرملين قال إنها «مسألة سيادية» إلى حد كبير بالنسبة للولايات المتحدة. وكان هذا الموقف أكثر ليونة من الموقف الذي اتخذه الرئيس فلاديمير بوتن في السابق، والذي نشر مؤخرًا بيانًا يقول إن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الجديد من شأنه أن يعطي موسكو بشكل صريح دافعًا «لتعزيز ترسانتها بشكل كبير لإجراء عمليات قتالية في الفضاء». وفي بيان مشترك صدر في وقت سابق من هذا الشهر، وصفت الصين وروسيا مشروع القبة الذهبية بأنه «مزعزع للاستقرار بشكل كبير»، وقالت الدولتان الخصمان للولايات المتحدة إنه سيحول الفضاء إلى «ساحة للمواجهة المسلحة».


رواتب السعودية
منذ 19 دقائق
- رواتب السعودية
سيارة هوندا هجينة SUV جديدة قادمة إلى أمريكا بعد تأخر تبني السيارات الكهربائية
السيارات – مع قيام المزيد من شركات صناعة السيارات بمراجعة خططها للسيارات الكهربائية استجابةً لواقع السوق، تعمل هوندا أيضًا على تعديل استراتيجيتها الخاصة بالسيارات الكهربائية. وأعلن الرئيس التنفيذي توشيهيرو ميبي مؤخرًا عن تغييرات جوهرية في نهج الشركة، شملت خفضًا حادًا في أهداف المبيعات الطموحة، والأهم من ذلك، استثمارها في السيارات الكهربائية. وكان اعتماد السيارات الكهربائية، الذي جاء أبطأ من المتوقع، عاملًا رئيسيًا وراء هذا التحول. وبينما لا تزال هوندا ترى أن السيارات الكهربائية هي أفضل مسار طويل الأمد لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إلا أن وتيرة التبني لم تواكب التوقعات. وقد حالت مجموعة من اللوائح البيئية المتطورة وسياسات التجارة المتغيرة دون تحقيق هدف تبني السيارات الكهربائية بسرعة كما تمنى الكثيرون. وتتوقع هوندا الآن أن تُشكّل السيارات الكهربائية أقل من 30% من مبيعاتها العالمية بحلول عام 2030. واستجابةً لذلك، تُخفّض الشركة استثماراتها المُخطط لها في مجال السيارات الكهربائية من 10 تريليونات ين ياباني أي 69 مليار دولار إلى 7 تريليونات ين ياباني أي 48 مليار دولار بحلول عام 2031. ويعود جزء من هذا التخفيض إلى تأجيل مشروع استثماري كبير في مجال السيارات الكهربائية في كندا. والأهم من ذلك، تُقدّم هوندا نظام إنتاج مُختلطًا جديدًا يُمكنه التعامل مع كلٍّ من السيارات الكهربائية والهجينة، مع مرونة إضافية للتنقّل بين المصانع المُختلفة. وسيُرافق ذلك 'استراتيجية سلسلة توريد مرنة' مُصمّمة لإجراء التعديلات اللازمة، تبعًا لتقلبات السوق في مُختلف المناطق. ومع توقع استمرار نمو الطلب على السيارات الهجينة مع نهاية العقد، تخطط هوندا لإطلاق 13 طرازًا من السيارات الهجينة من الجيل القادم عالميًا بين عامي 2027 و2031. وستحمل هذه السيارات الهجينة شعار 'H' المُعاد تصميمه، والذي كان مخصصًا سابقًا للسيارات الكهربائية. تهدف الشركة إلى تحقيق مبيعات سنوية قدرها 2.2 مليون سيارة هجينة بحلول عام 2030، مما يُسهم في زيادة المبيعات بشكل أوسع لتتجاوز 3.6 مليون وحدة المتوقعة في عام 2025. وسيشهد نظام هوندا الهجين ثنائي المحركات e:HEV تحسينات أيضًا، مما يوفر كفاءة مُحسّنة وتصميمًا أفضل. كما سيُعزز نظام الدفع الرباعي (AWD) الجديد الأداء بشكل أكبر. سيكون إنتاج النظام الهجين من الجيل التالي أقل تكلفة بنسبة 30% من الإصدار الحالي، مما يجعله خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة. وتعمل هوندا، تحديدًا في أمريكا الشمالية، على تطوير نظام هجين جديد مصمم خصيصًا للسيارات الأكبر حجمًا، مع التركيز على الأداء العالي وقدرات السحب. سيُطرح هذا النظام لأول مرة في طرازات من المقرر إطلاقها خلال السنوات القليلة المقبلة، بما في ذلك سيارة SUV كبيرة. ورغم عدم الكشف عن اسم الطراز، إلا أننا نعتقد أنه قد يكون بديلاً لسيارة بايلوت. وتستثمر الشركة أيضًا بكثافة في التقنيات الذكية مثل أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS). وبهدف تعزيز القدرة التنافسية لكل من السيارات الكهربائية والهجينة، سيوفر الجيل التالي من أنظمة مساعدة السائق المتقدمة من هوندا مستوى أعلى من الاستقلالية في القيادة داخل المدن وعلى الطرق السريعة. ومن المتوقع إطلاق هذه الأنظمة حوالي عام 2027 عبر مجموعة واسعة من السيارات الكهربائية والهجينة في أمريكا الشمالية واليابان.

سعورس
منذ 34 دقائق
- سعورس
بايرن يحسم مسألة ضم فيرتز بنهاية الشهر الجاري
ووفقا لتقرير نشرته مجلة "كيكر" الرياضية، فإن بطل الدوري الألماني يتوقع معركة مع ليفربول لضم اللاعب في فترة الانتقالات المقبلة. وذكرت تقارير أخرى أن ريال مدريد مهتم بضم لاعب الوسط الألماني. ويمتد عقد فيرتز مع ليفركوزن حتى 2027. ووفقا للتقارير فإن شركة باير لصناعة الأدوية، المالكة لنادي ليفركوزن، منحت الضوء الأخضر لبيع فيرتز، ولكن بمقابل 150 مليون يورو (8ر169 مليون دولار). وذكرت التقارير أن المبلغ الكبير أجبر مانشستر سيتي على الخروج من سباق ضم اللاعب البالغ من العمر 22 عاما.