logo
المغرب: تضامن واسع مع 'أبطال' سفينة 'حنظلة' ومطالبة بوريطة بالتدخل للإفراج عن الصحافي البقالي- (تدوينات)

المغرب: تضامن واسع مع 'أبطال' سفينة 'حنظلة' ومطالبة بوريطة بالتدخل للإفراج عن الصحافي البقالي- (تدوينات)

القدس العربي منذ 5 أيام
الرباط- 'القدس العربي':
هبّ عدد كبير من الصحافيين المغاربة لتلبية نداء التضامن مع زميلهم محمد البقالي، الصحافي في قناة 'الجزيرة'، ومع كل النشطاء الذين احتجزتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتراضها 'غير القانوني' لسفينة 'حنظلة' وهي تقوم برحلة إنسانية نحو غزة لكسر الحصار المفروض على أهلها.
ولم يقتصر التضامن على زملاء مهنة المتاعب، بل شمل عددا من الحقوقيين والسياسيين، ومن بينهم البرلمانية عن حزب 'فدرالية اليسار الديمقراطي' المعارض، فاطمة التامني التي راسلت وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بشأن 'ضرورة التدخل لحماية المواطن المغربي محمد البقالي المحتجز من طرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي'.
ووصفت البرلمانية المعارضة إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتراض السفينة الإنسانية 'حنظلة' واعتقال جميع من كانوا على متنها بـ'التطور الخطير'، مشيرة إلى أن من بين المعتقلين يوجد الصحافي المغربي محمد البقالي الذي 'كان يؤدي مهمة إعلامية إنسانية تهدف إلى تغطية عملية مدنية ترمز إلى التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، ورفض الحصار المفروض على غزة'.
وتساءلت البرلمانية 'بقلق' أمام هذا 'الوضع الذي يمس سلامة مواطن مغربي ويضرب في الصميم حقه في تأدية واجبه المهني والإنساني، وأمام سكوت رسمي غير مبرر إلى حدود الساعة'، عن الإجراءات التي قامت أو تعتزم القيام بها وزارة الخارجية المغربية لحماية المواطن محمد البقالي، وضمان سلامته الجسدية والنفسية، والتدخل من أجل الافراج الفوري عنه'.
مراسلة البرلمانية المذكورة جاءت ضمن فيض التضامن الذي عبر عنه المغاربة من زملاء الصحافي الموقوف ونشطاء وعموم الرأي العام، وتصدرت تدوينات الدعم والمساندة عددا من الصفحات والحسابات المغربية على مواقع التواصل الاجتماعي، وانطلقت شرارتها بعد تداول مقطع فيديو للصحافي محمد البقالي قبل اعتقاله، ناشد فيه سلطات بلاده التدخل لإطلاق سراحه ومعه كل النشطاء الذين كانوا برفقته على متن سفينة 'حنظلة'.
وقال البقالي مخاطبا عموم الرأي العام 'إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو، فهذا يعني أن السفينة حنظلة قد تم اعتراضها من قبل القوات الإسرائيلية، أو من قبل جهات متواطئة معها، وأننا نحتجز بشكل غير قانوني'، وأضاف 'أدعو سلطات بلدي المغرب، إلى القيام بكل ما في وسعها من أجل إطلاق سراحنا، كما أدعو المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة إلى التدخل العاجل'.
ولم يكتف الصحافيون المتضامنون مع البقالي بنشر الخبر المجرد الذي يفيد بـ'اختطافه' من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل ضمنوه عبارات التضامن والتنديد بالغطرسة الإسرائيلية وضربها للمواثيق والقوانين الدولية عرض الحائط.
وكان مصطفى البقالي، قد نشر تدوينة طالب فيها بعد إخبار الجميع بتوقيف شقيقه محمد بمعية كل نشطاء السفينة الإنسانية، 'بالتحرك العاجل' من طرف المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية 'للضغط من أجل إطلاق سراحه'، كما طالب 'الدولة المغربية بالقيام بواجبها في حماية أحد مواطنيها العاملين في مهنة الصحافة، والدفاع عن حقه في التغطية الحرة والآمنة'.
وعبّر الصحافي عادل الزبيري عن أمانيه في أن يخرج الصحافي المغربي المعتقل سالما، مؤكدا أن 'البقالي صحافي مغربي يخوض مغامرة حقيقية في مواجهة أكثر جيش لا يحترم حقوق الإنسان ولا القانون الدولي الإنساني ويقتل الصحافيين بدم بارد جدا'.
من جهته قال الصحافي والمدير السابق للقناة الثقافية المغربية، عبد الصمد بنشريف، إن 'ما قامت به عصابة قوات الاحتلال هو قرصنة واختطاف صريح وواضح. خاصة وأن الأمر يتعلق بسفينة مدنية كان على متنها نشطاء لا يحملون سلاحا ولا متفجرات'.
وأضاف 'من هذا المنطلق يتعين على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أن تطلق سراح محمد البقالي ومن معه، كما يتعين على حكومات المواطنين الذين تم اختطافهم وضمنها الحكومة المغربية التحرك بكل الوسائل وممارسة مختلف الضغوط لإخلاء سبيل نشطاء سفينة حنظلة والفريق الإعلامي الذي كان يرافقها'.
وشدد على أنه يجب أيضا 'على شتى التنظيمات النقابية والأحزاب السياسية والمؤسسات ذات الصلة ووسائل الإعلام في المغرب أن تتضامن مع الصحافي محمد البقالي وأن تدين وتشجب بقوة السلوك المرفوض والهمجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي'.
ودشنت 'الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال' تضامن الهيئات والنقابات الإعلامية مع محمد البقالي، معتبرة مشاركته 'فعلا تطوعيا نبيلا يندرج ضمن الواجب الإنساني للصحافيين في نقل الحقيقة والانحياز لقيم العدالة والحرية والكرامة'.
وعبّرت الهيئة المهنية المنضوية تحت لواء نقابة 'الاتحاد المغربي للشغل'، عن 'تضامنها المطلق وغير المشروط مع الصحافي محمد البقالي'، وقالت إنها 'تحيي عاليا شجاعته وموقفه الإنساني في مواجهة آلة البطش والاحتلال'، كما تدين بشدة أي 'محاولة لتجريم هذا الفعل الصحافي والحقوقي، وتذكر بأن حرية الصحافة مكفولة بموجب المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأن حماية الصحافيين أثناء النزاعات المسلحة تندرج ضمن مقتضيات اتفاقية جنيف لسنة 1949، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة'.
وحملت النقابة في بيانها الذي اطلعت 'القدس العربي' عليه، 'سلطات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن سلامة الزميل البقالي وجميع النشطاء على متن سفينة حنظلة'، داعية 'المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء هذه الانتهاكات الصارخة'، كما وجهت دعوة إلى 'كافة النقابات المهنية الوطنية والدولية، والمنظمات الحقوقية والإعلامية، لإعلان مواقف تضامنية واضحة، والضغط من أجل إطلاق سراح جميع النشطاء، وتوفير الحماية اللازمة لهم'.
وناشدت الهيئة المهنية 'السلطات المغربية التحرك العاجل، عبر القنوات الدبلوماسية، لضمان سلامة وكرامة الزميل محمد البقالي، وصون حقه في ممارسة عمله دون انتقام أو تضييق'، مؤكدة على أن 'الكلمة الحرة لا تقمع'، لذلك 'فإنها تعتبر أن التضامن مع الصحافيين الأحرار هو واجب مهني وأخلاقي، وأن القضية الفلسطينية ستظل قضية وطنية وإنسانية بامتياز، تستوجب منا جميعا مواقف ثابتة وملموسة'.
وقالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إنها تتابع بقلق بالغ المداهمة التي تعرضت لها سفينة المساعدات الإنسانية – حنظلة، التي كانت تبحر في اتجاه قطاع غزة، وما رافق ذلك من اعتقال طاقمها، وعلى رأسهم الزميل الصحافي المغربي محمد البقالي.
وأعربت عن استنكارها الشديد هذا الاعتقال التعسفي، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحافي البقالي، وعن كافة الموجودين على متن السفينة.
ودعت النقابة، في بيان تلقت 'القدس العربي' نسخة منه، جميع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بحرية الصحافة وبالعمل الحقوقي والإنساني إلى التحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل ضمان سلامة الطاقم وتمكينه من أداء مهمته الإنسانية والإعلامية.
وأفادت بأن المعطيات المتوفرة، تؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعترضت السفينة واقتحمتها بعد سلسلة من المضايقات في عرض البحر، وذلك على بعد أقل من سبع ساعات من بلوغها شواطئ غزة، في اعتداء سافر على مهمة سلمية ذات طابع إنساني وحقوقي وإعلامي.
واعتبر النقابة الوطنية للصحافة المغربية هذا الاعتداء 'انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، ولقواعد حماية الصحافيين أثناء تأديتهم لمهامهم، خاصة في مناطق النزاع'. وأضافت أنها 'ترى في هذا السلوك العدواني دليلا جديدا على استهتار الاحتلال الإسرائيلي بالمبادئ الكونية لحقوق الإنسان، وتهديدا خطيرا للسلامة المهنية للصحافيين'.
وجددت النقابة تضامنها المطلق مع محمد البقالي، ومع كافة الإعلاميين والناشطين الحقوقيين الذين شاركوا في هذه المبادرة، داعية إلى 'مواصلة التعبئة الوطنية والدولية من أجل كسر الحصار الإعلامي والإنساني المفروض على غزة، ومساءلة الاحتلال عن جرائمه المتكررة في حق الصحافيين والمدنيين'.
وتحت شعار 'كلنا حنظلة'، كتب السياسي والناشط الحقوقي عبد العابي حامي الدين تدوينة قال فيها إن 'قوات الاحتلال الصهيوني تهاجم السفينة (حنظلة) المتجهة لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة، وهي في المياه الدولية وتحاصر كل من فيها'.
وبعد أن أشار إلى أن على متن السفينة الإنسانية 'يوجد الصحافي المغربي محمد البقالي، مراسل قناة (الجزيرة) إلى جانب 20 ناشطا من جنسيات أوربية وأمريكية'، قال إن 'أبطال سفينة (حنظلة) يستحقون منا كل التقدير والاحترام وهم ينوبون عن أحرار العالم في محاولة جديدة لكسر حصار التجويع على الشعب الفلسطيني'.
وشدد على أن 'الجميع مطالب بالتحرك العاجل من أجل ضمان السلامة الجسدية لكافة النشطاء الذين يوجدون على متن هذه السفينة، وحماية حقوقهم الأساسية، والعمل على وقف هذه الغطرسة الصهيونية عند حدودها'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ناشط من السفينة "حنظلة" يتعرض لعنف قوات الاحتلال أثناء احتجازه
ناشط من السفينة "حنظلة" يتعرض لعنف قوات الاحتلال أثناء احتجازه

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

ناشط من السفينة "حنظلة" يتعرض لعنف قوات الاحتلال أثناء احتجازه

أعلن تحالف أسطول الحرية عن تعرض الناشط الأميركي كريستيان سمولز الذي كان على متن السفينة "حنظلة" لكسر حصار غزة ، لعنف جسدي من قوات الاحتلال الإسرائيلي ، أثناء احتجازه. وأفاد التحالف، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ الناشط الأميركي سمولز تعرّض للعنف على يد 7 جنود إسرائيليين يرتدون الزي العسكري. وأضاف أنّ سمولز تعرّض لمحاولة خنق وركل من الجنود الإسرائيليين وظهرت علامات العنف بوضوح على رقبته وظهره. وذكر أنّ 6 من عناصر الشرطة الإسرائيلية حاصروا سمولز خلال لقائه بمحاميه. وأدان تحالف أسطول الحرية العنف الذي مورس ضد الناشط، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء والمعاملة التمييزية التي تعرّض لها. ومساء الاثنين، قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إنّ نشطاء السفينة "حنظلة" المحتجزين في إسرائيل رفضوا التوقيع على إجراءات الترحيل القسري، وأعلنوا استمرارهم في الإضراب المفتوح عن الطعام. وأكدت اللجنة، في منشور على منصة إكس، أنّ بعض النشطاء تعرّضوا لعنف جسدي خلال عملية الاعتقال، فيما تحدّثت ناشطات عن غياب التهوية وسوء ظروف الاحتجاز، خاصة ما يتعلق بمستلزمات النظافة الأساسية. أخبار التحديثات الحية الاحتلال يعترض سفينة "حنظلة" ويقتادها إلى ميناء أسدود وأضافت اللجنة: "اختتمت قبل قليل جلسات استماع استمرت 6 ساعات بشأن استمرار احتجاز 14 متطوعاً من سفينة حنظلة"، وأكدت أنّ "المتطوعين الـ14 رفضوا الموافقة على إجراءات الترحيل السريع، وامتنعوا عن التوقيع على أيّ تعهدات، وأكدوا أن مهمتهم إنسانية تهدف لمواجهة الحصار والإبادة الجماعية في غزة"، وقالت اللجنة إن جميع النشطاء مستمرون في إضراب مفتوح عن الطعام "احتجاجاً على احتجازهم القسري". وأشارت إلى أن بعض النشطاء ضُغط عليهم للتنازل عن حقهم في مقابلة محام. وأوضحت أن ثلاثة من النشطاء وافقوا على إجراءات الترحيل، وهم: أنطونيو ماتزيو من إيطاليا، وغابرييل كاثالا من فرنسا، ويعقوب بيرغر من الولايات المتحدة، كما خضع كل من هويدا عراف وبوب سوبيري، وهما يحملان الجنسية المزدوجة (الأميركية والإسرائيلية)، لتحقيقات من السلطات الإسرائيلية، قبل أن يُطلق سراحهما. والسبت، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة "حنظلة" التي تقلّ متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود. وكانت "سفينة حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلاً من غزة، إذ تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة. وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت السفينة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجدداً في 20 يوليو باتجاه غزة. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 9 يونيو/ حزيران الماضي، على سفينة "مادلين" ضمن أسطول الحرية من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متنها، ولاحقاً رحّلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها. ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى. ويأتي ذلك في وقت تشنّ فيه إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول، العربي الجديد)

البقالي بعد وصوله إلى المغرب: تعامل الاحتلال مع ناشطي حنظلة سيئ جداً
البقالي بعد وصوله إلى المغرب: تعامل الاحتلال مع ناشطي حنظلة سيئ جداً

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

البقالي بعد وصوله إلى المغرب: تعامل الاحتلال مع ناشطي حنظلة سيئ جداً

قال الصحافي المغربي، محمد البقالي، إن تعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع ناشطي سفينة حنظلة كان "سيئاً جداً لناحية مستوى الإساءات أو الإهانات اللفظية، فضلاً عن الضغط النفسي، من خلال التهديد بتحميل أعضاء السفينة تهماً إرهابية واختراق منطقة عسكرية"، وذلك بعد وصوله إلى الدار البيضاء، الثلاثاء. وكان جيش الاحتلال قد اعتقل، السبت الماضي، محمد البقالي، برفقة ناشطين من دول وجنسيات مختلفة وهم على متن سفينة حنظلة التي كانت تتجه إلى غزة ، حاملةً بعض المساعدات الغذائية والدوائية لأهل القطاع الذين يعيشون منذ شهور تحت القصف الإسرائيلي المتواصل والإبادة الجماعية والتجويع الممنهج. واعتبر الصحافي المغربي، في تصريح صحافي بعد وصوله، الثلاثاء، إلى مطار محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء ، قادماً من العاصمة الفرنسية التي وصلها أمس الاثنين، بعد الإفراج عنه من قبل جيش الاحتلال، أن "التعامل الإسرائيلي مع سفينة حنظلة يثبت مجدداً أننا أمام دولة مارقة لا تحترم القانون، حيث احتجز أعضاء السفينة في المياه الدولية بطريقة تشبه القرصنة". ولفت محمد البقالي إلى أن تخوف ركاب السفينة لم يكن من قصفهم الذي كان مستبعداً، ولكن من الاعتقال والنسيان في سجون الاحتلال. من جهة أخرى، كشف البقالي أن جيش الاحتلال أجرى تحقيقاً مع ناشطي سفينة حنظلة بتهمة محاولة اختراق الحدود، نافياً أن يكونوا قد وقعوا على التزام بعدم العودة إلى غزة. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت عن البقالي، الاثنين، مع أربعة ناشطين آخرين من ناشطي سفينة حنظلة التي كانت تحاول كسر الحصار عن غزة، قبل أن ترحلهم إلى العاصمة الفرنسية، ومن هناك إلى الدار البيضاء. فيما كانت تنظيمات مهنية وسياسية وحقوقية وهيئات مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة للتطبيع قد طالبت الدولة المغربية بتحمل المسؤولية الكاملة عن حمايته والإفراج عنه. إعلام وحريات التحديثات الحية الإعلام البريطاني وإعادة تأطير مأساة غزة إلى ذلك، أكد الصحافي المغربي الذي يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة، أن "القضية الفلسطينية قضية إنسانية وأخلاقية تتجاوز الحسابات السياسية"، قائلاً إنه "يكفي أن تكون إنساناً لتساند القضية الفلسطينية". كما عبّر عن امتنانه للمغاربة على تضامنهم مع ناشطي السفينة، مشدداً على أن "القضية الفلسطينية في قلب كل مغربي". وكان في استقبال محمد البقالي لدى وصوله إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مجموعة من السياسيين والصحافيين، فضلاً عن ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومناهضين للتطبيع.

الصحافي محمد البقالي يعود إلى المغرب ويروي تفاصيل الرحلة والاعتقال على متن سفينة 'حنظلة'- (صور وفيديو)
الصحافي محمد البقالي يعود إلى المغرب ويروي تفاصيل الرحلة والاعتقال على متن سفينة 'حنظلة'- (صور وفيديو)

القدس العربي

timeمنذ 3 أيام

  • القدس العربي

الصحافي محمد البقالي يعود إلى المغرب ويروي تفاصيل الرحلة والاعتقال على متن سفينة 'حنظلة'- (صور وفيديو)

الرباط – القدس العربي: عاد الصحافي المغربي محمد البقالي، إلى بلاده، صباح الثلاثاء، بعدما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيله إلى الدار البيضاء عبر مطار باريس، منهية عملية احتجازه القسري أثناء قيامه بواجبه الإنساني والمهني في تغطية رحلة سفينة 'حنظلة' المتجهة نحو غزة. وقال الصحافي المغربي محمد البقالي، متحدثا لوسائل إعلام محلية، إن رحلته الأخيرة على متن سفينة 'حنظلة' التي كانت متجهة نحو قطاع غزة، كانت تجربة غنية بالدروس البليغة التي ستبقى راسخة في ذاكرته، رغم أنها لم تتجاوز عشرة أيام، تنقَّل خلالها بين الإبحار والاعتقال والسَّجن والترحيل القسري. وأكد البقالي أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية وأخلاقية قبل أي شيء آخر. وأوضح أن السفينة كانت تحمل 21 شخصا يمثلون عشر جنسيات، ويختلفون في دياناتهم وألوانهم وأعراقهم، ولم يكن بينهم سابق معرفة، غير أن وعيهم بالقضية الفلسطينية كان القاسم المشترك الذي جمعهم وحرّكهم للانخراط في هذه المبادرة الإنسانية. ومن بين المشاركين، يضيف البقالي، يهوديان، أحدهما أمريكي والثاني يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، حيث تعمد هذا الأخير الحفاظ على جواز سفره الإسرائيلي ليُحرج إسرائيل، وكان يرتدي قميصا كتب عليه 'ليس باسمي'. وعندما سأله البقالي عن مغزى ذلك، أجابه بأنه يهودي أمريكي ويرفض أن تُرتكب الجرائم باسم اليهود وبدعم أمريكي. وأشار البقالي إلى أن الأعمار على متن السفينة تراوحت بين 25 سنة و75 سنة، حيث كانت أصغرهم نائبة فرنسية، وأكبرهم السيدة فيديكس، وهي جدة تبلغ من العمر 75 سنة، ما يعكس أن الدعم للقضية الفلسطينية يتجاوز الفئات العمرية، ولا يرتبط بانتماء سياسي أو ديني محدد. وأكد البقالي أن إسرائيل أثبتت من خلال تعاملها مع السفينة أنها 'دولة مارقة لا تحترم القانون الدولي'، حيث جرى اعتراض السفينة في المياه الدولية في عملية وصفها بالقرصنة. وأوضح أن الاحتلال لم يكن في حسبانه أن طاقم السفينة قام بتثبيت كاميرات على متنها، حيث كانوا يبثون مباشرة قبل أن يتم انتزاع الهاتف من قبل الجنود الإسرائيليين في اللحظة الأخيرة. وأضاف أنه رغم محاولة الاحتلال التظاهر بالإنسانية من خلال تقديم قنينات الماء للمعتقلين، فإن طاقم السفينة التزم بقرار الإضراب عن الطعام، وأُحرِج الجنود حين قدموا قنينة ماء للجدة فيديكس، التي ردّت بأنها لا تريدها، في إشارة إلى رفض المحتجزين لممارسات دعائية من قبل المحتل. وتحدث البقالي عن ظروف الاعتقال، قائلا إنهم تعرضوا للإهانات النفسية واللفظية، حيث سمع عبارات بالعربية مثل 'أنتم جرذان' و'كالذباب لا تساوون شيئا'. كما جرى تهديدهم بتهم تتعلق بالإرهاب واختراق مناطق عسكرية، في محاولة لبث الخوف والتأثير النفسي عليهم. ولم يُخفِ البقالي إعجابه ببعض رفاقه في الرحلة الذين وصفهم بأنهم أشجع منه بكثير، ومنهم المهندس الإسباني سيرجيو، الذي شارك سابقا في سفينة 'مادلين'، ثم عاد للمشاركة في 'حنظلة'، رغم اختلاف دينه وثقافته ولغته، لكنه آمن بعدالة القضية الفلسطينية. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص خاضوا مجهودا فكريا لفهم القضية، ونضالا نفسيا لكسر الصور النمطية، حتى لو كلّفهم ذلك رفض أسرهم ومجتمعاتهم ونبذ أصدقائهم وزملائهم. وفي ما يخص الجانب القانوني، أشار إلى أن الاحتلال بدا وكأنه يسعى للتخلص من القضية بأقل كلفة ممكنة، مما دفعه إلى إطلاق سراحهم دون توقيع أي التزام بعدم العودة إلى غزة، مؤكدا أنه لم يوقع على أي وثيقة بهذا المعنى. واختتم البقالي رسالته بنداء إلى الشعب المغربي، مؤكدا أن ارتباط المغاربة بفلسطين ضارب في عمق التاريخ، وأن هذه القضية تتجاوز كل الحسابات السياسية والإيديولوجية والشخصية، والدليل على ذلك أن سفينة 'حنظلة' جمعت على متنها 21 شخصا مختلفين تماما، لكنهم اجتمعوا على التضامن مع فلسطين. وأثار اختطاف سفينة 'حنظلة'، السبت 26 تموز/ يوليو، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي موجة واسعة من الإدانات والتضامن، حيث اعتبرت العديد من الهيئات السياسية والحقوقية والإعلامية المغربية أن ما جرى يشكل اعتداء صارخا على القانون الدولي وحرية الصحافة، واستهدافا مباشرا لكل القيم الإنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store