logo
صراعات إسرائيل وهدنها الهشة

صراعات إسرائيل وهدنها الهشة

الجزيرةمنذ 7 ساعات

صمد وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب إسرائيل التي استمرت 12 يوما مع إيران حتى اليوم، ولا يستطيع أحد أن يجزم بصموده، خصوصا وأن الهدن الأخرى التي شاركت فيها إسرائيل لها تاريخ من الانهيار دون التوصل إلى تسوية طويلة الأمد مع خصومها.
وفي حين أن الحرب مع إيران كانت أول مواجهة مباشرة بين العدوين اللدودين، شهدت حروب إسرائيل في لبنان وغزة معارك متكررة على مدى عقود مع حزب الله و حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفيما يلي ملخص لبعض الصراعات التي ثبت فيها أن السلام الدائم بعيد المنال:
إيران
خاضت إسرائيل وإيران حربا خفية منخفضة الشدة لعقود قبل أن تدخلا في أعمال عدائية مباشرة في 13 يونيو/حزيران.
وقبل الحرب، أقرت إسرائيل بشن هجمات إلكترونية على البرنامج النووي الإيراني، في حين رُبطت أجهزة استخباراتها باغتيال علماء نوويين إيرانيين.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار الثلاثاء الماضي، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنع طهران من إعادة بناء منشآتها النووية، مما زاد من احتمالية نشوب صراع جديد.
لبنان
شهد لبنان المجاور اجتياحات برية إسرائيلية عامي 1978 و1982، مما أدى إلى إنشاء قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) والتي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، وخاض حزب الله حروبا مدمرة مع إسرائيل عامي 2006 و2024.
وبعد وقف إطلاق النار عام 2006، استمر إطلاق الصواريخ من لبنان، وشنت إسرائيل غارات جوية على أهداف تابعة لحزب الله، بشكل متقطع، حتى تصاعدت حدة الأعمال العدائية عام 2023.
ودخلت القوات الإسرائيلية لبنان في 30 سبتمبر/أيلول 2024، بعد قرابة عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود الذي شنه حزب الله دعمًا لحركة حماس.
وبموجب هدنة نوفمبر/تشرين الثاني، التي استندت إلى قرار للأمم المتحدة أنهى حرب عام 2006، يُسمح فقط لقوات حفظ السلام الأممية والجيش اللبناني بحمل السلاح جنوب نهر الليطاني الذي يمتد على بُعد حوالي 30 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية.
وكان من المفترض أن تسحب إسرائيل جميع قواتها، لكنها أبقت قوات لها في 5 مناطق تعتبرها إستراتيجية.
وواصلت إسرائيل شن ضربات متكررة، تستهدف بشكل رئيسي ما تصفه بأنه مواقع وعناصر مشتبه بها لحزب الله. وأسفرت غارة جوية أول أمس الثلاثاء عن مقتل 3 أشخاص، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل تاجر عملة مسؤولا عن تحويل الأموال من إيران إلى حزب الله.
سوريا
كان آخر وقف إطلاق نار رسمي لإسرائيل مع سوريا هو اتفاق فك الاشتباك عام 1974 الذي أعقب الحرب العربية الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وأنشئت في 31 أيار/مايو 1974 قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف) وكما هو الحال في لبنان، لا تزال هذه القوات قائمة حتى اليوم.
وبعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أرسلت إسرائيل قواتها إلى المنطقة العازلة التي أُنشئت بموجب الاتفاق للفصل بين القوات السورية والإسرائيلية.
كما شنت حملة قصف مكثفة ضد الأصول العسكرية السورية لمنع وقوعها في أيدي الحكومة الجديدة والتي تعتبرها إسرائيل جهادية.
شنت إسرائيل اعتداء مكثفا ومتواصلا على غزة بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ودخل العدوان الإسرائيلي شهره الـ21، وأودى بحياة 56 ألفا و156 شهيدا فلسطينيا، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
وسمحت الهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بالإفراج عن الذين أُسروا خلال هجوم حماس، لكنها لم تحقق سلاما دائما.
ولم يُعلن عن وقف إطلاق نار آخر حتى يناير/كانون الثاني 2025، واستمر 6 أسابيع رغم الغارات المتقطعة، لكنه انهار في مارس/آذار عندما استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية الكبرى.
وقد انتهت الحروب السابقة في غزة أعوام 2008 و2012 و2014 و2021 و2023 بوقف إطلاق نار، لكنها تعرضت جميعها لانتهاكات متكررة بسبب الغارات والتوغلات الإسرائيلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رمضان بورصة
رمضان بورصة

الجزيرة

timeمنذ 22 دقائق

  • الجزيرة

رمضان بورصة

الجديد من الكاتب تدفق المحتوى مقالات مقالات, انتهت 'حرب الاثني عشر يومًا' بين إسرائيل وإيران بوقف إطلاق نار هشّ، من دون نصر حاسم لأي طرف، وسط أضرار واسعة ونقاط ضعف أمنية واستخبارية لدى الجانبين. 26/6/2025 مقالات مقالات, من التالي على قائمة إسرائيل؟ إن استهداف إسرائيل ليس فقط للمنشآت النووية، بل أيضًا للقادة والعلماء النوويين الإيرانيين، يشير إلى أنها تتبع إستراتيجية مشابهة لتلك التي طبقتها ضد حزب الله في لبنان. مقال رأي بقلم رمضان بورصةرمضان بورصة Published On 13/6/202513/6/2025 مقالات مقالات, عقبات أمام حُلم إسرائيل بتقسيم سوريا إصرار الإدارة السورية على سياسة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، ورؤية تركيا لممر داود على أنه تهديد لمصالحها الوطنية، يؤثران سلبًا على تحقيق حُلم إسرائيل. مقال رأي بقلم رمضان بورصةرمضان بورصة Published On 5/6/20255/6/2025 مقالات مقالات, يكرهون المسلمين ويقتدون بإسرائيل.. ما هي "الهندوتفا" الهندية؟ أيديولوجية الهندوتفا القومية المتطرفة، لا قضية كشمير وحدها، هي جوهر الصراع في الهند، وقد تعزّزت بوضوح مع صعود مودي وتحالفه الأيديولوجي مع الصهيونية، ما عمّق التمييز ضد المسلمين. مقال رأي بقلم رمضان بورصةرمضان بورصة Published On 19/5/202519/5/2025 مقالات مقالات, من يدعم من في الحرب بين الهند وباكستان؟ إنّ وصول قوتين نوويتين إلى حافة الحرب، يتجاوز كونه أزمة بين دولتين أو أزمة إقليمية تهم المنطقة التي تقع فيها الدولتان، بل سيكون له تداعيات عالمية خطيرة. مقال رأي بقلم رمضان بورصةرمضان بورصة Published On 9/5/20259/5/2025 مقالات مقالات, إيران وتغيير عقيدتها العسكرية والنووية رغم تصاعد التهديدات بعد 'طوفان الأقصى'، لم تغيّر إيران عقيدتها العسكرية أو النووية، لكنها عززت مناوراتها الدفاعية، محافظة على إستراتيجيتها القائمة على الردع عبر وكلاء إقليميين. مقال رأي بقلم رمضان بورصةرمضان بورصة Published On 13/4/202513/4/2025 مقالات مقالات, لعبة الكبار: أين ستقف الصين وروسيا في المواجهة بين أميركا وإيران؟ عودة ترامب للرئاسة أعادت التصعيد النووي مع إيران، وسط ضغط أميركي وإسرائيلي متزايد. رغم شراكاتها مع روسيا والصين، تدرك طهران أنها ستواجه أي هجوم محتمل وحدها. مقال رأي بقلم رمضان بورصةرمضان بورصة Published On 6/4/20256/4/2025 مقالة رأي طائرات فوق إيران ورسالة إلى خامنئي… ماذا يريد ترامب؟ تشير المعلومات إلى أن رسالة ترامب إلى خامنئي كانت خالية من الأسلوب الدبلوماسي، واحتوت على عبارات تهديد وإهانات. ولم يصدر عن إيران أو الولايات المتحدة تصريحات رسمية شاملة توضح محتوى الرسالة. Published On 27/3/202527/3/2025 اضغط هنا لعرض المزيد من المحتوىاعرض المزيد

إيران.. الطريق الوعر إلى القنبلة
إيران.. الطريق الوعر إلى القنبلة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إيران.. الطريق الوعر إلى القنبلة

لأكثر من عقدين، ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرر أن إيران على بُعد أسابيع أو أشهر أو سنوات من امتلاك القنبلة النووية. لم يترك منبرا دوليا أو خطابا أمميا إلا ورفع فيه خرائطه محذرا من اقتراب "الخطر الإيراني" من نقطة اللاعودة. ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من 20 عاما على تلك التحذيرات، لم تمتلك إيران القنبلة. وإذا كان الإسرائيليون قد لقبوا نتنياهو بـ"أبي القنبلة الإيرانية"، لكثرة تهديداته وعجزه عن اتخاذ خطوة حاسمة تجاهها، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يكون من سلّمهم مفاتيحها، فبانسحابه من اتفاق عام 2015، منح إيران الذرائع لرفع نسبة التخصيب، ووفّر لها اليوم مبررا لامتلاك قنبلة، عبر هجمات لم تُنهِ مشروعها النووي، بل، وفقا لمحللين، عززت قناعتها بأن امتلاك السلاح النووي بات ضرورة، رغم نفيها السعي لامتلاكه. وتعرف إسرائيل جيدا أن الطريق الأسرع إلى القنبلة النووية يبدأ بطرد المفتشين وتأخير عودتهم، واستغلال كل ثغرة للمضي قدما نحو العتبة النووية. فكيف إذا شعرت طهران بأن أمنها بات مستهدفا، وتعرضت لضربات أودت ببعض قادتها وعلمائها، تزامنت مع دعوات صريحة من تل أبيب وواشنطن لإسقاط نظامها، بل وتهديدات باغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي؟ "نتائج عكسية" في عام 2018، قاد تحريض نتنياهو ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، وهو القرار الذي سارعت طهران إلى استغلاله، فرفعت نسبة تخصيب اليورانيوم من 3% إلى 20%، ثم إلى 60% بحلول عام 2025، وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران يوم في 13 يونيو/حزيران، مقامرة حتى قبل أن ينضم ترامب إليها بقنابله الخارقة للتحصينات، لكن انتكاسة طهران قد لا تكون إلا مؤقتة، كما ترى صحيفة التايمز البريطانية. فعندما أمر ترامب بقصف المنشآت النووية في إيران، ربما كان يسعى إلى حل سريع لكبح الطموح النووي الإيراني. لكن مع انقشاع الدخان عن المواقع الثلاثة التي ضربتها القاذفات الشبحية الأميركية، يرى الخبراء أن النتيجة ربما جاءت على عكس ما أراد، فقد تكون هذه الضربات قد قرّبت إيران أكثر من لحظة امتلاك القنبلة النووية. "إرادة سياسية" يقول جيفري لويس، الخبير في مركز منع الانتشار النووي بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن القنبلة الإيرانية من الناحية التقنية قد تكون أبعد قليلا، لكنها من الناحية السياسية أصبحت أقرب بكثير. ويرى لويس في صحيفة إندبندنت أن إيران كانت دوما على بُعد أشهر قليلة من امتلاك السلاح النووي، غير أن ما حال دون ذلك لم يكن عجزا تقنيا، بل غياب القرار السياسي. وبرأيه، فإن ما تخسره طهران من قدرة فنية تعوّضه بإرادة سياسية لا تقل خطرا، وربما تفوقه. فقد منحت التهديدات التي سبقت الضربة الأميركية الأخيرة، لا سيما تلك التي استهدفت منشأة فوردو، إيران وقتا كافيا لإخلاء الموقع ونقل المعدات الأساسية المستخدمة في التخصيب، ما قلّص بشكل كبير من فاعلية الضربة، خاصة في ظل امتلاكها نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب. ويرى أحد الخبراء النوويين، في حديثه إلى صحيفة الإندبندنت، أن الولايات المتحدة تقف اليوم أمام مأزق حقيقي، إذ قد لا يكون بمقدور أحد الجزم ما إذا كانت جميع كميات اليورانيوم المخصب في إيران قد جرى إحصاؤها، أو ما إذا كانت أجهزة الطرد المركزي كافة قد كُشف عنها. إرث المعرفة ويرى الخبير النووي أن توسيع أهداف الولايات المتحدة لتشمل الإطاحة بالنظام يعدّ مسارا غير مجد لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي على المدى البعيد، إذ إن الدعوة إلى تغيير جذري للنظام لا يشكل إستراتيجية فعّالة لوقف انتشار الأسلحة النووية. ويشير إلى أن الرهان على منع إيران من امتلاك السلاح النووي مستقبلا قد يتطلب توجيه ضربات متكررة، إذ ستظل طهران تحتفظ بالمعرفة التقنية اللازمة، مما يجعل القضاء الكامل على خطر تسلحها النووي أمرا مستحيلا. وتتنامى المخاوف التي تبدأ من مخزون اليورانيوم المخصب الذي لا يزال مجهول المصير، وخارج نطاق الرقابة. يقول نيكولاس ميلر، المتخصص في قضايا الانتشار النووي لصحيفة الإندبندنت إنه إذا بقي المخزون سليما واستطاعت إيران الحفاظ عليه، فقد تستخدمه في منشأة سرية جديدة للتخصيب، ما يمكنها من إنتاج مواد تكفي لصنع عدة رؤوس نووية في غضون أشهر قليلة. وأضاف ميلر أن قادة إيران قد يرون في تطوير أسلحة نووية أفضل ضمانة ضد محاولات التغيير المدعومة من الخارج للنظام، إذا ظنوا أنهم قادرون على تحقيق ذلك، معتقدا أن الضربات جعلت من المحتمل أن تنخرط الولايات المتحدة بعمق أكبر في الصراع من خلال محاولات إسرائيل بإقناع الإدارة الأميركية بالمساعدة في جهود لتدمير ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني. "ضرورة حتمية" تعتقد مجلة فورين بوليسي أنه سيكون من المستغرب ألا تكون إيران قد سارعت إلى نقل جزء كبير من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، أو اتخذت تدابير لحماية بعض من أجهزة الطرد المركزي المتطورة. فحتى مع تفوق إسرائيل الاستخباراتي وقدرتها على تصفية عدد من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، يبقى من المستبعد جدا أن تكون طهران قد فقدت المعرفة أو الخبرة التقنية اللازمة لإحياء برنامجها النووي عند الحاجة. وتؤكد كيلسي دافينبورت من "رابطة الحد من انتشار الأسلحة" أن إسرائيل لا تملك القدرة على محو ما راكمته إيران من معرفة نووية، مشيرة إلى وجود خطر حقيقي من أن تكون إيران قد بدأت بالفعل في تحويل كميات من اليورانيوم المخصب إلى مواقع سرية، ولهذا فإن الضربات الجوية مهما بلغت دقتها قد تؤخر البرنامج النووي، لكنها لا تملك الوسائل لمنعه إلى الأبد. وعليه، فإن الهجمات الأميركية-الإسرائيلية لم تُضعف عزيمة إيران، بل جعلت من الصعب أكثر من أي وقت مضى تخيّل أنها قد تتخلى كليا عن طموحاتها النووية. ويعود طموح طهران النووي، بحسب فورين بوليسي، إلى عقود خلت، حتى في زمن كانت فيه حليفا وثيقا للغرب تحت حكم الشاه المدعوم أميركيا. يومها أدركت إيران أن حجمها الجغرافي، وثراءها النفطي، وموقعها في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا، تجعل من امتلاك القدرة النووية ضرورة لا ترفا. فالمسألة، كما ترى المجلة، لا تختزل في صراع سياسي مع الغرب، بل تتجذر في اعتبارات الجغرافيا والقوة والبقاء. وقد تعزز هذا الدافع بعد امتلاك إسرائيل للسلاح النووي في أواخر الستينيات. وتتساءل الصحيفة الأميركية أنه إذا كانت إيران قد تبنّت هذا المسار في وقت لم تكن تعتبر فيه إسرائيل عدوا، فكيف يمكن أن تتراجع دوافعها اليوم؟ وهكذا، فإن الضربة التي أرادها ترامب إعلانا لنهاية المشروع النووي الإيراني، قد تكون – على عكس ما يأمل- خطوة أخرى نحو اكتماله، بعدما باءت محاولات نتنياهو لجر واشنطن إلى صراع طويل مع طهران بالفشل. وبالتالي، لم تتسع رقعة الحرب، بل توقفت عند عتبة قد تمنح إيران الوقت والذريعة للمضي قدما، فقد يكون السلام الذي وعد به ترامب، بعد أيام من دعوته لإخلاء طهران من سكانها، مجرد استراحة قصيرة على طريق الانفجار.

البيت الأبيض "يبرر" تأكيد ترامب تدمير نووي إيران
البيت الأبيض "يبرر" تأكيد ترامب تدمير نووي إيران

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

البيت الأبيض "يبرر" تأكيد ترامب تدمير نووي إيران

واشنطن- خرج البيت الأبيض عن المألوف وأصدر بيانا استثنائيا، استشهد فيه بتعليقات كبار المسؤولين الأميركيين السياسيين والعسكريين، إضافة لرئيس الأركان الإسرائيلي ومنظمات دولية ومراكز بحثية، لتبرير ما كرره الرئيس دونالد ترامب من تدمير كامل للمنشآت النووية الإيرانية نتيجة للقصف الجوي الأميركي. جاء ذلك على العكس من تقديرات جهات عديدة بأن القصف أخّر البرنامج النووي الإيراني لأشهر فقط، ولكنه لم يعطله. وكانت الولايات المتحدة قد انضمت إلى إسرائيل في حربها على إيران فجر السبت الماضي عندما أمر ترامب القاذفات الأميركية بتدمير ثلاثة مواقع نووية رئيسية. وفي خطاب تلفزيوني قصير، أعلن ترامب أن العملية "نجاح عسكري مذهل"، وقال إن هذه المواقع "تم طمسها بالكامل". تشكيك وقلل من شأن تقارير استخباراتية أولية تشير إلى أن الهجمات أعادت جهود إيران النووية فقط إلى الوراء لبضعة أشهر. وعاد للتشكيك في تقييم أولي مسرب لوكالة استخبارات وزارة الدفاع (دي آي إيه) قلل من حجم الضرر الناجم عن هذه الضربات، واصفا إياه بأنه "غير حاسم". وزعم تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" أن الضربات لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني ولم تؤخر تطوره إلا بضعة أشهر. رد ترامب "أنت تعلم أن لديهم رجالا يدخلون إلى هناك بعد الضربة، وقالوا إنها محيت تماما"، ملمحا إلى أن إسرائيل أرسلت عملاء إلى الموقع بعد الهجمات. وبعد رفض قطاع كبير من داعميه فكرة القيام بهجوم أميركي على إيران، واعتبروا أن هذه حرب إسرائيلية لا يجب تورط واشنطن فيها خوفا من حرب طويلة الأجل مثلما حدث في العراق وأفغانستان، قفز ترامب وأنصاره للاحتفاء بما صوروه كأكبر انتصار في السياسة الخارجية في ولايته الثانية حتى الآن. وأرجع لنفسه الفضل في تدمير البرنامج النووي الإيراني وتمكين إسرائيل من الإضرار بقدرات طهران العسكرية، خاصة الصواريخ الباليستية ، وكل ذلك دون رد فعل سلبي للولايات المتحدة ودون الانجرار إلى حرب أوسع. لكن مدى ضخامة ما صوّره ترامب كانتصار كبير على المدى المتوسط والطويل لا يزال سؤالا مفتوحا، إذ لا يزال من غير الواضح مقدار ما تم تدميره بالفعل. ويصر الرئيس الأميركي على أن منشآت فوردو و نطنز و أصفهان"تم طمسها بالكامل". في المقابل، تقول طهران إن معظم قدراتها على التخصيب نجت من الهجمات، وإن مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، الذي يبلغ وزنه 400 كيلوغرام -وهو ما يكفي نظريا لتصنيع 10 رؤوس نووية- تم نقله مسبقا إلى مواقع آمنة. وفي الوقت الذي شكك فيه الخبراء المحايدون من التقييم المبكر والمتسرع للضربات الأميركية، لا يعرف أحد يقينا ما الذي تبقى بالضبط من البرنامج النووي الإيراني. ويتفق الخبراء على أن مزيج الضربات الإسرائيلية، التي أعقبتها الضربات الأميركية، قد ألحقت أضرارا كبيرة بقدرات طهران النووية. عدم يقين وفي منشور على موقع المجلس الأطلسي، تحدثت تريسا جينوف، الخبيرة بالمجلس والمسؤولة السابقة في شؤون الأمن الدولي في البنتاغون في إدارة الرئيس السابق جو بايدن ، عن حالة عدم اليقين بشأن وضع اليورانيوم المخصب الذي كان موجودا في منشأة فوردو. وتشير التقارير إلى أن طهران ربما تكون قد أزالت المواد النووية من فوردو وأخفتها في أماكن أخرى في البلاد. وأضافت جينوف أن ادعاء إيران أنها نقلت اليورانيوم "قد يكون حقيقيا، أو قد يكون إستراتيجية لإبقاء الأمور غامضة. أعتقد أنه يمكننا أن نفترض أن الضرر قد وقع، لكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا، وقد لا نعرف أبدا مداه تماما". وشمل بيان البيت الأبيض استشهادات بما قاله كبار مسؤولي إدارة ترامب بدءا بالرئيس نفسه. وتضمن قول ترامب "تحالفت قناة الأخبار الكاذبة سي إن إن مع صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة للتقليل من شأن واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ". وأكد أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت بالكامل". كما استشهد البيت الأبيض بما قاله مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف من أن "الشخص الذي سرب معلومات استخباراتية أميركية بشأن الضربات في إيران ارتكب خيانة ويجب أن يعاقب". أما وزير الدفاع بيت هيغسيث ، فقد قال إنه "بناء على كل ما رأيناه، قضت حملة القصف على قدرة طهران على صنع أسلحة نووية. أصابت قنابلنا الضخمة المكان الصحيح تماما في كل هدف وعملت بشكل مثالي. تأثير تلك القنابل مدفون تحت جبل من الأنقاض في إيران. لذا فإن أي شخص يقول إن القنابل لم تكن مدمرة يحاول فقط تقويض الرئيس والمهمة الناجحة". وأضاف "بالنظر إلى 30 ألف رطل من المتفجرات، وقدرة تلك الذخائر، فقد كان الدمار كبيرا تحت فوردو. أي تقييم يخبرك بخلاف ذلك هو تكهن بدوافع أخرى". من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين "تشير التقييمات الأولية إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار ودمار شديدين للغاية. شاركت أكثر من 125 طائرة أميركية في هذه المهمة، بما في ذلك قاذفات الشبح " بي-2"، ورحلات متعددة لمقاتلات الجيل الرابع والخامس، وعشرات طائرات التزود بالوقود الجوي، وغواصة صواريخ موجهة، ومجموعة كاملة من طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، والمئات من المتخصصين في الصيانة والتشغيل". تراجع مؤقت في حين اعتبرت مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد أن "العملية كانت بمثابة نجاح باهر. تم توجيه صواريخنا بدقة متناهية، مما أدى إلى القضاء على القدرات الإيرانية الرئيسية اللازمة لتجميع سلاح نووي بسرعة". ويخشى خبراء أن تدفع الضربات الأميركية الإسرائيلية لإقناع القيادات بأن الطريقة الوحيدة لتجنب التعرض للقصف هي أن تصبح غير قابلة للقصف. ومن الناحية الإستراتيجية، هذا يجعل الانتصار التكتيكي الأميركي الإسرائيلي (تراجع البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر) قد يؤدي إلى نتائج عكسية. واعتبرت آراد عسل الخبيرة بالمركز العربي بواشنطن، في حديث للجزيرة نت، أن "حقيقة أن الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، والذي يُظهر أنه لم يتراجع إلا بضعة أشهر، هو دليل آخر على أن أفضل طريق لحل القضية النووية مع طهران بالنسبة لواشنطن هو الطريق الدبلوماسي وليس الخيار العسكري". في حين تحدثت باربرا سلافين خبيرة الشؤون الإيرانية بمعهد ستيمسون بواشنطن، للجزيرة نت عن أن "الضربات العسكرية الأميركية قد تدفع إلى تراجع برنامج إيران النووي مؤقتا، لكنها لا تحل الخلافات الأساسية بين واشنطن وطهران، وإسرائيل وإيران". وتوضح "من دون إحراز تقدم بشأن الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط -وخاصة القضية الفلسطينية- لن يكون هناك سلام طويل الأمد في المنطقة". أما ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي، وهو جهة بحثية مختصة بالقضايا العسكرية، فقد أشار في حديث للجزيرة نت إلى أن "الإستراتيجيين الأميركيين يحتاجون إلى تحليل تقييمات أضرار الهجمات، وتحديد الخطوات التالية، إذا استدعت الضرورة لضمان عدم احتفاظ إيران بالقدرة على تطوير سلاح نووي". وبرأيه، يشمل ذلك تحديد مسار عمل دبلوماسي لتحفيز إيران على عدم القيام بذلك، أو اللجوء مجددا للعمل العسكري بعد زوال المحرمات المفروضة على استخدام القوة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store