logo
أحد دمشق الدامي... أما آن لأجراس الإنذار أن تقرع؟

أحد دمشق الدامي... أما آن لأجراس الإنذار أن تقرع؟

الديارمنذ 6 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
صبيحة الأحد 21 حزيران الجاري، كانت دمشق على موعد مع حدث لم يسجله تاريخها منذ أحداث العام 1860، التي بدأت بين الموارنة والدروز في جبل لبنان، ثم امتدت إلى دمشق التي شهدت مجازر ضد المسيحيين، تخللها حرق لقراهم وكنائسهم، الأمر الذي استدعى تدخلا دوليا برأس حربة فرنسي في حينها.
ففي الساعة 6 و 31 دقيقة من ذلك الصباح، وفقا لتوثيق إحدى الكاميرات القريبة، دخل مسلحان، وفقا لرواية ناجين، كنيسة مار الياس في منطقة «الدويلعة» بدمشق، أحدهما يحمل سلاحا فرديا والآخر يرتدي حزاما ناسفا، وعلى الفور عاجل المسلحان المصلين بإطلاق الرصاص، قبيل أن يفجر الآخر نفسه. وفي آخر تحديث أعلن بيان لوزراة الصحة السورية عن «ارتقاء 22 مدنيا وإصابة 59 آخرين، في حصيلة جديدة جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس بمنطقة الدويلعة بدمشق».
الكنيسة المستهدفة هي كنيسة «أرثوذكسية» تعود مرجعيتها للكنيسة الشرقية، التي تشكلت بعد انشقاق 1054، والذي أدى إلى انقسام المسيحية في أوروبا إلى « شرق بيزنطي أرثوذكسي» مقره القسطنطينية، و«غرب لاتيني كاثوليكي» مقره روما، حيث سينتشر الأول بشكل أساسي في روسيا وبلاد البلقان ودول أوربا الشرقية واليونان وعموم الشرق الأوسط.
ولعل الفعل كان «مدروسا» لاعتبارات معينة، وإن كان من الصعب الجزم بذلك ما لم تظهر استهدافات أخرى تصب في هذا الإتجاه. لكن ثمة مؤشرات تعزز من ذلك الإعتقاد، من نوع ما كتبه مجهولون، مهددين بعبارات «جاييكم الدور»، على جدران كنيسة «مار إيليا» في كفربهم بريف حماة الغربي، وهي للروم الأرثوذكس أيضا.
أصدرت وزارة الداخلية السورية بعد ساعات من الهجوم على الكنيسة، بيانا جاء فيه» أقدم انتحاري يتبع لتنظيم «داعش» الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار الياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث أطلق النار، ثم فجر نفسه بواسطة سترة ناسفة». وقد لقي البيان على مواقع التواصل الإجتماعي الكثير من الإنتقادات، سواء أكان لجهة العبارات المستخدمة فيه، أم لخلوه من أية وعود بمحاسبة من يقف وراءه.
وقد ذكر الصحافي شعبان عبود، المحرر في تلفزيون سوريا الرسمي، في منشور له على صفحته «إن من يقف وراء تفجير كنيسة مار الياس أراد إرسال رسائل عدة: الأولى هي للقول بأن المهاجمين قريبون فكريا وعقائديا من الإدارة السورية الجديدة، والثانية إلى الولايات المتحدة والغرب عموما، لكبح جماح اندفاعهم واحتضانهم للإدارة السورية الجديدة، من خلال خلق شكوك بقدراتها على ضبط الأمن وحماية الأقليات، والثالثة إلى الأقليات وفحواها أن «الخطر السني» ما زال قائما ويهدد مصيرهم».
قد يكون في ما سبق الكثير مما يستدعي التوقف عنده، ولربما حصل الفعل بدعم وإسناد استخباراتي خارجي، وأن الفاعلين لم يكونوا أكثر من «أدوات تنفيذية»، وفقا لما أراد عبود قوله وإن لم يكن بشكل مباشر، لكن هؤلاء الآخرين، الفاعلين، لم يسقطوا علينا من كوكب آخر، بل إن المناخات السائدة كانت» تبشر» بقرب « صدارتهم» للمشهد. فـ «الهستيريا» الطائفية كانت تملأ الشوراع منذ أشهر، والآلاف من المقاطع المصورة كانت ملأى بشتى أنواع الشتائم التي تنهال على بعض الطوائف. وعلى الحواجز كان السؤال الأهم الذي يعترض «عابريها» هو: ما هي طائفتك ؟ أما طلاب الجامعة، من الدروز والعلويين، فقد امتلأ «المربع الأزرق» بمقاطع ترصد رحيلهم إلى قراهم أو بلداتهم أو مدنهم. وكل ذلك كان يحدث على مرأى ومسمع من الجميع، بل وعلى مرأى ومسمع من أصحاب القرار، الذين لم يحركوا ساكنا.
والشاهد هو أن التحذيرات، التي كان يطلقها العشرات من الكتاب والناشطين، حول خطر «داعش الذي اقترب من أن يطل برأسه»، بل إن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» كان قد ذكر في تقرير له نشره قبل نحو شهرين أن « ثمة نشاطا مريبا لداعش جنوب دمشق»، كلها لم تستحق المتابعة ولا الإهتمام من مؤسسات الدولة، حتى ولو كان بـ « أضعف الإيمان» عبر «استنفار» حاضنتها الإجتماعية وتوجيهها للتخفيف من حدة «الخطاب» المستخدم على المنابر وفي المجالس، وعلى كل المستويات والأصعدة.
في تصريح له لموقع «صوت سوري» قال الأب ملاطيوس شطاحي «هذه التصرفات الفردية أصبحت تصرفات مؤسساتية، ونحن لا نطلب الحماية من أحد، بل نحن مواطنون ومسؤولية الدولة هي حمايتنا». هذا الخطاب الذي شكل حالة وطنية وموضوعية صارخة، كان قد لاقى التأييد من شرائح واسعة من السوريين، أفرادا وتيارات وأحزاب.
فقد أصدر « تجمع سوريا الديمقراطي» بيانا جاء فيه «إن تزايد نشاط داعش بعد سقوط نظام الأسد لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة لجملة من العوامل أبرزها: تساهل السلطة مع خطاب الكراهية والطائفية، وتفشي السلاح بشكل عشوائي، وسوء الوضع الإقتصادي للسوريين، وتعطيل عجلة الإقتصاد الوطني، وعمليات التسريح.
وعلى شاكلته قالت حركة «سوريون»، التي تضم شرائح وازنة من السوريين من شتى الإنتماءات، في بيان» إن هذا العمل الإجرامي لا يستهدف كنيسة بعينها، بل يستهدف قيم التعايش والمحبة والسلام التي تمثلها كل الديانات السماوية».
ما لا يجب أن يغيب عن رصد هكذا « حدث»، والتداعيات التي يمكن أن يخلفها على تركيبة مجتمعية باتت شديدة الهشاشة، هو الخطاب الذي قدمه الإعلام القريب من السلطة. ففي حلقة على «الإخبارية» السورية، جرى بثها بعد ساعات لتسليط الضوء على الجريمة، حاول نوار نجمة، المتحدث باسم «اللجنة العليا للإنتخابات»، المنوط بها التحضير لانتخابات «مجلس الشعب» المقبلة، خطابا هو أقرب للترويج لفكرة أن «حلف الأقليات» هو المستفيد من « الهجوم الإنتحاري على كنيسة مار الياس»، وهذا الخطاب، عدا كونه يشكل خطرا على السلم الأهلي، فإنه يضع مسألة «الثقة» التي يجب أن تحظى بها «لجنته» على المحك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على الدولة السورية ضرب التطرّف بيد من حديد
على الدولة السورية ضرب التطرّف بيد من حديد

بيروت نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • بيروت نيوز

على الدولة السورية ضرب التطرّف بيد من حديد

أدان شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى 'الاعتداء الإرهابي على كنيسة مار الياس في دمشق'، ومستنكرا 'العمل الاجرامي المشين، الذي طال مصلّين في لحظة ابتهال، ما يعد من ابشع ما يمكن ان يحصل ضد الدين والانسانية، بهدف خلق الفوضى واثارة النعرات والفتن الطائفية، التي من شأنها إعاقة قيام الدولة وبناء السلام المنشود في سوريا والمنطقة'. وأجرى شيخ العقل لهذه الغاية اتصالا بالبطريرك يوحنا العاشر يازجي للروم الأرثوذكس، عبّر خلاله عن 'استيائه الشديد للجريمة، وتقديمه أوفر مشاعر المؤاساة والتضامن مع الطائفة الكريمة وعائلات الضحايا والجرحى'. ودعا الشيخ ابي المنى في تصريح له 'الدولة السورية بضرب التطرّف بيد من حديد، والدول الصديقة والمسؤولة، الوقوف الى جانب سوريا بقوة لاستعادة أمنها واستقرارها'. معتبراً ان 'التفجير الاجرامي رسالة دموية للدولة السورية الناهضة من كبوتها، وان هكذا اعتداء على المسيحيين، لا يمنع المجرمين والتكفيريين والعابثين بالأمن والخارجين على القانون من تكراره على مؤمنين ومعتدلين ومسالمين مثلهم من طوائف اخرى، ما لم يُواجه ذلك بتضامن روحي وانساني، وإجراءات حازمة، خشية تمددها كذلك الى لبنان'. ورأى انه 'علينا الوقوف معاً، من أجل محاصرة التطرّف الذي يهدد السلام، والتأكيد على رسالتنا الانسانية المشتركة، هو موقفنا وموقف جميع الرؤساء الروحيين، ونداؤنا للقيادة السورية بأن تكشف خيوط الجريمة والمخططين لها وسوقهم الى العدالة بالسرعة الممكنة، وان تتحمل مسؤوليتها الكاملة بضمان أمن الناس وحريتهم وصون كرامتهم وحياتهم وممتلكاتهم وممارسة شعائرهم ورموزهم الدينية، إذ لا حياة لدولة دون تحقيق ذلك'. ‎

لمراجعة فكر الدولة وتطهيرها من عناصر التكفير
لمراجعة فكر الدولة وتطهيرها من عناصر التكفير

بيروت نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • بيروت نيوز

لمراجعة فكر الدولة وتطهيرها من عناصر التكفير

شجب الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان، بأشدّ عبارات الاستنكار، التفجير الإرهابي الذي استهدف المواطنين في كنيسة مار الياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، معتبرًا أن هذا العمل لا ينفصل عن السياق التكفيري الانتقامي الذي ظهر في عدة مناطق بالشام خلال الفترة الماضية. وقدّم الحزب تعازيه لأهل الشهداء وتمنّى الشفاء العاجل للجرحى، داعيًا النظام السوري الجديد إلى إجراء مراجعة شاملة للبنية الفكرية التي يقوم عليها، والتي تستوجب تطهيرًا حقيقيًا لجسد الدولة من العناصر التي تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء وعقولهم بالكراهية والشرّ والتكفير. كما نبه الحزب إلى أن البلاد تواجه خطرًا حقيقيًا يتمثل في نجاح المجموعات الإرهابية في استهداف الأبرياء، تنفيذًا لمشروع تهجير جزء من المجتمع السوري، تمهيدًا لبناء دولة من لون واحد، الأمر الذي يهدد استقرار المنطقة بأسرها، ويتماهى مع المشروع اليهودي الذي يسعى لإعلان أحادية الكيان من خلال ممارساته في غزة وبيروت وتوسيع احتلاله للأراضي السورية.

مُواصلة المواقف المندّدة باستهداف كنيسة مارالياس في دمشق: جريمة مُنظمة لترهيب المسيحيين
مُواصلة المواقف المندّدة باستهداف كنيسة مارالياس في دمشق: جريمة مُنظمة لترهيب المسيحيين

الديار

timeمنذ 6 ساعات

  • الديار

مُواصلة المواقف المندّدة باستهداف كنيسة مارالياس في دمشق: جريمة مُنظمة لترهيب المسيحيين

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب توالت أمس المزيد من المواقف المستنكرة لاستهداف كنيسة مار الياس في دمشق، ورأت انها "جريمة منظمة لترهيب المسيحيين، وان قوى الظلام لا تزال تنفّذ مشروعا خبيثا لضرب الوجود المسيحي في المشرق"، وأكدت ان "دماء الشهداء لن تذهب سدى"، مطالبة بـ "احقاق دولة القانون بدل شريعة الغاب". وفي السياق، ابرق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى الرئيس السوري احمد الشرع معزياً، وجاء في البرقية: "ندين بأشد العبارات هذا العمل الإرهابي الجبان، الذي طال مكاناً مقدساً في قلب العاصمة السورية، فإننا نؤكد تضامن الجمهورية اللبنانية، رئيساً وشعباً، مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في هذا المصاب الأليم. ونتقدم من فخامتكم، ومن ذوي الضحايا، ومن الكنيسة الارثوذكسية في سوريا، بأحر التعازي وصادق المواساة، سائلين الله ان يتغمد الضحايا بواسع رحمته، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ويحفظ وحدة سوريا وشعبها من كل مكروه". وكان الرئيس عون اجرى صباحاً اتصالاً هاتفياً ببطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وقدّم له التعازي، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى. واكد عون ليازجي ادانته الشديدة لهذه الجريمة وتضامنه مع عائلات الضحايا والمصابين، ومع الشعب السوري الشقيق. توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري من البطريرك اليازجي ومن ابناء الكنيسة الارثوذكسيه في سوريا ولبنان ومن ذوي الضحايا بأحر التعازي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل . وجدد التأكيد "على أن الإرهاب لا طائفة ولا دين له ، وأن رعاته سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول، هم أعداء لله ولرسالاته السماوية السمحاء التي جاءت من أجل كرامة الإنسان لأي دين أو طائفة إنتمى". ميشال عون: التفجير يؤكّد خطورة الفكر المتطرّف اتصل الرئيس العماد ميشال عون بالبطريرك اليازجي معزياً، واعتبر في بيان أن "هذا العمل المدان، الذي طال مصلّين في كنيسة، هو انتهاك صارخ لكل القيم الدينية والإنسانية ويؤكّد من جديد خطورة الفكر المتطرّف"، متمنيا "أن يبقى صوت الإيمان والرجاء والمحبة في مشرقنا أقوى من كل محاولات التدمير والقتل والإرهاب". تيمور جنبلاط: لمواجهة التحديات أبرق رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب تيمور جنبلاط إلى البطريرك اليازجي معزياً، وجاء في نص البرقية: "هذا الاستهداف لا يستهدف المسيحيين في سوريا وحسب، بل مجمل الشعب السوري المؤمن بوحدته، والمتمسك بقيام الدولة العادلة الضامنة لأمن جميع السوريين دون استثناء. أرجو أن تواصل سوريا مسارها في ظل الإدارة الجديدة وبالتعاون بين كل أطياف السوريين بثباتٍ نحو مواجهة التحديات والتصدي لكل المخاطر التي تحدق بها، وأن ينعم شعبها بالاستقرار والأمن والسلم والازدهار الذي يستحق". جعجع: لملاحقة فلول "داعش" صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بيان، قال فيه: "ليس جديدا على تنظيم "داعش" تنفيذ أعمال إرهابية إجرامية ، من دون أي روادع أخلاقية او انسانية أو عقلية. أقصى تمنياتنا ان يتولى الحكم الجديد في دمشق ملاحقة فلول "داعش" حتى آخر واحد منهم، وأقصى تمنياتنا أيضا ان تبادر دول المنطقة والعالم بأسره إلى ملاحقة هذا السرطان ومكافحته حتى القضاء عليه نهائيا". قال عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في إتصال باليازجي: "ندين بأشد العبارات الجريمة النكراء التي استهدفت كنيسة مار إلياس في دمشق، والتي تُعدّ عملاً إرهابياً دنيئاً لا يمتّ إلى أي دين أو أخلاق بصلة. إنّ هذا التفجير الجبان، الذي طال بيتاً من بيوت الله، ليس إلا حلقة في مسلسل خبيث يُراد منه إدخال البلاد مجدداً في دوامة الفوضى والفتنة" ، مضيفا "إنّ استهداف كنيسة في قلب العاصمة دمشق، وفي هذا التوقيت بالذات، يفضح النوايا الخفية لأطراف مشبوهة تسعى إلى ضرب الاستقرار، وتغذية الانقسام، وإحياء الفتن الطائفية التي دفعت سوريا ثمناً باهظاً لها في الماضي". وتابع:"نُحمّل المسؤولية الكاملة لكل من يموّل ويحمي ويُحرّض على هذا النوع من الإرهاب، ونطالب الأجهزة المختصة بملاحقة الفاعلين بلا هوادة، وكشف خلفيات هذا العمل الخسيس، ومحاسبة كل من تورّط فيه، مهما علا شأنه أو غطاؤه"، معلنا "وقوفنا الكامل إلى جانب أهلنا في دمشق، وإلى جانب أبناء الطائفة المسيحية الكريمة، ونشدّ على أيديهم في وجه هذه المحاولات الفتنوية الرخيصة التي لن تمرّ، ولن تجد بين أبناء سوريا الأوفياء من يُصغي لها أو يستجيب". انقلاب على حقيقته التاريخية أعلن المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي في بيان: "آلمت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جريمة التفجير الارهابي، واذ دان كل انواع العنف والتعدّي على دور العبادة والصلاة وعلى المواطنين الآمنين، دعا الى رفع الصلوات والعمل داخليًا وخارجيًا على تغليب لغة المحبة والحوار واحترام الآخر لإحلال السلام العادل والشامل ليس في سوريا وحسب وانما في جميع دول المنطقة التي تشهد اوقاتا صعبة للغاية تهدد بمحو حضاراتها وثقافاتها وارثها التاريخي العريق الذي تميز بالتعددية وبالتنوّع، ولا سيما ميزة التعايش الاخوي بين مختلف الأديان والطوائف". ختم: "وإذ يعتبر الراعي ان استهداف المسيحيين في الشرق هو انقلاب على حقيقة هذا الشرق التاريخية، يعرب عن تضامنه مع كنيسة الروم الأرثوذكس الشقيقة". بطريركية الأرمن الكاثوليك: لاتخاذ كل التدابير لضمان أمن دور العبادة صدر عن بطريركية الأرمن الكاثوليك البيان التالي: "نستنكر بشدة هذا الاعتداء الإجرامي الذي طال حرمة بيت من بيوت الله، وندين بأقسى العبارات هذا العمل الوحشيّ الذي لا يمتّ إلى أي دين أو إنسانية بصلة. نصلّي من أجل راحة نفوس الشهداء، ومن أجل شفاء المصابين وتعزية القلوب المفجوعة. إن من استشهدوا في لحظة الصلاة، وهم يرفعون قلوبهم إلى السماء، قد عبروا باب الأبدية مكلّلين بنعمة الشهادة، وقد نالوا نصيبهم بين القديسين". أضاف البيان "دماؤهم الطاهرة هي اليوم صوت حق في وجه الظلم، ورجاء حيّ في وجه اليأس، وهي تدعونا لنحمل الصليب معًا، ونسير في درب السلام والرجاء، لا نهاب ترهيبًا ولا نستسلم أمام الحقد. ونشدّد على ضرورة قيام الجهات المسؤولة بكشف ملابسات الجريمة واتخاذ كل التدابير لضمان أمن دور العبادة وكرامة المؤمنين". وختم "نؤكّد أخيرا ثباتنا في المحبة، والتزامنا بالسلام، وتضامننا الكامل مع جميع المتألمين، واضعين هذه الفاجعة في قلب صلواتنا، وسائلين الرب القائم أن يبدّد ليل الموت بنور قيامته". وفي بادرة أخوية تعبّر عن عمق الشركة الروحية والتضامن بين كنائسنا، أجرى البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، اتصالًا باليازجي مطمئنًا إلى أوضاع الرعية، ومعبّرًا له عن ألمه العميق لهذه الخسارة الأليمة، ومقدّمًا التعزية باسم الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، ورافعًا الصلوات من أجل الضحايا وعائلاتهم، ومن أجل شفاء المصابين. قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في تصريح له: "الإسلام يحرم الاعتداء على النفس البشرية وإيذاءها، وما حصل في دمشق يحمل بصمات إرهابية عدوانية، وما شهدته ما هو إلا دليل لضرب الوحدة الوطنية السورية الداخلية، ومحاولة إشعال صراعات طائفية بين السوريين مسلمين ومسيحيين". وقدم دريان خالص التعازي إلى الشرع واليازجي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل. استنكر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى "العمل الاجرامي المشين، الذي طال مصلّين في لحظة ابتهال، ما يعد من ابشع ما يمكن ان يحصل ضد الدين والانسانية، بهدف خلق الفوضى واثارة النعرات والفتن الطائفية، التي من شأنها إعاقة قيام الدولة وبناء السلام المنشود في سوريا والمنطقة". وأجرى لهذه الغاية اتصالا باليازجي، معزيا. ودعا ابي المنى في تصريح له "الدولة السورية بضرب التطرّف بيد من حديد، والدول الصديقة والمسؤولة، الوقوف الى جانب سوريا بقوة لاستعادة أمنها واستقرارها"، معتبراً ان "التفجير الاجرامي رسالة دموية للدولة السورية الناهضة من كبوتها، وان هكذا اعتداء على المسيحيين، لا يمنع المجرمين والتكفيريين والعابثين بالأمن والخارجين على القانون من تكراره على مؤمنين ومعتدلين ومسالمين مثلهم من طوائف اخرى، ما لم يُواجه ذلك بتضامن روحي وانساني، وإجراءات حازمة، خشية تمددها كذلك الى لبنان". الا مجرمون احترفوا القتل أبرق نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب الى اليازجي معزيا، وجاء في البرقية: "نؤكد لكم ان هذا العمل الجبان الذي طال مصلين في كنيستهم ،لا يقربه الا مجرمون احترفوا القتل وهدر الدماء البريئة، ولطالما عانت منطقتنا من افعالهم الشنيعة، ويجب استئصالهم من الجذور لكي تنعم هذه المنطقة بالأمن والسلام". أرسلان: سوريا ستبقى أقوى من الإرهاب كتب رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان على منصّة "إكس": "مرةً جديدة تُستهدف سوريا في قلبها، وتُضرب كنيسة في دمشق بعملٍ إرهابيٍ جبان، لا دين له ولا هوية سوى القتل والتخريب وإثارة الفتنة. سوريا ستبقى أقوى من الإرهاب، وشعبها يستحقّ الأمن والاستقرار والحياة الكريمة ". رحمة: المواطن السوري يبقى الضحية قال النائب السابق إميل رحمة، في بيان: "إن دماء المسيحيين تدل الى ان تعهدات السلطات السورية باحترام التعددية، وحماية الاقليات الدينية، والحق في الاختلاف والديموقراطية، ذهبت هباء، وفي كل يوم لنا دليل على إخلالها بهذه التعهدات .لذلك فإن المواطن السوري يبقى الضحية ". "الاشتراكي": الهدف هو نشر الفوضى اكد الحزب "التقدمي الإشتراكي" في بيان، أنّ "الهدف الأساسي من هذا العمل الإجرامي هو نشر الفوضى والعبث بالأمن الداخلي، وإعاقة مسار إعادة بناء الدولة في سوريا. وشدّد على ضرورة اليقظة التامة لمواجهة محاولات ضرب الاستقرار الداخلي عبر ترهيب مكوّنات الشعب السوري، خصوصاً في ظل المسار الجديد الذي تشهده البلاد، وهو ما يُضاعف حجم التحديات، ويستدعي مزيداً من العمل على تعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول الدولة ومؤسّساتها". قال نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في بيان، "إن هذا الاجرام المستنكر يبيت خطة مريبة وخبيثة للقضاء على التنوع الديني في سوريا، ويهدف إلى تهجير مسيحييها وكافة الاقليات الطائفية منها، في ظل عجز تام عن حمايتهم. وان هذا العمل هو صنع ابالسة الشر والحقد"، داعيا "السلطات السورية الى المبادرة في اتخاذ التدابير التي تمكنها من الايفاء بعهودها بحماية المواطن السوري إلى أي طائفة أو مذهب انتمى، وقطع دابر الإرهاب".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store