
اصنع الفخر في الإمارات
فهذه المبادرة ليست مجرد معرض أو حملة ترويجية، بل رؤية وطنية طموحة يقودها فكر استراتيجي وإيمان عميق بأن الصناعة ركيزة أساسية لمستقبل مستدام، فبالأمس أغلق معرض «اصنع في الإمارات» والذي كان تحت شعار «تسريع الصناعات المتقدمة» واستضافته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومكتب أبوظبي للاستثمار وأدنوك، بعد أربعة أيام من النجاح والتميز الواضح سواء في عدد المشاركين أو نوع العارضين أو حتى عدد الحضور من المختصين والجمهور، حيث تفوق هذا المعرض في دورته الرابعة على كثير من المعارض والفعاليات مما يؤكد أهميته وتفوقه فقد بلغ عدد العارضين أكثر من سبعمائة وتجاوز عدد الحضور مائة ألف.
ففي افتتاح منتدى "اصنع في الإمارات 2025"، أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، أن الصناعة في دولة الإمارات تشهد نهضة نوعية غير مسبوقة.
هذه النهضة لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة لتخطيط طويل الأمد، واستثمار في الإنسان، وفي الابتكار، وفي شراكات تصنع القيمة والفرص.
عندما يقول الدكتور الجابر إن «الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأهم»، فهو يضع الإصبع على جوهر التحدي وفرصة النجاح.
فدولة مثل الإمارات لا تبني مصانع فقط، بل تبني الإنسان الذي يصنع، ويبتكر، ويقود عجلة التنمية. وهذا يعكس نهجًا إماراتيًا راسخًا بدأه الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وتابع عليه الشيخ خليفة، رحمه الله، ويعززه اليوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله.
الصناعة في دولة الإمارات اليوم تُبنى بسواعد شبابها، وبعقول أبنائها، وبالاستفادة من أحدث ما أنتجته التكنولوجيا في الثورة الصناعية الرابعة. والهدف واضح: تمكين الكوادر الوطنية ليس فقط للعمل، بل للابتكار والقيادة.
لم يكن منتدى «اصنع في الإمارات» ملتقى خطب فحسب، بل ساحة فعل وشراكات. أكثر من 100 اتفاقية شراكة تم توقيعها، شملت قطاعات حيوية مثل الطاقة، التكنولوجيا، الرعاية الصحية، والصناعات الغذائية. وهذا دليل ثقة عالمية في بيئة الإمارات الاستثمارية، ورهان على قدرتها على أن تكون مركزًا صناعيًا عالميًا.
في الإمارات "الاستدامة ليست خيارا بل ضرورة". وهي عبارة أكد عليها الجابر في كلمته وتختزل فلسفة الإمارات الصناعية، التي لا تبحث عن النمو السريع فقط، بل عن النمو المتوازن، الأخضر، والمبني على احترام البيئة والإنسان معًا.
من هنا، تبرز أهمية مفهومي الصناعة الشاملة والصناعة المستدامة، كأدوات لتحقيق هذا التوازن الدقيق بين الاقتصاد، المجتمع، والبيئة، وبين الشمول والاستدامة ترسم الإمارات معايير الصناعة العصرية، فلم تعد الصناعة الحديثة تكتفي بالإنتاج، بل أصبحت شاملة ومستدامة. الصناعة الشاملة تعني ألا يُستثنى أحد من فرص التنمية – لا شابًا ولا امرأة ولا فئة مهمشة. أما الصناعة المستدامة، فهي تلك التي تحترم البيئة، وتحافظ على الموارد، وتضمن حقوق العاملين. ودولة الإمارات، برؤيتها المتكاملة، تمضي لتكون نموذجًا يحتذى في كلا الاتجاهين.
قادة دولة الإمارات آمنوا بالصناعة.. وعرفوا أساس الصناعة ومنطلقها منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودولة الإمارات تنظر إلى الصناعة بوصفها رافعة للتنمية، لكنها تؤمن قبل ذلك بأن بناء الإنسان يسبق بناء المصانع عندما قال: الرجال هي التي تصنع المصانع والرجال هي التي تصنع سعادتها والرجال هي التي تصنع حاضرها ومستقبلها". وهو ما أكده الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، حين قال: 'الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده'. واليوم، يؤكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أن الصناعة ليست فقط قطاعًا اقتصاديًا، بل مجالٌ حيوي لتمكين الشباب وصناعة الفرص.
ختامًا.. ما رأيته في «اصنع في الإمارات» خلال الايام الماضية يدعو إلى الفخر.. وهذه المنصة هي دعوة لصناعة الفخر قبل المنتج، هي تحفيز لكل شاب وشابة، لكل مستثمر، ومهندس، وباحث، بأن يكونوا جزءًا من مسيرة وطنية عنوانها التحدي، وروحها التميز، وغايتها أن تكون دولة الإمارات لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد الصناعي العالمي، لا تابعًا له.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ يوم واحد
- البوابة
تعيين السفير طلال مشلح عضوًا بهيئة مراقبة الالتزامات الدولية بالأمم المتحدة
في خطوة تعزز الحضور العربي في المحافل الدولية، قررت هيئة مراقبة الالتزامات الدولية التابعة للأمم المتحدة تعيين السفير طلال مشلح، الدبلوماسي البارز ورجل الاقتصاد العالمي، عضوًا مراقبًا لديها، وذلك تقديرًا لإسهاماته المتميزة في مجال السياسة الدولية المتزنة. وقال السفير طلال مشلح، رئيس الاتحاد العربي للفنادق والسياحة التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، إن ترشيحه لهذا المنصب الدولي يعكس أهمية وجود صوت عربي مؤثر داخل الهيئة المعنية بمتابعة التزامات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وهو ما يسهم في تعزيز الحضور العربي في القضايا الدولية العادلة. العلاقات الدولية تتطلب قدرًا عاليًا من الدبلوماسية والمرونة وأعرب عن سعادته بهذا التكليف، متمنيًا أن يكون عند حسن الظن، وأن يوفقه الله في أداء مهامه الجديدة، مؤكدًا أن العلاقات الدولية تتطلب قدرًا عاليًا من الدبلوماسية والمرونة لتقوية الروابط بين الدول، وهو ما يمثل مسئولية كبيرة في إطار العمل الدبلوماسي العالمي. يذكر أن السفير طلال مشلح، هو رجل أعمال وصناعة عربي يحمل الجنسية الأمريكية، ويشغل عددًا من المناصب الدولية البارزة، من أبرزها رئيس الاتحاد العربي للفنادق والسياحة، ورئيس مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية في الولايات المتحدة، ورئيس لجنة تنسيق الإعلام الدولي بالاتحاد، وخبير استشاري لعدد من كبرى الشركات العالمية، ورئيس العمليات الدولية والتسويق في إفريقيا لشركة TT3 الأمريكية. ويُعد مشلح من الوجوه البارزة في دعم العلاقات الدولية من خلال الاقتصاد والإعلام والدبلوماسية.


صحيفة الخليج
منذ 3 أيام
- صحيفة الخليج
«مؤسسة محمد بن راشد» تعرّف بمشروع «إرث الشيخ راشد»
نظَّمت «مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» ندوة للتعريف بمشروع إرث المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، الذي تعمل عليه المؤسَّسة لتوثيق إنجازاته في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والسياحية والصحية، وكل ما يتعلق بالتنمية في مدينة دبي. وعُقدت الندوة في دار «أخبار اليوم» للصحافة في القاهرة بجمهورية مصر العربية. حضر الندوة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة، ونخبة من كبار الصحفيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات في مصر. وأدار الندوة د. خالد عزب، الذي استهل حديثه بالإشارة إلى أن دبي ليست مدينة أبراج كما يعتقد بعضهم، بل مدينة فكر ومعرفة وتقدم حضاري. فضاء بارز وقال جمال بن حويرب «نعتز بدبي وتراثها وتاريخها، وباسمها الموغل في القدم، والشاهد على مسيرة التطوير والتحديث المستمرة في كل المجالات، منذ تولى حكمها آل مكتوم الكرام، إلى أن أصبحت فضاءً بارزاً للتجارة والريادة، وفيها أكبر مركز للمعارض الدولية. ونؤكد في المؤسَّسة، أننا نستلهم من رؤية الشيخ راشد بن سعيد وإنجازاته، طيب الله ثراه، ونسير على خطى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، متّبعين توجيهاته السديدة ونهجه المستمر نحو البناء المتين، والتقدم الشامل، والتنمية المستدامة». وفي سياق الندوة، تحدث محمود بسيوني، رئيس تحرير «أخبار اليوم»، عن مسيرة الشيخ راشد، طيب الله ثراه، مشيداً بما تحقق من إنجازاته على أرض الواقع في دبي. وأشار د. محمد عفيفي، أستاذ التاريخ، إلى أن دبي قصة تاريخية تحولت إلى مدينة رأسمالية صناعية، واقترح إنشاء كرسي باسم الشيخ راشد في إحدى الجامعات المصرية. واقترح د. محمد شومان، عميد كلية إعلام الشروق، إنتاج عمل درامي لمسيرة الشيخ راشد، بينما أكد د. محمد الباز، أهمية إيصال الأثر الكبير للشيخ راشد إلى الأجيال اليافعة بسلسلة وثائقيات. في حين تحدث د. محمود حسين، شيخ المترجمين، عن أهمية ترسيخ منهج الشيخ راشد في تنمية الشباب وتعزيز قدراتهم وشعورهم بالانتماء لدبي. «هونغ كونغ العربية» واختُتمت الندوة بتعليق من الكاتب الصحفي محمد قنديل، الملقب بالسندباد الصحفي، عن انطباعاته عن مدينة دبي خلال أول زيارة له إليها عام 1995، وانبهاره بما شاهده من إنجازات في المدينة التي سماها «هونغ كونغ العربية» متمنياً أن تقتدي بها كل المدن العربية في النجاح والتنمية والتقدم والازدهار.


الاتحاد
منذ 4 أيام
- الاتحاد
إضاءة أبرز معالم العاصمة احتفاءً بمرور 20 عاماً على انطلاق جائزة أبوظبي
أبوظبي (وام) برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت جائزة أبوظبي فتح باب الترشيحات لدورتها الثانية عشرة. وتتزامن هذه الدورة مع احتفاء الجائزة بمرور عشرين عاماً على انطلاقتها، حيث كرّمت خلالها نماذج ملهمة من أصحاب الأعمال الخيّرة، الذين كرسوا وقتهم وجهدهم في خدمة مجتمع دولة الإمارات، ومساندة الآخرين من دون مقابل. وبهذه المناسبة، أُضيئت، مساء أمس الأول، معالم بارزة في أنحاء إمارة أبوظبي باللون الأصفر، من بينها سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، ومبنى مبادلة، وبلدية مدينة العين، وبلدية منطقة الظفرة، وجامعة خليفة، وبرج كابيتال جيت، وفندق دبليو أبوظبي، وذلك تعبيراً عن التقدير والعرفان للشخصيات الملهمة التي أسهمت بإيثار وتفانٍ وإخلاص. المشاركة مفتوحة في دورتها الثانية عشرة، تُرحّب الجائزة بمشاركة الأفراد من المواطنين، والمقيمين في جميع إمارات الدولة وغير المقيمين كذلك من جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن العمر، أو المهنة، أو الجنسية لترشيح الملهمين الذين يسهمون بإخلاص وإيثار لخدمة مجتمع الإمارات، وذلك من خلال منصتها الإلكترونية والتي ستكون متاحة على مدار العام. منذ انطلاقها في 2005، كرّمت الجائزة حتى الآن 100 شخص من 18 جنسية تقديراً لمساهماتهم الملهمة والمخلصة في مختلف المجالات. ولترشيح الأفراد الذين يُحدثون فرقاً إيجابياً في المجتمع، يمكن زيارة: