
إدارة الحشود في الحج.. تحديات وحلول
حين تنادي القلوب في كل عام تتسابق الأقدام من كل بقاع الأرض إلى أرضٍ ظهر فيها الوحي، إنه مشهدٌ عظيم تتجدد فيه فكرة الاجتماع الإنساني الروحي الذي يقوم على مبدأ المساواة أمام الخالق.
لم يكن الشرف هو بلوغ البيت الحرام وحده، بل كانت خدمة ضيوفه وصون كرامتهم وحفظ أمنهم منذُ أن طلعت شمس الدعوة ظلت رعاية الحجيج مرآة صدق الدولة وحُسن قيادتها، فتعاقب الحُكام وظلت رعاية الحجيج عنوان نضج الدولة ومكانتها.
لقد شرف الله هذه الدولة العظيمة بخدمة الحرمين الشريفين، وهذه من أكبر النعم لهذه البلد بأن تميزت بقيادة سعودية راسخة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله– اللذان يعتبران هذا الشرف شرفاً سيادياً وركناً من أركان الهوية الوطنية.. لقد حولت هذه الدولة إدارة الحشود من شعيرة موسمية إلى ثقافة سيادية تشتعل بحكمة القادة، وتكامل المؤسسات، كأن تدير الحشود بعقول رقمية ومنظومات ذكية تتضح فيها عبقرية الدولة وصون المشاعر المقدسة وكرامة كُل إنسان توجه إليها.
فموسم الحج هو تحدٍ كبير ابتدأ من ازدحام الحشود في المشاعر إلى مخاطر السلامة التي قد تنتج نتيجة الكثافة البشرية العالية مما يوجب الحاجة إلى تنظيم دقيق لحركة الحشود بما يضمن الانسيابية ويقلل نقاط الاختناق.
ثم تظهر لنا العديد من تلك الحلول التي قامت عليها الدولة للتخفيف من هذه التحديات وإدخال أسهل وأفضل الحلول لها كاستخدام التكنولوجيا بجميع أشكالها كتطبيق (نُسك) والأساور الإلكترونية لمتابعة الحجاج وتوفير جميع خدمات النقل عالية الكفاءة كقطار المشاعر المقدسة، وتعزيز الأمن والسلامة عبر خطط أمنية شاملة ودوريات مستمرة ومراكز طوارئ منظمة متكاملة.
ولقد شهدت المملكة المواسم الأخيرة نماذج ناجحة في إدارة الحشود وتقليل زمن التنقل بنسبة كبيرة.
وجعلت الرؤيا من خدمة الحجيج، هندسة تجربة إنسانية متكاملة تصوغها القيم الروحية وتنفذها أفضل وأدق منجزات هذا العصر، فلقد تآلفت القطاعات الحكومية في الدولة بجميع قطاعاتها الصحية والأمنية والمدنية لتتشكل لوحة وطنية واحدة ليُكمل كُل قطاع دوره في انسجام تام بين أجهزة الدولة في السعودية العظمى لخدمة الحُجاج وفق (لا حج بلا تصريح). وهكذا تمضي المملكة العربية السعودية في رؤيتها ليس لأن الحج يعتبر واجباً تنظيمياً بل باعتباره الأجمل في فن صون الشعائر، والأنبل في شرف الضيافة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
71%.. انخفاض الملاحظات الرقابية في موسم الحج مقارنة بالعام المنصرم
انخفضت الملاحظات الرقابية تجاه مقدمي خدمات التشغيل في موسم الحج هذا العام بنسبة "71%" مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لما كشفته وزارة الحج والعمرة عبر مركز "امتثال" - ذراع الوزارة - المعني بجودة الإجراءات، والخدمات للحجاج. وأشارت الوزارة إلى أن المركز كثَّف جولاته الرقابية الميدانية في مشعر منى، مع ثاني أيام التشريق، في إطار تعزيز جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وضمان امتثال مقدمي الخدمات لمعايير التشغيل المعتمدة في موسم الحج. وبحسب بيانات الوزارة، تجاوز عدد الجولات الرقابية التي نُفذت حتى الآن "62" ألف جولة ميدانية، ضمن خطة رقابية استباقية تسعى إلى رصد أي قصور ومعالجته فورًا، ما رفع نسبة الامتثال إلى "97%". في السياق ذاته، لم تتجاوز نسبة عدم امتثال مقدمي الخدمات نحو 3%، مع اتخاذ الإجراءات النظامية بحق الجهات غير الملتزمة، طبقاً لوزارة الحج. يذكر أن وزارة الحج تعتمد على فرق رقابية ميدانية مدرّبة، مزودة بتقنيات رقمية ترصد لحظياً المخالفات، وترفع التقارير مباشرة إلى غرف العمليات، بما يُعزز من سرعة الاستجابة ودقة المعالجة.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
القوات الخاصة لأمن الطرق تعلن جاهزيتها لمغادرة الحجاج بعد أداء مناسكهم
أعلنت القوات الخاصة لأمن الطرق جاهزيتها الكاملة لتنفيذ المرحلة الأخيرة من خطتها الأمنية لموسم حج هذا العام، والمتمثلة في تأمين حركة مغادرة حجاج بيت الله الحرام بعد إتمامهم مناسك الحج، وذلك ضمن منظومة أمنية وخدمية متكاملة. وأكدت القوات أن مغادرة الحجاج ترتكز على تسهيل حركتهم عبر الطرق السريعة والمنافذ المؤدية إلى المدينة المنورة، والمنافذ الحدودية والمطارات، مع تعزيز التواجد الأمني الميداني في النقاط الحيوية ومحاور الطرق الرئيسة. وشملت الجاهزية، نشر مركبات أمن الطرق المزودة بتقنيات حديثة لرصد الحالات الطارئة، وتفعيل فرق التدخل السريع لتقديم الدعم الفوري، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتنظيم حركة حافلات النقل وتوجيه المركبات لتحقيق الانسيابية والسلامة المرورية، وتقديم الإرشاد والمساعدة الميدانية للحجاج، وتكثيف الرقابة على مداخل ومخارج مكة المكرمة لمنع أي تجاوزات أو مخالفات قد تؤثر في سلامة الحركة. وتأتي الجاهزية استمرارًا للجهود التي بذلتها القوات الخاصة لأمن الطرق في موسم الحج لسلامة ضيوف الرحمن، وأن تكون رحلتهم الإيمانية آمنة وميسرة حتى لحظة مغادرتهم.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
تطبيق "نسك" يسهم في توجيه 35 ألف حاج بشكل استباقي خلال أول أيام العيد
أسهم تطبيق "نسك" في توجيه أكثر من 35 ألف حاج، بشكل استباقي، خلال أول أيام عيد الأضحى ، ضمن جهود وزارة الحج والعمرة لتوظيف الحلول التقنية في تسهيل تنقلات الحجاج ورفع كفاءة إدارة الحشود في المشاعر المقدسة، بما يعكس التكامل بين المنظومة التقنية والخدمات التشغيلية في موسم حج 1446هـ. ويُعد هذا الإنجاز أحد النماذج العملية لتفعيل البيانات اللحظية والتوجيه الذكي عبر التطبيق، وتمكّن من إيصال الرسائل الإرشادية والتنظيمية بلغات متعددة للحجاج في الوقت المناسب، ما أسهم في الحد من الازدحام، وضمان انسيابية التفويج في مناطق رمي الجمرات ومحيطها. ويخدم تطبيق "نسك" ضيوف الرحمن من أكثر من 100 دولة، ويعمل بـ10 لغات مختلفة لتلبية احتياجات الحجاج على تنوّع ثقافاتهم، مقدّمًا أكثر من 120 خدمة رقمية تسهّل قدومهم وتُيسّر أداءهم للمناسك، ويرتبط التطبيق بشكل مباشر مع 25 جهة حكومية، إلى جانب 10 جهات من القطاع الخاص، ما يجعله منصة شاملة ومتكاملة لتجربة الحاج. وقدمت الوزارة في موسم حج هذا العام، أكثر من 30 خدمة إضافية عبر التطبيق، أبرزها خدمة "نسك AI" التي تقدّم مساعدًا رقميًّا تفاعليًّا يوفّر خدمات التوعية والإرشاد والرد على استفسارات الحجاج صوتيًّا ونصيًّا بلغات عدة، مما يعزز من كفاءة التواصل، ويُمكّن الحاج من اتخاذ القرار الأنسب في اللحظة المناسبة. ويؤكد هذا التفاعل التقني المتقدم على توجه وزارة الحج والعمرة نحو التحوّل الرقمي الكامل، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويعكس التزامها بتقديم تجربة حج رقمية وآمنة ومنظمة لجميع ضيوف الرحمن.