logo
مصور يرصد مشاهد ساحرة لسماء الليل بسقطرى في اليمن

مصور يرصد مشاهد ساحرة لسماء الليل بسقطرى في اليمن

CNN عربيةمنذ 6 أيام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بطبيعتها الفريدة من نوعها ونباتاتها المستوطنة، تُعد جزيرة سقطرى في اليمن بمثابة حلم لعشاق السياحة البيئية.
يكشف مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني بنيامين بركات عن جانب قد يتناساه البعض في الجزيرة، أي مشهد سماء الليل المرصعة بالنجوم والمجرات.
أشارت التقديرات الجيولوجية إلى أن جزيرة سقطرى انفصلت عن أجزاء العالم الأخرى قبل نحو 6 ملايين عام، ما جعلها تطوّر أنواعاً فريدةً من النباتات والكائنات الحية لتصبح عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر على وجه الأرض، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن.
ينحدر اسم "سقطرى"، من المُسمى السنسكريتي القديم ،"دفيباساخادارا"، والذي يُترجم إلى "الجزيرة المباركة".
ولطالما أثارت جزيرة سقطرى اهتمام بركات بمناظرها الطبيعية البكر وتنوعها البيولوجي الفريد.
قال مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني لموقع CNN بالعربية: "بصفتي مصوراً فلكياً، أبحث باستمرار عن سماء مظلمة ومناظر حالمة، وشعرت أن سقطرى هي الوجهة المثالية".
فضلا عن خلوها من التلوث الضوئي، رأى بركات أن بُعد الجزيرة عن العالم وجمالها الفريد من نوعه "جعل منها خلفية ساحرة لالتقاط صور لمجرة درب التبانة".
تُعتبر شجرة "دم الأخوين" من بين أبرز الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى، التي نُسجت حولها العديد من الأساطير، إضافة إلى زهرة الصحراء السقطرية العدنية، التي تنمو على سفوح جبال سقطرى، وتُعرف أيضا باسم "شجرة الزجاجة"، نظرا لسماكة جذعها الذي يشبه الزجاجة.
قال بركات إن "تجربة التصوير كانت مهيبة وأقرب إلى الروحانية"، مضيفًا أن "الوقوف بصمت بين هذه الأشجار الغريبة تحت سماء متلألئة بالنجوم جعلني أشعر وكأنني على كوكب آخر".
وأوضح: "عزلة الجزيرة واتساع سماء ليلها عمّقت إحساسي بالطبيعة، كانت لحظة لا تُنسى".
خلال رحلاته إلى سقطرى، استطاع مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني توثيق قلب مجرة "درب التبانة" بوضوح مذهل، إلى جانب ظاهرة "ضوء البروج"، والعديد من الشهب الساطعة، وحتى بعض التوهجات الجوية الخافتة في بعض الليالي، مؤكدا أن غياب التلوث الضوئي سمح لهذه الظواهر الدقيقة بالظهور بشكل واضح.
مع ذلك، لم يخل توثيق هذه السلسلة من التحديات، إذ أشار بركات إلى صعوبة الوصول إلى الجزيرة نظرا لكون الرحلات إليها محدودة.
وأوضح: "يتوجب عليك أن تكون مكتفياً ذاتياً تماماً من حيث الطاقة والمعدات. وقد تكون الظروف صعبة أحياناً في الجزيرة، بسبب الرياح القوية، والغبار، وسرعة تغيّر الطقس".
أشار مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني إلى أن "وجهات مثل سقطرى تذكّرنا أن هناك أجزاء من هذا العالم ما زالت بكر، والحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية".
A post shared by Benjamin Barakat (@benjaminbarakat)
يُذكر أن إحدى لقطات بركات من السلسلة اختيرت مؤخرا من بين مجموعة صور مرشحة لنيل لقب مصور درب التبانة لعام 2025، وقد حملت هذه الصورة عنوان "جنة شجرة الزجاجة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تفعل كامل أنظمتها الدفاعية أمام ضربات إيران.. إليك كيف تعمل؟
إسرائيل تفعل كامل أنظمتها الدفاعية أمام ضربات إيران.. إليك كيف تعمل؟

CNN عربية

timeمنذ 2 أيام

  • CNN عربية

إسرائيل تفعل كامل أنظمتها الدفاعية أمام ضربات إيران.. إليك كيف تعمل؟

(CNN)— مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تلجأ إسرائيل مجددًا إلى نظام دفاعها الجوي الشامل، الذي يشمل القبة الحديدية، ومقلاع داود، وأنظمة السهم، بالإضافة إلى نظام ثاد العسكري الأمريكي، لحماية مواطنيها من الهجمات الجوية القادمة على مسافات مختلفة. يقول محللون إن نظام الدفاع الصاروخي يُعدّ من أهم الأدوات في ترسانة إسرائيل، وقد أنقذ أرواحًا لا تُحصى من المدنيين خلال صراعات مختلفة خلال العقد الماضي. القبة الحديدية بدأ تطوير القبة الحديدية عام 2007. وبعد اختبارات أجريت عامي 2008و 2009، نُشرت أولى بطاريات القبة الحديدية عام 2011. وخضع النظام للتحديث عدة مرات منذ ذلك الحين. صُممت القبة الحديدية لإسقاط المقذوفات منخفضة الارتفاع. وهي مزودة برادار يكشف الصواريخ، ثم يستخدم نظام قيادة وتحكم يحسب بسرعة ما إذا كانت المقذوفات القادمة تُشكل تهديدًا أو من المرجح أن تصيب منطقة غير مأهولة. إذا شكّل الصاروخ تهديدًا، تُطلق القبة الحديدية صواريخ من الأرض لتدميره جوًا. توجد عشر بطاريات قبة حديدية في جميع أنحاء إسرائيل، تحتوي كل منها على ثلاث إلى أربع منصات إطلاق، وفقًا لشركة رايثيون ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. يتميز النظام بسهولة نقله، ولا يتطلب سوى بضع ساعات لإعداده، كما أن صواريخ الاعتراض نفسها سهلة المناورة. يبلغ طولها 3 أمتار (حوالي 10 أقدام)، ويبلغ قطرها حوالي 6 بوصات (15 سم)، وتزن 90 كيلوغرامًا (198 رطلاً) عند الإطلاق، وفقًا لمجموعة تحليل الأمن IHS Jane's في عام 2012. ويُعتقد أن الرأس الحربي يحمل 11 كيلوغرامًا من المواد شديدة الانفجار، وفقًا لـ IHS Jane's. ويتراوح مداه من 4 كيلومترات إلى 70 كيلومترًا (2.5 ميل إلى 43 ميلًا). خلال أوقات الحرب، يمكن أن ترتفع تكلفة تشغيل القبة الحديدية بسرعة. تبلغ تكلفة كل صاروخ حوالي 40 ألف دولار، ما يعني أن تكلفة اعتراض آلاف الصواريخ القادمة تتراكم. أنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من 2.9 مليار دولار على برنامج القبة الحديدية، وفقًا لدائرة أبحاث الكونغرس. نظامي مقلاع داوود والسهم يستخدم مشروع مقلاع داود، وهو مشروع مشترك بين شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة وشركة رايثيون الأمريكية العملاقة في مجال الدفاع، صواريخ اعتراضية حركية من طرازي ستانر وسكاي سيبتور، قادرة على إصابة أهداف على بُعد يصل إلى 186 ميلاً، وفقاً لمشروع التهديد الصاروخي في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية (CSIS). يقع فوق مقلاع داود منظومتا السهم 2 والسهم 3 الإسرائيليتان، اللتان طُوّرتا بالاشتراك مع الولايات المتحدة. يستخدم السهم 2 رؤوساً حربية متشظية لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في مرحلتها النهائية - أثناء اندفاعها نحو أهدافها - في الغلاف الجوي العلوي، وفقاً لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية. يبلغ مدى السهم 2: 56 ميلاً ويبلغ أقصى ارتفاع له 32 ميلاً، وفقاً لتحالف مناصرة الدفاع الصاروخي، الذي وصف السهم 2 بأنه نسخة مطورة من دفاعات صواريخ باتريوت الأمريكية التي استخدمتها إسرائيل سابقاً لهذا الغرض. من جهته يستخدم نظام السهم 3 تكنولوجيا "الضرب المباشر" لاعتراض الصواريخ الباليستية القادمة قبل دخولها الغلاف الجوي مرة أخرى بطريقها إلى الهدف. وتمتلك إسرائيل أيضًا طائرات مقاتلة متطورة، بما في ذلك طائرات الشبح F-35I التي استخدمتها سابقًا لإسقاط طائرات بدون طيار وصواريخ كروز، وفقًا لتقارير إخبارية. نظام "ثاد" الصاروخي الأمريكي: يعزز نظام الدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلي نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية التابع للجيش الأمريكي، أو نظام ثاد، والذي أرسلته إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى إسرائيل في أكتوبر الماضي بعد هجمات صاروخية إيرانية سابقة على البلاد. ومثل نظام السهم 3، يستخدم نظام ثاد تقنية "الضرب المباشر" لاستهداف أهداف على مدى يتراوح بين 150 و200 كيلومتر (93 إلى 124 ميلاً)، وفقًا لتقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي. وتتكون بطارية ثاد من 95 جنديًا، وستة منصات إطلاق محمولة على شاحنات، مع ثمانية صواريخ اعتراضية لكل منها، بالإضافة إلى وحدة رادار مراقبة وتحكم، ووحدة اتصالات ومكافحة الحرائق.

مصور يرصد مشاهد ساحرة لسماء الليل بسقطرى في اليمن
مصور يرصد مشاهد ساحرة لسماء الليل بسقطرى في اليمن

CNN عربية

timeمنذ 6 أيام

  • CNN عربية

مصور يرصد مشاهد ساحرة لسماء الليل بسقطرى في اليمن

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بطبيعتها الفريدة من نوعها ونباتاتها المستوطنة، تُعد جزيرة سقطرى في اليمن بمثابة حلم لعشاق السياحة البيئية. يكشف مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني بنيامين بركات عن جانب قد يتناساه البعض في الجزيرة، أي مشهد سماء الليل المرصعة بالنجوم والمجرات. أشارت التقديرات الجيولوجية إلى أن جزيرة سقطرى انفصلت عن أجزاء العالم الأخرى قبل نحو 6 ملايين عام، ما جعلها تطوّر أنواعاً فريدةً من النباتات والكائنات الحية لتصبح عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر على وجه الأرض، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن. ينحدر اسم "سقطرى"، من المُسمى السنسكريتي القديم ،"دفيباساخادارا"، والذي يُترجم إلى "الجزيرة المباركة". ولطالما أثارت جزيرة سقطرى اهتمام بركات بمناظرها الطبيعية البكر وتنوعها البيولوجي الفريد. قال مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني لموقع CNN بالعربية: "بصفتي مصوراً فلكياً، أبحث باستمرار عن سماء مظلمة ومناظر حالمة، وشعرت أن سقطرى هي الوجهة المثالية". فضلا عن خلوها من التلوث الضوئي، رأى بركات أن بُعد الجزيرة عن العالم وجمالها الفريد من نوعه "جعل منها خلفية ساحرة لالتقاط صور لمجرة درب التبانة". تُعتبر شجرة "دم الأخوين" من بين أبرز الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى، التي نُسجت حولها العديد من الأساطير، إضافة إلى زهرة الصحراء السقطرية العدنية، التي تنمو على سفوح جبال سقطرى، وتُعرف أيضا باسم "شجرة الزجاجة"، نظرا لسماكة جذعها الذي يشبه الزجاجة. قال بركات إن "تجربة التصوير كانت مهيبة وأقرب إلى الروحانية"، مضيفًا أن "الوقوف بصمت بين هذه الأشجار الغريبة تحت سماء متلألئة بالنجوم جعلني أشعر وكأنني على كوكب آخر". وأوضح: "عزلة الجزيرة واتساع سماء ليلها عمّقت إحساسي بالطبيعة، كانت لحظة لا تُنسى". خلال رحلاته إلى سقطرى، استطاع مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني توثيق قلب مجرة "درب التبانة" بوضوح مذهل، إلى جانب ظاهرة "ضوء البروج"، والعديد من الشهب الساطعة، وحتى بعض التوهجات الجوية الخافتة في بعض الليالي، مؤكدا أن غياب التلوث الضوئي سمح لهذه الظواهر الدقيقة بالظهور بشكل واضح. مع ذلك، لم يخل توثيق هذه السلسلة من التحديات، إذ أشار بركات إلى صعوبة الوصول إلى الجزيرة نظرا لكون الرحلات إليها محدودة. وأوضح: "يتوجب عليك أن تكون مكتفياً ذاتياً تماماً من حيث الطاقة والمعدات. وقد تكون الظروف صعبة أحياناً في الجزيرة، بسبب الرياح القوية، والغبار، وسرعة تغيّر الطقس". أشار مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني إلى أن "وجهات مثل سقطرى تذكّرنا أن هناك أجزاء من هذا العالم ما زالت بكر، والحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية". A post shared by Benjamin Barakat (@benjaminbarakat) يُذكر أن إحدى لقطات بركات من السلسلة اختيرت مؤخرا من بين مجموعة صور مرشحة لنيل لقب مصور درب التبانة لعام 2025، وقد حملت هذه الصورة عنوان "جنة شجرة الزجاجة".

اكتشاف أول دليل على وجود "أبراج حية" من الديدان في الطبيعة
اكتشاف أول دليل على وجود "أبراج حية" من الديدان في الطبيعة

CNN عربية

time٠٩-٠٦-٢٠٢٥

  • CNN عربية

اكتشاف أول دليل على وجود "أبراج حية" من الديدان في الطبيعة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شهد علماء في ألمانيا مؤخرًا تقنيات بناء مذهلة تقوم بها كائنات معمارية صغيرة، تُسمى الديدان الخيطية، توجد في جميع أنحاء سطح الأرض. بعد أشهر من الفحص الدقيق لفاكهة الكمثرى والتفاح الفاسد في بساتين محلية، تمكّن الباحثون في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوانات، وجامعة كونستانس، من رصد مئات من هذه الديدان الصغيرة التي يبلغ طولها 1 مليمتر فيما تتسلق فوق بعضها، وتراكم هياكل تصل إلى عشرة أضعاف حجمها الفردي. دودة تعود للحياة بعد مرور 46 ألف عام على تجمّدها في سيبيريا لمعرفة المزيد عن الفيزياء الغامضة للأبراج اللينة واللزجة، أحضر فريق الدراسة عينات من ديدان خيطية تُسمى "الربداء الرشيقة" إلى مختبر لتحليلها. هناك، لاحظ العلماء أن الديدان يمكن أن تتجمع في غضون ساعات، حيث يمد بعضها أذرعه من الكتلة الملتوية كـ"أذرع" استكشافية تستشعر البيئة المحيطة، لتقوم ببناء الهياكل. أظهرت النتائج التي توصل إليها الفريق، المنشورة في مجلة Current Biology الخميس، أن حتى أصغر الكائنات يمكن أن تثير تساؤلات كبيرة حول الغاية التطورية من السلوكيات الاجتماعية. وقالت سيرينا دينغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة والمشرفة على مجموعة أبحاث الجينات والسلوك في معهد ماكس بلانك: "ما توصّلنا إليه لم يكن مجرد ديدان تقف فوق بعضها، بل كائنًا فائق التنظيم يتحرّك ويتصرف كوحدة واحدة منسقة". لفهم الدافع وراء سلوك البناء لدى ديدان النيماتودا، قام فريق الدراسة باختبار استجاباتها عند تعريضها لمحفزات مثل اللمس، والدفع، وحتى اقتراب ذبابة منها، خلال تجمعها في تشكيل برجي. قالت المؤلفة الأولى للدراسة، دانييلا بيريز، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوانات: "لاحظنا أنها شديدة التفاعل مع وجود أي محفز. فهي تستشعره، ثم يتحرك البرج بأكمله باتجاه هذا المحفز، ويلتصق بأداة معدنية نستخدمها أو حتى بذبابة تحلق بالقرب منها". أشارت هذه الاستجابة المنسقة إلى أن ديدان النيماتودا الجائعة قد تتجمع معًا لتسهيل انتقالها إلى أماكن جديدة، من خلال التعلق بالحيوانات الأكبر مثل الحشرات، التي تنقلها إلى "مراعٍ" جديدة، وإن لم تكن أكثر اخضرارًا لكنها أغنى بالفاكهة المتعفّنة التي تُعد مصدر غذاء لها. يحب الرقص ويغضب عند الجوع.. 6 حقائق قد لا تعرفها عن النحل وتابعت أنه "إذا فكرت بالأمر، لا يمكن لحيوان لا يتجاوز طوله مليمترًا واحدًا ببساطة الزحف لمسافة مترين بهدف الوصول إلى ثمرة أخرى". وأضافت بيريز أن ديدان النيماتودا قادرة أيضًا على التنقل بشكل فردي، لكنها أشارت إلى أن الوصول إلى منطقة جديدة ضمن مجموعة قد يمنحها فرصة أفضل للاستمرار في التكاثر، موضحة أنّ هذه الهياكل ذاتها قد تُستخدم كوسيلة للنقل، حيث لاحظ الباحثون أن بعض الديدان شكلت جسورًا عبر الفجوات في أطباق بتري، ما مكّنها من الانتقال من سطح لآخر. علّقت أوريت بيليغ، أستاذة مساعدة في علوم الحاسوب تدرس الأنظمة الحية بمعهد BioFrontiers في جامعة كولورادو بولدر، غير المشاركة في الدراسة قائلة: "هذا الاكتشاف مثير للغاية. إنه لا يسلط الضوء فقط على الوظيفة البيئية لتكوين هذه الأبراج، بل يفتح أيضًا الباب أمام إجراء تجارب أكثر تحكمًا لفهم العالم الإدراكي لهذه الكائنات، وكيفية تواصلها داخل مجموعة كبيرة". أوضحت بيريز أنّ الخطوة التالية لفريقها البحثي تتمثّل بمحاولة معرفة ما إذا كان تكوين هذه الهياكل سلوكًا تعاونيًا أم تنافسيًا. بعبارة أخرى: هل تتصرّف ديدان النيماتودا بشكل اجتماعي لمساعدة بعضها، أم أن ما نشهده أقرب إلى فوضى تدافع؟ من جانبها، قالت دينغ إنّ دراسة سلوكيات كائنات أخرى قادرة على التجمّع الذاتي قد توفر دلائل حول القواعد الاجتماعية لدى ديدان النيماتودا، وتساعد في الإجابة على هذا التساؤل. أما ديفيد هو، وهو أستاذ الهندسة الميكانيكية وعلم الأحياء في معهد جورجيا التقني، فاعتبر أن النمل، الذي يتجمع لتشكيل أطواف طافية للبقاء أثناء الفيضانات، يُعد بين الكائنات القليلة التي تُظهر سلوكًا جماعيًا مشابهًا لما تفعله ديدان النيماتودا. وأشار هو إلى أن "النمل يُظهر قدرًا هائلًا من التضحية لصالح المجموعة، ولا يحدث قتال داخلي عادةً داخل المستعمرة، وذلك بسبب التركيبة الجينية المشتركة لهذه الكائنات". وأوضحت بيريز أن ديدان النيماتودا، مثل النمل، لا تبدو عليها أي علامات واضحة للتمييز في الأدوار أو وجود تسلسل هرمي داخل الأبراج. فكل دودة، من قاعدة البرج حتى أعلاه، تتمتّع بالقدرة على الحركة بالقدر ذاته، ولا يُوجد مؤشرات على وجود منافسة. دراسة: النمل الحفار يجري عمليات بتر أطراف لإنقاذ حياة رفاقه بعد الإصابة من جهتها، قالت بيليغ إن الكائنات التي تتعاون اجتماعيًا تميل غالبًا إلى استخدام نوع من أشكال التواصل. ففي حالة النمل، يكون ذلك عبر مسارات الفيرومونات، بينما يعتمد نحل العسل على رقص طقسي، وتستخدم فطريات الوحل إشارات كيميائية نابضة. أما في حالة ديدان النيماتودا، فالأمر لا يزال غير واضح، وفقًا لما ذكرته دينغ قائلة: "لسنا متأكدين بعد مما إذا كانت هذه الكائنات تتواصل أصلًا، أو كيف تفعل ذلك". وأشار هو إلى أن ثمة اهتمام متزايد في مجتمع الروبوتات بدراسة سلوكيات التعاون لدى الحيوانات. وأضاف أنه يحتمل في المستقبل أن تُستخدم المعلومات المتعلقة بالتعقيد الاجتماعي لكائنات مثل ديدان النيماتودا لتطوير تقنيات جديدة، كأنظمة الخوادم الحاسوبية أو الطائرات المسيّرة، وكيفية تواصلها بطريقة أكثر كفاءة وتنظيمًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store