logo
«طبيب السيارات» في ريف بابل يعيد الحياة لذكريات العراق

«طبيب السيارات» في ريف بابل يعيد الحياة لذكريات العراق

الوسطمنذ 3 أيام

وسط أرياف محافظة بابل، جنوبي العاصمة بغداد، يحتفظ جعفر سلمان عيدان بحلم ينبض بالماضي، ويجوب الحاضر بروح التراث العراقي.
منذ أكثر من 12 عاماً، كرّس الرجل الخمسيني شغفه لجمع السيارات الكلاسيكية القديمة وترميمها، محوّلاً متجره لبيع قطع الغيار في ضواحي مدينة الإسكندرية إلى معرض حيّ لتاريخ السيارات، وفقا لوكالة «فرانس برس».
يعرض جعفر داخل متجره مجموعة نادرة من السيارات التي تروي فصولاً من الذاكرة العراقية والعربية، من بينها «رولز رويس» تعود إلى العام 1934 لا تزال تحمل لوحة العهد الملكي، و«ديسوتو» موديل 1948، يؤكد أنها كانت هدية من الملك فاروق إلى الملك عبدالعزيز آل سعود، ورفض بيعها مقابل عرض مغرٍ تجاوز 140 ألف دولار.
-
-
-
يقول جعفر لـ«فرانس برس»: «أنا أحب السيارات الكلاسيكية القديمة، وأعشق التراث العراقي والحفاظ عليه». ويضيف أنه يستورد بعض قطع الغيار من الولايات المتحدة، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق وصولها بين أربعة إلى خمسة أشهر.
يضم مرآبه أيضاً سيارات بألوان جذابة مثل «فورد» زرقاء فيروزية، وأخرى «MG» صفراء وسوداء، بالإضافة إلى «أولدزموبيل» وردية أنيقة، وسيارات سباق أميركية وأوروبية تعود إلى ثلاثينات وستينات القرن الماضي.
ورغم الصعوبات اللوجستية والفنية، لا يتردد سلمان في الاستعانة بخبراء من بغداد أو حتى من مدينة الموصل البعيدة إذا تطلبت السيارة عناية خاصة. فـ«كل التعب يزول عندما ترى السيارة تعود للحياة بأبهى حلّة»، كما يقول.
رؤية التاريخ حيّاً
ليست السيارات مجرد مقتنيات بالنسبة إليه، بل جسر بين الأجيال، وبوابة لذكريات الشعب. «حين تمر السيارة في الشارع، ترى الفرح على وجوه الناس»، يضيف. فكم من مرة اقتربت منه امرأة لتقول: «هذه تشبه سيارة يوم زفافي»، أو استوقفه رجل مسن ليسترجع ماضياً بعيداً.
ويقول صديقه الحلاق حيدر خلف إن جعفر بات شخصية محبوبة في المنطقة:«يعرفه الجميع. عندما يقود إحدى سياراته، يتجمّع الناس حولها. هذه السيارات أصبحت من هويتنا العراقية، والجميع يحب رؤية التاريخ حيّاً أمامهم».
في زمن تشتد فيه الحاجة إلى رموز الهوية والفرح، يبدو جعفر سلمان واحداً من أولئك القلائل الذين يرممون الذاكرة، لا بفرشاة فنان، بل بمفتاح صيانة ومحرك كلاسيكي ينبض بروح العراق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص
أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص

أخبار ليبيا

timeمنذ 9 ساعات

  • أخبار ليبيا

أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص

في مشهد أبهر زوّار معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات في دورته الـ55، كشفت شركة 'رميزان' للمجوهرات عن إنجاز غير مسبوق عالميًا، تمثل في أول سيارة في العالم مطلية بالكامل بالذهب الخالص عيار 24 قيراط، ضمن فعاليات المعرض المقام في مركز 'إكسبو الشارقة' بدولة الإمارات العربية المتحدة. وبحسب وكالة سبوتنيك، السيارة، من طراز GTR الرياضي الشهير، خضعت لعملية طلاء دقيقة بالذهب الخالص، مع تطعيمات وزخارف منقوشة يدويًا أضفت عليها طابعًا فنيًا فريدًا، أنجزها فنان ياباني استغرق أكثر من عام كامل لإنهاء تفاصيلها. وتُقدر القيمة السوقية للسيارة بنحو مليون دولار أميركي. وقال أحمد ذياب، مدير التسويق في شركة رميزان، في تصريح خاص لوكالة 'سبوتنيك': 'الهدف لم يكن فقط عرض تحفة فنية بل تقديم رؤية جديدة تجمع بين الفخامة الهندسية وروعة التصميم الشرقي'. هذا ويُعد معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات أحد أبرز التظاهرات التجارية المتخصصة في عالم الفخامة على مستوى العالم، ويقام بدعم من غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ويستقطب هذا العام أكثر من 500 علامة تجارية من 26 دولة، بمشاركة ما يفوق 1800 مصمم وصانع ومختص في الذهب والمجوهرات، ويعرض المعرض تشكيلة واسعة من المجوهرات الفاخرة والأحجار الكريمة النادرة والساعات الراقية، في حدث يرسخ مكانة الشارقة كمنصة دولية رائدة في عالم الفخامة والإبداع. The post أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا

أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص
أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص

عين ليبيا

timeمنذ 9 ساعات

  • عين ليبيا

أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص

في مشهد أبهر زوّار معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات في دورته الـ55، كشفت شركة 'رميزان' للمجوهرات عن إنجاز غير مسبوق عالميًا، تمثل في أول سيارة في العالم مطلية بالكامل بالذهب الخالص عيار 24 قيراط، ضمن فعاليات المعرض المقام في مركز 'إكسبو الشارقة' بدولة الإمارات العربية المتحدة. وبحسب وكالة سبوتنيك، السيارة، من طراز GTR الرياضي الشهير، خضعت لعملية طلاء دقيقة بالذهب الخالص، مع تطعيمات وزخارف منقوشة يدويًا أضفت عليها طابعًا فنيًا فريدًا، أنجزها فنان ياباني استغرق أكثر من عام كامل لإنهاء تفاصيلها. وتُقدر القيمة السوقية للسيارة بنحو مليون دولار أميركي. وقال أحمد ذياب، مدير التسويق في شركة رميزان، في تصريح خاص لوكالة 'سبوتنيك': 'الهدف لم يكن فقط عرض تحفة فنية بل تقديم رؤية جديدة تجمع بين الفخامة الهندسية وروعة التصميم الشرقي'. هذا ويُعد معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات أحد أبرز التظاهرات التجارية المتخصصة في عالم الفخامة على مستوى العالم، ويقام بدعم من غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ويستقطب هذا العام أكثر من 500 علامة تجارية من 26 دولة، بمشاركة ما يفوق 1800 مصمم وصانع ومختص في الذهب والمجوهرات، ويعرض المعرض تشكيلة واسعة من المجوهرات الفاخرة والأحجار الكريمة النادرة والساعات الراقية، في حدث يرسخ مكانة الشارقة كمنصة دولية رائدة في عالم الفخامة والإبداع.

«طبيب السيارات» في ريف بابل يعيد الحياة لذكريات العراق
«طبيب السيارات» في ريف بابل يعيد الحياة لذكريات العراق

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الوسط

«طبيب السيارات» في ريف بابل يعيد الحياة لذكريات العراق

وسط أرياف محافظة بابل، جنوبي العاصمة بغداد، يحتفظ جعفر سلمان عيدان بحلم ينبض بالماضي، ويجوب الحاضر بروح التراث العراقي. منذ أكثر من 12 عاماً، كرّس الرجل الخمسيني شغفه لجمع السيارات الكلاسيكية القديمة وترميمها، محوّلاً متجره لبيع قطع الغيار في ضواحي مدينة الإسكندرية إلى معرض حيّ لتاريخ السيارات، وفقا لوكالة «فرانس برس». يعرض جعفر داخل متجره مجموعة نادرة من السيارات التي تروي فصولاً من الذاكرة العراقية والعربية، من بينها «رولز رويس» تعود إلى العام 1934 لا تزال تحمل لوحة العهد الملكي، و«ديسوتو» موديل 1948، يؤكد أنها كانت هدية من الملك فاروق إلى الملك عبدالعزيز آل سعود، ورفض بيعها مقابل عرض مغرٍ تجاوز 140 ألف دولار. - - - يقول جعفر لـ«فرانس برس»: «أنا أحب السيارات الكلاسيكية القديمة، وأعشق التراث العراقي والحفاظ عليه». ويضيف أنه يستورد بعض قطع الغيار من الولايات المتحدة، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق وصولها بين أربعة إلى خمسة أشهر. يضم مرآبه أيضاً سيارات بألوان جذابة مثل «فورد» زرقاء فيروزية، وأخرى «MG» صفراء وسوداء، بالإضافة إلى «أولدزموبيل» وردية أنيقة، وسيارات سباق أميركية وأوروبية تعود إلى ثلاثينات وستينات القرن الماضي. ورغم الصعوبات اللوجستية والفنية، لا يتردد سلمان في الاستعانة بخبراء من بغداد أو حتى من مدينة الموصل البعيدة إذا تطلبت السيارة عناية خاصة. فـ«كل التعب يزول عندما ترى السيارة تعود للحياة بأبهى حلّة»، كما يقول. رؤية التاريخ حيّاً ليست السيارات مجرد مقتنيات بالنسبة إليه، بل جسر بين الأجيال، وبوابة لذكريات الشعب. «حين تمر السيارة في الشارع، ترى الفرح على وجوه الناس»، يضيف. فكم من مرة اقتربت منه امرأة لتقول: «هذه تشبه سيارة يوم زفافي»، أو استوقفه رجل مسن ليسترجع ماضياً بعيداً. ويقول صديقه الحلاق حيدر خلف إن جعفر بات شخصية محبوبة في المنطقة:«يعرفه الجميع. عندما يقود إحدى سياراته، يتجمّع الناس حولها. هذه السيارات أصبحت من هويتنا العراقية، والجميع يحب رؤية التاريخ حيّاً أمامهم». في زمن تشتد فيه الحاجة إلى رموز الهوية والفرح، يبدو جعفر سلمان واحداً من أولئك القلائل الذين يرممون الذاكرة، لا بفرشاة فنان، بل بمفتاح صيانة ومحرك كلاسيكي ينبض بروح العراق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store