logo
علماء يرصدون «انبعاثات هائلة» في القارة القطبية الجنوبية

علماء يرصدون «انبعاثات هائلة» في القارة القطبية الجنوبية

الإمارات اليوم٢٤-٠٢-٢٠٢٥

اكتشف فريق من العلماء الإسبان، الذين يستكشفون قاع البحر في القارة القطبية الجنوبية، «انبعاثات هائلة» من «غاز الميثان»، وهو غاز له القدرة على تسخين الكوكب بما يزيد بنحو 30 مرة على ثاني أكسيد الكربون، ولاحظ الباحثون على متن السفينة «سارمينتو دي جامبوا» أعمدة من غاز «الميثان» في المحيط يصل طولها إلى 700 متر، وعرضها 70 متراً، وفقاً للجيولوجيين، ريكاردو ليون، وروغر أورغيليس، قائدي البعثة، وقد تمثل هذه الانبعاثات غير المعروفة سابقاً، «قنبلة بيئية» محتملة لمناخ الكوكب.
وما اكتشفوه هو بالضبط ما كانوا يخشونه، وأبحر العلماء، في 12 يناير الماضي، بحثاً عن هذا التسرب الضخم، لكن في ذلك الوقت لايزال «افتراضياً»، وتراكم الغاز في قاع البحر منذ نحو 20 ألف عام، من خلال تحلل المواد العضوية في شكل «هيدرات الميثان»، وهي مادة صلبة بلورية.
وقال روغر أورغيليس، من معهد علوم البحار ومقره برشلونة: «إنه مثل الجليد الذي يمكنك إشعاله فيحترق»، وكانت النظرية أن ترقق الغطاء الجليدي الهائل في القارة القطبية الجنوبية - الذي بدأ في نهاية العصر الجليدي الأخير - يتسبب في انخفاض الوزن على الأرض وارتفاع كتلة اليابسة في القارة، وهذه الظاهرة المعروفة باسم «الارتداد بعد الجليدي»، تفسر تسرب «الميثان» المجمد المختبئ منذ آلاف السنين في قاع البحر.
وبحث الباحثون عن تسربات على حواف القارة القطبية الجنوبية، وهي واحدة من مناطق الكوكب الأكثر تضرراً بالاحتباس الحراري العالمي، مع ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من ثلاث درجات في نصف قرن فقط.
وتابع أورغيليس: «لقد قدرنا أنه في هذه المنطقة يوجد نحو 24 غيغا طن من الكربون المتراكم في (هيدرات الميثان)، وهي كمية تعادل ما ينبعث من البشرية بأكملها في عامين».
ويتحول «الميثان» المجمد والصلب إلى «غاز الميثان».
وقال ريكاردو ليون، من المعهد الجيولوجي والتعدين في إسبانيا: «لقد تم تسجيل هذه الظواهر بالفعل في القطب الشمالي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشافها في القارة القطبية الجنوبية».
وقد التقى فريقه بصحافيين في جزيرة «الملك جورج» في القارة القطبية الجنوبية في الثامن من فبراير، وهو اليوم الذي أنهوا فيه رحلتهم الاستكشافية، وتشير نتائجهم التي لاتزال أولية للغاية، إلى أن الغاز يتصاعد من باطن الأرض على طول الصدوع، وغالباً من خلال البراكين الطينية على ارتفاع مئات الأمتار فوق قاع البحر.
وكانت سفينة الأبحاث «سارمينتو دي جامبوا»، التابعة للمجلس الوطني الإسباني للبحوث، تجوب البحار القطبية الجنوبية الخطرة منذ نحو شهر، حيث أخذت عينات من المياه والرواسب، وأجرت فحوصاً بالأشعة السينية على باطن الأرض.
و«هيدرات الميثان»، على غرار الجليد، مستقرة في درجات الحرارة المنخفضة والضغوط العالية، لكن مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات وانخفاض وزن البحر، بسبب ارتفاع كتلة اليابسة في القارة القطبية الجنوبية، تصبح غير مستقرة وتُنذر بتسرب الغاز.
وتذوب أعمدة «الميثان» التي رصدها الباحثون على بعد نحو 150 متراً من سطح المحيط، وستكشف التحليلات المستقبلية للعينات، إلى أي مدى ينطلق الغاز في الغلاف الجوي.
وحذّر الجيولوجيان، ليون، وأورغيليس، من تهديد آخر، إذ يمكن أن يتسبب عدم استقرار الرواسب البحرية في حدوث انهيارات أرضية ضخمة على المنحدر القاري، مع إمكانية توليد موجات تسونامي.
وقال أورغيليس: «عندما تتحول (هيدرات الميثان) إلى غاز، فإنها تشغل حجماً أكبر بنحو 160 مرة، وإذا لم تتبدّد بسرعة، فقد تتسبب في انهيارات أرضية ضخمة، مثل انهيار (ستوريجا) في القطب الشمالي»، في إشارة إلى أكبر انهيار أرضي معروف تحت الماء، والذي تسبب في حدوث تسونامي دمر سواحل شمال أوروبا قبل نحو 8150 عاماً.
وبلغ ارتفاع الأمواج 20 متراً في جزر «شيتلاند» في اسكتلندا الحالية، لكن الآثار الجيولوجية للكارثة الطبيعية لاتزال موجودة على طول الساحل النرويجي، وفي الدنمارك وحتى في جرينلاند، ويحذر ليون قائلاً: «كان انهيار (ستوريجا) بحجم مماثل لحجم جنوب إسبانيا، وتزامن مع فترات تغير مناخي كبير على الأرض»، ونظراً إلى توقيت الانهيار الأرضي، فقد يكون أحد الأسباب هو أن هذه التغييرات تسببت في تفكك (هيدرات الميثان)، وأدت إلى الانهيار الأرضي الضخم».
عن «إل باييس»
. مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، تصبح «هيدرات الميثان» غير مستقرة وتُنذر بتسرب الغاز.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقنية CRISPR في مواجهة التحديات البيئية بمعهد التقنية الحيوية بجامعة القناة
تقنية CRISPR في مواجهة التحديات البيئية بمعهد التقنية الحيوية بجامعة القناة

صدى مصر

timeمنذ يوم واحد

  • صدى مصر

تقنية CRISPR في مواجهة التحديات البيئية بمعهد التقنية الحيوية بجامعة القناة

تقنية CRISPR في مواجهة التحديات البيئية في ورشة علمية متميزة بمعهد التقنية الحيوية بجامعة قناة السويس السويس …إبراهيم أبوزيد في إطار فعاليات الأسبوع البيئي بمعهد التقنية الحيوية بجامعة قناة السويس، عُقدت ورشة عمل علمية بعنوان 'تقنية CRISPR وتعديل الجينات لمواجهة التحديات البيئية في المجالات المختلفة'، والتي شهدت تفاعلاً واسعاً من المشاركين، وتضمنت عروضاً ترفيهية ومشاهدة أفلام تناولت تطبيقات هذه التقنية الثورية في مجالات علمية متعددة. أُقيمت الورشة تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبإشراف مباشر من الدكتورة نهى مصطفى مصباح، عميد المعهد، وبإشراف تنفيذي من الدكتور أحمد محمد ريان، وكيل المعهد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد عبد الرحمن، وكيل المعهد لشئون الدراسات العليا والبحوث، فيما قدمت الورشة الدكتورة مي علاء الدين عبد الموجود، الباحث ومدير إدارة التدريب بالمعهد، وسفير المناخ وعضو رابطة الابتكار العالمي بدولة الإمارات العربية المتحدة. تعد تقنية CRISPR ثورة علمية غير مسبوقة في مجال الهندسة الوراثية، إذ توفر أداة دقيقة للتعديل الجيني بالاعتماد على نظام المناعة المكتسبة في البكتيريا، ما يجعلها وسيلة واعدة لمواجهة عدد من التحديات البيئية المعقدة. وخلال الورشة، تم استعراض الأدوار المتعددة التي يمكن أن تقوم بها التقنية في مجالات حيوية، من بينها معالجة التلوث البلاستيكي من خلال تصميم بكتيريا قادرة على تفكيك المواد البلاستيكية إلى مكونات قابلة للتحلل الحيوي، وتنظيف التربة الملوثة بالمعادن الثقيلة عبر تطوير كائنات دقيقة تمتص هذه الملوثات أو تحوّلها إلى أشكال أقل ضرراً. وفي السياق ذاته، تناولت الورشة دور CRISPR في الحفاظ على التنوع الحيوي عبر حماية الأنواع المهددة بالانقراض وزيادة مقاومتها للتغيرات المناخية والأمراض، بالإضافة إلى قدرتها على ضبط التوازن البيئي من خلال التحكم في الأنواع الدخيلة باستخدام تقنية الجين الدافع. كما تم التطرق إلى مساهمتها الفعالة في مواجهة تغير المناخ، عبر تطوير محاصيل زراعية مقاومة للجفاف وأكثر كفاءة في استخدام المياه، وزيادة قدرة النباتات والطحالب على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وفي المجال الزراعي، أظهرت الورشة كيف يمكن استخدام التقنية في تطوير محاصيل مقاومة للآفات والأمراض دون الحاجة للمبيدات الكيميائية، بما يسهم في تحقيق زراعة مستدامة تحافظ على البيئة، وتحسن من الإنتاجية وجودة المحاصيل باستخدام موارد أقل، بما يتماشى مع مفاهيم الاقتصاد الدائري. كما تم استعراض تطبيقات مبتكرة في مجال مراقبة البيئة من خلال مستشعرات حيوية تعتمد على CRISPR لرصد الملوثات في التربة والماء والهواء بدقة وسرعة، ما يعزز من قدرة المؤسسات المعنية على اتخاذ قرارات سريعة لحماية البيئة. واختتمت الورشة بالتأكيد على أن هذه التقنية المبتكرة، بما تمتلكه من دقة عالية وكفاءة وتكلفة منخفضة، تُعد أحد أبرز أدوات المستقبل لمواجهة التحديات البيئية، حيث يمكن تطبيقها على نطاق واسع يشمل الكائنات الدقيقة والنباتات والحيوانات، ما يفتح آفاقاً غير محدودة للبحث والتطوير العلمي في هذا المجال الحيوي.

تتويج الطالب الإماراتي سيف كرم بجائزة الجمعية الكيميائية الأمريكية
تتويج الطالب الإماراتي سيف كرم بجائزة الجمعية الكيميائية الأمريكية

العين الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • العين الإخبارية

تتويج الطالب الإماراتي سيف كرم بجائزة الجمعية الكيميائية الأمريكية

تُوّج سيف كرم الطالب في مدرسة الثانوية النموذجية الحكومية أحد منتسبي مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين بالمركز الأول عالمياً في فئة الجوائز الخاصة بمجال الكيمياء. جاء ذلك خلال مشاركة الطالب مع الوفد الوطني، الذي ترعاه مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025)، الذي استضافته ولاية أوهايو الأمريكية. وحصد سيف كرم الجائزة المُقدمة من الجمعية الكيميائية الأمريكية ACS، إحدى أكبر الجمعيات العلمية التي تدعم البحث العلمي في مجال الكيمياء عالمياً عن مشروعه "ابتكار تصنيف لمواد جديدة تستخدم في تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مُركّبات متعددة الكربون ذات قيمة تفتح آفاقاً واسعة للتطبيق والاستخدام في مجالي الصناعة والطاقة المستدامة". رؤية لبناء أجيال تبدع في جميع المجالات ويعكس هذا الإنجاز رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين في أهمية بناء أجيال تبدع في كافة المجالات لتحافظ على ثراء الإنتاج الإنساني وتنوعه كما يجسد الدور الريادي البارز لمؤسسة ربع قرن في تمكين أجيال الغد من قيادة المستقبل. كما يأتي تتويجاً لتضافر الجهود والتعاون البنّاء والشراكة الفعّالة التي جمعت بين مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين ووزارة التربية والتعليم التي تحرص على التعاون مع كافة شركائها لإبراز مواهبهم وقدراتهم العلمية في المحافل العالمية .و أنجز سيف مشروعه بدعم أكاديمي من جامعة الشارقة في حين تم تعريفه على إجراء الحسابات النظرية على أنظمة الحوسبة عالية الأداء (HPC) . دور محوري لجامعة خليفة ولعبت جامعة خليفة دوراً محورياً أسهم في تمكين سيف كرم من إنجاز مشروعه وتجاربه حيث عمل تحت إشراف مباشر من الدكتور شارماركى محمد أستاذ مشارك في الكيمياء ورئيس مختبر البلوريات الكيميائية (CCL) في جامعة خليفة إلى جانب فريقه في قسم الكيمياء بالجامعة الذين قدّموا إشرافاً أكاديمياً شاملًا خلال فترة إعداد الورقة العلمية. وشمل ذلك تنفيذ جوانب بحثية حاسوبية وتجريبية أُنجزت في مختبرات الجامعة من ضمنها إجراء الحسابات النظرية باستخدام نظرية دالة الكثافة (DFT) على أنظمة الحوسبة عالية الأداء (HPC). و استقبل جاسم البلوشي عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين ومحمد عبدالقادر الوكيل المساعد لقطاع الاستراتيجية بالإنابة في وزارة التربية والتعليم سيف كرم والوفد الوطني المُشارك في فعاليات معرض آيسف 2025 تقديراً لهم. aXA6IDgyLjIyLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز GB

تدمير الغابات الاستوائية يبلغ أعلى مستوياته منذ 20 عاماً
تدمير الغابات الاستوائية يبلغ أعلى مستوياته منذ 20 عاماً

الشارقة 24

timeمنذ 2 أيام

  • الشارقة 24

تدمير الغابات الاستوائية يبلغ أعلى مستوياته منذ 20 عاماً

الشارقة 24 – أ. ف. ب: وصل تدمير الغابات الاستوائية الأولية العام الماضي إلى أعلى مستوى منذ 20 عاماً على الأقل، بسبب الحرائق التي يؤججها تغير المناخ وتدهور الوضع مجدداً في البرازيل. فقدت المناطق الاستوائية 6,7 ملايين هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، وهي مساحة تعادل تقريباً مساحة بنما، في أعلى مستوى منذ بدأ جمع البيانات في عام 2002 بواسطة المرصد المرجعي "غلوبال فورست ووتش" Global Forest Watch الذي يديره معهد الموارد العالمية (WRI)، وهي مؤسسة بحثية أميركية، بالتعاون مع جامعة ميريلاند. وذكرت المديرة المشاركة للمرصد إليزابيث غولدمان، أن هذا الرقم الذي يعكس زيادة بنسبة 80% عن عام 2023، "يوازي خسارة مساحة 18 ملعب كرة قدم في الدقيقة". وتتسبب الحرائق فيما يقرب من نصف هذه الخسائر، متقدمةً لأول مرة على الزراعة. وتمثل هذه المساحات المدمرة ما يعادل 3,1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ما يزيد قليلاً عن انبعاثات الهند في مجال الطاقة. وقالت غولدمان "هذا المستوى من تدمير الغابات غير مسبوق على الإطلاق منذ أكثر من 20 عاماً من البيانات"، مضيفةً "هذا إنذار عالمي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store