
اكتشاف ديناصور "أمير التنين" يغير طريقة فهم العلماء لـ "تي ريكس"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف العلماء نوعًا جديدًا ومجهولًا من الديناصورات، يبلغ من العمر 86 مليون سنة، ويملأ فجوة مبكرة في السجل الأحفوري للتيرانوصورات، ويُوضح كيفية تطوّر هذه الكائنات لتُصبح مفترسات ضخمة وقوية في قمة السلسلة الغذائية.
أطلق الباحثون على هذا النوع اسم "خانخولو منغوليينسيس" (Khankhuuluu mongoliensis)، أي "أمير التنين من منغوليا"، لأنه كان صغير الحجم مقارنة بأقاربه الأضخم بكثير، مثل التيرانوصور ريكس، الذي يعني اسمه "ملك السحالي الطاغية".
يُعتقد أنّ هذا الديناصور الجديد أقرب أسلاف التيرانوصورات المعروفة، وربما كان نوعًا انتقاليًا بين الأنواع الأقدم من التيرانوصورويدات، وفق نتائج دراسة نُشرت في مجلة Nature، الأربعاء.
استندت الدراسة إلى إعادة فحص هيكلين عظميين جزئيّين اكتُشفا في صحراء غوبي بمنغوليا عامي 1972 و1973.
أشارت النتائج إلى أنّ ثلاث هجرات كبيرة بين آسيا وأمريكا الشمالية ساهمت في تنوع التيرانوصورويدات، ما أدى في نهاية المطاف إلى وصولها لحجمها العملاق خلال أواخر العصر الطباشيري، قبل انقراضها قبل 66 مليون سنة.
قالت مؤلفة الدراسة المشاركة، دارلا زيلينيتسكي، وهي الأستاذة المساعدة بقسم علوم الأرض والطاقة والبيئة في جامعة كالغاري، لـCNN: "هذا الاكتشاف لخانخولو أجبرنا على النظر إلى شجرة عائلة التيرانوصورات من زاوية مختلفة تمامًا"، مضيفة أنه "قبل ذلك، كان هناك الكثير من الالتباس حول العلاقات بين أنواع التيرانوصور. وما بدأ باكتشاف نوع جديد انتهى بنا إلى إعادة كتابة التاريخ العائلي للتيرانوصورات".
تُعرف التيرانوصورات علميًا باسم Eutyrannosaurians، وغالبًا ما تستحضر في الأذهان صور ديناصورات ضخمة مثل التيرانوصور ريكس وتاربوصور، التي كانت تزن أطنانًا مترية عدة، وتمتعت بالقدرة على اصطياد فرائس ضخمة توازي حجمها.
أوضحت زيلينيتسكي أنّ هذه الديناصورات كانت تسير على قدمين، وتتميّز برؤوس ضخمة وأذرع قصيرة، بالإضافة إلى أسنان حادة.
لكنّها استدركت بالقول إنّ التيرانوصورات لم يكن شكلها هكذا في البداية. فقد تطوّرت من ديناصورات أصغر حجمًا، قبل أن تُهيمن على المناظر الطبيعية في أمريكا الشمالية وآسيا قبل 85 مليون إلى 66 مليون سنة مضت، بحسب الباحثين.
كان التاربوصور، وهو أحد أسلاف التيرانوصور ريكس، يزن بين 3 آلاف و6 آلاف كيلوغرام. أما خانخولو منغوليينسيس، فكان أخف وزنًا وأكثر رشاقة، إذ قُدّر وزنه بنحو 750 كيلوغرامًا، وطوله بنحو 4 أمتار، وارتفاعه عند الوركين بنحو مترين، وفقًا لمؤلفي الدراسة.
أوضحت زيلينيتسكي: "خانخولو كان يشبه التيرانوصور، لكن ليس تمامًا. عظمة الأنف كانت مجوفة عوض أن تكون صلبة، والعظام المحيطة بالعين لم تكن تحتوي على القرون والنتوءات التي نراها لدى التيرانوصور ريكس أو سواه من التيرانوصورات".
وتابعت: "يرجّح أن خانخولو مونغوليينسيس، أو أي نوع من أسلافه المقرّبين، قد هاجر من آسيا إلى أمريكا الشمالية عبر جسرٍ بريٍّ كان يربط بين ألاسكا وسيبيريا قبل حوالي 85 مليون سنة".
اكتشاف أكبر مخلب محفوظ بالكامل لديناصور في صحراء منغوليا
نظرًا لسوء السجل الأحفوري، من غير الواضح ما الذي حدث في آسيا بين 80 و85 مليون سنة مضت، وفيما قد تكون بعض كائنات خانخولو بقيت في آسيا، يُحتمل أنها استُبدلت لاحقًا بتيرانوصورات أكبر حجمًا قبل حوالي 79 مليون سنة.
ذكرت زيلينيتسكي أنه في المقابل، عبر نوع آخر من التيرانوصورات الجسر البري عائدًا إلى آسيا قبل 78 مليون سنة، ما أدى إلى تطور مجموعتين فرعيتين مرتبطتين، لكن مختلفتين جدًا من التيرانوصورات، إحداهما كانت عبارة عن نوع ضخم بخطم (أنف) عميق، بينما كانت الأخرى، المعروفة باسم "أليورامينات" (Alioramins)، نحيلة وصغيرة الحجم، أُطلق عليها اسم "تيرانوصورات بينوكيو" بسبب أنوفها الطويلة والمسطحة.
أضافت زيلينيتسكي أنّ نوعَي التيرانوصورات تمكّنا من العيش في آسيا من دون التنافس المباشر في ما بينهما، لأن الديناصورات الأكبر كانت مفترسات عليا، في حين أنّ الأليورامينات كانت مفترسات من المستوى المتوسط تقتنص فرائس أصغر، ويمكن تشبيهها بالفهود أو بنات آوى في النظم البيئية الإفريقية اليوم.
تابعت زيلينيتسكي أنّه "نظرًا لصغر حجمها، اعتُقد منذ فترة طويلة أن الأليورامينات عبارة عن تيرانوصورات بدائية، لكننا نُظهر بطريقة جديدة أن الأليورامينات تطورت بشكل فريد نحو الصغر، إذ إنها قامت بتصغير أجسامها ضمن فرع من شجرة عائلة التيرانوصورات التي كانت تتكوّن من عمالقة فقط".
وأضافت أنه حدثت هجرة أخرى مع استمرار تطور التيرانوصورات، حيث عبر نوع تيرانوصور ضخم مجددًا إلى أمريكا الشمالية قبل 68 مليون سنة، ما أدّى في النهاية إلى ظهور التيرانوصور ريكس.
وقالت زيلينيتسكي: "إن نجاح وتنوع التيرانوصورات يعود إلى بضع هجرات بين القارتين، بدأت بخانخولوو. لقد كانت التيرانوصورات في المكان المناسب في الوقت المناسب، واستطاعت الاستفادة من التنقل بين القارات، وربما وجدت فراغات بيئية جديدة، وطورت بسرعة أجسامًا ضخمة وآليات قتل فعّالة".
قال كاسيوس موريسون، وهو طالب دكتوراه بعلم الأحافير في جامعة كوليدج لندن، غير المشارك في البحث الجديد، إن النتائج الجديدة تدعم أبحاثًا سابقة تشير إلى أن السلف المباشر للتيرانوصور ريكس نشأ في آسيا وهاجر إلى أمريكا الشمالية عبر جسر بري، وتؤكد على أهمية آسيا في النجاح التطوري لعائلة التيرانوصورات.
وأشار موريسون إلى أنّ "النوع الجديد يقدّم بيانات ومعلومات أساسية حول جزء من شجرة العائلة يحتوي على أنواع قليلة، ما يساعدنا على فهم التحوّل التطوري للتيرانوصورات من مفترسات صغيرة أو متوسطة الحجم إلى مفترسات ضخمة".
أظهرت الدراسة أيضًا مدى قرب مجموعة الأليوراميني من التيرانوصور ريكس خلافًا للاعتقاد السابق بأنها أقارب بعيدة.
قال ستيف بروساتي، وهو أستاذ ورئيس قسم علم الأحافير والتطور في جامعة إدنبرة، غير المشارك في الدراسة الجديدة، إنّ ما يجعل أحافير النوع الجديد مهمة جدًا يتمثل بعمرها، إذ تعود إلى ما قبل 20 مليون سنة من عمر التيرانوصور ريكس.
دراسة توضح سر نمو "تي ركس" ملك الديناصورات ووصوله إلى أمريكا الشمالية
وأوضح بروساتي أنّ "هناك عدد قليل جدًا من الأحافير من تلك الفترة، لهذا السبب يصف العلماء هذا العصر بالـ'غامض'"، مضيفًا أنها "كانت فجوة محبطة في السجل الأحفوري، كأنك تشك أن شيئًا مهمًا جدًا حدث بتاريخ عائلتك في وقت معين، مثل زواج بدأ فرعًا جديدًا من العائلة أو هجرة إلى بلد جديد، لكن ليس لديك سجلات توثق ذلك. شجرة عائلة التيرانوصورات تشكلت عبر الهجرات، إسوة بالكثير من عائلاتنا البشرية".
علّق توماس كار، وهو الأستاذ المساعد في علم الأحياء بكلية كارتيدج بولاية ويسكونسن، ومدير معهد كارتيدج لعلم الأحافير، وغير المشارك في الدراسة: "نعرف الآن الكثير عن التيرانوصورات. العديد من هذه العينات التاريخية تستحق بالتأكيد إعادة النظر فيها لأنها ثمينة جدًا".
وأضاف بروساتي: "عندما جُمعت الأحافير منذ نصف قرن، لم يتم وصفها بشكل مفصل حينها"، لافتًا إلى أن الكثير منا في مجتمع علماء الأحافير يعلم أن هذه الأحافير المنغولية كانت مخبأة في أدراج المتاحف، تنتظر من يدرسها بشكل صحيح، لتروي جزءًا مهمًا من قصة التيرانوصور. الأمر يشبه وجود اتفاقية عدم إفشاء تحيط بهذه الأحافير، و انتهت صلاحيتها الآن، وأصبح بإمكانها الخروج ورواية قصتها".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 19 ساعات
- CNN عربية
اكتشاف ديناصور "أمير التنين" يغير طريقة فهم العلماء لـ "تي ريكس"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف العلماء نوعًا جديدًا ومجهولًا من الديناصورات، يبلغ من العمر 86 مليون سنة، ويملأ فجوة مبكرة في السجل الأحفوري للتيرانوصورات، ويُوضح كيفية تطوّر هذه الكائنات لتُصبح مفترسات ضخمة وقوية في قمة السلسلة الغذائية. أطلق الباحثون على هذا النوع اسم "خانخولو منغوليينسيس" (Khankhuuluu mongoliensis)، أي "أمير التنين من منغوليا"، لأنه كان صغير الحجم مقارنة بأقاربه الأضخم بكثير، مثل التيرانوصور ريكس، الذي يعني اسمه "ملك السحالي الطاغية". يُعتقد أنّ هذا الديناصور الجديد أقرب أسلاف التيرانوصورات المعروفة، وربما كان نوعًا انتقاليًا بين الأنواع الأقدم من التيرانوصورويدات، وفق نتائج دراسة نُشرت في مجلة Nature، الأربعاء. استندت الدراسة إلى إعادة فحص هيكلين عظميين جزئيّين اكتُشفا في صحراء غوبي بمنغوليا عامي 1972 و1973. أشارت النتائج إلى أنّ ثلاث هجرات كبيرة بين آسيا وأمريكا الشمالية ساهمت في تنوع التيرانوصورويدات، ما أدى في نهاية المطاف إلى وصولها لحجمها العملاق خلال أواخر العصر الطباشيري، قبل انقراضها قبل 66 مليون سنة. قالت مؤلفة الدراسة المشاركة، دارلا زيلينيتسكي، وهي الأستاذة المساعدة بقسم علوم الأرض والطاقة والبيئة في جامعة كالغاري، لـCNN: "هذا الاكتشاف لخانخولو أجبرنا على النظر إلى شجرة عائلة التيرانوصورات من زاوية مختلفة تمامًا"، مضيفة أنه "قبل ذلك، كان هناك الكثير من الالتباس حول العلاقات بين أنواع التيرانوصور. وما بدأ باكتشاف نوع جديد انتهى بنا إلى إعادة كتابة التاريخ العائلي للتيرانوصورات". تُعرف التيرانوصورات علميًا باسم Eutyrannosaurians، وغالبًا ما تستحضر في الأذهان صور ديناصورات ضخمة مثل التيرانوصور ريكس وتاربوصور، التي كانت تزن أطنانًا مترية عدة، وتمتعت بالقدرة على اصطياد فرائس ضخمة توازي حجمها. أوضحت زيلينيتسكي أنّ هذه الديناصورات كانت تسير على قدمين، وتتميّز برؤوس ضخمة وأذرع قصيرة، بالإضافة إلى أسنان حادة. لكنّها استدركت بالقول إنّ التيرانوصورات لم يكن شكلها هكذا في البداية. فقد تطوّرت من ديناصورات أصغر حجمًا، قبل أن تُهيمن على المناظر الطبيعية في أمريكا الشمالية وآسيا قبل 85 مليون إلى 66 مليون سنة مضت، بحسب الباحثين. كان التاربوصور، وهو أحد أسلاف التيرانوصور ريكس، يزن بين 3 آلاف و6 آلاف كيلوغرام. أما خانخولو منغوليينسيس، فكان أخف وزنًا وأكثر رشاقة، إذ قُدّر وزنه بنحو 750 كيلوغرامًا، وطوله بنحو 4 أمتار، وارتفاعه عند الوركين بنحو مترين، وفقًا لمؤلفي الدراسة. أوضحت زيلينيتسكي: "خانخولو كان يشبه التيرانوصور، لكن ليس تمامًا. عظمة الأنف كانت مجوفة عوض أن تكون صلبة، والعظام المحيطة بالعين لم تكن تحتوي على القرون والنتوءات التي نراها لدى التيرانوصور ريكس أو سواه من التيرانوصورات". وتابعت: "يرجّح أن خانخولو مونغوليينسيس، أو أي نوع من أسلافه المقرّبين، قد هاجر من آسيا إلى أمريكا الشمالية عبر جسرٍ بريٍّ كان يربط بين ألاسكا وسيبيريا قبل حوالي 85 مليون سنة". اكتشاف أكبر مخلب محفوظ بالكامل لديناصور في صحراء منغوليا نظرًا لسوء السجل الأحفوري، من غير الواضح ما الذي حدث في آسيا بين 80 و85 مليون سنة مضت، وفيما قد تكون بعض كائنات خانخولو بقيت في آسيا، يُحتمل أنها استُبدلت لاحقًا بتيرانوصورات أكبر حجمًا قبل حوالي 79 مليون سنة. ذكرت زيلينيتسكي أنه في المقابل، عبر نوع آخر من التيرانوصورات الجسر البري عائدًا إلى آسيا قبل 78 مليون سنة، ما أدى إلى تطور مجموعتين فرعيتين مرتبطتين، لكن مختلفتين جدًا من التيرانوصورات، إحداهما كانت عبارة عن نوع ضخم بخطم (أنف) عميق، بينما كانت الأخرى، المعروفة باسم "أليورامينات" (Alioramins)، نحيلة وصغيرة الحجم، أُطلق عليها اسم "تيرانوصورات بينوكيو" بسبب أنوفها الطويلة والمسطحة. أضافت زيلينيتسكي أنّ نوعَي التيرانوصورات تمكّنا من العيش في آسيا من دون التنافس المباشر في ما بينهما، لأن الديناصورات الأكبر كانت مفترسات عليا، في حين أنّ الأليورامينات كانت مفترسات من المستوى المتوسط تقتنص فرائس أصغر، ويمكن تشبيهها بالفهود أو بنات آوى في النظم البيئية الإفريقية اليوم. تابعت زيلينيتسكي أنّه "نظرًا لصغر حجمها، اعتُقد منذ فترة طويلة أن الأليورامينات عبارة عن تيرانوصورات بدائية، لكننا نُظهر بطريقة جديدة أن الأليورامينات تطورت بشكل فريد نحو الصغر، إذ إنها قامت بتصغير أجسامها ضمن فرع من شجرة عائلة التيرانوصورات التي كانت تتكوّن من عمالقة فقط". وأضافت أنه حدثت هجرة أخرى مع استمرار تطور التيرانوصورات، حيث عبر نوع تيرانوصور ضخم مجددًا إلى أمريكا الشمالية قبل 68 مليون سنة، ما أدّى في النهاية إلى ظهور التيرانوصور ريكس. وقالت زيلينيتسكي: "إن نجاح وتنوع التيرانوصورات يعود إلى بضع هجرات بين القارتين، بدأت بخانخولوو. لقد كانت التيرانوصورات في المكان المناسب في الوقت المناسب، واستطاعت الاستفادة من التنقل بين القارات، وربما وجدت فراغات بيئية جديدة، وطورت بسرعة أجسامًا ضخمة وآليات قتل فعّالة". قال كاسيوس موريسون، وهو طالب دكتوراه بعلم الأحافير في جامعة كوليدج لندن، غير المشارك في البحث الجديد، إن النتائج الجديدة تدعم أبحاثًا سابقة تشير إلى أن السلف المباشر للتيرانوصور ريكس نشأ في آسيا وهاجر إلى أمريكا الشمالية عبر جسر بري، وتؤكد على أهمية آسيا في النجاح التطوري لعائلة التيرانوصورات. وأشار موريسون إلى أنّ "النوع الجديد يقدّم بيانات ومعلومات أساسية حول جزء من شجرة العائلة يحتوي على أنواع قليلة، ما يساعدنا على فهم التحوّل التطوري للتيرانوصورات من مفترسات صغيرة أو متوسطة الحجم إلى مفترسات ضخمة". أظهرت الدراسة أيضًا مدى قرب مجموعة الأليوراميني من التيرانوصور ريكس خلافًا للاعتقاد السابق بأنها أقارب بعيدة. قال ستيف بروساتي، وهو أستاذ ورئيس قسم علم الأحافير والتطور في جامعة إدنبرة، غير المشارك في الدراسة الجديدة، إنّ ما يجعل أحافير النوع الجديد مهمة جدًا يتمثل بعمرها، إذ تعود إلى ما قبل 20 مليون سنة من عمر التيرانوصور ريكس. دراسة توضح سر نمو "تي ركس" ملك الديناصورات ووصوله إلى أمريكا الشمالية وأوضح بروساتي أنّ "هناك عدد قليل جدًا من الأحافير من تلك الفترة، لهذا السبب يصف العلماء هذا العصر بالـ'غامض'"، مضيفًا أنها "كانت فجوة محبطة في السجل الأحفوري، كأنك تشك أن شيئًا مهمًا جدًا حدث بتاريخ عائلتك في وقت معين، مثل زواج بدأ فرعًا جديدًا من العائلة أو هجرة إلى بلد جديد، لكن ليس لديك سجلات توثق ذلك. شجرة عائلة التيرانوصورات تشكلت عبر الهجرات، إسوة بالكثير من عائلاتنا البشرية". علّق توماس كار، وهو الأستاذ المساعد في علم الأحياء بكلية كارتيدج بولاية ويسكونسن، ومدير معهد كارتيدج لعلم الأحافير، وغير المشارك في الدراسة: "نعرف الآن الكثير عن التيرانوصورات. العديد من هذه العينات التاريخية تستحق بالتأكيد إعادة النظر فيها لأنها ثمينة جدًا". وأضاف بروساتي: "عندما جُمعت الأحافير منذ نصف قرن، لم يتم وصفها بشكل مفصل حينها"، لافتًا إلى أن الكثير منا في مجتمع علماء الأحافير يعلم أن هذه الأحافير المنغولية كانت مخبأة في أدراج المتاحف، تنتظر من يدرسها بشكل صحيح، لتروي جزءًا مهمًا من قصة التيرانوصور. الأمر يشبه وجود اتفاقية عدم إفشاء تحيط بهذه الأحافير، و انتهت صلاحيتها الآن، وأصبح بإمكانها الخروج ورواية قصتها".


CNN عربية
منذ 3 أيام
- CNN عربية
الطوارئ النووية السعودية تثير تفاعلا بتدوينة بعد استهداف منشآت بإيران
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثارت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في المملكة العربية السعودية، مساء الجمعة، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تدوينة أكدت فيها متابعة الأوضاع الإقليمية، وسط تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل واستهداف الأخيرة المنشآت النووية الإيرانية. وقالت الهيئة في تدوينتها المتداولة: "يتابع مركز عمليات الطوارئ النووية بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية الأوضاع الاقليمية على مدار الساعة، ويؤكد على أن المستويات الإشعاعية في المملكة في مستوياتها الطبيعية. ويعمل المركز على استقراء تداعيات الطوارئ النووية المحتملة على المملكة استباقيًا، واتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة لحماية الانسان والبيئة من الآثار الإشعاعية". وتساءل أحد نشطاء في تعليق على التدوينة قائلا: " سؤال.. لو 'لا قدر الله' صار شيء وتم استقراء نسبة اشعاعية في الجو، بعيد الشر عن بلدنا وش الحل ما دام ان الاشعاع معروف باختراقه للمنازل والمباني دون ان يصده شيء؟"، لترد الهيئة: " ليس الصورة كما ذكرته، والقرارات للإجراءت الاستباقية هي وقائية". وكانت مصادر أمريكية مسؤولة، قد كشفت في تصريحات لشبكة CNN، الجمعة، عن التقييمات الأولية الأمريكية بشأن الهجوم الإسرائيلي على منشأة "نطنز" النووية الإيرانية، قائلة إن التقييمات الأولية لأضرار المعركة تشير إلى أن الضربات الإسرائيلية على المنشأة النووية "كانت فعالة للغاية وتجاوزت بكثير الأضرار السطحية للهياكل الخارجية، إذ أدت إلى انقطاع الكهرباء في المستويات السفلية، حيث يتم تخزين أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم". وقال مصدر آخر مطلع على التقييمات الأولية للأضرار: "كان هذا هجومًا شاملًا"، وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على المنشأة "يبدو أنه تضمن أيضًا عناصر إلكترونية". وليس من الواضح ما إذا كانت "العناصر الإلكترونية" أو الضربات الصاروخية هي سبب انقطاع الكهرباء. واشتعلت النيران في نطنز، المنشأة التي تمثل قلب الطموحات النووية الإيرانية، الجمعة، وفقًا لصور على وسائل التواصل الاجتماعي حددتها CNN وتغطية التلفزيون الحكومي الإيراني.يُعتبر مجمع نطنز النووي، الذي يبعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران، أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران. ويقول المحللون إن الموقع يستخدم لتطوير وتجميع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وهي التكنولوجيا الرئيسية التي تحول اليورانيوم إلى وقود نووي. فيديو ما قاله محمد بن سلمان عن "إيران العام 2025" بتصريح يعود للعام 2018 يشعل تفاعلا بعد الضربة الإسرائيلية


CNN عربية
منذ 4 أيام
- CNN عربية
علماء يتنبأون بما سيحدث إذا انهار نظام حيوي لتيارات المحيطات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن انهيار شبكة حيوية من التيارات في المحيط الأطلسي قد يتسبب بتجمّد عميق في أجزاء من العالم، حيث قد تنخفض درجات الحرارة الشتوية إلى نحو 48 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المدن، ما سيؤدي إلى "آثار عميقة على المناخ والمجتمع". تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الدوران الانقلابي الشمالي الأطلسي، المعروف اختصارًا بـAMOC، وهو نظام من التيارات يعمل كحزام ناقل عملاق، يسحب المياه الدافئة من نصف الكرة الجنوبي والمناطق المدارية إلى نصف الكرة الشمالي، حيث تبرد وتغوص ثم تتدفق عائدة نحو الجنوب. أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ هذا النظام يضعف، وتوقّع بعضها أنه قد ينهار تمامًا خلال هذا القرن، مع استمرار الاحترار العالمي في تعطيل التوازن بين الحرارة والملوحة. هذا الانهيار قد يؤدي إلى تحولات هائلة في الطقس والمناخ على مستوى العالم، تترافق مع انخفاض شديد بدرجات الحرارة في أوروبا، التي تعتمد على AMOC في مناخها المعتدل. لكن، ما برح من غير الواضح كيف ستتفاعل هذه الآثار في عالم يزداد دفئًا بفعل حرق البشر للوقود الأحفوري. عالم دق ناقوس خطر التغير المناخي في الثمانينيات: الأرض تسخن بشكل أسرع مما كان متوقعا طرح رينيه فان فيستين، الباحث في علوم المحيطات والغلاف الجوي في جامعة أوتريخت بهولندا، وأحد مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة Geophysical Research Letters، الأربعاء، السؤال التالي: "ماذا لو انهار AMOC ( الدوران الانقلابي الشمالي الأطلسي) وفي الوقت ذاته لدينا تغيّر مناخي؟ من سيفوز: التبريد أم الاحترار"؟ وقال لـCNN إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تستخدم نموذجًا مناخيًا حديثًا ومعقدًا للإجابة عن هذا السؤال. درس الباحثون سيناريو إضعاف نظام AMOC بنسبة 80%، في وقت تكون فيه حرارة الأرض أعلى بنحو درجتين مئويتين مقارنةً بالفترة التي سبقت بدء البشر بحرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري. فيما تسجل حرارة الكوكب حوالي 1.2 درجة مئوية فوق معدلات ما قبل الثورة الصناعية. ركّز الباحثون على ما يمكن أن يحدث عندما يستقر المناخ بعد انهيار AMOC، أي بعد مرور عقود عدة في المستقبل. ووجدوا أنه حتى في هذا العالم الأكثر حرارة، سيحدث تبريد كبير في أوروبا، مع انخفاض حاد في متوسط درجات الحرارة الشتوية، وزيادة في موجات البرد الشديدة، وهي صورة مختلفة تمامًا عن الولايات المتحدة، حيث أظهرت الدراسة أن درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع حتى مع انهيار AMOC. وأظهرت النتائج أن الجليد البحري سيمتد جنوبًا ليصل إلى مناطق مثل إسكندنافيا، وأجزاء من المملكة المتحدة، وهولندا. وسيكون لذلك أثر كبير على موجات البرد، ذلك أنّ السطح الأبيض للجليد يعكس طاقة الشمس مجدّدًا إلى الفضاء، ما يعزز عملية التبريد. وقد أنشأ العلماء خريطة تفاعلية لتصور آثار انهيار AMOC على مستوى العالم. هذا الرجل تسلق أعلى الصخور في غرينلاند لمعرفة آثار التغير المناخي على سبيل المثال، قد تشهد العاصمة البريطانية لندن درجات حرارة شتوية متطرفة تصل إلى 19 درجة مئوية تحت الصفر، فيما قد تنخفض درجات الحرارة في أوسلو إلى حوالي 48 درجة مئوية تحت الصفر، وقد تبقى درجات الحرارة القصوى في أوسلو أدنى من درجة التجمد صفر درجة مئوية أي 32 فهرنهايت، لمدة تصل إلى 46% من أيام السنة. وأظهرت الدراسة أيضًا أن بعض مناطق أوروبا ستصبح أكثر عُرضة للعواصف، إذ أن ارتفاع الفارق في درجات الحرارة بين شمال وجنوب أوروبا سيؤدي إلى تقوية التيار النفاث (jet stream)، ما يزيد من شدة العواصف فوق شمال غرب أوروبا. علّق فان فيستين قائلًا: "هذا يُغيّر الرواية تمامًا، أليس كذلك؟ لأن السياسات الحالية تضع خططًا لمستقبل أكثر دفئًا، لكن ربما ينبغي علينا أيضًا أن نستعد لمستقبل أكثر برودة". رغم أن التبريد على كوكب يزداد حرارة قد يبدو خبرًا جيدًا، إلا أن فان فيستين يحذّر من أنّ الأمر ليس كذلك إطلاقًا، موضحًا أنّ "المجتمعات في كثير من أجزاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية غير مهيئة للتعامل مع هذا النوع من موجات البرد القاسية"، حيث ستموت المحاصيل، ما يُهدد الأمن الغذائي، وقد ينهار جزء من البنية التحتية نتيجة التجمّد الشديد. "القاتل الصامت".. موجة حر تجتاح أوروبا ومخاوف من تأثيرها على صحة الناس وأضاف أن آثار انهيار AMOC ستتركّز في فصل الشتاء الأوروبي، لكن ذلك لا يعني اختفاء موجات الحرارة، إذ ستستمر موجات الحر القاتلة خلال الصيف، بل وستزداد حدّتها مع تفاقم أزمة المناخ. أما النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فمن المتوقع أن يشهد ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة. كما درس العلماء آثار انهيار نظام AMOC في سيناريو أكثر حرارةً من السابق. وشرح فان فيستين أنه إذا وصلت درجات الحرارة العالمية إلى حوالي 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فإن أثر الاحترار سيتفوق على التبريد الناتج عن انهيار AMOC في أوروبا، مضيفًا: "إشارة الاحترار هي التي تفوز عمليًا". لكنه أوضح أن انهيار AMOC لن يؤثر فقط على درجات الحرارة، بل ستشمل آثاره الأخرى ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي سيؤثر بشكل خاص على الولايات المتحدة، حيث يؤدي ضعف AMOC بالفعل إلى زيادة ملحوظة في الفيضانات على الساحل الشمالي الشرقي، وفقًا لأبحاث حديثة. قال ستيفان راهمستورف، عالم المحيطات الفيزيائي في جامعة بوتسدام بألمانيا، غير المشارك في البحث الأخير، إن الدراسة تؤكد أنّ «انهيار نظام AMOC سيكون له آثارًا هائلة على مناخ أوروبا". وأوضح لـCNN أن البحث استخدم نموذجًا مناخيًا واحدًا فقط؛ لكن دراسات أخرى ستعتمد على نماذج مختلفة، ويُحتمل أن تقدم سيناريوهات متنوعة، مضيفًا أن ما سيحدث في النهاية يعتمد على كيفية تفاعل الاتجاهين المتعارضين: التبريد الناجم عن AMOC والاحترار الناتج عن تغير المناخ. لافتًا إلى أن هناك "عدم يقين كبير" لا يزال قائمًا. وخلص فان فيستين إلى أنّ "الأمر الجليّ يتمثّل بأنّ انهيار نظام AMOC سيكون سيئًا جدًا على المجتمع، وعلينا تجنّبه بأيّ ثمن".