logo
رحلة ترامب إلى السعودية تمهد لإعادة ضبط الاستراتيجية في الشرق الأوسط'

رحلة ترامب إلى السعودية تمهد لإعادة ضبط الاستراتيجية في الشرق الأوسط'

الوطن الخليجية١١-٠٥-٢٠٢٥

قالت قناة فوكس نيوز الأمريكية إن المملكة العربية السعودية ستستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل في زيارة رسمية تحمل رمزية استراتيجية مهمة وتمهد لإعادة ضبط الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
وأبرزت القناة الأمريكية أن جولة ترامب في الخليج تأتي في وقت حاسم بالنسبة للمملكة، التي تعد إحدى الركائز الأساسية للاستقرار في منطقة مليئة بالتقلبات والصراعات.
وذكرت أن زيارة ترامب الثانية إلى الرياض في بداية ولايته الرئاسية هي رسالة تأكيد على الثقة المتبادلة والعلاقة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين، والتي تستند إلى مصالح مشتركة ودبلوماسية براغماتية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المملكة تحولات كبيرة. فقد مرّ ما يقرب من عقد منذ إطلاق 'رؤية 2030″، الخطة الطموحة التي تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد والمجتمع السعودي. من تقليل الاعتماد على النفط إلى تعزيز الانفتاح المجتمعي، تمكنت المملكة من تنفيذ إصلاحات جريئة وسريعة جعلت من الرياض مركزًا ماليًا وتكنولوجيًا إقليميًا.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود هذه التغيرات، قد حول المملكة إلى لاعب أساسي في الاقتصاد العالمي، حيث باتت النساء يقُدن السيارات، ودور السينما تنشط، ورأس المال العالمي ينظر إلى الرياض كأحد أهم المراكز الاقتصادية في المنطقة.
وزيارة ترامب إلى الرياض ليست مجرد خطوة دبلوماسية روتينية، بل هي اعتراف بنجاح الإصلاحات السعودية وتأكيد على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. فالسعودية لم تعد مجرد مستهلكة للنفوذ الدولي، بل أصبحت شريكًا محوريًا في بناء علاقات متوازنة تخدم المصالح الوطنية للطرفين.
في ظل هذا التحول، تجد الرياض في ترامب قائدًا يدرك أهمية التحالفات التي تقوم على المصالح المشتركة بدلاً من الخطابات الأخلاقية المبالغ فيها.
ولا شك أن منتقدي إدارة ترامب في واشنطن قد يثيرون اعتراضات بناءً على سرديات قديمة، لكن الحقيقة التي يجب فهمها هي أن المملكة لا تطلب شيكًا على بياض، بل تسعى إلى شراكة استراتيجية متوازنة. إن استقرار الشرق الأوسط هو هدف مشترك للجانبين، ولا يوجد طرف إقليمي أكثر التزامًا بهذا الاستقرار من المملكة.
وتتمثل استراتيجية المملكة في تبني دبلوماسية أكثر جرأة، حيث تعمل على الوساطة بين الأطراف المتنازعة في المنطقة، مثل دورها في التيسير بين واشنطن وكييف وموسكو، فضلاً عن جهودها لتشجيع الهدن في مناطق الصراع مثل سوريا.
في سوريا، على سبيل المثال، تلتزم المملكة بسياسة عملية تقوم على إعادة دمج البلاد بشكل مسؤول بهدف استقرارها ومنعها من أن تصبح ملاذًا للجماعات المتطرفة.
وفيما يتعلق بإيران، تدعم السعودية جهود الرئيس ترامب للتفاوض على اتفاق نووي أفضل لتجنب الحرب المدمرة في المنطقة. على خلاف إدارة أوباما، تقوم إدارة ترامب هذه المرة بإطلاع حلفائها في الخليج على تفاصيل المفاوضات، مما يعكس التعاون الوثيق بين الرياض وواشنطن في هذا الملف الحساس.
اقتصاديًا، تقدم السعودية فرصًا واسعة لتعميق التعاون مع الولايات المتحدة. بفضل ثرواتها المعدنية غير المستغلة التي تقدر بنحو 2.5 تريليون دولار، تسعى المملكة لتصبح سوقًا ناشئة للمستثمرين الأميركيين، خاصة في مجالات المعادن النادرة التي تحتاجها الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحديثة.
كما أن المملكة تستثمر بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة ضمن 'رؤية 2030″، ما يفتح المجال لشركات أمريكية، لا سيما في وادي السيليكون، لتصبح شريكًا استراتيجيًا في مجال الابتكار.
في مجال الأمن البحري، يمثل التعاون بين البلدين أولوية استراتيجية. كلا البلدين لديهما مصلحة مشتركة في ضمان حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج العربي، في مواجهة التحديات المتزايدة من قبل القوى الإقليمية وغير الحكومية. تعميق التعاون في هذا المجال يُعد خطوة حيوية لضمان استقرار الملاحة البحرية وحمايتها.
ورغم سعي السعودية لتعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة، تبقى القضية الفلسطينية نقطة تباين. الرياض تأمل أن تمارس واشنطن ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لتخفيف سلوكها العنيف، خصوصًا في الأراضي الفلسطينية. فالمملكة تدرك أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتحقق في ظل المعاناة الإنسانية المستمرة في غزة.
في النهاية، تظل السعودية قوة موجهة نحو الاستقرار والتنمية الاقتصادية المستدامة. زيارة ترامب لا ينبغي أن تُفهم على أنها تكريم لحليف تقليدي، بل كخطوة استراتيجية لإعادة ضبط سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. المملكة أصبحت الآن فاعلًا رئيسيًا في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا، من خلال دبلوماسيتها الفعالة وإصلاحاتها الطموحة التي أثبتت نجاحها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يهدد آبل بفرض 25% رسوم جمركية إذا لم تصنع الهواتف بأمريكا
ترامب يهدد آبل بفرض 25% رسوم جمركية إذا لم تصنع الهواتف بأمريكا

كويت نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • كويت نيوز

ترامب يهدد آبل بفرض 25% رسوم جمركية إذا لم تصنع الهواتف بأمريكا

في تصعيد جديد للسياسات التجارية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هواتف 'آيفون' التي تُصنع خارج الولايات المتحدة، خاصة تلك المُنتجة في الهند. جاء هذا التصريح عبر منصة 'تروث سوشيال'، حيث كتب ترامب، إن شركة أبل ستواجه فرض رسوم جمركية لا تقل عن 25% إذا لم تصنع هواتف أيفون في أمريكا. وكتب الرئيس الأمريكي في منشور على 'تروث سوشيال': لقد أبلغت 'تيم كوك' الرئيس التنفيذي لشركة أبل، منذ وقت طويل بأنني أتوقع أن يتم تصنيع أجهزة أيفون التي ستُباع في أمريكا داخل الولايات المتحدة وليس في الهند أو أي مكان آخر'. ويأتي هذا التهديد في وقت تعمل فيه آبل على توسيع عمليات التصنيع في الهند، ضمن استراتيجية لتنويع سلسلة التوريد وتقليل الاعتماد على الصين. وقد أدى هذا الإعلان إلى تراجع أسهم آبل بنسبة 3% في تداولات ما قبل السوق.

العقود الآجلة الأميركية تشهد تراجعًا بعد تصريحات ترامب
العقود الآجلة الأميركية تشهد تراجعًا بعد تصريحات ترامب

المدى

timeمنذ 3 ساعات

  • المدى

العقود الآجلة الأميركية تشهد تراجعًا بعد تصريحات ترامب

شهدت العقود الآجلة الأمريكية والأسواق العالمية تراجعا حادا بعد أن نشر الرئيس دونالد ترامب تهديدين بفرض رسوم جمركية عبر وسائل التواصل على شركة أبل والاتحاد الأوروبي. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي بنسبة 1.5%، بينما تراجعت عقود مؤشر ناسداك الآجلة بنسبة 1.7% قبل افتتاح السوق. كما تراجعت أسعار النفط وهبطت عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وشهدت الأسواق تراجعا حادا بعدما نشر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أنه يريد فرض 'رسوما جمركية مباشرة بنسبة 50%' على الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأول من حزيران، بسبب ما وصفه بتعنت ممثلي الاتحاد الأوروبي في المفاوضات. وتراجعت الأسواق الأوروبية بشكل شبه فوري بعد منشور ترامب على منصته الخاصة تروث سوشال. فعلى الفور تقريبا سجل مؤشر داكس الألماني انخفاضا بنسبة 1.9%، بينما هبط مؤشر كاك 40 في باريس بنسبة 2.4%. أما مؤشر فوتسي 100 في لندن فتراجع بنسبة 1.1%. وكان ترامب قد تراجع خطوة للوراء أو جمد العديد من تهديداته بفرض رسوم جمركية في الأسابيع الأخيرة، مما جلب بعض الهدوء للأسواق التي كانت تتقلب بشدة صعودا وهبوطا على مدى أسابيع مع إطلاقه تهديداته بفرض رسوم جمركية. وتراجعت أسهم شركة أبل بنسبة 3.8% خلال تداولات الصباح، بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجات أبل ما لم تقم الشركة بنقل تصنيع هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة. وقد يؤدي هذا التهديد الذي وجهه ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى ارتفاع كبير في أسعار أجهزة أيفون، مما قد يلحق الضرر بمبيعات وأرباح إحدى شركات التكنولوجيا الأمريكية الرائدة. وتراجعت أسهم شركة روس ستورز بنسبة 13% بعد أن أصدرت توقعات أرباح أقل مما توقعته وول ستريت. وسحبت الشركة كما فعلت العديد من الشركات مؤخرا توقعاتها للعام الكامل بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي الأوسع المرتبطة برسوم ترامب الجمركية. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد أن شهدت ارتفاعا في وقت سابق من الأسبوع بسبب المخاوف المتعلقة بتزايد ديون الحكومة الأمريكية. وهبط العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.48%، في حين انخفض عائد السندات لأجل سنتين، الذي يعكس بشكل أكبر توقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى 3.92%.

الاتحاد الأوروبي يطلب توضيحاً في شأن تهديد ترامب بفرض رسوم 50%
الاتحاد الأوروبي يطلب توضيحاً في شأن تهديد ترامب بفرض رسوم 50%

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

الاتحاد الأوروبي يطلب توضيحاً في شأن تهديد ترامب بفرض رسوم 50%

سعت المفوضية الأوروبية إلى الحصول على توضيح من الولايات المتحدة بعد أن أوصى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي بداية من الأول من يونيو. وتجري مكالمة هاتفية بين المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ونظيره الأميركي جيميسون جرير اليوم. وقالت المفوضية التي تشرف على السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة إنها لن تعلق على تهديد الرسوم الجمركية إلا بعد المكالمة الهاتفية. وتراجعت الأسهم الأوروبية بعد تعليقات ترامب وتخلى اليورو عن بعض المكاسب، في حين انخفض العائد على السندات الحكومية في منطقة اليورو بوتيرة حادة. ويواجه الاتحاد الأوروبي بالفعل رسوما جمركية أمريكية بنسبة 25 في المئة على صادراته من الصلب والألمنيوم والسيارات، إضافة إلى ما يسمى «بالرسوم المضادة» بنسبة 10 في المئة على جميع السلع، وهي رسوم من المقرر أن ترتفع إلى 20 في المئة بعد مهلة مدتها 90 يوما أعلنها ترامب وتنتهي في الثامن من يوليو يوليو. وتقول واشنطن إن الرسوم الجمركية تهدف إلى معالجة العجز التجاري للسلع مع الاتحاد الأوروبي، والذي بلغ وفقا لوكالة يوروستات نحو 200 مليار يورو (226.48 مليار دولار) العام الماضي. لكن الولايات المتحدة لديها فائض تجاري كبير مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتجارة الخدمات. وقالت مصادر مطلعة إن واشنطن أرسلت إلى بروكسل الأسبوع الماضي قائمة من المطالب لتقليص العجز، بما في ذلك ما يسمى بالحواجز غير الجمركية، مثل اعتماد معايير سلامة الأغذية الأميركية وإلغاء الضرائب على الخدمات الرقمية. ورد الاتحاد الأوروبي بمقترح يعود بالنفع على الطرفين يمكن أن يشمل انتقال الجانبين إلى رسوم جمركية صفرية على السلع الصناعية وشراء الاتحاد الأوروبي مزيدا من الغاز الطبيعي المسال وفول الصويا، فضلا عن التعاون في قضايا مثل الطاقة الإنتاجية الزائدة للصلب، والتي يلقي الجانبان باللوم فيها على الصين. وجرى الترتيب لمكالمة شيفتشوفيتش وجرير لاستكمال المباحثات في شأن تلك الاتفاقات وقبل اجتماع محتمل في باريس في أوائل يونيو. وقال نائب وزير الاقتصاد البولندي ميخال بارانوفسكي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة يبدو أنه حيلة تفاوضية. وقال لصحفيين على هامش اجتماع في بروكسل «الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتفاوضان. بعض المفاوضات تجري خلف أبواب مغلقة وبعضها أمام الكاميرات»، مضيفا أن المفاوضات قد تستمر حتى أوائل يوليو يوليو. وأكدت المفوضية الأوروبية مرارا أنها تفضل التوصل لحل عبر التفاوض، لكنها مستعدة لاتخاذ إجراءات مضادة في حال فشل المحادثات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store