
ما حكاية اكتشاف نيزك غامض في الأردن.. هل يكون وادي رم موطناً للمزيد؟
حجر غريب الشكل والملمس، عُثر عليه صدفة خلال رحلة سياحية، قد يكون نيزكاً قمرياً هو الأول من نوعه الذي يوثق بهذه المنطقة من العالم.
الكشف يدعمه الفلكي الأردني وعضو الجمعية الفلكية الملكية البريطانية عماد مجاهد، الذي يصف الحدث بأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط «ومن الاكتشافات النادرة عالمياً».
وقال مجاهد لـ«رويترز» إن القصة بدأت عندما كان الأردني مؤيد العتوم في زيارة سياحية إلى منطقة «وادي القمر» بوادي رم، حيث صادف حجراً غريب الشكل أثار فضوله.
وأضاف: «احتفظ مؤيد بالحجر، وسأل عن مختصين في علم الفلك والنيازك، حتى تم توجيهه إلي، وبعد اطلاعي على الصور والمعلومات الأولية، أخذنا عينة من الحجر وأرسلناها إلى مختبر متخصص في النيازك بجزر الكناري في إسبانيا».
وأوضح أن الفحوص المخبرية أثبتت أن الحجر مصدره القمر، وليس من الكويكبات كما هو الحال في أغلب النيازك المعروفة، مؤكداً أن هذا النيزك هو أول نيزك قمري موثق يتم اكتشافه في المنطقة.
وألمح إلى أن وادي رم قد يكون موطناً لمزيد من النيازك: «لا أعتقد أن وادي رم يحتوي على نيزك واحد فقط، المنطقة واعدة، وهناك نية لإجراء مسح موسع يستمر لأسبوع تقريبا للبحث عن نيازك أخرى».
وحول السمات التي أثارت الشك في أن الحجر قد يكون نيزكاً، ذكر مجاهد أن أبرزها كانت وزنه الثقيل، وشكله غير الطبيعي، ووجود آثار واضحة للاحتراق والتآكل، ما يدل على مروره بالغلاف الجوي بسرعة عالية، واحتكاكه بالهواء ما أدى إلى اشتعاله وانصهاره جزئياً.
وتابع: «كفلكيين لا يمكننا الجزم بنوع النيزك بالنظر فقط، بل نحتاج إلى تحليل مخبري دقيق. النيازك القمرية تختلف عن غيرها من النيازك، فهي تحتوي على نسب قليلة من الحديد والنيكل، وغنية بمعادن مثل السيليكا والكبريت، ولا يمكن تمييزها إلا عبر مختبرات متخصصة».
ولفت إلى أن التحليل تم في مختبر لاس بالماس للنيازك في جزر الكناري، الذي يُعد من أبرز المختبرات الدولية في هذا المجال.
وأفاد مجاهد بأنه سبق له اكتشاف نيزكين في وادي رم قبل نحو أربع سنوات، لكن النيزك الجديد «يُعد الأهم، بوصفه نيزكاً قمرياً نادراً... وحتى الآن لم نحدد عمر النيزك، لكننا نخطط لتحليلات مستقبلية ستكشف متى انفصل عن القمر ومتى سقط على الأرض».
وأوضح أنه سيتم إرسال عينة من النيزك، تزن نحو 30 جراماً، إلى إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لإجراء فحوص علمية موسعة.
لكن رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي أوضح أن الصخرة التي عُثر عليها في الأردن وأثارت جدلاً حول أصلها القمري استندت في تشخيصها إلى تقرير أولي اعتمد على تحليل الأشعة السينية الفلورية. وقال إن هذا التحليل غير كاف وحده لتأكيد الأصل القمري.
وأضاف أن صور «النسيج البريشي والتضمينات المعدنية وعلامات الانصهار مثيرة للاهتمام»، لكنه تواصل مع خبراء محليين وعالميين أكدوا أن الأدلة الحالية لا ترقى إلى مستوى الحسم العلمي، مشيراً إلى ضرورة إجراء تحاليل إضافية لفهم أصل الصخرة بدقة.
وأوضح أن الصخور القمرية «تملك توقيعاً نظائرياً فريداً، خاصة في نظائر الأكسجين، وإن تحليل هذه النظائر يُعد مفتاحا لتأكيد أو نفي الأصل القمري».
وأضاف أن التجوية الأرضية، وهي العملية التي تحدث عندما تتعرض الصخور لعوامل سطح الأرض، قد تكون غيرت من خصائص الصخرة، ما يتطلب تقييماً دقيقاً لتأثير تلك التغيرات على النتائج التحليلية.
ولفت إلى أن البريشيا القمرية، وهي صخرة مكونة من شظايا صخور قديمة، تحتوي على شظايا صخور متنوعة، ما يعقد التحليل ويتطلب خبرة متخصصة.
ونوه بأن المصادر المحتملة تشمل أصلاً قمرياً، أو أرضياً، أو حتى من كويكب آخر، وأن تحديد الموقع الدقيق لاكتشاف العينة وتحليل ظروف الاصطدام قد يساعد في تفسير أصلها.
وأشار السكجي إلى أنه دعا لتحقيق علمي شامل بمشاركة مراكز بحثية متخصصة وخبراء عالميين، وهناك لجنة التسميات في جمعية النيازك هي الجهة المخولة عالمياً بتصنيف النيازك.
من جانبه، قال مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية عبدالرزاق عربيات إن الهيئة مستعدة تماماً للترويج للنيزك المكتشف في حال تم التثبت من أصله القمري بشكل علمي.
وأضاف أن الهيئة على استعداد للترويج للنيزك بعد عرضه في متحف أو صالة بوادي رم، ليتمكن الزوار من مشاهدته والاطلاع على التقرير العلمي الخاص به، مؤكداً أن هذا النوع من الاكتشافات يشكل عنصر جذب سياحي مهم.
وأشار إلى أن الهيئة ترحب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين للترويج لهذا الحدث الفريد وزيادة الإقبال على المنطقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 3 أيام
- البيان
أغلى صخرة من المريخ تباع بمبلغ خيالي
في صفقة تجاوزت كل التوقعات، بيعت أكبر صخرة مريخية وُجدت على الأرض مقابل 5.3 ملايين دولار أميركي خلال مزاد نظمته دار "سوثبيز" العالمية، ليحصد المزايد المجهول قطعة نادرة من كوكب المريخ باسم NWA-16788. النيزك، الذي يزن نحو 24.67 كغم، تخطى الرقم القياسي السابق المسجل لصالح نيزك "Taoudenni 002" المكتشف في مالي عام 2021، والذي بلغ وزنه 14.51 كغم. ورغم أن التقديرات الأولية قدرت ثمن القطعة بين 2 و4 ملايين دولار، إلا أن المزاد الذي انطلق في 16 يوليو عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، انتهى في أقل من خمس ساعات ببيع النيزك مقابل 5.296 ملايين دولار. وأرجع خبراء سبب هذا السعر القياسي إلى الحالة شبه البكر للصخرة وتكوينها النادر، إذ أظهرت "تجوية أرضية ضئيلة"، مما يشير إلى أن تركيبها الكيميائي لم يتغير كثيرًا منذ سقوطها على الأرض، بحسب بيان "سوثبيز". ويُعتقد أن الصخرة وصلت إلى الأرض بعد اصطدام عنيف بين كويكب وسطح كوكب المريخ، ما تسبب في انطلاق أجزاء منه إلى الفضاء وسقوط بعضها في الصحراء الكبرى، حيث عُثر عليها في منطقة أغاديز بالنيجر في نوفمبر 2023. ما يجعل NWA-16788 أكثر تميزًا هو احتواؤه على نسبة عالية من الزجاج المعروف باسم ماسكلينيت، إلى جانب معادن نادرة مثل البيروكسين والزبرجد، مما يجعله من فئة نيازك لا تمثل سوى 5.4% من النيازك المريخية المعروفة، وفقا لـ "ساينس أليرت". القطعة النادرة أُرسلت إلى متحف شنغهاي للفلك لتأكيد أصلها المريخي، مما عزز من قيمتها التاريخية والعلمية. لكن الصفقة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية. فقد عبّر البعض عن قلقه من أن ينتهي هذا الكنز الكوني في قبو خاص، محرومًا من الأبحاث أو العرض العام. وقال عالم الحفريات ستيف بروسات من جامعة إدنبرة: "من المؤسف أن تختفي هذه العينة الثمينة عن أعين العلماء والجمهور". بينما رأت عالمة الكواكب جوليا كارترايت من جامعة ليستر أنه "حتى إن بقيت بيد خاصة، يمكن أن تظل مصدرًا غنيًا للبحث العلمي". ومع استمرار الغموض حول هوية المشتري، يبقى مصير أغلى صخرة مريخية في التاريخ معلقًا بين العلم والاقتناء الخاص.

سكاي نيوز عربية
منذ 7 أيام
- سكاي نيوز عربية
"سوذبيز" تطرح أكبر قطعة من المريخ على الأرض في مزاد علني
وتطرح دار سوذبيز الصخرة المعروفة باسم NWA 16788 ضمن مزاد خاص بالتاريخ الطبيعي، والذي يتضمن أيضا هيكلا عظميا لديناصور سيراتوصور صغيرا، يتجاوز ارتفاعه 6 أقدام (مترين) ويبلغ طوله نحو 11 قدما (3 أمتار). وقالت دار المزادات إن النيزك يعتقد أنه انفصل عن سطح كوكب المريخ نتيجة اصطدام كويكب ضخم به، قبل أن يقطع مسافة 225 مليون كيلومتر ليصل إلى الأرض، حيث سقط في الصحراء الكبرى. وأضافت الدار أن باحثا عن النيازك عثر عليه في النيجر في نوفمبر 2023. وأوضحت دار سوذبيز أن هذه الكتلة الصخرية ذات الألوان الحمراء والبنية والرمادية أكبر بنحو 70% من ثاني أكبر قطعة من المريخ تم اكتشافها على سطح الأرض ، وتبلغ أبعادها نحو 375 ملم × 279 ملم × 152 ملم. وقالت نائبة رئيس قسم العلوم و التاريخ الطبيعي في دار سوذبيز، كاساندرا هاتون، في مقابلة، إن "هذا النيزك المريخي هو أكبر قطعة من كوكب المريخ تم اكتشافها على الإطلاق بفارق كبير. لذا، فهو يزيد عن ضعف حجم ما كنا نعتقد سابقا أنه أكبر قطعة معروفة من المريخ". ويقام المزاد، الأربعاء المقبل، ضمن فعاليات "أسبوع المهووسين 2025"، الذي تنظمه دار سوذبيز ويضم 122 قطعة، من بينها نيازك أخرى وأحافير ومعادن ذات جودة عالية تشبه الأحجار الكريمة.


صحيفة الخليج
١٢-٠٧-٢٠٢٥
- صحيفة الخليج
أقدم مذنب جليدي يدخل النظام الشمسي
اكتشف علماء بالجمعية الفلكية الملكية البريطانية مذنبأً أطلق عليه «3I/ATLAS» ويعد أقدم مذنب تم رصده في تاريخ الفضاء. وهذا الجسم النجمي الغني بالجليد، الذي قد يعود تاريخه إلى 3 مليارات سنة، يعتبر ثالث جسم بين نجمي يدخل نظامنا الشمسي. ويبدو أن المذنب جاء من «القرص السميك» لمجرة درب التبانة، وهي منطقة تحتوي على نجوم قديمة. وأول رصد لهذا المذنب كان بداية يوليو/ تموز الجاري، عندما كان يبعد حوالي 670 مليون كيلومتر عن الشمس. العلماء يعتقدون أن هذا المذنب قد يكون أقدم من النظام الشمسي، ويمكن أن يكون قد تشكل حول نجم قديم، ما يجعله غنياً بالجليد المائي. ومع اقترابه من الشمس، سيبدأ في إطلاق الغاز والغبار مكوناً ذيله المميز. ويفتح هذا الاكتشاف أبواباً جديدة لفهم الأجسام بين النجمية ودورها في تكون النجوم والكواكب. ومن المتوقع أن يصبح المذنب مرئياً في أواخر 2025 وأوائل 2026 عبر تلسكوبات هواة.